إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

والد الرسول مات كافرا والعايذ بالله

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • والد الرسول مات كافرا والعايذ بالله

    السلام عليكم هذا لموضوع نشرفي احد المواقع الوهابية

    إهداء إلى كل الشيعيات مع إحترامي للكل
    نبذة عن الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه هو
    هو أبو عبد الله جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم
    وامه هي فاطمة بنت القاسم بن محمد بن ابي بكر, وامها اسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر, لذلك قال الامام الصادق: (ولدني ابو بكر مرتين).
    لا حظن يالشيعيات جد الامام جعفر هو ابوبكر الصديق رضي الله عنه
    بالله عليكن حكمن عقولكن هل امام جعفر (المعصوم عندكم غير المعصوم عندنا)
    يكون جده كافر ملعون؟ كيف بالله عليك ياجرووح؟ اوليس هو الامام المعصوم؟
    لماذا جعل الله ابوبكر احد اسباب وجوده وخروجه إلى الدنيا إذا كان مرتد وملعون؟


    فقمت برد عليها
    \نحن حكمنا عقولنا ولكن هل انتم هل حكمتم عقولكم عندما ادعيتم بأن والد الرسول - صلى الله عليه وسلم - عبد الله كان من الكافرين، وسوف يدخل النار مع الكافرين والعياذ بالله وبالنسبة لوالدة النبي - صلى الله عليه وسلم - فقد قال:وان استأذنت ربي أن أستغفر لأمي فلم يأذن لي، واستأذنته أن أزور قبرها فأذن لي، فزوروا القبور فإنها تذكر بالآخرة" رواه مسلم (976)

    اذا فكيف يكون الرسول ابوه كافر وسيدخل النار والعياذ بالله ؟ او ليس هو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
    لماذا جعل الله عبدالله احد اسباب وجوده وخروجه إلى الدنيا اذا كان كافراً وسيدخل النار ما لكم كيف تحكمون !!!!!!!!!!

    فردت علي

    بالله عليج ابو الرسول صلى الله عليه وسلم مات و هو مسلم ولا كافر؟!!!!!
    أولاً أبو الرسول صلى الله عليه وسلم عبدالله مات و الرسول صلى الله عليه وسلم ما زال جنين في بطن أمه يعني بعده ما انولد ........يعني مات قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم فكيف ما يعتبر كافر؟!!!!!
    ثانياً: وايدين من الرسل و الأنبياء عليهم الصلاة و السلام آبائهم و أمهاتهم ماتوا و هم كفار(مب بس والدين الرسول صلى الله عليه وسلم) و اكبر دليل على كلامي هاذا أبو سيدنا إبراهيم عليه الصلاة و السلام و أسمه آزر مات و هو كافر و قصته مذكوره في القرآن الكريم و كلنا نعرفها
    فهل يعتبر مسلم و لازم يدخل الجنه لآنه أبو سيدنا ابراهيم عليه الصلاة و السلام؟!!!!!! لأ
    و بعدين زيارة القبور مب حرام عندنا الا في حالتين:
    في حالة التبرك بهاذي القبور و أصحابها
    و في حالة الصياح و البكاء بصوت عالي و اللطم و تمزيق الثياب مثل ما كانوا الكفار يسون عند زيارة القبور

    فهل ممكن ان تساعدوني في الرد عليها
    \جزاءكم الله خير


  • #2
    السلام عليكم

    حياكم الله الحوارء الانسية

    نضيف في الموضوع:


    وقد قال السيوطي في (طراز العمامة في الفرق بين العمامة والقمامة) في بيان المسالك التي سلكها في إثبات إسلام أبوي النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم:
    «الثالث: إنّهما كانا على دين إبراهام، ما عبدا قطّ في عمرهما الأصنام، وأحاديث هذا المسلك قويّة السند، كثيرة العدد، عظيمة المدد، لا يقوم لردّها أحد».



