إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

25 مـحرم .. إسـتشـهاد خـامس البكـائين سـيد السـاجدين علي ابن الحسين زين العابدين (ع)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • 25 مـحرم .. إسـتشـهاد خـامس البكـائين سـيد السـاجدين علي ابن الحسين زين العابدين (ع)

    السلام على شيعة أمير المؤمنين علي و محبيه


    عظم الله أجوركم باستشهاد خامس البكائين زين العابدين سيد الساجدين علي ابن الحسين عليهما السلام




    بكاء الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) على أبيه الحسين ( عليه السلام )

    روي عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) أنه قال : ان جدّي زين العابدين ( عليه السلام ) بكى على أبيه أربعين سنة ، صائما نهاره ، وقائما ليله ، فاذا حضر الإفطار وجاء غلامه بطعامه وشرابه ، فيضعه بين يديه ويقول : كـل يـا مـولاي .
    فـيقول ( عليه السلام ) : ( قتل ابن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عطشاناً ) ، فلا يزال يكرر ذلك ويبكي حتى يبتل طعامه من دموعه ، فلم يزل كذلك حتى لحق بالله عز وجل .

    وحدّث مولى له قال : انه برز يوما الى الصحراء فتبعته ، فوجدته قد سجد على حجارة خشنة ، فوقفت وانا اسمع شهيقه ، واحصيت عليه الف مرة يقول : ( لا اله الا الله حقا حقا لا اله الا الله تعبدا ورقا ، لا اله الا الله ايمانا وصدقا ) ثم رفع راسه من سجوده وان لحيته ووجهه قد غمرا من دموع عينيه ، فقلت : يا سيدي اما آن لحزنك ان ينقضي ، ولبكائك ان يقل ؟

    فقال : ( ويحك ان يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم كان نبيا وابن نبي ، له اثنا عشر ابنا فغيّب الله واحدا منهم ، فشاب رأسه من الحزن ، واحـدودب ظـهره من الغم ، وذهب بصره من البكاء ، وابنه حي في دار الدنيا ، وأنا رأيت أبي وأخي وسبعة عشر من أهل بيتي ، صرعى مقتولين ، فكيف ينقضي حزني ويقل بكائي) ؟ .

    وذكر اليعقوبي : وجّه المختار برأس عبيد الله بن زياد الى علي بن الحسين في المدينة مع رجل من قومه ، وقال له : قف بباب علي بن الحسين ، فاذا رأيت أبوابه قد فتحت ودخل الناس ، فذلك الذي فيه طعامه ، فادخل اليه ، فجاء الرسول الى باب علي بن الحسين ، فلما فتحت ابوابه ، ودخل الناس للطعام ، دخل ونادى بأعلى صوته : يا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ، ومهبط الملائكة ، ومنزل الوحي ، أنا رسول المختار بن أبي عبيد ، معي رأس عبيد الله ابن زياد ، فلم تبق في شيء من دور بني هاشم امراة الا صرخت ، ودخل الرسول فاخرج الرأس ، فلما رآه علي بن الحسين قال : ابعده الله الى النار .

    وروى بعضهم ان علي بن الحسين لم ير ضاحكا قط منذ قتل ابوه ، الا في ذلك اليوم ، وانه كان له ابل تحمل الفاكهة من الشام ، فلما أتي برأس عبيد الله ابن زياد أمر بتلك الفاكهة ، ففرقت بين أهل المدينة ، وامـتشطت نساء آل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) واختضبن ، وما امتشطت امراة ولا اختضبت منذ قتل الحسين بن علي.

  • #2


    إجابات الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) في أصول العقيدة ومباحث الكلام



    كان الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) في زمانه وحيد عصره في الإجابة على الأسئلة العقائدية المعقّدة ، ولا سيّما ما تعرّضت له الأُمّة الإسلامية من تيّارات فكرية مستوردة ، أو دخيلة تحاول زعزعة كيان العقيدة الخالصة ، كمباحث القضاء والقدر ، والجبر والاختيار التي ظهرت بوادرها في حياة الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وأخذت بالنمو والانتشار بحيث شكّلت ظاهرة فكرية تستدعي الانتباه وتتطلّب العلاج .


    وبرز الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) على الصعيد العلمي بروزاً جعله مناراً يشار إليه ، وآمن به المسلمون جميعاً حتّى قال الزهري عنه : ما رأيت هاشمياً أفضل من علي بن الحسين ولا أفقه منه .


    وقد اعترف بهذه الحقيقة حكّام عصر الإمام من خلفاء بني أُمية ـ وهم لا يعترفون بالفضل لمن يطاولهم في الخلافة والسلطان ـ حتّى قال عبد الملك بن مروان للإمام زين العابدين ( عليه السلام ) : ولقد أُوتيت من العلم والدين والورع ما لم يؤته أحد مثلك قبلك إلاّ من مضى من سلفك ، ووصفه عمر بن عبد العزيز : بأنّه سراج الدنيا وجمال الإسلام .


    وممّا ورد عنه في القضاء والقدر أنّ رجلاً سأله : جعلني الله فداك ، أبقدر يصيب الناس ما أصابهم أم بعمل ؟
    فأجابه ( عليه السلام ) : ( إنّ القدر والعمل بمنزلة الروح والجسد ، فالروح بغير جسد لا تحسّ ، والجسد بغير روح صورة لا حراك بها ، فإذا اجتمعا قويا وصلحا ، كذلك العمل والقدر ، فلو لم يكن القدر واقعاً على العمل لم يعرف الخالق من المخلوق ، وكان القدر شيئاً لا يحسّ ، ولو لم يكن العمل بموافقة من القدر لم يمض ولم يتمّ ولكنّهما باجتماعهما ، ولله فيه العون لعباده الصالحين ) .


    ثمّ قال ( عليه السلام ) : ( ألا إنّ من أَجور الناس من رأى جوره عدلاً وعدل المهتدي جوراً ، ألا إنّ للعبد أربعة أعين : عينان يبصر بهما أمر آخرته ، وعينان يبصر بهما أمر دنياه ، فإذا أراد الله عز وجل بعبد خيراً فتح له العينين اللّتين في قلبه فأبصر بهما العيب ، وإذا أراد غير ذلك ترك القلب بما فيه ) ، ثمّ التفت إلى السائل عن القدر فقال : ( هذا منه ، هذا منه ) .


    وقال ( عليه السلام ) في بيان استحالة أن يوصف الله تعالى بالمحدودية التي هي من صفات الممكن : ( لا يوصف الله تعالى بالمحدودية ، عظم الله ربّنا عن الصفة ، وكيف يوصف بمحدودية من لا يُحَدّ ، ولا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير ) .

    الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) ينصّ على الأئمّة من بعده ويبشّر بالمهدي ( عليه السلام ) :


    1ـ روى ( عليه السلام ) عن جابر بن عبد الله الأنصاري حديثاً طويلاً جاء فيه : ( أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أشار إلى سبطه الحسين ( عليه السلام ) قائلاً لجابر : ( ومن ذرّية هذا رجل يخرج في آخر الزمان يملأ الأرض عدلاً كما مُلئت ظُلماً وجوراً ... ) .

    2ـ قال ( عليه السلام ) عن المهدي ( عليه السلام ) : ( إنّ الإسلام قد يُظهِرهُ الله على جميع الأديان عند قيام القائم ) .

    3ـ قال ( عليه السلام ) : ( إذا قام القائم ، أذهب الله عن كلّ مؤمن العاهة وردّ إليه قُوَّتَه ) .

    4ـ ذكر ( عليه السلام ) : ( أنّ سنن الأنبياء تجري في القائم من آل محمّد ( صلى الله عليه وآله ) : فمن آدم ونوح ( عليهما السلام ) طول العمر ، ومن إبراهيم ( عليه السلام ) خفاء الولادة واعتزال الناس ، ومن موسى ( عليه السلام ) الخوف والغَيْبة ، ومن عيسى ( عليه السلام ) اختلاف الناس فيه ، ومن أيّوب ( عليه السلام ) الفَرَج بَعد البلوى ، ومن محمّد ( صلى الله عليه وآله ) الخروج بالسيف ) .

