اسـتـوقـفـنـي [ تـصـرُّف ] إمـام الـحـنـابـلـة ، و ضـحـكـتُ مـن ابـن تـيـمـيـة ،
ثُـمَّ انـصـرفـتُ مُـتـقـرِّفـًا مـن ذا و ذاك ، و أظـن أنَّ مـذهـب أحـمـد بـن حـنـبـل ،
لـولا كـرامـة [ قـمـيـص ] الـشـافـعـي لانـدثـرَ قـبـل مـولـده ! ، عـمـومـًا ؛ أعـجـبُ
مـن هـذا أنَّـهـم يـنـفـون [ الـكـرامـة ] ، و يُـثـبـتـون [ الـمَـهـانـة ] ، أجـدرُ بـهـم أن
يـرمـوْا شـيْـخـهـم بـمـا يـرمـونـنـا بـه ، أكـرَمـكِ الله مـن [ كـوثـر الـنَّـبـي ] ارتـواءًا
بـ [ كـفِّ أبـي الـحـسـنـيْـن ] ، ..

×

فـيـمـا يـتـعـلَّـق بـصُـلـب الـمـوضـوع ، طـبـعـًا لا أُخـفـي أنَّـنـا نـخـتـلـف مـع الـشـيـخ
الـمـهـاجـر ، و الـسـيـد الـفـالـي ، لـكـن ؛ ذاك لا يـعـنـي أن نُـبـالـغ فـي تـشـويـه صـورة
أحـدٍ مـنـهـمـا ، أو غـيـرهـم ، فـالـبُـصـاق أو الـعـرق ، لـم أرَ ذلـك ، كـمـا لـم أسـمـع
بـه قـبـلًا ، لـذا ؛ لابُـدَّ مـن الـتَّـأكُّـد و الـتَّـثـبُّـت ، ثُـمَّ عـنـد ذاك ، نـقـول هـذا أسـاء و آخـر
أخـطـأ ، و فـي غـيْـر ذلـك ، لابُـدَّ لـنـا مـن الإعـتـراف بـأنَّـنـا نـخـتـلـف مـعـهـم ، فـي
أشـيـاء كـثـيـرة ، لـكـن لا يـمـنـع ذلـك مـن إحـتـرامـهـمـا ، و عـلـى أيَّـة حـال ، حُـريَّـة
الـتَّـعـبـيـر لـلـجـمـيـع ، فـمـن أسـاء فـعـلـيْـه ، و مـن أحـسـن فـإلـيْـه ، ..

×

إذن ، أنـا أرى أنَّـه لا فـائـدة مـن نُـصـح الـآخـريـن بـالإسـتـمـاع لـفـقـيـدنـا الـشـيـخ
الـوائـلـي - رضـوان الله عـلـيْـه - ، و لا حـاجـةَ لأحـدٍ بـالإنـدفـاع لـلـتَّـقـلـيـل مـن هـذا
أو ذاك ، لأنَّ عُـلـمـاءنـا مُـخـتـلـفـون ، و إن اجـتـمـعـوا تـحـت [ سـقـف الـولايـة ] ، و
قـد ورثـنـا عـنـهـم هـذا الإخـتـلاف ، كُـلٌّ حـسـبـمـا يـرى أنَّ لله فـي أعـمـالـه و أقـوالـه
رضـًا و قـبـول


لـكـن هـذا لا يـمـنـع أن نـحـتـرم فـي غـيـرنـا اسـتـحـسـان مـا يـفـعـل هـذا ، أو ذاك ،
بـل إنَّـنـا جـمـيـعـًا نـتَّـفـق ، عـلـى أنَّ الـفـيْـصـل يـومَ الـقـيـامـة هـو [ عـمـل الإنـسـان ] ،
فـلا عـقـلانـيَّـة الـمـرجـع الـفُـلانـي تـنـفـعـنـا ، و لا عـرقُ الـشـيـخ الـفُـلانـي يُـخـفِّـف عـذابـًا
عـنَّـا ، [ وَقِـفُـوْهُـمْ إِنَّـهُـمْ مَـسْـؤُلـُوْن ] ، [ وَإِنْ مِّـنْـكُـمْ إِلَّا وَارِدُهَـا ] ،
الـمـهـم و الأهـم أنَّـنـا نُـدركُ مـسـؤولـيَّـتـنـا فـيـمـا نـقـول و نـفـعـل ، ..


