إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

كيف بلغ العباس (عليه السلام) هذا المقام

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كيف بلغ العباس (عليه السلام) هذا المقام

    كيف بلغ العباس (عليه السلام) هذا المقام



    هل العبّاس (عليه السلام) وصل إلـى هـذا المقام بعمله فقط أم بمؤهلات أخرى؟

    لاشكّ أنّ عمل العبّاس (عليه السلام) هو فـي القمّة العالية ، إلاّ أن جوهره كان أعلى شأناً لأنّه الأساس فـي عمله أيضاً . ففضل الذهب على التراب ليس بالكميّة أو الوزن بل في الجوهر .

    فلا يقال : إذا خلق الله الجوهر أفضل فلماذا يثاب ؟

    لأنّه يقال : خلق الله كلّ ممكن لا محذور فيه سواء في الآفاق أو في الأنفس ، وكلّ شيء له مناسب واستحقاق ذاتي أو جعلي ، والثواب من هذا القبيل .

    فلا يقال: للجوهر الأَدون أن يعترض إنّه إذا خُلِقتُ أفضل كان لي الاستحقاق نفسه .

    لأنّهُ يقال : اعتراضه غير وارد ، وإلاّ يلـزم أن لا يعطـي الله كلّ ممكن خلقه ، أو يلزم الظلم ، فإنّ الله إذا لم يخلق الأَدون ، لزم الشقّ الأوّل، وإذا خلق وأعطاه ما للأعلى، لزم وضع الشيء في غير موضعه، وهو خلاف الحكمة . يبقى الشقّ الثالث ؛ وهـو أن يعطي كلّ شيء خلقه ، ثمّ يثيبه بقدر استحقاقه لا أكثر إلاّ بفضله .

    فإنّ الفضل يعطى لغير مـن تقتضي الحكمة عدم الفضل لـه بينما الاستحقاق يعطى للمستحقّ فقط ، كما بُرهن في علم الكلام .

    وعلى أيّ حـالٍ ، فهناك عدم الحرام وعـدم المكروه وعدم ترك المستحب وعدم ترك الأولى وعدم السكوت عن الاعتذار عن نواقص الإمكان ، والمعصومون الأربعة عشر كانوا متّصفين بكلّ ذلك .

    أمّا مثل العبّاس (عليه السلام) وعليّ الأكبر (عليه السلام) ـ حيث قرأ الإمام الحسين (عليه السلام): (إنَّ الله اصطفَى آدَم ونوُحاً وءال إبراهيمَ وءال عِمرانَ على العالمين ذَرّيةً بعَضُها مِن بَعضٍ)(1)، دلالة علـى أنّ عليّ الأكبر (عليه السلام) من تلك الشجرة ـ. فجوهر علي الأكبر ليس كجوهر المعصومين (صلوات الله عليهم أجمعين)، فهم كما قالوا: (نزِّلونا…)(2) نقول بالنسبة إلى العبّاس ونحوه (عليهم السلام) نزّلوهم عن العصمة الكبرى ...







    .................................................. .................................................. ..................
    1 ـ سورة آل عمران : الآية 33 ـ 34.

    2 ـ إشارة إلى الحديث الشريف : (نزّلونا من الربوبية وقولوا فينا ما شئتم). وهناك روايات كثيرة فـي هذا الصدد ، نذكر منها : قـال الإمام الصادق (عليه السلام) (اجعلونا مخلوقين وقولوا بنا ما شئتم) ، بصائر الدرجات : ص236 ، و(قولوا فينا ما شئتم واجعلونا مخلوقين) كشف الغمة: ج2 ص197 .

  • #2
    كرامات العباس عليه السلام

    كان طالب علم يدرس العلوم الدينية فـي كربـلاء اسمه الشيخ إبراهيم ، وكان هذا الشيخ بحاجة إلى الزواج ، وكان عليه دَينٌ أيضاً ، وكان أيضاً يريد الحج ولا يتمكّن من ذلك .

