إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

عن الإمام الرضا إن سرك أن تكون معنا في الدرجات العلى من الجنان فاحزن لحزننا وافرح لفر

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عن الإمام الرضا إن سرك أن تكون معنا في الدرجات العلى من الجنان فاحزن لحزننا وافرح لفر

    اللهم صلي على محمد وال محمد

    حديث الريان بن شبيب عن الإمام الرضا(عليه السلام)
    انه قال ـ في حديث ـ:«يا بن شبيب إن سرك أن تكون معنا في
    الدرجات العلى من الجنان فاحزن لحزننا وافرح لفرحنا وعليك
    بولايتنا فلو ان رجلاً أحب حجراً لحشره الله عز وجل معه يوم القيامة(15).


    قال الأمام الرضا عليه السلام(من تذكر مصابنا وبكى لما أرتكب منا كان

    معنا في درجتنا يوم القيامة ومن ذُكرّ بمصابنا فبكى وأبكى لم تبكِ عينه

    يوم تبك العيون ومن جلس مجلساً يُحيا فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب)


    وكما قالت سيدتي ومولاتي الحوراء الكبرى زينب عليها السلام

    فوالله لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا



    انطوان بارا، مسيحي
    ((لو كان الحسين منا لنشرنا له في كل ارض راية، ولأقمنا له في كل
    ارض منبر، ولدعونا الناس إلى المسيحية بإسم الحسين.))



    جارلس ديكنز، الكاتب الإنجليزي المعروف

    ((على الرغم من ان القساوسة لدينا يؤثرون على مشاعر الناس عبر
    ذكر مصائب المسيح الا انك لاتجد لدى اتباع المسيح ذلك الحماس
    والانفعال الذي تجده لدى اتباع الحسين عليه السلام. ويبدو ان سبب
    ذلك يعود إلى ان مصائب الحسين عليه السلام لاتمثل الا قشّة امام طود عظيم.))


    روي عن الباقر (عليه السلام ) انه قال : (ما رؤيت فاطمة

    (عليها السلام ) ضاحكة مستبشرة منذ قبض رسول الله

    شِعرها في رثاء أبيها (صلى الله عليه وآله )

    قالت (سلام الله عليها ) بعد ان اخذت قبضة من تراب قبره الشريف:

    ماذا على من شم تربة أحمد ** الا يشم مدى الزمان غواليا

    صبت علي مصائب لو أنها ** صبت على الأيام عدن لياليا


    ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حتى قبضت).

    وعن أبي عبدالله الصادق (عليه السلام) قال : (البكاؤن خمسة: آدم ويعقوب ويوسف وفاطمة بنت محمد وعلي بن الحسين (عليهم السلام) اما آدم فبكا على الجنة حتى صار في خديه أمثال الأودية وأما يعقوب فبكى على يوسف حتى ذهب بصره وأما يوسف فبكى على يعقوب حتى تأذى به أهل السجن واما فاطمة فبكت على رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حتى تأذى بها أهل المدينة فقالوا لها قد آذيتنا بكثرة بكائك فكانت تخرج الى مقابر الشهداء فتبكي حتى تقضي حاجتها ثم تنصرف واما علي بن الحسين فبكى على الحسين عشرين سنة او اربعين سنة).


    ومكانة الحسين لا ينكرها إلا معاند ، فشأنه عند الله تعالى

    ثانيا: وقد أجاب الإمام زين العابدين ( ع ) بما دل من القرآن على استمرار حزن
    يعقوب عند رده على من أشكل عليه باستمرار حزنه على أبيه كما أورده أبو نعيم
    الأصفهاني عن الحسين ( ع ) في ( حلية الأولياء ) ج3 ص 162عن كثرة بكائه
    - أي بكاء زين العابدين ( ع )- فقال : " لا تلوموني فإن يعقوب فقد سبطا من ولده

    فبكى حتى ابيضت عيناه ولم يعلم أنه مات وقد نظرت إلى أربعة عشر رجلا
    من أهـل بيتي في غزاة واحدة أفترون حزنهم يـذهب مـن قلبي ؟



    حزن الشيعة له جذور أصيلة

    الأمر الأول: أنّ حزن شيعة أهل البيت (وفقهم الله تعالى وأعزهم) بمناسبة مقتل سيد الشهداء الإمام الحسين (صلوات الله عليه)، وسائر مصائب أهل البيت(عليهم السلام)، وإحياء مراسم العزاء وإقامة شعائره، والإغراق في ذلك وتحرّي المناسبات له، ليست أموراً اعتباطية جرّهم إليها التعصب والشقاق، ولا هي عادات محضة أخذوها عن أسلافهم وجروا عليها تقليداً لهم، كسائر التقاليد والعادات التي تزاولها بعض المجتمعات، والتي ما أنزل الله بها من سلطان. وإنما هي نشاطات لها جذور دينية أصيلة، وقد قامت عليها أدلة محكمة رصينة، أخبتوا لها وتحملوا من أجلها ما تحملوا من مصاعب ومصائب.

    فقد استفاض عن النبي(صلى الله عليه وآله وسلّم) في أحاديث الفريقين

    أنه أخبر عن ظلامة أهل بيته (صلوات الله عليهم)، ولاسيما

    الإمام الحسين(عليه السلام)، وذَكَر مصائبهم فأكثر من البكاء عليها قبل وقوعها(1). وكذلك الحال في أمير المؤمنين(عليه السلام)ـ(2).
    http://www.14masom.com/hkaek-mn-tareek/44.htm

    وقد عدّ في النصوص من البكائين الصديقة الطاهرة الزهراءI، لأنها أكثرت من البكاء على أبيها رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم)، والإمام زين العابدين(عليه السلام)، لأنه أكثر من البكاء على أبيه الحسين(عليه السلام)ـ(7).

    وفي الحديث عنه(عليه السلام) أنه قال: «إني لم أذكر مصرع بني فاطمة إلاّ خنقتني العبرة لذلك»(8).

    وفي حديث الإمام الصادق(عليه السلام)عنه(عليه السلام) قال: «وكان جدي إذا ذكره بكى حتى تملأ عيناه لحيته، وحتى يبكي لبكائه رحمة له

    من رآه»(8).

    وفي حديث أبي عمارة المنشد قال: «ما ذكر الحسين بن علي(عليهما السلام) عند أبي عبد الله جعفر بن محمد(عليهما السلام)فرُئيَ أبو عبد الله ذلك اليوم متبسماً إلى الليل»(10).

    وكان هو وبقية الأئمة(عليهم السلام) يتحرّون المناسبات للحديث عن تلك الفجائع، والبكاء عليها، والحثّ على ذلك، وعلى إقامة المجالس المذكّرة بها. وما أكثر المآتم التي كانوا يقيمونها(عليهم السلام) بأنفسهم حينما يفد الشعراء عليهم ليذكروا مصائبهم.

    وفي الحديث عن الإمام الصادق(عليه السلام) قال: «ولقد شققن الجيوب ولطمن الخدود الفاطميات على الحسين بن علي. وعلى مثله تلطم الخدود وتشق الجيوب»(11).

    وعنه(عليه السلام): «إن البكاء والجزع مكروه للعبد في كل ما جزع، ما خلا البكاء والجزع على الحسين بن علي(عليهما السلام) فإنه فيه مأجور»(12).

    وفي دعائه(عليه السلام) الطويل لزوار الحسين (عليه السلام): «اللهم إن أعداءنا عابوا عليهم بخروجهم، فلم ينههم ذلك عن الشخوص إلينا خلافاً منهم على من خالفنا، فارحم تلك الوجوه التي غيّرتها الشمس... وارحم تلك الصرخة التي كانت لنا...»(13).

