المقدمة :
بسم الله الرحمن الرحيم
((أَ رَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ أَ فَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً))الفرقان/43
بسم الله الرحمن الرحيم
((وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جاءَهُ أَ لَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْكافِرِينَ))العنكبوت/68
((وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جاءَهُ أَ لَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْكافِرِينَ))العنكبوت/68
((...إِلهِي أَشْكُو إِلَيْكَ عَدُوَّا يُضِلُّنِي وَشَيْطانا يُغْوِينِي قَدْ مَلأَ بالوِسْواسِ صَدْرِي وَأَحاطَتْ هَواجِسُهُ بِقَلْبِي،...إِلهِي إِلَيْكَ أَشْكُو قَلْباً قاسِياً مَعَ الوَسْواسِ مُتَقَلَّباًوَبِالرَّيْنِ وَالطَّبْعِ مُتَلَبِّساً،....
اللّهُمَّ ....وَاقْشَعْ عَنْ بَصائِرِنا سَحابَ الارْتِيابِ وَاكْشِفْ عَنْ قُلُوبِنا أَغْشِيَةَالمِرْيَةِ وَالحِجابِ وَأَزْهِقْ الباطِلَ عَنْ ضَمائِرِنا وَأَثْبِتِ الحَقَّ فِيسَرائِرِنا، فَإنَّ الشُّكُوكَ وَالظُّنُونَ لَواقِحُ الفِتَنِ وَمُكَدِّرَةٌلِصَفْوِ المَنائِحِ وَالمِنَنِ....)) .
بعد التوكـل على العلي الأعلى سبحانه وتعالى ، أقول :
أولاً : إن الكلام كثير ، والألم والحزن والأسى والشكوى كثيرة ومتكررة ودائمة ، والى الله تعالى مجده وجلّ ذكره المشتكى وعليه المعوّل في الشدة والرخاء وأذكر في المقام بعض الأمور ، أسأل الله تعالى أن يقبلها ويجعلها تصب في المسير المهدوي المقدس وتزيد وترسخ الفكر والمعرفة والهمم لنصرة الحق والتعجيل في الظهور المقدس والتشرف بالطلعة الهاشمية المباركة المقدسة لبقية الله في أرضه وحجته على عباده ((صلوات الله وسلامه عليه وعلى آبائه وجدّه المصطفى الأمين)).
ثانياً : لابد من النصرة الحقة الحقيقية ، ولابد من الاستمرار والدوام في النصرة ، ولابد من الثبات الثبات الثبات على النصرة الصادقة الحقيقية ، ولابد من توسعة النصرة وتشعيبها وتفريعها وانتهاج كل الوسائل والطرق الممكنة لتحقيقها في كل زمان ومكان وعلى كل الأحوال ، ومن أهم الوسائل والطرق وأهم وأفضل الأوقات والمواضع والأحوال النصرة الالكترونية على (الانترنت) ، وعليه ألزمنا أنفسنا وجميع المكلفين بهذه النصرة وتحقيقها قولاً وفعلاً وصدقاً وعدلاً .
ثالثاً : وللتأكد على النصرة الالكترونية ولتكريمها وتشريفها وللتشرف والتبرك بها وللاستفادة من أفكار وأنوار الأنصار الأخيار المشاركين فيها ، فإننا ألزمنا الحوزة المقدسة وطلبتها بتقدير وتنظير وإصدار تلك المشاركات والنقاشات كبحوث ، وأجد المناسبة الآن في إعلان إصدار سلسلة مباركة جديدة ... في ظلال المسيرة المهدوية / السلسلة الالكترونية في النصرة الحقيقية ، وتشكل لجنة من قبل الحوزة العلمية المقدسة لمراجعة البحوث وتدقيقها وإصدار الموافقات لطباعتها وإصدارها .
رابعاً : أتبرّك وأتشرّف بأن أكون من المشاركين في هذه السلسلة المباركة ، ويكون البحث تحت عنوان ((إيمان فرعون !!!!! وجهل المدّعي))
ويمثل (الحلقة الأولى) من (السلسلة الالكترونية في النصرة الحقيقية) / في ظلال المسيرة المهدوية .
(( إيمان فرعون !!!!! وجهل المدّعي))
الكلام في أمور :
الأمر الأول : تعدد أساليب ... ونصرة واحدة
شيء مهم لابد من التنبيه عليه ، وهو أننا يجب أن لا نجمّد ولا نحجّر عقولنا وأفكارنا ومجادلتنا ونقاشاتنا على أسلوب واحد وطريقة ومنهجة واحدة، فلابد من الحكمة والحنكة والنباهة في النقاش والحوار ، فمركزكم المبارك يدخله الكثير من غيركم ، وللكثير منهم أساليب مختلفة من الحوار والنقاش ولهم القدرة على المكر والخداع واللف والدوران وحشو الكلام ومحاولة إيقاعكم في المغالطات ، وهذا موجود وملموس حتى في باقي المواقع عندما تدخلون عليها للحوار والنقاش (هذا إذا سمحوا لكم بذلك)....، أقول ، فإن الواجب الشرعي والعقلي والعلمي يلزمنا كشف ومعرفة نفسية المقابل ومستواه الفكري وأسلوبه وتوجهه في النقاش والحوار، فيكون نقاشي وحواري معه بما يناسب الخصم وطرحه ومستواه ، فتارة تحتاج الى استفزاز الخصم لكشف ما عنده وإرباكه ، وأخرى تحتاج الى إيقاعه في مغالطة ، وثالثة تكشف ما في كلامه من تناقض ، ورابعة تكشف جهل وتصرّح له بذلك ، وهكذا ، وكل هذا المفروض أنه لا يخرجك عن جادة الحق ونصرته بل كله يصب في محور القضية الحقة التي نعتقدها ونصدق بها لكن الخصم يجبرنا الى انتهاج الأسلوب الذي نكشف فيه خطأه وعدم تمامية مدّعاه ، وليس بالضرورة أن تكون النتيجة والثمرة لنفس الخصم المناقش بل غالباً ما يكون معانداً مستكبراً دخل للتشكيك وزرع الفتنة في الفكر والقلب ، ألم تلاحظوا أن أغلب الجهات قد دخلت على مركزكم الإعلامي وحاولوا الانتصار لقضيتهم وعندما اصطدموا بحاجز ودرع العلم وسلاح الفكر والدليل والبرهان ، انسَحَبوا وردّوا على اعقابهم، إذن ممكن أن تكون الفائدة والثمرة لنا ولأصحابنا الأخيار الأطهار ولكل باحث عن الحق يطلّع على ما موجود من مشاركات في هذا المركز وفي غيره من المواقع ، وكذلك يمكن أن تكون الفائدة والثمرة في تسجيل الحجة على الخصم وإلزامه بها أمام الله تعالى وعسى أن يكون فيه الهداية إذا شاء الله تعالى ذلك .
