طـيِّـب بــ [ اسـتـخـدام آلـة حـادَّة ] أو بـصـورة [ طـبـيـعـيَّـة ] ؟!

الأمـر غـيْـر مُـتـعـلِّـق بــ [ صـعـوبـة الـفـعـل و شـدَّتـه ] ، بـقـدر مـا يـكـون
مُـتـعـلَّـق بــ [ الإرادة الـذَّاتـيَّـة ، و إمـكـانـيَّـة الاخـتـيـار ] ، فــ عـنـدمـا يـكـون
هُـنـاك تـفـاعـل عـاطـفـي مـع حـادثـة مـا ، بـصـورة لا إراديَّـة ، يـنـتـج عـنـه
وضـع طـبـيـعـي ، فـي غـيْـر اخـتـيـار ، مـا يـعـنـي أنَّ الـسُّـكـوت عـنـه لـيْـسَ
إقـرارًا بـقـدر مـا يـكـون مـنـعُـهُ صـعـب ، لأنَّـه لـم يـكـن إراديَّـاً ، و لـم يـكـن
هُـنـاك طـريـق لــ [ الاخـتـيـار مـن عـدمـه ] ، كـمـا أنَّ هُـنـاك فـرق مـا بـيْـن أن
[ تُـسْـقِـطَ نَـفْـسَـكَ مِـنْ شَـاهِـقٍ فَــ تَـمُـوت ] ، و أن [ يُـسْـقِـطْـكَ أَحَـدُهُـمْ دَفْـعـًا
مِـنْ ذَاتِ اَلْـمَـكَـانِ فــَ تَـمُـوت ] ، فــ [ الـحـكـم الـشَّـرعـي ] مُـخـتـلـف فـي الـحـالـتـيْـن ،
مـع أنَّ [ الـمـكـان ] فـيـهـمـا واحـد ، و الـنـتـيـجـة الـطَّـبـيـعـيَّـة فـيـهـمـا كـانـت [ الـمـوت ] ، ..

طـبـعـًا فـيـمـا لـو اعـتـبـارنـا أنَّ تـلـك حـقـيـقـة تـاريـخـيَّـة واقـعـة ، بـــــ غـض
الـنَّـظـر عـمَّـا لـو كـانـت تـلـفـيـقـًا ر وائـيَّـاً مـن نـسـج الأوهـام فـي إرثـنـا الـتَّـاريـخـي ، ..

و لـذلـك ، عـنـدمـا نـعـرف [ كـيـفـيَّـة الإدمـاء ] نـصـل إلـى [ شـرعـيَّـة الإدمـاء ] ،
فــ لـو قِـيـل أنَّـهـا [ اسـتـخـدمـت ] أداةً حـادَّةً لــ [ الإدمـاء ] و لـم يـسـتـنـكـر عـلـيْـهـا
إمـامـنـا - ع - ، لــ [ جـازَ ] لـك أن تـسـتـشـهـد بـمـا جـرى مـع أسـمـاء - رضـوان الله عـلـيـهـا - ،
بـعـد الـتَّـحـقُّـق مـن صـحـة الـرِّوايـة ، أمَّـا أن تـسـتـشـهـد بــ [ حـالـة لا إراديَّـة ، و وضـع فـي
غـيْـر اخـتـيـار ] ، لـــ [ تـقـويـة طـقـوس الإدمـاء فـي عـاشـوراء ] فــ الـفـارق كـبـيـر جـدَّاً ، ..