    فجاء إلى حرم الإمام الحسين (عليه السلام) طالباً حوائجه ثمّ ذهب إلى حرم العبـّاس (عليه السلام) ، وكان كلّ يوم يأتي إلـى الحرمين ويطلب حاجته وبإلحاح متواصل ومستمر . واستمر على ذلك ستة أشهر ، وفي اليوم الآخر رأى امرأة من أهل البادية تحمل طفلاً مصاباً بمرض «الكزاز» وبلغ تقوّس ظهره أن تدلى رأسه إلى الخلف ، وهذا القسم لا يعالج في الطب ، وبعد أن يئس أهله من الشفاء جاءوا به إلـى حرم العبّاس (عليه السلام)، وضعته المرأة ـ ولعلّها كانت أمّه ـ أمام ضريح العبّاس تطلب منه الشفاء العاجل ، وإذا بالطفل يغفو من إغمائه ويقف على رجله كلّ هـذا والشيخ ينظر إليه ، ويرى كيف تقبّل الله سَعيَ هذه المرأة وكيف توسط العبّاس (عليه السلام) في شفائه .

    وهنـا هاج الشيخ وسيطر عليه الحـزن والألـم وأخذ يخاطب العبّاس (عليه السلام) بلهجة لا تناسب مقامه وبلغة عامية :

    الحسين إمام وأنت أخـو الإمام ، وبيدك كـلّ شيء لكنّكما لا تنفعان إلاّ أقرباءكما العـرب ، ثمّ ودّع الحضرة الشريفة وذهب إلى حرم الإمام الحسين (عليه السلام) ، وقال له : أنت إمام والعبّاس أخو الإمام وبيدكما كلّ شيء ولكنّكما لا تنفعان إلاّ أقرباءكما العرب. ثمّ خرج وقرر أن يذهب إلـى النجف الأشرف ليخاطب الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) بالمنطق نفسه ثمّ ليعود إلى أهله وقريته في إيران .

    عـزم الرجل على الذهاب إلـى النجف الأشرف ، ولما وصل إلى الصحن الشريف جلس ليستريح، فإذا به يرى شخصاً يأتيه ويقول له: يا شيخ إبراهيم إنّـي خادم الشيخ مرتضى الأنصاري جئتك لأبلغك رسالة الشيخ ، وأنّه ينتظرك في بيته .

    تعجب الشيخ إبراهيم من كلام هـذا الرسول لأنه لـم ير الشيخ الأنصاري من قبل ، واشتـدّ تعجّبه عـن كيفية علم الشيخ به وأنّه موجود في إيوان الصحن المطهّر .

    قام وذهب إلـى دار الشيخ ، فاحترمه الشيخ الأنصاري وأعطاه ثلاث صرر قائلاً له :

    هذه الصرّة لحجّك وهذه لزواجك وهـذه لأداء دينك ، فتعجب من معرفة الشيخ بحوائجه وازداد عجبـه من عتب الشيخ عليه لأنه خاطب العبّاس بذلك الخطاب قائلاً له : هناك فرقٌ بينك وبين ذلك الذي شافاه العبّاس فـي الحال فأنت رجـلٌ عالم عارف وتلك امرأة قرويّة ، فإنّ الله إذا لـم يعطها حاجتها كفـرت ، وأمّا أنت فلست كذلك .

    رجع الشيخ إلى كربلاء المقدّسة وغيّر رأيه في أمر العودة إلى إيران. وفتح الصرر الثلاث فإذا في كلّ صرّة بقدر كفاية الحاجة التي كانت له .

    وهكـذا فالعبّـاس (عليه السلام) هـو باب الحوائج بأمر من الله سبحانه وتعالى(9).

    .................................................. .................................................. ..............
    9 ـ ونظير هذه الكرامة وردت فـي كتاب الكبريت الأحمر: ج3 ص50 نقلاً عن تلميذ الشيخ الأنصاري الشيخ عبد الرحيم التستري المتوفي سنة 1313ه‍ .

    تعليق


    • #3
      كيف أصبح العباس عليه السلام قاضياً للحاجات


      سؤال يطرحه الكثيرون منّا .

      والجواب عليه : أنّ الله سبحانه أراد إظهار عظمة العبّاس (عليه السلام) عند الناس جزاءاً لبعض مواقفه الخالدة في كربلاء أو غيرها .

      فالعبّاس (عليه السلام) قاتَلَ وهو في رَيعان شبابه تحت لواء أبيه أمير المؤمنين (عليه السلام) وذلك في صفّين كمـا تدلّ علـى ذلك الروايات . ثمّ مواساته لأخيه ، وموقفه مـن شمر بن ذي الجوشن عندما جاء طالباً منه ترك الإمام الحسين .

