إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

حوار مع سماحة العلامة البحراني حول التطبير...

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حوار مع سماحة العلامة البحراني حول التطبير...

    تعد شعيرة التطبير إحدى أكثر الشعائر الحسينية إثارة للجدل بعد أن كثر الكلام حولها بين مؤيدا لها ومعارض، آخذة بعدا اجتماعيا خطيرا يخشى أن يتحول فيه إلى صراع داخلي تؤجج ناره في شهر محرم من كل عام.
    لقد كان لنا لقاء مع الشيخ عبد العظيم مهتدي البحراني وهو من كبار علماء مملكة البحرين ورئيس جمعية أهل البيت في البحرين وله العديد من الكتب والمؤلفات.


    نص الحوار
    • رأي سماحتكم في مسألة التطبير.
    - في هذه المسألة لي بيان أرجوكم تفهموني جيداً.
    • تفضلوا فضيلة الشيخ.
    - نحن الشيعة فينا مقلّدون للمراجع وفينا فقهاء مستقلون في الرأي وفينا محتاطون حيث يختارون أحوط الأحكام، وهذا يستدعي كون المحتاط عارفاً لمختلف الآراء فيها لكي يحسن الاختيار ويفرغ ذمته بينه وبين ربّه عز وجل.

    أنت تسألني عن رأيي في مسألة التطبير، أقول أنا من القسم الثالث بالنسبة لنفسي، لذلك لم أطبّر في حياتي مرة واحدة رغم أن مرجعيتي الفقهية تراه مستحبا ورغم أني فكرياً مع التطبير ولكن بتجريده عن السلبيات وتطعيمه بما ينقله إلى دائرة التحديث العصري والهدفية البناءة.

    • يعني أنك ترى لهذه الشعيرة الحسينية حكمة رغم ما يدور حولها من جدل.
    - ما رأيك أن نبدأ الحديث بالإجابة على السؤال التالي: كيف نعالج هذا الجدل بين الموافقين والمخالفين للتطبير.
    • حسب ما تشاء.
    - تعددية الآراء في كل شيء حقيقة كونية وسنة إلهية، شاء الله أن يختلف الناس حتى في الإعتقاد بوجوده الواضح، وذلك لينظر مدى التزامهم بالتقوى وتنافسهم الشريف نحو الهدى بالنسبة للمؤمنين ولكي يكرّس الحرية بالنسبة لهم ولغيرهم. فلا يمكن إذن لأحد إلغاء هذه الحقيقة وتعطيل هذه السنة، فالواجب إذن أن نفكر في أدب الاختلاف ونرتقي إيمانياً وحضارياً إلى مستوى الأخلاق الإنسانية، والتي نعني بها احترام حق الإنسان في الرأي والاختيار، فالدين بكلّه لا إكراه فيه، وربّ الدين رغم قدرته على خلقه فقد رفض الإجبار والإخضاع كما قلنا، فمن أنا ومن غيري حتى نجعل أنفسنا أوصياء على الدين والعباد فنصنفهم دينياً حسب آرائنا. فالله الذي منحني الحرية منحها لغيري أيضاً، ومصادرتها من أي طرف للطرف الآخر معارضة للقسمة الإلهية وخروج عن سنته وضدية لحكمته..

    تأسيساً على هذا البيان نحن بحاجة إلى قراءة جديدة لواقعنا على ضوء الرؤية الإسلامية في حقوق الإنسان. فإذا استطعنا الانتقال إلى هذا المستوى الحضاري فسنعالج أي خلاف بروح ايجابية ولا نكون بعدها صبيان بأشكال الكبار.

    فأزمة الخلاف في التطبير وغيره في الحقيقة هي أزمة في الفكر الإنساني الذي عزفت عنه قطاعات واسعة من مجتمعنا، حتى أصبح الواحد منهم يعتبر نفسه أو جماعته ديناً بذاته ووكيلاً عن الله في الأرض وفي الوقت نفسه تراه يدين الرئيس الأمريكي بوش على مبدأ (من ليس معنا فهو ضدنا!) هذه الإشكالية الأساسية الخطيرة لو عالجناها في ثقافتنا لعالجنا اختلاف الرأي في التطبير ومئات المسائل الخلافية بين الأفراد والعوائل والجماعات والمذاهب والحكومات و... الآن إسألني عن حكمة التطبير.

    • رائع.. لقد جئت بتمهيد كان لابد منه.. تفضل سماحة الشيخ ما الحكمة في التطبير عندكم.
    - مراجع الدين الذين يقولون نعم للتطبير، رجال عقلاء وأتقياء، فهل يتصور عاقل فينا أنهم أيّدوا التطبير بلا دليل شرعي ولا حكمة من العقل والتاريخ والضرورات الميدانية وآثارها الإيجابية في مسيرة الشعائر..
    • أذكر أسماء المراجع الذين أجازوا التطبير.
    - الميرزا النائيني الكبير (أستاذ السيد الخوئي) كتب في جواب رسالة أهالي البصرة بتاريخ (5/ربيع الأول/1345) جواز التطبير والسلاسل واللطم إلى حد الإحمرار والإسوداد والطبل والدمام والتشابيه وأيده المراجع التالية أسماؤهم كما في كتاب (مراسم عاشوراء في فتاوى المراجع والعلماء) تأليف وتحقيق السيد علاء الدين آل بحر العلوم الطبطبائي النجفي/طبعة المحجّة البيضاء:.