الأمر الثاني : الحسد .... وسوء السريرة
أيها الناصر الخير إن لم يكن عندك القدرة على تغيير أسلوبك بما يناسب الخصم فليس من الصحيح أن تقف من غير أن تعلم كحجر وعقبة في طريق إخوانك الأخيار وأنت توجّه لهم النقد والانتقاد فتشغلهم وتنشغل معهم في نقاش فتبتعدان وتنسحبان من ساحة النزال والعراك والقتال الفكري العلمي المقدس ، فإذا كان عندك شيء فيه الخير للنصرة ودفع الشبهات والفتن فقل الخير وأنصر الحق ، وإلا فانسحب بهدوء وأمان ، فالعمل كل العمل في المركز وفي كل موقع هو جهاد ، والساحة ساحة قتال ونزال مقدّس فلا يجوز مطلقاً التخلف أو الانشغال والفرار من ساحة الزحف الفكري العلمي المقدس .
وإياكم إياكم أيها المؤمنون والمؤمنات ، أن يأخذكم الحسد والبغضاء على بعض إخوانكم الأخيار فتتمنوا انكسارهم وانهزامهم في النزال الفكري العلمي المقدس ، بل أكثر من التمني حيث المواقف عن طريق مشاركة أو رسالة أو أقتراح لجهة معينة أو غيرها كلها لعرقلة وتضعيف أحد المؤمنين الأخيار وهو في حالة نقاش ونزال علمي مقدس، إن هذه المواقف من الخيانة الكاشفة عن سوء السريرة ، أستغفر الله ربي وأتوب إليه ، وأعاذنا الله من الشيطان اللعين الرجيم وعصمنا من الزلل والخطأ .
الأمر الثالث : تحجير الفكر
أولادي أعزائي أحبائي أهلي عشيرتي سندي عضدي أيها المؤمنون والمؤمنات الأخيار ، لا نحجّم ونصغّر أنفسنا وأفكارنا بل لا نحجّرها ، أقول هذا وأنا أتألّم باستحضار ما يكتبه البعض في اعتراضه ونقده لبعض الأخيار ، حيث يقول مثلاً (إن السيد لم يذكر فلاناً ولم يتطرق للقضية الفلانية أو لم يحكِ عن فلان) وأنا أقول لكم ألا لعنة الله تعالى عليّ أن فعلت حسب ما تشتهون وتريدون ، فهل تريدون مني أن أحرر وأمسك قائمة أسماء أتحدث عن الموجودين فيها أسماً بعد اسمٍ ؟ عيب هذا الكلام وفيه كشف عن تحجير الفكر والعقل ، إذن أين عين صاحبكم أين لسانه أين يده أين رجله ، أليس المفروض أن يكون كلٌ منكم يد السيد ولسانه وعينه وأذنه ورجله وفكره، إنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
هل مسَكَ أحد المعصومين (E) قائمة أسماء بيده وتحدث عنهم واحداً واحداً ، أم أن الجلّ الأعظم مما صدر في الكليات والقواعد والضوابط العامة ، ويبقى التطبيق والتفريع والتوسيع علينا نحن المذنبون العاصون ، فلا يعقل ولا يتصور أن يتصدى المذنب العاصي الجاني (أنا كاتب هذه الكلمات) لكل صغيرة وكبيرة ،
فالقدرة والسعة محدودة محدودة محدودة والاعداء والخصوم والمشككون كثيرون كثيرون كثيرون، والمعرفة والعلم الأصولي الفقهي واسع واسع واسع.....
الأمر الرابع : تفقهوا بعض تفقه الخصوم
ما معنى ان نطلب البينة من الآخرين على كلامهم ومشاركاتهم ، ألم نتعلّم ونعلم الفرق بين الكلام ونقله والوقائع والحوادث ونقلها ووثاقة الناقل والمتكلم وبين البينات في باب القضاء .....، وهل تريدون إيقاف وإلغاء البحوث والمحاضرات والخطب التي تعتمد جلّها على كتب السِيَر والتاريخ بل وحتى كتب التفسير والحديث وكتب السلوك والأخلاق ، والتي تعتمد في الكثير منها على وقائع وحوادث وروايات ضعيفة السند ، لكن الظروف الموضوعية والوقائع والقرائن المقالية أو الحالية تثبتها أو ترجّحها ، ولا أقل أن تطرح على نحو الاحتمال والأطروحة ...... ألَم تقرأوا عن الأمر بالمعروف .......
ألَم تقرأوا عن النهي عن المنكر وموارده والمنافذ الشرعية للتعامل مع الفاسقين وأحوالهم ومواقفهم ودفع ضررهم ...........
