إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

شبهات المخالفين في ما يخصّ زيارة عاشوراء والزيارة الجامعة وغيرهما :

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شبهات المخالفين في ما يخصّ زيارة عاشوراء والزيارة الجامعة وغيرهما :

    في هجمة عنيفة على معتقداتنا وموروثاتنا والتشكيك فيها من قبل السلفيين والنواصب ، وأخرى من قبل بعض من يدعي التشيع ، فالشيعي وخصوصا في بلاد الغربة لايستطيع مقاومة ذلك ، أولاً لعدم توفر المصادر التي يستقي منها معلوماته . وثانياً لضخامة الهجمة التي تواجههه . خصوصاً وأن خطورة الذين يدعون التشيع أكبر من خطورة السلفيين والنواصب ، لأن هؤلاء يقومون بين فترة وأخرى بزيارات لهذه البلاد ويحاضرون في الحسينيات والمساجد والمراكز الشيعية أو يأتي من ينوب عنهم ليقوم بدور التشكيك بكل شيء بلغة شيعية وبروايات عن أئمة أهل البيت عليهم السلام . ومن أبرز هذه الإشكالات التشكيك بالزيارات والأدعية لذا نرجو من سماحتكم توضيح فيما إذا كانت روايات كل من :
    1 ـ زيارة عاشوراء .
    2 ـ زيارة الجامعة الكبيرة .
    3 ـ زيارة الناحية المقدسة .
    4 ـ زيارة وارث .
    5 ـ دعاء التوسل .
    6 ـ دعاء السمات .ش
    7 ـ دعاء الندبة .
    8 ـ دعاء العهد .
    9 ـ دعاء الفرج .
    هل ان مسانيد هذه الزيارات والأدعية تصل الى المعصومين ، وهل أن في سندها ضعف ؟ نرجو إن أمكنكم التعرض لكل زيارة ودعاء بشكل منفصل وذكر أسانيدها وهل هناك تواتر أم ضعف في سندها ؟ وفقكم الله لكل خير .والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
    جواب سماحة الشيخ محمد السند :
    قبل الخوض في الاجابة عن السؤال لا بدّ أن يلتفت الاخوة الى النقاط التالية :
    1 ـ ان مضأمين الزيارات والأدعية المدرجة في السؤال لا يقتصر ورود مضمونها على تلك الزيارات والأدعية فهناك العديد من الزيارات الأخرى والاًدعية الأخرى بأسانيد اُخرى قريبة المضمون معنىً ولفظاً لقطعات من الاُولى ، كما أن هذه الزيارات والأدعية قد ورد كثير من مضامينها في الروايات الواردة في المعارف ، وهي في كثير من طوائفها مستفيضة بل بعضها متواتر معنوي أو إجمالي ، وعلى هذا فالدغدغة في أسانيد هذه الزيارة أو تلك أو هذا الدعاء وذاك تنطوي على عدم المام بهذه الحقيقة العلمية المرتبطة بعلم الحديث والرواية :
    2 ـ ان الزيارات والأدعية ليست معلماً عبادياً بحتا بل هي معلماً علميا ومعرفياً مهم للدين ، فهي عبادة علمية ومن ثم تنطوي هي على معارف جمّة وتكون بمثابة تربية علمية في ثوب العبادة ، ومن المعلوم ان أفضل العبادات هي عبادة العالم ، والعبادة العلمية أي : المندمجة مع العلم ، وهكذا الحال في هذه الزيارات والأدعية ، وبذلك يتبين أن ما وراء التشكيك والمواجهة للزيارات والأدعية هو تشكيك ومواجهة للمعارف :
    3 ـ ان هذه الزيارات والادعية كفى بها اعتماداً مواظبة أكابر علماء الطائفة الامامية على اتيانها في القرون المتلاحقة ، وهذا بمجرده كاف للبصير بحقانية المذهب وعلمائه في توثيق هذه الزيارات والأدعية ·
    1 ـ أما زيارة عاشوراء فقد رواها الشيخ الطوسي شيخ الطائفة في كتابه المعتمد لدى الطائفة الامامية وعلماءها ـ مصباح المتهجد ـ عن محمد بن اسماعيل بن بزيع ـ الذي هو من أصحاب الرضا عليه السلام الأجلّاء الفقهاء وعيون أصحابه ، وطريق الشيخ الى بن بزيع صحيح ، كما ذكر ذلك في الفهرست والتهذيب والذي يروي الزيارة عن عدة طرق عن الصادق والباقر صلى الله عليه وآله ؛ فقد رواها عن صالح بن عقبة ، عن أبيه ، عن الباقر عليه السلام . وعن سيف بن عميرة ، عن علقمة بن محمد الحضرمي ، عن الباقر عليه السلام . وعن سيف بن عميرة ـ الذي هو من الثقات الأجلّاء ـ عن صفوان بن مهران الجمّال ـ والذي هو من الثقات الأجلاء المعروفين ـ عن الصادق عليه السلام . وعن محمد بن خالد الطيالسي . فإسناد الشيخ اليها صحيح .
    وقد رواها قبل الشيخ الطوسي، شيخ الطائفة ابن قولويه استاذ الشيخ المفيد في كتابه المعتمد لدى علماء الامامية كامل الزيارات ـ باسنادين معتبرين عن كل من : محمد بن خالد الطيالسي ، وابن بزيع ، عن الجماعة المتقدمة فاسناده صحيح .
    كما قد رواها الشيخ محمد بن المشهدي في كتابه المعروف المزار الكبير ، وهو من أعلام الطائفة الامامية في القرن السادس ، بسنده .
    وقد رواها السيد ابن طاووس في كتابه مصباح الزائر باسناده ، وهو من أعلام القرن السابع .
    وقد رواها أيضاًالكفعمي في كتابه المصباح ، وهو من أعلام القرن العاشر .
