إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

التفسير البياني لقصة موسى والخضر عليهما السلام

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التفسير البياني لقصة موسى والخضر عليهما السلام

    اللهم صل و سلم وزد وبارك على محمد وآل محمد
    نتأمل البيان في القرآن الكريم
    معجزة خاتم الأنبياء صل الله عليه وآله وسلم

    اللمسات البيانية في آيات سورة الكهف في قصة موس ع مع الخِضرع: (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا (60) فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا (61) فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آَتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا (62) قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا (63) قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آَثَارِهِمَا قَصَصًا (64) فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا (65) قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا (66) قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (67) وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا (68) قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا (69) قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا (70) فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا (71) قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (72) قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا (73) فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا (74) قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (75) قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا (76) فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا (77) قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (78))


    و قوله تعالى (وإذ قال موسى لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبا). كلمة لا أبرح: أفعل كذا إشارة إلى التصميم ( لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبا) حقباً أي أوقاتاً أو دهوراً أو زماناً مفتوح. قلنا هذا حتى يُعلِم الفتى بما ينتظره حتى لا يُغش أنه المكان قريب وتأتي معي. لا، وإنما هناك مرحلة طويلة سأسلكها، فيه نوع من التخيير إن شئت أن تمضي معي وإن شئت فلا. ثم إستعمال كلمة فتاه وهذا اللطف مع التابع الذي يتبعه وذكرنا حديث الرسول (ص): لا يقول أحدكم عبدي وعبدتي وإنما يقول فتاي وفتاتي. (فلما بلغا مجمع بينِهما) وقفنا عند كلمة بينِهما ولماذا قال بينِهما وما قال بينَهما؟ أضاف إلى البين لأن قلنا أن البين هو المسافة أو المساحة بين الشيئين. لكن هذه المساحة تابعة لكلا البحرين لأن يكون هناك إختلاط بين مياه البحرين، فهو بينٌ لهذا وبينٌ لهذا فجمعه بكلمة بينِهما. (نسيا حوتهما) النسيان نوعان: نسيان موسى ع شيء ونسيان الفتى شيء آخر له معنى آخر. (فاتخذ سبيله في البحر سربا) السرب هو نوع من النفق في الماء. (فلما جاوزا قال لفتاه آتنا غذاءنا) ذكرنا أن الغداء هو الطعام الذي قبل شروق الشمس بين الفجر وشروق الشمس. وهذا معناه أن موسى ع وفتاه ناما عند الصخرة، كم ناما؟ ساعة أو نصف الليل أو أكثر الليل ثم مشيا إلى أن طلع الفجر وبعد الفجر أحس بالجوع فطلب الطعام. (قال أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت) نسب النسيان لنفسه نوع من الأدب لأن موسى ع أيضاً نسيه. لم يقل الفتى: أنت تسألني عنه لأن الموعد عند ذهاب الحوت في الماء ونحن نمنا عند الماء فكان تسألني، لكن نسبه لنفسه نوع من التأدب. (وما أنسانيهُ إلا الشيطان) الأصل في الضمير أن يكون مبنياً على الضم وجاء على الأصل وهي قراءة مجموعة من القبائل العربية التي أبقته ومنها لغة قريش أنها تبقيه. هذه رواية وحيدة والثانية عن شعبة عن عاصم (أنسانيهِ) وبيّنا أن هؤلاء الذين رويت عنهم هذه الروايات أقرّها الرسول (ص) أو قرأ بها إقراره بإذن ربه لغرض لبيان الثقل لأن الضمة ثقيلة والأمر ثقيل أن ينسى فكان هناك نوع من المناسبة بين ثقل الضمة وثقل الحدث الذي نُسي. كيف ينسى هذا الحدث؟. إلى أن قال (ذلك ما كنا نبغِ) ذكرنا أن الكسرة للسرعة وحذف الياء للسرعة وهي قراءة لعدد من القراء. عندنا من القرّاء من أشبع الكسرة فصارت ياء لأن الكسرة إذا مددت بها الصوت علماؤنا يقولون ينشأ من بعدها الياء المدّية (الدرس الحديث يقول: هي تصبح ياء تتحول من حركة إلى حركة طويلة أو حرف طويل). عندنا ثلاثة من القرّاء السبعة قرأوا بالياء في الوصل إذا وصلوا قرأوا بالياء (نبغي فارتدا) وإبن كثير وصلاً ووقفاً وهو قارئ مكة. (فوجدا عبداً من عبادنا) ذكرنا أن كلمة عبد لها جموع كثيرة ومن جموعها عبيد وعباد ويستويان في الإستعمال. هذه الجموع الكثيرة في الغالب تكون من لهجات تجمعت في الإستعمال لكن قلنا الناس كأنما خصصوا وهذا ليس من صلب اللغة وإنما من الإستعمال. كأنما خصصوا كلمة عباد لعباد الله وعبيد للمملوكين في الدنيا. فجاءت كلمة عبداً من عبادنا حتى ترسم هذه الصورة هنا أنه هو عبد لله. (آتيناه رحمة من عندنا) آتي وأعطى متقاربة في المعنى لكن العين أقرب من الهمزة التي آلت إلى ألف في آتى أصلها أأتى مثل أأدم صارت آدم يقولون نقلت الحركة إلى الهمزة التي قبلها وحُذِفت أو قُلِبت ألفاً ولكنها في الحقيقة أسقطت الهمزة ومدّ الصوت بالحركة التي قبلها فصارت ألفاً. (آتيناه رحمة من عندنا) كلمة (عند) تشير إلى المكان القريب و(لدن) تشير إلى المكان الأقرب عند العرب. وكان يمكن في غير القرآن أن تستعمل عند ولدن الواحدة مكان الأخرى. والفرق في مسافة القرب من المتكلم بين عند ولدن. عندما نتكلم عن الله سبحانه وتعالى تكون مسألة القرب معنوية. (رحمة من عندنا) الرحمة واسعة تمتد ولا تكون خاصة به أما علم الغيب فهو من لدنا لأنه خاص بالله سبحانه وتعالى.