    الحافظ السيوطي ـ مثلاً ـ ألّف رسائل عديدة في إثبات نجاة آباء رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، حتّى أنّه قال بكفر من يقول بكفر والدي النبي، ففي رسالته التي أسماها: (الدرج المنيفة في الآباء الشريفة):
    «نقلت من مجموع بخطّ الشيخ كمال الدين الشمني، والد شيخنا الإمام تقي الدين رحمه الله ما نصّه: سُئل القاضي أبوبكر ابن العربي عن رجل قال: إنّ آباء النبي صلّى الله عليه وسلّم في النار، فأجاب بأنّه ملعون; لأنّ الله تعالى قال: ( إنّ الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعدّ لهم عذاباً مهيناً )قال: ولا أذى أعظم من أن يقال عن أبيه: إنّه في النّار»(1).
    وقال في رسالته (الدوران الفلكي على ابن الكركي) في بيان الاُمور المستهجنة التي ذكر صدورها من السخاوي:
    «الثاني: إنّه تكلّم في حق والدي المصطفى بما لا يحلّ لمسلم ذكره، ولا يسوغ أن يجزم عليه فكره، فوجب علَيّ أنْ أقوم عليه بالإنكار، وأنْ أستعمل في تنزيه هذا المقام الشريف الأقلام والأفكار، فألّفت في ذلك ست مؤلّفات شحنتها بالفوائد وهي في الحقيقة أبكار، ومن ذا الذي يستطيع أنْ ينكر علَيّ قيامي في ذلك، أو يلقي نفسه في هذه المهالك، من أنكر ذلك أكاد أقول بكفره وأستغرق العمر في هجره».
    وقال السهيلي في (الروض الأنف):
    «وذكر قاسم بن ثابت في الحديث: إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم زار قبر اُمّه بالأبواء في ألف مقنّع، فبكى وأبكى: وهذا حديث صحيح.
    وفي الصحيح أيضاً أنّه قال: استأذنت ربّي في زيارة قبر اُمّي فأذن لي، واستأذنته أن أستغفر لها فلم يأذن لي.
    وفي مسند البزّار من حديث بريدة: إنّه عليه السلام حين أراد أن يستغفر لاُمّه، ضرب جبرئيل في صدره وقال: لا تستغفر لمن مات مشركاً، فرجع حزيناً.
    وفي الحديث زيادة في غير الصحيح: إنّه سئل عن بكائه، فقال: ذكرت ضعفها وشدّة عذاب الله، إن كان صحَّ هذا.
    وفي حديث آخر ما يصحّحه وهو أنّ رجلاً قال له: يا رسول الله! أين أبي؟ فقال: في النار، فلمّا ولّى الرجل قال عليه السلام له: إنّ أبي وأباك في النّار.
    وليس لنا أنْ نقول هذا في أبويه صلّى الله عليه وسلّم، لقوله صلّى الله عليه وسلّم: لا تؤذوا الأحياء بسبب الأموات، والله عزّ وجلّ يقول: ( إنّ الذين يؤذون الله ورسوله ) الآية»(2).
    والواقع: إنّ السهيلي متذبذب مضطربٌ في هذا المقام، ويزيد ذلك وضوحاً قوله بعد ذلك:
    «وإنّما قال النبي صلّى الله عليه وسلّم لذلك الرجل هذه المقالة، لأنّه وجد في نفسه، وقد قيل: إنّه قال: أين أبوك أنت، فحينئذ قال ذلك.
    وقد روى معمر بن راشد بغير هذا اللفظ، فلم يذكر أنّه قال له: إنّ أبي وأباك في النّار، ولكن ذكر أنّه قال له: إذا مررت بقبر كافر فبشّره بالنّار.
    وروي في حديث غريب لعلّه أن يصحّ ـ وجدته بخطّ جدّي أبي عمرو ـ إنّ أحمد بن أبي الحسن القاضي رحمه الله ـ بسند فيه مجهولون ـ ذكر أنّه نقله من كتاب انتسخ من كتاب معوذ بن داود بن معوذ الزاهد، يرفعه إلى أبي الزناد عن عروة عن عائشة: اُخبرت أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم سأل ربّه أن يحيي أبويه، فأحياهما له وآمنا به ثمّ ماتا.
    والله قادر على كلّ شيء، وليس تعجز رحمته وقدرته عن شيء، ونبيّه أهل أن يخصّه بما شاء من فضله وينعم عليه بما شاء من كرامته، صلّى الله عليه وسلّم»(3).
    بل رجع إلى قول أسلافه الموجب للّعن ووافق عليه، في موضع آخر من كتابه، حيث قال في غزوة اُحد:
    «ووقع في هذه الغزوة: إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم جمع لسعد أبويه فقال له: إرم فداك أبي واُمّي. وروى الترمذي من طريق علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: ما سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول لأحد فداك أبي واُمّي إلاّ لسعد. وقال في رواية اُخرى عنه: ما جمع رسول الله أبويه إلاّ لسعد.
    والرواية الاُولى أصحّ والله أعلم; لأنّه أخبر فيها أنّه لم يسمع، وقد روى الزبير بن العوام أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم جمع له أيضاً أبويه وقال له كما قال لسعد، ورواه عنه ابنه عبدالله بن الزبير، وأسنده في كتاب أنساب قريش الزبير ابن أبي بكر.
    وفقه هذا الحديث أنّه جائز هذا الكلام لمن كان أبواه غير مؤمنين، وأمّا من كان أبواه مؤمنين فلا; لأنّه كالعقوق لهما. كذلك سمعت شيخنا أبابكر يقول في هذه المسألة».
    ومن الذين قالوا بالحقّ ودافعوا عنه: ابن حجر المكي، حتّى أنّه اعترض على قول أبي حيّان الأندلسي بانحصار القول بإيمان آباء النبي بالإماميّة، فقد ذكر القسطلاني في (المواهب اللدنيّة):
    «نقل الإمام أبو حيان في البحر عند تفسير قوله تعالى ( وتقلّبك في السّاجدين ) إنّ الرافضة هم القائلون إنّ آباء النبي صلّى الله عليه وسلّم كانوا مؤمنين، مستدلّين بقوله تعالى: ( وتقلّبك في السّاجدين ) وبقوله عليه السلام: لم أزل أنقل من أصلاب الطاهرين، الحديث»(4).
    قال شارحه الشبراملسي في (تيسير المطالب السنيّة):
    «قوله: ونقل الإمام أبو حيان...
    قال الشهاب ابن حجر في كتابه: النعمة الكبرى على العالم بمولد سيّد بني آدم: وقول بعضهم: ونقل أبو حيان... سوء تصرّف منه، لأنّه ـ أعني ناقل هذا الكلام عن أبي حيان ـ لو كان له أدنى مسكة من علم أو فهم لتعقّب ما قاله أبو حيان أنّ الرافضة هم القائلون.. وقال له: هذا الحصر باطل منك، أيّها النحوي البعيد عن مدارك الاُصول والفروع. كيف؟ وأئمّة الأشاعرة من الشافعيّة وغيرهم ـعلى ما مرّ التصريح به ـ في نجاة سائر آبائه صلّى الله عليه وسلّم كبقيّة أهل الفترة، فلو كنت ذا إلمام بذلك لما حصرت نقل ذلك عن الرافضة وزعمت أنّهم المستدلّون عليه بالآية والحديث. وهذا الفخر الرازي من أكابر أئمّة أهل السنّة قد استدلّ بهما ونقل ذلك عن غيره، فليتك أيّها الناقل عن أبي حيّان سكتَّ عن ذلك، ووقيت عرضك وعرضه من رشق سهام الصواب فيهما».
    وهذا كلام ابن حجر المكي في (المنح المكيّة ـ شرح القصيدة الهمزيّة):
    «وقول أبي حيان: إنّ الرافضة هم القائلون بأنّ آباء النبي صلّى الله عليه وسلّم مؤمنون غير معذَّبين، مستدلّين بقوله تعالى: ( وتقلّبك في الساجدين ).
    فلك ردّه: بأنّ مثل أبي حيّان إنّما يرجع إليه في علم النحو وما يتعلّق بذلك، وأمّا المسائل الاُصوليّة فهو عنها بمعزل، كيف والأشاعرة ومن ذكر معهم ـ فيما مرّ آنفاً ـ على أنّهم مؤمنون، فنسبة ذلك للرافضة وحدهم ـ مع أنّ هؤلاء الذين هم أئمّة أهل السنّة قائلون به ـ قصور وأيّ قصور، تساهل وأيّ تساهل»(5).
    فثبت ـ والحمد لله ـ أنّ القائلين بالقول الحقّ هم أهل الحقّ، وأنّ كثيراً من غيرهم أيضاً يشاركونهم في هذا القول.
    وقال السيوطي في (الدرج المنيفة في الآباء الشريفة):
    «الدرجة الثالثة: أنّهما كانا على التوحيد ودين إبراهيم عليه السّلام، كما كان على ذلك طائفة من العرب، كزيد بن نفيل وقس بن ساعدة و ورقة بن نوفل وعمير ابن حبيب الجهني وعمر بن عنبسة، في جماعة آخرين، وهذه طريقة الإمام فخرالدين الرازي وزاد: إن آباء النبي صلّى الله عليه وسلّم كلّهم إلى آدم على التوحيد ودين إبراهيم، لم يكن فيهم شرك.