    2 ـ أما زيارة الجامعة الكبيرة :
    فقد رواها الشيخ الصدوق في كتابه المشهور من لا يحضره الفقيه ، وكتابه عيون أخبار الرضا عليه السلام باسانيد فيها المعتبر ، عن محمد بن اسماعيل البرمكي الثقة الجليل ، عن موسى بن عمران النخعي وهو قرابة الحسين بن يزيد النوفلي ، وهو ممن وقع كثيراً في طريق رواية المعارف عن الأئمة التي اوردها الكليني في أصول الكافي ، والصدوق في كتبه كالتوحيد واكمال الدين والعيون وغيرها ، وكلها مما اشتملت على دقائق وأصول معارف مدرسة أهل البيت ، فيستفاد من ذلك علو مقام هذا الرواي.
    وتوجد لدي رسالة مستقلة في أحواله واساتذته وتلاميذه وتوثيقه وجلالته ليس في المقام مجالا لذكرها .
    وقد روى الشيخ الطوسي في كتابه المعتمد ( التهذيب ) هذه الزيارة باسناده الصحيح عن الصدوق أيضاً.
    كما قد روى هذه الزيارة الشيخ محمد بن المشهدي في كتابه المعتمد ( المزار الكبير ) باسناده الصحيح عن الصدوق ، وهو من أعلام الامامية في القرن السادس .
    وقد رواها أيضاًالكفعمي في البلد الأمين ، وكذا المجلسي في البحار· ثم أن مضأمين هذه الزيارة قد وردت بها الروايات المستفيضة والمتواترة عن أهل البيت عليهم السلام الواردة في فضائلهم ومناقبهم ، وكذلك في روايات العامة الواردة في فضائلهم ؛ فلاحظ وتدبّر .
    3 ـ أما زيارة الناحية المقدسة :
    فتوجد زيارتان عن الناحية المقدسة : الاُولى : المذكور فيها التسليم على أسماء الشهداء رضوان الله تعالى عليهم وقد رواها المفيد في مزاره ، والشيخ محمد بن المشهدي ، الذي هو من أعلام القرن السادس باسناده ، عن الشيخ الطوسي باسناده ، عن وكلاء الناحية المقدسة في الغيبة الصغرى ، ورواها أيضاًالسيد ابن طاووس في ( مصباح الزائر ) وفي ( الاقبال ) باسناده الى جده الشيخ الطوسي باسناده الى الناحية المقدسة . ورواها المجلسي في البحار .
    أما الثانية وهي المعروفة ؛ فقد رواها الشيخ المفيد في مزاره ، والشيخ ابن المشهدي في المزار الكبير ، والمجلسي في بحاره ، والفيض الكاشاني في كتابه ( الصحيفة المهدوية ) ، وهي وان كانت مرسلة الاسناد الا انه اعتمدها كل من : الشيخ المفيد وابن المشهدي .
    4 ـ أما زيارة وارث :
    فقد رواها الشيخ الطوسي في مصباح المتهجد بسند صحيح عن ابن قضاعة ، عن أبيه ، عن جده صفوان بن مهران الجمال ، عن الصادق عليه السلام ؛ فالسند صحيح . وهناك مصادر اُخرى اكتفيت بالاشارة الى أحدها .
    5 ـ أما دعاء التوسل :
    فقد أخرجه العلامة المجلسي عن بعض الكتب ، وقد وصفها بالمعتبرة ، وقد روى صاحب ذلك الكتاب الدعاء عن الصدوق قدس سره وقال : ما توسلت لأمر من الاُمور الا ووجدت أثر الاجابة سريعاً . ثم ان مضمونه يندرج في عموم قوله تعالى : ( ادعوني استجب لكم
    ) ، وقوله تعالى : ( وابتغوا اليه الوسيلة ) ، وقوله تعالى : ( قل لا اسئلكم عليه اجراً الا المودة في القريى ) ، وق( ما سألتكم من أجر فهو لكم ) ، وقال : ( ما اسئلكم عليه من أجر الا من شاء ان يتخذ الى ربه سبيلا
    ) فبضم هذه الآيات الى بعضها البعض يعلم أنهم عليهم السلام السبيل والمسلك والوسيلة الى رضوانه تعالى .
    6 ـ أما دعاء السمات :
    فقد رواه الشيخ الطوسي شيخ الطائفة الامامية في كتابه المعتمد لدى علماء المذهب ( مصباح المتهجد ) عن العمري النائب الخاص للحجة عجل الله تعالى فرجه ، وذكر السيد ابن طاووس في ( جمال الاسبوع ) قبل أن يورد الدعاء أن الشيخ : روى الدعاء في مصباحه بروايتين واسنادين . وظاهر كلامه عن نسخة المصباح التي لديه أن هذا الدعاء : معطوف اسناده على الدعاء السابق . وقد رواه الشيخ بسند صحيح عال ، وهو محتمل بحسب النسخ التي لدينا ، بل ان ابن طاووس كل نسخه مسندة مصححة لقرب عهده بالشيخ الطوسي الذي هو جده قدس سرهما ، ومن ثم عبّر الشيخ عباس القمّي + في ( مفاتيح الجنان ) عن الدعاء انه : مروي باسناد معتبر . وهو كذلك ؟ لأن ابن طاووس أشار أيضاًالى وجود اسانيد اُخرى سيشير اليها في كتبه الأخرى ، وكما قال غير واحد : قد واظب عليه أكثر علماء السلف :
    7 ـ أما دعاء الندبة والعهد والفرج :
    فقد رواها السيد ابن طاووس في ( مصباح الزائر ) عن بعض الاصحاب ورواه قبله ـ بما يزيد على القرن ـ الشيخ ابن المشهدي في كتابه ( المزار الكبير ) باسناده ، عن محمد بن أبي قرة ، عن محمد بن الحسين البزوفري . وقد رواه ابن طاووس في ( الاقبال ) أيضاً، ورواه المجلسي في ( البحار ) و( زاد المعاد ) ، والميرزا النوري في ( تحفة الزائر ) والفيض الكاشاني في ( الصحيفة المهدوية ) .