    هل ذهب الفتى مع موسى ع في الرحلة؟ لم يذكر إن كان الفتى ذهب مع موسى ع والخِضرع لأن صار الكلام بالمثنى (فانطلقا، فذهبا) ولم يقل فانطلقوا، معناه أنه إلى هذا الحد فتى موسى ع يعد معه وموسى ع صار كأنما هو فتى لهذا الرجل وهو التابع. لم يُذكر الفتى، من هنا تبدأ الآيات تُغفِل ذكره وصار لما يُتحدث عن هؤلاء الناس الذين ذهبوا في السفينة يتحدث بالمثنى.
    (إنك لن تستطيع معيَ صبرا) ما اللمسة البيانية في النفي القطعي (لن تستطيع) في الآية وفي (معيََ)؟
    (قال له موسى هل أتبعك على أن تعلّمن مما علمت رشدا): هو يعلم أن له موعداً مع هذا الرجل وأنه سيكون معه وسيتعلم منه لكن مع ذلك لم يقل له أنا عندي علم إني سأرافقك وهذا نوع من أدب التعلّم. (هل أتبعك) جعل من نفسه إبتداءً تابعاً بشرط أني أتّبعك وأخدمك حتى أتعلم وهذا التعلم هو الذي سار عليه سلفنا الصالح. هنا يحضرني ما وقع لإبن جنّي مع شيخه أبي علي الفارسي: إبن جنّي كان شاباً متضلعاً من علم النحو وكان في الموصل وجلس للتدريس في الموصل. أبو علي الفارسي كان مارّاً فوجد شاباً صغيراً على منبر يفتي في النحو ويتكلم في مسائل شديدة التعقيد في النحو ويحلّلها وتوجهت إليه أسئلة وهو سأله في النحو فوجده بحراً، فسأله مسألة في الصرف (كيف تبني من كذا على مثال كذا) فقصّر فيها إبن جِنّي وصار يخلط لأن هذا غير هذا. فقال له أبو علي الفارسي كلمة صارت مثلاً: قال يا هذا زبّبت وأنت حِصرم؟ (أي تريد أن تجعل من نفسك زبيباً وهو العنب الجاف وأنت حصرم في بداية نشأة العنب يكون حامضاً) يعني هذا مكان التدريس لا يأتيه الإنسان هكذا صغيراً. فسأل عنه إبن جِنّي : قال من هذا؟ قيل: أبو علي الفارسي فلزمه يخدمه وتقول الروايات لزمه أربعين سنة ولم يتصدر للتدريس إلا بعد وفاة شيخه. هذه المتابعة في التعلّم. فكم من الحِصرم نرى في حياتنا اليوم المتزببين؟ ينبغي أن يكون لدينا أدب التلمذة وأدب التعلّم. المفروض أن ننظر إلى شيوخنا في كل علم من العلوم.
    (هل أتبعك): هذا السؤال المؤدب، يريد إذناً منه بالإتّباع مع أنه يعرف أنه سيتبعه ويكون معه وهذا أدب التعلم في الإسلام. (على أن تعلمنِ) هذا الذي أريده لنفسي وإشترطه لنفسي، إذن موسى ع يعلم أن هذا الرجل معلَّم قد عُلِّم شيئاً لم يعلمه موسى ع فأريد أن أتعلم ما ُعِّلمت. (أن تعلمنِ مما علمت رشدا) ما يؤدي بي إلى الرشاد وقدّم الجار والمجرور للإهتمام به. في غير القرآن يمكن أن نقول: أن تعلمنِ رشداً مما علمت لأن الجار والمجرور يتأخر. لكن قدّمه في الآية للعناية بهذا الذي عُلِّمه لأنه حريص على العلم ويعلم أنه سيكون رشداً. هنا كلمة (تعلمنِ) هذه قراءة وعندنا قراءات أخرى (تعلمني) بالإشباع. نسأل أيضاً لمَ إختلس وقال: تعلمنِ؟ ولم يقل تعلمني؟ حتى يعطي صورة لمحاولة تضاؤل التلميذ أمام شيخه فما قال تعلمني أنا. أنا تلميذ (تعلمن) صغيرة. قابل هذا الأدب أدب من الشيخ، من المعلِّم في قوله تعالى (معيَ صبرا) ما قال معي بالمدّ في هذه الواية لأنه وجده مهذباً مؤدباً يصغّر من نفسه فتواضع معه أيضاً. فضمير المتكلم هنا جاء مقتضباً لأن (معي) فيها مدّ، الياء مدية أما (معيَ) الياء ليست مدّية وإنما قيمتها قيمة حرف صامت ولذلك تحملت الحركة (معيَ) مثل الباء واللام والكاف ومثل أي حرف فليس فيه ذاك المدّ. فهو إذن ناسب (تعلمنِ) (معيَ). هم يقولون الفتحة لتخفيف المدّ بدل أن يمدّ يخفف مدتها هكذا فيقول: معيَ. والقبائل تتصرف بما يناسب المعنى والصوت.

    يتبع ببركة الله وتوفيقه

  • #2
    اللهم صل وسلم على محمد وآل محمد

    من أين علِم الخِضر ع أن موسى ع لن يستطيع صبرا بحيث قال له (إنك لن تستطيع معيَ صبرا)؟

    موسى ع من أهل هذه الدنيا وصاحب شريعة، صاحب نظام حياة لزمانه فهو يعامل الأمور على ظاهرها وعندنا: إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان. نحكم على الناس بالظاهر ولا نقول هذا دخيلته كذا "هلاّ شققت عن قلبه" للذي قتله الصحابي وهو يقول أشهد أن لا إله إلا الله. تقبلها منه كما هي إلا إذا تصرف تحاسبه على تصرفه. فموسى ع يعلم الظاهر والخِضر ع أُعطي في هذه الجزئيات علم الغيب لذلك قال (من لدني) من لدن الله عز وجل مما هو أقرب من كلمة (عند) العامة. فلا يمكن أن يصبر موسى ع على شيء مخالف للشريعة فيما يراه لأنه في الظاهر مخالفات شرعية فكيف يسكت؟ ولذلك كان الخضرع مطمئناً أن موسى ع لن يصبر ولا سيما أن طبيعة موسى ع فيها شيء من الإنفعال. فرق عظيم بيت الرسل، بين رسول ورسول: محمد (ص) يُضرب بالحجارة ويقول: اللهم إهد قومي"، موسى ع شديد عنده نوع من الشدة: رجل من شيعته (فوكزه موسى فقضى عليه) بلكمة قضى عليه، وثم مرة ثانية أراد أن يبطش بالذي هو عدو لهما (لن أكون ظهيراً للمجرمين). لذلك سنجد أن عجلة موسى وشدته سنجدها في قوله تعالى (إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني) سددت على نفسك المنافذ.