    قال: ممّا يدلّ على أنّ آباءه صلّى الله عليه وسلّم ما كانوا مشركين: قوله صلّى الله عليه وسلّم: لم أزل أُنقل من أصلاب الطاهرين إلى أرحام الطاهرات، وقال تعالى: ( إنّما المشركون نَجَسٌ ) فوجب أن لا يكون أحد من أجداده مشركاً.
    قال: ومن ذلك قوله تعالى: ( الذي يراك حين تقوم وتقلّبك في الساجدين )معناه أنّه ينقل نوره من ساجد إلى ساجد.
    قال: وبهذا التقرير، فالآية دالّة على أنّ جميع آباء محمّد صلّى الله عليه وسلّم كانوا مسلمين.
    قال: وحينئذ يجب القطع بأنّ والد إبراهيم ما كان من الكافرين، إنّما كان ذاك عمّه، أقصى ما في الباب أن يحمل قوله تعالى ( وتقلّبك في الساجدين )على وجوه اُخرى، وإذا وردت الروايات بالكلّ ولا منافاة بينهما، وجب حمل الآية على الكلّ، وبذلك يثبت أنّ والد إبراهيم ما كان من عبدة الأوثان، وإنّ آزر لم يكن والده بل كان عمّه، إنتهى ملخّصاً.
    وقد وافقه على الإستدلال بالآية الإمام الماوردي صاحب الحاوي الكبير من أئمّة أصحابنا.
    وقد وجدت ما يعضد هذه المقالة من الأدلّة ما بين مجمل ومفصّل; فالمجمل: دليل مركّب من مقدّمتين: إحداهما: أنّ الأحاديث الصحيحة دلّت على أنّ كلّ أصل من اُصوله صلّى الله عليه وسلّم من أبيه إلى آدم خير أهل زمانه. والثانية: إنّ الأحاديث والآثار دلّت على أنّ الله لم يخل الأرض من عهد نوح إلى بعثة النبي صلّى الله عليه وسلّم من ناس على الفطرة، يعبدون الله ويوحّدونه ويصلّون له وبهم يحفظ الأرض، ولولاهم لهلكت الأرض ومن عليها.
    ومن أدلّة المقدّمة الاُولى حديث البخاري: بعثت من خير قرن بني آدم، قرناً فقرناً، حتّى بعثت من القرن الذي كنت فيه.
    وحديث البيهقي: ما افترقت الناس فرقتين إلاّ جعلني الله في خيرهما، فاُخرجت من بين أبوي فلم يصبني شيء من عهد الجاهليّة، وخرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح، من لدن آدم حتّى انتهيت إلى أبي واُمّي; فأنا خيركم نفساً وخيركم أباً.
    وحديث أبي نعيم وغيره: لم يزل الله ينقلني من الأصلاب الطيّبة إلى الأرحام الطاهرة مصفّى مهذّباً، لا يتشعّب شعبتان إلاّ كنت في خيرهما.
    في أحاديث كثيرة.
    ومن أدلّة المقدّمة الثانية: ما أخرجه عبدالرزاق في المصنّف، وابن المنذر في تفسيره ـ بسند صحيح على شرط الشيخين ـ عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: لم يزل على وجه الأرض من يعبد الله عليها.
    وأخرج الإمام أحمد بن حنبل في الزهد، والخلاّل في كرامات الأولياء ـ بسند صحيح على شرط الشيخين ـ عن ابن عبّاس رضي الله عنه: ماخلت الأرض من بعد نوح من شعبة يدفع الله بهم عن أهل الأرض.
    في آثار اُخر.
    وإذا قرنت بين هاتين المقدمتين، اُنتج منهما قطعاً: أنّ آباء النبي صلّى الله عليه وسلّم لم يكن فيهم شرك; لأنّه قد ثبت في كلّ منهم أنّه خير قرنه، فإن كان الناس الذين هم على الفطرة هم آباؤه فهو المدّعى، وإن كان غيرهم وهم على الشرك، لزم أحد الأمرين: إمّا أن يكون المشرك خيراً من المسلم، وهو باطل بنصّ القرآن والإجماع، وإمّا يكون غيرهم خيراً منهم، وهو باطل، لمخالفته الأحاديث الصحيحة.
    فوجب قطعاً أن لا يكون فيهم مشرك، ليكونوا خير أهل الأرض، كلّ في قرنه»(6).
    وقال ابن حجر بشرح:
    «لم تزل في ضمائر الكون *** تختار لك الاُمّهات والآباء»
    قال ما نصّه:
    «تنبيه: لك أن تأخذ من كلام الناظم، الذي علمت أنّ الأحاديث مصرّحة به لفظاً في أكثره ومعنى في كلّه: أنّ آباء النبي صلّى الله عليه وسلّم ـ غير الأنبياء ـ واُمّهاته إلى آدم وحوّاء ليس فيهم كافر; لأنّ الكافر لا يقال في حقّه أنّه مختار ولاكريم ولا طاهر بل نجس كما في آية ( إنّما المشركون نَجَسٌ ).
    وقد صرّحت الأحاديث السابقة بأنّهم مختارون، وأنّ الآباء كرام، وإنّ الاُمّهات طاهرات.
    وأيضاً: فهم إلى إسماعيل كانوا من أهل الفترة، وهم في حكم المسلمين بنصّ الآية الآتية، وكذا من بين كلّ رسولين.
    وأيضاً: قال تعالى: ( وتقلّبك في الساجدين ) على أحد التفاسير فيه: أنّ المراد ينقل نوره من ساجد إلى ساجد. وحينئذ، فهذا صريح في أنّ أبوي النبي صلّى الله عليه وسلّم ـ آمنة وعبدالله ـ من أهل الجنّة، لأنّهما أقرب المختارين له صلّى الله عليه وسلّم.
    وهذا هو الحقّ، بل في حديث ـ صحّحه غير واحد من الحفّاظ ولم يلتفتوا لمن طعن فيه ـ: أنّ الله تعالى أحياهما فآمنا به. خصوصيّة لهما وكرامة له عليه السلام.
    فقول ابن دحية يردّه القرآن والإجماع، ليس في محلّه; لأنّ ذلك ممكن شرعاً وعقلاً، على جهة الكرامة والخصوصيّة، فلا يردّه قرآن ولا إجماع.
    وكون الإيمان لا ينفع بعد الموت. محلّه في غير الخصوصيّة والكرامة.
    وقد صحّ أنّه عليه السلام ردّت عليه الشمس بعد مغيبها فعاد الوقت حتّى صلّى عليّ العصر أداء، كرامة له صلّى الله عليه وسلّم، فكذا هنا، وطعن بعضهم في صحّة هذا بما لا يجدي أيضاً.
    وخبر أنّه تعالى لم يأذن لنبيّه صلّى الله عليه وسلّم في الإستغفار لأبويه، إمّا كان قبل إحيائهما له وإيمانهما به، أو أنّ المصلحة اقتضت تأخير الإستغفار لهما عن ذلك الوقت، فلم يؤذن له فيه حينئذ.
    فإن قلت: إذا قرّرتم أنّهما من أهل الفترة، وأنّهم لا يعذّبون، فما فائدة الإحياء؟
    قلت: فائدته إتحافهما بكمال لم يحصل لأهل الفترة; لأنّ غاية أمرهم أنّهم اُلحقوا بالمسلمين في مجرّد السلامة من العقاب، وأمّا مراتب الثواب العليّة فهم بمعزل عنها، فاُتحفا بمرتبة الإيمان زيادة في شرف كمالهما لحصول تلك المراتب لهما. وفي هذا مزيد ذكرته في الفتاوى.
    ولا يرد على الناظم آزر، فإنه كافر مع أنّ الله تعالى ذكر في كتابه العزيز أنّه أبو إبراهيم صلوات الله وسلامه عليه، وذلك لأنّ أهل الكتابين أجمعوا على أنّه لم يكن أباً حقيقة وإنّما كان عمّه، والعرب تسمّى العمّ أباً، بل في القرآن ذلك، قال تعالى: ( وإله آبائي إبراهيم وإسماعيل ) مع أنّه كان عمّ يعقوب، بل لو لم يجمعوا على ذلك وجب تأويله بهذا جمعاً بين الأحاديث، وأمّا من أخذ بظاهره ـكالبيضاوي وغيره ـ فقد تساهل واستروح»(7).
    هذا، والأعجب من ذلك كلّه: قدح جماعة من أئمّتهم في نسب النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، بدعوى أنّ كنانة زوجة خزيمة قد مكَّنت أباها من نفسها، فكان النضر بن كنانة، وهو من أجداده صلّى الله عليه وآله وسلّم... أعاذنا الله من الإفتراء والبهتان والإرتباك في العمى والخذلان، وتفصيل هذه القصّة الشنيعة في (الروض الأنف) و(المعارف) وغيرهما من كتب القوم(8).
    (1) الدرج المنيفة في الآباء الشريفة (ضمن الرسائل العشر) : 42 .
    (2) الروض الانف 2 : 185 ـ 186 بتفاوت يسير .
    (3) الروض الانف 2 : 187 .
    (4) المواهب اللدنيّة بالمنح المحمّديّة 1 : 92 .
    (5) المنح المكيّة ـ شرح القصيدة الهمزيّة : 27 .
    (6) الدرج المنيفة في الآباء الشريفة (ضمن الرسائل العشر) : 32 ـ 34 .
    (7) المنح المكيّة ـ شرح القصيدة الهمزيّة : 25 ـ 26 .
    (8) الروض الانف 2 : 356 ـ 357 ، المعارف لابن قتيبة : 130 .