    وفي حديث مسمع كردين البصري بعد أن وصف حزنه على الحسين(عليه السلام)، قال له أبو عبد الله الصادق(عليه السلام): «رحم الله دمعتك، أما انك من الذين يعدّون من أهل الجزع لنا، والذين يفرحون لفرحنا، ويحزنون لحزننا، ويخافون لخوفنا، ويأمنون إذا آمنا، أما انك سترى عند موتك حضور آبائي لك ووصيتهم ملك الموت بك، وما يلقونك به من البشارة أفضل، وملك الموت أرق عليك واشد رحمة لك من الام الشفيقة على ولدها.

    قال: ثم استعبر واستعبرت معه، فقال: الحمد لله الذي فضلنا على خلقه بالرحمة، وخصنا أهل البيت بالرحمة...»(14).

    أن البكاء كان سمة ظاهرة في حياة الأنبياء والأوصياء والمؤمنين يقول تعالى:[أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح من ذرية إبراهيم وإسرائيل وممن هدينا واجتبينا إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خرّوا سجداً وبكيا] .

    وقال عز وجل:[ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعاً].

    وعن الإمام أمير المؤمنين (ع) : «بكاء العيون وخشية القلوب من رحمة الله تعالى ذكره، فإذا وجدتموها فاغتنموا الدعاء».

    فالبكاء حالة سوية محبوبة وأما جفاف الدموع فهو مرض يلزم الإسراع في معالجته، قال الإمام الباقر (ع) :«ما جفت الدموع إلا لقسوة القلوب وما قست القلوب إلا لكثرة الذنوب».

    ولنتصفح حياة الأنبياء والمعصومين (ع) لنجد أن هذه الحالة ـ حالة البكاء ـ كانت من المعالم البارزة في حياتهم، فها هو آدم (ع) أبو البشر بكى على فراق الجنة حتى فتح الدمع في خديه أخدودين وكذلك يعقوب (ع) انتحب على فراق نجله يوسف حتى فقد بصره قال تعالى:[وتولى عنهم وقال يا أسفى على يوسف وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم].

    ونرى النبي الأعظم (ص) وهو يبكي على ولده إبراهيم الذي توفي عن ثمانية عشر شهراً ـ فسئل عن ذلك: كيف يبكي وهو يأمرهم بالصبر على الملمات والأزمات فقال (ص): «العين تدمع والقلب يخشع ولا نقول ما يسخط الرب».

    فالرسول (ص) وهو معلّم الإنسانية يعلم الناس كيف يكون الحزن وفي الوقت نفسه ينبغي التسليم للأمر الإلهي فلا للشكوى والتبرّم من قضاء الله وقدره وإلا خرج الإنسان عن حضيرة الإيمان.

    ولنتأمل في بكاء الزهراء (ع) على والدها رسول الله (ص) بكت عليه حتى ماتت بغصتها وبكاء الزهراء (ع) كان يستبطن أسمى المعاني فهو بكاء حزن وتفجع وله بعد آخر وهو الإستنكار على من ظلمها و غصب حقها وحق بعلها (ع).

    فإذا كرس البكاء لطاعة الباري تعالى فانه سيخرج عن حد الجواز إلى الإستحباب كالبكاء على المولى أبي عبد الله الحسين (ع) فإنه من أعظم الطاعات وأفضل القربات، والبكاء على الحسين (ع) صرخة مدوية تزلزل عروش الطغاة وتقض مضاجعهم، والموالي بعمله هذا يفصح عن ولائه العميق ويركز الرفض للظلم والعدوان ومن الألقاب الخاصة بالإمام الحسين (ع) لقب (قتيل العبرة)، فعن أحد أصحاب الإمام الصادق (ع) قال: كنا عنده فذكرنا الحسين بن علي (ع) فبكى أبو عبد الله وبكينا قال: ثم رفع رأسه فقال: قال الحسين بن علي (ع): «أنا قتيل العبرة لا يذكرني مؤمن إلا بكى»، ثم قال أبو عبد الله (ع): «نفس المهموم لظلمنا تسبيح وهمه لنا عبادة وكتمان سرّنا جهاد في سبيل الله».

    فالمؤمن الذي تشده بالإمام الحسين (ع) وشائج الولاء ينفعل عند تذكر مصائب المولى الشهيد (ع) وهذه الإضافة (قتيل العبرة) تكشف عن مدى الترابط والتلاحم بين ذكر مقتله الشريف وبين البكاء عليه فالمؤمن لا يذكر مصائب الإمام الحسين (ع) إلا وتسيل عبرته وتنهمر دموعه تحرقاً وتفجعاً.

    عن الإمام أبي جعفر الباقر (ع): قال: نظر النبي (ص) إلى الحسين (ع) وهو مقبل فأجلسه في حجره وقال: «إن لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد أبداً» ثم قال أبو جعفر: «بأبي قتيل كل عبرة قيل: وما قتيل كل عبرة يا ابن رسول الله؟ قال: لا يذكره مؤمن إلا بكى».

    وقد وردت عن أهل البيت (ع) أحاديث جمة في الحث على البكاء وفي استحبابه على المولى الشهيد (ع) وبيان ما له من عظيم الأجر.

    عن الإمام الباقر (ع) قال: كان أبي علي بن الحسين (ع) يقول: «أيما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين (ع) ومن معه حتى تسيل على خديه بوأه الله في جنة غرفا وأيما مؤمن دمعت عيناه دمعاً حتى يسيل على خديه لأذىً مسّنا من عدونا بوأه الله مبوأ صدق وأيما مؤمن مسه أذى فينا فدمعت عيناه حتى يسيل على خديه من مضاضة ما أوذي فينا صرف الله عنه الأذى، وأمنه يوم القيامة من سخطه ومن النار».

    وهم(ع) يجعلون الثواب نفسه للمتباكي وهو الذي قد استعصى عليه الدمع لأسباب معينة نفسية وغيرها فيحاول أن يتشبه بالباكي وذلك عبر الضرب على الجبهة أو بتنغيص عضلات الوجه مثلاً فالباكي والمتباكي في الثواب سواء لأنهما مشتركان في الهدف، في أنهما يعربان عن عشقهما ومواساتهما لأهل البيت (ع) ويعلنان براءتهما من أعدائهم وظالميهم.


    فضل الزيارة والبكاء على الحسين (ع) من روايات السنة
    http://www.radod.org/Aqydatona/15Bkaa/13hussain.htm

  • #2
    هلا بالروافض والله ما تعرفون تصفطون جذبتين وحدة فوك اللخ

    تعليق


    • #3
      المشاركة الأصلية بواسطة قاهر المغول
      هلا بالروافض والله ما تعرفون تصفطون جذبتين وحدة فوك اللخ
      اهلين وسهلين بالوهابي بالناصبي ههههههههه

      تعليق


      • #4
        موضوع يستحق الوقوف
        جزاك الله خير اخي
        عظم الله اجرك
        دعك ممن سيصبحون حطب لنار الاخره
        نصرك الله واعادك لاحياء عشوراء
        تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال

        تعليق


        • #5
          موضوع رائع يااخوووى ااحمد

          جزاك الله خيرااا

          يعطيك العافيه

          تعليق


          • #6
            اللهم صلي على محمد وال محمد
            احسنتم مولانى

            امير البصراوي


            واحسنت
            مرواريد
            على مروركم وماجورين ياموالين واجركم على الله
            شكراء موالين
            واذكر لكم روايات اخرى