    1/ السيد عبدالهادي الشيراز.
    2/ السيد محسن الحكيم.
    3/ السيد ابو القاسم الخوئي.
    4/ السيد محمود الشاهرودي.
    5/ الشيخ محمد حسن المظفر.
    6/ السيد حسين الحمامي.
    7/ الشيخ محمد حسين آل كاشف الغطا.
    8/ الشيخ محمد كاظم الشيرازي.
    9/ السيد عبدالأعلى السبزواري.
    10/ السيد الكلبايكاني.
    11/ السيد كاظم المرعشي.
    12/ السيد مهدي المرعشي.
    13/ السيد علي مدد القاييني.
    14/ الشيخ يحيى النوري.
    15/ الشيخ يوسف كنجي.

    وذكر المؤلف فتوى السيد محمد كاظم اليزدي صاحب العروة والشيخ عبدالكريم الحائري (أستاذ الإمام الخميني) حيث قال (جائز إذا لم يكن مضراً بالنفس) وكذلك أفتى الشيخ مرتضى الأنصاري أستاذ الفقهاء والمجتهدين وكذلك المجدد الشيرازي الكبير (قائد ثورة التنباك) ونجله الميرزا علي الشيرازي وأجازه إلى درجة الإستحباب الإمام محمد حسين كاشف الغطاء في كتابه (الآيات البيانات) بالأدلة والتفصيل.

    ومن المراجع الشيخ محمد علي الأراكي فقد أجاز التطبير. والسيد ميرزا هادي الخراساني الحائري. والمرجع الديني المظلوم السيد محمد الشيرازي والمرجع السيد عبدالله الشيرازي. وأما السيد محمد جواد الطباطبائي فقد أجاز حتى المشي على جمار النار كواحد من أساليب التضامن لأطفال الحسين ونسائه عند حرق الخيام وشتاتهم في الصحراء الملتهبة بحرارة الشمس. السيد مرتضى الفيروز آبادي، والسيد علي الفاني، والسيد محمد صادق الروحاني، والشيخ محمد حسين الغروي الإصفهاني (أستاذ المجتهدين)، السيد النجفي المرعشي، السيد محمد الوحيدي، السيد تقي الطباطبائي القمي، الميرزا جواد التبريزي، وهكذا المعروف عن الشيخ وحيد الخراساني والشيخ بهجت والسيد صادق الشيرازي وعن السيد السيستاني نقل قوله (لا مانع).

    • إذن القائلين بعدم الجواز قلة.
    - نعم قلة ولكن رأيهم محترم لأن الإجتهاد في مذهبنا مشروع. وأنا لست هنا بصدد إحصاء جميع أسماء الموافقين والمخالفين.
    • إذن ما هذه الأسماء التي نشرها المخالفون للتطبير وكأن الجميع حرمه إلا البعض القليل.
    - قلة من المراجع قالوا بالتحريم أو عدم الرجحان وعندنا في الشيعة تيار واحد معروف في الأوساط الحوزوية بالتشكيك في الولائيات والشعائر الحسينية وهؤلاء هم الذين أعطوا القضية حجماً أكبر منها وسببوا بتضخيمهم لها هذا الإنقسام الكبير والإرباك والجدل المتعب. ونحن لا ندينهم في أصل الموقف إلا بمقدار أن لا يصادروا آراء المراجع الآخرين ولا يعتبروا أنفسهم الناطق الرسمي باسم المذهب وكأن الله أعطاهم منصب الوكيل العام لدينه في الأرض. وراح بعضهم يطبع أسماء المراجع الموافقين ضمن أسماء المحرمين افتراءً عليهم وتضليلاً للرأي العام. ولا يجوز السكوت على هذا الفعل القبيح منهم..
    • سماحة الشيخ، هل قرأت أدلة الطرفين.
    - أنا شخصياً قرأت أدلة الموافقين، فلم أجد فيها ركاكة فقهية ولا ضعفاً علمياً أو ما يصطدم مع العقل والحكمة، وللمقارنة قرأت أدلة الرأي المخالف للتطبير أيضاً فلم أجدها أكثر متانة فقهية وقوة علمية. هذا رأيي ورأي عشرات الآلاف من المراجع والفقهاء والعلماء والمثقفين، أقوله لا معارضة لرأي المراجع المخالفين للتطبير ومؤيديهم بل جواباً على سؤالك وتوعية للقراء المتحرّرين. لأن القراء المتعصبين لا يمكن الحديث معهم إلا حديث الحرية والأخلاق ومشروعية التعددية. ولي في هذا الموقف مثال صادق، هو العلامة المحقق سماحة الشيخ الكوراني، إنه يرى جواز التطبير ويدافع عن أدلته بكل قوة وبشكل علني في محاضراته وكتبه كما هو المعروف، اقرؤوا المجلد السابع من كتابه (الإنتصار) وهو في نفس الوقت يحترم الرأي الرسمي للجمهورية الإسلامية في المنع، وترى المسؤولين في الجمهورية يحترمونه ولم يمنعوه من الحديث الفضائي عبر أقمارهم.
    • كم جميل للإنسان أن يتعاطى هكذا مع المسائل الخلافية.
    - نعم.. هذه هي الحضارية التي نفتقرها في البحرين، ولكن مع الأسف لم يتذوق الناس عندنا طعم الحرية ولم يتعلموا فنّ الإستماع إلى الأقوال المتعددة ثم الإتباع للأحسن منها بتأثير ذاتي مستقل وعملية عقلية هادئة. والسبب لأن أكثر المواقع الدينية العامة كالمآتم والمساجد والمنابر أصبحت معاقل خاصة للرأي الواحد ويتم التعامل مع الناس فيها بطريقة احتكارية استبدادية إقصائية. وباسم الدين الذي جاء ليحارب هذه الأمور ويعلّم الناس حرية الاستماع والتفكير والأخذ بما يشاءون من الأقوال والآراء.
    أنا لا أفهم من الآخر منع الرأي في هذه الأماكن العامة إلا دليل ضعف المنطق والخوف من الإنكسار أمام الأقوى وإلا فما هو السبب في منع الرأي الآخر من الحضور في معاقلهم والدفاع عن نفسه أو المناظرة ليقارن الناس بين مختلف الآراء ونكون بذلك قد احترمنا عقولهم كما احترم الله رأي إبليس في القرآن الكريم حينما نقل حواره عزّ وجلّ مع إبليس بلا رقابة إعلامية. فبينما هؤلاء الإستبداديون جعلوا معاقلهم أقدس من القرآن فلم يسمحوا للرأي الآخر (وإن كان من نفس المذهب) أن يطرح فيها. يمنعوننا من المحاضرة ومن دخول كتبنا وبياناتنا وهذا يحدث عندنا في عصر العولمة والإنفتاح.