    تعليق


    • #3
      السلام عليكم

      تتمة

      وإليك نصّ كلام الرازي(التفسير الكبير):
      «قالت الشيعة: أنّ أحداً من آباء الرسول وأجداده ما كان كافراً، وأنكروا أن يقال أنّ والد إبراهيم كان كافراً، وذكروا أنّ آزر كان عمّ إبراهيم عليه السلام وما كان والداً له، واحتجّوا على قولهم بوجوه:
      الحجّة الاُولى: إنّ آباء الأنبياء ما كانوا كفّاراً، ويدلّ عليه وجوه: منها قوله تعالى: ( الذي يراك حين تقوم وتقلّبك في الساجدين قيل: معناه أنّه كان ينقل روحه من ساجد إلى ساجد، وبهذا التقرير فالآية دالّة على أنّ جميع آباء محمّد عليه السلام كانوا مسلمين، وحينئذ، يجب القطع بأنّ والد إبراهيم كان مسلماً.
      فإن قيل: ( وتقلّبك في الساجدين ) يحتمل وجوهاً اُخرى:
      أحدها: أنّه لمّا نسخ فرض قيام اللّيل، طاف الرسول عليه السلام تلك اللّيلة على بيوت أصحابه لينظر ماذا يصنعون، لشدّة حرصه على ما يظهر منهم من الطاعات، فوجدها كبيوت الزنابير، لكثرة ما يسمع من أصوات قراءتهم وتسبيحهم وتهليلهم، فالمراد من قوله ( وتقلّبك في الساجدين ) طوافه صلوات الله عليه تلك اللّيلة على الساجدين.
      وثانيها: المراد أنّه عليه السلام كان يصلّي بالجماعة، فتقلّبه في الساجدين معناه: كونه فيما بينهم ومختلطاً بهم حال القيام والركوع والسجود.
      وثالثها: أن يكون المراد أنّه لا يخفى حالك على الله كلّما قمت وتقلّبت مع الساجدين في الاشتغال باُمور الدين.
      ورابعها: المراد تقلّب بصره فيمن يصلّي خلفه، والدليل عليه قوله عليه السلام: أتمّوا الركوع والسجود فإنّي أراكم من وراء ظهري.
      فهذه الوجوه الأربعة ممّا يحتملها ظاهر الآية، فسقط ما ذكرتم.
      والجواب: لفظ الآية محتمل للكلّ، وليس حمل الآية على البعض أولى من حملها على الباقي، فوجب أن نحملها على الكلّ، وحينئذ حصل المقصود.
      وممّا يدلّ أيضاً على أنّ أحداً من آباء محمّد عليه السلام ما كان من المشركين: قوله عليه السلام: «لم أزل أُنقل من أصلاب الطاهرين إلى أرحام الطاهرات»، وقال تعالى: ( إنّما المشركون نَجَسٌ )وذلك يوجب أن يقال: أنّ أحداً من أجداده ما كان من المشركين.
      إذا ثبت هذا فنقول: ثبت بما ذكرنا أنّ والد إبراهيم عليه السلام ما كان مشركاً، وثبت أنّ آزر كان مشركاً، فوجب القطع بأنّ والد إبراهيم كان إنساناً آخر غير آزر....