      لاشكّ أنّ الإمام الحسين (عليه السلام) هو أفضل من العبّاس لكنّ هذه الميزة أُعطيت للعبّاس (عليه السلام) . وهـذا لا ينافي موضوع أفضلية الإمام الحسين على أخيه العبّاس، لأنّ الأفضلية راجعة إلى الأمور النفسية(19) وما أشبه.

      وقد ورد أنّ الإمام الحجّة بن الحسن (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) هو أفضل من الأئمّة الذين سبقوه ابتداء من الإمام زين العابدين (عليه السلام)، لأنّ دوره وشأنه في تحمّل المسؤولية هو أكبر من أولئك الأئمّة (عليهم السّلام) أو لغير ذلك من الأسباب .

      ولا يخفى أنّه مثلما أعطى الله للرجال ـ من أمثال أبي طالب وعبد الله والد النبـي الأكرم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وعبد العظيم الحسني والعبّاس وعلي الأصغر ـ قضاء حوائج الناس أعطى لبعض النساء أيضاً هذه الكرامة ، فمن الموصوفات بهـذه الصفة نذكر : الصدّيقة الزهراء وخديجة الكبرى وفاطمة بنت أسد وزينب الكبرى وفاطمة المعصومة أخت الإمـام الرضا (عليه السلام) والسيّدة نفيسة والسيّدة نرجس أم الإمام الحجّة ، وغيرهن من النساء المؤمنات .

      فكيف استطاع هؤلاء العظام إعطاء الحوائج ؟

      لا نعلم كنه ذلك ، لكنّنا نلمسه بالتجربة الحسّية .

      ومن باب الاستزادة نذكر بأنّ قضاءهم للحوائج ليس حصراً على المسلمين أو المؤمنيـن ، بل حتّى الكفّار مشمولون لرحمة الله ، وعطف هؤلاء العظام، لأنّهم (عليهم أفضل الصلاة والسلام) أوعية مشيئة الله سبحانه ، يعطون المسلم والكـافر . وقد ورد في الدعاء : (يا مَن يُعطِي مَن سأَلهُ، يا مَن يُعِطي مَن لـم يَسألهُ ومَن لم يَعرِفهُ تَحننّاً مِنهُ ورَحمةَ) (20) .

      بل حتّى من يحارب الله سبحانه قد يحصل على حاجاته ـ في هذه الدنيا ـ إذا ما طالب بها وألحّ عليها .

      وهكذا كانت سيرة الأنبيـاء وسيرة الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فلـم يوقف عطاءه علـى المسلمين وحسب بل حتّى الكفّار والمشركين كانوا مشمولين بعطائه .

      فقد قدَّم النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) الماء للكفّار في بدر ، وقدَّم الإمام الحسين (عليه السلام) الماء لمن جاؤوا لمحاربته .

      .................................................. .................................................. .................
      19 ـ كما نشاهد فـي الإمام الحسن والحسين (عليهما السلام) حيث إنّ دور الإمام الحسين اكبر وإن كان الإمام الحسن أفضل ، فإن فضيلتهم راجعة إلى أمور نفسية ، فلا منافاة بين الأفضل مع كون الظاهر منهم أقل .

      20 ـ من الأدعية الواردة في شهر رجب صباحاً ومساءً وفي أعقاب كل صلاة ، انظر مفاتيح الجنان : ص137 للشيخ عباس القمي ، وكتاب الدعاء والزيارة : ص283 للإمام المؤلف .

      تعليق


      • #4
        العباس (عليه السلام) أفضل العلماء



        كان عندنا طالب علم مغرور بنفسه لا يزور العبّاس (عليه السلام) وكان يرى في نفسه أفضلية حتّى على العبّاس (عليه السلام) حيث كان يقول : إنّي أعلم من العبّاس حيث إنّي درست الفقه والأصول والأدب ، والعبّاس لـم يدرس عند أحد؛ وكان يستشهد بالآية التالية: ( يَرفَعِ اللهُ الِذينَ آمَنُوا مِنكمُ والِذّينَ أُوتُوا العِلمَ دَرَجات)(26).

        فرأى هـذا الرجل المغرور العبّاس (عليه السلام) في منامه فعاتبه على كلامه قائلاً له :

        أوّلاً : إني درست عند أبي أمير المؤمنين وعند أخويّ (عليهم السلام) وكنت أعاشرهم وأعاشر الإمام السجاد (عليه السلام) .