و مـع أنَّـنـي أقـفُ مُـنـذهـلًا بـالـضَّـبـط كـمـا هـو حـال أخـي الـعـزيـز صـنـدوق الـعـمـل ، إلَّا
أنَّـنـي أقـول لـك و لـغـيـرك ، إذا كـانـت أسـمـاء قـد وصـلـت فـي حُـزنـهـا عـلـى ابـنـهـا إلـى
هـكـذا تـفـاعـل عـاطـفـي ، بـصـورة طـبـيـعـيَّـة ، و أدَّى إلـى مـا تـقـول عـنـه الـرِّوايـات ،
فــ مـا الَّـذي يـمـنـعـكـم مـن الـوصـول إلـى ذات الـتَّـفـاعـل الـعـاطـفـي مـع واقـعـة الـطـف ،
فــ تـبـكـون دمـاءًا دون أن تـجـرحـوا رؤوسـكـم ؟! ، و ثِـق أنَّ أيـَّاً مـنـكـم لـو وصـل إلـى هـذه
الـحـالـة فـلا أحـد يـمـتـلـك حُـجَّـةً عـلـيـه ، تـمـامـًا كـمـا حـكـى لـنـا الـقُـرآن عـن الـنـبـي يـعـقـوب ،
فـلـو ابـيـضَّـت أعـيُـنـكـم ، أو احـمـرَّت مـدامـعـكـم ، فـــ مـا أجـمـل ذلـك ، ..

تورطت ؟! ، كان بـ [ إمكاني ] ألَّا أُجيبك ، لأنَّني طرحتُ سؤالًا
فـ [ أجبتَ ] بـ [ سؤال ] ، و مع ذلك أنا أبحث عن [ إقرار ] المعصوم ،
لا عن [ قياس ] المُجتهد ، ..

عمومًا ، هُناك [ إرادة ] ، و هُناك [ إمكانيَّة اختيار ] ، فـ [ التَّطبير ]
هو [ إرادة ذاتيَّة ] لـ [ تحقيق ضرر ] ، سواءًا من خلال إيذاء الجسد ، أو
توهين المذهب ، و كذلك هو [ اختيار ذاتي ] لـ [ حالة غير طبيعيَّة ] ،
لأنَّ التَّفاعل العاطفي في التَّطبير لم يكن نتيجة شعور لا إرادي ، ..

بيْنما في الرِّواية ، نجد أنَّ أسماء - رضوان الله عليْها - ، تفاعلت مع
ما جرى على ابنها عاطفيَّاً ، هذا من جانب ، و لم تستعمل أيَّ وسيلة
لـ [ الإدماء ] ، فـ [ الإمام - ع - ] لم يمنع لأنَّها لم تكن سببًا في ما جرى ،
إذ بالله عليك هل أمَرَت عينها فـ [ سالت دمًا ] ؟! ، الإدماء هُنا لم يكن
بـ [ إرادة و اختيار ] ، إذا أثبتَّ أنَّه بـ [ إرادة و اختيار ] ، فـ اشرح لي
كيف فعلت ذلك أسماء ؟!

إذا أتقنتَ الانفتاح على الآخر في حوارك معه ، و جاوبتَ على تساؤلاته
بـ [ منطق ] ، و بادلتَهُ ذات الاحترام ، عندها تستطيع أن تُقنعه بما تُريد ،
أمَّا أن تقفز على تساؤلاتي ، و تكون انتقائيَّاً في ردودك ، فلا نفع لي منك ،
إذ بكُل حال ، إلى الآن لم تستطع أن تُثبت [ طبيعة التَّعبير ] من حيث الإرادة و
الاختيار في سلوك أسماء ، لِنَصل فيما بعد إلى ما وصفتَهُ بـ [ إقرار المعصوم ]
و مع ذلك تُصر على [ القياس ] في استنتاج الحُكم الشرعي ! ، عمومًا في هذه
المسألة لك مرجع ، و لي مرجع ، لا أُجبرك على شيء ، و أعتقد أنَّني أخطأت
في مُحاولة [ اكتشاف عقليَّة الآخر ] ، إذ لا أجمل من ردود صندوق العمل في
هذا الموضوع ، لأنَّه من البداية كان لابد أن نقول ، لا للرِّوايات الَّتي لا وعي لمحتواها
في عقل ناقلها ، كما أنَّ لنا إرثًا خُرافيَّاً في كثيرٍ من الرِّوايات التَّاريخيَّة ، ..