إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

"قـدم صـدق" سلسلة محاضرات الفاضلة أم عباس في شهر محرم 1429هـ

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • "قـدم صـدق" سلسلة محاضرات الفاضلة أم عباس في شهر محرم 1429هـ

    سلسلة محاضرات الفاضلة أم عباس في شهر محرم 1429هـ ..



    الــدرس الأول

    عنوان البحث: قدم صدق


    السلام عليك يا رسول لله , السلام على أمير المؤمنين وعلى الصديقة الطاهرة وعلى الحسن السبط , السلام عليك يا أبا عبد الله ,عليك سلام الله مني أبدا ما بقيت وبقي الليل والنهار ولا جعله الله آخر العهد مني لزيارتك السلام على الحسين وعلى علي ابن الحسين وعلى أبناء الحسين وعلى أصحاب الحسين, السلام على شيعة أمير المؤمنين عليه السلام


    ﴿
    فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُُ وَمِنْهُم مَّن يَنْتَظِر وَمَا بَدَِّلُواْ تَبْدِيلاً
    ﴾ سورة الأحزاب 23

    هذه البداية قرأها الإمام الحسين عليه السلام عندما سمع عن شهادة أول شهيد من شهداء الطف رسوله إلى البصرة سليمان ابن زرين ولعله صلوات لله وسلامه عليه كررها في أكثر من مورد سوف يأتي في طي الحديث الغرض من الشروع بهذه الآية.


    عادت كربلاء تلقي بظلها على حياتنا ... التي تعتريها الغفلة ... وعلى جدب قلوبنا ... لتمطرها بوابل من الذكريات والذكرى ... ربما ليتغير جفائنا إلى وصال ... وابتعادنا إلى قرب واتصال ...

    هذه العشرة الأيام هي فرصة ثمينة لتنظيم الاتصال والارتباط مع أهل البيت عليهم السلام ولأداء حقوق المواثيق من الولاية والبراءة. هذه العشرة هي رحمة لنا وعلى الإنسان أن لا يشتغل في هذه العشرة الأيام بغير مجالس الحسين منذ أن يصبح إلى أن يمسي. كأنه أول مظاهر الولاية هي حضور هذه المجالس


    حديثي في هذه السنة سوف يدور حول الإجابة على أسئلة في تصوري هي مهمة كل من يسمع واقعة الطف جاداً فهو يريد أن يرى موقفه مع الحسين عليه السلام لو قُدر لنا أن نعيش وأن نكون في ذالك الميدان ... لو أعيدت كربلاء بشرطها وشروطها العقائدية ... والسياسية ... والاجتماعية ...

    هل سنكون مع الحسين ... ؟!

    هل سوف نُحسب على الحسين عليه السلام...؟! أم المتخلفين عن ركبه...؟!

    لو سمعنا واعية الحسين هل سوف نجيب ...؟!



    الملفت في هذه الواقعة أن كثير من القريبين قد ابتعدوا، حتى اقترفوا أكبر الفجائع التي عرفها التاريخ. وظاهر أناس أنهم بعيدين من حيث الخط ومن حيث المعتقد الظاهري، من حيث الموقع وإذا بهم يشمخون قمماً كربلائية في ذالك الواقع الضحل. كيف ابتعد من ابتعد؟! وكيف اقترب من اقترب؟! كيف سعد بالحسين و استبصر بالحسين بعض من لا مشير في حياتهم إلى ذالك؟!

    وحتى يكون الجواب علمياً فلنعمم السؤال:

    العاقبة هل هي أمور صُدفتية ؟ أو أن هناك معادلة وقانون إذا عرفناه وتأملنا فيه ودققنا فيه سوف نُحسب على الحسين عليه السلام ؟

    هل ممكن خلال هذه العشرة الأيام أن نجد معادلة واضحة بينة فتكون لنا قدم صدق مع الحسين علية السلام ؟

    ورد في الرويات أن آخر العمر لا قيمة له ومعنى أن آخر العمر لا قيمة له أي أنه لا يعادله شيء لا يقع مقابله شيء.

    كيف نحسن الخروج من كربلاء وقد أحرزنا حسن العاقبة؟ أمر مهم إن كان يمكن للقرآن أن يُغفل شيء فهو لا يغفل العامود الرئيسي في سعادة الإنسان

    فهو حديث مهم جداً إن كان للتعاليم الشرعية عذراً في أن لا تبين أمراً بسبب تقية أو ظرفٍ ما فإن هذا الأمر مهم نحن نتوقع أن القرآن وأحاديث الأئمة عليهم السلام بل نتوقع حتى من العلوم البشرية أن تسعى للإجابة على هذا السؤال المهم: ما هو المصير؟

    على من سنُحسب ؟ إلى أين ننتهي ؟

    أين نقف وماهية الخصائص والمعالم التي يجب أن نعرفها لكي نقف مع الحسين؟


    لو قدر لنا أن نكون في كربلاء والروايات في تمني الوقوف مع الحسين عجيبة يقول سيدنا ومولانا علي ابن موسى الرضا صلوات الله وسلامه عليه في رواية طويلة ـ الرواية مهمة جداً ومضامينها رائعة ـ يا بن شبيب إن سرك أن يكون لك ثواب مثل ثواب من استشهد مع الحسين فقل متى ذكرتهم يا ليتني كنت معكم فأفوز فوزا عظيما


    هذه الرواية فتح باب الأمل، فتح آفاق للإنسان من أن الأمنية إذا وصلت إلى حد الأمنية الواقعية سوف يكون لها تأثير بمعنى ارجع بنفسك إلى تلك الظروف السياسية، الاجتماعية العقائدية الصعبة جداً، الشديدة جداً هناك هل يمكن أن تتمنى أن تكون مع الحسين؟!