    (لن تستطيع معيَ صبرا): العلم الذي عند موسى ع هو علم ظواهر الأشياء والعلم الذي عند هذا الرجل الصالح الذي ورد إسمه في الحديث الخِضر هو علم الغيب ولا موسى ولا غيره يملك شيئاً من علم الغيب إلا إذا علّمه الله عز وجل ذلك. (ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء) إذن ما كان الرسول (ص) يعلم الغيب إلا بمقدار ما يعلّمه الله عز وجل. فمن هنا جاءت ثقة الخِضر أن موسى لن يستطيع معه صبرا. والخضر يعلم أمه هذا نبي الله موسى ع لأنه قيل له ذلك وعلم من سيقابل وكيف سيكون معه؟ إنسان من هذه الأرض وهو ملتزم بالشريعة لا يمكن أن يسكت على هذا الذي فعله الخضر، أي شخص ملتزم يقول ماذا فعل؟ موسى ع نُبِّه ولذا نقول عنده نوع من الإستعجال في تصرفه فقال له (إنك لن تستطيع معيَ صبرا) وبيّن له (وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا) شيء لا تعلمه لا تعلم بواطنه، أنت تجده في الظاهر مخالفاً لشريعتك، وشريعتك تأمرك بإنكار المنكر لا تسكت عليه. (وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا) مع ذلك لأن في موضع معاهدة قال: (ستجدني) ذكر الياء كاملة لأنه موطن معاهدة وينبغي أن يُظهر بشخصيته الكاملة (ستجدني إن شاء الله صابراً) علّق الأمر على المشيئة، (ولا أعصي لك أمرا) أيضاً مجال عهد أنه سأكون تابعاً لك كأي تابع.

    (فإن إتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا): إشترط عليه شرطاً: أنت تريد أن تتبعني (فلا تسألني) لاحظ المناسبة: لم يقل فإن إتيعتنيَ فلا تسألنيَ ما إختصر لأن موسى لم يختصر في هذا المكان لأن المكان مكان معاهدة وفي المعاهدة كل شخص يكون بكيانه.(فإن اتبعتني فلا تسأني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا).

    ما الفرق بين الإمر والنُكر؟

    (فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا (71)) ( فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا (74)) كلمة إمراً يعني شيئاً شديداً. جئت أمراً شديداً يأمر الناس بعضهم بعضاً بعدمه، بتجنّبه لأنه مما يأمر الناس بعضهم بعضاً بتجنبه. ومما يأمر الناس بعصهم بعضاً أنه من أحسن إليك لا تسيء إليه ولا تعرّض الآخرين للخطر. هذا شيء يأمر بعضنا بعضاً به. وفِعلك هذا شيء شديد. لكن في (نُكرا) يعني منكر عظيم. العمل يختلف، قد يقول قائل إغراق مَنْ في السفينة أكثر من قتل نفس لكن الإغراق غير متحقق لأنه قال (أخرقتها لتغرق أهلها) هذه اللام هنا لام العاقبة أو لام النتيجة كما قال تعالى (فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدواً وحزنا) هم ما التقطوه لهذه الغاية لكن نتيجة إلتقاطه سيكون كذا وكذا. هذه اللام يسموها لام العاقبة أو لام النتيجة: العبد الصالح لم يخرق السفينة ليغرق أهلها ولكنه تصور موسى ع أنه خرقها وسينجم عن خرقها إغراق أهلها. إضافة إلى ذلك يبدو أن السفينة لم تكن في عرض البحر ولم تكن قد سارت بدليل: (حتى إذا ركبا في السفينة خرقها) ولم تكن في عرض البحر، هم بمجرد ركوبهم خرقها.

    هناك سؤال طُرِح سابقاً أنه لماذا موسى ع هو الوحيد الذي يعترض؟ هو يقيناً كان بحيث لا يراه أحد لأنه لو أراد أن يخرق السفينة لأخذوا على يديه. ربما هو نزل وحده إلى الأسفل وبدأ يخرق فلم يره إلا موسى ع فالسفينة ما زالت في طريقها ولذلك في الحديث أنه جاء عصفور وقف على حافتها أو حرف السفينة فنقر نقرة من الماء. معناه أنه قريب من الشاطئ، من ساحل النهر والنهر حلو لأنه لا يمكن أن ينقر العصفور من ماء البحر المالح.

    (إمرا): أنت عرّضت أهلها للخطر. ما غرق أحد بينما هناك وقع القتل فعلاً. لذلك إيقاع القتل جريمة كبيرة بينما هنا إفساد سفينة أو تخريب سفينة تُعرّض الركاب للخطر لكن لم يصبهم شيء. فقطعاً رأى الناس يتسابقون للخروج من السفينة لما بدأ الماء يدخل وبدأ الناس يقولون بدأت السفينة تغرق.

    الإمر الشيء العظيم الذي يأمر الناس بعضهم بعضاً بعدم فعله، بينما النُكر ما هو شيء منكر عظيم شيء تنكره الفطرة والشرائع ولذها جاء مع القتل.

    سؤال: (قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (72) قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (75) قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (78)) هذا الترتيب الطبيعي. أول مرة يكون فيها خلاف في البداية لم يكن هناك خلاف من قبل (وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا (68)) هذه واحدة مما لم يحط به خبرا أنت ما عندك علم بها : أنا قلت لن تستطيع معي صبرا. نفس الجملة قلتها لكن لم يقل (قلت لك) لأن في البداية كأنه يريد أن يذكّره، نوع من العتاب البسيط لأنها أول حالة ما واجهه الخضر وإنما قال (ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا) فقال موسى ع (قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا (73)) الإرهاق هو أن تحمّل الإنسان فوق ما يطيق, والعسر هو ضد اليسر.

    في المرة الثانية قال (ألم أقل لك) صارت أشدّ. أنا كان كلامي معك وليس مع غيرك.
    في المرة الثالثة قال (هذا فراق بيني وبينك) فصار الترتيب طبيعياً في البداية (ألم أقل) ألم يصدر مني هذا الكلام؟، في المرة الثانية الكلام صدر لك مباشرة (ألم أقل لك) وفي المرة الثالثة إنتهى الأمر.

    موسى ع هو أعطى على نفسه هذا الأمر عندما قال (إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني) فهنا لا تؤاخذني بما نسيت كان فعلاً نسيان أو غفلة.

    (فانطلقا حتى إذا لقيا غلاماً فقتله) كلمة غلام في العربية يقصد بها جنس الذكر من المولودين يسمونه غلاماً وليس الفتاة. من ولادته يسمى غلاماً والبنت تسمى بنتاً. من ولادته إذا وُلِد يقال وُلِد له غلام فيها نوع من التفاؤل. الغلام هو الذي يغتلم يعني يصل إلى سنٍّ يشتهي الأنثى فيبدأ يحس بحاجة إلى الجنس الآخر ويبلغ سن الرشد فكأنما عندما يولد طبيعة الإنسان يحب الذكور أكثر من الإناث من القديم لأن الذكر يشتغل معه ويحارب (أفمن يُنشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين) كالذي يقاتل ويأتي بالرزق وغيره، لكن الإسلام خاطب الرجل كما خاطب المرأة ورفع من شأنها كثيراً.

