لسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا و مولانا وحبيبنا محمد و على اله الطيبين الطاهرين الذي اذهب الله سبحانه و تعالى عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا
وارض اللهم على صحابته الميامين الدين ساروا بهديه وكانوا له كظله ووالوا وليه وعادوا عدوه
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
نجد اليوم ومع هدا التطور الهائل في العلوم بمختلف فروعها وتقدم عالم الاتصالات وبالطبع توفر الانترنت بأيادي الجميع سواء أكان عالما أم جاهلا طفلا كان أم بالغا مجنونا أم عاقلا
وبعدما كانت النقاشات بين العلماء و الباحتين وأولي الألباب نجد اليوم النقاشات في المنتديات عبر الانترنت فلا نعرف من نناقش أنناقش جاهلا أم عالما غلاما أم بالغا مسلما كان أم كافرا
نجد مثلا موضوعا مطروحا للنقاش في احد المنتديات نجده منقولا كما هو من منتدى آخر ومكرر في عديد من المنتديات و المواقع.. و السيئ في الأمر أن من طرح الموضوع لم يقراه بل نقله على أساس عنوانه فقط.. مثلا لو كان العنوان يمس الشيعة كجرائم الشيعة الامامية عبر التاريخ .او كفر الشيعة ..ابن سبا اليهودي والشيعة أو أي شئ فيه سب وتكفير للشيعة و للأسف يحصل هدا دون دراية او خبرة في المجال فلا حول ولا قوة إلا بالله
فأصبح أي شخص يكفر المذهب الذي يخالفه وكان الدين الإسلامي الحنيف دخل في الخوصصة او بيع لمؤسسة خاصة هي من تدخل وتخرج الناس من الإسلام و الدين
ولما كان الجهل بالشيء هو الطبيعة الغالبة لأعضاء مختلف المنتديات خاصة المنتديات الإسلامية حيت كثرت المذاهب و كثرت الفتاوى و الآراء و الأقوال
فأصبح كل امرئ يدلوا بدلوه ولا يرى إلا رأيه صوابا وكل ما عدا رأيه فهو الباطل المطلق وهو فقط الحق المطلق
وما زاد الطين بله تطفل بعض الديانات الأخرى من المسيحيين واليهود ممن يجيدون العربية فينتحلون الإسلام مثلما انتحله أجدادهم من قبل لضرب الإسلام من الداخل
وهؤلاء يلعبون على وتر السنة و الشيعة ويؤججون نار الفتن بين هاتان الطائفتان العظيمتان من المسلمين مطبقين نظرية فرق تسد وقد نجحوا في دلك. فقد فرقوا المسلمين وسادت عاداتهم وتقاليدهم وسلعهم وبضائعهم و لبسهم فينا بل حتى معتقداتهم ملأت كتبنا فراجع أي كتاب لتفسير القران تجده مملوءا بالإسرائيليات و الفلسفات الأخرى الغريبة عن الإسلام
فمن منا يلبس مما صنعت بلده ومن منا يأكل مما انبتت أرضه
قد عم الجهل واستفحل.. ساد التفرق و انتشر.. كل فرقة تكفر الفرقة الأخرى بل وأصبح أشخاص مختصين في تكفير الفرق الأخرى من المسلمين فهدا كافر كفر اكبر وداك كافر كفر اصغر وهدا مبتدع ودلك مشرك و الآخر شركه اصغر وفلان شركه اكبر وآخر شركه متوسط وهلم جره.... للأسف هدا هو حالنا
فأصبح أي شخص وضيع أو رفيع طرد من المدرسة أم لم يطرد جاهل أم عالم عديم الثقافة أم مثقف أصبح يكفر وكان الله عينه مسئولا عن الإسلام و الدين أو أعطاه رخصة للتكفير
وللأسف اغتر بعض العلماء وسار سير التكفير فاعتبروا أنفسهم الفرقة الناجية وغيرهم في الناس وان من لم يدخل في دعوتهم فقد أشرك بالله
فاحلوا دماء مخالفيهم بعدما كفروهم فسبوا النساء وقتلوا الرجال وشقوا بطون الحوامل واحرقوا الديار وسلبوا الأموال فكانت فتنة في الأرض وانأ لله وإنا إليه راجعون
إن هؤلاء المكفرين التكفيريين احيوا سنة الخوارج بتكفيرهم لعامة المسلمين وسيرتهم تشبه سيرة الخوارج تماما و كان التاريخ أعاد نفسه
1الخوارج خرجوا على الإمام علي وكفروه 1التكفيريين خرجوا على حكامهم وكفروهم
2الخوارج كفروا كل من لم يدخل في دعوتهم 2التكفيريين كفروا كل من لم يكن منهم
3الخوارج قالوا لا تحكيم إلا لله وهي كلمة حق أرادوا بها باطل 3التكفيريين قالوا لا معبود إلا الله
4الخوارج كتيروا قراءة القران و التعبد 4والتكفيريين مثلهم
5الخوارج متعطشين للتكفير 5والتكفيريين اعطش منهم لدلك
6الخوارج ادعوا إنهم ناصري الإسلام 6وفعل مثلهم التكفيريين
7احل الخوارج دماء المسلمين وأموالهم 7 والتكفيريين تفوقوا عليهم في دلك
8سبيت نساء المسلمين من قبل الخوارج 8 وسبيت كذلك من قبل التكفيريين
9 تفرق الخوارج فيما بينهم فأصبحوا طوائف عددا 9والتكفيريين تقاتلوا فيما بينهم وتفرقوا
10بقرت بطون الحوامل واحرق الرضع 10والتكفيريين رموا بالأطفال في الأفران ا