  • #2
    من السيد الروحاني حفظه الله:


    السؤال: ما هو رأيكم الشريف في صحّة نسبة الزيارة المشهورة والمعروفة بزيارة الناحية الى الامام المعصوم عليه السلام؟
    الجواب: باسمه جلت اسمائه
    هذه الزيارة مذكورة بطولها في كتاب الصحيفة المهدية للعلامة التقيّ الورع الشيخ ابراهيم بن المحسن الكاشاني (قده) و بمقتضی اخبار من بلغ الدالة علی التسامح في ادلّة السنن يحكم باستحبابها فهي في حكم الصحية

    http://www.istefta.com/ans.php?stfid=6006&subid=15

    تعليق


    • #3
      أما زيارة الجامعة الكبيرة :
      فقد رواها الشيخ الصدوق في كتابه المشهور من لا يحضره الفقيه ، وكتابه عيون أخبار الرضا عليه السلام باسانيد فيها المعتبر ، عن محمد بن اسماعيل البرمكي الثقة الجليل ، عن موسى بن عمران النخعي وهو قرابة الحسين بن يزيد النوفلي ، وهو ممن وقع كثيراً في طريق رواية المعارف عن الأئمة التي اوردها الكليني في أصول الكافي ، والصدوق في كتبه كالتوحيد واكمال الدين والعيون وغيرها ، وكلها مما اشتملت على دقائق وأصول معارف مدرسة أهل البيت ، فيستفاد من ذلك علو مقام هذا الرواي.
      وتوجد لدي رسالة مستقلة في أحواله واساتذته وتلاميذه وتوثيقه وجلالته ليس في المقام مجالا لذكرها .
      وقد روى الشيخ الطوسي في كتابه المعتمد ( التهذيب ) هذه الزيارة باسناده الصحيح عن الصدوق أيضاً.
      كما قد روى هذه الزيارة الشيخ محمد بن المشهدي في كتابه المعتمد ( المزار الكبير ) باسناده الصحيح عن الصدوق ، وهو من أعلام الامامية في القرن السادس .
      وقد رواها أيضاًالكفعمي في البلد الأمين ، وكذا المجلسي في البحار· ثم أن مضأمين هذه الزيارة قد وردت بها الروايات المستفيضة والمتواترة عن أهل البيت عليهم السلام الواردة في فضائلهم ومناقبهم ، وكذلك في روايات العامة الواردة في فضائلهم ؛ فلاحظ وتدبّر .



      باااااارك الله بكم أحسنتم

      عظم الله أجوركم

      و ثبتنا الله و اياكم على ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام )

      و ابعد الله عن قلوبنا و قلوبكم التشكيك و الشبهات

      تعليق


      • #4
        احسن الله اليكم


        اختي شفتم كيف صاحب موضوع اللامعقولية عجز عن اثبات سند حديث الوصية



        يا ريت الموالين يطلبون منه اثبات السند

        تعليق


        • #5
          السلام عليكم

          1- جواب مكتب آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم :

          بسم الله الرحمن الرحيم وله الحمد
          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
          ج ـ لا يتيسر لنا معرفة حال سند زيارة الناحية المقدسة ، لأنه غير مذكور في كتب الحديث وإنما حكي عن الشيخ المفيد والشيخ محمد بن المشهدي (قدس سرهما) إثباتها في كتاب المزار مرسلة من دون ذكر سند لها، لأنهم كثيراً ما يحذفون الإسناد في كتب المزار والمستحبات والآداب اختصاراً ، إلاّ ان ذكر هذين العلمين لها يوجب نحواً من الركون لها، خصوصاً الشيخ المفيد (قدس سره) الذي هو قريب من عصر الغيبة الصغرى مع ما هو المعلوم من انحصار الرواية عن الحجة (عجل الله فرجه) في عهد الغيبة الصغرى بأحد نوابه الخاصين الأربعة، وليس هو(عليه السلام) منفتحاً على جميع الناس كآبائه (عليهم السلام)، حيث قد ينقل عنهم من لا وثوق به. ومن البعيد جداً أن ينقل المفيد الزيارة من دون أن يثق بنقلها عن أحد النواب المذكورين مع ما هو المعلوم من قربه من عصرهم وقلة الوسائط بينه وبينهم، فهو نظير ما إذا نقل مثل السيد الحكيم أو السيد الخوئي(قدس سرهما) حديثا كتبياً عن مثل الشيخ الأنصاري أو صاحب الجواهر (قدس سرهما) واثبتاه في كتاب لهما من دون أن يذكرا السند بينهما وبين أحد الشيخين المعظمين، حيث لا إشكال في الركون إلى نقلهما بسبب قرب العهد.
          ولا بأس بقرائتها برجاء الورود.


          2- جواب آية الله العظمى التبريزي :


          ما رأيكم الشريف في زيارة الناحية المقدسة سنداً؟
          بسمه تعالى; هي من الزيارات المشهورة المعروفة لدى الشيعة، واللّه العالم.

          تعليق


          • #6
            بسم الله الرحمن الرحيم

            زيارة الناحية المقدّسة إحدى الزيارات المشهورة لسيّد الشهداء أبي عبدالله الحسين عليه السّلام، وهي زيارة يُزار بها عليه السّلام في يوم عاشوراء وغيره من الأيّام، أي أنّها من الزيارات المُطلَقة.
            وزيارة الناحية فيها مزيج رائع من المودّة الصافية والمعرفة واللوعة الممزوجة بالتوسّل والرغبة، وتركيب من المعارف الروحيّة التي تبعث في الزائر ـ إضافة إلى حالة الانكسار والحُرقة ـ إحساساً بالمسؤوليّة، وتحرّكه في طريق الالتزام المسؤول.
            وتشترك زيارة الناحية مع نظيرتها « زيارة عاشوراء » في انتمائهما من جهة الصدور إلى إمام العصر عليه السّلام، وفي الوضوح الذي ترسمه لمعالم واقعة الطفّ الأليمة المفجعة، ثمّ تدفع بالزائر ـ وقد طفح كيانه بمعرفة مقام إمامه ومُقتداه، وامتلأ وجوده بحبّه ومودّته والشوق إليه ـ إلى تبنّي موقف واعٍ من قضية التولّي والتبرّي: التولّي لإمامه الشهيد في طريق إحياء دين خاتم الرسل صلّى الله عليه وآله وتولّي أصحابه وأنصاره الغرّ الميامين الذين تساقطوا الواحد تلو الآخر في سبيل العقيدة الحقّة؛ والتبرّي ـ في المقابل ـ من خطّ الظلام: خطّ الانحراف عن مسيرة الرسالة المحمّدية البيضاء، الذي جسّده يزيد وأعوانه وطُغمته.
            تبدأ زيارة الناحية بالسلام على أنبياء الله وأولياء دينه الأئمّة الأطهار عليهم السّلام، ثمّ بالسلام على أبي عبدالله الحسين الشهيد عليه السّلام وأنصاره الأبرار الأوفياء، ثمّ تعرّج على صفات أبي عبدالله عليه السّلام وسيرته ونهجه قبل حركته في عاشوراء، وتبيّن الأرضيّة التي مهّدت لحركة سيّد الأحرار عليه السّلام وثورته، ثمّ تعدّد المصائب التي صُبّت عليه عليه السّلام في كربلاء، والحزن الذي طبّق الخافقَين لفقده وشهادته، وبكاء السماوات السبع والأرضين السبع وما فيهنّ وما بينهنّ على ما أصابه ولحق به، ثمّ تنتهي بالتوسّل إلى الله عزّوجلّ بحقّ الأئمّة الأطهار عليهم السّلام.


