إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

فتاوى علماء الدين حول الشعائر الحسينية

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    (71)
    آية الله النوري
    ترجمة نص ما أفاده آية الله الشيخ حسين النوري الهمداني (دامت بركاته) حول الشعائر الحسينية:
    بسم الله الرحمن الرحيم
    إقامة العزاء وتجديد ذكريات واقعة كربلاء على النحو المتداول طيلة القرون السالفة، أمر راجح ومستحسن، بل بعض مراتبها لازم واجب شرعي أيضاً.
    وذلك لأجل إعلاء كلمة الحق، وتشييد صروح القسط والعدل الإسلامي، في مواجهة القوى الكبرى الاستعمارية، ومكافحة فلول الاستكبار العالمي المتشكل في كل عصر وزمان بشكل جديد، والمتصرّف في الساحة السياسية العالمية بلا هوادة ولا رحمة، والذي يستضعف الشعوب ويكبلهم بقيود الأسر والاستعباد ويسومهم سوء العذاب، فإنه لا يصدهم عن عدوانهم، إلا الجهاد والشهادة، رمز الإسلام الذي أحياه الإمام الحسين (عليه السلام) بشهادته وجهاده، للتخلص من المستكبرين والمستعمرين.
    ومن الواضح أن الإسلام الذي هو دين الحياة والحرية، لابد له من نبع ثرثار يستمد منه، وقدوة كاملة يقتدي بهداه، ولم يكن هذا النبع الفضفاض الإلهي، والقدوة الكاملة الإنسانية سوى السيرة العظيمة، والموقف المشرّف الوقّاد، لأبي الأحرار وسيد الشهداء وخامس أهل الكساء الإمام الشهيد الحسين بن علي (عليه السلام).
    ولذلك يجب على كل المسلمين إحياء ذكرى عاشوراء الدموية، وتجديد مآثر كربلاء الحسينية، ليس في كل عام، بل في كل يوم وفي كل ساعة.
    هذا فليبق نهج الإمام الحسين (عليه السلام) نبعاً فياضاً يستمد منه مستضعفوا العالم للتخلص من نير المستكبرين الطغاة، وليبق نداء التحرر والاستقلال الذي هتف به أول شهيد من شهداء قافلة كربلاء، مسلم بن عقيل (عليه السلام)، حياً طرياً ما دامت الشمس مشرقة، والنسيم فواحاً، ليدّوي في العالم صارخاً:
    (أقسمت لا اقتل إلا حرا***وإن رأيت الموت شيئاً نكراً)
    وفقنا الله جميعاً للحفاظ على تراث أهل البيت (عليهم السلام) وإحياء خط الشهادة والموت الأحمر دفاعاً عن الإسلام وأهله.
    حسين النوري الهمداني

    (72)
    آية الله الوحيد الخراساني
    ترجمة نص ما أفتى به سماحة آية الله الشيخ حسين الوحيد الخراساني (دامت بركاته) حول الشعائر الحسينية:
    بسم الله الرحمن الرحيم
    إقامة مجالس عزاء سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام) هو ما دأب عليه الأئمة المعصومين (عليهم السلام) ومن سيرتهم القطعية، كما إن ذكر مناقبه ومصائبه (عليه السلام)، إحياء لأمر آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلّم وعليهم أجمعين)، واستحباب ذلك يستفاد من الروايات المتواترة.
    14/ ربيع الأول / 1402 هجرية
    حسين الوحيد الخراساني

    (73)
    آية الله القمي
    ترجمة نص ما أفاده سماحة آية الله السيد تقي الطباطبائي القمي (دامت بركاته) حول الشعائر الحسينية:
    بسم الله الرحمن الرحيم
    لا يخفى على أهل الولاء والإيمان، بأن إقامة العزاء على الإمام الحسين خامس أصحاب الكساء (عليه السلام)، وسائر المعصومين (عليهم السلام) بكل أشكاله من تشييد المنبر الحسيني وقصائد الرثاء والنياحة، والضرب على الرؤوس والصدور، وتأسيس الهيئات الحسينية وتسيير مواكب اللطم، وضرب السلاسل، بل ومواكب التطبير وشدخ الرؤوس بالقامات على ما هو معروف ومتداول اليوم في الشارع والأسواق، ليس جائزاً فحسب، بل راجحاً ومن الشعائر الدينية والسنة النبوية، بل في مثل هذه الظروف واجباً كفائياً في الجملة.
    وأما ما يثيره بعض المغفلين مما يبعث على الترديد وانحراف الأذهان، فإنه ليس بصحيح، ونقله والتفوه به في الناس حرام.
    فإحياء الشعائر الحسينية نافع للدين وفي صالحه، وموجب لرضا الله تعالى وثوابه، طبعاً على المؤمنين أن يراعوا في إقامة هذه المجالس وتسيير المواكب أن لا يختلط بها ما هو مخالف للشرع الإسلامي، وما هو موجب لسخط الله تعالى، وحبط الأعمال الحسنة.
    والسلام علينا وعلى عباد الله الصالحين.
    9/ شعبان المعظم / 1401 هجرية
    الأحقر
    تقي الطباطبائي القمي

    (74)
    أيضاً: الإمام الحكيم (قدس سره)
    نص ما أفتاه سماحة آية الله العظمى
    السيد محسن الطباطبائي الحكيم (قدس سره)
    بسم الله الرحمن الرحيم
    لمولانا وسيدنا آية الله العظمى (أدام الله ظله)
    قد استمرت سيرة الشيعة على تخصيص يوم الثامن من محرم باسم قاسم ابن الحسن المجتبى (عليهما السلام) وذكر فضائله ورثائه وحسب العادة المستمرة إذا وصل القارئ إلى ذكره وإلقاء كلمات في حقه وهو على المنبر يأتون بالصواني وفيها الشموع والحنّة والخضرة ويدخلوها في المجلس لتذكر عظم مصيبته وأنه استشهد في عنفوان شبابه ولم يتهنأ به ويجعلونه للقاسم زفّة فإذا دخلت الصّواني في المجلس يقوم صياح وعويل من أهل المأتم وتجري دموع الشيعة على الخدود ويهتز المجلس الحسيني فهل يكون في هذه العادة وهذه السيرة مانع في نظركم الشريف أم لا يكون فيه بأس.
    ظلّكم مستدام على رؤوس المسلمين.
    بسم الله الرحمن الرحيم وله الحمد
    لا مانع من ذلك وفيه تذكرة للمصاب الأليم والخطب الجسيم فإنا لله وإنا إليه راجعون.
    24 شعبان 1387هـ ق.
    محسن الطباطبائي الحكيم
    الخاتم المبارك

    (75)
    آية الله الكرمي
    نص ما أفاده سماحة آية الله الشيخ محمد الكرمي (دامت بركاته) حول الشعائر الحسينية:
    بسمه تعالى
    إن حادثة الطف بظروفها وملابساتها بعد تجسيمها فقرةً فقرة من بدء الأمر إلى خاتمة المطاف برجوع سبي آل محمد (صلى الله عليه وآله) إلى المدينة لم يسبق لها نظير في تاريخ الأجيال على رغم كثرة الأحداث فإن الدين الصلب والإيمان القوي والدفاع عن حريمهما بشتى الوسائل التي آخرها التضحية بالنفس والأولاد والأنصار وسبي النساء والأطفال مع ما احتوى عليه الموقف من شمم وهمم عالية وكرم منقطع النظير ومتانة وصبر إلى أبعد حدود الإمكان من خصائص هذه الحادثة ولذلك كانت مناراً وشعاراً لكافة الثوار والثورات بعدها.
    إذاً فما أحرى بهواة الحقيقة والحرية والإباء كلاً وما هو من هوايته وصلاحيته شاعراً أو كتاباً أو خطيباً أن يجمع نفسه للإشادة بهذا الموقف الرهيب بما يستحقه من تجليل وتبجيل إحقاقاً للحق وإبطالاً للباطل.
    وأما سواد الشيعة فمن لازمهم في مقام تعظيم هذه الشعائر أن يسيروا على منهجية العلماء فيهم ولا يندفعوا بهواجس أنفسهم وإن تكون مواكبهم ومجالسهم مرتهنة بالاتزان وإرائة الواقع كما هو فيجوز له مواساة أهل البيت بجميع أنواع المواساة شريطة أن لا يرد ضرر على النفس ولا تشويه سمعة على الدين.
    والله من رواء القصد، والسلام عليكم.
    الأحقر
    محمد الكرمي