    كم كان سِنُّ هذا الغلام؟ لم تحدده لنا السورة. غلام في اللغة منذ أن يولد إلى أن يراهق، إلى أن يبدأ يشعر بحاجته للمرأة. والصبي خلال ذلك. الصبي هو أيضاً الذي يصبو إلى الجنس الآخر. لأن الغُلمة كما يقولون هي شدة الشوق إلى الجنس الآخر فالصبي أدنى منه قليلاً. كم عمره؟ لا يُعلم. لكن من خلال الجو العام للقصة يبدو أنه كان يرهق أبويه يؤذيهما والذي يُرهِق أبويه طغياناً وكفراً ويُخشى أن يستمر في هذا لا شك أنه كان بالغاً أو كان قريباً من مرحلة البلوغ. هذا من خلال الجو العام (فخشينا أن يرهقهما طغياناً وكفرا) يعني أن يزيد في هذا. هناك خشية من أين علمها؟ لا شك أن بعض ما أُعلمِ به من تصرفه، لها دلائل. وسنأتي لذكر رأي في مسألة خشينا، من الذي كان يخشى؟ وأردنا؟ البعض يقول : إشتراك الخضر مع الأبوين في الخشية والإرادة.

    (حتى إذا لقيا غلاماً فقتله) السؤال: هل كان بإمكان موسى ع أن يسكت؟هو أُريد له أن يُعلَّم أن علمه علم شريعة ظاهر، هناك مساحة، هذه المساحة التي تكلمنا عليها قلنا هناك مساحة فيما إختص الله عز وجل بعلمه حتى فيما ورد في بعض الأمور في القرآن في علمه. المعنى اللغوي والمعنى المفهوم وما في القرآن آية إلا وهي مفهومة، لكن ما وراءها. وسنأتي للكلام عن التأويل لاحقاً.

    (قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا) شيء عظيم ومن النظر في هذه العَظَمة سنجد بعض الآراء ولعل الذي نميل إليه أن الخضرع لما أراد أن يحكي هذه القضية لأنها قضية عظيمة عظّم نفسه قال: (خشينا) بالتعظيم لأنها مسألة عظيمة. هنا قال موسى u (إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني) والرسول (ص) قال: رحِم الله موسى لو صبر لتعلّمنا منه الكثير من هذه الأمور. فموسى ع قطع على نفسه الطريق وكان في عجلة (وعجلت إليك رب لترضى).

    (فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا) لدني: كأن هذا الذي في قلبي أنت وصلت إليه ولذا لم يقل (بلغت من عندي). وصلت إلى هذا الموضع بحيث لا مجال فيه للإجتهاد بعد ذلك.

    (فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية إستطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما): بعض الإستعمال يقول: إستضاف، إستضافه، إستضافه بمعنى طلب منه أن يضيّفه وليس كما نستعملها الآن مقلوبة. أنا أستضيفك يعني أطلب منك أن تجعلني ضيفاً لأن الهمزة والسين والتاء فيها معنى الطلب. قال: إستطعما أي طلبا الطعام لأن كلمة إستطعما طلبا الطعام تحتمل أمرين: تحتمل ضيافة وتحتمل شراءً. قالت الآية (فأبوا أن يضيفوهما) إذن كان الإستطعام ضيافة، المفروض أن يضيفوهما كما كان يصنع العرب قديماً ًبل بعضهم لا يُحسن لأن يأكل إلا ومعه شخص حتى يخرج من داره وأول مارّ يقول له تعال نأكل لأنه لا يُحسن أن يأكل لوحده، وبعضهم كان يرقد ناراً في الصحراء حتى يراها الأضياف. (فأبوا أن يضيفوهما) كانوا بخلاء وللتشهير بهم وإظهارهم هؤلاء البخلاء. لم يقل القرآن (هذه القرية) أو حددها؟ الأشياء التي ليس فيها نفع لا يذكرها القرآن. ليست هناك بلدة يقال عنها أن أهلها بخلاء وإنما هناك أفراد في كل بلدة بخلاء وفيها كِرام وهذا يأتي من المنافسة بين المدن.

    كان يمكن في غير القرآن أن يقول (إستطعماهم) هذه ثقيلة. يعني إستطعما أهل القرية، فهذا الثقل أولاً لضمير المثنى والجمع يلتقيان في مكان واحد مع الهمزة والسين والتاء المزيدة يعني الكلمة تكون طويلة فيها ثقل ولفظ القرآن يحرص على الخِفّة إلا إذا كان الثقل مطلوباً كما في قوله (تلك إذن قسمة ضيزى) كان يمكن أن يقول قسمة جائرة ولكن جائرة فيها خفة أما كلمة ضيزى فهي تُنطق الضاد القديمة التي تخرج من الجانب وهي من أثقل ما يكون على الناطقين.
    ما دلالة تكرار كلمة الأهل في الآية (فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا (77) الكهف)؟

    (إستطعما أهلها ) حتى يكرر ذكر الأهل تشنيعاً بهم. وينفر من ثقل توالي الضمائر في هذه الكلمة التي تطول لو قال (إستطعماهم). الكلام صار على إثنين معناه فتى موسى لم يعد معهم.
    (فوجدا فيها جداراً يريد أن ينقض فأقامه) كلمة وجدا: الكلام أن الذي وجده هو الخِضر لكن يصير الكلام على الإثنين لأن المتبوع هو الأصل والتابع لاحق. (فوجدا فيها جداراً يريد أن ينقض) نسب الإرادة إلى الجدار معناه كأنه يوشك ويرغب، هو يريد أن يبين لنا أنه قارب الإنهيار، يريد أن ينقض. الإنسان إذا أراد شيئاً يحاول أن يفعله فأضفى الحياة على هذا الجدار وأعطاه إرادة حتى يصوّر لنا كيف أنه متهاوٍ، يكاد يسقط، يريد أن ينقض. (فأقامه) هذه الإقامة والتعديل هل هدّمه وأعاده. هل مسح عليه ورجع؟ هو بذل جهداً في شيء، أصلحه. أُناس لم يكرموهم ولم يطعموهم جاء إعتراض موسى خفيفاً رقيقاً (لو شئت لاتخذت عليه أجرا) هو إعتراض ضمني: أنت ضيّعت علينا فرصة الطعام (لو شئت لاتخذت عليه أجرا) فأنت لم تتخذ أجراً لأنك ما شئت. وكان يمكن أن تشاء وتأخذ أجراً فنأكل. (لو شئت) إعتراض.