            ان الائمة يقولون شيعتنا من اتقى الله واما من يعمل الموبقات فانه يعاقب على فعله
            - الكافي - الشيخ الكليني ج 2 ص 74 :
            3 - أبو علي الاشعري ، عن محمد بن سالم ، وأحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه ، جميعا عن أحمد بن النضر ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : قال لي : يا جابر أيكتفي من ينتحل التشيع (أن يقول بحبنا أهل البيت ، فوالله ما شيعتنا إلا من اتقى الله وأطاعه وما كانوا يعرفون يا جابر إلا بالتواضع والتخشع والامانة وكثرة ذكر الله والصوم والصلاة والبر بالوالدين والتعاهد للجيران من الفقراء وأهل المسكنة والغارمين والايتام وصدق الحديث وتلاوة القرآن وكف الالسن عن الناس إلا من خير ، وكانوا امناء عشائرهم في الاشياء . قال جابر : فقلت : يا ابن رسول الله ما نعرف اليوم أحدا بهذه الصفة ، فقال : يا جابر لا تذهبن بك المذاهب حسب الرجل أن يقول : احب عليا وأتولاه ثم لا يكون مع ذلك فعالا ؟ فلو قال : إني احب رسول الله فرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) خير من علي ( عليه السلام ) ثم لا يتبع سيرته ولا يعمل بسنته ما نفعه حبه إياه شيئا ، فاتقوا الله واعملوا لما عند الله ، ليس بين الله وبين أحد قرابة ، أحب العباد إلى الله عز وجل [ وأكرمهم عليه ] أتقاهم وأعملهم بطاعته ، يا جابر والله ما يتقرب إلى الله تبارك وتعالى إلا بالطاعة وما معنا براءة من النار ولا على الله لاحد من حجة ، من كان لله مطيعا فهو لنا ولي ومن كان لله عاصيا فهو لنا عدو ، وما تنال ولايتنا إلا بالعمل والورع ).



            العترة الطاهرة: الذين هم كسفينة نوح، وباب حطة، وأمان أهل الارض، وأحد الثقلين اللذين لا يضلّ من تمسك بهما ولا يهتدي إلى الله من صدّ عنهما.

            فقد استمرت سيرتهم على الندب والعويل، وأمروا أولياءهم باقامة مآتم الحزن، جيلاً بعد جيل.

            فعن الصادق (عليه السلام) ـ فيما رواه ابن قولويه في الكامل وابن شهر آشوب في المناقب وغيرهما ـ: أنّ علي بن الحسين (عليهما السلام) بكى على أبيه مدّة حياته، وما وضع بين يديه طعام إلاّ بكى، ولا أتي بشراب إلاّ بكى، حتى قال له أحد مواليه: جعلت فداك يا ابن رسول الله إنّي أخاف أن تكون من الهالكين! قال (عليه السلام): «إنّما أشكو بثّي وحزني إلى الله، وأعلم من الله ما لا تعلمون».

            وروى ابن قولويه وابن شهر آشوب أيضاً وغيرهما: أنه لما كثر بكاؤه، قال له مولاه: أما آن لحزنك أن ينقضي؟ فقال: «ويحك، إن يعقوب (عليه السلام) كان له اثنا عشر ولداً، فغيّب الله واحداً منهم، فابيضت عيناه من كثرة بكائه عليه واحدودب ظهره من الغم، وابنه حيّ في الدنيا، وأنا نظرت
            --------------------------------------------------------------------------------
            الصفحة 51
            --------------------------------------------------------------------------------

            إلى أبي وأخي وعمومتي وسبعة عشر من أهل بيتي مقتولين حولي، فكيف ينقضي حزني».

            وعن الباقر (عليه السلام)(1) قال: «كان أبي ـ علي بن الحسين صلوات الله عليه ـ يقول: أيما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين بن علي (عليه السلام) دمعة حتى تسيل على خده بوّأه الله تعالى في الجنة غرفاً يسكنها أحقاباً، وأيّما مؤمن دمعت عيناه حتى تسيل على خده فينا لاذى مسّنا من عدوّنا في الدنيا بوّأه الله في الجنة مبوّأ صدق، وأيّما مؤمن مسّه أذى فينا فدمعت عيناه حتى تسيل على خده صرف الله عن وجهه الاذى وآمنه يوم القيامة من سخطه والنار»(2).

            وقال الرضا(3) ـ وهو الثامن من أئمة الهدى صلوات الله وسلامه عليهم ـ «إنّ المحرّم شهر كان أهل الجاهلية

            ____________

            (1) فيما أخرجه جماعة، منهم ابن قولويه في كامله «المؤلف».

            (2) كامل الزيارات: 100.

            وراجع: تفسير القمي: 616، ثواب الاعمال: 47، بحار الانوار 44 / 281.

            (3) فيما أخرجه الصدوق في أماليه وغير واحد من أصحابنا «المؤلّف».


            --------------------------------------------------------------------------------
            الصفحة 52
            --------------------------------------------------------------------------------

            يحرّمون فيه القتال، فاستُحلّت فيه دماؤنا، وهتكت فيه حرمتنا، وسبيت فيه ذرارينا ونساؤنا، وأضرمت فيه النار في مضاربنا، وانتهب مافيها من ثقلنا(1)، ولم ترع لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حرمة في أمرنا.

            إنّ يوم الحسين أقرح جفوننا، وأسبل دموعنا، وأذلّ عزيزنا....

            فعلى مثل الحسين فليبك الباكون، فانّ البكاء عليه يحط الذنوب العظام».

            ثم قال (عليه السلام): «كان أبي إذا دخل شهر المحرم، لا يرى ضاحكاً، وكانت الكآبة تغلب عليه حتّى يمضي منه عشرة أيام، فاذا كان يوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحزنه وبكائه»(2).

            وقال (عليه السلام)(3): «من تذكر مصابنا وبكى لما ارتكب منا

            ____________

            (1) الثقل: وزان سبب متاع المسافر، وكلّ شيء نفيس مصون «المؤلّف».

            (2) أمالي الصدوق: المجلس 27 الرقم 2.

            وراجع: بحار الانوار 44 / 283.

            (3) فيما أخرجه الصدوق في أماليه «المؤلّف».


            --------------------------------------------------------------------------------
            الصفحة 53
            --------------------------------------------------------------------------------

            كان معنا في درجتنا يوم القيامة، ومن ذكر مصابنا فبكى وأبكى لم تبك عينه يوم تبكي العيون، ومن جلس مجلساً يحيي فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب»(1).

            وعن الريان بن شبيب ـ فيما أخرجه الشيخ الصدوق في العيون ـ قال: دخلت على الرضا (عليه السلام) في أول يوم من المحرم، فقال لي: «يا ابن شبيب، إن المحرم هو الشهر الذي كان أهل الجاهلية فيما مضى يحرّمون فيه الظلم والقتال لحرمته، فما عرفت هذه الامة حرمة شهرها ولا حرمة نبيها (صلى الله عليه وآله وسلم); إذ قتلوا في هذا الشهر ذريته وسبوا نساءه وانتهبوا ثقله....

            يا ابن شبيب، إن كنت باكياً لشيء فابك للحسين (عليه السلام)، فانه ذبح كما يذبح الكبش(2)، وقتل معه من أهل بيته

            ____________

            (1) أمالي الصدوق: المجلس 17 الرقم 4.

            وراجع: عيون أخبار الرضا 1 / 294، بحار الانوار 44 / 278.

            (2) إنّ التعبير ـ كهذا ـ مما يدلك على غاية همجية القوم وشقائهم وبُعدهم عن العطف الانساني، بالاضافة على قتلهم ريحانة الرسول الاعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) وهتكهم حرمته في سبطه روحي فداه.

            وقد أجمل الامام عليه أفضل الصلاة والسلام لمّا أدى عن الفاجعة واهميتها بهذا الكلام القصير، وأشار به إلى معنى جسيم يدركه الباحث المتعمق بعد التحليل والاختبار، ويندهش المجموع البشري لمثل هذه الرزية عندما علم أنه لم يوجد بين تلك الجموع المحتشدة في كربلاء من يردعهم عن موقفهم البغيض، ولا أقل من تسائل بعضهم: لماذا نقاتل الحسين؟ وبأي عمل استحق ذلك منا؟ أو هل كان دم الحسين (عليه السلام)مباحاً إلى حدّ إباحة دم الكبش؟ ويذبح ـ بأبي هو وأمي ـ بلا ملامة لاثم ومن دون خشية محاسب!! «المؤلّف».