    5ـ قال ( عليه السلام ) عن خفاء ولادته على الناس : ( القائم منّا تخفى ولادته على الناس حتّى يقولوا : لم يولَد بَعد ، ليخرجَ حينَ يخرج وليس لأحد في عنقهِ بيعة ) .

    6ـ عن أبي حمزة الثمالي عن أبي خالد الكابلي قال : دخلت على سيّدي علي بن الحسين زين العابدين ( عليهما السلام ) فقلت له : يا بن رسول الله ! أخبرني بالذين فرض الله طاعتهم ومودّتهم ، وأوجب على خلقه الإقتداء بهم بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .

    فقال لي ( عليه السلام ) : ( يا كنكر ! إنّ أُولي الأمر الذين جعلهم الله أئمّة الناس وأوجب عليهم طاعتهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، ثمّ انتهى الأمر إلينا ) ، ثمّ سكت .
    فقلت له : يا سيّدي ! روي لنا عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أنّه قال : ( لا تخلو الأرض من حجّة لله على عباده ) ، فمن الحجّة والإمام بعدك ؟
    قال ( عليه السلام ) : ( ابني محمّد ، واسمه في التوراة باقر يبقر العلم بقراً ، هو الحجّة والإمام بعدي ، ومن بعد محمّد ابنه جعفر اسمه عند أهل السماء الصادق ) .
    فقلت له : يا سيّدي فكيف صار اسمه : الصادق وكلّكم صادقون ؟
    فقال ( عليه السلام ) : ( حدّثني أبي عن أبيه أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : ( إذا ولد ابني جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب فسمّوه الصادق ، فإنّ الخامس من ولده الذي اسمه جعفر يدّعي الإمامة اجتراءً على الله وكذباً عليه ، فهو عند الله ( جعفر الكذّاب ) المفتري على الله ، المدّعي لما ليس له بأهل ، المخالف على أبيه ، والحاسد لأخيه ، ذلك الذي يكشف سرّ الله عند غيبة ولي الله ) .

    ثمّ بكى علي بن الحسين ( عليهما السلام ) بكاءً شديداً ، ثمّ قال : ( كأنّي بجعفر الكذّاب وقد حمل طاغية زمانه على تفتيش أمر وليّ الله ، والمغيّب في حفظ الله ، والتوكيل بحرم أبيه جهلاً منه بولادته ، وحرصاً على قتله إن ظفر به ، طمعاً في ميراث أبيه حتّى يأخذه بغير حقّه ) .

    قال أبو خالد : فقلت له : يا بن رسول الله وإنّ ذلك لكائن ؟ فقال ( عليه السلام ) : ( أي وربّي إنّه المكتوب عندنا في الصحيفة التي فيها ذكر المحن التي تجري علينا بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله )) .

    قال أبو خالد : فقلت : يا بن رسول الله ثمّ يكون ماذا ؟

    فقال ( عليه السلام ) : ( ثمّ تمتد الغيبة بولي الله الثاني عشر من أوصياء رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) والأئمّة بعده ، يا أبا خالد ! إنّ أهل زمان غيبته القائلين بإمامته والمنتظرين لظهوره أفضل أهل كلّ زمان ، لأنّ الله تعالى ذكره أعطاهم من العقول والإفهام والمعرفة ما صارت به الغيبة عندهم بمنزلة المشاهدة ، وجعلهم في ذلك الزمان بمنزلة المجاهدين بين يدي رسول الله بالسيف ، أُولئك المخلصون حقّاً ، وشيعتنا صدقاً ، والدعاة إلى دين الله سرّاً وجهراً ) .
    وقال ( عليه السلام ) : ( انتظار الفرج من أعظم الفرج ) .

    تعليق


    • #3
      احتجاجات الإمام زين العابدين ( عليه السلام )



      إنّ فن الاحتجاج والمناظرة العلمية فنّ جليل لما ينبغي أن يتمتّع به المناظر من مقدرة علمية وإحاطة ودقّة ولياقة أدبية .

      وقد تميّز أئمّة أهل البيت ( عليهم السلام ) بهذا الفنّ ، واستطاعوا من خلال هذا المجال إفحام خصومهم وإثبات جدارتهم العلمية بنحو لا يدع مجالاً للريب في أنّهم مؤيّدون بتأييد ربّاني ، وكما عبّر بعض أعدائهم : أنّهم أهل بيت قد زُقّوا العِلمَ زقّاً .

      وقد جمع العلاّمة الطبرسي جملةً من احتجاجات المعصومين الأربعة عشر ( عليهم السلام ) في كتابه المعروف بالاحتجاج ، ونشير هنا إلى بعض احتجاجات الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) .

      1ـ جاء رجل من أهل البصرة إلى الإمام علي بن الحسين ( عليهما السلام ) فقال : يا علي بن الحسين ! إنّ جدّك علي بن أبي طالب قتل المؤمنين ، فهملت عينا علي بن الحسين دموعاً حتى امتلأت كفّه منها ، ثمّ ضرب بها على الحصى ، ثمّ قال :
      ( يا أخا أهل البصرة ، لا والله ما قتل علي ( عليه السلام ) مؤمناً ، ولا قتل مسلماً ، وما أسلم القوم ، ولكن استسلموا وكتموا الكفر وأظهروا الإسلام ، فلمّا وجدوا على الكفر أعوانا أظهروه ، وقد علمت صاحبة الجدب والمستحفظون من آل محمّد ( صلى الله عليه وآله ) أنّ أصحاب الجمل وأصحاب صفّين وأصحاب النهروان لعنوا على لسان النبي الأُمّي ، وقد خاب من افترى ) .

      فقال شيخ من أهل الكوفة : يا علي بن الحسين ! إنّ جدّك كان يقول : ( إخواننا بغوا علينا ) .

      فقال الإمام ( عليه السلام ) : ( أما تقرأ كتاب الله ( وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً ) فهم مثلهم أنجى الله عزّ وجلّ هوداً والذين معه ، وأهلك عاداً بالريح العقيم ) .

      2ـ عن أبي حمزة الثمالي قال : دخل قاض من قضاة أهل الكوفة على علي بن الحسين ( عليهما السلام ) فقال له : جعلني الله فداك ، أخبرني عن قول الله عز وجل : ( وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ ) السبأ : 18 .

      قال له ( عليه السلام ) : ( ما يقول الناس فيها قبلكم ) ؟ قال : يقولون إنّها مكّة .
      فقال ( عليه السلام ) : ( وهل رأيت السرق في موضع أكثر منه بمكّة ) ، قال : فما هو ؟
      قال ( عليه السلام ) : ( إنّما عنى الرجال ) ، قال : وأين ذلك في كتاب الله ؟ .
      فقال ( عليه السلام ) : ( أو ما تسمع إلى قوله عز وجل : ( وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ ) الطلاق : 8 ، وقال : ( وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا ) الكهف : 59 ، وقال : ( وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيْرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا ) يوسف : 82 ، أفيسأل القرية أو الرجال أو العير ؟
      قال : وتلا عليه آيات في هذا المعنى ، قال : جعلت فداك ! فمن هم ؟
      قال ( عليه السلام ) : ( نحن هم ) ، ثمّ قال ( عليه السلام ) : ( أو ما تسمع إلى قوله : ( سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ ) السبأ : 18 ، قال ( عليه السلام ) : ( آمنين من الزيغ ) .

      3ـ روي أنّ الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) مرّ بالحسن البصري وهو يعظ الناس بمنى ، فوقف ( عليه السلام ) عليه ثمّ قال : ( أمسك ، أسألك عن الحال التي أنت عليها مقيم ، أترضاها لنفسك فيما بينك وبين الله إذا نزل بك غداً ) ؟ قال : لا .
      قال ( عليه السلام ) : ( أفتحدّث نفسك بالتحوّل والانتقال عن الحال التي لا ترضاها لنفسك إلى الحال التي ترضاها ) ؟ قال : فأطرق مليّاً ثمّ قال : إنّي أقول ذلك بلا حقيقة .
      قال ( عليه السلام ) : ( أفترجو نبيّاً بعد محمّد ( صلى الله عليه وآله ) يكون لك معه سابقة ) ؟ قال : لا .
      قال ( عليه السلام ) : ( أفترجو داراً غير الدار التي أنت فيها ترد إليها فتعمل فيها ) ؟ قال : لا .
      قال ( عليه السلام ) : ( أفرأيت أحداً به مسكة عقل رضي لنفسه من نفسه بهذا ؟ إنّك على حال لا ترضاها ولا تحدّث نفسك بالانتقال إلى حال ترضاها على حقيقة ، ولا ترجو نبيّاً بعد محمّد ، ولا داراً غير الدار التي أنت فيها فترد إليها فتعمل فيها ، وأنت تعظ الناس ) .
      قال : فلمّا ولّى ( عليه السلام ) قال الحسن البصري : من هذا ؟ قالوا : علي بن الحسين ( عليهما السلام ) ، قال : أهل بيت علم ، فما رُئِي الحسن البصري بعد ذلك يعظ الناس .

