يقال أن الطبيعة تغلب التطبع وهو ما ينطبق على نظام آل سعود بكل ما يعنيه هذا القول من معنى فعلى الرغم من أن هذا النظام حاول أن يظهر أمام الرأي العام العالمي من خلال أبواقه الإعلامية بمظهر الصلاح والشفافية إلا أن هذا القناع سقط بمجرد أن هبت نسمة ريح بسيطة واتضحت معالم هذا النظام القمعية والتسلطية والمناهضة لحريات الناس..
فبعد أن طفح كيل الناس في مملكة آل سعود جراء الإذلال والقهر التي يعاني منها الملايين من الناس في ظل حكم آل سعود واستعبادهم لهم هرعت قوات الأمن السعودية إلى تفريق مظاهرة تنادى إليها عدد من الناس عقب صلاة الجمعة في الرياض وضربت طوقاً أمنياً على المنطقة التي وقعت فيها المظاهرة خوفاً من أن يتسع نطاقها وتعم بقية أرجاء الرياض ومنها إلى المدن الأخرى وينتشر صداها في كل مكان..
لكن الشيء المهم أن هذه المظاهرة تحمس إليها كثير من المواطنين وهو ما يعني أن الخنوع الذي يعاني منه غالبية الشعب لم يعد يحتمل لذلك خرجت الأمور عن السيطرة من خلال رفض الشعب لخزعبلات الوهابيين التي لم تعد تنطلي على أحد..
أسلوب الخروج إلى الشارع والتظاهر أمام المساجد أسلوب جديد لم تألفه حكومة آل سعود من قبل ويخشى نظام آل سعود من أن يصبح هذا الأسلوب سلوكاً عاماً في كل أرجاء المملكة ويخرج الناس بأعداد كبيرة في هذه المظاهرات وبالتالي تنكشف عورة هذا النظام أمام العالم ويكتشف العالم كافة مدى هشاشة هذا النظام وعدم ارتكازه على قاعدة شعبية عريضة وهو ما يعني أن هذا النظام فاقد للشرعية وأنه يستمد استمراريته من خلال سياسته القمعية وتكميم الأفواه ومصادرة حرية التعبير وتجويع الشعب حتى لا يكون قادراً على مواجهته..