            ثمانية عشر رجلاً مالهم في الارض من شبيه، ولقد بكت السموات السبع لقتله...».

            إلى أن قال: «يا ابن شبيب، إن سرّك أن تكون معنا في الدرجات العلى من الجنان، فاحزن لحزننا وافرح لفرحنا، وعليك بولايتنا...»(1).

            وقال (عليه السلام) ـ فيما أخرجه الصدوق في أماليه ـ: «من ترك السعي في حوائجه يوم عاشوراء قضى الله له حوائج

            ____________

            (1) عيون أخبار الرضا 1 / 299.

            وراجع: أمالي الصدوق: المجلس 27، بحار الانوار 44 / 285.


            --------------------------------------------------------------------------------
            الصفحة 55
            --------------------------------------------------------------------------------

            الدنيا والاخرة، ومن كان يوم عاشوراء يوم مصيبته وحزنه وبكائه جعل الله عزّ وجلّ يوم القيامة يوم فرحه وسروره وقرّت بنا في الجنان عينه...»(1).

            وبكى صلوات الله عليه إذ أنشده دعبل بن علي الخزاعي قصيدته التائية السائرة التي أغمي عليه في أثنائها مرتين، كما نصّ عليه الفاضل العباسي في ترجمة دعبل من معاهد التنصيص وغيره من أهل الاخبار.

            وفي البحار وغيره: أنه (عليه السلام) أمر قبل إنشادها بستر فضرب دون عقائله، فجلسن خلفه يسمعن الرثاء ويبكين على جدّهن سيد الشهداء، وأنه قال يومئذ: «يا دعبل، من بكى أو أبكى على مصابنا ولو واحداً كان أجره على الله، يا دعبل، من ذرفت عيناه على مصابنا حشره الله معنا».

            وحدّث محمد بن سهل ـ كما في ترجمة الكميت من

            ____________

            (1) أمالي الصدوق: المجلس 27 الرقم 4.

            وراجع: بحار الانوار 44 / 284.


            معاهد التنصيص ـ قال: دخلت مع الكميت على أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) في أيام التشريق، فقال له: جعلت فداك ألا أنشدك؟ قال: «إنها أيام عظام»، قال: إنها فيكم، قال: «هات»، وبعث أبو عبد الله إلى بعض أهله فقرب، فأنشده ـ في رثاء الحسين (عليه السلام) ـ فكثر البكاء، حتى أتى على هذا البيت:

            يصيب به الرامون عن قوس غيرهم فيا آخراً أسدى له الغي أول
            قال: فرفع أبو عبد الله رحمه الله تعالى يديه فقال: «اللهم اغفر للكميت ماقدّم وما أخر وما أسرّ وما أعلن حتى يرضى»(1).

            وروى الكشي بسند معتبر عن زيد الشحام قال: كنّا عند أبي عبد الله (عليه السلام)، فدخل عليه جعفر بن عثمان، فقربه وأدناه، ثم قال: «يا جعفر»، قال: لبيك جعلني الله فداك، قال: «بلغني أنك تقول الشعر في الحسين (عليه السلام) وتجيد»، فقال له: نعم جعلني الله فداك، قال: «قل»، فأنشدته، فبكى ومن حوله حتى صارت الدموع على وجهه ولحيته، ثم قال: «يا جعفر، والله لقد شهدت الملائكة المقربون هاهنا يسمعون قولك في الحسين (عليه السلام)، ولقد بكوا كما بكينا وأكثر...».

            إلى أن قال: «مامن أحد قال في الحسين شعراً فبكى وأبكى به إلاّ أوجب الله له الجنة، وغفر له»(2).

            وروى ابن قولويه في الكامل بسند معتبر حديثاً عن الصادق (عليه السلام) جاء فيه: «وكان جدي علي بن الحسين (عليهما السلام)

            ____________

            (1) ثواب الاعمال: 47.

            وراجع: كامل الزيارات: 100 و 104، بحار الانوار 44 / 288.

            (2) رجال الكشي: 187.


            --------------------------------------------------------------------------------
            الصفحة 61
            --------------------------------------------------------------------------------

            إذا ذكره ـ يعني الحسين (عليه السلام) ـ بكى حتى تملا عيناه لحيته، وحتى يبكي لبكائه ـ رحمة له ـ من رآه، وأنّ الملائكة الذين عند قبره ليبكون فيبكي لبكائهم كلّ من في الهواء والسماء، وما من باك يبكيه إلاّ وقد وصل فاطمة وأسعدها، ووصل رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأدّى حقنا...».

            وفي قرب الاسناد عن بكر بن محمد الازدي قال: قال أبو عبد الله ـ الصادق ـ (عليه السلام) لفضيل بن يسار: «أتجلسون وتحدّثون؟» قال: نعم جعلت فداك، قال (عليه السلام): «إنّ تلك المجالس أحبّها، فأحيوا أمرنا، فرحم الله من أحيى أمرنا، يا فضيل: من ذَكَرَنا أو ذُكِرْنا عنده فخرج من عينه مثل جناح الذباب غفر الله له ذنوبه».

            وفي خصال الصدوق، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: «إن الله تبارك وتعالى اطلع إلى الارض فاختارنا، واختار لنا شيعة ينصروننا، ويفرحون لفرحنا، ويحزنون لحزننا، ويبذلون أموالهم وأنفسهم فينا، أُولئك منا وإلينا».

            وفي كامل الزيارات بالاسناد إلى أبي عمارة المنشد قال: ماذكر الحسين (عليه السلام) عند أبي عبد الله ـ الصادق ـ (عليه السلام)
            --------------------------------------------------------------------------------
            الصفحة 62
            --------------------------------------------------------------------------------

            في يوم قط فرؤي متبسماً في ذلك اليوم إلى الليل، قال: وكان أبو عبد الله (عليه السلام) يقول: «الحسين عبرة كل مؤمن»(1).

            وفيه بالاسناد إلى الصادق (عليه السلام) قال: «قال الحسين (عليه السلام): أنا قتيل العبرة، لا يذكرني مؤمن إلاّ استعبر»(2).

            إلى غير ذلك من صحاح الاخبار المتواترة عن أئمة الابرار(3).

            إقامة الائمة (عليهم السلام) المأتم على الحسين (عليه السلام) وحث أولياؤهم على ذلك]


            ____________

            (1) فراجع: ص105 وما بعدها إلى ص232 من الخصائص الحسينية، وإن شئت فراجع: جلاء العيون، أو البحار، أو غيرهما «المؤلّف».

            وراجع: أمالي الصدوق: المجلس 92، كامل الزيارات: 67 و 68 و 83 و 84 و 92 و 115 و 192، علل الشرائع 1 / 154، الكافي 1 / 283 و 534، مناقب آل أبي طالب 4 / 55، المحتضر: 146 و 147، بحار الانوار 45 / 220 ـ 229 الباب 41.




            إحياء عاشوراء
            لماذا؟
            http://www.aqaed.com/shialib/books/a...yae/index.html



            ضعف روايات صوم عاشوراء في كتب الشيعة

            http://www.yahosein.com/vb/showthread.php?t=72251
            التعديل الأخير تم بواسطة اااحمد; الساعة 15-01-2008, 05:51 PM.