    من شدة تلك الظروف وصعوبتها تقرأون في التاريخ أن زهير ابن القين عندما أراد أن يلتحق بالحسين طلق زوجته. لماذا يطلقها؟! هل يتوقف ذهابه إلى كربلاء في أن يطلق زوجته؟!ماالسر في ذلك ؟ في الوقت الذي هذه المرأة هي التي حثته ودعته وهي التي حركته لأن يذهب باتجاه الحسين.

    علينا ان نعرف ان الظرف صعب جداً لأنه كان يمكن أن يقوم بني أمية بكل سيء وخبيث في التشفي بمن ألتحق بالإمام الحسين، لذلك ماذا قال لها؟ قال لها: طلقتكِ لكي لا يصيبك ِمكروه. الذي يلتحق بالحسين يُحرق داره وتلاحق أسرته.

    في هذا الظرف الشديد تستطيع أن تقول يا ليتني كنت معكم فأفوز فوزا عظيما؟ لم تكن المسألة بهذه السهولة ضع هذه الرواية في محلها وسوف ترى أن الساحة لا يجاب عليها بجواب سريع سوف تجد أن الجواب ليس جوابا ثقافياً ولا الأمنية أمنية روحية ولا أمنية ثقافية ولا قولك يا ليتني كنت معكم أمراً هيناً. كن في ذلك الظرف.. تصور ذلك الظرف.. ثم قل يا ليتني كنت معك, عوامل عميقة ولكنها واضحة صريحة المعالم في السعادة والشقاء.


    سوف أحاول خلال هذا البحث أن أبين العناصر المشتركة في خصائص أصحاب الحسين و التي كان لها الدخالة الأساسية في أن ينالوا شرف الارتباط بالإمام الحسين عليه السلام هذه العناصر التي خلال البحث سوف يتضح فيها صورة كل واحد منّا بمعنى اننا في أول البحث قد نشعر أن الدائرة واسعة ثم يبدأ تصويرنا لباطن كل واحد منّا يضيق و يضيق حتى تتضح الصورة و تكون بيّنه هذا سر حديث القرآن لأنه تبياناً لكل شيء .


    إذا بينّا هذه المعالم بالتدريج وعلى الأكثر في اليوم السابع من المحرم سوف تنعكس صورة كل واحد منّا في كربلاء، أين يكون؟ من هو ؟ مع من هو؟ لان المسألة خطيرة جداً القريبين الذين كانوا في رحل أمير المؤمنين أول شهيد استشهد من أصحاب الإمام الحسين سليمان بن زرين من الذي وشى به؟ ابن الجارود من هو ابن الجارود؟ أحد أصحاب الألوية في معركة الجمل مع أمير المؤمنين و لأن الأمير رأى فيه الأهلية فقد أعطاه الولاية على بعض المناطق ، لماذا انقلب؟ وسليمان ابن زرين تربى في بيت الحسين أمه كانت جارية عند الإمام الحسين و أول لحظات بكاء ينقلها لنا التاريخ هي اللحظات التي سمع الإمام الحسين فيها بشهادة سليمان الإمام الحسين أرسل مع سليمان رسالة إلى وجهاء البصرة ممن وقفوا مع أمير المؤمنين كلهم كتموا تلك الرسالة إلا ابن الجارود أين نقطة ضعف ابن الجارود؟ابن الجارود ظن أن سليمان هو عين من ابن زياد عليه ـ الخوف نقطة ضعف، الخوف في إعلان الولاء نقطة ضعف ربما يؤتى منها الإنسان ـ خوفاً على نفسه

    لأنه أعتقد أن مبعوث الحسين وأن هذا الكتاب هو من ابن زياد لجس النبض فذهب إلى ابن زياد ووشى بسليمان و قتل سليمان و هذه جرت عليه المعاصي ثم أخذه ابن زياد معه إلى الكوفة ثم ولاه على الهند فانتهى مصيره وصل في الشقاء إلى آخر نقطة. في المقابل الحر، زهير بن القين