    (76)
    آية الله التبريزي
    ترجمة نص ما أفتى به سماحة آية الله الشيخ جواد التبريزي (دامت بركاته) حول التطبير:
    إذا لم يكن (التطبير) في عزاء سيد الشهداء (عليه السلام) موجباً لاحتمال الخطر على النفس، أو نقص أو شلل العضو، فلا مانع منه، والله العالم.
    جواد التبريزي
    الخاتم المبارك

    (77)
    أيضاً: آية الله التبريزي
    ترجمة نص ما أفتى به سماحة آية الله الشيخ جواد التبريزي (دامت بركاته) حول الشعائر الحسينية:
    بسم الله الرحمن الرحيم
    قراءة المراثي والتعازي على أهل البيت النبوة والعصمة (سلام الله عليهم) من الأعمال الشرعية المستحبة، وكذلك إقامة المنبر الحسيني ومذاكرة الفضائل الأخلاقية، والخصائص الإنسانية لهم (عليهم السلام) من أفضل المجالس الدينية، التي يقف المسلمون من خلالها على حقيقة الإسلام، ومعرفة التوحيد، وعلى أهمية البحث عن الحق، والتعرف على مدى تضحية الأئمة المعصومين (عليهم السلام) وأصحابهم الأوفياء في سبيل الله وإعلاء كلمة الدين.
    وعلى المؤمنين الكرام، الاهتمام بإقامة هذه المجالس والمحافل، بكل ما يقدرون عليه من عظمة وجلال، فإن في ذلك نشر الإسلام، وتعميم الثقافة الإسلامية الصحيحة، ودرك الحقائق والأحكام الإلهية.
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
    11/ شوال المكرم / 1401 هجرية
    جواد التبريزي

    (78)
    آية الله المطهري (قدس سره)
    ترجمة نص ما أجاب به سماحة آية الله الشهيد الشيخ مرتضى المطهري من قبل جمعية النهضة الإسلامية على سؤال حول الشعائر الحسينية:
    بسم الله الرحمن الرحيم
    (البكاء والتباكي، إعلان صريح عن الموالاة للحق، والبراءة من الباطل).
    إقامة الشعائر الحسينية حسب المتداول، وإحياء عزاء الإمام الحسين (عليه السلام) على ما هو متعارف عليه، قد يتبدل من صورة الحركة البطيئة، ليشكل سيلاً جارفاً، ومن الظاهرة العابرة إلى أساس متين.
    هذه التعازي التي قيل في وصفها: (من بكى أو أبكى أو تباكى، وجبت له الجنة) قد أعطتها قيمة كبيرة، وفي الأصل هي لتهييج العواطف الجياشة ضد الطغاة من مثل يزيد وابن زياد، في صالح الإمام الحسين (عليه السلام) ومن سار على نهجه.
    في حين أن القطرة من الدمع ـ في ظرف يكون الإمام الحسين (عليه السلام) ونهجه القويم هو المعيار الصحيح، لكشف النظام الاجتماعي الحاكم على الناس بغير حق وتعرية مكائده ودسائسه، وجرائمه ومظالمه ـ تكون تعبيراً عن وقوف الإنسان الباكي بجانب الإمام الحسين (عليه السلام)، وإعلانه الصريح بأنه الجندي الوفي له (عليه السلام).
    وفي الظروف التي يتحكم فيها نظام يزيدي، ويتظاهر الإنسان بالبكاء على الإمام الحسين (عليه السلام)، فإنه يعلن بتباكيه هذا وقوفه إلى معسكر الإمام الحسين (عليه السلام)، وولائه لأهل الحق، وحربه على أهل الباطل، وهو في الواقع تضحية وإيثار.
    ومن هنا يتضح كيف يكون عزاء الإمام الحسين (عليه السلام) في صورة حركةٍ، تنقلب موجاً، لتشكل سيلاً عارماً تجتث جذور الظالمين والمستكبرين.
    مرتضى المطهري.

    ترجمة نص السؤال والاستفتاء الذي وجهه أحد رجال الدين الأفاضل في باكستان إلى جماعة من المراجع العظام والعلماء الأعلام في إيران وغيرها، حول الشعائر الحسينية:
    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اسأل الله العلي القدير أن يكلأكم بعينه، وأن يحفظكم في ظل وليه الأعظم، صاحب العصر والزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، ذخراً للإسلام والمسلمين، ونصراً للمذهب الحق مذهب أهل البيت (عليهم السلام)، آمين رب العالمين.
    لقد جرت العادة في هذا البلد الإسلامي (باكستان) وذلك منذ أمد بعيد، بإقامة الشعائر الحسينية في شهري محرم وصفر، وخاصة في يوم عاشوراء، من عقد مجالس عزاء الإمام الحسين (عليه السلام) والمنبر الحسيني، ومواكب اللطم، وضرب السلاسل، وهيئات التطبير وشدخ الرؤوس بالقامات وغير ذلك، وهي بحمد الله كانت ولا تزال رمزاً للاتحاد وانسجام كافة الطبقات وتعاونهم، كما أن من بركات هذه الشعائر الحسينية المقدّسة يتشرّف في كل عام جماعة من غير الشيعة، إلى اعتناق مذهب التشيع.
    فالرجاء من سماحتكم، أن تبيّنوا في ذلك رأيكم، وما هو التكليف الشرعي للمؤمنين بالنسبة إلى ذلك كله، أفتونا مشكورين، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
    1/ جمادى الأولى / 1409 هجرية
    الأحقر
    سبط حسين الزيدي

    (79)
    آية الله الشيرازي
    ترجمة نص ما أجاب به سماحة آية الله الشيخ ناصر مكارم الشيرازي (دامت بركاته) على الاستفتاء الموجّه من باكستان حول الشعائر الحسينية:
    بسم الله الرحمن الرحيم
    إقامة العزاء على أبي الشهداء الحسين (عليه السلام) من أفضل العبادات والقربات إلى الله تعالى، كما أنها من أفضل الوسائل لإحياء الإسلام.
    لكن ينبغي أن تكون التعازي بصورة، لا يمكن للعدو من الحصول على مأخذ فيها، وتحياتنا الخاصة إلى إخواننا المؤمنين في الباكستان والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
    11/10/1367 هجرية شمسية
    قم المقدسة ـ الحوزة العلمية ـ
    ناصر مكارم الشيرازي

    (80)
    آية الله المرعشي
    ترجمة نص ما أجاب به سماحة آية الله السيد مهدي المرعشي (دامت بركاته) على الاستفتاء الموجّه من باكستان حول الشعائر الحسينية:
    بسم الله الرحمن الرحيم
    إقامة هذه التعازي جائزة شرعاً، وموجبة لتشييد الدين الإسلامي، وتقوية للمذهب الحق المذهب الجعفري، بل أنها على الفرض المذكور في الاستفتاء ضرورية ولازمة.
    والسلام على من اتبع الهدى
    السيد مهدي المرعشي
    محل الخاتم

    (81)
    آية الله البهشتي
    ترجمة نص ما أجاب به سماحة آية الله السيد علي البهشتي
    (دامت بركاته) من النجف الأشرف على الاستفتاء الموجّه من الباكستان حول الشعائر الحسينية:
    بسم الله الرحمن الرحيم
    إقامة هذه الشعائر إذا كانت بصورة لا تستلزم شيئاً من الحرام في الخارج، فهي جائزة ولا مانع منها، والله العالم.
    10/5/1409 هجرية
    علي البهشتي
    محل الخاتم

    (82)
    آية الله الصدر
    ترجمة نص ما أجاب به سماحة آية الله السيد رضا الصدر (دامت بركاته) على الاستفتاء الموجّه من الباكستان، حول الشعائر الحسينية:
    بسم الله الرحمن الرحيم
    إقامة العزاء على الإمام الحسين (عليه السلام) بأي نحو كان وبأي صورة تحققت، فهي من ضروريات المذهب الحق مذهب التشيع، وقد جرت عليه سيرة المتشرعة، ولم يكن أي شكٍ في حسنها وترتب الثواب والأجر الإلهي عليها، وخاصة للذين يقيمونها، ويهتمون بإحيائها.
    كما أنها أصبحت اليوم من أفضل وسائل تبليغ الإسلام، وتعظيم الشعائر الإلهية.
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
    سيد رضا الصدر

