سورة البقرة
و فيها ثمان آيات:
1و2- ( هُدىً لِلْمُتَّقِينَ - الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ ) الآية 3-2
3- ( فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً ) الآية 60
4- ( وَ اِذْ ابْتَلى اِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلَماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ) الآية 124
5- ( فَاسْتَبِقُوا الخَيْراتِ ) الآية 148
6- ( وَ لَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيءٍ مِنَ الخَوْفِ ) الآية 155
7- ( كَمَثَلِ حَبَّةٍ اَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِلَ ) الآية 261
8- ( آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيهِ مِنْ رَبِّهِ ) الآية 285
( هُدىً لِلْمُتَّقِينَ - الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ ) سورة البقرة، الآية 3-2
روى الحافظ سليمان القندوزي (الحنفي) في ينابيع المودّة (باسناده المذكور) عن جابر بن عبداللّه الانصاري قال: دخل جندل بن جنادة بن جبير اليهودي على رسول اللّه صلي الله عليه و آله و سلم و سأله عن أشياء، و اسلامه على يد النبي صلي الله عليه و آله و سلم - في حديث طويل إلى أن قال:
سئل النبي صلي الله عليه و آله و سلم عن أوصيائه، فعدهم النبي صلي الله عليه و آله و سلم له، إلى أن قال صلي الله عليه و آله و سلم:
... فبعده ابنه محمد، يدعى بالمهدي، و القائم، و الحجة، فيغيب، ثم يخرج، فاذا خرج يملا الارض قسطاً و عدلاً كما ملئت جوراً و ظلماً، طوبى للصابرين في غيبته، طوبى للمقيمين على محبته، اولئك الذين وصفهم اللّه في كتابه و قال: (هُدىً لِلْمُتَّقِينَ - الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) الى آخر الحديث.
{ ينابيع المودّة: الصفحة 443}
(أقول) يعني: انّ المتقين هم المؤمنون بالامام المهدي عليه السلام، و يعني بالغيب، هو نفس الامام المهدي، فالغيب، ما غاب عن الحواس الخمس، و كما أن اللّه غيب، لانّه لا يدرك بالحواس الخمس، و الاخرة غيب لغيبها عن الحواس، كذلك الامام المهدي عليه السلام غيب، لانّه لا يرى في زمن الغيبة رؤية عموميّة يعرف بها.( فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً ) سورة البقرة، الآية 60
روى العلامة الكبير السيّد هاشم البحراني، في كتابه (غاية المرام) عن الفقيه ابيالحسن بن شاذان، في (المناقب المائة من طريق العامّة) بحذف الاسناد، عن ابن عباس قال: سمعت رسول اللّه صلي الله عليه و آله و سلم يقول (و سرد حديثاً طويلاً، و جاء فيه) قول النبي صلي الله عليه و آله و سلم:
"من سره ليقتدي بي فعليه أن يتوالى ولاية علي بنابيطالب، و الائمة من ذريّتي، فإنّهم خزان علمي".
فقام جابر بنعبداللّه الانصاري فقال: يا رسول اللّه ما عدة الائمة؟
قال صلي الله عليه و آله و سلم:
"يا جابر سألتني - رحمك اللّه - عن الاسلام باجمعه".
إلى أن قال صلي الله عليه و آله و سلم:
"وعدتهم عدة العيون التي انفجرت لموسى بن عمران حين ضرب بعصاه الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عيناً" الى آخر الحديث.
{ غاية المرام: الصفحة 244}
( وَ إِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ) سورة البقرة، الآية 124
روى الحافظ سليمان القندوزي (الحنفي) (باسناده المذكور) عن المفضل بنعمر، قال: سألت جعفراً الصادق عن قوله عزوجل:
( وَ إِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ) الآية.
قال: هي الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه و هو انه قال:
(يا رب اسألك بحقّ محمّد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين الا تبت علي).
"فتاب عليه انّه هو التواب الرحيم".