هده فقط بعض الصفات التي تشابه فيها الخوارج والتكفيريين لدلك هؤلاء الشرذمة هم خوارج العصر
ورسول الله حذرنا من الخوارج واخبرنا أنهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية
والغريب في الأمر أن نجد شخصا تكفيريا يأتي بموضوع ويكفر الشيعة الامامية في موضوعه ويحتج عليهم بكلام علمائه التكفيريين
اود ان اسأل كلام التكفيريين حجة على من ?وحجة لمن?فبالطبع أقوال التكفيريين حجة على من يؤمنون بها و يقدسونها و يتعبدون بها ......على سبيل المثال
الكتاب المقدس للهندوس يحرم عليهم أكل لحم البقر... ووجدت هندوسيا يأكل لحم البقر وأردت أن امنعه ....فبماذا احتج عليه هل احتج عليه بالقران أم بصحيح البخاري طبعا لا.. احتج عليه بكتابه المقدس الذي هو يؤمن به أتي له بنص التحريم من كتابه المقدس لاعتقاده بقداسة كتابه.....أما المسلم الذي أريد منعه من أكل لحم البقر هل احتج عليه من كتب الهندوس...طبعا لا لأننا لو احتججت عليه بكتب الهندوس سيضحك و يستهزئ بي لان كتب الهندوس غير ملزمة للمسلم لأنه لا يعتقد بقداستها
ولو أراد شخص سني مثلا أن يحتج على الشيعة الامامية هل يحتج عليه من صحيح البخاري و مسلموأقوال علماء أهل السنة و الجماعة
طبعا لا.. الاحتجاج على الشيعة الامامية لا يكون إلا بما أوردته كتبهم المعتبرة مثل الكافي ومن لم يحضره فقيه و الاحتجاج و المستدرك ونهج البلاغة بل ولا يحتج عليهم الا من رواياتهم التي هم صححوها وألزموا أنفسهم بها ولا يجوز أن نحتج عليهم برواية ضعيفة او موضوعة هم ضعفوها او حكموا عليها بالوضع ولا نحتج على الامامية مثلا برأي فرد منهم حتى ولو كان عالما عندهم مالم يجتمعوا علي رأيه
مثلا لو احتججت على احد السلفيين بقول للشهيد سيد قطب رحمة الله تعالى عليه فلن يلزمه هدا الاحتجاج لكن لو احتججت عليه بشيخه ابن تيمية الحراني أو بمحمد عبد الوهاب النجدي فهؤلاء يلزموه لان الوهابيين مجمعون على آراء محمد عبد الوهاب وابن تيمية وغير مجمعون على أراء الشهيد سيد قطب رحمه الله سبحانه و تعالى
اعتقد الآن أن كلامي واضح لدلك كل الكلام الذي كتب على الشيعة الامامية سواء بجهل مركب أو جهل مبسط هو ليس حجة على الامامية وأقوال علماء الوهابية في تكفير الشيعة لا ياخد بها إلا الوهابيين حتى أهل السنة يتجنبون فتاوى الوهابيين لعدم تماشيها لا مع الدين ولا مع العقل ولا مع المنطق ولا حتى مع الفطرة البشرية لكنها تتمشى وأراء أسلافهم الخوارج
والإنسان العاقل المحب للحق و العدل و الإنصاف عليه أن يسمع للطرفين قبل إصدار الحكم و الوهابيون ينشرون شبههم حول الشيعة الامامية ولا يتوانون عن دلك أبدا فهم لا يوفرون الجهد في تكفير الشيعة وتعميم دلك على كل المسلمين فخطبهم ملأت شرائط الكاسات و الكتيبات المجانية و المجلدات الضخمة و السيد يهات وقنوات التلفاز الأرضية منها و الفضائية حتى أصبحوا يخلقون شخصيات وهمية بأسماء مستعارة وهته الشخصيات الوهمية ألفوا كتب وزعت بالملايين مجانا ومنها كتاب دو مؤلف وهمي باسم مستعار حسين موسوي واسم الكتاب لله تم للتاريخ
هدا الكتاب ملئ بالافتراءات و الاكاديب على الشيعة الامامية من أوله إلى آخره حيت أصبح الكذب بالجملة فمثلا سأعطيكم بعض الافتراءات الموجودة في هدا الكتاب وارد عليها لأبين لكم الحقيقة الضائعة حيت يقول الكاتب المجهول وهو طبعا وهابي في كتابه لله تم للتاريخ
الكاتب:وكان الإمام الخميني يرى جواز التمتع حتى بالرضيعة، فقال: ( لا بأس بالتمتع بالرضيعة ضَماً وتفخيذاً - أي يضع ذَكَرَهُ بين فخذيها - وتقبيلا ) انظر كتابه تحرير الوسيلة 2/241 مسألة رقم 12.انتهى
أقول علينا ان نرجع الى المصدر من كتاب الخميني تحرير الوسيلة فلا يوجد نص في تحرير الوسيلة هكذا، والمسألة المشار إليها هي:
مسألة 12- لا يجوز وطء الزوجة قبل إكمال تسع سنين، دواماً كان النكاح أو منقطعاً، وأما سائر الاستمتاعات كاللمس بشهوة والضم والتفخيذ فلا بأس بها حتى في الرضيعة.انتهى
والمراد بالفتوى هو أنه لا يجوز وطء الزوجة قبل إكمال تسع سنين، ، لورود النهي عن وطء الصغيرة التي لم تبلغ تسع سنين، فقد قال الصادق عليه السلام كما في صحيحة الحلبي: إذا تزوج الرجل الجارية وهي صغيرة فلا يدخل بها حتى يأتي لها تسع سنين.