      4ـ روي عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) قال : ( لمّا قتل الحسين بن علي ( عليهما السلام ) أرسل محمّد بن الحنفية إلى الإمام علي بن الحسين ( عليهما السلام ) فخلا به ثمّ قال : يا بن أخي ! قد علمت أنّ رسول الله كان جعل الوصية والإمامة من بعده لعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، ثمّ إلى الحسن ، ثمّ إلى الحسين ، وقد قتل أبوك ( رضي الله عنه ) وصُلّيَ عليه ولم يوص ، وأنا عمّك وصنو أبيك ، وأنا في سنّي وقدمتي أحقّ بها منك في حداثتك ، فلا تنازعني الوصية والإمامة ولا تخالفني .

      فقال له الإمام ( عليه السلام ) : ( اتق الله ولا تدّعِ ما ليس لك بحقّ ، إنّي أعظك أن تكون من الجاهلين ، يا عم ! إنّ أبي صلوات الله عليه أوصى إليّ قبل أن يتوجّه إلى العراق ، وعهد إليّ في ذلك قبل أن يستشهد بساعة ، وهذا سلاح رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عندي ، فلا تعرض لهذا فإنّي أخاف عليك بنقص العمر وتشتت الحال ، وإنّ الله تبارك وتعالى أبى إلاّ أن يجعل الوصية والإمامة إلاّ في عقب الحسين ، فإن أردت أن تعلم فانطلق بنا إلى الحجر الأسود حتّى نتحاكم إليه ونسأله عن ذلك ) .


      قال الإمام الباقر ( عليه السلام ) : ( وكان الكلام بينهما وهما يومئذ بمكّة ، فانطلقا حتّى أتيا الحجر الأسود ، فقال الإمام ( عليه السلام ) لمحمّد : ابدأ فابتهل إلى الله واسأله أن ينطق لك الحجر ثمّ سله ، فابتهل محمّد في الدعاء وسأل الله ثمّ دعا الحجر فلم يجبه ، فقال علي بن الحسين ( عليهما السلام ) : ( أما إنّك يا عمّ لو كنت وصيّاً وإماماً لأجابك ) .
      فقال له محمّد : فادع أنت يا بن أخي ، فدعا الله بما أراد ثمّ قال ( عليه السلام ) : ( أسألك بالذي جعل فيك ميثاق الأنبياء وميثاق الأوصياء وميثاق الناس أجمعين لمّا أخبرتنا بلسان عربيّ مبين مَن الوصي والإمام بعد الحسين بن علي ) ؟ فتحرّك الحجر حتّى كاد أن يزول عن موضعه ، ثمّ أنطقه الله بلسان عربيّ مبين فقال :

      اللّهمّ إنّ الوصية والإمامة بعد الحسين بن علي بن أبي طالب إلى علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ، وابن فاطمة بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فانصرف محمّد وهو يتولّى علي بن الحسين ( عليه السلام )) .

      وعن الإمام جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه علي بن الحسين ( عليهم السلام ) قال : ( نحن أئمّة المسلمين ، وحجج الله على العالمين ، وسادة المؤمنين ، وقادة الغرّ المحجّلين ، وموالي المؤمنين ، ونحن أمان لأهل الأرض ، كما أنّ النجوم أمان لأهل السماء ، ونحن الذين بنا يمسك السماء أن تقع على الأرض إلاّ بإذنه ، وبنا يمسك الأرض أن تميد بأهلها ، وبنا ينزل الغيث ، وينشر الرحمة ، ويخرج بركات الأرض ولولا ما في الأرض منّا لساخت الأرض بأهلها ) .

      ثمّ قال : ( ولم تخلُ الأرض منذ خلق الله آدم من حجّة لله فيها ، ظاهر مشهور أو غائب مستور ، ولا تخلو إلى أن تقوم الساعة من حجّة الله ، ولولا ذلك لم يعبد الله ) .

      تعليق


      • #4
        حِكَم الإمام علي السجاد ( عليه السلام )


        إنّ للإمام السجاد ( عليه السلام ) الكثير من الحكم ، نذكر منها :

        1ـ قال ( عليه السلام ) : ( التَارِكُ للأمْرِ بالمَعرُوفِ والنَّهي عَنِ المُنْكَر كَالنَّابِذِ لِكِتَابِ اللهِ وَرَاء ظَهْرِه ، إلاَّ أنْ يَتَّقي تُقَاةً ) .
        قيل له : وما يتَّقي تُقاة ؟

        فقال ( عليه السلام ) : ( يَخَافُ جَبَّاراً عنيداً أنْ يفرطَ عَلَيهِ أوْ أنْ يَطْغَى ) .

        2ـ قال ( عليه السلام ) : ( لا يَقلُّ عَمَلٌ مَعَ تَقْوى ، وكَيفَ يَقلُّ مَا يُتَقَبَّلُ ؟! ) .

        3ـ قال ( عليه السلام ) : ( أبْغَضُ النَّاسِ إلى اللهِ مَنْ يَقْتَدِي بِسُنَّةِ إِمامٍ ولا يَقْتَدِي بِأعْمَالِه ) .

        4ـ قال ( عليه السلام ) : ( كَمْ مِن مَفْتونٍ بِحُسْنِ القَولِ فَيه ، وكَمْ مِنْ مَغرُورٍ بِحُسنِ السِّترِ عَلَيه ، وكَمْ مِن مُسْتَدْرَجٍ بالإحْسَانِ إِلَيه ) .

        5ـ قال ( عليه السلام ) : ( كَمَالُ دِينِ المُسلِمِ تَرْكُه الكلامَ فِيمَا لا يَعْنِيه ، وَقِلَّةَ مرَائِهِ ، وَحِلْمِهِ ، وصَبْرِهِ ، وَحُسْنِ خُلقِهِ ) .

        6ـ قال ( عليه السلام ) : ( الرِّضَى بِمَكرُوهِ القَضَاء أرْفَعُ دَرَجَات اليَقينِ ) .

        7ـ قال ( عليه السلام ) : ( مَن كَرُمَتْ عَليهِ نَفسُه هَانَتِ عَليهِ الدُّنْيَا ) .

        8ـ قيل للإمام السجاد ( عليه السلام ) : مَنْ أعظم الناس خطراً ؟ قال ( عليه السلام ) : ( مَنْ لَمْ يَرَ الدُّنيَا خَطَراً لِنَفسِهِ ) .

        9ـ قال رجلٌ كان بحضرة الإمام السجاد ( عليه السلام ) : اللَّهم أغنِنِي عن خلقِك ، فقال ( عليه السلام ) : ( لَيْسَ هَكَذا ، إِنَّما النَّاسُ بالنَّاسِ ، ولكنْ قُلْ : اللَّهُمَّ أغْنِنِي عَنْ شِرَارِ خَلقِكَ ) .

        10ـ قال ( عليه السلام ) : ( مَنْ قَنع بِمَا قَسَم اللهُ لَهُ فَهْو مِنْ أغنَى النَّاس ) .

        11ـ قال ( عليه السلام ) : ( لا يقلُّ عَمَلٌ مَع تَقوىً ، وَكيفَ يَقلُّ مَا يُتقبَّل ) .

        12ـ قال ( عليه السلام ) : ( اتَّقُوا الكَذِبَ ، الصَّغِير مِنْهُ والكَبير ، مِن كُلِّ جِدٍّ وهَزَلٍ ، فإنَّ الرَّجُل إِذا كَذِبَ في الصَّغيرِ اجْتَرأ عَلَى الكَبير ) .