    (83)
    آية الله الكوكبي
    ترجمة نص ما أجاب به سماحة آية الله السيد أبو القاسم الحسيني الكوكبي (دامت بركاته) على الاستفتاء الموجّه من الباكستان حول الشعائر الحسينية:
    بسم الله الرحمن الرحيم
    بعد التحية والسلام... كنتم قد سألتم حول عزاء الإمام الحسين سيد الشهداء عليه آلاف التحية والثناء، فاعلموا بأن إقامة عزاء أبي الشهداء (روحي وأرواح العالمين له الفداء) بأي عنوان كان، تحت أي اسم وقع، فهو جائر شرعاً، وتعظيم لشعائر الدين المبين واقعاً، وموجب لنيل الثواب والأجر العظيم ديناً وعُقبىً.
    والسلام عليكم وعلى المؤمنين جميعاً ورحمة الله وبركاته.
    16/ جمادى الأولى / 1409 هجرية
    أبو القاسم الحسيني الكوكبي
    محل الخاتم

    تعليق


    • #17
      نقاط مضيئة من كتاب
      نصرة المظلوم
      من آثار
      العالم الفاضل المؤتمن الشيخ حسن
      آل العلامة الشيخ إبراهيم مظفر (قدس سره)

      ملاحظات أولية
      1- عن المؤلف.
      2- عن الكتاب.
      3- قائمة بأسماء العلماء المؤيدين (المذكورين في هذا الكتاب).

      1- المؤلف
      هو الشيخ حسن بن الشيخ عبد المهدي إبراهيم بن الشيخ نعمة بن جعفر بن عبد الله بن عبد الحسين بن مظفر (قدس الله تعالى أسرارهم جميعاً).
      كان جده الشيخ إبراهيم من أعاظم أعلام الأسرة العلمية الجليلة (آل المظفر) وكان من تلاميذ الشيخ محمد حسين الكاظمي المعروف بـ (المقدس البغدادي) (قدس سره) وهاجر بأمر أستاذه المذكور بعد عام 1300 من النجف الأشرف إلى البصرة للقيام بالوظائف الشرعية، وقام بها خير قيام.
      وكان والده (قدس سره) أحد أعلام هذه الأسرة العريقة فقد خلف والده ـ بعد وفاته عام 1333 ـ في البصرة وقام أعباء خدمة الناس في مختلف الشؤون الدينية، والسياسية، والاجتماعية وغيرها، حتى وافاه الأجل في عام 1363 للهجرة.
      وخلف هو ـ الشيخ حسن ـ مقام والده وجده في البصرة وقام بمهام المسلمين هناك، وكان مجمع العلماء، ومنتدى الأدباء، ومهدى المحتاجين في شتى أمورهم وحوائجهم.
      قال الإمام الطهراني (قدس سره):
      (... وقد قام مقام أبيه، وخلفه في سيرته الحميدة، ونفعه للناس، وهو موضع احترام أهل العلم، وباقي الطبقات...
      وقد توفى في يوم عاشوراء في مستشفى الميناء بالعشار سنة 1388 ونقل إلى النجف ودفن بها رحمه الله).
      (طبقات أعلام الشيعة/ نقباء البشر في القرن الرابع عشر/ ج3 ص2 ـ 1241).

      2- الكتاب
      جاء في كتاب (الذريعة) للإمام آغا بزرك الطهراني (قدس سره) ج24 ص178 ما يلي: ـ
      (921: نصرة المظلوم) للمعاصر إبراهيم حسن آل المظفر النجفي وفيه رجحان إقامة التعازي والتمثيليات لبيان ما حدث بالأيدي الظالمة على آل رسول الله طبع 1345، جواباً على بعض المتجددين المتسّننين الذين يحبّذون التمثيليات الفنيّة الدنيوية ويحرمّون الدينيّة منها.

      3- قائمة أسماء العلماء
      1- صاحب الجواهر (قدس سره).
      2- شيخ الشريعة (قدس سره).
      3- السيد إسماعيل الصدر (قدس سره).
      4- الميرزا القمي (قدس سره).
      5- السيد الشفتي (قدس سره).
      6- كاشف الغطاء (قدس سره).
      7- السيد بحر العلوم (قدس سره).
      8- الوحيد البهباني (قدس سره).
      9- العلامة المجلسي (قدس سره).
      10- شريف العلماء (قدس سره).
      11- الفاضل الأردكاني (قدس سره).
      12- الشيخ المازندراني (قدس سره).
      13- الشيخ آل ياسين (قدس سره).
      14- السيد الأعرجي (قدس سره).
      15- السيد القزويني (قدس سره).
      16- الشيخ الأنصاري (قدس سره).
      17- السيد علي بحر العلوم (قدس سره).
      18- المجدد الشيرازي (قدس سره).
      19- الشيخ البلاغي (قدس سره).
      20- الشيخ محمد تقي الشيرازي (قدس سره).
      21- الشيخ محمد طه نجف (قدس سره).
      22- السيد محمد بحر العلوم (قدس سره).
      23- السيد محمد كاظم اليزدي (قدس سره).
      24- السيد أبو الحسن الأصفهاني (قدس سره).
      25- الميرزا النائيني (قدس سره).

      ومن التذكارات الحسينية:
      التمثيل
      المعبر عنه بلسان العامة: (السبايا والتشبيه) وهو عبارة عن: تجسيم الواقعة لحاسة البصر بما صدر فيها من حركة وسكون وقول وفعل وهذا بما هو حكاية عن شيء غابر بشيء حاضر غير محظور ولا محذور فيه، بل ربما يرجح على المآتم لكونه أبلغ في إظهار مظلومية سيد الشهداء من الأقوال المجردة على المنابر وفي المجامع، وأشد منها تأثيراً في القلوب.
      إن ذلك التمثيل المقرح للأكباد إذا سخر منه أغرار الأجانب فإن العقلاء المفكرين ربما يدعوهم ذلك إلى الفصح عمن تتمثل فاجعته لدى العموم وتحقيق مصائبه، وأسباب حدوثها، ومن ذا أحدثها؟ ومن مهد ذلك؟ وتلك نكته أخرى لرجحان التمثيل قد تدعو البعض إلى الفحص عن دين الإسلام أو التمذهب بالمذهب الجعفري، ولهذه النكتة بعينها سرى أمر الشيعة إلى غير المسلمين من الفرق في الهند والصين، وكثر ببركته في تلك الأماكن الشاسعة عن مراكز الشيعة مذهب التشيع والولاء لأهل البيت (عليهم السلام).
      وقد ذكر فلاسفة التاريخ الحادث والمتعمقين في أسرار الحوادث من الأجانب: أن السبب الوحيد لذلك هو جعل الجعفرية طريق إقامة العزاء مشابهاً لمراسم إقامة العزاء في الهند وهو التمثيل والتشبيه.
      ومن المضحك المبكي أن الأجانب يدركون ويذيعون أسرار إقامة المآتم والتشبيهات المتداولة عند الشيعة وهي على عرفاء الشيعة حقائق مخفية، وقد ورد في الأخبار تمثيل علي (عليه السلام) للملائكة شخصياً مرئياً من لدن إدراكه إلى حين وفاته وأنه يوم ضرب بالسيف على رأسه في الدنيا وقع سيف على رأس التمثال فشجه وسقط في محراب عبادته فبكت عليه الملائكة ولعنت قاتله.

      الإمام صاحب الجواهر (قدس سره)
      ولقد سئل العلامة المؤتمن (الشيخ محمد حسن) صاحب كتاب (الجواهر) عن مثل ذلك فأجاب تمثيل النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة أشباحاً نورانية حول العرش قبل خلقهم، وأخبار تمثيل مثال لكل مؤمن في السماء بارزاً للملائكة حال إطاعته في الدنيا مستوراً عنهم حال عصيانه، وليس عرضي الاستدلال بهذا لشرعية التمثيل لأني في غُنية عنه بما أسلفته وفيه كفاية للمتبصر.