    يالها من حرية الرأي التي يطالبون بها الحكومة.

    • هذا هو الواقع والناس على دين ملوكهم. ولكن ما هذا الإصرار على المواجهة وكثير من العلماء ساكتون عن الخطأ؟
    - إنني رسالي، ومعنى الرسالي أن عنده رسالة التغيير ولا يعيش الإمعية! ولا يجهز على المغانم الجاهزة ويدّعي ما لم يتعب نفسه له. فقد جاهدنا الاستبداد السياسي في البلاد منذ نهاية السبعينات وضحينا بزهرة شبابنا وراحتنا لا لكي نتورط في الاستبداد الديني. وهو الأخطر على العباد والبلاد من الاستبداد السياسي.

    كلنا مدعوّون لبناء المثال الديني الصحيح الذي يحتذى به في الحرية والعدل والمحبة والتعاون وإعطاء الآخر حقه سيّما إذا كان من ديننا ومذهبنا. نحن حينما وقفنا مع الإمام الخميني في ثورته وكان كثيرون من هؤلاء يعتبرون نصرها مستحيلاً.. إنما لإحياء هذه القيم ومن أكبر الجريمة بحق الإمام (رحمه الله) جيل استبدادي يعمّق الفجوة والفرقة والكراهية تحت إسم الإمام، وكبارهم - وأنا أعرف أسرارهم - ليسوا إلا متاجرين لتعزيز مواقعهم على رقاب الناس بعد أن رأوا الناس متعاطفين مع الجمهورية. فهؤلاء لا يريدون إلا دهسنا باسم الإمام الذي هو ونهجه بريئان منهم..

    • سماحة الشيخ.. نعود إلى موضوعنا ما رأيكم في الإشكاليات المطروحة حول التطبير، مثلاً أنه يعزّز روح العنف والقسوة عند الشيعة، وأنه يفتح الطريق لاتهامهم بالإرهاب؟.
    - لقد أجاب المدافعون عن التطبير في كتب عديدة، وردّوا على جميع الإشكالات من هذا النوع.. وأعتقد أفضل إجابة أن الذين يطبّرون لم يلقوا عليهم القبض في أية عملية عنف ولا تفجير ولا سفك دماء.. وهل أن التكفيريين الدمويين في العراق يطبّرون أو أن القائد الإنتحاري لطائرة (11 سبتمبر) كان تطبيرياً؟.

    الشيعة في العالم ضحايا العنف والإرهاب وفي الوقت الذي هم قادرون على الرد بالمثل في العراق مثلاً لكنهم ملتزمون بالصبر وطاعة المرجعية العليا للإمام السيستاني (دام ظله) وشيعة العراق كثير منهم يطبّرون..

    أنا أرى العكس يا أخي وهو أن التطبير ولون الدم يعلّم الشيعي المضطهد أن لا يخشى الإرهاب الدموي إذا حلّ به في أي وقت، فهو كالجندي الذي يتدرّب على أمور قد يتعرض لها في مهامه الصعبة. والشيعة باعتبارهم كانوا على طول التاريخ ولا زالوا معرَّضون للتصفيات الجسدية والقمع الدموي ينبغي لهم أن يمارسوا التطبير ليتعوّدوا على الحوادث المفروضة عليهم ممن لم يتورعوا في دمائهم وإيذائهم جسدياً، فالتطبير هنا زرع لمناعة دفاعية وقوة نفسية لتنمية روح الشجاعة خاصة في البلدان التي لم تتولد فيها الديمقراطية وثقافة الإنسانية تماماً كالتدريبات التي يتلقاها العاملون في الإطفائية وفرق الإنقاذ التابعة لهلال الأحمر..

    • ولكن التطبير بالذات أليس هو نوع من إيذاء النفس الذي يكون حراماً شرعاً.
    - ومن قال كل إيذاء للنفس يكون حراماً؟.
    فأنت تؤذي نفسك لما تسمح للطبيب أن يجري في جسمك عملية جراحية أو يزرق فيك إبرة مؤلمة أو أن يدخل أنبوب المنظار من فمك إلى معدتك.