            تعليق


            • #7
              عاشت الايادي اخي
              الله يوفقك لكل خير
              ويرزقك شفاعة اهل البيت عليهم السلام
              اتشوق لجديدك اخي الغالي
              عظم الله اجرك
              السلام على الحسين
              وعلى علي ابن الحسين
              وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين
              وسلام من قلب عشق العباس
              السلام عليك ابا الفضل وعلى اخوتك

              تعليق


              • #8
                شكراء مولانى على المتابعة وماجورين يامولانى امير البصاروي
                والله يرزقك شفاعة الحسين واهل بيته
                نكمل اخر مشاركة
                فالمخالفين دائما يطرحون سوال يحبون اهل البيت احنا مانختلف يحبونهم واماء بعضهم موجود من الوهابية يطعنون في اهل البيت كمثل بن تيمية ومشايخهم وكل وهابي ؟؟ جميع الوهابية علنن نجد في كتبهم ومنتدياتهم بهذا الطعن في الحسين استغفر الله يعتبرون الامام الحسين مفسدة عندما خرج على يزيد جدهم فكان وصف شيوخهم بالحسين بالمفسدة وبتسبب بالشر ويزيد بامير الموئمنين يقدحون في الحسين لدفاع عن جدهم يزيد فهذا ليس الا نصب واما السنة

                لاكن الحب لايكفي ولايوفي فحب اهل البيت يجب اتباعهم وموالاتهم والاعتراف باحقيتهم وفضائلهم الذي ينكر منزلتهم الكبيرة وفضائلهم
                لاينفعهم حبهم لاهل البيت وهم لايوالونهم ولايتبراون من اعدائهم
                كما يقولون في رواياتهم


                روايات الشيخ الطوسي
                أمالي
                ------------------
                المجلس السابع حديث رقم 16
                -1-أخبرنا محمد بن محمد، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر الجعابي، قال حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد، قال حدثنا أبو عوانة موسى بن يوسف بن راشد الكوفي، قال حدثنا محمد بن سليمان بن بزيغ الخزاز، قال حدثنا الحسين الأشقر، عن قيس، عن ليث، عن أبي ليلى، عن الحسين بن علي )عليهما السلام(، قال قال رسول الله )صلى الله عليه و آله( الزموا مودتنا أهل البيت، فإنه من لقي الله يوم القيامة و هو يودنا دخل الجنة بشفاعتنا، و الذي نفسي بيده لا ينفع عبدا عمله إلا بمعرفة حقنا.
                المجلس العاشر حديث رقم 6
                -2-أخبرنا أبو عمر ، قال : أخبرنا أحمد ، قال : أخبرنا الحسن بن علي بن بزيع ، قال : حدثنا قاسم بن الضحاك ، قال : حدثني شهر بن حوشب أخو العوام ، عن أبي سعيد الهمداني ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) " إلا من تاب وامن وعمل صالحا ". قال : والله لو أنه تاب وامن وعمل صالحا ، ولم يهتد إلى ولايتنا ومودتنا ومعرفة فضلنا ، ما أغنى عنه ذلك شيئا
                روايات الشيخ المفيد
                الاختصاص
                --------------
                ص 309
                -1-محمد بن عيسى بن عبيد ، عن أبي عبد الله زكريا بن محمد المؤمن ، عن عبد الله بن مسكان ، وأبي خالد القماط ، وأبي أيوب الخزاز ، عن محمد بن مسلم قال : قال أبو جعفر عليه السلام : إن رسول الله أنال في الناس وأنال ، وعندنا عرى العلم وأبواب الحكم ومعاقل العلم وضياء الأمر وأواخيه ، فمن عرفنا نفعته معرفته وقبل منه عمله ، ومن لم يعرفنا لم ينفعه الله بمعرفة ما علم ولم يقبل منه عمله
                روايات الشيخ المفيد

                الاختصاص
                ص303
                -2-الحسن بن موسى الخشاب ، عن علي بن حسان ، وأحمد بن الحسين ، عن أحمد بن إبراهيم ، والحسن بن البراء ، عن علي بن حسان ، عن عبد الرحمن بن كثير قال : حججت مع أبي عبد الله عليه السلام فإني معه في بعض الطريق إذ صعد على جبل فنظر إلى الناس فقال : ما أكثر الضجيج ؟ ! فقال له داود بن كثير الرقي : يا ابن رسول الله هل يستجيب الله دعاء الجمع الذي أرى ؟ فقال : ويحك يا أبا سليمان إن الله لا يغفر أن يشرك به إن الجاحد لولاية علي عليه السلام كعابد وثن فقلت له : جعلت فداك هل تعرفون محبيكم من مبغضيكم ؟ فقال : ويحك يا أبا سليمان إنه ليس من عبد يولد إلا كتب بين عينيه مؤمن أو كافر وإن الرجل ليدخل إلينا يتولانا ويتبرء من عدونا فيرى مكتوبا " بين عينيه مؤمن ، قال الله عزوجل : " إن في ذلك لآيات للمتوسمين " فنحن نعرف عدونا من ولينا


                وللاستفادة ننقل لكم سوالين من مركز الابحاث العقائدية
                حول احياء ذكرى اهل البيت
                السوال

                قد يتساءل الفرد .. ما دام الإمام الحسين (عليه السلام) الآن في نعيم الله وجنانه .. كيف نبكي على مصابه ؟ أو بعبارة أخرى كيف يتوافق البكاء على مصابه (عليه السلام) مع كونه في أعلى الدرجات من النعيم ؟ ولكم مني جزيل الشكر

                ودمتم سالمين.

                الجواب


                الأخ المحترم

                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                قد روى المسلمون بجميع فرقهم أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال لا يجد عبد طعم الإيمان حتى يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ) .

                وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) دائماً يوصي أمته بمودة ذوي القربى , قال تعالى: (( قل لا أسألكم عليه اجراً إلا المودة في القربى )) .

                والامام الحسين (عليه السلام) من القربى بإجماع المسلمين .

                ومن مودته أن نحبه ونقتدي به ونفرح لفرحه ونحزن لحزنه وما يصيبه .

                فبكاؤنا على الحسين (عليه السلام) من مصاديق المودة في القربى .

                أضف إلى ذلك الروايات الكثيرة الواردة عن النبي (صلى الله عليه وآله) و أهل البيت (عليهم السلام) في التأكيد على البكاء على الامام الحسين (عليه السلام) وما فيه من الثواب .

                ومن فوائد تعظيم الشعائر والبكاء هو أن نتمسك بالحسين (عليه السلام) دائماً لأنه الحق المطلق , ونتذكر الحسين , وبذلك نكون قد تذكرنا الحق المطلق , وبهذه الطريقة سوف لا نفارق الحق المطلق .

                إحياء شعائر عاشوراء فيه الكثير من الدروس والعبر , وبواسطة هذا الاحياء نصل إلى الحق والعبودية الحقيقية لله سبحانه وتعالى : (( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )) .

                وببكائنا هذا سنثبت مواساتنا للحق وتأسفنا على مظلومية الحق .

                وكذلك , فان الإنسان بفطرته يحزن على المظلوم ويبكي عليه .

                ودمتم في رعاية الله
                مركز الأبحاث العقائدية




                ما هو الدليل على جواز اقامة الاحتفالات في افراح محمد وآل محمد على أن يكون الجواب من المصادر السنية جزاكم الله خير الجزاء .

                الجواب
                الأخ عبد العزيز المحترم

                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                هناك استدلالات عديدة لجواز الاحتفال بمولد النبي "صلى الله عليه وآله وسلّم" وأهل بيته "عليهم السلام" استدل بها علماء الفريقين رداً على الوهابية التي ترى أن الاحتفال بمولده "صلى الله عليه وآله وسلّم" بدعة . من الأدلة :

                1 ـ قوله تعالى : (( ذَلكَ وَمَن يعَظّمْ شَعَائرَ اللَّه َإنَّهَا من تَقوَى القلوب )) الحج : 32 ، باعتبار أن شعائر الله سبحانه هي أعلام دينه ، خصوصاً ما يرتبط منها بالحج ، كما قاله القرطبي ، لأنّ أكثر أعمال الحج إنما هي تكرار لعمل تاريخي وتذكير بحادثة كانت قد وقعت في عهد إبراهيم "عليه السلام" ، وشعائر الله مفهوم عام شامل للنبيّ "صلى الله عليه وآله وسلّم" ولغيره ، فتعظيمه "صلى الله عليه وآله وسلّم" لازم .