    فقال الخِضر ع(هذا فراق بيني وبينك) أولاً كان يمكن في غير القرآن الكريم ونحن تكلمنا على كلمة بين (مجمع بينِهما) إضاف. هنا كان يمكن في غير القرآن أن يقول هذا فراقٌ بيننا أو فراقٌ بيني وبينك ينصب على الظرفية، ينوّن وينصب، لكن تكون البينية عندئذ للفراق غير ملازمة ويمكن أن يعودا مرة أخرى للقاء. لما تقول: هذا فراقٌ بيني وبينك هذا ليس مؤبّداً ويمكن أن نعود إلى بعضنا بعد ذلك.

    (هذا فراقُ بيننا بيننا) كأن الفراق صار فاصلاً بيننا. (هذا فراقُ بيني وبينك) هو أضافها ولم أجد قراءة بالتنوين حتى في القراءات الشاذة معناه أن جمهور العرب كانوا يفهمون هذا النوع من الإضافة. لما قال (هذا فراقُ بيني وبينِك) كأنه جعل لنفسه بيناً، مساحة وله بيناُ فهما بينان وتملّك هو بيناً وملّك ذلك بيناً آخراً. فهذا البين مملوك لا ينفك عني وبينك لا ينفك عنك. لما يكون البين مملوكاً لي وبينٌ مملوك لك فلا مجال للقاء بعدها. وصار البين مملوكاً لا أستطيع أن أتخلى عنه، أضافه والمضاف والمضاف إليه كالكلمة الواحدة. أضاف الفراق لـ (بين) (فراقُ بيني) هذه المساحة ملك وفراق بينِك معطوفة، العطف على نية التكرار: فراق بيني وفراق بينك. والإضافة معناها المِلك أن يُنسب الشيء إليك فصار البين منسوباً لي والبين منسوباً لك فلا مجال فيه للقاء وفعلاً لم يتم لقاء ولا يمكن أن يكون لقاء بعد ذلك.

    قال (سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا).

    يتبع بعون الله وتوفيقه

    تعليق


    • #3
      اللهم صل وسلم على محمد وآل محمد


      (قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (78)) موسى ع مع الخِضرع أو الرجل الصالح. وهذا الإسم الخِضر ورد في الحديث الصحيح عن رسول الله (ص) فيمكن أن نقول الرجل الصالح ويمكن أن نذكر إسمه وهذا لا يقدم ولا يؤخر من صلب الموضوع.

      و الأعتراض الثالث الذي نجم عنه أن قال (هذا فراق بيني وبينك) وبيّنا لم قال: بيني وبينِك ولم يقل بيني وبينَك. وقفنا عند (سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا) كان يستطيع أن يقول هذا فراق بيني وبينك ويذهب وتنتهي القصة. لكن أراد أن يبين لموسى ع هذه التصرفات التي تصرفها ولم يسكت عليها موسى ع لأنه لم يكن يملك أن يسكت عليها. لأن موسى ع يتعامل مع ظاهر أحكام الشرع وهذه الأمور غيبية لا يعلمها فأراد أن يظهر له هذا الغيب. لذلك نقول كلمة التأويل لها معنيان: الأول بمعنى التبيين أو البيان والتفسير كأن يفسّر قوله (سأنبئك بما لم تستطع عليه صبرا) أي هذا السؤال الذي سألته تسبب في أن يفارق بعضنا بعضاً نشرحه ونبيّنه ونفسّره، هذا التبيين والتفسير. والثاني: التأويل هو بيان حقيقة الشيء وبيان ماهيّته. هنا المراد بالتأويل بيان الحقيقة، (سأنبئك بتأويله) أي بيان حقيقة ما لم تستطع عليه صبرا. (وما يعلم تأويله إلا الله) أي وما يعلم حقيقة أمره إلا الله سبحانه وتعالى، والراسخون في العلم يقولون كل من عند ربنا كما قلنا في وقته أوصاف الجنة على الحقيقة: فيها نخل ورمان لكن أيُّ نخل وأيُّ رمان؟ ما حقيقتهما؟ الحور العين، ما حقيقتهن؟ نحن نأخذ الحور العين نساء لكن ما حقيقة هؤلاء النساء؟ ما حقيقة هذا النعيم؟ هذا مما إستأثر الله عز وجل بعلمه، فما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به. التأويل معرفة حقيقة بواطن الأمور التي هي مما إختص الله تعالى بعلمه وإلا لو علمه موسى ع ما إعترض إبتداء. فإذن كونه إعترض فهم لم يعلمه مع أنه نبي وهو أشرف الناس في زمانه.

      (سأنبّئك) بالتشديد لأن فيه توضيح ولم يقل (أُُْنبئك) لأن الإنباء للشيء الموجز المختصر. (ما لم تستطع) جاء بالفعل كاملاً لأنه مقبل على إيضاح وإعلان وشرح وعلى كمال، شيء كامل

      (أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا (79)):

      (أما السفينة) بدأ من أول الأحداث. (أما) حرف تفصيل، تقول حدثت أمور أما الأمر الفلاني فكذا وأما كذا فكذا. وما بعدها مبتدأ وخبر (السفينة: مبتدأ وكانت خبر للمبتدأ). (لمساكين) كلمة مساكين دخلت عليها لام المِلك. السفينة لهم، كانوا يملكونها ومن هنا حاول بعض العلماء أن يفرّق بين الفقراء والمساكين. يمكن للمسكين أن يكون مالكاً لشيء لكن هذا المِلك لا يسد كل حاجته فيستحق من مال الله، من الزكاة (إنما الصدقات للفقراء والمساكين). أما الفقير فلا يملك شيئاً، قد يكون عنده قوت يومه لكنه لا يملك مجال عمل ولا يملك شيئاً أصلاً فيقال هو فقير. نحن إن شاء الله أعنياء بفضل الله تبارك وتعالى. الغني هو الذي لا يحس بحاجة ونحن بحمد الله أغنياء لا نحس بالحاجة لشيء والفضل لله تعالى من قبل وبعد. قد يكون لأحدهم مال كثير ولكنه يتضور إذا رأى غيره عنده شيء لا يملكه هو فيشعر بالفقر. لأن الغنى غنى النفس.

      (لمساكينََ) قد يسأل البعض أن مساكين جاءت بعد حرف الجر اللام فكان يجب أن تكون مجرورة ولكنها في الآية مفتوحة وذلك لأن مساكين ممنوع من الصرف لأنها على صيغة منتهى الجموع فيُجرّ بالفتحة نيابة عن الكسرة.