ولئن شنَّع الكاتب على الاستمتاع بالصغيرة أو الرضيعة فقد فاته أن علماء أهل السنة ذكروا أمثال هذه المسألة في كتبهم.
أما جواز نكاحها فقد ذكره النووي في (روضة الطالبين 5/314.)، حيث قال:
: يجوز وقف ما يُراد لعينٍ تستفاد منه، كالأشجار للثمار، والحيوان للبن والصوف والوبر والبيض، وما يُراد لمنفعة تُستوفَى منه كالدار والأرض. ولا يُشترط حصول المنفعة والفائدة فيالحال، بل يجوز وقف العبد والجحش الصغيرين والزَّمِن الذي يُرجى زوال زمانته، كما يجوز نكاح الرضيعة
وقال السرخسي في المبسوط: عرضية الوجود بكون العين منتفعاً بها تكفي لانعقاد العقد، كما لو تزوَّج رضيعة صحَّ النكاح، باعتبار أن عرضية الوجود فيما هوالمعقود عليه ـ وهو ملك الحِل ـ يقام مقام الوجود المبسوط للسرخسي 15/109.
الخلاصة
ماقاله الامام الخميني رحمه الله هو نفس قول علماء أهل السنة بل وعلى فتوى مالك والشافعي وأبي حنيفة فإن الرضيعة التي عمرها دون السنتين لو أطاقت الجماع جاز وطؤها عندهم، فضلاً عن لمسها بشهوة وتفخيذها.
قال الكاتب:وأما عائشة فقد قال ابن رجب البرسي: ( إن عائشة جمعت أربعين ديناراً من خيانة ) مشارق أنوار اليقين ص 86.
وأقول: هذا الخبر رواه الحافظ رجب البرسي مرسلاً، ورواه غيره بسند فيه: علي بن الحسين المقري الكوفي، ومحمد بن حليم الثمار، والمخول بن إبراهيم، عن زيد بن كثير الجمحي، وهؤلاء كلهم مجاهيل، لا ذكر لهم في كتب الرجال. فالرواية ساقطة من حيت السند ولا يعتد بها
قال المجلسي قدس سره : وهذا إن كان رواية فهي شاذة مخالفة لبعض الأصول
ومع الإغماض عن سند الرواية، فالخيانة فيها لا يراد بها ارتكاب الفاحشة كما أراد الكاتب أن يوهم قُرَّاءه به، لأن الخيانة خلاف الأمانة، وهي أخذ المال أو التصرُّف فيه بغير وجه حق.
ثم إن خيانة كل امرأة بحسبها، فقد تكون في المال وقد تكون في غيره.
قال ابن حجر العسقلاني فيفتح الباري 6/283. شرح حديث البخاري ( ولولا حواء لم تخن أنثى زوجها ): فيه إشارة إلى ما وقع من حواء في تزيينها لآدم الأكل من الشجرة حتى وقع في ذلك، فمعنى
خيانتها أنها قبلت ما زيَّن لها إبليس حتى زينتْه لآدم، ولما كانت هي أم بنات آدم أشبهنها بالولادة ونزع العرق، فلا تكاد امرأة تسلم من خيانة زوجها بالفعل أو بالقول، وليس المراد
بالخيانة هنا ارتكاب الفواحش، حاشا وكلا، ولكن لما مالت إلى شهوة النفس من أكل الشجرة، وحسَّنتْ ذلك لآدم عُدَّ ذلك خيانة له، وأما من جاء بعدها من النساء فخيانة كل واحدة منهن بحسبها، وقريب من هذا حديث: (جحد آدم فجحدت ذريته) ولهذا أخبر الله سبحانه وتعالى عن امرأة نوح وامرأة لوط بأنهما خانتا زوجيهما في قوله تعالى ( ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ )سورة التحريم، الآية 10.
ولا ريب في أنه لا يراد بالخيانة هنا ارتكاب الفاحشة، فإن نساء الأنبياء منزَّهات عن ذلك، حتى مَن كانت منهن من أصحاب النار.
قال القرطبي في تفسيره : وقوله ( فَخَانَتَاهُمَا ) يعني في الدِّين، لا في الفراش، وذلك أن هذه كانت تخبر الناس أنه مجنون، وذلك أنها قالت له: أمَا ينصرك ربك؟ فقال لها: نعم. قالت: فمتى؟ قال: إذ فار التنور. فخرجت تقول لقومها: يا قوم والله إنه لمجنون، ويزعم أنه لا ينصره ربه إلا أن يفور هذا التنور. فهذه خيانتها، وخيانة الأخرى أنها كانت تدل على الأضياف () الجامع لأحكام القرآن 9/47. ).
ومما قلناه يتضح أنه لا محذور في وقوع أمثال هذه الخيانات من أزواج الأنبياء والصلحاء.