      ومن التذكارات الحسينية:

      مجامع اللدم
      وهي النوادي الخاصة المنعقدة لأجل اللطم على الصدور بالأيدي. وهذه كالمآتم لا ريب في كونها مظهر الحزن والجزع وربما يقال: بكونها أبلغ في إظهار الحزن من البكاء وحده، وهذه أيضاً لا كلام فيها.
      وفي كون اللطم بها وبغيرها صلة للرسول (صلى الله عليه وآله) وإسعاداً للزهراء البتول.
      وإذا كانت زيارته (سلام الله عليه) براً لرسول الله (صلى الله عليه وآله) باعتبار كونها توقيراً واحتراماً لفلذة كبده كما في الأخبار، فلا ريب أن ذلك النوح الدائم أولى منها.
      ولا شك أن أولئك الرجال اللاطمون هم من أظهر مصاديق قوله (عليه السلام): أن الموجع قلبه لنا. وقوله: الجازع لمصابنا والحزين لحزننا.
      وأظهر من ينطبق عليه قول النبي (صلى الله عليه وآله) في الخبر المتضمن لإخباره ابنته فاطمة (عليها السلام): بقتل الحسين (عليه السلام) في أرض غربة إذ قالت له: فمن يقيم عزاء ولدي الحسين ويبكي عليه؟
      قال: رجال من أمتي يبكون عليه ويجددون العزاء جيلاً بعد جيل في كل سنة الحديث.
      فإن العزاء المتجدد كل سنة هو ذلك اللطم والشبيه والمواكب التي تكون في عموم بلدان الشيعة سنوياً لا يومياً مثل المآتم.
      أن لطم الخدود وشق الجيوب مما لا ريب في مرجوحيته على غير الحسين (عليه السلام).
      وأما عليه (عليه السلام) ففضلاً عن جوازه، قد رغب فيه كثير من الأخبار كالمروي في التهذيب، عن خالد بن سدير، عن الصادق (عليه السلام) وفيه: ولقد شققن الجيوب ولطمن الخدود الفاطميات على الحسين بن علي (عليه السلام) وعلى مثله (تلطم الخدود وتشق الجيوب).
      وإذا كان لطم الخدود مندوباً كان لدم الصدور أولى بالرجحان، وسيأتي في بعض التذكارات الآتية عد لطم الصدر في بعض الأخبار من الجزع، وفيه تعرف أن الجزع نفسه في مصاب الحسين (عليه السلام) مرغب فيه مندوب إليه.

      ومن التذكارات الحسينية:
      (المواكب وهي كثيرة فمنها):

      1
      موكب لدم الصدور
      تنتظم من الرجال مواكب وهم حفاة الأقدام حُسِّر الرؤوس عراة الصدور والظهور يضربون صدورهم وربما ضربوا رؤوسهم بأيديهم وقد يذروا على رؤوسهم التراب أو التبن وقد يلطخ البعض رأسه بالطين تعدمهم وتحف بهم وهم على تلك الحال المحزنة، أعلام سود قد كتب عليها بالبياض مثل: (الحسين المظلوم) أو (العباس الشهيد) ينشدون باللغة الدارجة الأناشيد المحزنة بموادها وألحانها يخترقون الأسواق والأزقة والجواد العمومية وهم على تلك المشجية، وإذا فعلوا ذلك ليلاً تصحبهم الأنوار الكهربائية أو المشاعل الموقدة بالبترول الأسود.
      إن هذه المواكب بتلك الهيئات وهاتيك الأحوال أبلغ بلا شبهة في إظهار مظلومية سيد الشهداء وأشد تأثيراً في القلوب من البكاء المجرد وأحكم في وصل عرى الجامعة الجعفرية وجعلها كحلقة واحدة أمام العام والخاص، وأولى في صدق كونه اللطم فيها إسعاداً للزهراء وصلة لسيد الأنبياء ومصدقاً لقول النبي (صلى الله عليه وآله) يجددون العزاء جيلاً بعد جيل، ولفحوى قول الصادق (عليه السلام): على مثله تلطم الخدود.
      ولقول الرضا (عليه السلام) للريان بن شبيب: أن سرك أن تكون معنا في الدرجات العلى فأحزن لحزننا وافرح لفرحنا.
      وقول علي (عليه السلام) في حديث الأربعمائة: إن الله تبارك وتعالى اختارنا واختار لنا شيعة ينصروننا ويفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا ويبذلون أنفسهم وأموالهم فينا أولئك منا وإلينا، الحديث.
      قلت: وقد يراد بالنصرة في هذا الخبر وغيره ما يشمل اللطم باليد والسلاسل ونحوه، وإذا كان صاحب (الخصائص الحسينية) يعد البكاء على الحسين نصرة له مدعياً إن النصرة في كل وقت يحسبه فاللطم في الشوارع أولى أن يعد نصرة وبذلاً للنفس في سبيل أئمة الهدى.
      ولا ينبغي الريب إن هذا التذكار بحدوده المرموزة ثمة من مظاهر المودة في القربى التي هي أجر الرسالة، قال الله تعالى: (قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودّة في القربى)(6).
      لعمري أن اختراق تلك المواكب المشجية للشوارع واجتماع الجماهير من النساء والرجال مسلمين وغيرهم للنظر إليها هو أبلغ في إظهار مظلومية سيد الشهداء التي سن البكاء عليه لأجلها، لأن به تتأثر قلوب جميع الفرق بنفس الأثر الذي تتأثر به قلوب الجعفرية فقط من اللدم واللطم في ناد خاص بهم.
      إن من الأدلة الجلية على أن اللطم لمصاب الحسين لا يختص محله بالمآتم بل يقام في المجامع العمومية وأنها أحسن وأوقع محاله.
      ما روى عن الصادق (عليه السلام) من عدة طرق أصحها ما في الكافي، عن يونس بن يعقوب، عنه (عليه السلام) أنه قال: قال لي أبي: يا جعفر أوقف لي من مالي كذا وكذا لنوادب يندبنني عشر سنين بمنى أيام منى. وفي غيره أنه أوصى بثمان مائة دينار(7) لنوادب تندبه بمنى عشر سنين أيام منى.
      أن منى في تلك الأيام هي أعظم المجامع لطوائف المسلمين القاصدين إلى مكة من كل فج، فلماذا اختار ندبته فيها، وهلا أوصى أن يندب في بيته أو في ميدان واسع في المدينة، أو في البقيع حيث محل قبره، الست تعتقد أنه يرمز بذلك إلى تنبيه الناس على فضائله وإظهارها وليتذكر أوليائه والعارفون به ما جرى عليه ومن مجموع ذلك تثبت عقائدهم ويدوم ذكره الجميل فيما بينهم.
      قال شيخنا الشهيد الأول (محمد بن مكي) في كتابه (ذكرى الشيعة) بعد إيراد الخبر المزبور: والمراد بذلك تنبيه الناس على فضائله وإظهارها ليقتدي بها ويعلم الناس ما كان عليه أهل البيت (عليهم السلام) فتقتفي آثارهم، انتهى.
      فانظر متأملاً إلى آخر كلامه هذا الذي يريد به ندبته بتلك المجامع سبب لظهور التشيع في الناس لارتفاع الاتقاء عليه بعد موته (سلام الله عليه).
      ومن هذا تعرف أن النوادي الخاصة محل عزاء من لا شرف له كالحسين (عليه السلام) وأبناءه ولا فضل له ولا قرب كفضلهم وقربهم، ولا مظلومية له كمظلوميتهم، أما هم فإن أوقع المحال لندبتهم المجامع العمومية كمنى وغير منى.

      ومن المواكب:
      2
      مواكب السلاسل
      وهو يتألف من جماعة من الرجال مكشوفي الظهور والرؤوس فقط بأيديهم سلاسل الحديد يضربون ظهورهم بها بدل الأيدي وعليهم الثياب السود، وأمامهم وخلفهم الأعلام المسودة يمشون بهدوء وسكون، لا يتواثبون ولا يزعقون، ينشدون وهم بتلك الحال أناشيد الحزن، ويخرجون صفوفاً متكاتفة، مخترقين الأزقة والجواد العمومية، وهذا لا ريب في كونه أجلاً من موكب لدم الصدور باليد في كونه مظهر الحزن والجزع، وكلما قلناه في ذلك نقوله في هذا ويأتي في أدلة الموكب الأخير ما يدل على رجحان هذا بالأولوية القطيعة.

