
قال المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله: إن من يواسي أهل البيت الأطهار صلوات الله عليهم في أحزانهم وأفراحهم فقد حظي بتوفيق عظيم، ونال مقاماً رفيعاً، فعليه أن يعرف قدر هذا التوفيق وقدر هذا المقام. فقد جاء في الروايات الشريفة عَنْ مِسْمَعِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ: قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ [الصادق] سلام الله عليه فِي حَدِيثٍ: أَمَا تَذْكُرُ مَا صُنِعَ بِهِ يَعْنِي بِالْحُسَيْنِ صلوات الله عليه؟
قُلْتُ: بَلَى.
قَالَ: أَتَجْزَعُ؟
قُلْتُ: إِي واللَّهِ وأَسْتَعْبِرُ بِذَلِكَ حَتَّى يَرَى أَهْلِي أَثَرَ ذَلِكَ عَلَيَّ فَأَمْتَنِعُ مِنَ الطَّعَامِ حَتَّى يَسْتَبِينَ ذَلِكَ فِي وَجْهِي.
فَقَالَ: رَحِمَ اللَّهُ دَمْعَتَكَ. أَمَا إِنَّكَ مِنَ الَّذِينَ يُعَدُّونَ مِنْ أَهْلِ الْجَزَعِ لَنَا والَّذِينَ يَفْرَحُونَ لِفَرَحِنَا ويَحْزَنُونَ لِحُزْنِنَا. أَمَا إِنَّكَ سَتَرَى عِنْدَ مَوْتِكَ حُضُورَ آبَائِي لَكَ ووَصِيَّتَهُمْ مَلَكَ الْمَوْتِ بِكَ ومَا يَلْقَوْنَكَ بِهِ مِنَ الْبِشَارَةِ أَفْضَلُ، ولَمَلَكُ الْمَوْتِ أَرَقُّ عَلَيْكَ وأَشَدُّ رَحْمَةً لَكَ مِنَ الأُمِّ الشَّفِيقَةِ عَلَى وَلَدِهَا .
جاء ذلك في توجيهاته القيّمة التي ألقاها على جمع من الإخوة العاملين في (هيئة سيدنا محسن بن علي سلام الله عليهما) من مدينة أصفهان يوم الثلاثاء الموافق للسابع والعشرين من شهر محرم الحرام 1429 للهجرة.
واعتبر سماحته مطالعة سيرة المعصومين الأربعة عشر صلوات الله عليهم والتدبّر في أقوالهم وتعاليمهم من مقدمات نيل التوفيق العظيم والمقام الرفيع وقال: يجدر بالمؤمنين جميعاً أن يسعوا إلى المواظبة يومياً على مطالعة تاريخ وسيرة أهل البيت الأطهار صلوات الله عليهم وأن يزيدوا من معرفتهم بهم ومحبّتهم لهم. ومن الكتب المفيدة في هذا المجال موسوعة (بحار الأنوار) للعلامة المجلسي قدّس سره، وكتاب (منتهى الآمال) للمرحوم الشيخ عباس القمّي رحمة الله عليه.
(1) وسائل الشيعة/ ج14/ باب 16 استحباب البكاء لقتل الحسين سلام الله عليه/ ص507/ ح 19705
تعليق