هذا مع أن الخبر لم ينسب الخيانة لعائشة، وإنما وصف المال بأنه جُمع من خيانة، وأما الخائن فهو غير مذكور في الرواية.
ولا ينقضي العجب من هذا الكاتب الذي يحاول إدانة الشيعة بهذا الخبر الضعيف الذي لم يفهم معناه، ويتعامى عن الأحاديث الكثيرة الصريحة المخزية التي رواها أهل السنة في مصادرهم
المعتمدة وصحَّحوها، والتي ينسبون فيها لعائشة أموراً قبيحة، كتهمتها بالزنا التي ذكروا كل تفاصيلها في الحديث المعروف بحديث الإفك صحيح البخاري 3/1490. سننالترمذي 5/332. مسند أحمد 6/59. )، وكذا روايتهم أن النبي (ص) كان يباشرها
وهي حائض ، وأنه كان يقبِّلها ويمص لسانها وهو صائم وأنه كان يغتسل معها في إناء واحد صحيح البخاري 1/102، 104، 106، 114، 120، 2/573، 4/1886. صحيح مسلم 1/255-257. وأنها كانت تحك المني من ثوبه وأنه كان يجامعها من غير إنزال أحياناً فيغتسل (صحيح مسلم 1/272. صحيح ابنحبان 3/451، 452، 456، 458. ) ، وأنها كانت تكشف له عن فخذها وهي حائض، فيضع خدّه وصدره على فخذها، فتحني عليه فينام (سنن أبي داود 1/70. السنن الكبرىللبيهقي 1/313. ).
وأخرج أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف بسنده عن عائشة أنها شوَّفَتْ (أي: زيَّنَتْ) جارية وطافت بها. وقالت: لعلنا نصطاد بها شباب قريش (المصنف لابن أبي شيبة 4/49.).
إلى غير ذلك مما لا يحسن ذِكره الموجود بكميات هائلة في كتب أهل السنة الذين يدعون انهم يحبون عائشة و يحترمونها تم يتهمون الشيعة أنهم يطعنون في شرف رسول الله و العياذ بالله.
ولا بأس أن نختم الكلام بنقل ما قاله بعض علماء الشيعة الإمامية في تنزيه نساء الأنبياء عن فعل الفواحش.
فقد قال السيد المرتضى قدس سره في أماليه في ردِّه على من زعم أن ابن نوح لم يكن ابنه حقيقة، وإنما وُلد على فراشه : الأنبياء عليهم الصلاة والسلام يجب أن يُنزَّهوا عن مثل هذه
الحال، لأنها تَعُرُّ وتَشِين وتَغُضُّ من القدر، وقد جنَّب الله تعالى أنبياءه عليهم الصلاة والسلام ما هو دون ذلك تعظيماً لهم وتوقيراً ونفياً لكل ما ينفِّر عن القبول منهم (أمالي المرتضى 1/503.).
وقال العلامة الطباطبائي في الرد أيضاً:
وفيه: أنه على ما فيه من نسبة العار والشين إلى ساحة الأنبياء عليهم السلام ، والذوق المكتسب من كلامه تعالى يدفع ذلك عن ساحتهم، وينزِّه جانبهم عن أمثال هذه الأباطيل، أنه ليس مما يدل عليه اللفظ بصراحة ولا ظهور، فليس في القصة إلا قوله : ( إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ
إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ )، وليس بظاهر فيما تجرَّأوا عليه، وقوله في امرأة نوح: ( امْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا )، التحريم: 10، وليس إلا
ظاهراً في أنهما كانتا كافرتين، تواليان أعداء زوجيهما، وتسران إليهم بأسرارهما، وتستنجدانهم عليهما (الميزان في تفسير القرآن 10/235.).
وقال الشيخ الطوسي في تفسير التبيان في تفسير قوله تعالى ( ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا ) :
قال ابن عباس: (كانت امرأة نوح كافرة، تقول للناس: إنه مجنون. وكانت امرأة لوط تدل على أضيافه، فكان ذلك خيانتهما لهما، وما زنت امرأة نبي قط) ، لما في ذلك من التنفير عن
الرسول وإلحاق الوصمة به، فمن نسب أحداً من زوجات النبي إلى الزنا فقد أخطأ خطأً عظيماً، وليس ذلك قولاً لمحصِّل (التبيان في تفسير القرآن 10/52.).