            مصادر زيارة « الناحية المقدّسة »

            ممّا لا يرقى إليه الشكّ أنّ هذه الزيارة قد صدرت عن الإمام المعصوم عليه السّلام؛ ومن أقدم المصادر التي نقلت هذه الزيارة الشريفة: كتاب المزار للشيخ المفيد ( ت 413 هـ )، حيث ذكرها في أعمال يوم عاشوراء. يقول العلاّمة المجلسيّ: قال الشيخ المفيد قدّس الله روحه ما هذا لفظه: زيارة أخرى في يوم عاشوراء برواية أخرى؛ إذا أردتَ زيارته بها في هذا اليوم فقف عليه عليه السّلام وقل: السلام على آدم صفوة الله... »(1).

            ونقل هذه الزيارة بعد الشيخ المفيد: تلميذُه السيّد المرتضى علم هدى ( ت 436 هـ ) حسبما جاء في كتاب مصباح الزائر؛ نقل ذلك السيّد الأمين في كتابه أعيان الشيعة(2).

            قال السيّد ابن طاووس في مصباح الزائر: « زيارة ثانية بألفاظ شافية يُزار بها الحسين صلوات الله عليه، زار بها المرتضى علمُ الهدى رضوان الله عليه. قال: فإذا أردت الخروج فقل: اللهمّ إليك توجّهتُ... ثمّ تدخل القبّة الشريفة وتقف على القبر الشريف وقُل: السلام على آدم صفوة الله... »(3).

            وقد أشار الشيخ المجلسيّ في كتابه إلى هذه الزيارة المنقولة عن السيّد المرتضى(4).

            وتبع السيّدَ المرتضى ابنُ المشهدي: أبو عبدالله محمد بن جعفر بن علي المشهديّ ( كان حيّاً سنة 595 هـ ) وهو تلميذ شاذان بن جبرئيل القمّي وعبدالله بن جعفر الدُّوريستي، وورّام بن أبي فراس؛ وهو استاذ ابن نما الحلّي وفخار بن معدّ الموسوي.

            كتب ابن المشهدي في كتابه ( المزار الكبير ) يقول في شأن زيارة الناحية: « زيارة أخرى في يوم عاشوراء لأبي عبدالله الحسين عليه السّلام ممّا خرج من الناحية إلى أحد الأبواب. قال: تقف عليه وتقول: السلام على آدم صفوة الله... »(5).

            وبعد ابن المشهدي جاء العالم الشيعيّ الكبير السيّد ابن طاووس: رضيّ الدين عليّ بن موسى بن طاووس الحسني البغداديّ ( ت 664 هـ )، فنقل هذه الزيارة في ( مصباح الزائر )(6).

            ومن هذين الكتابين الأخيرين نقل متأخّرو علماء الشيعة في مؤلّفاتهم في الحديث والمزار، وألّفوا في شرح الزيارة الشروح المتعدّدة. ومن هؤلاء المتأخرّين:

            1 ـ العلاّمة المجلسيّ في بحار الأنوار(7) وتحفة الزائر(8)، الزيارة الرابعة للإمام الحسين عليه السّلام.

            2 ـ المحدّث النوري في مستدرك الوسائل(9).

            3 ـ الشيخ إبراهيم بن محسن الكاشانيّ في الصحيفة المهديّة(10).

            4 ـ الشيخ عباس القمّي في نَفَس المهموم(11).

            5 ـ المرجع السيّد محمد هادي الميلاني في « قادتنا كيف نعرفهم »(12).

            6 ـ كتاب جامع أحاديث الشيعة المؤلَّف باشراف من المرجع السيّد حسين البروجردي(13).

            وسوى ذلك من كتب الزيارات والأدعية.

            فزيارة الناحية إذاً لها سابقة تاريخيّة عريقة تمتدّ جذورها إلى أكثر من ألف سنة.


            صدور زيارة الناحية

            تسالمت مؤلّفات الشيعة منذ القِدَم على انتساب الزيارة المعروفة بزيارة الناحية إلى الإمام الثاني عشر من أئمّة أهل البيت عليهم السّلام. وقد تطرّق علماء الشيعة إلى ذكر هذه الحقيقة في مؤلّفاتهم، فنرى الشيخ المفيد ( ت 413 هـ ) يقول في كتابه « المزار »: زيارة أخرى في يوم عاشوراء برواية أخرى. وهي جملة تُشير إلى أنّ هذه الزيارة قد بلغته عن طريق الرواية المنقولة عن الإمام المعصوم(14).

            ونجد السيّد المرتضى يقدّم هذه الزيارة على باقي الزيارات التي يُزار بها السبط الشهيد أبو عبدالله الحسين عليه السّلام.

            ونشاهد السيّد ابن طاووس يقول في مصباح الزائر: « زار بها المرتضى علمُ الهدى رضوان الله »(15)، كما نشاهد السيّد ابن طاووس أيضاً يصرّح في كتاب المزار(16) بأنّ هذه الزيارة هي « زيارة أخرى تختصّ بالحسين صلوات الله عليه، وهي مرويّة بأسانيد مختلفة، وهي أوّل زيارة زار بها المرتضى علم الهدى رضوان الله عليه ».