      (يعملون في البحر) على سفينتهم. (فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غضبا) فأردت: هنا الإرادة نسبها لنفسه ونسبها لنفسه بصيغة الإفراد، ما قال: فأردنا أن نعيبها لأن فيها معنى العيب: إنسان يصنع شيئاً فيه عيب لا يفخّم نفسه. ما فعله بوحي من ربه وهو بعد ذلك سيقول (ما فعلته عن أمري). لكن سياق الأحداث: أن يخلع لوحاً من سفينة ويحدث عيباً فلما أحدث عيباً لا يتناسب العيب مع التفخيم لأنه مجرد رفع لوح العيب يعمله أي عامل يأتي بفأس وينزع خشباً أو لوحاً من السفينة لا مجال لتعظيم نفسه ولا تصح نسبة العيب لله سبحانه وتعالى يقيناً، لا يكون لأنه على لسان الجنّ لما قال: (وأنا لا ندري أشرٌ أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا) لما ذكر الرشد نسبه إلى الله تعالى ولما ذكر الشر نُسِب للمجهول. القدر كله خيره وشره من الله تعالى. هذا الأدب الذي ينبغي أن يتعلمه الناس مع الله سبحانه وتعالى أن يكون في غاية الأدب عندما يذكر ربه جلّت قدرته وحينما ينسب إليه الأشياء. وحتى في اللفظ يتأدب مع الله سبحانه وتعالى. إبراهيم ع قال (وإذا مرضت فهو يشفين) لم يقل وإذا أمرضني نسب هذه العِلّة لنفسه أنه هو تسبب بمرضه وهو سبحانه يشفيه. نسب لنفسه هذا الفعل على سبيل الإفراد (فأردت) لأن فيها كلمة العيب (أن أعيبها) لا يتلاءم مع التعظيم.

      (وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غضبا): طبيعة السياق أن يقول وكان أمامهم ملك، لكن لو تخيلنا السفينة وهي واقفة والذي نذهب إليه أن موسى ع والخِضر صعدا إلى السفينة وبمجرد صعودهما خرقها من دون إطالة وقت. معنى ذلك أمامهم البرّ، لأن السفينة لما تقف على الشاطيء أمام الركاب الذين فيها يقفون ينظرون إلى الساحل يودعون الناس فأمامهم البرّ. كلمة وراء في لغة العرب أحياناً تستعمل لما ينتظرك. تقول للإنسان وراءك عمل كثير. ليس بمعنى خلف ظهرك وإنما ينتظرك عمل كثير حتى في العامية نستعملها. ورائي لا تعني خلف ظهري وإنما ينتظرني ولذلك قال تعالى (ومن ورائه جهنم ويسقى من ماء صديد) لا يعني وراء ظهره وإنما تنتظره جهنم والعياذ بالله. (ومن ورائهم عذاب غليظ) (من ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون) هذا من إستعمال العرب ونحن الآن نستعمله.

      (يأخذ كل سفينة غصبا): يأخذها غاصباً يأخذها عنوة حتى من غير مقابل لأنه قيل أن الملك داخل معركة ويجهز جيشه فتأخير السفينة لغرض أن يمشي هذا الملك بمن معه من أسطول للمعركة فينجو هؤلاء المساكين بسفينتهم. ليس المعنى أنه لم يكن يأخذ السفينة المعيبة ولكن تعني أنها لا تصل إليه. ما من سفينة إلا ويحدث فيها عيب وتعالج وهو خرق لوح لا يؤدي إلى دمار السفينة، سيدخل فيها الماء لكن تحتاج لوقت تُسحب السفينة إلى الشاطيء والغرض من خرق السفينة التأخير. أردت أن أعيبها، لماذا أردت هذا الأمر؟ لأن وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا فالعيب يؤخرها، كيف تُصلح السفينة؟ تُسحب إلى الشاطيء، تُفرّغ من الماء، ويعود اللوح إلى مكانه ويُطلى بالقار وترجع السفينة إلى ما كانت عليه ولا تبقى معيبة لأن هذا إضرار بالمساكين. غاية ما في الأمر تأخير هؤلاء المساكين عن وصولهم إلى الملك الذي كانيدخل حرباً وفعلاً حصل تأخير، سُحِبت السفينة وفُرِّغت من الماء وأعيد اللوح إلى مكانه وطُلي كأي ضرر يصيب أي سفينة وتعود. إذن الغرض من عيب السفينة التأخير.

      (فأردت أن أعيبها) باستعمال المصدر المؤول ولم يقل فأردت عيبها لأنها تعني طلبت عيبها أو فتشت عن عيب فيها فلا يستوي هنا. فلا بد أن يقول (فأردت أن أعيبها) حتى ينسب العيب إلى نفسه مع الإرادة بهذه الصيغة صيغة المصدر المؤول. الصيغة (وأما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا) بهذا الترتيب لا شك أن الخِضر لم يقل هذه الكلمات حرفياً. هذا البناء هو البناء السليم لأن الذي في ذهن موسى u بالترتيب: مشكلة السفينة، هذه المشكلة يجب أن تعالج أولاً فقال له: أما السفينة، وأما الغلام، وأما الجدار لأنها ركائز القصة. كل قصة لها محور تدور حوله. هنا المحور السفينة، هناك المحور الغلام وهناك المحور الجدار. فلا بد أن يبدأ هكذا بمحور القصة: أما السفينة، وأما الغلام فكذا، وأما الجدار فكذا. ثم بنى عليه بعد ذلك: أما السفينة فكانت لمساكين، قدّم تمهيداً لفعله لا يبدأ فأردت. ثم يبقى السؤال: لِمَ؟ السفينة كانت لمساكين فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا، تمّت الجملة هكذا. هذا البناء يكون بهذه الصيغة هو الذي إختاره القرآن الكريم. في غير القرآن يمكن أن يقول: أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا فأردت أن أعيبها، لكن الجملة تضعف لما تبتعد هكذا كأنك تحكي لي قصة لكن بيّن لي لماذا قمت بهذا العيب؟ وهذا الترتيب إلتزمه في المواطن الثلاثة: يذكر محور القصة ويدير حوله الحديث حتى يبيّن السبب كيف يأخذها؟ هو لا يستشيرهم وإنما بيّن السبب وإنما يأخذها في حال إغتصاب، غاصباً. إستعمل المصدر (غصبا) كان يمكن أن يقول غاصباً أهلها لكن المصدر في اللغة أقوى من المشتق لأنها كلها تؤخذ منه. المشتق هم إسم الفاعل، إسم المفعول أو غيره. كان يمكن في غير القرآن أن يقول غاصباً أهلها، لكن إستعمل المصدر قال: يأخذ كل سفينة غصباً كأنه يغصبهم غصباً على ذلك وهي فيها معنى الحال لكن فيها معنى التوكيد أيضاً. إستعمال المصدر هنا فيه معنى المصدر المشتق وفيه معنى التوكيد (غصبا) ما قال غاصباً. المصدر أقوى بلا شك كما في قوله تعالى (ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين) لم يقل يهدي وإنما قال هدى للمتقين لأنه في كيانه هدى فالمصدر أقوى. والكلام الفعل مشتق من المصدر والدراسة الحديثة تقول الفعل هو الأصل لأنه يحدث فعل ويكون محتوياً على حدث وزمن. لكن المصريون يستدلون بإستدلالات عقلية ويبنون على بعض الجوانب اللغوية أن المصدر حتى أنهم يقولون من إسمه يصدر عنه، يقولون أنتم سميتموه مصدراً.
      التعديل الأخير تم بواسطة زهر الشوق; الساعة 24-02-2008, 10:28 PM.