الخلاصة
الشيعة اكتر احتراما لزوجات الانبياء من غيرهم ولا يقولون بارتكاب أي منهن الفاحشة حتى ولو كانت من اهل النار متل زوجة لوط عليه السلام و زوجة نوح عليه السلام فما بالك بأم المؤمنين عائشة و هي زوجة لخير خلق الله صلى الله عليه و على اله و سلم
ويوجد مسائل كتيرة يتهم بها الشيعة غيرهم اولى بالاتهام بها مثل تحريف القران و العياد بالله واتهام عائشة بالزنا والعياد بالله وتكفير كل الصحابة والقول بالبداء ...الخ
ان شاء الله في المستقبل القريب جدا سارد على بعض الشبهات التي تلصق إلصاقا بمذهب آل البيت عليهم السلام حتى يعم الخير و الفائدة لكل إخواننا المسلمين من اهل السنة
والسلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
اللهم اظهر الحق حقا وارزقنا إتباعه واظهر الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
وصلى اللهم على محمد و على آل محمد
وارض اللهم على صحابته الميامين الدين ساروا بهديه وكانوا له كظله ووالوا وليه وعادوا عدوه
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
نجد اليوم ومع هدا التطور الهائل في العلوم بمختلف فروعها وتقدم عالم الاتصالات وبالطبع توفر الانترنت بأيادي الجميع سواء أكان عالما أم جاهلا طفلا كان أم بالغا مجنونا أم عاقلا
وبعدما كانت النقاشات بين العلماء و الباحتين وأولي الألباب نجد اليوم النقاشات في المنتديات عبر الانترنت فلا نعرف من نناقش أنناقش جاهلا أم عالما غلاما أم بالغا مسلما كان أم كافرا
نجد مثلا موضوعا مطروحا للنقاش في احد المنتديات نجده منقولا كما هو من منتدى آخر ومكرر في عديد من المنتديات و المواقع.. و السيئ في الأمر أن من طرح الموضوع لم يقراه بل نقله على أساس عنوانه فقط.. مثلا لو كان العنوان يمس الشيعة كجرائم الشيعة الامامية عبر التاريخ .او كفر الشيعة ..ابن سبا اليهودي والشيعة أو أي شئ فيه سب وتكفير للشيعة و للأسف يحصل هدا دون دراية او خبرة في المجال فلا حول ولا قوة إلا بالله
فأصبح أي شخص يكفر المذهب الذي يخالفه وكان الدين الإسلامي الحنيف دخل في الخوصصة او بيع لمؤسسة خاصة هي من تدخل وتخرج الناس من الإسلام و الدين
ولما كان الجهل بالشيء هو الطبيعة الغالبة لأعضاء مختلف المنتديات خاصة المنتديات الإسلامية حيت كثرت المذاهب و كثرت الفتاوى و الآراء و الأقوال
فأصبح كل امرئ يدلوا بدلوه ولا يرى إلا رأيه صوابا وكل ما عدا رأيه فهو الباطل المطلق وهو فقط الحق المطلق
وما زاد الطين بله تطفل بعض الديانات الأخرى من المسيحيين واليهود ممن يجيدون العربية فينتحلون الإسلام مثلما انتحله أجدادهم من قبل لضرب الإسلام من الداخل
وهؤلاء يلعبون على وتر السنة و الشيعة ويؤججون نار الفتن بين هاتان الطائفتان العظيمتان من المسلمين مطبقين نظرية فرق تسد وقد نجحوا في دلك. فقد فرقوا المسلمين وسادت عاداتهم وتقاليدهم وسلعهم وبضائعهم و لبسهم فينا بل حتى معتقداتهم ملأت كتبنا فراجع أي كتاب لتفسير القران تجده مملوءا بالإسرائيليات و الفلسفات الأخرى الغريبة عن الإسلام
فمن منا يلبس مما صنعت بلده ومن منا يأكل مما انبتت أرضه
قد عم الجهل واستفحل.. ساد التفرق و انتشر.. كل فرقة تكفر الفرقة الأخرى بل وأصبح أشخاص مختصين في تكفير الفرق الأخرى من المسلمين فهدا كافر كفر اكبر وداك كافر كفر اصغر وهدا مبتدع ودلك مشرك و الآخر شركه اصغر وفلان شركه اكبر وآخر شركه متوسط وهلم جره.... للأسف هدا هو حالنا
فأصبح أي شخص وضيع أو رفيع طرد من المدرسة أم لم يطرد جاهل أم عالم عديم الثقافة أم مثقف أصبح يكفر وكان الله عينه مسئولا عن الإسلام و الدين أو أعطاه رخصة للتكفير
وللأسف اغتر بعض العلماء وسار سير التكفير فاعتبروا أنفسهم الفرقة الناجية وغيرهم في الناس وان من لم يدخل في دعوتهم فقد أشرك بالله
فاحلوا دماء مخالفيهم بعدما كفروهم فسبوا النساء وقتلوا الرجال وشقوا بطون الحوامل واحرقوا الديار وسلبوا الأموال فكانت فتنة في الأرض وانأ لله وإنا إليه راجعون
إن هؤلاء المكفرين التكفيريين احيوا سنة الخوارج بتكفيرهم لعامة المسلمين وسيرتهم تشبه سيرة الخوارج تماما و كان التاريخ أعاد نفسه
1الخوارج خرجوا على الإمام علي وكفروه 1التكفيريين خرجوا على حكامهم وكفروهم
2الخوارج كفروا كل من لم يدخل في دعوتهم 2التكفيريين كفروا كل من لم يكن منهم
3الخوارج قالوا لا تحكيم إلا لله وهي كلمة حق أرادوا بها باطل 3التكفيريين قالوا لا معبود إلا الله
4الخوارج كتيروا قراءة القران و التعبد 4والتكفيريين مثلهم
5الخوارج متعطشين للتكفير 5والتكفيريين اعطش منهم لدلك
6الخوارج ادعوا إنهم ناصري الإسلام 6وفعل مثلهم التكفيريين