      ومن المواكب:
      3
      موكب القامات
      وهو موكب يتألف من جماعة لابسي الأكفان البيض بأيديهم السيوف والقامات، قد ضربوا المقدم من رؤوسهم بها، وتناثرت قطرات كثيرة من الدم على تلك الأكفان، وهم يسيرون صفوفاً متكاتفين متلازمين كأنهم حلقات سلسلة واحدة كل قد أخذ بيده الخالية حجزة الآخر، يخترقون الشوارع على هذه الهيئة، حفاة الأقدام حسر الرؤوس، لا يتواثبون ولا يزعقون، غير أنهم يهزون السيوف مؤمين بها إلى رؤوسهم ومن ذلك تحدث لهم في المشي هيئة خاصة.
      وهؤلاء من جهة يمثلون للأبصار طائفة قد استسلمت للموت وأقدمت على الحرب في نصرة سليل خير الأنبياء ودفع الأعداء عنه، وقد سالت دماؤها الطاهرة على وجوهها، وضمخت بها رؤوسها، ولطخت بها ثيابها المتخذة أكفاناً يوم الطف ومن جهة أخرى يظهرون بمظهر موكب قد ارتفع في مقادير الحزن على أن يضرب صدره بيده أو بسلسلة حديدية، بل هو يريد أن يقتل نفسه جزعاً من جراء تلك الفادحة التي أصيب بها الإسلام في قتل سبط النبي المرسل، فهذا الموكب عزاء من جهة وتمثيل رزية من أخرى، وكلّما حررناه في المآتم آت فيه بالأولوية، بل هو في كونه نصرة للحسين (عليه السلام) وبذلاً للنفس في سبيله أظهر وأجلا، وقد مر عليك ما يدل على ذلك من قوله: ينصروننا ويفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا ويبذلون أنفسهم وأموالهم فينا.
      وهنا ربما ينبري بعض الكذبة ليقول: أنه مات من (المطبّرين) بعضهم في موكب التطبير، لكنها فرية بلا مرية، فإنني منذ أدركت إلى يومنا هذا ما رأيت ولا سمعت أن واحداً مات بذلك في أي سنة وأي بلدة فضلاً عن جماعة في كل سنة، ولقد سألت الكثير ممن جاوز السبعين والثمانين من سني عمره من ثقاة أهل النجف وكربلاء والكاظمية وغيرهم من علماء البلدان وصلحائهم وكلٌ أنكر أن يكون رأى أو سمع أن واحداً من أولئك تألم ألماً يوجب مراجعة الجراح، كيف لا وأغلب أفراد موكب السيوف يجرحهم كبرائهم بسكين دقيقة جروحاً خفيفة يظهر منها الدم بواسطة الضرب على الرأس لا بالجرح بمجرده من دون أن يحصل لهم إيلام مزعج لأن غرضهم صوري وهو: البروز بصورة التقتيل والجريح.
      إن أدنى فوائد التذكارات الحسينية التي تعملها الجعفرية اليوم أن تجعل كل فرد منهم: راسخ الاعتقاد بمذهبه، شديد اليقين به، وذلك ما رمزنا إليه وصرحنا فيه في غير موضع من الرسالة، ولا يلزم أن تكون فائدتها أمراً فوق ذلك.
      ومن ثمة لو كانت قرية مثلاً ليس فيها من غير الجعفرية أحد أبداً لكان يلزم عليهم إقامة التذكارات بجميع مظاهرها وذلك خشية أن يضعف اعتقادهم ويزول بمرور الأيام.
      وكذا لو كانت القرية وما فيها من الجعفرية إلا أفراد معدودة بل هذه أولى بإقامتها من هذه الجهة، وأخرى من تلك الأعمال ربما تكون داعية للاغيار إلى الفحص عن أسباب تلك التذكارات واستحسانها حتى تكون بنفسها مبشراً من المبشرين بها.
      قال بعض مؤرخي الأجانب في مقام استشهاده على نحو هذا: رأيت في بندر (مارسل) في الفندق شخصاً واحداً عربياً شيعياً من أهل البحرين يقيم المأتم منفرداً جالساً على الكرسي بيده الكتاب يقرأ ويبكي وكان قد أعد مائدة من الطعام ففرقها على الفقراء.
      فبالله عليك ما الذي جعل هذا الرجل الغريب في البلدة التي لا مماثل له فيها في العنصر والمذهب أن يكون شديد الاعتقاد بمذهبه إلى تلك الدرجة لولا ما تعوده في بلده منذ نعومة أظفاره من إقامة المآتم والتذكارات؟
      وبما أن هذا الموكب ـ من جهة يمثل موقف الحسين (عليه السلام) وأنصاره بالطف ـ يكون إحياءً لأمرهم، ومن جهة يظهر بمظهر مرتفع في مقدار الحزن عن أن يضرب صدره بيده بل يهم بقتل نفسه يكون حزناً لأجلهم وباعتبار الجهتين يكون كل فرد من أفراد الموكب متصفاً بكونه موجع القلب لهم، وباذلاً نفسه فيهم؛ ومؤدياً حقهم؛ ومعظماً شعائرهم وناصراً لهم بعد وفاتهم، وغير ذلك من العناوين العامة التي كثرت فيها الأخبار الخاصة عن أئمة الهدى (سلام الله عليهم).
      إن أشد الأخبار العامة مساساً بهذا الموكب وأتم اعتلاقاً به الأخبار الكثيرة المستفيضة الدالة على أن الجزع مكروه ومحظور ما عدا الجزع على الحسين (عليه السلام) فإنه مندوب إليه ومرغب فيه.
      ففي رواية معاوية بن وهب التي رواها المفيد والشيخ وابن قولويه عن الصادق (عليه السلام): كل الجزع والبكاء مكروه ما سوى الجزع والبكاء لقتل الحسين.
      بل في خبر مسمع بن عبد الملك البصري عن الصادق (عليه السلام) أنه قال له (يعني الصادق): أفما تذكر ما صنع به (يعني الحسين (عليه السلام))؟
      قلت: بلى.
      قال: فتجزع؟
      قلت: إي والله واستعبر لذلك حتى يرى أهلي أثر ذلك علي فامتنع من الطعام والشراب حتى يستبين ذلك في وجهي.
      قال: رحم الله دمعتك، أما إنك من الذين يُعدُّون من أهل الجزع لنا والذين يفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا ويخافون لخوفنا ويأمنون إذا أمنا، الحديث.
      وهذه وما بعدها بنظري عمدة الأدلة على جواز إدماء الرؤوس بالسيوف بل واستحبابه، وذلك أن كل ما يفعله الشيعة من الضرب بسلاسل الحديد وبالقامات وغيرها هو دون الجزع المرغب فيه.
      الضرب بالسيوف والقامات على الرؤوس هو مظهر من مظاهر الجزع وليس بجزع حقيقية فإن الجزع أمر معروف في اللغة والعرف وهو ضد الصبر، نحو: أن ينتحر الرجل العاقل أو يلقي نفسه من شاهق لحادثة تحدث تغلب صبره وتورده الهلاك وأين هذا من جرح الرأس بسكين أو سيف جرحاً خفيفاً يوجب خروج الدم ولا يؤلم إلا بمقدار ما تؤلم الحجامة وغيرها مما يرتكب لأغراض عقلائية سياسية أو طبية؟
      لا يراد من الجزع في الخبر السابق البكاء لعطفه عليه فيه، وفيما لا أحصيه عدداً من الأخبار وذلك أية المغايرة بينهما؛ ولا ما ذكرناه من بلوغ الحزن إلى حيث يورد الهلاك، وإن كان هذا لو صدر من أحد في مصاب فكثيراً ما يحدث بغير اختيار.
      وكلما هو دون هذه المرتبة مما يتحمل عادة ولا يجر إلى الضرر بالنفس فهو من الجزع المرغب فيه؛ وله مراتب منها الامتناع من الطعام والشراب مع الحاجة إليهما كما صدر عن (مسمع) وذلك للتأثر القلبي الموجب لعدم قبول النفس لهما مع شدة الجوع والعطش.
      وما ورد في بعض أخبارنا من تحديد أشد الجزع بالصراخ والويل والعويل ولطم الوجه والصدر وجز الشعر من النواصي وإقامة النواحة فهو في غير شأن الحسين (عليه السلام) لأن أعظم هذه المعدودات النواحة وهي عليه راجحة بل واجبة قطعاً.
      ولطم الخد، وقد دل على جوازه وجواز شق الجيب الخبر الصحيح المروي في التهذيب عن خالد بن سدير عن الصادق (عليه السلام) وفيه: (على مثله ـ يعني الحسين ـ تلطم الخدود وتشق الجيوب).