      تعليق


      • #4
        اللهم صل وسلم على محمد وآل محمد

        (وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا (80) فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا (81)):

        هناك قال: فأردت وهنا قال: فخشينا أن يرهقهما طغياناً وكفرا. قلنا الغلام يصلح من ولادته أن يسمى غلاماً إلى أن يغتلم أي يبدأ بطلب الجنس الآخر. فمن بدايته نوع من التفاؤل مثلما سمّت العرب فاطمة تفاؤلاً بأنها ستكبر وتلد وتُرضِع وتفطم، وسمّت عائشة بأنها ستعيش, والعرب تسمي الصحراء مفازا والملدوغ سليم. لكن هنا الغلام ما عندنا دليل تاريخي ثابت يبيّن في أي مرحلة من العمر كان إنما الأسلوب أو اللفظ الوارد هنا يوحي بأنه كان متقدماً في العمر ليس صغيراً والدليل: لما يقول (فخشينا أن يرهقهما طغياناً وكفرا) الإرهاق تحميل الإنسان فوق ما يطيق. طغياناً وكفراً: طغياناً حال كونه طاغياً وحال كونه كافراً فيرهقهما من طغيانه ومن كفره فهو لا يكون كافراً إلى أن يبلغ مرحلة السؤال. معنى ذلك أنه معذِّب لأبويه بكفره وطغيانه وهما مؤمنان. كما قال تعالى في مكان آخر (وهما يستغيثان الله ويلك آمن) والأب والأم دائماً يريدان لولدهما الخير. فإذن (فخشينا أن يرهقهما طغياناً وكفرا) معناه كان كبيراً وليس في مرحلة الطفولة الصغيرة جداً. الأبوين عادة لما يكون ولدهما بهذه الصورة يحرصان على إيمانه، على إسلامه وهو يعذّبهما، يحملهما فوق ما يطيقان عند ذلك يتجهان إلى الله سبحانه وتعالى أن يبدلهما خيراً منه: يدعون: اللهم أبدلني خيراً من هذا. هو لا يريد أن يذهب ولا يُعوّض وإنما يريد تعويضاً. ممكن هذا المعنى هو السبب في إستعمال الجمع (فخشينا أن يرهقهما) أي هو (الخِضر) والأبوين، يحتمل هذا المعنى: (فخشينا أن يرهقهما) كانا يخشيان ذلك ومن معهما المنفّذ الذي سينفّذ القتل (فأردنا) إرادة دعاء أنا وأبويه كأنما أطلعه الله عز وجل على ما كان يدعو به أبوا هذا الغلام، هذا وجه. والوجه الثاني نلاحظ في بداية القصة قال (ذلك ما كنا نبغِِ) من الذي كان يبغي ملاقاة الخضر؟ الذي كان يبغي ملاقاة الخِضر هو موسى ع والفتى تابع ليس له بُغية إلا خدمة موسى ع مع ذلك تكلم بالجمع عن نفسه وعن تابعه لأن التابع معه ملحق. هنا أيضاً يمكن أن يكون قوله (فخشينا) إدخال موسى ع معه بإعتباره تابعاً هنا. تابع موسى ع ما كان له شغل بهذا وإنما هو متابع له فيمكن أن تكون (فخشينا) أي أنا خشيت لكن أدخل معه موسى ع لأنه تابع له، هذه واحدة ثم لأنه لم يأخذ على يده فيمنعه من القتل. موسى ع إعترض بعد القتل. جاء رجل لشخص يقتله تكفّه وموسى ع قوي (فوكزه موسى فقضى عليه) (فسقى لهما) وحمل الصخرة فكان يستطيع أن يمسك بالرجل لكن هو إنتظر لما ينهي الموضوع ثم قال لِمَ قتلته؟ (أقتلت نفساً بغير نفس) فكأنه أشركه معه. والحالة الثالثة التي أميل إليها أن القتل أمر عظيم فيحتاج إلى معظّم لنفسه أن يفعل هذا الفعل (فأردنا). قلنا هناك صغّر نفسه لأن فيه عيب (فأردت) القتل عيب لكن هنا هادف إلى شيء. والقتل فيه عيب لكن كلاهما يقصد إلى خير لكن قلع لوح مسألة صغيرة، تعريض ناس إلى خطر محتمل ضعيف لأنهم قريبون من الشاطئ وما زالت السفينة لم تتحرك لكن هذا قتل نفس وإنتظار ودعاء من الله سبحانه وتعالى أن يعوضهما خيراً منه فاستعمل صيغة المعظّم لنفسه (فخشينا): أنا تجرّات على القتل لم يقل أنا تجرأت على القتل ولكن قال نحن تجرأنا على التقل بتعظيم نفسه (فأردنا أن يبدلهما ربهما) عظّم نفسه لعظمة الحدث : قتل النفس " (من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً). هذا الفساد المحتمل (فخشينا أن يرهقهما طغياناً وكفرا) جعله الخِضر واقعاً وهو واقع لأنه تعالى أعلمه بشأن هذا الغلام وهذا في الغيب وأطلعه على غيب هذا الغلام. في القضايا الغيبية لا يطلع عليها أحد إلا من إرتضى من رسول يطلعه بما يحتاج إليه. أمر المؤمن كله له خير لا يدري الإنسان إذا تقدمت به السن، تقدم به العمر يتذكر أموراً كثيرة وأنا أذكر في مرات عديدة يداخلني شيء في نفسي لواقعة أنا أقول الحمد لله فيها خير لكن في نفسي أقول ليس فيها خير، ثم تمضي الأيام وثبت لي باليقين أنه كان الخير في ما وقع ولذلك ينبغي على الإنسان أن يُحسن ثقته بالله سبحانه وتعالى. لو قلت لرجل يحمل في بطنه العذرة وكلنا ذلك الرجل لكن إنسان نبيل تقول له يا فلان ناصيتي بيدك قدني إلى حيث تشاء هل يقودك إلى شر؟ فكيف بك إذا قلت لرب العالمين: اللهم أنت ربي ناصيتي بيدك. ماذا يختار لك؟ لا شك كل الخير. فما تراه أحياناً من غير الخير من موت ولد، من قطع رزق أحياناً، من أذى بدني، من أذى نفسي، سِفلة الخلق يوجهون لك إهانة أحياناً كل هذا أذى نفسي، هذا من الخير لأن الله سبحانه وتعالى حاشاه أن يختار لعبده المتوكل عليه ما هو غير خير.

