لماذا لا نحتفل برأس السنة الهجرية كما نحتفل برأس السنة الميلادية ؟
قد يسأل البعض هذا السؤال باعتبار أن المسيحيين يحتفلون برأس سنتهم بل وحتى المسلمين يحتفلون برأس السنة الميلادية فلماذا لا يحتفل المسلمون برأس السنة الهجرية أيضاً ؟ وفعلاً نشاهد اليوم بعض الفضائيات تضع الأناشيد للاحتفال برأس السنة الهجرية من باب التدين والالتزام الديني . لذا لا بد من الإجابة الواضحة لذلك السؤال كي تكون الصورة واضحة للمسلمين .
في البداية نود بيان أن الاحتفال برأس السنة هي سنّة لم يضعها الرسول (ص) مثلاً لكي نلتزم بتطبيقها ، فكم من سنّة وضعها الرسول (ص) ولم نلتزم بها ؟!! كما أن المسلمين الذين يحتفلون برأس السنة الميلادية من الذين ينعقون مع كل ناعق ، فما الداعي الى هذا الاحتفال ؟ أحديث ورد أم آية نزلت ؟ وقد يستنكر البعض هذا الرفض لهذا الاحتفال باعتباره من المباحات كغيره من الأمور المباحة ، لكننا نقول لو بقي الأمر في دائرة المباحات لما اعترضنا ، الجميع يعلم ويشاهد أن المحتفلين (من المسلمين) يحتفل بأساليب محرمة مثل الغناء والرقص وغيرها ، مقلدين بذلك المسيحيين وغيرهم ممن يحتفل برأس السنة الميلادية ، ولا يوجد شخص يحتفل برأس السنة هذه إلا باحتفال محرم إلا ما ندر وشذّ ، لأن الداعي الى الاحتفال بهذه المناسبة هو ليس داعياً دينياً بل هو داعي شيطاني يريد من ذلك إرضاء النفس الأمارة بالسوء .
أما الاحتفال برأس السنة الهجرية فإن كان لأجل كونها رأس سنة فهذا تقليد واضح للغرب والمسيحيين ليس إلا، وأوضحنا التقليد للمسيحيين في احتفالاتهم في رأس السنة أنه تقليد شيطاني وليس تقليد ديني ، والواضح أن من يريد أن يحتفل برأس السنة الهجرية دافعه ديني .
وهناك من يقول أن الاحتفال برأس السنة هو احتفال بهجرة الرسول الأعظم محمد (ص) من مكة الى المدينة ، وهذه المناسبة تدعونا الى الاحتفال برأس السنة الهجرية ، إلا أن هذا تبرير غير صحيح لأن الهجرة النبوية من مكة الى المدينة كانت يوم (12 ربيع الأول) كما ذكر الطبري في تاريخه (2/338) [1] ، كما ذكر الطبري أنهم اقترحوا محرم كبداية للسنة القمرية لأنه منصرف الناس من الحج وهو شهرٌ حرام .
فإذا كان لا بد من الاحتفال بهذه المناسبة فليكن الاحتفال تأبينياً ، وذلك لقرب أفجع واقعة شهدتها الإنسانية على مر الدهور ألا وهي واقعة الطف الأليمة التي ذُبِح فيها سبط رسول الله (ص) وحبيبه والوحيد في هذه الدنيا (وقتها) ابن بنت نبي .
أتعرفون ماذا يعني ذُبِح ؟ سبحان الله فقد كانت أرض العراق وما زالت شاهدة على كثير من هذه الجرائم ، وقد شهد العراق مؤخراً الذبح علناً على مواقع الانترنت وغيرها ، وكم تألمنا وكم عُصِرت قلوبنا ، ولكننا تألمنا لذبح إنسان مظلوم عادي ، فكيف إذا كان المذبوح ابن بنت النبي (ص) ؟
وبعد كل هذا يريد البعض الاحتفال برأس السنة الهجرية .
كما ندعوكم الى زيارة موقعنا على الانترنت للاطلاع على باقي الدراسات والمقالات المنشورة والتي إن شاء الله فيها فائدة للجميع
www.adhwaa.org
contact@adhwaa.org
adhwaa_centre@yahoo.com
[1]الشيخ حيدر اليعقوبي في كتابه (وقائع الأيام) .