    لا يا حبيبي الإيذاء الحرام هو الذي يخلو من هدف وفائدة.. لذا فالمعالجات الطبية رغم الآلام المؤقتة جائزة وأحياناً واجبة، وهكذا المجاهد في ساحة الدفاع عن الدين والوطن وكذلك الجندي في حال التدريب القاسي، يعرّض نفسه للأذى ولكنه جائز وأحياناً واجب، ذلك لأن الهدف مقدس والفائدة كبيرة. فالذي يطبّر يرى عمله من هذه الزاوية، ومن لا يرى له هدفاً فهو كالذي يصلي بلا هدف ويشارك موكب اللطم ولا يعرف منه الهدف. ثم ليس أنا الذي أتألم حتى أحرّم على غيري، فما دام المتألم مقتنع بعمله شرعاً وعقلاً وعنده غطاء مرجعي ويقول أنه قد مارسه سنوات ورأى منه فوائد نفسية أو صحية أو عقيدية فليكن عاملاً به وبتكليفه، ومن يرى عكس هذا فليكن عاملاً بتكليفه كذلك، لماذا نفرض رأي بعضنا على بعض؟.

    هل نريد بهذه الطريقة التحميلية الإستبدادية أن نثبت للمستهزئين درجة حضاريتنا في احترام الآراء والحريات؟! وهل هذا هو النضج في التعاطي الداخلي مع التعددية الفقهية المشروعة في مدرسة أهل البيت المعروفة بانفتاح باب الإجتهاد؟.

    • هناك من يرى أن التبرع بالدم خير من إهدار هذه الدماء، هل تؤيدون مثل هذا الرأي.
    - التبرع جيد جداً، والتطبير ليس إهدار للدم الذي ينفع المرضى المحتاجين له. فالدم الذي ينفعهم هو دم الوريد، وأما دم التطبير فمن تحت الجلد، فهذا شيء وذاك شيء. فأنا أعرف مطبرين يتبرعون بدمهم أيضاً.. ثم إن دم التطبير هو دم الحجامة ونوع من الفصد الشرعي الذي يؤيده الطب الحديث والقديم. وأنا شخصياً أعرف مرضى يطبّرون ويتشافون كما يتشافى من يعمل الحجامة والفصد. فلماذا المغالطة ومحاولة الإدانة بأي شكل وطريقة.. يا أخي من لا يؤيد فلا يطبر، ومن يؤيد فاليطبر، وأما المحايد فاليبقى محايداً وكلٌ يسكت عن الآخر، هكذا هي أخلاق التعددية التي لم يتعلمها كثيرون من العلماء والناس مع الأسف في مجتمعنا. وأنا لست مع أحد ضد الآخر، بل أقول نعم للحرية لا للمغالطة ونعم للحقيقة ولا للتهجّم، أنا ضد الظلم والإجحاف بحق الآخرين في التفكير وسلبهم مبدأ الإستقلالية وحرية الإختيار.
    • إذن ما تعليقكم على القائلين بأن التطبير يتيح فرصة لإنتقال الأمراض، كالإيدز وغيره، ألا يكفي هذا السبب لإيقاف هذه الشعيرة بين الشعائر الحسينية.
    - هنا أعود إلى السلبيات التي قلت في البداية لابد من تجريد التطبير منها. فهذه السلبية يمكننا التصدّي لها بروح ايجابية مسؤولة، فهل أن رمي الجمرات في الحج إذا كان سبباً للتدافع وموت المئات يلزمنا إلغاء هذا المنسك أم التفكير الإحترازي المعقول، بأن نوسع الشوارع وننظم المرور ونبني الجسور والطوابق ونقول للمملكة العربية السعودية فكّروا في السكك الحديدية لنقل الحجاج بدل السيارات المدخنة ومشاكلها الصحية وغيرها.

    إنني لا أنكر وجود سلبيات في موكب التطبير، ولكن لماذا لا نتكلم عن إيجابياته ونتعاون في المساعي الطيبة التي بذلها العقلاء لتجريده عن السلبيات حتى الآن، ولماذا لا نساهم في تطوير هذا الموكب وإعطائه وجهة هادفة وبيان حكمه وفلسفته وفوائده. إن أكثر المطبرين يرون لعملهم فوائد، لذلك فإنهم لم يتنازلوا عنه مهما عيّرهم الآخرون بأساليبهم التسفيهية. والواقع شاهد على صحة كلامي، فهؤلاء قد زادوا في البحرين وفي الجمهورية الإسلامية التي راحت بروحها الحضارية تسمح به لبعض المدن فيها.. كإصفهان وأردبيل وغيرها وبعض المدن سمحت لها داخل الحسينيات فقط. وسوف تسمعون أخباراً في إيران تدحض إدعاءات المتطرفين عندنا.

    • ما هي هذه الأخبار.
    - الآن في طور السر، ولما تخرج للعلم أين يدسّ المتطرفون رؤوسهم؟!.

    فليبحثوا من الآن عن مخبأ لخجلهم مع الذين أخفوا عليهم الحقيقة طوال هذه الفترة من الغوغائية ضد المطبرين.