و لا نـقـول إلَّا [ اَلْـلَّـهُـمَّ عَـلـَى دِيـنِـكَ ثَـبِّـتْـنَـا ، وَلِـطَـاعَـةِ رَسُـوْلِـكَ وَفِّـقْـنَـا ، وَعَـلـَى
وِلَايَـةِ الْإِثْـنَـيْ عَـشَـرَ إِمَـامـًا مَـا أَحْـيَـيْـتَـنَـا أَدِمْـنَـا ، وَعَـلـَى حُـبِّـكَ وَحُـبِّـهِـم أَمِـتْـنَـا ] ،
و أمَّـا الـكـرامـات و الـعـطـايـا فـرُبَّـمـا تـتَّـخـذُ أشـكـالًا مُـتـعـدِّدة ، و تـظـهـرُ فـي مـواقـف
مُـتـبـايـنـة ، و [ كُـلًّا نُـمِـدُّ هَـؤُلَاءِ وَهَـؤُلَاءِ مِـنْ عَـطَـاءِ رَبِّـكَ وَمَـا كَـانَ عَـطَـاءُ رَبِّـكَ مَـحْـظُـوْرًا ]
سـواءًا وافـقـنـا أم لـم نـوافـق ، فـإنَّ عـطـايـا الله لـيْـسـت حـكـرًا عـلـى [ حُـسـيْـنـيَّـة ] دون
أُخـرى ، و لا الـكـرامـات و الـبـركـات مـحـصـورة فـي بُـصـاق هـذا ، أو عـرق ذاك ، و لا حـتَّـى
فـي تـقـلـيـد هـذا أو ذاك ، و هـذا أعـظـمُ مـا فـي الأمـر ، فـلا يـحـتـج أحـدٌ بـالـكـرامـات و مـا
إلـى ذلـك عـلـى غـيْـره ، فـكُـلُّـنـا مـن عـطـاء الله [ لـديـنـا كـرامـات ] ، لـكـن نـخـتـلـف فـي
طـريـقـة الـتَّـعـبـيـر عـنـهـا

ذاك إن صـحَّ أنَّ هُـنـاكَ عـرقـًا ، أو بُـصـاقـًا ! ، لأنَّـنـي مـا رأيْـت ، و لا سـمـعـت ، إلَّا أنَّ هُـنـاكَ
مَـن اسـتـحـسـنـهـا ، مـع أنَّـه يـنـفـي وجـودهـا ! ، لـذا فـإنَّ الـبـعـض يُـسـيء لـلـشـيـخ الـمـهـاجـر
ظـنَّـاً مـنـه أنَّـه يـمـتـدحـه ، طـالـمـا أنَّـهـا غـيْـر مـوجـودة ، فـلـمـاذا تُـضَـمِّـنـهـا فـي خـانـة الـكـرامـات ؟!

رُبَّـمـا عـلـى رأي أحـد الـقـابـعـيـن فـي [ صـوْمـعـة الـوهـابـيـة ] ، عـنـدمـا يـصـفُ نـفـسَـهُ مُـتـفـاخـرًا ،
فـيـقـول : [ أَبْـصُـقُ عَـشْـرًا ؛ أُبْـطِـلُ سِـحْـرًا ] ! ، لـكـن هـذا وهـابـي ، و الـفـارق كـبـيـر ، فـ [ الـمـاء بـعـدَ
قـمـيـص الـشـافـعـي كـرامـةٌ عـنـدهـم ] ، و كـذلـك الـبُـصـاق ، أمَّـا عـنـدنـا فـلا تـصـل إلـى هـذه الـدَّرجـة
لا مـن الـشـيـخ فُـلان ، و لا الـسـيـد فُـلان ، مـع الـتَّـحـفُّـظ فـي مـا نـخـتـلـف فـيـه

و عـلـى كُـلٍّ ؛ سـرُّ الـكـرامـة ، أنَّ الإنـسـان فـي دعـائـه و رجـائـه ؛ لا يـنـظـر إلـى عـجـزه ، إنَّـمـا يـتـطـلَّـع
إلـى قُـدرة الله ، و لا يـأمـلُ مـا يـسـتـحـق ، و إنَّـمـا يـتـأمَّـلُ كـرمَ الله ، فـيـسـتـقِـلُّ قـدره ، و يُـعَـظِّـمُ ربَّـه ،
عـنـدهـا ، لـن يـحـتـاجَ طـبـيـبـًا ، و لـن يـسـعـى خـلـفَ الـآخـريـن ، أيَّـاً مـا كـانـوا ، لأنَّـه حـقـيـقـةً يـشـعـرُ أنَّ
الله مـعـه أيـنـمـا كـان ، و حـيْـثُـمـا كـان ، فـي سـرَّاء ، أو ضـرَّاء ، فـي شِـدَّة ، أو رخـاء .. كـمـا أظـن أنَّ هـذا
أقـل مـا يُـمـكـن أن يـتـعـلَّـمـه الإنـسـان مـن [ مـدرسـة الإمـام عـلـي ] ، و أبـسـط شـعـور يـكـتـسـبـه مـن ذاك
الإمـام الـعـظـيـم ، مـع إحـتـرامـي لـلـعـرفـانـيِّـيـن ، ..



لـذا ؛ لا تـنـزعـجـوا مـن بـعـضـكـم ، دافـعـوا عـن مُـعـتـقـداتـكـم بـ [ ابـتـسـامـة ]