ألا يكفي في الدليل والبرهان أن الخصم غاصب وكاذب ، والمؤمن قد يكون زانياً أو سارقاً أو شارباً للخمر لكنه لا يكذب ، فإذا كذب فلا نستغرب ولا نستبعد صدور باقي المنكرات منه ، ........
لماذا لا نتفقه كما تفقه ويتفقه خصومنا وأعداؤنا رموزهم وعوامهم ، لماذا لا نتفقه ولو بجزء يسير مما تفقه به الآخرون .
فهل سألت نفسك لماذا يكذب الآخرون بل صارت عادتهم وطبيعتهم الكذب والافتراء والنفاق ؟ وهل سألت نفسك لما يتجاوزون ويتجرؤون ويفترون على صاحبكم (المذنب العاصي كاتب هذه الكلمات) دون رادع شرعي أو أخلاقي أو علمي دون خجل وحياء ودون ضمير وإنصاف ؟
هل تعلم الجواب ؟ بالتأكيد أكثركم لا يعلم ، وبعضكم يعلم لكنه يجهل التطبيق والتوجيه والممارسة العملية له ولأصحابه .
أولادي أعزائي أعلموا وتيقنوا أنهم يفعلون ذلك أي يكذبون ويفترون وينافقون ويأفكون ويتجرؤون ويصرّون على ذلك ويكررون ويكررون ويستمرون ويداومون على ذلك ، لأنهم متفقهون ويعتقدون أن ذلك من الالتزام الشرعي وأنه من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأنه نصرة للدين والإسلام والمذهب وأنه نصرة للإمام المعصوم (D) وآبائه الأطهار(E)...........
وهو التزام شرعي لأنهم يعتقدون جواز غيبة الفاسق الظالم الكاذب الغاصب نعم يعتقدون ذلك ويلتزمون به إما اجتهاداً أو تقليداً .
بل أكثر من ذلك فإنهم يعتقدون جواز الكذب على الفاسق الظالم الكاذب الغاصب لدفع ضرره وخطره على الدين والإسلام والمذهب .
بل أكثر من ذلك وأقسم لكم أنهم يعتقدون وجوب (نعم وجوب) الكذب على الفاسق الظالم الغاصب لدفع ضرره وخطره على الدين والإسلام والمذهب .
وصاحبكم (العاصي الجاني كاتب هذه الكلمات) فاسق ظالم كاذب غاصب عميل خطير على الدين والإسلام والمذهب ، حسب اعتقادهم .
النتيجة : إذن يجب اغتياب صاحبكم ويجب الكذب والافتراء والإفك عليه ، فيجب الكذب في تجريحه وتقريعه وتسقيطه وتفسيقه لنصرة الإسلام والمذهب، ويجب ان يكون ذلك في كل زمان ومكان وعلى كل حال ...
نعم بهذا يفتون ويحكمون ويعتقدون ويعملون ويجدّون ويجتهدون ويثابرون .
فالواجب علينا جميعاً التفقه في الدين والالتزام بالأحكام الشرعية وتطبيقاتها ، وفي خصوص مورد الكلام يجب علينا الالتزام بالأحكام الشرعية شرط أن لا يكون التزامنا وتطبيقنا يستلزم أن نكون عملاء أو نوصف بالعمالة أو الخيانة أو الكذب أو النفاق أو الجبن أو الدجل ، أو الانتفاع أو حب الدنيا وعبادتها أو الجهل والجهّال ، ونحوها .
ولنعلم ونتيقن أننا على الحق وفي الحق والى الحق إن شاء الله تعالى وأن المعصية مع أهل الحق تغفر وأن الطاعة مع أهل الباطل لا تقبل ، نعم الطاعة مع أهل الباطل لا تقبل لا تقبل.......
أعاذنا وأجارنا الله تعالى من المعصية وكل معصية ، وجعلنا مع أهل الحق وعلى الحق والى الحق إن شاء الله الحق .
الأمر الخامس : قليل من الحكمة
أبنائي أعزائي العاملين في المركز الإعلامي ، جزاكم الله تعالى خير جزاء المحسنين وانتم تلتزمون الأوامر الشرعية الصادرة إليكم من الجهة الشرعية أو ممن يمثل الجهة الشرعية فوفقكم الله تعالى لكل طاعة وخير ورزقكم رضاه وجنته ، واسمحوا لي بعتاب على بعض المواقف التطبيقية التي حصلت من بعضكم عند امتثاله للأمر الصادر من بعض الوكلاء الشرعيين (أعزهم الله تعالى) بإلغاء وغلق باب المشاركات في بعض المواضيع الموجودة في بعض المنتديات ، وبغض النظر عن الأسباب والمبررات التي ذكرت بخصوص قرار إلغاء المشاركات ، فأني أسأل انه إذا كان المشارك وصاحب الموضوع متصف بالمكر والخداع ، ومستخدماً أسلوب اللف والدوران والمغالطات، فهل يصح منا إعانة خصمنا وعدونا على أنفسنا وعلى أصحابنا المؤمنين والمؤمنات الأخيار وعلى كل من يدخل على مركزنا ويطلع على ما موجود فيه ، أَلَيس الواجب علينا قطع دابر الكذب والافتراء والنفاق ، أَلَيس الواجب علينا كشف حبل الشيطان وقطع مغالطاته وخداعه ، ألَيس الواجب علينا أن يكون ذلك الكشف والقطع بالأسلوب والمنهج العلمي التام الواضح الجلي الذي لا يخفى على كل من يطلع على مركزنا ومواضيعه ،.....