        ثانياً : إنّك استنبطت الأحـكام واستوعبت ظنوناً ، لكنّي علمت بالأحكام علماً قطعياً ؛ فاستيقظ الرجـل من منامه فزعاً مرعوباً تائباً إلى الله سبحانه عمّا زعمه وعمّا عمله ، وشرع يزور العبّاس بعد ذلك ويواظب على زيارته بانتظام (27).

        وفي أيّامنا زار العالم الشهير الميرزا باقر الزنجاني (قدس سره) كربلاء المقدّسة مع جماعة مـن الطلبة راجـلاً ، وحطوا رحلهم في مدرسة «بادكوبة» وأرادوا زيارة العبّاس (عليه السلام) فامتنع أحـد الطلاّب قائلاً : ليس العبّاس إماماً ، وكلّمـا نصحوه لـم يفد ، فتركوه في المدرسة وتوجّهوا إلى حرم العبّاس (عليه السلام) ، ولمّا رجعوا رأوا ازدحاماً في المدرسة، وبعد التحقق من ذلك الازدحام تبيّن لهم أنّ الطالب المذكور وقع في بئر المرحاض إلى رقبته ، وحاولوا بجهدٍ شديد إنقاذه قبل أن يغطس في البئر ، وبعد محاولة قاسية استطاعوا إنقاذه .

        فقال أصدقاؤه هذا جزاء من لـم يزر العبّاس (عليه السلام) ويتطاول بلسانه عليه .

        فقال : إنّي لم أكن جاداً فـي قولي ، فقالوا له : والعبّاس أيضاً لم يكن جاداً ، فلو كان جاداً لغرقت في بئر القاذورات .

        وهكـذا ، علينا أن نصون أفكارنا وألسنتنا وأن لا نتطاول على المقدّسات وإلاّ لأصابنا مثل ما أصاب هـذا الرجـل ، يقول تعالى : (ولَئِن سَأَلتَهُم لَيَقوُلُـنَّ إنَّما كُنَّا نَخُوضُ ونَلعَبُ قُـل أباللهِ وءاياتِهِ ورسوُلِهِ كُنتُم تَستَهزِءوُنَ)(28).

        وكما إنّ نتيجة الأمور الصحيحة ربّما تتأخّر عن المقدّمات مدّة مديدة من الزمن ، كذلك في الأمور الفاسدة يحدث ذلك أيضاً ، فلا يغرّ الإنسان أنّه لا يرى النتيجة سريعاً ، فإنّ عدم تحقّق النتيجة سريعاً بسبب عدم تمام المقتضي أو لوجود المانع لا يعني عدم وقوع النتيجة ولو في المستقبـل ، قال (عليه السلام) : (والصبر من الإيمان بمنـزلة الرأس من الجسد) (29)، فكما إنّ الذي فقد رأسه لا آثار وجودية عنده كذلك من فقد الصبر لا آثار للإيمان عليه . وقـد عـزى جماعة من علماء الأخلاق الكثير من الفضائل كالكرم والشجاعة والإقدام إلى الصبر .

        .................................................. .................................................. ..................

        26 ـ سورة المجادلة : الآية 11 .

        27 ـ ولا يخفى قـد ورد في الحديث الشريف : (إن العباس بن علي زق العلم زقاً) أسرار الشهادة : ص324 .

        28 ـ سورة التوبة : الآية65 .

        29 ـ الخصال : ص315 ، عيون أخبار الرضا : ص44 ، نهج البلاغة : ج1 ص324.

        تعليق


        • #5
          مشكوره أختي على عرض هذا الموضوع المميز عن أبوفاضل وقمر بني هاشم .

          هذا البطل المغوار الذي ضحى بكل ما يملك من أجل نصرة دين الله .

          تعليق


          • #6
            اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
            السلام على أبو الفضل العباس السلام على قمر بني هاشم
            السلام على الأخ المخلص الوفي لأخيه
            سلامٌ عليه يوم ولد ويوم أستشهد ويوم يُبعث حياً ورحمة الله وبركاته
            الشكر الجزيل لأختنا الفاضلة إيمان الموسوي
            وجعله الله في ميزان حسناتكِ
            حفظكم الرحمن
            دمتم بعافية

            تعليق

            المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
            حفظ-تلقائي
            x

            رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

            صورة التسجيل تحديث الصورة

            اقرأ في منتديات يا حسين

            تقليص

            لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

            يعمل...
            X