7احل الخوارج دماء المسلمين وأموالهم 7 والتكفيريين تفوقوا عليهم في دلك
8سبيت نساء المسلمين من قبل الخوارج 8 وسبيت كذلك من قبل التكفيريين
9 تفرق الخوارج فيما بينهم فأصبحوا طوائف عددا 9والتكفيريين تقاتلوا فيما بينهم وتفرقوا
10بقرت بطون الحوامل واحرق الرضع 10والتكفيريين رموا بالأطفال في الأفران ا
هده فقط بعض الصفات التي تشابه فيها الخوارج والتكفيريين لدلك هؤلاء الشرذمة هم خوارج العصر
ورسول الله حذرنا من الخوارج واخبرنا أنهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية
والغريب في الأمر أن نجد شخصا تكفيريا يأتي بموضوع ويكفر الشيعة الامامية في موضوعه ويحتج عليهم بكلام علمائه التكفيريين
اود ان اسأل كلام التكفيريين حجة على من ?وحجة لمن?فبالطبع أقوال التكفيريين حجة على من يؤمنون بها و يقدسونها و يتعبدون بها ......على سبيل المثال
الكتاب المقدس للهندوس يحرم عليهم أكل لحم البقر... ووجدت هندوسيا يأكل لحم البقر وأردت أن امنعه ....فبماذا احتج عليه هل احتج عليه بالقران أم بصحيح البخاري طبعا لا.. احتج عليه بكتابه المقدس الذي هو يؤمن به أتي له بنص التحريم من كتابه المقدس لاعتقاده بقداسة كتابه.....أما المسلم الذي أريد منعه من أكل لحم البقر هل احتج عليه من كتب الهندوس...طبعا لا لأننا لو احتججت عليه بكتب الهندوس سيضحك و يستهزئ بي لان كتب الهندوس غير ملزمة للمسلم لأنه لا يعتقد بقداستها
ولو أراد شخص سني مثلا أن يحتج على الشيعة الامامية هل يحتج عليه من صحيح البخاري و مسلموأقوال علماء أهل السنة و الجماعة
طبعا لا.. الاحتجاج على الشيعة الامامية لا يكون إلا بما أوردته كتبهم المعتبرة مثل الكافي ومن لم يحضره فقيه و الاحتجاج و المستدرك ونهج البلاغة بل ولا يحتج عليهم الا من رواياتهم التي هم صححوها وألزموا أنفسهم بها ولا يجوز أن نحتج عليهم برواية ضعيفة او موضوعة هم ضعفوها او حكموا عليها بالوضع ولا نحتج على الامامية مثلا برأي فرد منهم حتى ولو كان عالما عندهم مالم يجتمعوا علي رأيه
مثلا لو احتججت على احد السلفيين بقول للشهيد سيد قطب رحمة الله تعالى عليه فلن يلزمه هدا الاحتجاج لكن لو احتججت عليه بشيخه ابن تيمية الحراني أو بمحمد عبد الوهاب النجدي فهؤلاء يلزموه لان الوهابيين مجمعون على آراء محمد عبد الوهاب وابن تيمية وغير مجمعون على أراء الشهيد سيد قطب رحمه الله سبحانه و تعالى
اعتقد الآن أن كلامي واضح لدلك كل الكلام الذي كتب على الشيعة الامامية سواء بجهل مركب أو جهل مبسط هو ليس حجة على الامامية وأقوال علماء الوهابية في تكفير الشيعة لا ياخد بها إلا الوهابيين حتى أهل السنة يتجنبون فتاوى الوهابيين لعدم تماشيها لا مع الدين ولا مع العقل ولا مع المنطق ولا حتى مع الفطرة البشرية لكنها تتمشى وأراء أسلافهم الخوارج
والإنسان العاقل المحب للحق و العدل و الإنصاف عليه أن يسمع للطرفين قبل إصدار الحكم و الوهابيون ينشرون شبههم حول الشيعة الامامية ولا يتوانون عن دلك أبدا فهم لا يوفرون الجهد في تكفير الشيعة وتعميم دلك على كل المسلمين فخطبهم ملأت شرائط الكاسات و الكتيبات المجانية و المجلدات الضخمة و السيد يهات وقنوات التلفاز الأرضية منها و الفضائية حتى أصبحوا يخلقون شخصيات وهمية بأسماء مستعارة وهته الشخصيات الوهمية ألفوا كتب وزعت بالملايين مجانا ومنها كتاب دو مؤلف وهمي باسم مستعار حسين موسوي واسم الكتاب لله تم للتاريخ
هدا الكتاب ملئ بالافتراءات و الاكاديب على الشيعة الامامية من أوله إلى آخره حيت أصبح الكذب بالجملة فمثلا سأعطيكم بعض الافتراءات الموجودة في هدا الكتاب وارد عليها لأبين لكم الحقيقة الضائعة حيت يقول الكاتب المجهول وهو طبعا وهابي في كتابه لله تم للتاريخ
الكاتب:وكان الإمام الخميني يرى جواز التمتع حتى بالرضيعة، فقال: ( لا بأس بالتمتع بالرضيعة ضَماً وتفخيذاً - أي يضع ذَكَرَهُ بين فخذيها - وتقبيلا ) انظر كتابه تحرير الوسيلة 2/241 مسألة رقم 12.انتهى
أقول علينا ان نرجع الى المصدر من كتاب الخميني تحرير الوسيلة فلا يوجد نص في تحرير الوسيلة هكذا، والمسألة المشار إليها هي:
مسألة 12- لا يجوز وطء الزوجة قبل إكمال تسع سنين، دواماً كان النكاح أو منقطعاً، وأما سائر الاستمتاعات كاللمس بشهوة والضم والتفخيذ فلا بأس بها حتى في الرضيعة.انتهى
والمراد بالفتوى هو أنه لا يجوز وطء الزوجة قبل إكمال تسع سنين، ، لورود النهي عن وطء الصغيرة التي لم تبلغ تسع سنين، فقد قال الصادق عليه السلام كما في صحيحة الحلبي: إذا تزوج الرجل الجارية وهي صغيرة فلا يدخل بها حتى يأتي لها تسع سنين.