                ومن أساليب تعظيمه إقامة الذكرى في يوم مولده ، ونحو ذلك ، فكما أن ذكرى ما جرى لإبراهيم "عليه السلام" من تعظيم شعائر الله سبحانه ، كذلك تعظيم ما جرى للنبيّ الأعظم محمّد "صلى الله عليه وآله وسلّم" يكون من تعظيم شعائر الله سبحانه .

                2 ـ قوله تعالى : (( ذكرهم بأَيَّام اللّه )) إبراهيم : 5 ، فإن المقصود ، بأيّام الله ، أيّام غلبة الحق على الباطل ، وظهور الحق ، وما نحن فيه من مصاديق الآية الشريفة ، فإن إقامة الذكريات والمواسم فيها تذكير بأيّام الله سبحانه.

                3 ـ قوله تعالى : (( قل بفضل الله ورحمته فبذلك فليفرحوا )) إذ من المصاديق الجلية لرحمة الله سبحانه ، هو ولادة النبي "صلى الله عليه وآله وسلّم" ، الذي أرسله الله رحمة للعالمين ، فالفرح بمناسبة ميلاده "صلى الله عليه وآله وسلّم" مطلوب ومراد .

                4 ـ قوله تعالى : (( ورفعنا لك ذكرك )) الانشراح : 4 ، فإن الاحتفالات بميلاده "صلى الله عليه وآله وسلّم" ما هي إلاّ رفع لذكره "صلى الله عليه وآله وسلّم" وإعلاء لمقامه .

                5 ـ قوله تعالى : (( قل لَّا أَسأَلكم عَلَيه أَجرًا إلَّا الْمودّةَ في القربى)) الشورى : 23 ، بأن مودة ذوي القربى مطلوبة شرعا ، وقد أمر بها القرآن صراحة ، فإقامة الاحتفالات للتحدث عمّا جرى للأئمة "عليه السلام" لا يكون إلاّ مودةً لهم ... إلاّ أن يدّعى أن المراد بالمودة الحب القلبي ، ولا يجوز الإظهار .

                6 ـ قوله تعالى : (( الذينَ آمَنوا به وَعَزَّروه وَنَصَروه )) الأعراف : 157 ، باعتبار أن إقامة الاحتفال للتحدث عنه "صلى الله عليه وآله وسلّم" فيه نوع من التعظيم والنصرة له .

                7 ـ قوله تعالى : (( رَبَّنَا أَنزلْ عَلَينَا مَآئدَةً منَ السَّمَاء تَكون لَنَا عيداً لأولنَا وَآخرنَا وَآيَةً مّنكَ وَارْزقنَا وَأَنتَ خَيْر الرَّازقينَ )) المائدة : 114 ، فقد اعتبر يوم نزول المائدة السّماوية عيداً وآية ، مع أنها لأجل إشباع البطون . فيوم ميلاده "صلى الله عليه وآله وسلّم" ، ويوم بعثته ، الذي هو مبدأ تكامل فكر الأمم على مدى التاريخ ؛ أعظم من هذه الآية ، وأجل من ذلك العيد ، فاتخاذه عيداً يكون بطريق أولى ... .

                8 ـ قوله تعالى (( وَالضحَى * وَالليل إذا سَجَى )) فقد قال الحلبي وغيره : " ... وقد أقسم الله بليلة مولده في قوله تعالى : (( وَالضحَى * وَالليل إذا سَجَى )) وقيل المراد ليلة الإسراء . ولا مانع أن يكون الإقسام وقع بهما ، أي استعمل اللّيل فيهما " السيرة الحلبية 1/58 ، والسيرة النبوية لدحلان 1/21 .

                9 ـ إن الاحتفال بالمولد سنة حسنة وقد قال "صلى الله عليه وآله وسلّم" : (من سنّ سنّة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها) .

                10 ـ بأن جل أعمال مناسك الحج ما هي إلاّ احتفالات بذكرى الأنبياء ، فأمر الله تعالى باتخاذ مقام إبراهيم مصلّى ، إحياءً لذكرى شيخ الأنبياء إبراهيم عليه الصلاة والسلام ، أمّا السعي بين الصفا والمروة ، فهو تخليد لذكرى هاجر حينما عطشت هي وابنها إسماعيل ، فكانت تسعى بين الصفا والمروة ، وتصعد عليهما لتنظر : هل ترى من أحد (كما ذكر البخاري) ...

                ورمي الجمار تخليد لذكرى إبراهيم "عليه السلام" ، حينما ذهب به جبريل إلى جمرة العقبة ، فعرض له الشيطان ، فرماه بسبع حصيات ، فساخ .

                وذبح الفداء ، إنما هو تخليد لذكرى إبراهيم أيضاً حينما أفمر بذبح ولده إسماعيل ففداه الله بذبح عظيم .

                وفي بعض الأخبار : أن أفعال الحج إنما هي احتفال بذكرى آدم ، حيث تاب الله عليه عصر التاسع من ذي الحجة بعرفات ، فأفاض به جبريل حتى وافى إلى المشعر الحرام فبات فيه ، فلما أصبح أفاض إلى منى ، فحلق رأسه إمارة على قبول توبته ، وعتقه من الذنوب .

                فجعل الله ذلك اليوم عيداً لذريته .

                فأفعال الحج كلها تصير احتفالات وأعياداً بذكرى الأنبياء ، ومن ينتسب اليهم ، وهي باقية أبد الدهر .

                وأخيراً : أكمل الأدلة على جواز إقامة الاحتفال بمولد النبي "صلى الله عليه وآله وسلّم" هو دليل الفطرة ـ والدين والشرع منسجم تماماً مع مقتضيات الفطرة ومتطلباتها ـ فقد اعتاد الناس انطلاقاً من احترامهم للمثل والقيم التي يؤمنون بها ، على احترام الأشخاص الذين بشروا بها ، وضحّوا في سبيلها ، وارتبطوا بهم عاطفيّاً وروحيّاً كذلك .. ورأوا : أن إحياء الذكرى لهؤلاء الأشخاص ، لم يكن من أجل ذواتهم كأشخاص ، وإنّما من أجل أنّهم بذلك يحيون تلك القيم والمثل في نفوسهم ، وتشدّ الذكرى من قوة هذا الارتباط فيما بينهم وبينها ، وترسّخها في نفوسهم ، وتعيدهم إلى واقعهم .

                وهكذا يقال بالنسبة للاحترام الذي يخصون به بعض الأيّام ، أو بعض الأماكن ، وقديماً قيل :

                مررت على الديار ديار ليلى أقبّل ذا الجدار وذا الجدارا

                وما حبّف الديار شغفن قلبي ولكن حبّ من سكن الديارا



                ويلاحظ : أن الاهتمام بإقامة الذكريات والاحتفال بالمناسبات ، التي تمثل تحوّلاً من نوع مّا في حياة الناس عامة ، لا يقتصر على فئة دون فئة ، ولا يختص بفريق دون فريق فالكبير والصغير ، والغني والفقير ، والملك والسّوقة ، والعالم والجاهل ، والمؤمن والكافر ، وغيرهم وغيرهم ، الكل يشارك في إقامة الذكريات للمثل والقيم ، ومن يمثلها حسب قدراته وإمكاناته .


                فهذه الشمولية تعطينا : أن هذا الأمر لا يعدو عن أن يكون تلبية لحاجة فطرية ، تنبع من داخل الإنسان ، ومن ذاته ، وتتصل بفطرته وسجيته ، حينما يشعر : أنه بحاجة إلى أن يعيش مع ذكرياته وآماله ، وإلى أن يتفاعل مع ما يجسّد له طموحاته .