        13ـ قال ( عليه السلام ) : ( كَفَى بِنَصْرِ اللهِ لَكَ أنْ تَرَى عَدوَّكَ يَعمَلُ بِمَعاصي اللهِ فِيكَ ) .

        14ـ قال ( عليه السلام ) : ( الخَيرُ كُلّهُ صِيانَةُ الإنْسانِ نَفسَهُ ) .

        15ـ قال ( عليه السلام ) لبعض بَنيه : ( يَا بُنيَّ إنَّ اللهَ رَضِيَني لَكَ وَلم يرْضِكَ لِي ، فَأوْصَاكَ بِي ، وَلَم يُوصِنِي بِكَ ، عَليكَ بِالبِرِّ تُحفَة يَسيرة ) .

        16ـ قيل للإمام السجاد ( عليه السلام ) : مَا الزُّهد ؟
        فقال ( عليه السلام ) : ( الزُّهْدُ عَشرَةُ أجْزَاء : فأعْلَى دَرَجَاتِ الزُّهْدِ أدْنَى دَرَجَاتِ الوَرَع ، وأعْلَى دَرَجَاتِ الوَرَع أدْنَى دَرَجَاتِ اليَقِين ، وَأعْلَى دَرَجَاتِ اليَقينِ أدْنَى دَرَجَاتِ الرِّضَى ، وإنَّ الزُّهْدَ في آيَةٍ مِن كِتَابِ اللهِ : ( لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ) ) الحديد : 23 .

        17ـ قال ( عليه السلام ) : ( طَلَبُ الحَوائِجِ إلى النَّاسِ مَذَلَّةً للحَيَاةِ ، وَمُذهِبَةً للحَيَاء ، واسْتِخْفَافٌ بالوقَار ، وهو الفَقْرُ الحَاضِرُ ، وقِلَّةِ طَلَب الحَوائِجِ مِن النَّاسِ هُو الغِنَى الحَاضِرُ ) .

        18ـ قال ( عليه السلام ) : ( إنَّ أحَبَّكُمْ إلَى اللهِ أحْسَنُكُم عَمَلاً ، وإنَّ أعْظَمَكُمْ عِندَ اللهِ عَمَلاً أعْظَمُكُمْ فِيمَا عِنْدَ اللهِ رَغْبَةً ، وَإنَّ أنْجَاكُم مِنَ عَذَابِ اللهِ أشدُّكُم خَشْيَةً للهِ ، وَإنَّ أقْرَبُكُم مِنَ اللهِ أوْسَعكُم خَلقاً ، وَإنَّ أرْضَاكُم عِنْدَ اللهِ أسْبَغكُمْ عَلى عِيَالِهِ ، وَإنَّ أكْرَمكُمْ عَلَى اللهِ أتْقَاكُم لله ) .

        19ـ قال ( عليه السلام ) لبعض بَنيه : ( يَا بُنيَّ ، اُنظُر خَمْسَةً فلا تُصاحِبْهُم ولا تُحَادِثْهُم ولا ترافِقْهُم فِي طَريق ) .

        فقال بعض بَنيه : يَا أبَتِ ، مَنْ هُم ؟
        قال ( عليه السلام ) : ( إِيَّاكَ وَمُصَاحَبَةِ الكذَّابِ ، فَإنَّه بِمَنزِلَة السَّرَاب ، يُقرِّبُ لَكَ البَعيدَ ، وَيبعِّد لَكَ القَريبَ ، وَإيَّاكَ ومُصَاحَبَةِ الفاسِقِ ، فإنَّه بَايَعَكَ بِأكلِةٍ ، أو أقَلّ مِن ذَلِك .
        وَإيَّاكَ وَمُصاحَبَةِ البَخيلِ ، فَإنَّه يَخذُلُك في مَالِه أحْوج مَا تَكُونُ إِلَيهِ ، وَإيَّاكَ وَمُصاحَبَةِ الأحْمَقِ ، فَإنَّه يُريدُ أنْ يَنْفعَكَ فَيَضُرَّك ، وَإيَّاكَ وَمُصاحَبَةِ القَاطِعِ لِرَحِمِهِ ، فَإنِّي وَجَدتُه مَلعُوناً فِي كِتَابِ اللهِ ) .

        20ـ قال ( عليه السلام ) : ( إنَّ المَعْرِفَةَ وَكَمَالُ دِينِ المُسلِم تَركُه الكَلامُ فِيمَا لا يَعنِيهِ ، وَقِلَّة مِرائِهِ وَحِلْمِهِ ، وصَبْرِهِ وَحُسن خُلُقِهِ ) .

        21ـ قال ( عليه السلام ) : ( ابْنَ آدَم ، إنَّكَ لا تَزَالُ بِخَيرٍ مَا كَانَ لَكَ وَاعِظٌ مِن نَفسِكَ ، وَمَا كَانَتِ المُحَاسَبَةُ مِن هَمِّكَ ، وَمَا كَانَ الخَوفُ لَكَ شِعاراً ، وَالحَذَرُ لَكَ دثَاراً ، ابنَ آدم ، إِنَّك ميِّتٌ ، وَمَبعوثٌ ، وَمَوقُوفٌ بَينَ يَدَي اللهِ جَلَّ وعزَّ ، فَأعِدَّ لَهُ جَواباً ) .

        22ـ قال ( عليه السلام ) : ( لا حَسَبَ لِقرَشِيٍّ وَلا لِعَربيٍّ إلاَّ بِتَوَاضُع ، وَلا كَرَمَ إلاَّ بِتَقوَى ، وَلا عَمَلَ إلاَّ بِنِيَّةٍ ، وَلا عِبَادَةَ إلاَّ بالتَّفَقُّهِ ، ألاَ وَإنَّ أبغَضَ النَّاسِ إلى اللهِ مَنْ يَقتَدِي بِسُنَّةِ إمَامٍ وَلا يَقْتَدي بِأعْمَالِهِ ) .

        23ـ قال ( عليه السلام ) : ( المؤمِنُ مَنْ دُعَائُهُ عَلَى ثَلاث : إَمَّا أنْ يَدَّخِرَ لَهُ ، وَإمَّا أنْ يُعَجِّلَ لَهُ ، وَإمَّا أنْ يَدفَعَ عَنهُ بَلاءً يُريدُ أنْ يُصيبَهُ ) .

        تعليق


        • #5
          السلام عليكِ ورحمة الله وبركاته أختي الحبيبة سوبر شيعة

          عظم الله أجركِ بوفاة الإمام زين العابدين أرواحنا له الفداء

          بوركت الأنامل العلوية الحسينية وفقها الله لكل خير وأدام الله لكِ النظر إلى علوم أنوار الله صلوات الله عليهم

          أختي المبدعة الغالية سوبرشيعة تاج رأسي بوركت ما خطته يداكِ

          من بعد إذنكِ عزيزتي سوبر شيعة سأضيف على ماتقدمت باإضافته
          رسالة الإمام السجاد ( عليه السلام ) في الحقوق