    • نعود إلى إشكالاتهم، فمنها أن أحداً طبّر قبل سنين عند مأتم القصاب ومات.
    - ونقول أن جموعاً ذهبوا إلى الحج وماتوا، إذن عطلوا الحج.
    • يقولون هذا واجب.
    - أقول الذهاب إلى زيارة العتبات مستحب تعالوا إمنعوا الزيارة لأن كثيرين يموتون في الطريق.. وهكذا كثيرون يموتون في المستشفيات إذن عطلوها وكثيرون يموتون في سقوط الطائرات إذن ألغوا السفرات وكثيرون يذهبون إلى البحر فيغرقون إذن على خفر السواحل منع الصيد والسياحة البحرية!!.

    عقول لا ترتقي مستوى النقاش، إسمح لي أن لا نهبط مستوى الطفيليات. قدّم لي أسئلة تليق بالموضوع.

    • يرى المخالفون للتطبير أن بعض المطبرين غير ملتزمين دينياً، إنهم يشوّهون سمعة المذهب الشيعي.
    - يا أخي إن من طبع الناس إذا أبغضوا شخصاً أو فكرة أو عملاً ألصقوا به المساوئ من كل صوب وإذا أحبوا حشّدوا له المحاسن بنفس الطريقة. وإذا كانوا حزبيين فالمصيبة أعظم لأن التنظيم الحزبي يقوم غالباً على أساس (من معنا نرفعه ولو كان غير كفء. ومن ليس معنا ندوسه ولو كان كفء) فالتطبير لأنه مرفوض عند هؤلاء فيلصقوا به من كل شيء ويخرجوا المطبرين من الدين ويتهمونهم بالمخدراتية واللوفرية و... إنهم ما يستحون. أنا ذهبت هذا العام لأرى موكب التطبير في المنامة. فرأيت أكثرهم مؤمنين ومن عشاق الحسين ويطبرون عن عقيدة وتعمدت أقف في مكان أنظر الموكب من أوله إلى آخره فقدّرت عدد المطبرين ثلاثة آلاف ولكن الذين معي قدّروهم أربعة آلاف.. فهل هذا العدد يكونوا كما يقول المخالفون؟.

    وأعود إلى الجواب على سؤالك بالفرض الذي يدّعون: أولاً غير الملتزمين موجودون حتى في موكب اللطم على الصدور فلماذا لا يلغون هذا الموكب. ثانياً وجود غير الملتزمين قد يسبب لهم الهداية كما حصل بالفعل للكثيرين طوال السنوات الماضية. وثالثاً هؤلاء قلة فلماذا إدانة الأكثرية بذنب الأقلية. ورابعاً مائدة الإمام الحسين تسع الجميع وإنما ينبغي لمهندسي موكب التطبير وغيره التعامل الحكيم مع هؤلاء حتى يهتدوا بإذن الله إلى الإلتزام الديني وترك المعاصي. فهذه فرصة للإرشاد، أما كان هذا هو هدف الإمام الحسين من نهضته وتحمّله للآلام..

    • سماحة الشيخ.. ما هو تعليقكم على ما يردّده المخالفون من أن التطبير ظاهرة غير حضارية وتسبب عند الأجانب توهيننا.
    - الأجانب المغرضون يستهزؤون بكل شيء فينا فهل نسرع لإرضائهم بإلغاء ما جرّبناه جيداً. تعال احذف الحج من قائمة الفرائض لأنهم يضحكون على عقولنا في الطواف والسعي وخاصة رمي الجمار والذبح....

    هذا المنطق لو سمحنا له بالتغلغل سوف لا يبقى عندنا شيء من الدين والثقافة الشعبية المباحة، فحتى عزاء اللطم على الصدور والبكاء على حادثة وقعت قبل ألف وثلاثمائة وستة وستين عاماً في كربلاء سوف ينتهي في الجيل القادم. وعلى بعض دولنا أن يلغوا فلوكورات شعبية وتقاليد الرقص بالسيوف (العرضة). فلماذا العرب لم يتركوها؟! بل يعرضونها على الفضائية ويشارك فيها الحاكم والملك. السبب أن العقلاء في العالم بما فيهم الأجانب المنصفون يرون القضية من زاوية الرمزية والحرية الثقافية، ونحن نضيف التعاطف والإستقامة على نهج الإمام الحسين القدوة الذي ضحّى وتألم من أجل هدايتنا وكرامتنا. ولدى هؤلاء الأجانب سلوكيات رمزية كثيرة مما قد نضحك عليها ولكننا نحترمها من منطلق الحريات الإنسانية في الأعراف الدولية وحرية الأديان في الإسلام والثقافات البشرية. فهؤلاء في عيد الكريسمس سنوياً يموت منهم مئات الشباب بالألعاب النارية. والإسبانيون المعروفون بلعب الثيران لحد الموت حتى اعترضت عليهم منظمات حقوق الحيوانات فهل ألغوا تقاليدهم التاريخية؟.

    • إجاباتك بديهية وأمثلتك عصرية. ولكن قد يقول منتقدوك أن التطبير قضية تمس بالدين فالحفاظ على الدين يلزمنا اتخاذ هذا الموقف منه وخاصة ليس للتطبير أصل تاريخي ولا رواية تؤيده.
    - إسمح لي.. أنت ذكرت عن تمسخر الأجانب، فكان جوابك ما ذكرته لك. وأما أن هذا من الدين وذاك من الدنيا، فلي إليك هذا الجواب:.