      تعليق


      • #4
        احسنتم الله و مأجورين

        تعليق


        • #5
          عظم الله اجورنا واجوركم و جزاءكم الله خير مولانا على هذه الادلة الساطعة وستكون رداً على الناصبين لال البيت العداوة

          تعليق


          • #6
            احسن الله اليكم اختي الفاضلة

            تعليق


            • #7
              المشاركة الأصلية بواسطة الحوراء الانسية
              السلام عليكم هذا لموضوع نشرفي احد المواقع الوهابية

              إهداء إلى كل الشيعيات مع إحترامي للكل
              نبذة عن الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه هو
              هو أبو عبد الله جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم
              وامه هي فاطمة بنت القاسم بن محمد بن ابي بكر, وامها اسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر, لذلك قال الامام الصادق: (ولدني ابو بكر مرتين).
              لا حظن يالشيعيات جد الامام جعفر هو ابوبكر الصديق رضي الله عنه
              بالله عليكن حكمن عقولكن هل امام جعفر (المعصوم عندكم غير المعصوم عندنا)
              يكون جده كافر ملعون؟ كيف بالله عليك ياجرووح؟ اوليس هو الامام المعصوم؟
              لماذا جعل الله ابوبكر احد اسباب وجوده وخروجه إلى الدنيا إذا كان مرتد وملعون؟





              حياكم الله اختي

              بالنسبة الىهذا الحديث لم يثبت من طريق الشيعة بل نقل من طريق اهل السنة

              و لذا احسن التحقيق بالعجالة في المقام ما حققه السيد جعفر مرتضى حفظه الله



              السؤال(16):
              ذكر بعضهم في خطبة له في يوم الجمعة مؤخراً: أن الإمام الصادق [عليه السلام] قال: «ولدني أبو بكر مرتين..».

              وهذا الشخص يدعونا دائماً إلى الفكر والعقل والدراسة، وهذا يدل على أنه هو قد حقق هذا الحديث عن الإمام الصادق [عليه السلام]، ورأى أن من واجبه أن يعلمه للناس.. فهل هذا صحيح؟!

              الجواب:
              إن هذا الحديث الذي تتحدث عنه هو مما يستدل به أهل السنة على الشيعة لتصويب خلافة أبي بكر، فراجع ما ذكره ابن حجر الهيثمي، وفضل بن روزبهان(1). وقد رد عليهم علماؤنا الأبرار رحمهم الله تعالى استدلالاتهم تلك.

              ولا حاجة إلى ذكر ما استدل به اولئك، وما أجاب به هؤلاء..(2)

              ـــــــــــــــ

              (1) الصواعق المحرقة ص84 ط دار الكتب العلمية سنة 1408هـ وكلام ابن روزبهان في دلائل الصدق ج1 ص76.

              (2) راجع على سبيل المثال: إحقاق الحق للتستري ص64 ـ 67 ودلائل الصدق ج1 ص82 و83 والصوارم المهرقة ص253 والبحار ج29 ص651.

              ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ

              /صفحة 72/

              فإن هذا ليس هو محط نظرنا هنا..

              إن كان هذا الشخص قد أورد هذا الحديث ليرد عليه. فهو شيعي يسعى إلى تثبيت عقائد الناس، ونحن ندعو له بالتوفيق والتسديد..

              وإن كان قد أورده ليثقف به جماعة أهل السنة، فهو سني بلا ريب.

              وإن كان قد ذكره ليثقف به الشيعة أتباع مدرسة أهل البيت [عليهم السلام]، دون أن يعلق عليه، ويبين لهم وجه الصواب والخطأ فيه؛ فهو إنسان ليس بشيعي، جزماً، بل هو ـ كما يظهر ـ يسعى لإلقاء هذا النوع من الأحاديث لتصبح جزء من ثقافة الناس بصورة عفوية، ثم يأتي اليوم الذي يقول فيه للناس: إنه لا مشكلة بين الأئمة [عليهم السلام] وبين أبي بكر، وإنما المشكلة هي بين من ينسبون أنفسهم إلى الأئمة [عليهم السلام] وبين أبي بكر..

              وهذا أسلوب غير سليم، يهدف إلى استغلال غفلة الناس، وبراءتهم، وطيب نواياهم.

              وعلى كل حال، فإن هذه الكلمة: «ولدني أبو بكر مرتين» قد نسبت إلى الإمام الصادق [عليه السلام] في بعض كتب أهل السنة وهي في الأكثر كتب التراجم، ووردت أيضاً في بعض آخر من غيرها. على طريقة إلقاء الكلام على عواهنه، من دون نظر ومناقشة إسناده، صحة

              ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ

              /صفحة 73/

              وضعفاً(1).

              فالرواية إذن سنية، وليست شيعية، وهي كما ذكرها الدارقطني التالية:

              الدارقطني: عن أحمد بن محمد بن إسماعيل الآدمي، عن محمد بن الحسين الحنيني، عن عبد العزيز بن محمد الأزدي، عن حفص بن غياث قال: سمعت جعفر بن محمد يقول: «ما أرجو من شفاعة علي شيئاً إلا وأنا أرجو من شفاعة أبي بكر مثله. لقد ولدني مرتين..»(2).