ولئن شنَّع الكاتب على الاستمتاع بالصغيرة أو الرضيعة فقد فاته أن علماء أهل السنة ذكروا أمثال هذه المسألة في كتبهم.
أما جواز نكاحها فقد ذكره النووي في (روضة الطالبين 5/314.)، حيث قال:
: يجوز وقف ما يُراد لعينٍ تستفاد منه، كالأشجار للثمار، والحيوان للبن والصوف والوبر والبيض، وما يُراد لمنفعة تُستوفَى منه كالدار والأرض. ولا يُشترط حصول المنفعة والفائدة فيالحال، بل يجوز وقف العبد والجحش الصغيرين والزَّمِن الذي يُرجى زوال زمانته، كما يجوز نكاح الرضيعة
وقال السرخسي في المبسوط: عرضية الوجود بكون العين منتفعاً بها تكفي لانعقاد العقد، كما لو تزوَّج رضيعة صحَّ النكاح، باعتبار أن عرضية الوجود فيما هوالمعقود عليه ـ وهو ملك الحِل ـ يقام مقام الوجود المبسوط للسرخسي 15/109.
الخلاصة
ماقاله الامام الخميني رحمه الله هو نفس قول علماء أهل السنة بل وعلى فتوى مالك والشافعي وأبي حنيفة فإن الرضيعة التي عمرها دون السنتين لو أطاقت الجماع جاز وطؤها عندهم، فضلاً عن لمسها بشهوة وتفخيذها.
قال الكاتب:وأما عائشة فقد قال ابن رجب البرسي: ( إن عائشة جمعت أربعين ديناراً من خيانة ) مشارق أنوار اليقين ص 86.
وأقول: هذا الخبر رواه الحافظ رجب البرسي مرسلاً، ورواه غيره بسند فيه: علي بن الحسين المقري الكوفي، ومحمد بن حليم الثمار، والمخول بن إبراهيم، عن زيد بن كثير الجمحي، وهؤلاء كلهم مجاهيل، لا ذكر لهم في كتب الرجال. فالرواية ساقطة من حيت السند ولا يعتد بها
قال المجلسي قدس سره : وهذا إن كان رواية فهي شاذة مخالفة لبعض الأصول
ومع الإغماض عن سند الرواية، فالخيانة فيها لا يراد بها ارتكاب الفاحشة كما أراد الكاتب أن يوهم قُرَّاءه به، لأن الخيانة خلاف الأمانة، وهي أخذ المال أو التصرُّف فيه بغير وجه حق.
ثم إن خيانة كل امرأة بحسبها، فقد تكون في المال وقد تكون في غيره.
قال ابن حجر العسقلاني فيفتح الباري 6/283. شرح حديث البخاري ( ولولا حواء لم تخن أنثى زوجها ): فيه إشارة إلى ما وقع من حواء في تزيينها لآدم الأكل من الشجرة حتى وقع في ذلك، فمعنى
خيانتها أنها قبلت ما زيَّن لها إبليس حتى زينتْه لآدم، ولما كانت هي أم بنات آدم أشبهنها بالولادة ونزع العرق، فلا تكاد امرأة تسلم من خيانة زوجها بالفعل أو بالقول، وليس المراد
بالخيانة هنا ارتكاب الفواحش، حاشا وكلا، ولكن لما مالت إلى شهوة النفس من أكل الشجرة، وحسَّنتْ ذلك لآدم عُدَّ ذلك خيانة له، وأما من جاء بعدها من النساء فخيانة كل واحدة منهن بحسبها، وقريب من هذا حديث: (جحد آدم فجحدت ذريته) ولهذا أخبر الله سبحانه وتعالى عن امرأة نوح وامرأة لوط بأنهما خانتا زوجيهما في قوله تعالى ( ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ )سورة التحريم، الآية 10.
ولا ريب في أنه لا يراد بالخيانة هنا ارتكاب الفاحشة، فإن نساء الأنبياء منزَّهات عن ذلك، حتى مَن كانت منهن من أصحاب النار.
قال القرطبي في تفسيره : وقوله ( فَخَانَتَاهُمَا ) يعني في الدِّين، لا في الفراش، وذلك أن هذه كانت تخبر الناس أنه مجنون، وذلك أنها قالت له: أمَا ينصرك ربك؟ فقال لها: نعم. قالت: فمتى؟ قال: إذ فار التنور. فخرجت تقول لقومها: يا قوم والله إنه لمجنون، ويزعم أنه لا ينصره ربه إلا أن يفور هذا التنور. فهذه خيانتها، وخيانة الأخرى أنها كانت تدل على الأضياف () الجامع لأحكام القرآن 9/47. ).
ومما قلناه يتضح أنه لا محذور في وقوع أمثال هذه الخيانات من أزواج الأنبياء والصلحاء.