      الإمام شيخ الشريعة (قدس سره)
      ولقد كان شيخنا العلامة (شيخ الشريعة) (قدس سره) بهذا الاعتبار وبتلك الأخبار يصحح الخبر المرسل الذي استبعده بعض العظماء من أن (عقيلة علي الكبرى) لما لاح لها رأس الحسين (عليه السلام) وهو على رمح والريح تلعب بكريمته نطحت جبينها بمقدم المحمل حتى سال الدم من تحت قناعها، ويقول: إنه لا استعباد فيه إلا من جهة ظهور الجزع منها وإيلام نفسها، والإيلام الغير المؤدي إلى الهلاك لا دليل على عدم جوازه، والجزع مندوب إليه ومرغب فيه في كثير من الأخبار.
      قلت: الظاهر من الأخبار جواز الهلع أيضاً، وهو على ما ذكروه أفحش الجزع، ويظهر من الخبر الصحيح الذي تدل مضامينه على صحته المروي (في الكامل) عن قدامة بن زائدة عن السجاد (عليه السلام) أنه قد صدر منه الهلع لو استطاعه.
      وروي المجلسي (أعلى الله مقامه)، والسيد عبد الله شبر (رفع الله درجته، في كتاب (جلاء العيون): أن زين العابدين (عليه السلام) كان إذا أخذ إناء ليشرب يبكي حتى يلمؤه دماً، وهذا بظاهره من غرائب الأخبار، فإن العيون لا تسيل دموعها دما؛ ولذلك كنت أحتمل وقوع التحريف فيه وإن الصحيح (دمعاً) بدل (دماً) لكني وجدت المخطوط والمطبوع من الجلاء وغيره كما هو مروي فيه. وعليه فأقرب توجيهاته أن يقال: أن العيون وإن لم تبك دماً لكنها لكثرة البكاء والاحتراق تتقرح أجفانها فإذا اشتد البكاء تتفجر القروح دماً يمتزج بالدموع فهو إذا سال في الإناء يسيل كأنه دم ويصدق حينئذ أن يقال: (يملؤ الإناء دماً).
      وإذا ساغ للسجاد أن يسيل الدم باختياره من عضو من أعضاءه ببكاء الدم أو بتقريح الجفن جزعاً وهلعاً على رزية الحسين فما هو إذاً شأن ما يصدر من الشيعة من ضرب السلاسل والقامات؟ وهل سيلان دم السجاد في الإناء أهون من انتثار قطرات من دم رأس الجريح على ثيابه حزناً على تلك الفادحة العظيمة؟
      ثم أقول بهذا الاعتبار أيضاً: مضافاً إلى ما سلف من قوله (عليه السلام): على (مثله تلطم الخدود وتشق الجيوب) يرفع الاستبعاد عما روي في الكتب من أن (عقيلة آل محمد (صلى الله عليه وآله)) في موارد عديدة (لطمت وجهها وشقت جيبها وصاحت ودعت بالويل والثبور) فإنه لا حامل لها على شق الجيب إلا الجزع في مصاب حق أن تشق له القلوب لا الجيوب.

      الإمام إسماعيل الصدر (قدس سره)
      كما صرح بذلك سيدنا العلامة (السيد إسماعيل الصدر) (قدس سره) في بعض حواشيه:
      وكيف لا نفعل ذلك في مصاب جزع له وبكى (إبراهيم) خليل الرحمن (وموسى) كليمه كما في الخبر.
      وفي آخر: أن فاطمة (عليها السلام) لما أخبرها النبي (صلى الله عليه وآله) بقتل الحسين، جزعت وشق عليها.
      وفي خبر آخر: أنها تنظر كل يوم إلى مصرع الحسين (عليه السلام) فتشهق شهقة تضطرب لها الموجودات.
      وفي غيره: أن (أبا ذر) لما أخبر الناس بمصيبة الحسين قال ما معناه: (لو علمتم بعظم تلك المصيبة لبكيتم حتى تزهق نفوسكم).
      ومن الأدلة على ذلك مضافاً إلى ما سلف وإن كان فيه غنى وكفاية ما دل على إدماء الله كثيراً من أنبياءه لأجل أن يحصل لهم الفوز بدرجة المواساة للحسين (عليه السلام) فمن ذلك المروي في (بحار الأنوار): إن آدم (عليه السلام) لما انتهى في طوافه في الأرض إلى كربلاء عثر في الموضع الذي قتل فيه الحسين (عليه السلام) حتى سال الدم من رجله.
      وكذلك إبراهيم (عليه السلام) لما مر بها عثر فرسه فسقط وشج رأسه وسال دمه.
      وكذلك موسى (عليه السلام) حين جاء كربلاء انخرق نعله وانقطع شراكه ودخل الحسك في رجليه وسال دمه.
      وكل هؤلاء لما ذعروا من ذلك وخشوا أن يكون ذلك لذنب حدث منهم أوحى الله إلى كل واحد منهم: أن لا ذنب لك ولكن يقتل في هذه الأرض الحسين بن علي (عليه السلام) وقد سال دمك موافقة لدمه.
      فإن هذا الإعثار والإدماء من الله لا عن ذنب، والتعليل بكونه موافقة لدم الحسين دلالة جلية على جواز إدماء الإنسان نفسه مواساة له، لأن سيلان دمائهم مع كونه غير مقصود لهم إذا كان محبوباً لمجرد الموافقة في السيلان فالمقصود إسالته مواساة لهم أولى بالمحبوبية.
      إن التأسي بالحسين مندوب إليه وقد رغب فيه الغلام الزكي (يحيى بن زكريا) وصادق الوعد (إسماعيل) وهذا لما سلخ قومه جلدة وجه ورأسه قال: لي أسوة بالحسين (عليه السلام) بل روي أن غنمه التي كانت ترعى في شاطئ الفرات لما امتنعت من ورود الماء وسألها عن سبب الامتناع؟ قالت: هذه المشرعة يقتل عليها الحسين (عليه السلام) فنحن لا نشرب منها مواساة له.
      وقد روى امتناع بعض الأئمة من شرب الماء يوم عاشوراء مواساة للحسين.
      وورد في صومه: (لا تجعله صوم يوم كامل ولكن افطر بعد الزوال بساعة على شربة ماء فعندها تجلت الهيجاء عن آل الرسول).
      وكان موسى بن جعفر (عليه السلام) إذا دخل شهر المحرم لا يرى ضاحكاً وكانت الكآبة تغلب عليه حتى تمضي عشرة أيام.
      فإذا كان يوم العاشر كان يوم مصيبته وحزنه وبكائه، فهذه الرموز تشير إلى استحباب مواساة الحسين بتحمل العطش وبإدماء الرأس وبكل ما يكون مصداقاً، سوى القتل. وإنما خص الرأس بالإدماء لأن المواساة لا تصدق الآن عرفاً بإدماء غيره.
      وربما يستأنس لهذا بما ورد من التوبيخ على ترك زيارته عند الخوف بناء على ما يذهب إليه صاحب (الخصائص الحسينية) من شمول الخوف فيه لما عدا تلف النفس مدعياً أن ذلك من خصائصه كالجهاد معه يوم عاشوراء وبناء على التعدي عن موردها إلى غيره مما يتعلق بالحسين (عليه السلام) لاتحاد الطريق في الجميع أو لانفهام التعميم من نحو قوله (عليه السلام) في بعض تلك الأخبار: (ما كان من هذا أشد فالثواب فيه على قدر الخوف) وقوله: (أما تحب أن يراك الله فينا خائفاً).