              ونقول: إننا نسجل هنا على هذا الحديث النقاط التالية:

              أولاً: قد ذكر القرماني: أن أم الإمام الصادق [عليه السلام] هي «أم فروة

              ـــــــــــــــ

              (1) راجع: تهذيب التهذيب ج2 ص103 وتذكرة الحفاظ ج1 ص166 وعمدة الطالب ص176 مطبعة الصدر سنة 1417هـ قم وغاية الاختصار ص100 وكشف الغمة ج2 ص161 ط سنة 1381 هـ. المطبعة العلمية قم المقدسة عن الجنابذي وعن جواهر الكلام لابن وهيب ص13 وسير أعلام النبلاء ج6 ص255 والصواعق المحرقة ص84 وأورده السيد الخوئي في مستند العروة كتاب الخمس ج1 ص317 وتنقيح المقال ج3 ص73 وعن الدر المنثور ج1 ص240 ولم أجده.

              (2) تهذيب الكمال ج5 ص81 و82 وراجع: سير أعلام النبلاء ج2 ص259 وطبقات الحفاظ ج1 ص167 ونقل عن تاريخ دمشق ج44 ص455.

              ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ

              /صفحة 74/

              بنت القاسم بن محمد بن أبي سمرة»(1).

              وعدم ورود القاسم بن محمد بن أبي سمرة في كتب الرجال لا يعني أنه شخصية موهومة، إذ ما أكثر الشخصيات الحقيقية التي أهمل التاريخ ذكرها لأكثر من سبب..

              ولعل هذا هو السبب في أن الشهيد قد اكتفى بالقول: «أم فروة بنت القاسم بن محمد»(2).

              ثانياً: هناك جماعة ـ ومنهم الجنابذي ـ تقول: إن أم فروة هي جدة الإمام الباقر [عليه السلام] لأمه، وليست زوجته، ولا هي أم الإمام الصادق [عليه السلام](3).

              ولعل شهرة القاسم بن محمد بن أبي بكر تجعل اسمه دون سواه يسبق إلى ذهن الرواة، فإذا كتبوا القاسم بن محمد، فإنهم يضيفون كلمة «ابن أبي بكر»، جرياً على الإلف والعادة.

              أضف إلى ذلك: أن القاسم بن محمد أكثر من رجل، كما يعلم من مراجعة كتب التاريخ والتراجم..

              ثالثاً: إن الرواية ضعيفة السند، فإنها ـ كما قلنا ـ لم ترو من طرق

              ـــــــــــــــ

              (1) أخبار الدول وآثار الأول [مطبوع بهامش الكامل في التاريخ سنة 1302 هـ] ج1 ص234.

              (2) راجع: البحار ج47 ص1.

              (3) كشف الغمة ج2 ص120 ط سنة 1381 هـ المطبعة العلمية ـ قم وناسخ التواريخ، حياة الإمام الصادق ج1 ص11 والبحار ج46 ص218.

              ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ

              /صفحة 75/

              شيعة أهل البيت [عليهم السلام]، فكيف صح لهذا البعض أن ينسب هذا القول إلى الإمام [عليه السلام] من دون أن يَتثبَّت من صحة الرواية؟!

              رابعاً: إن الإمام الصادق [عليه السلام] ليس بحاجة إلى الشفاعة ليرجوها من أبي بكر..

              خامساً: إن شفاعة رسول الله محمد [صلى الله عليه وآله]، هي التي ترتجى وتطلب، فكيف يطلب حفيد الرسول الأعظم [صلى الله عليه وآله] الشفاعة من أبي بكر، ويترك جدّه الرسول [صلى الله عليه وآله]؟!

              وأبو بكر ومن هم على شاكلته بحاجة إلى شفاعته [صلى الله عليه وآله]..

              فهو[صلى الله عليه وآله] الذي يشفع لمن يستحق الشفاعة، ويساق من لا يستحقها إلى الجحيم، وإلى العذاب الأليم..

              ولماذا رجا شفاعة أبي بكر، ولم يرج شفاعة سلمان مثلاً.

              فإن كان قد تعلق أمله بشفاعة أبي بكر، وعلي، لأجل القرابة، فهو أمر يستحيل أن يمر في ذهن الإمام [عليه السلام] خصوصاً وأن القرآن الكريم قد صرح برفض هذا المنطق وأدانه، فقد قال تعالى: {يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ}(1).

              وقال تعالى: {لاَ يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلاَ مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْداً}(2).

              ـــــــــــــــ

              (1) سورة عبس 34 ـ 36.

              (2) سورة عبس 34 ـ 36.

              ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ

              /صفحة 76/

              فالقرابات النسبية مجردةً إذن ليست هي المعيار.

              كما أن الشفاعة إنما هي مقام ومنصب يعطيه الله لأشخاص معينين، هم صفوة الخلق، قد عهد الله إليهم بالشفاعة بالمذنبين من أمته.. والإمام الصادق [عليه السلام] هو أحد هؤلاء الصفوة الذين يشفعون في الأمة بدون ريب..

              سادساً وأخيراً: إن بيت أبي بكر قد عرف بالمهانة والذل، فلاحظ ما يلي:

              1ـ قال عوف بن عطية:

              وأمـا الأ لأمان بنـو عدي وتيـم حين تزدحم الأمــور

              فلا تشهد بهم فتيان حـرب ولكن ادن من حلب وعير(1)

              إذا رهنوا رمـاحهم بزبـد فإن رماح تيـم لا تضير(2)

              2ـ ذكر البلاذري: أن أبا سفيان قال لعلي [عليه السلام]: «يا علي بايعتم رجلاً من أذل قبيلة من قريش»(3).

              3ـ حين بويع أبو بكر نادى أبو سفيان: «غلبكم على هذا الأمر أذل أهل بيت في قريش».

              وفي نص الحاكم: «ما بال هذا الأمر في أقل قريش قلة، وأذلها

              ـــــــــــــــ

              (1) كذا في المصدر وهذا من الإقواء الذي قد يحصل في بعض الموارد.

              (2) طبقات الشعراء لابن سلام ص38.

              (3) أنساب الأشراف، قسم حياة النبي [صلى الله عليه وآله] ص588.

              ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ

              /صفحة 77/

              ذلة؟! يعني أبا بكر»(1).

              4ـ حج أبو بكر ومعه أبو سفيان، فرفع صوته عليه، فقال أبو قحافة: اخفض صوتك يا أبا بكر عن ابن حرب.