لقد سررت كثيراً عندما توصل بعض المؤمنين الأخيار الى الأسلوب الامثل للنقاش والحوار وكشف زيف ومكر وتهافت وجهل الخصم ، وبدأ النقاش يسير بهذا الاتجاه السليم الصالح المثمر لكن يأتي القرار بالإيقاف ، ويأتي بعد القرار التطبيق للقرار . حيث عمل بعضكم على حذف مشاركات بعض الأخيار والتي فيها كشف لبعض جوانب الجهل والظلام عند الخصم ، والمشكلة والمصيبة ليس في نفس الحذف بل في نتيجة الحذف حيث ظل الموضوع معلقاََ بل يمكن ان يستغله الخصم المعاند المغالط لصالحه مدّعياً أن آخر رد ومشاركة له ولم يتصدَ أحد الأخيار للرد عليه .......ونحوه من كلام ولا يقال إن أصحابنا يعرفون الحال وحقيقته ، لأنه يقال إن الكلام يشمل كل من يطلع على المركز الإعلامي ويشمل كل من يريد الخصم أن يخدعه ويغرر به ،
وأعتقد أنه بقليل من التأني والحكمة نعلم ونتيقن أن الأصلح هو مراجعة الوكيل الشرعي صاحب القرار وأخذ رأيه بأن نجعل آخر مشاركة لأصحابنا الأخيار والتي فيها كشف لكذب وافتراء ومغالطات الخصم ، أو على الأقل أخذ رأيه هل أن مثل هذا المورد من المشاركات مشمول بالحذف أو لا ؟؟
الأمر السادس : إِنصاف الخصم
لقد راقبت واطلعت على الجزء الأكبر من النقاشات بخصوص دعوى ومدّعي السفارة أو الوصاية أو الإمامة أو النبوة أو الرسالة ، فإني أشهد أن الخصم المدافع استطاع ان يظهر للآخرين انه صاحب الأسلوب العلمي في النقاش ، هذا في الأسلوب أما في المضمون فإن الأنصار الأخيار هم الأرجح والتام لكن ارجحية وتمامية المضمون يمكن أن تكون غير مجدية وغير مؤثرة في الآخرين إذا كان الأسلوب والمنهج في النقاش غير مناسب ، وبتقريب وتعبير منطقي أن المقدمات (الصغرى والكبرى) تامة عند الأخيار لكن شكل وهيئة القياس غير واضحة وغير بينة ، أما الخصم فإن مقدماته غير تامة (الصغرى غير تامة ، أو الكبرى غير تامة ، أو الصغرى والكبرى غير تامتين) لكنه استطاع ولفترة أن يركز على شكل وهيئة القياس ويبرزها ويلف ويدور حولها مبعداً التركيز على المقدمات وخللها ، بل لابدَّ من الإشارة أن بعض الأخيار هو من أبعد نفسه وتكاسل عن كشف زيف وبطلان مقدمات الخصم .
فعلى الجميع مراجعة المقدمات ومناقشة مدى تماميتها ، فأجهدوا أنفسكم قليلاً وارجعوا الى كتبهم واصداراتهم ومواقعهم واطلعوا على أفكارهم واكشفوا بطلان نظرياتهم وقواعدهم .
أعزائي ، كل قضية يكون التعامل معها بما يناسبها، وكل إنسان يتحمل مسؤوليته أمام الله تعالى في نصرة الحق والأمر والنهي والنصح والإصلاح ، فالبرغم من أني أصدرت ما يبطل دعوى الخصم كبرى وصغرى ، لكن مع هذا نلاحظ الناس المساكين المغفلين المغرر بهم قد دخل الشك والوهم والمكر والخداع والجهل والفتنة والفتن الى عقولهم وقلوبهم ونفوسهم فجرت عليهم الفتنة والخديعة والخداع والمكر والدجل وبصورة لا يمكن تصورها في الإنسان العاقل السوي , ومن أجل تحصين النفس والفكر والقلب باطاعة الله تعالى وامتثال أوامره وتحقيق مصاديق النصرة الحقيقية في النصح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ورفع راية الدين والحق عالية خفاقة ولإبراء الذمة أمام الله تعالى ولإلزام الخصم الحجة الكاملة التامة فلابد ان نعمل ونعمل ونعمل كل ما بوسعنا من أجل ذلك ، وكذلك نعمل كل ما بوسعنا منأجل إنقاذ من يشاء الهداية إن شاء الله تعالى ، فعلينا معرفة الخصم جيداً وبأي شيء يفكر وبماذا يتسلح وما هو الأسلوب والطريقة التي خدع بها الناس وغرر بهم ، وهذا واجبكم يا أبنائي وأعزائي وأحبائي ، فلا نبقى نلف وندور في دليل واحد وأسلوب واحد ومنهج واحد مثل (أصدر السيد استفتاء ، أو أن السيد أبطل الدعوى كبرى وصغرى....) فمثل هذا الكلام يصير فاقد التأثير إذا قابله سكوت وعدم شرح وبيان وعدم تفصيل وعدم معرفةوتعلم وعدم حوار ونقاش وإبداع من الأخيار.....، وقابله أساليب مكر وخداع من الخصم..... فعليكم الإطلاع والنقاش والحوار والبحث والتأليف والإصدار في الكبرى والصغرى فإن دعواهم أوهن من بيت العنكبوت ، أنهم في وهم وجهل وظلام وحشو كلام ولغو ومغالطات أثبتوا لهم ذلك وانصروا الإمام المهدي(عليه وعلى آبائه الصلاة والسلام) بالرد على هذه الأوهام وأثبتوا هذا للداني والقاصي ، على مركزكم المبارك وغيره .
وعليه يجب فسح المجال وفتح باب المشاركات للخصوم ليسجلوا ما عندهم اتصلوا بهم ادعوهم للتفضل الى المنتديات كي يشاركوا ويناقشوا بالعلم والأخلاق ولهم على الأقل شهر من الزمان ولكم الفرصة يا أخيار لإثبات النصرة الحقيقية .
بسم الله الرحمن الرحيم
الفصل الثاني : إيمان فرعون !!!!! وجهل المدّعي
الفصل الثاني : إيمان فرعون !!!!! وجهل المدّعي
الكلام في خطوات ، فلابد من الإطلاع على كل الخطوات باعتناء وتأني وفهم وحسب التسلسل حتى نصل للنتيجة .