      مراجع عظام يؤيدون
      مرّ زمن وهو أوائل المائة الثانية عشر والمبرز بالعلم والفضل والورع في إيران وخاصة بالري وقم:
      الإمام الميرزا القمي (قدس سره)
      وفي أصفهان وفارس وبلاد الجبل:

      الإمام الشفتي (قدس سره)
      (السيد محمد باقر الرشتي) صاحب كتاب: (مطالع الأنوار).

      الإمام كاشف الغطاء (قدس سره)
      وفي العراق، بل وإيران وأكثر البلدان (الشيخ جعفر النجفي) كاشف الغطاء.
      وهؤلاء في الاشتهار ونفوذ الكلمة بمنزلة لا توصف، ومع اجتماعهم في الزمن وشدة النفوذ منهم كان التمثيل يقع بمرئى منهم ومسمع ولا منكر منهم.
      نعم صرح كاشف الغطاء بأن الأولى ترك تشبيه الرؤوس وتشبيه النساء في محافل الرجال فحسب.

      الإمام بحر العلوم والوحيد والمجلسي
      (قدس الله تعالى أسرارهم)
      أترى كاشف الغطاء والسيد الرشتي المذكور يمضيان ذلك ويمنعه أستاذهما (بحر العلوم الطباطبائي) أو أستاذه (الوحيد البهبهاني) أستاذ الكل أو العلامة (المجلسي) كلا ثم كلا.
      إن السيد محمد باقر المذكور كان لنفوذ كلمته يقتل القاتل ويقطع السارق ويرجم الزاني ويقيم سائر الحدود؛ وهو أول من أحرز لقب (حجة الإسلام) في الشيعة؛ ومع ذلك لم ينكر ما يصنع في إيران من الأعمال الحسينية.

      النجف الأشرف، وعمل الشبيه
      تمتاز النجف وهي مغرس علماء الشيعة بعمل الشبيه عن جميع البلدان العراقية وذلك أنه كان في النجف ميدان واسع طولاً وعرضاً لو اجتمع فيه أهل البلدة جميعاً يومئذ لوسعهم قد أكلته العمارة اليوم ولم يبق من إلا خط طولي وهو شارع محدود... كان هذا الميدان من أزمنة قديمة محلاً لإقامة الشبيه في عشرة أيام من شهر المحرم يقوم بتمثيل واقعة الطف جماعة كثيرة من أهل المعرفة فيمثلون كل يوم نبذة ممتعة من تلك الواقعة إلى اليوم العاشر...

      الإمام الشيخ الأنصاري (قدس سره)
      ودام هذا إلى أيام المحقق (الشيخ مرتضى الأنصاري) والسيد على آل (بحر العلوم) وسائر السلف الصالح من آل كاشف الغطاء.

      الإمام المجدد الشيرازي (قدس سره)
      وصاحب الجواهر حتى أوائل أيام الرياسة الكبرى (للسيد الميرزا محمد حسن الشيرازي) نزيل سامراء... ثم ترك هذا التمثيل لتعمير الحكومة قسماً كبيراً من ذلك الميدان ولغير ذلك وصار التمثيل ما هو الجاري الآن في أيامنا هذه.
      أما مواكب السيوف ولطم الصدور في الطرقات فحدّث عنه ولا حرج كثرة واستدامة، مع أن النجف من بين سائر البلدان ما زالت منقسمة بين فئتين متقابلتين بل فئات كثيرة وكثيراً ما يحدث العراك فيما بينهم ولكنه لم يوجب منع العلماء الأعلام من إقامة الشعارات.
      نعم ربما منعتهم الحكومة محافظة على الأمن العام حتى تتكفل الرؤساء بعدم حودث شيء من ذلك.
      (السيد الميرزا محمد حسن الشيرازي) نزيل سامراء وهو الذي انتهت إليه رياسة الإمامية في عصره في جميع العالم وعدّ مجدداً للمذهب الجعفري على رأس القرن الثالث عشر، كما أن الوحيد البهبهاني (محمد باقر بن محمد أكمل) مجدده في القرن الثاني عشر... قد كان انفذ كلمة على عموم الشيعة ملوكها وسوقتها من كل سابق ولاحق. وقد يوجد اليوم في كل بلدة كثير ممن يعرف اشتهاره ونفوذه وكان مع علمه بوقوع الشبيه وخروج المواكب وما يحدث فيها من حوادث ويضرب القامات والسيوف في بلدان الشيعة في العراق وإيران وعدم وقوع الإنكار منه أصلاً تقام جميع الأعمال المشار إليها في (سامراء) محل إقامته نصب عينيه بلا إنكار.
      قد يظن الظان لأول وهلة أنه (قدس الله سره) لا يرى رجحان ذلك بالنظر إلى حال محيطه لأن جميع منه في البلدة عدا النزلاء من غير الفرقة الجعفرية وفيها أخلاط من غير المسلمين وفي ذلك مجال الاستهزاء والسخرية وقد سألت كثيراً ممن كان يقطن سامراء في أيامه فكان أقلهم مبالغة في تعظيمه.

      الإمام الشيخ البلاغي (قدس سره)
      لشأن المواكب والشبيه شيخنا المتقن المتفنن (الشيخ محمد جواد البلاغي النجفي) وعنه أنقل ما يلي:
      كان الشبيه يترتب يوم العاشر في دار الميرزا (قدس سره) لم يخرج للملأ مرتباً.
      وكذلك موكب السيوف، كان أهله يضربون رؤوسهم في داره ثم يخرجون، وكانت أثمان أكفانهم تؤخذ منه.
      وما كان أفراد الشبيه سوى الفضلاء من أهل العلم لعدم معرفة غيرهم بنظمه في قول وفعل.
      وأما المواكب اللاطمة في الطرقات تتألف من أهل العلم وغيرهم، وكان السيد مهدي صاحب (الصولة) يومئذ أحد الطلبة اللاطمين جزء المواكب متجرداً من ثيابه إلى وسطه وهو من دون اللادمين مؤتزر فوق ثيابه بإزار أحمر.

      الإمام الشيخ محمد تقي الشيرازي (قدس سره)
      ودام هذا كله بجميع ما فيه إلى آخر أيام خلفه الصالح الورع (الميرزا محمد تقي الشيرازي) (قدس سره) وكان الشبيه يترتب أيضاً في داره ومنه تخرج المواكب وإليه تعود، بيد أن موكب السيوف لم يتألف غير مرة لأن القائمين به ـ وهم الأتراك لا غيرهم ـ كانوا يومئذ قليلين ولقلتهم استحقروا موكبهم فتركوه من تلقاء أنفسهم، انتهى كلامه.

      الإمام الشيخ محمد طه نجف (قدس سره)
      إن بَعُد عليك عهد الشيخ الأنصاري والسيد الشيرازي فهذا بالأمس الأفقه الأورع (الشيخ محمد طه نجف) (قدس سره) يرى في النجف بل العراق جميع الأعمال المشار إليها وهو أقدر على المنع فلا يمنع...
      إن المواكب جميعاً حتى موكب القامات تدخل إلى داره ـ وهي بتلك الهيئات المنكرة على ما يقول ـ وهو لا يحرّك شفته بحرف من المنع، بيد أنه يلطم معهم ويبكي وهو واقف مكانه.
      الشيخ المذكور يقيم مأتم الحسين (عليه السلام) في داره عصراً فتغص بالعلماء والصلحاء وأهل الدين وفي يوم معين من كل سنة يقع في المأتم نفسه تمثيل بعض وقائع الطف ولا منكر منه ولا منهم، وهب أنه لا يستطيع تعميم المنع لكنه يستطيع منع أن يصنع ذلك في داره أو أن تدخل المواكب داره وهو يعلم أنه كثيراً ما يتقاتل ويتضارب أهل المواكب في الطرقات.

      السيد محمد بحر العلوم (قدس سره)
      وكذا العلامة المتقن المتبحر (السيد محمد) آل بحر العلوم الطباطبائي يقام في داره أعظم وأفخم مآتم النجف يحضره جميع أهل العلم، ويقع فيه التمثيل الذي يقع في دار الشيخ، زيادة، هذا غير كون الدار المذكورة موئلاً لجميع المواكب، وبها تضرب أرباب السيوف رؤوسها من لدن أيام:

      السيد علي بحر العلوم (قدس سره)
      (السيد علي بحر العلوم) أو قبله حتى اليوم ومنها تخرج إلى الشوارع والبيوت والجواد العمومية وإليها تعود بلا إنكار ولا استيحاش.