          إن للإمام ( عليه السلام ) رسالة معروفة باسم رسالة الحقوق ، أوردها الشيخ الصدوق في خصاله بسند معتبر ، ورواها الحسن بن شعبة في تحف العقول مرسلة ، وبين النقلين اختلاف يسير . وهي من جلائل الرسائل في أنواع الحقوق ، قال الإمام ( عليه السلام ) فيها :
          ( حق الله الأكبر عليك أن تعبده ولا تشرك به شيئا ، فإذا فعلت ذلك بإخلاص جعل لك على نفسه أن يكفيك أمر الدنيا والآخرة .
          وحق نفسك عليك أن تستعملها بطاعة الله عز وجل .
          وحق اللسان إكرامه عن الخنا وتعويده الخير وترك الفضول التي لا فائدة لها ، والبر بالناس ، وحسن القول فيهم .
          وحق السمع تنزيهه عن سماع الغيبة وسماع ما لا يحل سماعه .
          وحق البصر أن تغضه عما لا يحل لك ، وتعتبر بالنظر به .
          وحق يديك أن لا تبسطهما إلى ما لا يحل لك .
          وحق رجليك أن لا تمشي بهما إلى ما لا يحل لك ، فبهما تقف على الصراط ، فانظر أن لا تزل بك فتردى في النار .
          وحق بطنك أن لا تجعله وعاء للحرام ، ولا تزيد على الشبع .
          وحق فرجك عليك أن تحصنه من الزنا ، وتحفظه من أن ينظر إليه .
          وحق الصلاة أن تعلم أنها وفادة إلى الله عز وجل وأنت فيها قائم بين يدي الله فإذا علمت ذلك قمت مقام العبد الذليل الحقير الراغب الراهب الراجي الخائف المستكين المتضرع المعظم لمن كان بين يديه بالسكون والوقار ، وتقبل عليها بقلبك وتقيمها بحدودها وحقوقها .
          وحق الحج أن تعلم انه وفادة إلى ربك وفرار إليه من ذنوبك ، وفيه قبول توبتك ، وقضاء الفرض الذي أوجبه الله عليك .
          وحق الصوم أن تعلم انه حجاب ضربه الله عز وجل على لسانك وسمعك وبصرك وبطنك وفرجك يسترك به من النار ، فان تركت الصوم خرقت ستر الله عليك .
          وحق الصدقة أن تعلم أنها ذخرك عند ربك ووديعتك التي لا تحتاج إلى الإشهاد عليها ، وكنت بما تستودعه سرا أوثق منك بما تستودعه علانية ، وتعلم أنها تدفع عنك البلايا والأسقام ، في الدنيا وتدفع عنك النار في الآخرة .
          وحق الهدي أن تريد به الله عز وجل ، ولا تريد خلقه ولا تريد به إلا التعرض لرحمته ونجاة روحك يوم تلقاه .
          وحق السلطان أن تعلم أنك جعلت له فتنة ، وأنه مبتلى فيك بما جعل الله له عليك من السلطان ، وأن عليك أن لا تتعرض لسخطه ، فتلقي بيدك إلى التهلكة وتكون شريكا له فيما يأتي إليك من سوء .
          وحق سائلك بالعلم التعظيم له ، والتوقير لمجلسه ، وحسن الاستماع إليه ، والإقبال عليه ، وأن لا ترفع عليه صوتك ، ولا تجيب أحدا يسأله عن شيء حتى يكون هو الذي يجيب ، ولا تحدث في مجلسه أحدا ، ولا تغتاب عنده أحدا ، وأن تدفع عنه إذا ذكر عندك بسوء ، وأن تستر عيوبه وتظهر مناقبه ، ولا تجالس له عدوا ولا تعادي له وليا ، فإذا فعلت ذلك شهد لك ملائكة الله بأنك قصدته ، وتعلمت علمه لله جل اسمه لا للناس .
          وأما حق سائلك بالملك فأن تطيعه ولا تعصيه ، إلا فيما يسخط الله عز وجل فانه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق .
          وأما حق رعيتك بالسلطان فأن تعلم أنهم صاروا رعيتك لضعفهم وقوتك ، فيجب أن تعدل فيهم ، وتكون لهم كالوالد الرحيم ، وتغفر لهم جهلهم ، ولا تعاجلهم بالعقوبة ، وتشكر الله عز وجل على ما أتاك من القوة عليهم .
          وأما حق رعيتك بالعلم فان تعلم أن الله عز وجل إنما جعلك قيما عليهم فيما أتاك من العلم ، وفتح لك من خزانته ، فان أحسنت في تعليم الناس ولم تخرق بهم ولم تضجر عليهم زادك الله من فضله ، وإن أنت منعت الناس علمك أو خرقت بهم عند طلبهم العلم منك ، كان حقا على الله عز وجل أن يسلبك العلم وبهائه ، ويسقط من القلوب محلك .
          وأما حق الزوجة فأن تعلم أن الله عز وجل جعلها لك سكنا وأنسا ، فتعلم أن ذلك نعمة من الله عز وجل عليك فتكرمها وترفق بها ، وإن كان حقك عليها أوجب فان لها عليك أن ترحمها ، لأنها أسيرك ، وتطعمها وتكسوها ، وإذا جهلت عفوت عنها .
          وأما حق مملوكك فأن تعلم أنه خلق ربك ، وابن أبيك وأمك ولحمك ودمك لم تملكه لأنك صنعته دون الله ، ولا خلقت شيئا من جوارحه ، ولا أخرجت له رزقا ، ولكن الله عز وجل كفاك ذلك ، ثم سخره لك وأتمنك عليه واستودعك إياه ليحفظ لك ما تأتيه من خير إليه ، فأحسن إليه كما أحسن الله إليك ، وإن كرهته استبدلت به ولم تعذب خلق الله عز وجل ولا قوة إلا بالله .
          وأما حق أمك أن تعلم أنها حملتك حيث لا يحتمل أحد أحدا ، وأعطتك من ثمرة قلبها ما لا يعطي أحد أحدا ، ووقتك بجميع جوارحها ، ولم تبال أن تجوع وتطعمك وتعطش وتسقيك ، وتعرى وتكسوك وتضحى وتظلك ، وتهجر النوم لأجلك ووقتك الحر والبرد لتكون لها ، وأنك لا تطيق شكرها إلا بعون الله وتوفيقه .
          وأما حق أبيك فأن تعلم أنه أصلك فانه لولاه لم تكن ، فمهما رأيت من نفسك ما يعجبك فاعلم أن أباك اصل النعمة عليك فيه ، فاحمد الله واشكره على قدر ذلك ولا قوة إلا بالله .
          وأما حق ولدك فأن تعلم انه منك ومضاف إليك في عاجل الدنيا بخيره وشره ، وإنك مسؤول عما وليته من حسن الأدب ، والدلالة على ربه عز وجل ، والمعونة على طاعته ، فاعمل في أمره عمل من يعلم انه مثاب على الإحسان إليه ، معاقب على الإساءة إليه .
          وأما حق أخيك فان تعلم انه يدك وعزك وقوتك فلا تتخذه سلاحا على معصية الله ، ولا عدة للظلم لخلق الله ، ولا تدع نصرته على عدوه والنصيحة له ، فان أطاع الله وإلا فليكن الله اكرم عليك منه ، ولا قوة إلا بالله .
          وأما حق مولاك المنعم عليك فأن تعلم انه انفق فيك ماله ، وأخرجك من ذل الرق ووحشته إلى عز الحرية وانسها فأطلقك من اسر الملكة ، وفك عنك قيد العبودية ، وأخرجك من السجن ، وملكك نفسك ، وفرغك لعبادة ربك ، وتعلم انه أولى الخلق بك في حياتك وموتك ، وأن نصرته عليك واجبة بنفسك ، وما احتاج إليه منك ، ولا قوة إلا بالله .
          وأما حق مولاك الذي أنعمت عليه فأن تعلم أن الله عز وجل جعل عتقك له وسيلة إليه وحجابا لك من النار ، وان ثوابك في العاجل ميراثه إذا لم يكن له رحم مكافاة لما أنفقت من مالك ، وفي الآجل الجنة .
          وأما حق ذي المعروف عليك فان تشكره وتذكر معروفه ، وتكسبه المقالة الحسنة ، وتخلص له الدعاء فيما بينك وبين الله عز وجل ، فإذا فعلت ذلك كنت قد شكرته سرا وعلانية ، ثم أن قدرت على مكافاته يوما كافيته .
          وأما حق المؤذن أن تعلم انه مذكر لك ربك عز وجل ، وداع لك إلى حظك وعونك على قضاء فرض الله عز وجل عليك ، فاشكره على ذلك شكر المحسن إليك .
          وأما حق إمامك في صلاتك فان تعلم انه تقلد السفارة فيما بينك وبين ربك عز وجل ، وتكلم عنك ولم تتكلم عنه ، ودعا لك ولم تدع له ، وكفاك هول المقام بين يدي الله عز وجل ، فان كان نقص كان به دونك ، وإن كان تماما كنت شريكه ، ولم يكن له عليك فضل فوقى نفسك بنفسه ، وصلاتك بصلاته ، فتشكر له على قدر ذلك .
          وأما حق جليسك فان تلين له جانبك ، وتنصفه في مجاراة اللفظ ، ولا تقوم من مجلسك إلا بإذنه ، ومن يجلس إليك يجوز له القيام عنك بغير إذنك ، وتنسى زلاته وتحفظ خيراته ، ولا تسمعه إلا خيرا .
          وأما حق جارك فحفظه غائبا وإكرامه شاهدا ، ونصرته إذا كان مظلوما ، ولا تتبع له عورة ، فان علمت عليه سوء سترته عليه ، وان علمت انه يقبل نصيحتك نصحته فيما بينك وبينه ، ولا تسلمه عند شديدة ، وتقيل عثرته ، وتغفر ذنبه ، وتعاشره معاشرة كريمة ، ولا قوة إلا بالله .
          وأما حق الصاحب فان تصحبه بالتفضل والإنصاف ، وتكرمه كما يكرمك ، ولا تدعه يسبق إلى مكرمة ، فان سبق كافيته ، وتوده كما يودك وتزجره عما يهم به من معصية الله ، وكن عليه رحمة ، ولا تكن عليه عذابا ، ولا قوة إلا بالله .
          وأما حق الشريك فان غاب كافيته ، وان حضر رعيته ، ولا تحكم دون حكمه ولا تعمل برأيك دون مناظرته ، وتحفظ عليه ، ماله ولا تخنه فيما عز أو هان من أمره ، فان يد الله تبارك وتعالى على الشريكين ما لم يتخاونا ، ولا قوة إلا بالله .
          وأما حق مالك فأن لا تأخذه إلا من حله ، ولا تنفقه إلا في وجهه ، ولا تؤثر على نفسك من لا يحمدك فاعمل به بطاعة ربك ، ولا تبخل به فتبوء بالحسرة والندامة مع التبعة ولا قوة إلا بالله .
          وأما حق غريمك الذي يطالبك فإن كنت مؤسرا أعطيته ، وإن كنت معسرا أرضيته بحسن القول ، ورددته عن نفسك ردا لطيفا .
          وحق الخليط أن لا تغره ولا تغشه ولا تخدعه ، وتتقي الله في أمره .
          وأما حق الخصم المدعي عليك فإن كان ما يدعيه عليك حقا كنت شاهده على نفسك ولم تظلمه ووفيته حقه ، وإن كان ما يدعي باطلا رفقت به ، ولم تأت في أمره غير الرفق ، ولم يسخط ربك في أمره ، ولا قوة إلا بالله .
          وحق خصمك الذي تدعي عليه إن كنت محقا في دعواك أجملت مقاولته ولم تجحد حقه ، وإن كنت مبطلا في دعواك اتقيت الله عز وجل وتبت إليه ، وتركت الدعوى .
          وحق المستشير إن علمت أن له رأيا حسنا أشرت عليه ، وإن لم تعلم له أرشدته إلى من يعلم .
          وحق المشير عليك أن لا تتهمه فيما لا يوافقك من رأيه ، وإن وافقك حمدت الله عز وجل .
          وحق المستنصح أن تؤدي إليه النصيحة ، وليكن مذهبك الرحمة له والرفق .
          وحق الناصح أن تلين له جناحك وتصغي إليه بسمعك ، فان أتى بالصواب حمدت الله عز وجل ، وإن لم يوافق رحمته ولم تتهمه وعلمت أنه أخطأ ولم تؤاخذه بذلك إلا أن يكون مستحقا للتهمة ، فلا تعبأ بشيء من أمره على حال ، ولا قوة إلا بالله .
          وحق الكبير توقيره لسنه وإجلاله لتقدمه في الإسلام قبلك ، وترك مقابلته عند الخصام ، ولا تسبقه إلى طريق ، ولا تتقدمه ولا تستجهله ، وإن جهل عليك احتملته وأكرمته لحق الإسلام وحرمته .
          وحق الصغير رحمته ( من نوى ) تعليمه ، والعفو عنه ، والستر عليه ، والرفق به ، والمعونة له .
          وحق السائل عطاؤه على قدر حاجته .
          وحق المسؤول إن أعطى فاقبل منه بالشكر والمعرفة بفضله ، وان منع فاقبل عذره .
          وحق من سرك لله تعالى أن تحمد الله عز وجل أولاً ثم تشكره .
          وحق من أساء إليك أن تعفو عنه ، وان علمت أن العفو يضر انتصرت ، قال الله تعالى : ( ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل ) .
          وحق أهل ملتك إضمار السلامة والرحمة لهم ، والرفق بمسيئهم وتألفهم ، واستصلاحهم ، وشكر محسنهم ، وكف الأذى عن مسيئهم ، وتحب لهم ما تحب لنفسك ، وتكره لهم ما تكره لنفسك ، وأن تكون شيوخهم بمنزلة أبيك ، وشبابهم بمنزلة اخوتك ، وعجائزهم بمنزلة أمك ، والصغار منهم بمنزلة أولادك .
          وحق الذمة أن تقبل منهم ما قبل الله عز وجل منهم ، ولا تظلمهم ما وفوا الله عز وجل بعهده ) .