            ومن الجليّ أنّ فقيهاً جليلاً وعالماً شهيراً كالسيّد المرتضى لا يقدّم زيارة معيّنة على الزيارات الأخرى ـ من أمثال زيارة عاشوراء ـ ولا يزور بها إلاّ بعد ثبوت سندها لديه(17).

            وكذلك نجد ابن المشهديّ يصرّح عند نقله لهذه الزيارة بقوله: « زيارة أخرى في يوم عاشوراء لأبي عبدالله الحسين، ممّا خرج من الناحية إلى أحد الأبواب »(18).

            وفي هذه الجملة تصريح بأنّ هذه الزيارة تنتسب من جهة صدورها إلى الإمام المنتظر الحجّة بن الحسن العسكري عجلّ الله تعالى فرجه، وأنّها ممّا خرج عنه إلى أحد نوّابه الأربعة الخاصّين، ثمّ رُوِيَت عنهم حتّى بلغت الشيخ المفيد، ومنه إلى السيّد المرتضى، ثمّ إلى بقيّة الرواة.
            ومن هنا صرنا نشاهد الكتب المتأخرة تصرّح بهذه الحقيقة بلا مواربة. وعلى سبيل المثال، فقد كتب الشيخ إبراهيم بن محسن الكاشاني في ( الصحيفة المهديّة ) يقول عن الزيارة المذكورة: « زيارة صدرت من الناحية المقدّسة إلى أحد النوّاب الأربعة »(19).

            وكتب الشيخ عباس القمّي في ( نَفَس المهموم ) يقول في وصف حوادث عاشوراء: « فكان كما وصفه ابنُه الإمام المهديّ »(20) ـ أي في زيارة الناحية المقدسة. وكتب السيّد هادي الميلاني يقول « ونجد في زيارة الإمام المهدي صلوات الله وسلامه عليه وصفاً دقيقاً لما جرى على جدّه الحسين عليه السّلام »(21).


            أسناد زيارة الناحية

            زيارة الناحية لها أسناد محكمة تتّصل إلى الشيخ المفيد، والسيّد المرتضى وابن المشهدي. ويحتمل أنّها رُويت مُسندةً في كتاب مزار الشيخ المفيد ومصباح السيّد المرتضى، لكنّ فُقدان هذين الكتابين من جهة، وحذف أسناد الزيارات في كتاب مزار ابن المشهدي رعايةً للاختصار من جهة ثانية، ساهما في فقدان سند زيارة الناحية.
            ونلاحظ أنّ ابن المشهدي يصرّح في بداية كتابه بأنّ هذه الزيارة قد بلغته بسند متّصل. يقول: « فإنّي قد جمعتُ في كتابي هذا من فنون الزيارات... ممّا اتّصلت به من ثقات الرواة إلى السادات »(22). ثمّ إنّ ابن المشهدي عمد ـ رعايةً للاختصار، واطمئناناً منه بصدور الزيارات عن المعصوم ـ إلى حذف أسانيد الزيارات التي نقلها في كتابه.
            يقول العلاّمة المجلسيّ بعد نقل عبارة ابن المشهدي المذكورة: « فظهر أنّ هذه الزيارة منقولة مرويّة»(23).

            أمّا نسخة كتاب المزار الموجودة في مكتبة السيّد المرعشيّ فقد وردت فيها عبارة: « وهي مرويّة بأسانيد مختلفة ». وتكرّرت هذه العبارة في المستدرك للمحدّث النوري بلفظ « وهي مروية بأسانيد »(24). يضاف إلى ذلك أنّ المجلسيّ نقل عن الشيخ المفيد في كتابه المزار أنّه وصف هذه الزيارة بقوله « زيارة أخرى في يوم عاشوراء برواية أخرى »(25). وبهذا أضحى من المسلّم أنّ لهذه الزيارة أسانيد عالية ومتينة، بَيْد أنّ الشيخ المفيد والسيّد المرتضى لم يذكرا أسانيدها في كتبهما، وتبيّن أنّ السيّد المرتضى كان يقدّم هذه الزيارة على الزيارات الأخرى ـ كزيارة عاشوراء التي لها أسانيد محكمة ومتعدّدة ـ فيزور بها ويداوم على قراءتها.


            الزيارة الثانية للناحية المقدّسة ( الزيارة الرّجَبيّة )

            الزيارة الثانية المنسوبة إلى الناحية المقدّسة هي الزيارة الرجبيّة التي رواها السيّد ابن طاووس في ( إقبال الأعمال ) بإسناده ضمن أعمال يوم عاشوراء، ومطلعها: « السّلام على أوّلِ قتيل، مِن نَسلِ خيرِ سَليل »، وتشتمل على ذكر أسماء شهداء الطفّ(26).
            وهذه الرواية مرويّةٌ أيضاً عن الشيخ المفيد في المزار(27)، وعن ابن المشهدي في المزار الكبير(28).

            وقد تكرر ذكر هذه الزيارة ـ حسب نقل الشيخ المفيد والسيّد ابن طاووس ـ في أعمال أوّل شهر رجب وليلة النصف من شعبان، واشتملت على بعض الإضافات، كزيارة الإمام الحسين عليه السّلام، وزيارة علي الأكبر عليه السّلام، وباقي الشهداء ـ دون التعرّض لأسمائهم ـ وتُعرف هذه الزيارة بالزيارة الرجبيّة(29).

            يقول السيّد ابن طاووس في خاتمة هذه الزيارة: « وقد تقدّم عدد الشهداء في زيارة عاشوراء برواية تخالف ما سطرناه في هذا المكان، ويختلف في أسمائهم أيضاً، وفي الزيادة والنقصان. وينبغي أن تعرف ـ أيّدك الله بتقواه ـ أنّنا اتّبعنا في ذلك ما رأيناه أو رويناه، ونقلنا في كلّ موضع كما وجدناه ».


            سند الزيارة الثانية للناحية المقدّسة

            روى السيّد ـ وكذلك فعل ابن المشهدي في مزاره ـ بإسناده المتّصل عن جدّه، عن الشيخ الطوسيّ، عن أبي عبدالله محمّد بن أحمد بن عيّاش، عن أبي منصور بن عبدالمنعم بن النعمان البغدادي، أنّ هذه الزيارة خرجت من الناحية المقدّسة على يد الشيخ محمّد بن غالب الاصفهانيّ، قال: « خرج من الناحية سنة اثنتين وخمسين ومائتين على يد الشيخ محمد بن غالب الاصفهانيّ ».