              فقال أبو بكر: «يا أبا قحافة، إن الله بنى في الإسلام بيوتاً كانت غير مبنية، وهدم بيوتاً كانت في الجاهلية مبنية. وبيت أبي سفيان مما هدم»(2).

              5ـ قد روي عن الإمام الصادق [عليه السلام] قوله عن محمد بن أبي بكر رحمه الله: أنجب النجباء من أهل بيت سوء، محمد بن أبي بكر(3). وبمعناه غيره..

              وبعدما تقدم نقول: لو فرضنا صحة هذه الرواية، أعني رواية: ولدني أبو بكر مرتين، وقد عرفت أنها غير صحيحة جزماً، لكن فرض المحال ليس بمحال.

              ـــــــــــــــ

              (1) راجع: الصحيح من سيرة النبي الأعظم [صلى الله عليه وآله] ج3 ص98 والمصنف للصنعاني ج5 ص451 ومستدرك الحاكم ج3 ص78 عن ابن عساكر، وأبي أحمد الدهقان وراجع: الكامل لابن الأثير ج2 ص326 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص944 والنزاع والتخاصم ص19 وكنز العمال ج5 ص383 و385 عن ابن عساكر وأبي أحمد الدهقان.

              (2) راجع: النزاع والتخاصم ص19 والغدير للعلامة الأميني ج3 ص353 عنه.

              (3) رجال الكشي ص63 ط جامعة مشهد عنه في قاموس الرجال ج9 ص19 ط جماعة المدرسين.

              ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ

              /صفحة 78/

              وكذا لو صح انتساب الإمام [عليه السلام] إلى أبي بكر من جهة أمه، وقد تقدم ما يوجب الريب في ذلك.

              نعم، لو صح ذلك كله، فلا بد من حملها على أنه [عليه السلام] أراد بيان أمر واقع ـ ربما لأجل دفع الشر عن ضعفاء شيعته..

              ولم يقل ذلك اعتزازاً منه بالانتساب إلى أبي بكر، وإلى بيته، فإن من ينتسب إلى رسول الله [صلى الله عليه وآله]، لا يفتخر بالانتساب إلى أحد سواه، وكيف يفتخر ويعتز بمن ظلم جدته الزهراء [عليها السلام]، وأوصل إليها أعظم الأذى، حتى ماتت شهيدة مظلومة واجدة عليه، هاجرة له؟!

              والحمد لله، والصلاة والسلام على رسوله محمد وآله الطاهرين

              تعليق


              • #8
                المشاركة الأصلية بواسطة الحوراء الانسية
                و بعدين زيارة القبور مب حرام عندنا الا في حالتين:
                في حالة التبرك بهاذي القبور و أصحابها
                و في حالة الصياح و البكاء بصوت عالي و اللطم و تمزيق الثياب مثل ما كانوا الكفار يسون عند زيارة القبور

                فهل ممكن ان تساعدوني في الرد عليها
                \جزاءكم الله خير


                حياكم الله
                بالنسبة الى التبرك سيرة المسلمين من صدر الاسلام على جوازه

                ونحن نذكر لكم بعض الصحابة الذين تبرّكوا بقبر رسول الله (ص) لتقفوا على الحقيقة .
                1 ـ عن علي (ع) قال : لما رمس رسول الله (ص) جاءت فاطمة ـ رضي الله تعالى عنها ـ فوقفت على قبره (ص) وأخذت قبضة من تراب القبر ووضعت على عينها ، وبكت وأنشات تقول : ماذا على من شمّ تربة أحمدان لا يشمّ مدى الزمان غوالياصبّت عليّ مصائب لو أنّهاصبّت على الايام عدن لياليـا اخرجه : ابن الجوزي في الوفا في فضائل المصطفى : ص819 ح1538 .
                العسقلاني في المواهب اللدنيّة : 4 / 563 .
                القاري في شرح الشمائل : 2 / 210 ، وغيرهم .
                2 ـ عن أبي الدرداء قال : إنّ بلالاً ـ مؤذّن النبي (ص) ـ رأى في منامه رسول الله (ص) وهو يقول : ما هذه الجفوة يا بلال ؟ أما آن لك أن تزورني يا بلال ؟ فانتبه حزينا وجلاً خائفاً ، فركب راحلته وقصد المدينة ، فأتى قبر النبي (ص) فجعل يبكي عنده ويمرّغ وجهه عليه، فأقبل الحسن والحسين (رضي الله عنهما) فجعل يضمّهما ويقبّلهما .
                اخرجه : ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق : 7 / 137 رقم 493 .
                ابن الأثير في أسد الغابة : 1 / 244 رقم 493 .
                المقدسي في تهذيب الكمال : 4 / 289 رقم 782 ، وغيرهم .
                3 ـ عن علي (ع) قال : قدم علينا اعرابي بعدما دفنّا رسول الله (ص) بثلاثة أيّام ، فرمى بنفسه على قبر النبي (ص) وحثا من ترابه على رأسه وقال : يا رسول الله قلتَ فسمعنا قولك ، ووعيت عن الله سبحانه فوعينا عنك ، وكان فيما أنزل عليك : ( ولو أنّهم اذ ظلموا أنفسهم جاؤوك ) الاية . وقد ظلمت نفسي وجئتك تستغفر لي . فنودي من القبر : قد غفر لك .
                اخرجه : العسقلاني في المواهب اللدنيّة : 4 / 583 .
                الحمزاوي المالكي في مشارق الانوار : 1 / 121 .
                السمهودي في وفاء الوفا : 4 / 1399 ، وغيرهم .