هذا مع أن الخبر لم ينسب الخيانة لعائشة، وإنما وصف المال بأنه جُمع من خيانة، وأما الخائن فهو غير مذكور في الرواية.
ولا ينقضي العجب من هذا الكاتب الذي يحاول إدانة الشيعة بهذا الخبر الضعيف الذي لم يفهم معناه، ويتعامى عن الأحاديث الكثيرة الصريحة المخزية التي رواها أهل السنة في مصادرهم
المعتمدة وصحَّحوها، والتي ينسبون فيها لعائشة أموراً قبيحة، كتهمتها بالزنا التي ذكروا كل تفاصيلها في الحديث المعروف بحديث الإفك صحيح البخاري 3/1490. سننالترمذي 5/332. مسند أحمد 6/59. )، وكذا روايتهم أن النبي (ص) كان يباشرها
وهي حائض ، وأنه كان يقبِّلها ويمص لسانها وهو صائم وأنه كان يغتسل معها في إناء واحد صحيح البخاري 1/102، 104، 106، 114، 120، 2/573، 4/1886. صحيح مسلم 1/255-257. وأنها كانت تحك المني من ثوبه وأنه كان يجامعها من غير إنزال أحياناً فيغتسل (صحيح مسلم 1/272. صحيح ابنحبان 3/451، 452، 456، 458. ) ، وأنها كانت تكشف له عن فخذها وهي حائض، فيضع خدّه وصدره على فخذها، فتحني عليه فينام (سنن أبي داود 1/70. السنن الكبرىللبيهقي 1/313. ).
وأخرج أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف بسنده عن عائشة أنها شوَّفَتْ (أي: زيَّنَتْ) جارية وطافت بها. وقالت: لعلنا نصطاد بها شباب قريش (المصنف لابن أبي شيبة 4/49.).
إلى غير ذلك مما لا يحسن ذِكره الموجود بكميات هائلة في كتب أهل السنة الذين يدعون انهم يحبون عائشة و يحترمونها تم يتهمون الشيعة أنهم يطعنون في شرف رسول الله و العياذ بالله.
ولا بأس أن نختم الكلام بنقل ما قاله بعض علماء الشيعة الإمامية في تنزيه نساء الأنبياء عن فعل الفواحش.
فقد قال السيد المرتضى قدس سره في أماليه في ردِّه على من زعم أن ابن نوح لم يكن ابنه حقيقة، وإنما وُلد على فراشه : الأنبياء عليهم الصلاة والسلام يجب أن يُنزَّهوا عن مثل هذه
الحال، لأنها تَعُرُّ وتَشِين وتَغُضُّ من القدر، وقد جنَّب الله تعالى أنبياءه عليهم الصلاة والسلام ما هو دون ذلك تعظيماً لهم وتوقيراً ونفياً لكل ما ينفِّر عن القبول منهم (أمالي المرتضى 1/503.).
وقال العلامة الطباطبائي في الرد أيضاً:
وفيه: أنه على ما فيه من نسبة العار والشين إلى ساحة الأنبياء عليهم السلام ، والذوق المكتسب من كلامه تعالى يدفع ذلك عن ساحتهم، وينزِّه جانبهم عن أمثال هذه الأباطيل، أنه ليس مما يدل عليه اللفظ بصراحة ولا ظهور، فليس في القصة إلا قوله : ( إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ
إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ )، وليس بظاهر فيما تجرَّأوا عليه، وقوله في امرأة نوح: ( امْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا )، التحريم: 10، وليس إلا
ظاهراً في أنهما كانتا كافرتين، تواليان أعداء زوجيهما، وتسران إليهم بأسرارهما، وتستنجدانهم عليهما (الميزان في تفسير القرآن 10/235.).
وقال الشيخ الطوسي في تفسير التبيان في تفسير قوله تعالى ( ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا ) :
قال ابن عباس: (كانت امرأة نوح كافرة، تقول للناس: إنه مجنون. وكانت امرأة لوط تدل على أضيافه، فكان ذلك خيانتهما لهما، وما زنت امرأة نبي قط) ، لما في ذلك من التنفير عن
الرسول وإلحاق الوصمة به، فمن نسب أحداً من زوجات النبي إلى الزنا فقد أخطأ خطأً عظيماً، وليس ذلك قولاً لمحصِّل (التبيان في تفسير القرآن 10/52.).
الخلاصة
الشيعة اكتر احتراما لزوجات الانبياء من غيرهم ولا يقولون بارتكاب أي منهن الفاحشة حتى ولو كانت من اهل النار متل زوجة لوط عليه السلام و زوجة نوح عليه السلام فما بالك بأم المؤمنين عائشة و هي زوجة لخير خلق الله صلى الله عليه و على اله و سلم
ويوجد مسائل كتيرة يتهم بها الشيعة غيرهم اولى بالاتهام بها مثل تحريف القران و العياد بالله واتهام عائشة بالزنا والعياد بالله وتكفير كل الصحابة والقول بالبداء ...الخ
ان شاء الله في المستقبل القريب جدا سارد على بعض الشبهات التي تلصق إلصاقا بمذهب آل البيت عليهم السلام حتى يعم الخير و الفائدة لكل إخواننا المسلمين من اهل السنة
والسلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
اللهم اظهر الحق حقا وارزقنا إتباعه واظهر الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
وصلى اللهم على محمد و على آل محمد
تعليق