            وهناك في هذا الشأن عدّة تساؤلات قابلة للنقاش:

            1 ـ أنّ كلمة « الناحية » إشارة إلى أيّ إمام من أئمّة أهل البيت عليهم السّلام ؟

            2 ـ هل هذه السنة ( 252 هـ ) صحيحة ؟

            يطرح محقّقو علماء الشيعة عدّة احتمالات في معرض إجابتهم على هذين السؤالين:

            1 ـ يقول العلاّمة المجلسيّ: « واعلَمْ أنّ في تاريخ الخبر إشكالاً؛ لتقدّمه على ولادة القائم عليه السّلام بأربع سنين؛ لعلّها كانت اثنتين وستيّن ومائتين. ويُحتمل أن يكون خروجه عن أبي محمّد العسكري عليه السّلام »(30).

            2 ـ يقول الحاج الميرزا أبو الفضل الطهرانيّ: « والظاهر أنّ المراد بالناحية: الإمام الحسن العسكريّ عليه السّلام. وقد ورد في كثير من الأخبار إطلاق هذا الاسم عليه، ذلك أنّ التاريخ المذكور سابق على ولادة الإمام المنتظر عليه السّلام »(31).

            نعم، إذا ما اعتبرنا أنّ سنة 252 هـ صحيحة واستبعدنا أمر التصحيف الذي يكثر في المتون المخطوطة القديمة، فإنّ المراد بالناحية المقدّسة هو الإمام العسكريّ عليه السّلام. أمّا إذا اعتبرنا أنّ سنة 252 هـ هي تصحيف لسنة 262 هـ ـ كما يحتمل المجلسيّ والبحرانيّ ـ فإنّ الزيارة المذكورة تكون منسوبة إلى صاحب العصر عجّل الله تعالى فرجه الشريف.

            تعليق


            • #7
              المشاركة الأصلية بواسطة المسلم الشيعي
              بسم الله الرحمن الرحيم

              زيارة الناحية المقدّسة إحدى الزيارات المشهورة لسيّد الشهداء أبي عبدالله الحسين عليه السّلام، وهي زيارة يُزار بها عليه السّلام في يوم عاشوراء وغيره من الأيّام، أي أنّها من الزيارات المُطلَقة.
              وزيارة الناحية فيها مزيج رائع من المودّة الصافية والمعرفة واللوعة الممزوجة بالتوسّل والرغبة، وتركيب من المعارف الروحيّة التي تبعث في الزائر ـ إضافة إلى حالة الانكسار والحُرقة ـ إحساساً بالمسؤوليّة، وتحرّكه في طريق الالتزام المسؤول.
              وتشترك زيارة الناحية مع نظيرتها « زيارة عاشوراء » في انتمائهما من جهة الصدور إلى إمام العصر عليه السّلام، وفي الوضوح الذي ترسمه لمعالم واقعة الطفّ الأليمة المفجعة، ثمّ تدفع بالزائر ـ وقد طفح كيانه بمعرفة مقام إمامه ومُقتداه، وامتلأ وجوده بحبّه ومودّته والشوق إليه ـ إلى تبنّي موقف واعٍ من قضية التولّي والتبرّي: التولّي لإمامه الشهيد في طريق إحياء دين خاتم الرسل صلّى الله عليه وآله وتولّي أصحابه وأنصاره الغرّ الميامين الذين تساقطوا الواحد تلو الآخر في سبيل العقيدة الحقّة؛ والتبرّي ـ في المقابل ـ من خطّ الظلام: خطّ الانحراف عن مسيرة الرسالة المحمّدية البيضاء، الذي جسّده يزيد وأعوانه وطُغمته.
              تبدأ زيارة الناحية بالسلام على أنبياء الله وأولياء دينه الأئمّة الأطهار عليهم السّلام، ثمّ بالسلام على أبي عبدالله الحسين الشهيد عليه السّلام وأنصاره الأبرار الأوفياء، ثمّ تعرّج على صفات أبي عبدالله عليه السّلام وسيرته ونهجه قبل حركته في عاشوراء، وتبيّن الأرضيّة التي مهّدت لحركة سيّد الأحرار عليه السّلام وثورته، ثمّ تعدّد المصائب التي صُبّت عليه عليه السّلام في كربلاء، والحزن الذي طبّق الخافقَين لفقده وشهادته، وبكاء السماوات السبع والأرضين السبع وما فيهنّ وما بينهنّ على ما أصابه ولحق به، ثمّ تنتهي بالتوسّل إلى الله عزّوجلّ بحقّ الأئمّة الأطهار عليهم السّلام.


              مصادر زيارة « الناحية المقدّسة »

              ممّا لا يرقى إليه الشكّ أنّ هذه الزيارة قد صدرت عن الإمام المعصوم عليه السّلام؛ ومن أقدم المصادر التي نقلت هذه الزيارة الشريفة: كتاب المزار للشيخ المفيد ( ت 413 هـ )، حيث ذكرها في أعمال يوم عاشوراء. يقول العلاّمة المجلسيّ: قال الشيخ المفيد قدّس الله روحه ما هذا لفظه: زيارة أخرى في يوم عاشوراء برواية أخرى؛ إذا أردتَ زيارته بها في هذا اليوم فقف عليه عليه السّلام وقل: السلام على آدم صفوة الله... »(1).

              ونقل هذه الزيارة بعد الشيخ المفيد: تلميذُه السيّد المرتضى علم هدى ( ت 436 هـ ) حسبما جاء في كتاب مصباح الزائر؛ نقل ذلك السيّد الأمين في كتابه أعيان الشيعة(2).

              قال السيّد ابن طاووس في مصباح الزائر: « زيارة ثانية بألفاظ شافية يُزار بها الحسين صلوات الله عليه، زار بها المرتضى علمُ الهدى رضوان الله عليه. قال: فإذا أردت الخروج فقل: اللهمّ إليك توجّهتُ... ثمّ تدخل القبّة الشريفة وتقف على القبر الشريف وقُل: السلام على آدم صفوة الله... »(3).