فقلت له: يابن رسول اللّه صلي الله عليه و آله و سلم فما يعني بقوله:
"فأتمّهن"؟
قال: يعني: اتمهن الى القائم المهدي اثنى عشر إماماً تسعة من (ولد) الحسين.
{ينابيع المودة: الصفحة 507}
و أما حقيقة الاختبار ماذا كان فقد سكتت عنها هذه الآية الكريمة و لكن وضحتها أحاديث شريفة، و أنّها كانت الخضوع لافضليتهم و الاعتقاد بمتابعته اياهم.
( فَاسْتَبِقُوا الخَيْراتِ أَيْنَما تَكُونُوا يَأتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً ) سورة البقرة، الآية148
روى الحافظ القندوزي (الحنفي) باسناده المذكور، قال: عن الامام جعفر الصادق (رضي اللّه عنه) في قول اللّه عزوجل:
( فَاسْتَبِقُوا الخَيْراتِ اَيْنَما تَكُونُوا يَأتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً )
قال: يعني: أصحاب (القائم) الثلاثماة و بضعة عشر.
و هم و اللّه "الامة المعدودة" يجتمعون في ساعة واحدة، كقزع الخريف.
{ينابيع المودة: الصفحة 505}
( وَ لَئِنْ اَخَّرْنا عَنْهُمُ العَذابَ اِلى اُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ لَيَقُولُنَّ ما يَحْبَسُهُ ) الآية 8
و سيأتي تفسيرها بذلك في سورة (هود) عليه السلام ان شاء اللّه تعالي:
(و قد) ورد في الاحاديث الشريفة ما يفسر هذه الآية الكريمة بالتفصيل، و خلاصته: أن الرعيل الاوّل من أصحاب الامام المهدي عليه السلام - و عددهم 313 كعدد أصحاب بدر - يلتحقون به أوّل ظهوره عليه السلام و هو بعد في مكة و هم في أكناف الارض و أطراف البلاد، خلال ساعة واحدة بقدرة اللّه تعالى، نظير قصة "عرش بلقيس" و مجيء آصف بن برخيا - وصي سليمان النبي عليه السلام - به من اليمن الى "القدس" في أقل من لحظة واحدة، و قد نقلها القرآن الحكيم.
( وَ لَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَىءٍ مِنَ الخَوْفِ وَ الْجُوعِ وَ نَقْصٍ مِنَ الامْوَالِ وَ الاَنْفُسِ وَ الَّثمَراتِ وَ بَشِّرِ الصَّابِرِينَ )
سورة البقرة، الآية 155
اخرج الحافظ القندوزي (الحنفي) في قول اللّه تعالى في سورة البقرة:
( وَ لَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَىءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَ الْجُوعِ وَ نَقْصٍ مِنَ الاَمْوَالِ وَ الاَنْفُسِ وَ الَّثمَراتِ وَ بَشِّرِ الصَّابِرِينَ ) إلى آخرها.
(باسناده المذكور) قال: عن محمّد بن مسلم، عن جعفر الصادق "رضياللّهعنه" قال:
انّ قدام "القائم" علامات بلوى من اللّه للمؤمنين.
قلت: و ما هي؟
قال: هذه الآية ( وَ لَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَىْءٍ مِنَ الخَوْفِ ) من تلقهم بالاسقام و "الجوع" بغلاء أسعارهم "و نقص من الاموال" بالقحط "و الانفس" بموت ذائع و "الثمرات" بعدم المطر، "و بشر الصابرين" عند ذلك.
ثم قال: يا محمّد هذا تأويله ( وَ ما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ اِلاَّ اللَّهُ وَ الرَّاسِخُونَ فِي العِلْمِ ) و نحن الراسخون في العلم.
{ينابيع المودة: الصفحة 505}
( كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِلَ ) سورة البقرة، الآية261
اخرج العالم (الشافعي) جمال الدين المقدسي السلمي الدمشقي في كتابه (عقد الدرر) - بسنده المذكور - عن علي بنابيطالب - كرم اللّه وجهه - في وصف الامام "المهدي" عليه السلام قال:
(فيبعث المهدي الي امرائه بسائر الامصار: بالعدل بين الناس) - إلى أن قال - :
(و يذهب الشر، و يبقي الخير).