                فيوم ولادة النبيّ "صلى الله عليه وآله وسلّم" هو يوم فرح المسلمين ، ويوم عيد وبهجة لهم . ولابدّ وأن يستجيب الإسلام لنداء الفطرة ، ويلبي رغباتها ما دامت منسجمة مع منطلقاته وأهدافه ، ولا يحرمها من عطاء رحمته وبرّه ... مادام أنّه دين الفطرة ، الذي يوازن بين جميع مقتضياتها ويعطيها حجمها الطبيعي ، من دون أن يكون ثمة إهمال مضرٌّ ، أو طغيان مدمّر .

                وهذه هي عظمة تعاليم الإسلام ، وهذا هو رمز الخلود له ... وفّقنا الله للسير على هدى هذا الدين ، والالتزام بشريعة ربّ العالمين ، إنّه خير مأمول ، وأكرم مسؤول .

                ودمتم في رعاية الله
                مركز الأبحاث العقائدية

                تعليق


                • #9
                  انظر اخي الكريم
                  بذور شهادة الحسين عليه السلام وانت خير دليل
                  انه لاامدحك ولا اجامل فما وجدته هنا من موالين
                  يسر ويطمئن القلب
                  ومنكم نستفيد اخي
                  عظم الله اجرك وجزاك الله عنا خير

                  تعليق


                  • #10
                    بسمه تعالى
                    والصلاة والسلام على محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين
                    واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين
                    عظم الله لكم الاجر والثواب
                    مولانا احمد
                    جزيت من الرحمن خير واوفر الجزاء
                    على هذا الطرح القيم والرائع
                    ونسال الله ان يرزقنا شفاعتهم في دار الدنيا والاخرة
                    احسنتم وبورك الله باناملكم التي نزفت تلك الاحرف
                    التعديل الأخير تم بواسطة al_mwsewey; الساعة 15-01-2008, 09:29 PM.

                    تعليق


                    • #11
                      مولانا احسنت al_mwsewey


                      وماجورين وجزاكم الله كل خير وتوفيق ونسالكم الدعاء

                      وعظم الله اجوركم
                      وشكراء للموالي امير البصراوي نفيد ونستفيد منكم ان شاء الله
                      واما انا يامولاناء ليس الا عادي فقط نتعلم ونستفيد ونفيد وان شاء الله تستفيد من المنتدى والاعضاء بمواضيعهم
                      وماجورين ياموالين

                      تعليق


                      • #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة اااحمد
                        ضعف روايات صوم عاشوراء في كتب الشيعة
                        http://www.yahosein.com/vb/showthread.php?t=72251
                        بماء انا ذكرناء عن صوم يوم عاشوراء في ضعف الروايات نكمل لرد على هلشبهة ننقل اسئلة من مركز الابحاث
                        الـســؤال

                        أود أن أكتب رسالة الى احدى الأخوات حيث أرسلت مجلة إسلامية وذكرت مواضيع تمس بالعقيدة الشيعية وأريد أن أرد عليها بالتي هي أحسن مع بيان المواضيع التي ذكرتها باسلوب مقنع وأتنمى من سماحتكم أن تفيدوني في ذلك حيث أن هذه الأخت أرسلت المجلات في المكان الذي أعمل فيه وطلبت مني توزيع تلك المجلات ومع الأسف اني أعطيت المجلات للخادم ليوزعها واني أحسست بعد ذلك اني أرتكبت ذنبا وبسبب عدم معرفتي بالمرأة ولوجودها في منطقة أخرى أردت أن أرسل لها تلك الرسالة وأبين لها بأني لن أوزع لها المجلة في المرّات القادمة إذا تعرضت للمذهب الشيعي .
                        وبالنسبة للمواضيع التي أشارت إليها هي ثواب صيام عاشوراء وأنه من أفضل الصوم بعد صيام شهر رمضان وذكرت مواضيع أخرى تحت عنوان بدعة مثل اجتماع الناس ليذكروا الله تعالى بصوت واحد وهيئة واحدة ونغمة واحدة ، الطواف بالأضرحة ، بناء المساجد والقباب على القبور ورفعها ، إقامة الموالد للأنبياء والصالحين ، التوسل بالنبي والصالحين ، التزام أوراد وأذكار لم ترد عن النبي ، التمسح بقبر النبي ، تخصيص يوم أو ليلة بعبادة مخصوصة لا أصل لها في الدين .
                        ولكم جزيل الشكر والامتنان .


                        الجواب

                        الأخت ام حسين المحترمة
                        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                        ان توزيع أمثال هذه المجلات حرام قطعاً , لأنه يثير الشبهات بين الناس .
                        وأما ما ذكرتيه من مطالب فنجيب عليها باختصار :
                        1- أما صوم يوم عاشوراء , فان أئمة أهل البيت (عليهم السلام) نهوا عنه نهياً شديداً , و لما سئل الإمام الرضا(عليه السلام) عن صوم يوم عاشوراء قال :عن صوم ابن مرجانة تسألني ؟ ذلك يوم صامه الأدعياء من آل زياد لقتل الحسين (عليه السلام) .
                        وقال الإمام الرضا (عليه السلام) في حديث آخر عن صوم يوم عاشوراء كلا ورب البيت الحرام ما هو يوم صوم , وما هو إلا يوم حزن ومصيبة دخلت على أهل السماء وأهل الأرض وجميع المؤمنين , ويوم فرح وسرور لابن مرجانة وآل زياد وأهل الشام ...) الكافي : باب صوم يوم عرفة وعاشوراء , الرقم 5 و 7 .
                        فصيام يوم عاشوراء من مبتدعات الأمويين , أدخلوه في السنة ووضعوا عليه احاديث باطلة , وفي مقام الاحتجاج يمكن أن يحتج عليهم بما رواه مسلم في صحيحه كتاب الصوم ـ صوم يوم عاشوراء ) حيث روى فيه عن ابن مسعود قوله قد كان يصام ـ يوم عاشوراء ـ قبل أن ينزل رمضان , فلما نزل ترك) .
                        2- البدعة , وهي إدخال شيء ليس من الدين في الدين , فعلينا أولاً أن نعرف ما هو الدين ؟ ومن أين يؤخذ ؟ ثم نبحث عن الأمور التي ليست من الدين ودخلت في الدين , حيث روى جميع المسلمين متواتراً عن النبي (صلى الله عليه وآله) قولهإني مخلف فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً : كتاب الله , وعترتي أهل بيتي , وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض) , فالدين ما كان في الكتاب وما روته العترة .
                        ولو قيل : بأن الحديث روي أيضاً بلفظ (كتاب الله , وسنتي) , فالجواب أنه ضعيف , هذا أولاً , وثانياً أنه حتى لو قلنا بصحته , فان معنى السنة يعود إلى العترة وهذا هو معنى الجمع بين الحديثين , حيث حديث العترة يفسر حديث السنة .
                        فهنا نسأل ونقول أولاً :
                        من قال بأن هذه الأمور ليست من السنة , حتى تكون بدعة , ومن له أدنى معرفة بالأدلة يعلم أن الكثير من المسائل التي لم ترد بخصوصها سنة , تشملها العمومات , وإذا شملتها العمومات فستكون سنة , ولا تسمى بدعة .
                        هذا , وما ورد من ذكر هذه الأمور , فانه متفق على العمل به بين جميع المذاهب الإسلامية , ولهم عليها أدلتهم , والمخالف في هذه الأمور هم الوهابيون أتباع محمد بن عبد الوهاب وابن تيمية , الذين خالفوا جميع المذاهب الإسلامية , بل وحتى كفّروا أتباع المذاهب الإسلامية .
                        ولو أردنا أن ندخل في تفاصيل كل موضوع وذكر الأدلة عليه , لطال بنا المقام , ونكتفي بالإشارة إلى أنها مسائل قبلتها المذاهب الاسلامية , وخالفت فيه الوهابية العمياء .
                        ودمتم سالمين




                        [COLOR="DarkRed"]أنقل لكم للرد على الشبهات التي يطرحها المخالفين في مسألة البكاء وخاصة هجماتهم على الشعائر التي يقيمها الشيعة على آل البيت عليهم السلام ...


