هنا الحسين
قصيدة لشاعر مهدي الأمم حمزة حسين الوائلي
عضو رابطة شعراء الإمام المهدي ( عليه السلام )
دَعْ ما يُقـــالُ ، فأصْدَقُ الأنبـــــــــــــاءِ
ما قَالـــهُ دَمُ صَـفـــــــــــوةٍ نُجُبــــــــاءِ
يا صاحبي حُـــطَََََََ الرحــــــــالَ فها هنـا
قد حَــطَّ رحلــــهُ سيــــــــــــد الشهداءِ
إنزلْ فديــتكَ ، وإنعَ ســـــــــبط محمَّــدٍ
وإبكِ الغريـــــبَ بلـــــــوعةِ الغربـــاءِ
إنْزلْ لنســــقي الطــــــــفَّ دَمْع عيوننا
وَنُعـــــــَزّي أنْفُسَـــــــــنا ، وأي عزاءِ
علّي وأنت نُزيــــلُ دَمع محَمَّــــــــــــــــدٍ
ببُكاك عنْــــدَ القَبْـــرِ ، أو ببُكائــــــــــي
ونُزيـحُ عن وجـهِ البتول هُمومـــــــــها
ونُقِــرُ عينيهـــا ، ولو برثــــــــــــــــاءِ
فلقد بكتْ ولقد نعـــــــــــــتْ في كربـلا
لَمَّـــا رأتْــــــــــه مُقــــــــطع الأعضــاءِ
ولقد تَوســـــدت التـــــــــرابَ بجَنـــــبهِ
ونعــــــتْ ، فأبكـــت جمـــرة الصحراء
كيفَ لا ، وترى الحُســــــــين مُضرجاً
بدمـــــائهِ ، مُلقىً على الرَّمضــــــــاءِ
ومخضـــباً ، فغَدت تخضـــــــــبُ كفـها
بدمـــــائهِ بــــــدلاً عن الحَنَّــــــــــــــاءِ
وتصُبُ فـــــوق النحــــــر دمعَ عيونها
كي تسقــــيَ المحرومَ شـــرب المــــاءِ
فدعـــتْ أبــاهـــا أحمداً ، وبحــــــسرةٍ
راحــــت تُعاتــــــب سيـــــــد العظماءِ
تشكو لهُ ما قد جـــــــــــــرى لحبيــــبهِ
في أرضِ كـــــربٍ ــــ فألُها ـــــ وبلاءِ
ودعت علياً كي يــــرى فتيـــــــــــانهُ
جُزُراً ، ضحــــايا في لظـى البيــــداءِ
فيرى الحُســـــــينَ مُجدلاً فوق الثرى
عارٍ علــــــــى الرّمضــــــــا بغيرِ رداءِ
صاحت أما من ثـــاكلٍ تنعى معـــــي ؟
نادتْ أما منْ ســـــامعٍ لندائــــــــــي ؟
فإذا أنيناً ، كـــــاد يقطــع قلبهــــــــــا
وإذا بـــــــه من زينــــب الحــــــوراءِ
فغدتْ تُدير الطـرف تبحــــث في الفلا
عنْ صـــــــاحب الروحيـة الســمحاءِ
عمَّن تَكفـــــل زينباً في ضــــــــــعنها
وفدى أخاهُ بنفســـــــــــــهِ العليـــــاءِ
فرأت أبيــاً ، ضيغمــــــاً ، ورث العُلا
من والد ، ســــل عنـــــهُ في الهيجاءِ
ورأت له كفيـــــــــــن ، قد قدَّهمــــــا
يوم اللقا همجيـــــــــــــــــــةَ الأعداءِ
ورأت له عينـــــــاً ، يكحلهــــــــا دمٌ
فنعتْ على ذي الأعيـــــنِ الكَحـــلاءِ
فبكت ملائـــكةُ الســـــــــماءِ لأجلها
والإنس رَق لأدمُـــــــــع الثـكــــلاءِ
وبكت وحوش الأرض في فلواتهـا
وبكى الفـــــراتُ لفــاطم الزهــــراءِ
يا صـــاحِ فإنزل ، ذا محطُ رحـــالنا
منْ همْ بربك أســــــــعدُ الســـــعداءِ
وإذكر بأرضِ الطفِ أسـماءً ســمت
سـل آدمــــاً عن تلكُــــــم الأســـماءِ
بل ســـلْ جريـح القلبِ ، آخذ ُثأرهم
ذخر الســـــماءِ ، ومفخــــــر الآباءِ
سر الكمـــــالِ ، فلا تحيط بوصفــهِ
مهما أجادت ، أسطر الشعـــــــــراءِ
وهو الذي قد صار جرحي همّــــــهُ
ياليــتَ شعري ، هل تَجف دمـــــائي
فعراقـــه المجروح ، بات مســــهداً
يصبو لَتلكَ الدولةِ البيضَـــــــــــــأءِ
جريدة مهدي الأمم الثقافية العدد 21 الأحد 27 / 1 / 2008
تعليق