                ثم بالإضافة إلى هذه الأحاديث ، نذكر أحاديث أخرى دالة على تبرك الصحابة وغيرهم ، منها :
                الحديث الأول : عن داود بن أبي صالح قال : أقبل مروان يوماً ، فوجد رجلاً واضعاً وجهه ـ جبهته ـ على القبر ، فأخذ مروان برقبته ، ثم قال : هل تدري ما تصنع ؟
                فأقبل عليه ��?، فإذا أبو أيّوب الأنصاري ، فقال : نعم إنّي لم آتف الحجر ، إنَّما جئت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ولم آتف الحجر ، سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : لا تبكوا على الدين إذا وليه أهله ، ولكن ابكوا على الدين إذا وليه غير أهله .
                ذكره منهم :
                1ـ الحاكم في المستدرك 4 / 515 ، وصحّحه هو والذهبي في تلخيصه .
                2ـ يحيى بن الحسن الحسيني في أخبار المدينة ، بإسناد آخر عن المطلب بن عبد الله بن حنطب ، كما في شفاء السقام للسبكي 113 .
                3ـ السمهودي في وفاء الوفا 2 / 410 ، 443 نقلا عن إمام الحنابلة أحمد ، قال : رأيته بخطّ الحافظ أبي الفتح المراغي المدني .
                4ـ ��?الهيثمي في مجمع الزوائد 4 / 2 نقلاً عن أحمد .
                الحديث الثاني : عن أبي خيثمة ، زهير بن حرب الثقة المأمون المتوفّى ( 234 ) قال : حدّثنا مصعب بن عبد الله ، حدّثنا إسماعيل بن يعقوب التيمي قال : كان ابن المنكدر يجلس مع أصحابه ، قال : وكان يصيبه الصمات ، فكان يقوم كما هو يضع خدّه على قبر النبي ( صلى الله عليه وآله ) ثمّ يرجع ، فعوتب في ذلك فقال : إنَّه ليصيبني خطرة ، فإذا وجدت ذلك ��?استشفيت بقبر النبي ( صلى الله عليه وآله ) .
                وكان يأتي موضعاً من المسجد في الصحن ، فيتمرّغ فيه ��?ويضطجع ، فقيل له في ذلك فقال : إنّي رأيت النبي ( صلى الله عليه وآله ) في هذا الموضع ـ يعني في��? النوم ـ .
                الحديث الثالث : عن كتاب العلل ��?والسؤالات 2 / 492 ح 3243 لعبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه رواية أبي علي بن الصوف عنه ، قال ��?عبد الله : سألت أبي عن الرجل يمسّف منبر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ويتبرّك بمسّفه ويقبّفله ويفعل ��?بالقبر مثل ذلك رجاء ثواب الله تعالى ؟
                قال : لا بأس به .
                ذكره منهم : السمهودي في وفاء الوفا 2 / 343 .
                الحديث الرابع : قال العلّامة المقري المالكي المتوفّى ( 1041 ) في فتح المتعال ��?بصفة النعال نقلاً عن ولي الدين العراقي ، قال : أخبر الحافظ أبو سعيد بن العلا قال : رأيت في كلام أحمد بن حنبل في جزء قديم عليه خطّف ابن ناصر وغيره من الحفّاظ ، أنَّ الإمام أحمد سفئل عن تقبيل قبر النبي ( صلى الله عليه وآله ) وتقبيل منبره .
                فقال : لا بأس بذلك .
                قال : فأريناه التقي ابن تيميّة فصار يتعجّب من ذلك ويقول : عجبت من أحمد عندي جليل ! ـ هذا كلامه أو معنى كلامه ـ .
                وقال : وأيّ عجب في ذلك وقد روينا عن��? الإمام أحمد أنَّه غسل قميصاً للشافعي وشرب الماء الذي غسله به ؟ وإذا كان هذا تعظيمه لأهل العلم فما بالك بمقادير الصحابة ؟ وكيف بآثار الأنبياء ( عليهم والسلام ) ؟
                الحديث الخامس : ذكر الخطيب ابن حملة : أنَّ عبد الله بن عمر كان ��?يضع يده اليمنى على القبر الشريف ، وأنَّ بلالاً ( رضي الله تعالى عنه ) وضع خدّيه عليه أيضاً .
                ورأيت في كتاب السؤالات لعبد الله ابن الإمام أحمد ... ثمّ قال : ولا شكّ أنَّ الاستغراق في المحبّة يحمل على الإذن في ذلك ، والمقصود من ذلك كلّه الاحترام والتعظيم ، والناس تختلف مراتبهم في ذلك كما كانت تختلف في��?حياته ، فأفناس حين يرونه لا يملكون أنفسهم بل يبادرون إليه ، وأفناس فيهم أناة يتأخّرون ، والكلّف محلّف خير .
                الحديث السادس : قال الشافعي الصغير محمد بن أحمد الرملي ��?المتوفّى ( 1004 ) في شرح المنهاج : ويكره أن يجعل على القبر مظلّة ، وأن يفقبَّل التابوت��? الذي يفجعل فوق القبر واستلامه ، وتقبيل الأعتاب عند الدخول لزيارة الأولياء .
                نعم ؛ إن قصد التبرّك لا يكره كما أفتى به الوالد .
                الحديث السابع : الذهبي المعاصر لابن تيمية والذي يعترفون بإمامته ، فقد انتقد أصحاب هذا الرأي المتطرف وسماهم المتنطعين وأتباع الخوارج ، وأفتى بأن تحريمهم للتبرك بمنبر النبي ( صلى الله عليه وآله ) بدعة !
                قال في سير أعلام النبلاء 11 / 212 : أين المتنطع المنكر على أحمد ، وقد ثبت أن عبد الله سأل أباه عمن يلمس رمانة منبر النبي ، ويمس الحجرة النبوية ؟ فقال : لا أرى بذلك بأسا ً؟!
                أعاذنا الله وإياكم من رأي الخوارج ومن البدع . انتهى كلامه .
                الحديث الثامن : قال السمهودي في كتاب وفاء الوفاء 1 / 544 :
                كان الصحابة يأخذون من تراب القبر ـ يعني قبر النبي ( صلى الله عليه وآله ) ـ .
                الحديث التاسع : قال في صحيح البخاري 4 / 46 :
                باب ما ذكر من درع النبي وعصاه وسيفه وقدحه وخاتمه ، وما استعمل الخلفاء بعده من ذلك مما لم يذكر قسمته ، ومن شعره ونعله وآنيته ، مما تبرك أصحابه وغيرهم بعد وفاته ... .
                وغيرها من أقوال العلماء السنة الدالة على جواز التبرك .

                تعليق

                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                حفظ-تلقائي
                x

                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                صورة التسجيل تحديث الصورة

                اقرأ في منتديات يا حسين

                تقليص

                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
                ردود 2
                12 مشاهدات
                0 معجبون
                آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                بواسطة ibrahim aly awaly
                 
                يعمل...
                X