          تعليق


          • #6
            السلام عليكِ ورحمة الله وبركاته أختي الحبيبة سوبر شيعة

            عظم الله أجركِ بوفاة الإمام زين العابدين أرواحنا له الفداء


            بوركت الأنامل العلوية الحسينية وفقها الله لكل خير وأدام الله لكِ النظر إلى علوم أنوار الله صلوات الله عليهم

            أختي المبدعة الغالية سوبرشيعة تاج رأسي بوركت ما خطته يداكِ

            من بعد إذنكِ عزيزتي سوبر شيعة سأضيف على ماتقدمت باإضافته


            و عليك السلام و الرحمة و التحيات و البركات

            عظم الله اجركِ عزيزتي و انا اقل بكثير مما ذكرتي بارك الله بكِ أختي الغالية و الطيبة

            لا أبلغ شكركِ حبيبتي على إضافتك المميزة ~ رسالة الحقوق ~ التي يعجز عن كتابتها أكبر مؤسسات حقوق الإنسان العالمية

            سلام الله عليك يا مولاي يا علي السجاد يوم ولدت و يوم استشهدت و يوم تبعث حيا

            رزقنا الله و إياكِ شفاعته في الدنيا و الآخرة إن شاء الله

            لا حرمنا الله من طيب كلامك غاليتي
            التعديل الأخير تم بواسطة ~ super SHI3A ~; الساعة 03-02-2008, 03:53 AM.

            تعليق


            • #7
              اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعداءهم واغفر لشيعتهم ..

              السلام على شيعة الأمير ومحبيه ورحمة الله وبركاته ..

              عظم الله أجورنا وأجوركم بمصابنا بمولانا المظلوم ، المقيد بالأغلال ، المسحوب بالأسواق ، المرمي بالأوساخ كما رمي جده رسول الله صلى الله عليه وآله .. فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ..


              وإنا لله وإنا إليه راجعون ..

              بارك الله فيك أختي المؤمنة الفاضلة سوبر شيعة ، على مبادرتك الرائعة بطرح هذا الموضوع القيّم المتكامل ، بمناسبة استشهاد الإمام سيد الساجدين وزين العابدين علي بن الحسين سلام الله عليه .. فآجركم الله وجعله في ميزان حسناتكم إن شاء الله ..

              لعله من أكثر الأمور التي تقرح القلوب ، وتثير الأحزان ، هو دخول أبناء رسول الله صلى الله عليه وآله ، إلى الشام ، وأخص بالذكر دخولهم إلى مجلس الطاغية يزيد عليه لعائن الله .. فالدور الإعلامي أكثر تأثيراً من قعقعة السيوف وطعن الرماح لما يستبطن من إهانة وبيان أكذوبات يصوغها الإعلام الأموي على هيئة حقائق إضعافاً لموقف أبناء رسول الله ..

              كان سلام الله عليه مغلول اليدين ، ويداه قد لفتا بسلسلة حديد إلى خلف رقبته ، وهذا ما يقال عنه بالجامعة ، فقد جمعت يداه ورقبته بسلسلة ربطت على رقبته .. فالوضع كما ذكرت الكتب والمؤلفون كان مزرٍ للغاية ، ويا عجباً !! أهكذا يفعل بحجة الله على أرضه !! أهكذا يفعل بابن رسول الله !! أهكذا يفعل بإمام معصوم !!

              ولكن العجب يتوقف حينما يُعلم أن التجرؤ على كسر ضلع الزهراء يستتبعه كل هذا .. من قتل الحسين ، وسبي زينب ، وتعذيب زين العابدين .. إلى آخره من المصائب التي يندى لها جبين الإنسانية ، قبل أن تكون تلك الأفعال منحطة من وجهة النظر الإسلامية ..