    أولاً: عنصر الفزعة والضجّة والتألم الشديد وانفجار العواطف الداخلية في إحياء الشعائر الحسينية، عنصر كاشف عن شدة الحب للإمام الحسين وقوة الإنشداد إلى أهدافه وعمق الاستعداد للدفاع عن قضيته. فهذا أمر لا تبقى جذوته إلا بالحماس المتزايد والتألق المتصاعد. وهل يلام العاشق الحسيني هذا إذا ما عرّض نفسه للألم تضامناً ومواساة وانتقالاً بأحاسيسه إلى ساحة الحدث.. إنه العشق. ومثاله لاعب كرة القدم.. حيث يجعله عشقه أن يرمي نفسه وهو يعلم قد تتكسر أعضاؤه كما تكسرت أعضاء زملائه من قبل. ولكن المهم في ثقافته تسجيل الهدف الذي عشقه بجنون فأصبحت الرياضة ذكره اليومي واهتمامه بها أكثر من الصلاة لربه والدعاء. وثانياً كثير من الشعائر وأساليب التبليغ الديني لم تكن من قبل فاستحدثت عبر الزمن واستحسنتها الأجيال بإشراف العقلاء فأصبحت سيرة مقبولة. فليس إذن كل أمر لم يكن سابقاً فهو لا يجوز إستحداثه.. فهل تنفيذ قصة لواقعة كربلاء على المسرح كان في عصر الأئمة مثلاً؟ إذن لا تجوز المسرحية ولا صناعة الأفلام إذ لا رواية فيها ولا سابقة تاريخية!.

    نحن في أحكام الشريعة عندنا أصل الإباحة وهو يعني السعة في الإبداع ما لم ينطبق عليه عنوان البدعة وهي المخالفة الصريحة للأصول الإسلامية الثابتة..

    يقول الإمام الرضا : (إن يوم الحسين أقرح جفوننا وأسبل دموعنا) والجفون من أهم أجزاء العين، فلماذا البكاء الشديد إلى حد الأذى لهذا الجزء المهم من عيوننا. العاقل يفهم الجواب بمفهوم الأوْلوية، فإذا كانت الجفون بهذه الأهمية والرقة رخيصة في البكاء والجزع عند ذكر مصائب أبي عبد الله الحسين فإن ضرب قامة الرأس وشجّه قليلاً وإسالة الدم منه نظراً لتلك الفوائد يكون جائزاً وممدوحاً عند أهل البيت . ومن هذا الباب خاطب الإمام الحجة (عج) في زيارته لجده الحسين (ولأبكين عليك بدل الدموع دماً)..

    ثالثاً: لا ننسى أن الأئمة كانوا يعيشون أكثر الفترات في التقية أو أن الناس في زمانهم لم يستوعبوا، لذا سكتوا عن بعض الأشياء حتى يأتي جيل يستوعبها، ولقد أعطوا الضوء الأخضر لهذه البصيرة عبر البيانات الكلية ورواياتهم في الأصول العامة تاركين التفريع لها على عاتق الفقهاء في كل عصر. فالتطبير وغيره لو انتظم في إطار هادف سيكون خيراً وسيندم الذين ألغوه وحاربوه. وسوف يأتي ذلك اليوم الذي يقول فيه عقلاء بلادنا رحم الله المهتدي على بيانه للحق وتحمله للسبّ. وأنا لا أقول هنا إلا تأسياً بنبينا الأكرم (اللهم إغفر لقومي إنهم لا يعلمون(.

    رابعاً: لا أنسى أن في المطبّرين عشاق بدرجة الجنون في الحب الحسيني، وهؤلاء لا يمكن الوقوف بوجههم. فقد سألت أحدهم فقال أنا في يوم التطبير لا أشعر نفسي إلا بعد الانتهاء، فأنا أريد أن أشعر ببعض الآلام التي كانت على جسد سيدي ومولاي أبي عبدالله الحسين وأولاده وأصحابه، فلماذا يمنعونني ويتهمونني بفعل الحرام. فوالله أنا في حال التطبير أقرب منهم إلى الله حينما أحاكي قلبي بكلمة (يا ليتني كنت معكم). ويضيف لي أكثر من واحد أن جرحاً بسيطاً في الجسم لغير الحسين يطول برؤه أسابيع وجرح التطبير يتكرر في نفس المكان ويبرؤ خلال يوم واحد وإذا كان عميقاً يبرؤ خلال يومين. فما تفسير هذه المعجزة عند المخالفين للتطبير والمستهزئين.

    وهنا أذكّر بالنقطة الأولى.. نحن سواء الموافقين أو المخالفين يجب أن نتعلم ثقافة الإحترام لبعضنا حتى نجسدها على واقعنا وحتى نستطيع بعد ذلك نقول للآخرين هذا نحن، لقد جئناكم بالبديل الأفضل للإستبداد، ولا نريد معالجة الإستبداد بالإستبداد..