الخطوة الأولى : مدّعي ودعوى
أثيرت شبهات كثيرة حول دعوى ومدّعي ، وحصل نقاش وأخذ وردّ في الكلام ، وخلال إطّلاعي على أكثر ما سُجّل خاصة في المركز الإعلامي المبارك وجدت بعض الكلام المنقول عن صاحب الدعوى ، وقد فاجأني ما موجود في هذا الكلام ومدلولاته ، وقد سجلت العديد من التعليقات والمناقشات على ما ذُكر ، وصار الكلام في موارد ، اكتفي في هذا البحث ذكر مورد واحد تحت عنوان ((إيمان فرعون!!!!! وجهل المدّعي ؟!)) إن شاء الله تعالى .
الخطوة الثانية : إيمان فرعون !!!
هل آمن فرعون قبل الغرق أو قبل أن يدركه الغرق ؟
وهل تلفظ فرعون وقال ءآمنت قبل الغرق أو قبل أن يدركه الغرق ؟
هل آمن فرعون قبل الغرق.... وتلفظ وقال ءآمنت بعد الغرق ؟
هل آمن فرعون عندما رأى معجزة انفلاق البحر ؟
هل قال فرعون آمنت عندما رأى معجزة انفلاق البحر ؟
أسئلة كثيرة تصب في مورد واحد نحاول الإجابة عليها بالدليل القرآني الإلهي القطعي اليقيني وحسب الخطوات اللاحقة .
الخطوة الثالثة : النصوص الشرعية القرآنية
أذكر هنا بعض الآيات القرآنية المباركة التي تشير الى بعض حالات فرعون وقومه :
1- قال تعالى ((وَإِذْ فَرَقْنا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْناكُمْ وَأَغْرَقْنا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ)) البقرة/ 50 .
2- وقال تعالى مجده وجل ذكره ((فَانْتَقَمْنا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْناهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَكانُوا عَنْها غافِلِينَ)) الاعراف / 136 .
3- وقال ربّ الأرباب سبحانه وتعالى ((وَجاوَزْنا بِبَنِي إِسْرائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْياً وَعَدْواً حَتَّى إِذا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ! آلآْنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ))يونس/90-91 .
4- وقال تعالى ((فَدَعا رَبَّهُ أَنَّ هؤُلاءِ قَوْمٌ مُجْرِمُونَ ! فَأَسْرِ بِعِبادِي لَيْلاً إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ ! وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْواً إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ )) الدخان / 22-24 .
5- وقال سبحانه وتعالى ((فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ ! فَلَمَّا تَراءَا الْجَمْعانِ قالَ أَصْحابُ مُوسى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ ! قالَ كَلاَّ إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ ! فَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ ! وَأَزْلَفْنا ثَمَّ الآْخَرِينَ ! وَأَنْجَيْنا مُوسى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ ! ثُمَّ أَغْرَقْنَا الآْخَرِينَ ))
الشعراء / 60-66 .
الخطوة الرابعة : يقين ويقين ويقين....
بنظرة سريعة (دون الحاجة للتدقيق والتعميق) أقول:
أولاً : نتيقن أن فرعون وجنوده أتبّعوا موسى (D) وبني إسرائيل ...... قال تعالى((وَجاوَزْنا بِبَنِي إِسْرائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ))....وقال العلي القدير ((فَأَسْرِ بِعِبادِي لَيْلاً إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ...))... وقال تعالى ((فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ)) .
ثانياً : نتيقن أيضاً أن فرعون وجنوده موصوفون بالبغي والظلم والعدوان وان هذه الأوصاف بقيت ملازمة لهم (أي لفرعون وجنوده) حتى أدركهم الغرق،
أي أن فرعون بقي على بغيه وظلمه وعدوانه حتى أدركه الغرق ..
قال تعالى ((...فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْياً وَعَدْواً حَتَّى إِذا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ...))
وقال تعال ((فَانْتَقَمْنا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْناهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَكانُوا عَنْها غافِلِينَ)) .
ثالثاً : ونتيقن أيضاً أن فرعون تلفظ بالإيمان وقال آمنت بعد أن أدركه الغرق ، أي انه لم يتلفظ بالإيمان ولم يقل آمنت قبل أن يدركه الغرق..... قال تعالى ((حَتَّى إِذا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ)) .
رابعاً : ونتيقن أيضاً أن الله تعالى رفض إيمان فرعون ولم يقبله ، وفي نفس الوقت أكّد المولى على ان تلفظه بالإيمان وقع وحصل بعد ان أدركه الغرق ، وكذلك أكّد المولى أن فرعون عاصي وبقي على عصيانه حتى أدركه الغرق بل حتى قال آمنت ، قال تعالى ((حَتَّى إِذا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قالَ آمَنْتُ.... آلآْنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ)) .
خامساً : ونتيقن أن التسلسل الزمني للأحداث في الواقعة هو :
1- سارَ موسى(D) وبنو إسرائيل في الليل
قال تعالى((فَأَسْرِ بِعِبادِي لَيْلاً إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ...))
2- ساَر خلفهم وأتبعهم فرعون وجنوده
قال تعالى((فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ))
وقال تعالى((إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ))
3- فرعون وجنوده لحقوا موسى(D) وأصحابه ، ودنا بعضهم من بعض
قال تعالى((فَلَمَّا تَراءَا الْجَمْعانِ قالَ أَصْحابُ مُوسى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ...))
4- موسى (D) ضرب بعصاه البحر فأنفلق وأنشق البحر وصارت كل قطعة وكتلة مائية كالطود والجبل العظيم
قال تعالى((فَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ))
وقال تعالى((وَإِذْ فَرَقْنا بِكُمُ الْبَحْرَ....))