              ولتسمح لي أختي العزيزة سوبر شيعة ، بوضع خطبة الإمام علي بن الحسين عليه السلام في مجلس فرعون هذه الأمة ، الطاغية الزنديق الخمار يزيد عليه لعائن الله ..

              وقف الإمام السجاد عليه السلام في مجلس يزيد والتمس الإذن بالحديث ، فلم يسمح له يزيد عليه لعائن الله بادئ الأمر ، لأنه يعلم جيداً حجم الفضيحة التي سيسببها له زين العابدين عليه السلام .. ولما رأى الجالسون هذا الرفض القاطع من يزيد ، ومع الهيئة المزرية التي كان عليها زين العابدين عليه السلام ، أصروا عليه أكثر ، فلم يجد مخرجاً من هذه الورطة ، فسمح له .. فانبرى الإمام المعصوم بكلام فصيح خالٍ من كل عيب ، وخطأ ، نحوي أو لفظي ، فهو معصوم منزه عن كل عيب ونقص ، فكلامه فصيح بالغ ، يصل إلى قلوب أعتى الناس وأكثرهم كفراً وزندقة .. فحمد الله وأثنى عليه مسفهاً الدعاوى الأموية التي حاولت تشويه نهضة أبيه ، وتزييف أهداف ثورته ، قائلاً :

              « يا معشر الناس : فمن عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفني فأنا أعرّفه نفسي ، أنا ابن مكّة ومِنى ، أنا ابن مروة والصفا ، أنا ابن محمد المصطفى .. أنا ابن من علا فاستعلى ، فجاز سدرة المنتهى ، وكان من ربّه قاب قوسين أو أدنى ، أنا ابن من صلّى بملائكة السماء مثنى مثنى ، أنا ابن من أُسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ، أنا ابن علي المرتضى ، أنا ابن فاطمة الزهراء ، أنا ابن خديجة الكبرى ، أنا ابن المقتول ظلماً ، أنا ابن المجزور الرأس من القفا ، أنا ابن العطشان حتى قضى ، أنا ابن صريع كربلاء ، أنا ابن مسلوب العمامة والرداء ، أنا ابن من بكت عليه ملائكة السماء ، أنا ابن من ناحت عليه الجنّ في الاَرض والطير في الهواء ، أنا ابن من رأسه على السنان يُهدى ، أنا ابن من حرمه من العراق إلى الشام تُسبى .. أيُّها الناس إنّ الله تعالى - وله الحمد - ابتلانا أهل البيت ببلاء حسن ، حيث جعل راية الهدى والتُقى فينا ، وجعل راية الضلالة والردى في غيرنا ... » .

              وهكذا حتى عمّ المجلس النحيب والبكاء - كما تقول الروايات التأريخية - ، وكسر شياطين بني أمية كؤوس الخمر ، فقد كشف سلام الله عليه مالم يكشف وفضح ما تمّ التكتّم عليه ، أو ما أريد أن يُتكتّم عليه ، فذكّر الناس أولاً بنسبه الشريف وأشار إلى العديد من الحوادث التأريخية والجنايات التي ارتكبها جيش الاَمويين باسم الاِسلام وتجاوزت حدود الدين وتعاليمه المعروفة ، كالتمثيل بالقتلى مثلاً : « أنا ابن المجزور الرأس من القفا » ، والوحشية في التعامل مع الخصم : « أنا ابن العطشان حتى قضى » والتطاول على حرمة بيت النبوة ، وبنات المصطفى والمرتضى اللواتي « من العراق إلى الشام تُسبى » ... وأكثر من كل ذلك وبصريح القول والعبارة : « أنا ابن المقتول ظُلماً » ...

              فأدى ذلك إلى بكاء ونحيب الحاضرين - كما أشرنا - وإشعارهم بالإثم والذنب الكبيرين اللذين ارتُكبا بحقِّ الإسلام ووريثه ، وكيف إن الإسلام الذي يزعمه الامويون اليوم مجسد برمزه الماثل أمامهم أصبح أسيراً يُساق مع عمّاته وخالاته من بلد إلى بلد ، ورأس ابن الزهراء أبيه أمامهنّ « على السنان يُهدى » ...

              إنّه ، باختصار شديد ، وبهذه الخطبة الموجزة أصبح الرّمز الذي يقود مسيرة الاِحياء إحياء هذا الدين المضيّع الذي شوّهته السلطة الاَموية وحكمت أو تحكّمت باسمه .. فتراه عليه السلام حين أراد يزيد أن يقطع حديثه بالآذان للصلاة ، يُعلِّق على صوت المؤذن الذي يقول : ( أشهد أن محمداً رسول الله ) بقوله : « يا يزيد ! هذا جدي أم جدّك ؟ فإن قلت جدك فقد كذبت ! وإن قلت جدي ، فلمَ قتلتَ أبي وسبيت حرمه وسبيتني ؟ ! » ، ثمّ قال مخاطباً الناس : « أيُّها الناس ، هل فيكم من أبوه وجده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟ » .. فعلت الأصوات بالبكاء .

              وقام إليه رجل من شيعته يُقال له : المنهال بن عمرو الطائي ، وفي رواية مكحول صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيسأله : « كيف أمسيتَ يا ابن رسول الله ؟ » .

              فيستثمر الإمام السجاد عليه السلام هذا السؤال فيروح مندداً بالعصابة التي حَرّفت دين النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ويضع أُولى العناوين العريضة في هذه المسيرة التبليغية الاِعلامية التي قادت وتقود مسيرة الإحياء العظيمة هذه ، برائدها الوحيد الحيّ الباقي ، مؤكداً على الفرعونية الجديدة التي تتحكّم باسم الدين مستنهضاً همم الرجال ، مقرّعاً ضمائرهم ، مناشداً غيرتهم على دين عظيم ضيّعوه بالتواطؤ مع هذه العصابة الضالة المضلّة ، فيجيب سائله بقولٍ موجز بليغ :

              « ويحك كيف أمسيت ؟ أمسينا فيكم كهيئة بني إسرائيل في آل فرعون ، يذبّحون أبناءهم ويستحيون نساءهم ، وأمست العرب تفتخر على العجم بأنّ محمداً منها ، وأمسى آل محمد مقهورين مخذولين ، فإلى الله نشكو كثرة عدّونا ، وتفرّق ذات بيننا ، وتظاهر الأعداء علينا ... » .


              وهكذا تبرز وثائقية هذا الطرح الإعلامي البليغ ، ويتجلّى دور الإمام السجاد عليه السلام في قيادة مشروع الإحياء وثورة التصحيح ، ومن هذه المحطة تبدأ رحلة الألف ميل مسافة وعمقاً من الشام إلى المدينة ، ليستأنف الإمام عليه السلام مهمته الرسالية في استكمال هذا المشروع وريادة هذه الثورة.

              فسلام الله على إمامنا وسيدنا ومقتدانا الإمام الشهيد المظلوم ، المقتول مسموماً ظلماً وعدواناً ، الإمام علي بن الحسين السجاد زين العابدين صلوات الله وسلامه عليه ..

              والعزاء لكم يا مولانا ، وسيدنا ، وقائدنا ، وولي أمرنا ، يا صاحب العصر والزمان ، الحجة بن الحسن عجل الله تعالى لكم الفرج وسهل لكم المخرج ..

              عظم الله أجوركم يا مؤمنين ..
              التعديل الأخير تم بواسطة وبالحق نزل; الساعة 03-02-2008, 02:32 PM.

              تعليق


              • #8
                اللهم صلي على محمد وال محمد وعجل فرجهم
                نعزي الامام الحجه والعالم الاسلامي باستشهاد الامام زين العابدين عليه السلام
                السلام عليك يا سيدي ويا مولاي يا زين العابدين
                اللهم العن العصابه التي جاهدت الحسين وشايعت وبايعت وتابعت على قتله اللهم العنهم جميعا

                تعليق


                • #9
                  الفاضلة سوبر شيعيه

                  مأجورين مثابين ان شاء الله على الموضوع الرائع .. جزاكم الله خير الجزاء ..