    • سماحة الشيخ، ألا ترى نفسك مهاجماً على المخالفين، والحيادية أقرب إلى نهجك المعروف في الوحدة.
    - الوحدة والتوحيد والإتحاد، أصبحت عند هؤلاء القوم لما يسمعوها منا كلمات فارغة، إنهم يرون الوحدة في التبعية لهم ويفسرون دعوتنا إلى الوحدة بالضعف والحاجة إليهم، هؤلاء قوم لا تتصل عقليتهم بعقلية مذهبنا الذي يدعوا إلى الوحدة بمعنى الاحترام والتشاور والتعاون وعدم الحذف للكفاءات. كلمات الوحدة والإتحاد لو كانت لها عندهم مدلولها الأصيل لأخذوها منذ (25) سنة، وهذا أنا بعد نزولنا البلد قد صرفت جهداً مضاعفاً وبالأضعاف في دعوتي للوحدة والحوار، وقد صبرت طويلاً حتى مرضت وعمري (46) في شكل الـ(70). إنهم ضحكوا علينا وما زادتهم نداءاتي إلا نفوراً وإيذاءً. كفاك تعلم قبل عامين اقترحت في بيان أن يتحاور الموافقون والمخالفون للتطبير بدل التراشق بالبذاءات، فأصدروا ضدّي ثلاث بيانات مهينة وبلا تواقيع وهذا دليل الجبن، يقول أحدهم أن المهتدي يدعو للحوار ونحن نقول لا حوار بين خط ولي أمر المسلمين وخط الذين يخادعون الله والرسول....

    يا أخي أنا لست متهجماً ولا بذيئاً ولا جباناً أكتب بأسماء مستعارة وأتهرب من الحوار. إن هؤلاء هذا نهجهم، فمن الذي يهاجم؟! قليلاً من الإنصاف أيها الإخوة!.

    إنهم إستبداديون بمعنى الكلمة. ولقد ربّوا أتباعهم بطريقة يرون الحق ويقرؤون الأدلة ولعلهم في داخلهم يقتنعون، ولكنهم يتعصبون لرأيهم.. وبعضهم لا يقرأ أي شيء ممن ليسوا من خطه ثم يتهم ويشهّر دون ورع وخوف من الله.. هذه السلوكيات تحتاج إلى نقد شجاع وهجوم إيجابي لكنسها من واقعنا، لأنها تسيء إلى الدين والتشيع أكثر من سلوك التطبير..

    أقول هذا كله لأن الجهل بلغ عند بعضهم إلى درجة الكره حتى لكلمة (حيدر) لأنه هتاف المطبّرين، بينما هو اسم من أسماء الإمام علي ، وبلغ الجهل عند هؤلاء أن يشتموا من يسمي ولده بهذا الإسم. وراح بعضهم في المنامة يقول لا تسقوا الماء موكب المطبّرين ونسوا الإمام الحسين قد سقى أعداءه. وعائلة طردت ولدها بسبب التطبير وحكى لي أحد المؤمنين الذين أثق في نزاهته لصداقتي الطويلة معه يقول خرجت من موكب التطبير أقول لبعض المتفرجين عظم الله أجوركم فلا يجيبون وأسلم على بعضهم فلا يردون. يا لها من سخافة الأخلاق وقلة الأدب وسوء التربية. وترى رجلاً يضرب ابنه لأنه خرج إلى موكب التطبير في المنامة ولا يهمه إذا خرج مع أصدقاء السوء إلى الصخير أو ذهب إلى مجمع السيف و...

    وتراه يغضب ضد التطبير ولا يغضب لشرف البنات التي تداس في الشوارع وهنّ يتبادلن المسجات وملابسهنّ في آخر الموضات والمكياج..

    أسف على هذه التربية التي نتجت عن الحدّية في الخطابا لحزبي السياسي وعدم التأكيد على الجوانب الإنسانية والتربوية في المنابر. أسف على هذه الطريقة الإستبدادية لمعالجة قضايا لا داعي لصرف جهود عليها ولكنها أصبحت بسبب الجهل وكأنها من القضايا الكبرى في الحياة. أين ثقافة التسامح والتعددية والأخلاق التي يمكنك بها إقناع الطرف الآخر برأيك.

    • هل لبحث هذه الجزئيات في سلوك الناس من ضرورة ترونها؟
    - حينما تتبدل السخافات إلى ثقافة دينية وبؤر نتنة للخلافات والفتن يجب الوقوف أمامها كي لا تأكل من ديننا وقيمنا. ولربما في إثارتها خلال الفترة العزائية هدف مدروس من قِبَل المشبوهين الذين يريدون أن يشغلوا الموافقين والمخالفين بالجدل المتكرر العقيم كي تفوتهم فوائد الموسم الحسيني ويتعمق الخلاف الداخلي والبغضاء في جيل الشباب. ويقوى هذا الإحتمال لما نقرأ في بيانات المخالفين للتطبير عندنا في البحرين طريقة تهجمهم البذيء ومحاربتهم للمطبّرين، فهي بيانات وطريقة لا تصدر إلا عن مغرض أو جاهل، فأنا أعرف في المخالفين للتطبير أشخاصاً برتبة العقل والتقوى والأدب لا يتصرفون كما يتصرف هؤلاء الجهال بتأثير المغرضين المتسترين. وما يجعلني أشك في وجود مؤامرة أن محرمات كثيرة كما ذكرتها يرونها في الشارع وخاصة السفور والتبرّج والمعاكسات فلا تتحرك غيرتهم إلا على موكب التطبير..

    لذلك أقول للموافق والمخالف.. أتركا نقاش التطبير وفكّر في قضايا أكبر، غاية ما هنالك أن التطبير مستحب وليس واجباً والمرجع الذي حرّمه إنما لمن يقلّده ولا يريد أن يفرض تحريمه على مقلدي المراجع القائلين بالجواز، فلماذا الغلو والتعصب؟.