5- موسى(D) وأصحابه شاهدوا معجزة انفلاق وانشقاق البحر ، ثم دخلوا البحر وتجاوزوه وهو على حاله لم يُطّبَق عليهم
قال تعالى((وَجاوَزْنا بِبَنِي إِسْرائِيلَ الْبَحْرَ))
وقال تعالى((وَأَنْجَيْنا مُوسى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ))
6- فرعون وجنوده شاهدوا معجزة انفلاق وانشقاق البحر ثم أزلفهم وقرّبهم الله تعالى حتى نزلوا ودخلوا البحر فأغرقهم أجمعين ، قال تعالى ((...فَلَمَّا تَراءَا الْجَمْعانِ...... فَانْفَلَقَ فَكانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ ! وَأَزْلَفْنا ثَمَّ الآْخَرِينَ !...... ثُمَّ أَغْرَقْنَا الآْخَرِينَ)) .
الخطوة الخامسة : ظلم وعدوان واصرار
وهنا يأتي سؤال : هل آمن فرعون وأرتدع وتوقف عن مطاردة موسى (D) وبني إسرائيل ؟!
أو انه عاند واستكبر وأصرّ على ظلمه وفساده واستمر بالمتابعة والملاحقة والمطاردة ؟
والجواب واضح لا يخفى على كل عاقل مهما كان مستواه الذهني ، لأن الآيات القرآنية واضحة وجلية في دلالتها على الجواب الذي مفاده أن فرعون عاند واستكبر فلم يرتدع بل أصرّ على مطاردة موسى(D) وأصحابه ، ولذلك لحقهم واتبعهم بأن دخل وجيشه البحر خلفهم ، فأغرق الله تعالى فرعون وجنده ، فأنتقم الله تعالى منهم لأنهم كاذبون مفسدون ، قال تعالى((وَأَغْرَقْنا آلَ فِرْعَوْنَ)) وقال سبحانه وتعالى((فَانْتَقَمْنا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْناهُمْ فِي الْيَمِّ)) وقال الله تعالى((إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ)) ، وقال العلي الأعلى((ثُمَّ أَغْرَقْنَا الآْخَرِينَ )) .
الخطوة السادسة : دخل البحر بغياً وعدواناً
للتأكيد على ما ذكرناه سابقاً ، فإن ما ورد في سورة يونس يشير بوضوح الى أن فرعون كان على بغيه وظلمه وعدوانه عندما دخل البحر بل كان على بغيه وظلمه وعدوانه الى أن أدركه الغرق ، بل يمكن القول أنه كان على بغيه وظلمه وعدوانه حتى بعد أن أدركه الغرق وبقي على هذه الصفة والحال الى أن قال آمنت ((مع ملاحظة أن قوله آمنت يتأخر عن أدراك الغرق أو يتأخر عن بداية إدراك الغرق))
فتسلسل الأحداث في الآية كما يلي :
1- تجاوَزَ بنوا إسرائيل وموسى(D) البحر ....قال تعالى((وَجاوَزْنا بِبَنِي إِسْرائِيلَ الْبَحْرَ)) .
2- يتبعهم فرعون وينزل خلفهم البحر للّحوق بهم وإدراكهم وحال فرعون على البغي والعدوان ....قال تعالى((فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْياً وَعَدْواً)) .
3- بعد دخول ونزول فرعون البحر أدركه الغرق ، والى هذه اللحظة فهو لم يتلفظ ولم يقل آمنت، فهو على بغيه وعدوانه.... قال تعالى((فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ....بَغْياً وَعَدْواً حَتَّى إِذا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ)) .
4- بعد أن أدركه الغرق قال فرعون آمنت.....
قال تعالى((حَتَّى إِذا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قالَ آمَنْتُ.....))
5- وحتى بعد أن قال فرعون آمنت لكن الله تعالى لم يقبل توبته وإيمانه لأن توبته غير صادقة وإيمانه غير حقيقي ، فمات فرعون وجنده وهم على الغي والظلم والعدوان والفساد والإفساد وسوء العاقبة وخزي وعذاب الدارين ، قال تعالى((وَجاوَزْنا بِبَنِي إِسْرائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْياً وَعَدْواً حَتَّى إِذا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ! آلآْنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ )) ،
وقال تعالى ((فَانْتَقَمْنا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْناهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَكانُوا عَنْها غافِلِينَ )) .
الخطوة السابعة : حقيقة إلهية قرآنية
لأهمية القضية وخطورتها ولتوضيح المطلب وترسيخه فلا بأس من تشخيص وإبراز وتأكيد الحقيقة القرآنية الإلهية اليقينية القطعية ومفادها أن فرعون لم يتلفظ ولم يقل آمنت عندما أنفلق البحر، وان تلفظه وقوله آمنت لم يكن مترتباً على معجزة انفلاق البحر ، أي أن معجزة انفلاق البحر ليست هي السبب وليست هي الدافع وليست هي الملجيء والمُجبِر لفرعون بأن يقول آمنت .
بل أن الحقيقة القرآنية الإلهية اليقينية القطعية مفادها أن فرعون بقي واستمر على عناده واستكباره وبغيه وظلمه وعدوانه حتى بعدما رأى معجزة انفلاق البحر .
والآن أسأل نفسك أيها العاقل هل عندك شك في هذه الحقيقة الإلهية القرآنية اليقينية القطعية ؟
أو أن الصورة والحقيقة واضحة جلية يقينية قطعية بديهية ؟ والجواب واضح لكل عاقل ليسأل نفسه العاقل : لو كان فرعون قد آمن عندما رأى معجزة انفلاق البحر وهو بكامل امتيازاته ومناصبه وجيشه وكان قد ارتدع عن اتباع ومطاردة موسى (D) وأصحابه ، فهل يُعقل أن الله تعالى لا يقبل توبته وهل هذا من العدل ؟!! علماً أنه لا يوجد في الآيات الشريفة ما يشير الى وجود المانع عن قبول إيمانه لو كان قد تاب وأعلن إيمانه وارتدع وانتهى عندما شاهد معجزة انفلاق البحر وقبل ان يدخل البحر ويدركه الغرق .