                        بسم الله الرحمن الرحيم


                        - يقول سبحانه وتعالى : ﴿ وبشر الصابرين * الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا للّه وإنا إليه راجعون * أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ﴾ - [ البقرة / 155 / 157 ] ، ويقول عز وجل : ﴿ والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس ﴾ - [ البقرة / 177 ].
                        - وذكر في ( نهج البلاغة ) : ( وقال علي (ر) بعد وفاة النبي (ص) مخاطبا إياه (ص) : لولا أنك نهيت عن الجزع وأمرت بالصبر لأنفدنا عليك ماء الشؤون ).

                        ونقل أبو جعفر القمي أن أمير المؤمنين (ع) قال فيما علم به أصحابه : ( لا تلبسوا سوادا فإنه لباس فرعون ).


                        الجواب
                        [B]أولا : عندنا أدلة بجواز وإستحباب الجزع على الحسين (ع) ، وهذا تخصيص لجواز الجزع عليه :
                        - وبسند صحيح الصدوق في أماليه : ( محمد بن الحسن الطوسي في الأمالي عن أبيه ، عن المفيد ، عن إبن قولويه ، عن أبيه ، عن سعد ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي محمد الأنصاري ، عن معاوية بن وهب ، عن أبي عبد الله ( ع ) في حديث قال : كل الجزع والبكاء مكروه ، إلا الجزع والبكاء لقتل الحسين ( ع ) .
                        - وجعفر بن محمد بن قولويه في المزار عن أبيه ، عن سعد ، عن الجاموراني ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن أبي عبد الله ( ع ) قال : إن البكاء والجزع مكروه للعبد في كل ما جزع ما خلا البكاء على الحسين بن علي ( ع ) فإنه فيه مأجور ) ، راجع : ( الفصول المهمة في أصول الأئمة - الحر العاملي - الجزء : ( 3 ) - رقم الصفحة : ( 413 ).

                        أما بالنسبة للبس السواد فغاية ما تدل عليه الروايات الكراهة وهذا ما أفتى به المتقدمون من علمائنا ، وهناك إستثناء في لبس السواد وهو الخف والعمامة والكساء كما جاء مرفوعة أحمد بن أبي عبد الله قال : ( كان النبي (ص) يكره السواد إلا في ثلاثة الخف والعمامة والكساء ) ، راجع : ( المعتبر - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 92 ).
                        ولو تم السند فقد يستفاد من الدلالة على المنع أنه يحمل دلالة أو سمع إحتمال أن إرادة المنع ليست ذاتية إنما الكراهة منها لأجل التشبيه بأعداء الله ورسوله وأولياءه ، فإذا ارتفع التشبيه أو القيد يرتفع بارتفاع المقيد ، وقد إختلف الأصحاب (ر) بهذه القاعدة هل هي قاعدة تسامحية في أدلة السنن والكراهة .
                        وقد يستثنى من هذه القاعدة لبس السواد في مأتم الإمام الحسين (ع) لإستفادة الأخبار الدالة عى شعائر الحزن على الإمام الحسين (ع) ويندرج تحت { ذلك ومن يعظم شعائر اللّه فإنها من تقوى القلوب } ، ( الحج / 32 ).
                        أي يستفاد من الأخبار الواردة في إستحباب الحزن على الإمام الحسين (ع) بعدم كراهية لبس السواد ويؤيد ما أوردناه رواية العلامة المجلسي بالبحار عن البرقي عن عمر بن زين العابدين (ع) أنه قال : ( لما قتل جدي الحسين (ع) لبسن نساء بني هاشم في مأتمه ثياب السواد ولم يغيرنها في حر ولا برد وكان أبي علي بن الحسين (ع) يعمل لهما الطعام في المأتم ) ، راجع : ( المحاسن - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 402 ).
                        ووجه الدلالة هو إستحباب لبسهن للسواد في محضر الإمام زين العابدين (ع) ولم يردهن ، وهذا تقرير منه ويمكن أن يستفاد من هذا التقرير على الإستحباب , وكذلك لبس الصديقة الصغرى زينب (ع) وهي عالمة بتعاليم الإمام الحسين (ع) للسواد في مأتم الإمام الحسين (ع) يستفاد منه إستحباب لبس السواد لخصوص مأتم الإمام الحسين (ع) , فإذن خرج إستحباب لبس السواد في مأتم الإمام الحسين (ع) من العموم ، ويكون لبس السواد نوع من أنواع تعظيم شعائر الله عز وجل , وقد وردت أخبار كثيرة بالحث على أحياء مصاب الإمام الحسين (ع) :
                        - في روي عن الإمام الرضا (ع) قال : ( إن المحرم شهر كان أهل الجاهلية يحرمون فيه القتال ، فاستحلت فيه دماؤنا ، وهتكت فيه حرمتنا ، وسبيت فيه ذرارينا ونساؤنا ، وأضرمت فيه النار في مضاربنا ، وانتهب ما فيها من ثقلنا ، ولم ترع لرسول الله صلى الله عليه وآله حرمة في أمرنا . إن يوم الحسين أقرح جفوننا ، وأسبل دموعنا ، وأذل عزيزنا [ بأرض كرب وبلاء ، وأورثنا الكرب والبلاء إلى يوم الانقضاء ، ] فعلى مثل الحسين فليبك الباكون ، فإن البكاء عليه يحط الذنوب العظام . ثم قال (ع) : كان أبي إذا دخل شهر المحرم لا يرى ضاحكا ، وكانت الكآبة تغلب عليه [ حتى تمضي عشرة أيام منه ، ] فإذا كان يوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحزنه وبكائه ، [ ويقول : هو اليوم الذي قتل فيه الحسين (ع) ] وقال (ع) : من تذكر مصابنا وبكى لما ارتكب منا كان معنا في درجتنا يوم القيامة ، ومن ذكر مصابنا فبكى وأبكى ، لم تبك عينه يوم تبكي العيون ، ومن جلس مجلسا يحيى فيه أمرنا لم ييمت قلبه يوم تموت القلوب ) ، راجع : ( تفسير علي بن إبراهيم القمي - ج2 ص291 , كامل الزيارات ج1 ص100 , ثواب الاعمال ج1 ص108 ).
                        - وقد نقل الشيخ الصدوق في ( أماليه - رقم الصفحة : ( 131 ) ، قال : ( حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق ( رحمه الله ) ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد الهمداني ، عن علي بن الحسن بن علي بن فضال ، عن أبيه ، قال : قال الرضا (ع) : من تذكر مصابنا وبكى لما ارتكب منا كان معنا في درجتنا يوم القيامة ، ومن ذكر بمصابنا فبكى وأبكى لم تبك عينه يوم تبكي العيون ، ومن جلس مجلسا يحيى فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب ).
                        ولذلك نرى ن الأدلة الدالة على إستحباب لبس السواد لمصاب الإمام الحسين
                        التعديل الأخير تم بواسطة اااحمد; الساعة 16-01-2008, 09:22 PM.

                        تعليق


                        • #13
                          يرفع بالصلاة على محمد و آل محمد و اللعنة على أعدآئهم و ظالميهم أجمعين

                          تعليق


                          • #14
                            اللهم اللعن صنمي قريش و ابنتيهما و اتباعهما و محبيهما ومن مال اليهما

                            تعليق


                            • #15
                              يرفع بمناسبة قوم ذكرى الاربعين
                              وكما قالت مولاتنا الحواراء

                              ومولاتي الحوراء الكبرى زينب عليها السلام
                              فوالله لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                              يعمل...
                              X