( يزرع مداً يخرج سبعمائة مد - كما قال اللّه تعالى -) الحديث.
{عقد الدرر: الصفحة 259}
و الكلام بدوره ظاهر في انحصار ذلك بعهد الامام عليه السلام لان الحديث بصدد علامات و سمات و ظواهر ذلك العهد الوضيء المشرق.
و الامام علي اميرالمؤمنين عليه السلام اعرف بمرامي القرآن و مقاصده (و قد) قال رسول اللّه صلي الله عليه و آله و سلم: فيما رواه أنس (عليّ يعلّم الناس بعدي من تأويل القرآن ما لا يعلمون ).
{شواهد التنزيل المجلد 1 صفحه 29}
( آمَنَ الرَّسُولُ بِمآ أُنْزِلَ اِلَيهِ مِنْ رَبِّهِ ) سورة البقرة، الآية 285
أخرج الفقيه الشافعي (الحمويني) محمّد بنابراهيم في فرائده، كذا الفقيه الحنفي موفق بنأحمد الخوارزمي في المقتل باسانيده العديدة المذكورة قالا: عن أبي سلمي راعي ابل رسول اللّه صلي الله عليه و آله و سلم قال: سمعت رسول اللّه صلي الله عليه و آله و سلم يقول:
ليلة اسرى بي إلى السماء قال لي الجليل جلّ جلاله ( آمَنَ الرَّسُولُ بِمآ أُنْزِلَ اِلَيهِ مِنْ رَبِّهِ ) قلت ( وَ المُؤْمِنُونَ ) قال: صدقت يا محمّد، قال: من خلفت في امتك؟ قلت خيرها، قال: علي بنأبيطالب؟ قلت: نعم يا رب، قال: يا محمد اني اطلعت الى الارض اطلاعة فاخترتك منها، و شققت لك اسماً من أسمائي فلا اذكر في موضع الا ذكرت معي فأنا المحمود و أنت محمّد، ثم اطلعت الثانية فاخترت منها علياً و شققت له إسماً من أسمائي فأنا الاعلى و هو علي (يا محمّد) اني خلقتك و خلقت علياً و فاطمة و الحسن و الحسين و الائمة من ولده من شبح نوري، و عرضت ولايتكم على أهل السماوات و أهل الارض. فمن قبلها كان عندي من المؤمنين و من جحدها كان عندي من الكافرين (يا محمّد) لو أن عبداً من عبيدي عبدني حتّى ينقطع أو يصير كالشن البالي ثم أتاني جاحداً لولايتكم ما غفرت له حتّى يقر بولايتكم (يا محمّد) تحبّ أن تراهم؟
قلت: نعم يا رب فقال لي: التفت عن يمين العرش فالتفت فاذا بعلي و فاطمة و الحسن و الحسين و علي بنالحسين و محمّد بنعلي و جعفر بنمحمّد و موسى بنجعفر و علي بنموسى و محمد بنعلي و علي بنمحمد و الحسن بنعلي و المهدي في ضحضاح من نور قياماً يصلون و هو في وسطهم. - يعني المهدي - كأنّه كوكب دري و قال (يا محمّد) هؤلاء الحجج و هو الثائر من عترتك و عزّتي و جلالي انّه المحجة الواجبة لاوليائي و المنتقم من أعدائي.
{فرائد السمطين: المجلد 2 آخر المجلد و مقتل الحسين عليه السلام: المجلد 1 الصفحة95}
{اقرب الموارد، المجلد 1 مادة (ضحح)}
قوله (كوكب دري) اي: كالنجمة المتلالئة.
قوله (و هو الثائر) يعني: الامام المهدي عليه السلام لانّه يثور على الظلم و الباطل.
و (المحجة) أي: الطريق الى الحق.