الخطوة الثامنة : تأكيد .... تجرد .... يقين
قبل الانتقال للخطوات اللاحقة أقول لك أيها القارئ العاقل المنصف :-
مرة ثانية وثالثة ورابعة وأكثر..... أسأل نفسك بعد ان تتجرد عن كل هوى ونفس أمارة ووساوس شيطان وتشكيكات إبليس ودنياه وفتنه ، وبعد أن تخلص النية لله تعالى وتتحلّى بالصدق والشجاعة والتسليم للحق وحكم الله تعالى ، بعد كل ذلك وغيره ، أسأل نفسك وكرر السؤال هل يوجد شك في الحقيقة الإلهية القرآنية القطعية اليقينية التي مفادها أن فرعون لم يؤمن ولم يتلفظ ولم يقل آمنت عندما رأى معجزة انفلاق البحر ، وان معجزة انفلاق البحر لم تلجيء ولم تُجبِر فرعون على أن يقول آمنت ، وأن معجزة انفلاق البحر لم تكن السبب والدافع لأن يقول فرعون آمنت ، بل عاند واستكبر ونزل ودخل البحر لمطاردة موسى (D) ، بل الذي دفعه الى قول آمنت هو الغرق وإدراكه الغرق وأمارات وعلامات الموت؟
بالتأكيد الجواب واضح بأنه لا يوجد أي شك في تلك الحقيقة اليقينية القطعية الجلية الواضحة البديهية ، نعم لا يوجد أي شك ما دام السائل لنفسه إنسان يحترم إنسانيته ويحترم عقله الذي ميزه الله تعالى به عن البهائم .
الخطوة التاسعة : قطع خيط المكر والخداع
مع شديد الأسف وكل الاعتذار.... لكني مضطر لأن أقول بعد الصلاة والسلام على محمد وآل محمد وقائم آل محمد ((اللهم صلِّ على محمد وآل محمد وعجل فرج قائم آل محمد)) لنستحضر نفس السؤال السابق ونفس الحقيقة الإلهية القرآنية اليقينية ونفس الجواب بالقطع واليقين الذي لا يشوبه شك أبداً........
واضطراري يرجع الى أني أريد أن أوصل الفكرة لأبسط إنسان مهما كان مستواه الذهني والفكري متدنياً وضحلاً كي ألزمه الحجة التامة فلا يبقى أي مجال للمكر والخديعة والغرور .
الخطوة العاشرة : الخروج عن العقل والإنسانية
وبعد كل ذلك هل يمكن أن نتصور إنساناً يحترم عقله وإنسانيته يرفض وينكر تلك الحقيقة الإلهية القرآنية الواضحة الجلية التي لا تخفى على كل عاقل وكل إنسان مهما كان مستواه الفكري والذهني؟
الجواب واضح وجلي بأنه لا يمكن تصور ذلك ، فالذي يرفض وينكر تلك الحقيقة الإلهية القطعية الجلية الواضحة ، فهو إنسان غير عاقل وخارج عن الإنسانية .
الخطوة الحادية عشرة : العجب ... وكل العجب
لكن .... العجب ..... العجب ..... العجب ...... وكل العجب ...... نجد شخصاً مدّعياً يقلب الموازين والحقائق ويتنصل ويخرج عن الإنسانية ويتمرد على المنطق والعقل والعرف بإنكاره تلك الحقيقة القرآنية الإلهية .......، بادعائه أن فرعون قال آمنت عندما رأى معجزة انفلاق البحر ، وأن معجزة انفلاق البحر هي السبب وهي التي ألجأت وقهرت فرعون لأن يقول آمنت .
ففي كتاب إضاءات من دعوات المرسلين ج3 القسم الثاني :
قال المدّعي [[إضاءة....... بعد أن عرفنا وجود قانون إلهي لمعرفة خليفة الله في أرضه وهو مذكور في القرآن الكريم بل وجاء به كل الأنبياء والمرسلين(E) ويوسف(D) ..
أما المعجزة المادية فهي لا يمكن أن تكون وحدها طريق لإيمان الناس بل الله لا يرضى بهكذا إيمان مادي محض .
ولو كان يُقبل لقُبل إيمان فرعون بعد أن رأى معجزة مادية قاهرة لا تؤول وهي انشقاق البحر ورأى كل شق كالطود العظيم ولمسه بيد فقال ءآمنت...]]
لاحظ أيها القارئ العاقل ، لاحظ أيها المنصف أيها الإنسان السوي .
لاحظ كيف أنه فرّع قول فرعون آمنت حيث قال المدعي [[ فقال ءآمنت]]
فرّعه على انشقاق البحر ورؤية فرعون للمعجزة ولمسه لها بيده...، وعبّر عنها بأنها قاهرة لا تؤول ، وهذا الفهم للآيات القرآنية ومعانيها يخالف الحقيقة الإلهية اليقينية التي أثبتناها وبهذا يكون المدّعي قد خالف العقل والعقلاء وخالف العرف وأهل العرف وخالف الإنسان السويّ والإنسانية وخالف القرآن وآياته ومعانيه الضرورية .
الخطوة الثانية عشرة : أين العجب ؟؟
لكن يبقى سؤال أين العجب ولماذا العجب ؟ ليُخالف من يخالف وليخرج من يخرج عن الإنسانية وعن الإسلام والدين والضرورة الدينية ، .... ، فأين العجب ؟!