    ولأني أرى أن المطبرين يمشون في طريقهم وأن التهجم والإدانة والإساءة إنما تأتي من مخالفيهم، لذا فإني أنصح هؤلاء أن لا يمارسوا هذا الإرهاب الفكري والإجتماعي والنفسي على الذين يطبرون. هذا عيب لا يليق بنا كمنتمين إلى دين نريد به خير البشرية وأن نبشرهم باحترام تعددياتهم، فماذا تقولون لهم إذا سألوكم أنتم تعاملون الأقربين إليكم بهذه المعاملة وعلى قضية بسيطة فكيف تريدون أن تتعاملوا مع الأبعدين منكم وعلى قضايا كبيرة؟!.

    والغريب أن هؤلاء يرون من يختلف معهم أو مع مرجعهم في مسألة كمسألة التطبير أنه عدو يريد تضعيف مكانة مرجعهم فيستميتون دفاعاً عنه وبأساليب غير حضارية لا يرضاه منهم حتى مرجعهم الكريم المعروف بدعواته الأخلاقية وتسامحه الكبير في بلاده حفظها الله وجميع بلاد المسلمين من شر الإستكبار المتربص بالأمة. وعلى هؤلاء أيضاً أن يعرفوا بأن المطبرين ليسوا من مقلدي مرجع واحد بل من أتباع عدة مراجع ويمكنهم النزول إلى الشارع والسؤال منهم.

    • آخر سؤال يا فضيلة الشيخ.. قد يقول بعضهم مهما يكن فإن التطبير ظاهرة غير حضارية وأن الشيعة يجب أن يستخدموا لإحياء الذكرى الحسينية أساليب أكثر عصرية وتمدناً وجاذبية للمتحضرين في عصر العولمة وتداخل الثقافات.
    - أعتقد في النقاط التي ذكرتها لك قد تبين أن هذا الكلام أيضاً مردود، لأن الوجه الحضاري للتطبير واضح وإنما في شكله يحتاج إلى تصميم جديد. فالروح هو روح الحب والتضحية والإستعداد للدفاع عن قضية الحسين المقدسة، إنه تعبير عن الولاء إلى حد التفاني، والحضاريون الحقيقيون إذا قمنا ببيان هذه الحكم لهم مضافاً إلى النقاط الأخرى وبأسلوب عصري لأكبروا فينا روح الوفاء للإمام الحسين والتعاطف مع آلامه التي تحمّلها لأجلنا.. فينظروا حينئذ إلى التطبير من هذه الزواية.

    وهكذا كل الأمور بأيدينا تصاغ لو أعطيناها وجهة صحيحة وأردنا إظهارها لصالح الأهداف السليمة..

    المشكلة هي في ثقافة الإفراط والتفريط. مثلاً فإذا أبغض بعضنا شيئاً صار لا يرى له بعداً إيجابياً، وإذا أحبه صار لا يرى له بعداً سلبياً. بينما ثقافة الإسلام هي التسامح وأخذ الحكمة ولو من لسان مشرك.

    • شكراً سماحة الشيخ.. وفيت وكفيت حسب التعبير الدارج..
    - ولكم جزيل الشكر، واسمح في الختام أن أنصح الطرفين بنصيحة لله.. إعلموا أن أي عمل صالح وبقصد غير صالح فهو تعب بلا ثمر في الدنيا وبلا أجر في الآخرة. اجعلوا مقاصد الخير عندكم ونواياكم لله الواحد الأحد سواءً كنتم مع التطبير أو ضدّه، وليكن كل موقف يتخذه صاحبه بقصد القربة إلى الله تعالى، لا بقصد العناد والضدية للطرف الآخر. هذا ودمتم رسل الوئام والتوعية الصحيحة لأبناء الوطن. ودمتم سالمين.

  • #2
    أيها الأخوة الكرام
    لمشاهدة و تحميل كتاب (لماذا التطبير؟ ) لسماحة الشيخ البحراني اضغطوا هنا:
    http://www.yahawra.net/book0.htm
    ولمشاهدة صورة فتاوى المراجع العظام وتأييداتهم وتعليقاتهم على فتوى الشيخ النائيني تعالو إلى موقع التطبير جزاكم الله خير الجزاء.
    www.tatbir.com

    تعليق


    • #3
      يالله ااحفظ لنا المجاهد الكبير الشيخ عبدالعظيم المهتدي حفظه الله لنا

      تعليق


      • #4
        * يا أخوي العزيزين بارك الله بكما و وفقكما

        * قال هذا الشيخ أشياء صحيحة و أشياء متناقضة

        * و لا أعرف هذا الشيخ

        * و الذي أعرفه عنه هو أنني لا أحبه

        * لأنني رأيته يصلي الصلاة البتراء

        * و أفرق بين النقل و الأريحية

        * و لذا حتى لو جاء بما أحب ملء الأرض فلا أستطيع أن أحبه لأن الذين بتر الصلاة عليهم صلوات الله عليهم هم أكبر من السماوات و الأرض و ما خلقت إلا لأجلهم

        تعليق


        • #5
          مااقول غير يالله احفظ لنا هذا الشيخ من الاعداء

          تعليق

          المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
          حفظ-تلقائي
          x

          رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

          صورة التسجيل تحديث الصورة

          اقرأ في منتديات يا حسين

          تقليص

          لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

          يعمل...
          X