    الإمام الحسين (عليه السلام) يعلمنا الضابط الأول، يعطينا الخيط الأول للنجاة وعدم النجاة يقول (عليه السلام): ـ في دعائه يوم عرفة ـ "إلهي علمت باختلاف الآثار و تنقلات الأطوار أن مرادك مني أن تتعرف إليَّ في كل شيء" الإنسان يعيش في هذه الدنيا تحولات العاقل لا يضمن، الذي جرَّب الدنيا و جرب نفسه و بدنه يعرف أن نظام هذه النشأة نظام تحول و تغير. أنت تكون طفلاً تكون لك مشاعر، أفكار، تصورات و لك ردود فعل طفولية ـ نظام الدنيا نظام تغير و تبدل ـ ثم تصبح مراهق قد تُوفق و أنت مراهق في صديق أو أستاذ أو عاقل فتُوفق في مرحلة المراهقة ثم تصبح شاباً تتغير، تتقدم


    "إلهي علمت باختلاف الآثار و تنقلات الأطوار" الإنسان يعيش أطوار في مشاعره في أحاسيسه في إدراكه في وعيه و تصدر منه مواقف تتناسب مع هذه الأطوار. أنت اليوم في حضر، غداً في سفر.

    في كل أحوالك، سفرك، حضرك، خلوتك، اجتماعك، أنسك، انقباضك، انبساطك، يقول الحسين (عليه السلام): كل هذه مرايا ابحث عن وجه الله فيها.


    ما لفرق بين اختلاف الآثار و تنقلات الأطوار ؟

    الآثار : هي الأمور الخارجية التي حولنا الأهل، الأقرباء، الأماكن التي تعيشها، الثقافة التي حولنا، الجبل، الماء، الهواء، كل هذه آثار.

    الأطوار : هي الأمور التي في داخلنا إرادتنا، ضعفها، قوتها، علمنا، جهلنا، قسوة قلوبنا، رقتها هذه أطوار و الإنسان في يوم واحد يتنقل 50 طور مرة قريب من خط الإيمان و داخل حصن الإيمان و في لحظات تمر علينا جميعا لا فرق بيننا و بين الكفر إلا شعرة ـ لا يوجد أحد لا تمر عليه الأطوارـ ﴿ وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً ﴾ سورة نوح 14


    كذلك أحوال الإنسان الخارجية، الآثار التي حوله، اليوم أهلك بجانبك غداً أنت لوحدك. المكان الذي أنت فيه أيضاً مؤثر، من كان صديقك في هذا اليوم كله مؤثر. الإمام الحسين يقول: كل هذه الآثار إرادتي، وعيي، رقة قلبي، إقبالي، ـ و بالنسبة للإنسان العادي الحالات المضادة ـ أنت ماذا تريد مني؟ و أيضا الآثار التي حولي كل الموجودات المادية و المعنوية التي حولك. لماذا تُغيّر وضعي؟ لماذا أتغير من حال إلى حال؟ لماذا عندي حالات إقبال و حالات إدبار؟ لماذا أعيش حالة من قوة الإرادة و التصميم و العزم و حالة من الضعف و الخذلان؟ ماذا تريد منها؟ ما لسر فيها؟ إلهي هذه مرايا تريد أن تريني ذاتك فيها تريد أن تريني نفسك فيها، هذه ليست إلا ظروف و المظروف الداخلي هو أنت.


    الحكمة من هذه المرايا أن ترى وحدانية الله أن ترى وجه الله

    كيف نرى وحدانية الله؟ من هو وجه الله في هذا الكون؟

    هل أن الله سبحانه و تعالى ترك هذه الأمور مجملة أو أن هناك ضوابط، قوانين؟


    الذي يعرف هذه القوانين سوف يرى وجه الله. الذي يعرف وجه الله و يُكرم وجه الله هو السعيد أما الذي يرى كل الأحداث و يعرف كل المعادلات السياسية و الاجتماعية لكن وجه الله لا يراه، ولي الله لا يراه هذا هو الشقاء


    أصحاب الإمام الحسين عليه السلام قيمتهم أنهم اتصلوا بوجه الله الآن نحن نرى الحسين و أهل بيته وجه الله، أليست ذكرى الحسين هي التي تعيدنا إلى أحضان الذكر؟! هي التي تقتلعنا من الغفلة إلى الوصال و الذكر؟! من الجفاء و قسوة القلوب إلى الرقة؟!


    هذه العشرة من محرم هي تعميق لأحوال ما جرى على الحسين و أصحابه (صلوات الله وسلامه عليه ) في اليوم الأول يبدأ الموالي المحب الوصال، أول علامات الوصال الألم الذي يعرف طبيعة الحب يدرك هذا المعنى أول علامات الوصال هو الألم. في تفسير الآية و ما جرى على نبي الله إبراهيم عندما نظر نظرة في النجوم و قال ﴿ إني سقيم ﴾ كان ذاك الهلال هو هلال اليوم الأول من محرم ـ الروايات في هذا المعنى تشير إلى حقيقة لطيفة نبي الله إبراهيم قال مقولة المحب: إني سقيم بحب الحسين هذا إبراهيم و أما أم الحسين، سيدة نساء العالمين، إذا هلّ هلال محرم ماذا ترى الزهراء في هذا الهلال؟ ماذا تشاهد في هذا الهلال؟


    شبكة والفجر الثقافية


المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X