أقول إن العجب ....والعجب ...والعجب ...وكل العجب... أن هذا المدّعي الجاهل الظلامي يدّعي السفارة أو الوصاية أو الإمامة أو النبوة أو الرسالة ، أو الخلافة.....
تصور أيها العاقل أيها الإنسان أيها السويّ أن مثل هذا الجاهل الذي يجهل الحقائق القرآنية الإلهية الواضحة البينة اليقينية يدّعي السفارة أو الوصية أو الإمامة أو النبوة أو الرسالة .
نعم هو يدّعي هذه الدعوى الباطلة الفاسدة الضالة المضلة ، وسأكشف لكم دعوته بالدليل والأثر وبالتفصيل والبيان في موارد لاحقة إن شاء الله تعالى وسأكشف لكم السخف والسفه والتهافت والجهل والظلام في الفكر والعقل والقلب والنفس عند المدّعي، وكل شيء بالدليل والأثر والبرهان الجلي الواضح التام إن شاء الله تعالى ، إذا اضطررنا لهذا عندما لا نجد المعين والناصر من أصحابنا الأنصار الأخيار ، أصحاب النصرة الصادقة الحقة الذين ينطقون بالحق ويؤيدون بروح القدس ، نعم نريد نصرة بالكتابة والتأليف والبيان والدليل والبرهان الذي يُقطع به حبل الشيطان وخبثه وفتنه .
الخطوة الثالثة عشرة : أين الناصر ... الى متى ...
الى الله المشتكى وعليه المعوّل ، أين الناصر أين المعين الى متى يبقى صاحبكم (كاتب هذه الكلمات الحقير الذليل العاصي الجاني المذنب القاصر المقصّر ...) الى متى يبقى يتصدى بنفسه للرد على هذا وذاك ، وأترك البحوث الفقهية والأصولية وانشغل بالرد على مثل هذه التفاهات والسخافات (مقارنة مع الفقه والأصول) والتي بإمكان أي مكلف مخلص التزم معنا بالواجبات الشرعية والأخلاقية أن يرد على المدّعي ويدحض ويبطل ويسفّه المدّعي ومدّعاه فيقطع دابر الكذب والنفاق والجهل والضلال ، فأين أنتم يا أنصار يا أخيار إن ما كتبه المدّعي تافه تافه تافه ضحل ضحل ضحل وهو أتفه وأكثر ضحالة مما تتصورون ، إنه لا يفرّق بين الناقة و الجمل نعم انه كذلك فعلاً وواقعاً ، فهو لا يفرّق بين النص والوصية ، ولا يفرّق بين كلام الله تعالى وكلام الأنبياء(E) ولا يفرّق بين المعجزة وغيرها ، انه يقلب الحقائق والموازين رأساً على عقب ، وبعد هذا كله وغيره الأكثر يأتي المدّعي ويقول انه عالم وأعلم بالمتشابه !!! سبحان الله.... إذا كان حالك وفهمك للمُحكَم بهذه الصورة الظلامية المشوِّهة للحقائق فما بالك في المتشابه !!! سبحان الله ولا إله إلا الله والله أكبر .
الخطوة الرابعة عشرة : لا غرابة ... إدعاء ألوهية ...... أستغفر الله
والله والله والله إن ضحالة فكر المدّعي وسقم عقله وانحرافه النفسي الى المستوى الذي لا نستغرب منه أبداً لو أنه كتب في يوم من الأيام ، عن أسماء الله الحسنى وعن صفات الله تعالى ((طبعاً يكتب بالمستوى الركيك الضحل المضطرب المتهافت)) ، ثم يقول ((هذه أسماء الله الحسنى وهذه صفاته ، وأنا أتصف بكذا وكذا.... إذن أنا الله)) أستغفر الله وسبحان الله وتعالى الله عما يقول الجاهلون الضالون
نعم ....يمكن أن يفعلها كما فعلها في ادّعائه السفارة أو الوصاية أو الإمامة أو النبوة أو الرسالة أو الخلافة...، أو كل ذلك ..
الخطوة الخامسة عشرة : تنبيه وإعلام
ذكرت الكلام السابق لمن يريد النصرة الحقة الصادقة كي أنبهه الى منافذ النقاش مع المدّعي وفكره المنحرف السقيم .
وأود اعلامكم أن ما ذكرته من كلام قبل قليل مؤيَّد ومسند بالدليل والبرهان وهو وغيره موثق عندي في بحث يتضمن موارد عديدة تبطل وتُسقط وتسفّه المدّعي ودعوته وتكشف جهله وظلامه ، ونشر البحث وموارده يتوقف على :
1- عدم اعلان المدّعي توبته العلنية الصريحة أمام الأشهاد والتصريح بأنه أخطأ واشتبه .
2- عدم تصدي الأنصار الأخيار للنصرة الحقة الصادقة التامة القاطعة لحبل الكذب والافتراء والمكر والخداع .
وفي الختام أقول للمدّعي بعد هذا الجهل والظلام......
فأي علم ومعرفة في القرآن تتحدث عنها ؟
وأي متشابه تفسّره وتبيّنه ؟!!
وأي مناظرة ومجادلة ومحاججة بالقرآن تدّعيها ؟!!
توجه الى الله تعالى بالتوبة التامة الصادقة قبل أن يدركك حكم الله تعالى فتقول ءآمنت........... فيقال لك ....ءآلآن.....
بسم الله الرحمن الرحيم
((أَ رَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ أَ فَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً))الفرقان/43
بسم الله الرحمن الرحيم
((وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جاءَهُ أَ لَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْكافِرِينَ))العنكبوت/68
والحمد لله ربِّ العالمين والعاقبة للمتقين
وصلِّ اللهم على محمد وآل محمد
وعجل فرج قائم آل محمد
الحسني
وصلِّ اللهم على محمد وآل محمد
وعجل فرج قائم آل محمد
الحسني