      الإمام الطباطبائي اليزدي (قدس سره)
      إن بعد عليك هذا العهد القريب أيضاً فهذا المرحوم خاتمة الفقهاء (السيد محمد كاظم اليزدي) الذي كانت له السلطة الروحانية الفذة على عموم الشيعة؛ كانت التمثيلات تقام نصب عينيه والمواكب تخترق الشوارع بين يديه ولم يؤثر عنه منع شيء من ذلك وهو بمكان من ثبات الرأي ونفوذ الكلمة.

      الإمام الأصفهاني (قدس سره)
      ولا شك أن الصحف السائدة والمنشورات الدائرة أقرأتك فتوى سيدنا وملاذنا حجة الإسلام ومرجع الخاص والعام العالم العامل الرباني (السيد أبو الحسن الأصفهاني) (دام علاه) المتضمنة لامضاء جميع التذكارات الحسينية على الإجمال.

      الإمام النائيني (قدس سره)
      واليوم قد تمثلت أمام عينيك رسالتي هذه تطالع فيها الفتوى المفصلة التي جاد وأجاد بها بقية السلف من العلماء الأعلام شيخنا العلام آية الله في الأنام (الميرزا محمد حسين الغروي النائيني) (أدام الله فضله)... وبما أن إفتاؤه (سلّمه الله) موجه إلى المؤمنين عامة وأهل (البصرة) خاصة لأنهم المستفتون فأنا أنشره بنصه فيما يلي قال (دام ظله):
      بسم الله الرحمن الرحيم
      إلى البصرة وما ولاها
      بعد السلام على إخواننا الاماجد العظام: أهالي القطر البصري ورحمة الله وبركاته.
      قد تواردت علينا في الكرادة الشرقية (ببغداد) برقياتكم وكتبكم المتضمنة السؤال عن حكم المواكب العزائية وما يتعلق بها؛ وإذ رجعنا بحمد الله سبحانه إلى النجف الأشرف سالمين؛ فهانحن نحرر الجواب عن تلك السؤالات ببيان مسائل:
      (الأولى): خروج المواكب في عشرة عاشوراء ونحوها إلى الطرق والشوارع مما لا شبهة في جوازه ورجحانه وكونه من أظهر مصاديق ما يقام به عزاء المظلوم وأيسر الوسائل لتبليغ الدعوة الحسينية إلى كل قريب وبعيد، لكن اللازم تنزيه هذا الشعار العظيم عما لا يليق بعبادة مثله من غناء أو استعمال آلات اللهو أو التدافع في التقدم أو التأخر بين أهل محلتين ونحو ذلك، ولو اتفق شيء من ذلك فذلك الحرام الواقع في البين هو الحرام ولا تسري حرمته إلى الموكب العزائي ويكون كالنظر إلى الأجنبية حال الصلاة في عدم بطلانها به.
      (الثانية): لا إشكال في جواز اللطم بالأيدي على الخدود والصدور حد الاحمرار والاسوداد بل يقوى جواز الضرب بالسلاسل أيضاً على الأكتاف والظهور إلى الحد المذكور، بل وإن أدى كل من اللطم والضرب إلى خروج دم يسير على الأقوى.
      وأما إخراج الدم من الناصية بالسيوف والقامات فالأقوى جواز ما كان ضرره مأموناً وكان من مجرد إخراج الدم من الناصية بلا صدمة على عظمها ولا يتعقب عادة بخروج ما يضر خروجه من الدم نحو ذلك كما يعرفه المتدربون العارفون بكيفية الضرب ولو كان عند الضرب مأموناً ضرره بحسب العادة ولكن اتفق خروج الدم قدر ما يضر خروجه لم يكن ذلك موجباً لحرمته، ويكون كمن توضأ أو اغتسل أو صام آمناً من ضرره ثم تبين تضرره منه.
      لكن الأولى بل الأحوط أن لا يقتحمه غير العارفين المتدربين ولا سيما الشبان الذين لا يبالون بما يوردونه على أنفسهم لعظم المصيبة وامتلاء قلوبهم من المحبة الحسينية... ثبتهم الله بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة...
      (الثالثة): الظاهر عدم الإشكال في جواز التشبيهات والتمثيلات التي جرت عادة الشيعة الإمامية باتخاذها لإقامة العزاء والبكاء والإبكاء منذ قرون وإن تضمنت لبس الرجال ملابس النساء على الأقوى، قلنا: وإن كنا مستشكلين سابقاً في جوازه وقيدنا جواز التشبيه في الفتوى الصادرة عنا قبل أربعة سنوات بخلوه عن ذلك، لكنا راجعنا المسألة ثانياً، واتضح عندنا أن المحرم من تشبيه الرجل بالمرأة هو ما كان خروجاً عن زي الرجال رأساً وأخذاً بزي النساء دون ما إذا تلبس بملابسها مقداراً من الزمان بلا تبديل لزيّه كما هو الحال في هذه التشبيهات، وقد استدركنا ذلك أخيراً في حواشينا على (العروة الوثقى) نعم يلزم تنزيهها عن المحرمات الشرعية وإن كانت على فرض وقوعها لا تسري حرمتها إلى التشبيه كما تقدم.
      (الرابعة): الدمام المستعمل في هذه المواكب مما لم يتحقق لنا إلى الآن حقيقته، فإن كان مورد استعماله هو إقامة العزاء وعند طلب الاجتماع وتنبيه الركب على الركوب وفي الهوسات العربية ولا يستعمل فيما يطلب فيه اللهو والسرور كما هو المعروف عندنا في النجف الأشرف فالظاهر جوازه، والله العالم ـ انتهى بنصه حرفياً.

      (وكربلاء والكاظمية المقدستان أيضاً)
      الإمام شريف العلماء، والإمام الأردكاني، والإمام المازندارني، والإمام آل ياسين، والإمام الأعرجي، والإمام القزويني (قدسّت أسرارهم).
      أما ما يقع في كربلاء أيام (شريف العلماء) أستاذ العلامة الأنصاري ثم في أيام (الفاضل الأردكاني) والشيخ (زين العابدين المازندراني).
      وفي الكاظمية أيام العلامة الأورع أبي ذر زمانه (الشيخ محمد حسن يس) بل حتى أيام (السيد محسن الأعرجي الكاظمي).
      وفي الحلة منذ عهد العلامة الذي قل أن يأتي له الدهر بنظير (السيد مهدي القزويني) إلى الآن فإني لا أطيل بذكره لأنه يوجب الخروج عن وضع الرسالة. والتمثيل وإن لم يقع في الحلة حتى الآن على ما أظن لكن المواكب اللاطمة في الطرقات ليلاً ونهاراً، مما ليس لأحد إنكارها ولم يكن السيد مهدي المذكور ولا أحد من أبناءه المحترمين منكراً للعمل ومحرماً خروج موكب حتى اليوم، على أن أهل البلدة ومن حولها أطوع لهم من الضان لذي الظل.
      تمت في شهر ربيع الأول سنة 1345
      في المطبعة العلوية: في النجف الأشرف

      تعليق


      • #18
        للرفع

        تعليق


        • #19
          قال الله تعالى:بسم الله الرحمن الرحيم (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)
          عظم الله لك الاجر
          افلح من طبر

          تعليق


          • #20
            افلح من طبر

            تعليق


            • #21
              للرفع

              تعليق


              • #22
                للرفع

                تعليق


                • #23
                  للرفع

                  تعليق

                  المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                  حفظ-تلقائي
                  x

                  رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                  صورة التسجيل تحديث الصورة

                  اقرأ في منتديات يا حسين

                  تقليص

                  المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                  أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 07:21 AM
                  ردود 2
                  14 مشاهدات
                  0 معجبون
                  آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                  بواسطة ibrahim aly awaly
                   
                  أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 09:44 PM
                  استجابة 1
                  12 مشاهدات
                  0 معجبون
                  آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                  بواسطة ibrahim aly awaly
                   
                  يعمل...
                  X