              وقد أشار الشيخ المجلسيّ في كتابه إلى هذه الزيارة المنقولة عن السيّد المرتضى(4).

              وتبع السيّدَ المرتضى ابنُ المشهدي: أبو عبدالله محمد بن جعفر بن علي المشهديّ ( كان حيّاً سنة 595 هـ ) وهو تلميذ شاذان بن جبرئيل القمّي وعبدالله بن جعفر الدُّوريستي، وورّام بن أبي فراس؛ وهو استاذ ابن نما الحلّي وفخار بن معدّ الموسوي.

              كتب ابن المشهدي في كتابه ( المزار الكبير ) يقول في شأن زيارة الناحية: « زيارة أخرى في يوم عاشوراء لأبي عبدالله الحسين عليه السّلام ممّا خرج من الناحية إلى أحد الأبواب. قال: تقف عليه وتقول: السلام على آدم صفوة الله... »(5).

              وبعد ابن المشهدي جاء العالم الشيعيّ الكبير السيّد ابن طاووس: رضيّ الدين عليّ بن موسى بن طاووس الحسني البغداديّ ( ت 664 هـ )، فنقل هذه الزيارة في ( مصباح الزائر )(6).

              ومن هذين الكتابين الأخيرين نقل متأخّرو علماء الشيعة في مؤلّفاتهم في الحديث والمزار، وألّفوا في شرح الزيارة الشروح المتعدّدة. ومن هؤلاء المتأخرّين:

              1 ـ العلاّمة المجلسيّ في بحار الأنوار(7) وتحفة الزائر(8)، الزيارة الرابعة للإمام الحسين عليه السّلام.

              2 ـ المحدّث النوري في مستدرك الوسائل(9).

              3 ـ الشيخ إبراهيم بن محسن الكاشانيّ في الصحيفة المهديّة(10).

              4 ـ الشيخ عباس القمّي في نَفَس المهموم(11).

              5 ـ المرجع السيّد محمد هادي الميلاني في « قادتنا كيف نعرفهم »(12).

              6 ـ كتاب جامع أحاديث الشيعة المؤلَّف باشراف من المرجع السيّد حسين البروجردي(13).

              وسوى ذلك من كتب الزيارات والأدعية.

              فزيارة الناحية إذاً لها سابقة تاريخيّة عريقة تمتدّ جذورها إلى أكثر من ألف سنة.


              صدور زيارة الناحية

              تسالمت مؤلّفات الشيعة منذ القِدَم على انتساب الزيارة المعروفة بزيارة الناحية إلى الإمام الثاني عشر من أئمّة أهل البيت عليهم السّلام. وقد تطرّق علماء الشيعة إلى ذكر هذه الحقيقة في مؤلّفاتهم، فنرى الشيخ المفيد ( ت 413 هـ ) يقول في كتابه « المزار »: زيارة أخرى في يوم عاشوراء برواية أخرى. وهي جملة تُشير إلى أنّ هذه الزيارة قد بلغته عن طريق الرواية المنقولة عن الإمام المعصوم(14).

              ونجد السيّد المرتضى يقدّم هذه الزيارة على باقي الزيارات التي يُزار بها السبط الشهيد أبو عبدالله الحسين عليه السّلام.

              ونشاهد السيّد ابن طاووس يقول في مصباح الزائر: « زار بها المرتضى علمُ الهدى رضوان الله »(15)، كما نشاهد السيّد ابن طاووس أيضاً يصرّح في كتاب المزار(16) بأنّ هذه الزيارة هي « زيارة أخرى تختصّ بالحسين صلوات الله عليه، وهي مرويّة بأسانيد مختلفة، وهي أوّل زيارة زار بها المرتضى علم الهدى رضوان الله عليه ».

              ومن الجليّ أنّ فقيهاً جليلاً وعالماً شهيراً كالسيّد المرتضى لا يقدّم زيارة معيّنة على الزيارات الأخرى ـ من أمثال زيارة عاشوراء ـ ولا يزور بها إلاّ بعد ثبوت سندها لديه(17).

              وكذلك نجد ابن المشهديّ يصرّح عند نقله لهذه الزيارة بقوله: « زيارة أخرى في يوم عاشوراء لأبي عبدالله الحسين، ممّا خرج من الناحية إلى أحد الأبواب »(18).

              وفي هذه الجملة تصريح بأنّ هذه الزيارة تنتسب من جهة صدورها إلى الإمام المنتظر الحجّة بن الحسن العسكري عجلّ الله تعالى فرجه، وأنّها ممّا خرج عنه إلى أحد نوّابه الأربعة الخاصّين، ثمّ رُوِيَت عنهم حتّى بلغت الشيخ المفيد، ومنه إلى السيّد المرتضى، ثمّ إلى بقيّة الرواة.
              ومن هنا صرنا نشاهد الكتب المتأخرة تصرّح بهذه الحقيقة بلا مواربة. وعلى سبيل المثال، فقد كتب الشيخ إبراهيم بن محسن الكاشاني في ( الصحيفة المهديّة ) يقول عن الزيارة المذكورة: « زيارة صدرت من الناحية المقدّسة إلى أحد النوّاب الأربعة »(19).

              وكتب الشيخ عباس القمّي في ( نَفَس المهموم ) يقول في وصف حوادث عاشوراء: « فكان كما وصفه ابنُه الإمام المهديّ »(20) ـ أي في زيارة الناحية المقدسة. وكتب السيّد هادي الميلاني يقول « ونجد في زيارة الإمام المهدي صلوات الله وسلامه عليه وصفاً دقيقاً لما جرى على جدّه الحسين عليه السّلام »(21).


