بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم يا أنصار الحجة (عج) في كل مكان ورحمة الله وبركاته
الحمد لله ربِّ العالمين والصلاة والسلام على سيِّدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين .
السلام عليك يا صاحب العصر والزمان (عج) السلام عليك ورحمة الله وبركاته .السلام عليكم يا أنصار الحجة (عج) في كل مكان ورحمة الله وبركاته
بيان حول ((مواجهة الشبهات والانحرافات))
قال تعالى
ونُريد أن نَمَُنََّ على الذين أستُضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين )القصص / 5
قال تعالى

وقال تعالى : ( ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أنَّ الأرض يرثها عبادي الصالحون ) الحج /105 .
لا يخفى عليكم أيها المؤمنون أنَّ الصالحين والمستضعفين موعودون بوراثة الأرض وقيادتها على يد الإمام المهدي المنتظر (عج) وهذا وعد ربّاني من الخالق العظيم وأنَّه صادق الوعد ، ولكن في نفس الوقت أنّهم مبتلون في مسيرتهم الدنيوية بامتحان عسير تقتضيه الحكمة الإلهية لاختبار الناس في طاعتها وانتمائها ليتم التمييز والتمحيص والفرز بينهم وفق القانون الإلهي العادل في عملية الفرز والتقييم لينال كلٌ منهم جزاءه واستحقاقه من الثواب أو العقاب ، وهذا الجزاء لا يأتي عن فراغ بل هو مخاض لمسيرة تتوالى فيها على الناس الكثير من البلايا والفتن والبدع والانحرافات الفكرية والسلوكية كما قال تعالى

كما أنَّ من يدّعي أنَّه ( المهدي ) أو يدعي السفارة عنه وهم كُثُر عبر التأريخ لتضليل الناس والذهاب بهم بعيداً عن الإسلام وقياداته الشرعية الحقيقية فإنّه يقع في كثير من الأباطيل بالإضافة إلى ما يقع به من الفشل وسخرية القدر ، لكونه لا يملك صلاحاً لنفسه ولا لأتباعه ، وفاقد الشيء لا يُعطيه ، فكيف سيصلح العالم ويُقيم الدولة الموعودة وهو لا يملك العصمة ولا الأهلية والاستعداد الذاتي للسفارة ؟ !!! ثُمّ أنَّ الإمام (عج) لا يموت حتى يملأ الأرض قسطاً وعدلا كما ملئت ظلماً وجورا ، فكيف الحال بالمدّعين أنهم يموتون ويُقتلون وهم عصاة مردة لم يُحققوا الصلاح لأنفسهم فضلاً عن الآخرين ؟!!! إذن الدعاوى الباطلة والشبهات والفتن في هذا المجال كثيرة ولا يسع المقام تفصيلها في هذا البيان المختصر الذي هو تذكرة وموعظة لعلها تنفع المؤمنين وتساهم في نشر الوعي والثقافة والإصلاح ، وهذه مسؤولية شرعية ووظيفة حركية ميدانية لمواجهة الإنحرافات تقع على عاتق العلماء والمبلّغين كما عن الصادقين (عليهما السلام) : (إذا ظهرت البدع فعلى العالم أن يُظهر علمه فإن لم يفعل سُلِبَ نور الإيمان ) ، فينبغي على الدعاة والمبلغين وقادتهم أن يضعوا موازنة صحيحة في الأداء والتبليغ والعمل في مجالات عملهم الإسلامي سواء كانت في مجال إحياء الشعائر الحسينية والعرض التأريخي أو في المجال السياسي أو العقائدي أو الفقهي أو التربوي إلى غير ذلك ، فلا يصح تغليب جانب و إهمال جانب آخر أو الغفلة عنه أو التقصير في أداء الرسالة فيؤدي إلى إحداث ثغرة أو ثغرات قد تتسع سلبياً مما ينجم عنها تفاقم الوضع كما هو حاصل اليوم فإنَّ في ذلك مسؤولية شرعية واجتماعية وسياسية ، إضافة إلى هذا إذا لم تتم برمجة المواجهة واستئصال هذه الفتن والبدع والأباطيل بأساليب متعددة منها عقد الندوات والمؤتمرات العلمية التصحيحية وإصدار الكتب والدراسات والبيانات المجانية والمدعومة لمعالجة الانحرافات وبثها ونشرها في العالم ومواجهة المد الصهيوني العالمي لتحريف خطوط الإسلام الفكرية ووضع حصانة للمؤمنين بخلق الوعي والتثقيف والارتباط الصحيح فإنَّ في التسامح والتقصير والعياذ بالله سيطال شرّها الجميع في الدنيا وكذا السؤال عنها في الآخرة ، قال تعالى : (واتقوا فتنة لا تُصيبَنَّ الذين ظلموا منكم خاصّة واعلموا أنَّ الله شديد العقاب ) الأنفال / 25 .
أيها الأحبَّة اتقوا الله واحذروا الفتن والبدع والانحرافات الفكرية والسلوكية التي تمر عليكم كقطع الليل المظلم ، وحصِّنوا أنفسكم وأهليكم بالوعي والعلم والثقافة الإسلامية ومتابعة المراجع الربّانيين والعلماء الرساليين ، وابتعدوا عن دائرة الشبهات والفتن والضلالة فإنَّ في الإبتعاد عنها سلامة لدينكم ونجاة لكم في الدنيا والآخرة ، وعلينا جميعاً متابعة وظيفتنا الشرعية في عصر الغيبة من الانتظار والصبر المقرونان بالدعاء بالفرج لتعجيل ظهور الإمام (عج) والطاعة والعمل للإسلام والتمهيد لظهوره والإعداد اللازم لذلك على المستوى النفسي والقاعدة الجماهيرية من الأنصار وغيرها مما تتطلبه النصرة الشرعية الصادقة ، وينبغي العلم أنَّ ظهور الإمام (عج) لا يخفى على أحد من العالمين لأنَّ الصيحة حين ظهوره يسمعها العالِم والجاهل والأصم ، العدو والصديق وفي حال النوم واليقظة ، وانكشاف العلامات والخطابات بشكل جلي للجميع ، ولا تحتاج حينئذٍ إلى جهد كبير في معرفة ذلك وإلاّ كيف يمكن أن تتم الحجّة على الناس أجمعين ؟ !!! إذن لا تنخدعوا بهذه الصيحات الباطلة الجوفاء واسترشدوا بعقلكم ودينكم وبالمراجع الربّانيين والعلماء الرساليين وكونوا مع الصادقين ، ونسأل الله تعالى حسن العاقبة لنا ولكم ، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين وصلِّ اللهم على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين ، وعجِّل اللهّم فرج وليك الحجّة بن الحسن (عج) واجعلنا من أنصاره وأعوانه والذابّين عنه والطالبين بثأر جدّه الحسين (ع) والمستشهدين بين يديه آمين ربِّ العالمين .
ابو الحسن حميد المقدس الغريفي
النجف الاشرف
1/صفر 1428 هـ