الطفل الرضيع
عاد الامام الحسين الى المخيم منحني الظهر واذ بزينب استقبلته بطفل تحمله ، وهو عبد الله الرضيع قائلةً أخي يا أبا عبد الله هذا الطفل قد جفَّ حليب أمه ، فاذهب به الى القوم علّهم يسقوه قليلاً من الماء ، خرج الامام الحسين سلام الله عليه اليهم وكان من عادته اذا خرج الى الحرب ركب ذا الجناح، واذا توجه الى الخطاب كان يركب الناقة، ولكن هذه المرة يقول الراوون : خرج راجلاً يحمل شيئاً يظلله من حرارة الشمس صاح ايها الناس ، فاشرأبت الاعناق نحوه قال : أيها الناس إن كان ذنب للكبار فما ذنب الصغار فاختلف القوم ما بينهم : منهم من قال لا تسقوه ، ومنهم من قال اسقوه ، ومنهم من قال لا تبقوا لاهل هذا البيت باقية ، عندها التفت عمر بن سعد الى حرملة بن كاهل الاسدي ، قال له يا حرملة اقطع نزاع القوم ، يقول حرملة : فهمت كلام الامير ، فسددت السهم في كبد القوس وصرت أنتظر أين أرميه ، فبينما أنا كذلك اذ لاحت مني التفاتة الى رقبة الطفل ، تلمع على عضد ابيه الحسين كانها إبريق فضة عندها رميته بالسهم ، ذلك الطفل كان مغمىً عليه من شدة الظمأ ولكن عندما وصل اليه السهم ذبحه من الوريد إلى الوريد ، ذلك الطفل كان مغمىً عليه رفع يديه من تحت قماطه واعتنق اباه الحسين وصار يرفرف بين يديه كالطير المذبوح ، وضع الحسين يده تحت نحر الرضيع حتى امتلأت دماً رمى بها نحو السماء ، قائلا : اللهم لا يكن عليك اهون من فصيل ناقة صالح ، قال الراوون : فلم يقع من ذلك الدماء إلى الارض نقطة واحدة ، عاد به الحسين الى المخيم ، استقبلته سكينة : ابه يا حسين ، لعلك سقيت عبد الله ماءً وأتيتنا بالبقية ، قال بني سكينة هذا أخوك مذبوح من الوريد الى الوريد .
منقول من موقع العرفان للشيخ عقيل الحلواجي
http://alerfan0.jeeran.com
http://alerfan0.jeeran.com
تعليق