                  السلام على الحسين
                  وعلى علي بن الحسين
                  وعلى اولاد الحسين
                  وعلى اصحاب الحسين
                  الذين بذلوا مهجهم دون الحسين .

                  تعليق


                  • #10
                    اللهم صلي على محمد وال محمد وعجل فرجهم
                    نعزي الامام الحجه والعالم الاسلامي باستشهاد الامام زين العابدين عليه السلام
                    عظم الله اجورنا واجوركم اختي العزيزه
                    وبارك الله فيكي على ماخطته الانامل المبدعه من كلمات جعلها الله في ميزان حسناتك
                    السلام عليك يا سيدي ويا مولاي يا زين العابدين
                    اللهم العن العصابه التي جاهدت الحسين وشايعت وبايعت وتابعت على قتله اللهم العنهم جميعا
                    دمتم بحفظ الله

                    تعليق


                    • #11
                      نرفع أسمى آيات العزاء لمقام المولى المهدي بقية الله عجل الله تعالى فرجه الشريف بإستهاد جده الإمام الهُمام عليُّ بن الحُسين صلوات الله تعالى عليه وعلى آباهِ وأبناءه .ساعد الله قلبك يا حبيب قلوبنا وعظم اله أجرك يامولاي .عظم الله أجوركم باستشهاد خامس البكائين زين العابدين سيد الساجدين علي ابن الحسين عليهما السلام .
                      اللم صل على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين
                      بارك الله بيك عزيزتي سوبر شيعه و وفقك الله لخدمة محمد وآل محمد وحشرك الله بزمرتهم بحق زين العابدين وسلالة الوصين.
                      اللهم صل على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين

                      تعليق


                      • #12
                        اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعداءهم واغفر لشيعتهم ..

                        السلام على شيعة الأمير ومحبيه ورحمة الله وبركاته ..


                        عظم الله أجورنا وأجوركم بمصابنا بمولانا المظلوم ، المقيد بالأغلال ، المسحوب بالأسواق ، المرمي بالأوساخ كما رمي جده رسول الله صلى الله عليه وآله .. فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ..


                        وإنا لله وإنا إليه راجعون ..

                        بارك الله فيك أختي المؤمنة الفاضلة سوبر شيعة ، على مبادرتك الرائعة بطرح هذا الموضوع القيّم المتكامل ، بمناسبة استشهاد الإمام سيد الساجدين وزين العابدين علي بن الحسين سلام الله عليه .. فآجركم الله وجعله في ميزان حسناتكم إن شاء الله ..

                        لعله من أكثر الأمور التي تقرح القلوب ، وتثير الأحزان ، هو دخول أبناء رسول الله صلى الله عليه وآله ، إلى الشام ، وأخص بالذكر دخولهم إلى مجلس الطاغية يزيد عليه لعائن الله .. فالدور الإعلامي أكثر تأثيراً من قعقعة السيوف وطعن الرماح لما يستبطن من إهانة وبيان أكذوبات يصوغها الإعلام الأموي على هيئة حقائق إضعافاً لموقف أبناء رسول الله ..

                        كان سلام الله عليه مغلول اليدين ، ويداه قد لفتا بسلسلة حديد إلى خلف رقبته ، وهذا ما يقال عنه بالجامعة ، فقد جمعت يداه ورقبته بسلسلة ربطت على رقبته .. فالوضع كما ذكرت الكتب والمؤلفون كان مزرٍ للغاية ، ويا عجباً !! أهكذا يفعل بحجة الله على أرضه !! أهكذا يفعل بابن رسول الله !! أهكذا يفعل بإمام معصوم !!

                        ولكن العجب يتوقف حينما يُعلم أن التجرؤ على كسر ضلع الزهراء يستتبعه كل هذا .. من قتل الحسين ، وسبي زينب ، وتعذيب زين العابدين .. إلى آخره من المصائب التي يندى لها جبين الإنسانية ، قبل أن تكون تلك الأفعال منحطة من وجهة النظر الإسلامية ..

                        ولتسمح لي أختي العزيزة سوبر شيعة ، بوضع خطبة الإمام علي بن الحسين عليه السلام في مجلس فرعون هذه الأمة ، الطاغية الزنديق الخمار يزيد عليه لعائن الله ..

                        و عليكم السلام ورحمة الله و بركاته

                        هلا فيكم أخي الكريم الفاضل ابن النهرين جزاكم الله كل خير

                        و عظم الله أجوركم بهذا المصاب

                        أحسنتم بهذه الإضافة المباركة لمولانا سيد الساجدين
                        خطبة رائعة يجب أن نتأملها بغاية التأمل

                        سلام الله على مولانا علي السجاد على المظلوم ابن المظلوم أب المظلومين عليهم السلام

                        اللّهمّ صلِّ على الامام الوصي والسيد الرضي والعابد الأمين علي بن الحسين زين العابدين إمام المؤمنين ووارث علم النبيين، اللّهمّ اخصصه بما خصصت به اولياءك من شرائف رضوانك، وكرائم تحياتك، ونوامي بركاتك، فلقد بلغ في عبادته، نصح لك في طاعته، ‌وسارع في رضاك، وسلك بالأمة طريق هداك، وقضى ما كان عليه من حقك في دولته، وادّي ما وجب عليه في ولايته حتى انقضت ايّامه وكان لشيعته رؤوفاً وبرعيّته رحيماً، اللّهمّ بلّغه منا السلام واردد منه علينا السّلام

                        عظم الله أجوركم

                        تعليق


                        • #13
                          عظم الله أجوركم اخواني اخواتي

                          التوبة و الغفران
                          أين صدر الخلائق
                          أم آية
                          راويه

                          جزاكم الله خيرا و احسن الله لكم العزاء بمصاب إمامنا علي السجاد

                          اللّهمّ صلِّ على الامام الوصي والسيد الرضي والعابد الأمين علي بن الحسين زين العابدين إمام المؤمنين ووارث علم النبيين، اللّهمّ اخصصه بما خصصت به اولياءك من شرائف رضوانك، وكرائم تحياتك، ونوامي بركاتك، فلقد بلغ في عبادته، نصح لك في طاعته، ‌وسارع في رضاك، وسلك بالأمة طريق هداك، وقضى ما كان عليه من حقك في دولته، وادّي ما وجب عليه في ولايته حتى انقضت ايّامه وكان لشيعته رؤوفاً وبرعيّته رحيماً، اللّهمّ بلّغه منا السلام واردد منه علينا السّلام

                          عظم الله أجوركم

                          تعليق


                          • #14
                            عظم الله اجورنا واجوركم بمصاب واستشهاد مولاي الامام زين العابدين السجاد
                            السلام على علي بن الحسين
                            السلام على سيد الساجدين
                            السلام على العليل بكربلاء
                            السلام عليك يامولاي ورحمه الله وبركاته

                            إنَّهُ مَنْ سَيْفُهُ كانَ الدُعاءْ
                            شافِعُ الذَنْبِ لأتباعِ الوِلاءْ
                            فَهْوَ جَيْشٌ مِنْ دُموعٍ وَنِداءْ
                            فَهُوَ البَكّاءُ حُبَّاً بِالقَضاءْ
                            وَهُوَ العاشِقُ مَعْروفُ الوَفاءْ
                            عِشْقُهُ للهِ قد فاقَ الفَناءْ
                            فَنِيَ العاشِقُ في عِشْقِ إلهِ العاشِقينْ
                            إنَّهُ مَوْلايَ زَيْنُ العابِديْنْ

                            بوركت يمناك عزيزتي سوبر شيعه وحشركي الله مع ال البيت وان يكون من شفعأئك مولاي روحي له الفداء السجاد وحجه الله المهدي
                            ساعد قلبك يامولاي الى اين تذهب أ تذهب الى سامراء ام تذهب الى البقيع ام تذهب الى كربلاء ّّّّّّّّّ!!!!!!!!
                            تحياتي
                            نور الكمال
                            التعديل الأخير تم بواسطة نور الكمال; الساعة 04-02-2008, 10:21 AM.

                            تعليق


                            • #15
                              المحبة لأهل البيت سوبر شيعيه

                              عظم الله أجركِ بوفاة الإمام زين العابدين أرواحنا له الفداء
                              و جزاكِ اللة خيرا

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                              يعمل...
                              X