              أسناد زيارة الناحية

              زيارة الناحية لها أسناد محكمة تتّصل إلى الشيخ المفيد، والسيّد المرتضى وابن المشهدي. ويحتمل أنّها رُويت مُسندةً في كتاب مزار الشيخ المفيد ومصباح السيّد المرتضى، لكنّ فُقدان هذين الكتابين من جهة، وحذف أسناد الزيارات في كتاب مزار ابن المشهدي رعايةً للاختصار من جهة ثانية، ساهما في فقدان سند زيارة الناحية.
              ونلاحظ أنّ ابن المشهدي يصرّح في بداية كتابه بأنّ هذه الزيارة قد بلغته بسند متّصل. يقول: « فإنّي قد جمعتُ في كتابي هذا من فنون الزيارات... ممّا اتّصلت به من ثقات الرواة إلى السادات »(22). ثمّ إنّ ابن المشهدي عمد ـ رعايةً للاختصار، واطمئناناً منه بصدور الزيارات عن المعصوم ـ إلى حذف أسانيد الزيارات التي نقلها في كتابه.
              يقول العلاّمة المجلسيّ بعد نقل عبارة ابن المشهدي المذكورة: « فظهر أنّ هذه الزيارة منقولة مرويّة»(23).

              أمّا نسخة كتاب المزار الموجودة في مكتبة السيّد المرعشيّ فقد وردت فيها عبارة: « وهي مرويّة بأسانيد مختلفة ». وتكرّرت هذه العبارة في المستدرك للمحدّث النوري بلفظ « وهي مروية بأسانيد »(24). يضاف إلى ذلك أنّ المجلسيّ نقل عن الشيخ المفيد في كتابه المزار أنّه وصف هذه الزيارة بقوله « زيارة أخرى في يوم عاشوراء برواية أخرى »(25). وبهذا أضحى من المسلّم أنّ لهذه الزيارة أسانيد عالية ومتينة، بَيْد أنّ الشيخ المفيد والسيّد المرتضى لم يذكرا أسانيدها في كتبهما، وتبيّن أنّ السيّد المرتضى كان يقدّم هذه الزيارة على الزيارات الأخرى ـ كزيارة عاشوراء التي لها أسانيد محكمة ومتعدّدة ـ فيزور بها ويداوم على قراءتها.


              الزيارة الثانية للناحية المقدّسة ( الزيارة الرّجَبيّة )

              الزيارة الثانية المنسوبة إلى الناحية المقدّسة هي الزيارة الرجبيّة التي رواها السيّد ابن طاووس في ( إقبال الأعمال ) بإسناده ضمن أعمال يوم عاشوراء، ومطلعها: « السّلام على أوّلِ قتيل، مِن نَسلِ خيرِ سَليل »، وتشتمل على ذكر أسماء شهداء الطفّ(26).
              وهذه الرواية مرويّةٌ أيضاً عن الشيخ المفيد في المزار(27)، وعن ابن المشهدي في المزار الكبير(28).

              وقد تكرر ذكر هذه الزيارة ـ حسب نقل الشيخ المفيد والسيّد ابن طاووس ـ في أعمال أوّل شهر رجب وليلة النصف من شعبان، واشتملت على بعض الإضافات، كزيارة الإمام الحسين عليه السّلام، وزيارة علي الأكبر عليه السّلام، وباقي الشهداء ـ دون التعرّض لأسمائهم ـ وتُعرف هذه الزيارة بالزيارة الرجبيّة(29).

              يقول السيّد ابن طاووس في خاتمة هذه الزيارة: « وقد تقدّم عدد الشهداء في زيارة عاشوراء برواية تخالف ما سطرناه في هذا المكان، ويختلف في أسمائهم أيضاً، وفي الزيادة والنقصان. وينبغي أن تعرف ـ أيّدك الله بتقواه ـ أنّنا اتّبعنا في ذلك ما رأيناه أو رويناه، ونقلنا في كلّ موضع كما وجدناه ».


              سند الزيارة الثانية للناحية المقدّسة

              روى السيّد ـ وكذلك فعل ابن المشهدي في مزاره ـ بإسناده المتّصل عن جدّه، عن الشيخ الطوسيّ، عن أبي عبدالله محمّد بن أحمد بن عيّاش، عن أبي منصور بن عبدالمنعم بن النعمان البغدادي، أنّ هذه الزيارة خرجت من الناحية المقدّسة على يد الشيخ محمّد بن غالب الاصفهانيّ، قال: « خرج من الناحية سنة اثنتين وخمسين ومائتين على يد الشيخ محمد بن غالب الاصفهانيّ ».

              وهناك في هذا الشأن عدّة تساؤلات قابلة للنقاش:

              1 ـ أنّ كلمة « الناحية » إشارة إلى أيّ إمام من أئمّة أهل البيت عليهم السّلام ؟

              2 ـ هل هذه السنة ( 252 هـ ) صحيحة ؟

              يطرح محقّقو علماء الشيعة عدّة احتمالات في معرض إجابتهم على هذين السؤالين:

              1 ـ يقول العلاّمة المجلسيّ: « واعلَمْ أنّ في تاريخ الخبر إشكالاً؛ لتقدّمه على ولادة القائم عليه السّلام بأربع سنين؛ لعلّها كانت اثنتين وستيّن ومائتين. ويُحتمل أن يكون خروجه عن أبي محمّد العسكري عليه السّلام »(30).

              2 ـ يقول الحاج الميرزا أبو الفضل الطهرانيّ: « والظاهر أنّ المراد بالناحية: الإمام الحسن العسكريّ عليه السّلام. وقد ورد في كثير من الأخبار إطلاق هذا الاسم عليه، ذلك أنّ التاريخ المذكور سابق على ولادة الإمام المنتظر عليه السّلام »(31).

              نعم، إذا ما اعتبرنا أنّ سنة 252 هـ صحيحة واستبعدنا أمر التصحيف الذي يكثر في المتون المخطوطة القديمة، فإنّ المراد بالناحية المقدّسة هو الإمام العسكريّ عليه السّلام. أمّا إذا اعتبرنا أنّ سنة 252 هـ هي تصحيف لسنة 262 هـ ـ كما يحتمل المجلسيّ والبحرانيّ ـ فإنّ الزيارة المذكورة تكون منسوبة إلى صاحب العصر عجّل الله تعالى فرجه الشريف.



              يرفع

              تعليق


              • #8
                يرفع باللعن على الأول والثاني والثالث

                تعليق

                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                حفظ-تلقائي
                x

                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                صورة التسجيل تحديث الصورة

                اقرأ في منتديات يا حسين

                تقليص

                لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                يعمل...
                X