        التفسير البياني في الأفعال:

        (فأردت، فأردنا، فأراد ربك) بما أن العيب شخصي فقال فأردت أما فخشينا فالأبوين مؤمنين والإبن عاقّ فنسب الفعل له ولله تعالى لأن فيه جزء شخصي وهو القتل وجزء غيبي لله تعالى أما الجدار فالأبوين صالحان والولدين صالحين فنسب الأمر إلى الله تعالى. وقال معنى فخشينا و فأردنا أنه يقصد به الله تعالى والخِضر

        (فأردت) نسبه الخِضر لنفسه لما فيه من العيب. (فأراد ربك) نسبه لما هو خاصٌ بالله سبحانه وتعالى، (فأردنا) نسبه لله تعالى وللخِضر. لكن لا يمكن أن تجمع نفسك مع الله تعالى مهما كان الأمر. لا تقول أردنا أنا ورب العزة لأن الرسول (ص) لما قال له أحدهم: ما شاء الله وشئت ما قال له ما شئتما أنت والله وإنما ما شاء الله وشئت، فصله. فقال (ص) : أجعلتني لله ندّاً؟ قُل ما شاء الله ثم شئت. إجعل الفاصل طويلاً (ثم) وليس بالواو. فكيف نرتضي أن يقال: فخشينا أنا والله، فأردنا أنا والله؟ هذا الكلام غير مقبول حتى إذا قاله بعض المفسرين. ولذلك فتشنا عن إجابات أخرى ووجدنا أيسر الإجابات: تعظيم النفس أنه عظّم نفسه، أو أدخل موسى ع معه ،أو دخل مع الأبوين هذا كله تحتمله اللغة. أما أن تكون أنت مع الله كلاكما تفعلان فعلاً واحداً لا يجوز هذا الكلام. وليس كل ما أورده أصحاب التفسير نحن نرتضيه ونقبله. رب العزة يتعالى أن يكون له ندٌ أو شريك في اللفظ. لذلك فتشنا عن هذه الإجابات ونستبعد مطلقاً أن يكون (فأردنا) أنا وربي نفعل هذا لا يجوز أن نقول فيها شيء من نفسه وشيء من اله فجمع نفسه مع الله وهذا لا يجوز. هذه واحدة، والمسألة الأخرى: صحيح ذكرها بعض المفسرين لكن لا نقبلها من يجمع نفسه مع الله تعالى في ضمير واحد؟ فخشينا أنا والله، لا يرتضى هذا. خشينا أنا والأبوين، أنا وموسى أو تعظيم النفس لأن الفعل عظيم (القتل). هذه كلها تحتملها اللغة ومقبول فاختر ما تميل إليه وأنا أميل أنها من باب التعظيم للنفس.

        أنه في التفسير يعبر بكذا عن كذا كما قال المفسرون أنه عبر عن الكفر بقوله (في قلوبهم مرض) عبّر عن المرض بالكفر، وهنا عبّر (فخشينا) بمعنى تخليص الأبوين من الإبن العاقّ.

        جائز أحياناً أن يكون فعل مقابل فعل آخر إذا كانا متقاربان. السائل قال إستعمل الخشية وهو يعني كلمة خلّصنا. لا يجوز هذا لا بد أن يكون هناك رابط. ما علاقة الخشية بالتخليص؟ ماذا يقول في (فأردنا)؟ لا يصح أنه عنى بهذا عن هذا. قوله تعالى (في قلوبهم مرض) أي قلوبهم فيها عِلّة، فيها مرض، مريضة بالنفاق، مريضة بالكفر. لا بد أن يكون هناك إرتباط وكل كلمة لها معناها. حتى عندما تكون كلمة مكان كلمة. لما قال الله عز وجل على لسان فرعون: (لأصلبنّكم في جذوع النخل) يقولون (في) بمعنى (على) فلم لم يقل على؟ ليست بمعنى على جذوع النخل ولكنه يريد أن يشعرنا أن هذا التصليب هو من القوة والربط والشدة كأنه سيدخلهم في الجذع وليس مجرد أن يضعه على جذع النخلة يوقفه ويصلبه وإنما سيشده شداً بحيث يُدخله في داخل الجذع، إذن هناك مرادة. لذلك إستعمال حرف الجر (في) مقصودة.

        أما عن أن الغيب هو فقط في قصة القتل وليس في قصة السفينة أو الجدار.
        كل ما غاب عنك فهو غيب. هم في مكان معيّن لنقل مثلاً هم في دمياط والملك ليكن في الإسكندرية أو على ساحل البحر بعيداً عنهم ليس في هذه المنطقة. الأحداث التي تكون هناك موسى لم يعلمها والمساكين لم يعلمونها والركاب جميعاً لا يعلمون وإلا لما صعد راكب في السفينة وهم يعلمون أن ملكاً يدخل قتالاً ويريد سفناً للمعركة، فهو غيب بالنسبة لهم. (ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير) لو كنت أعلم أن هناك تجارة لو فعلت كذا أربح، هذا صحيح في الدنيا ويعلمه بعض الناس. لا نعني بالغيب هذا الذي لا يعلمه أحد، قد يعلمه غيرك لكنه غيب لك، فهو غيب لموسى. المخزون تحت الجدار غيب، الغلامان لا يعلمان وأهل القرية لا يعلمون به فهو غيب مغيّب عنهم. لا نعني بالغيب هذا الذي لا يعلمه أحد. فكله غيب وهذا ينص عليه علماؤنا يقولون كل هذه الأمور كانت من علم الغيب مما غاب عن موسى ع ومن حوله وعلمه هذا الرجل بعلمٍ من الله سبحانه وتعالى ولا نعني بالغيب الخاص بالله سبحانه وتعالى الذي لا يعلمه إلا الله لكن الذي علمه الآخرون لكن هو بالنسبة لهؤلاء الناس في هذا المكان فهو مغيّب عنهم فهكذا ينبغي أن نفهم الآيات.
        التعديل الأخير تم بواسطة زهر الشوق; الساعة 25-02-2008, 07:03 AM.

        تعليق


        • #5
          اللهم صل وسلم على محمد وآل محمد

          هل يجوز أن نستعمل نقول سيدنا الخِضر؟

          مسألة السيادة هذه حتى بعضهم قال أنها لا تصح أن تقال حتى مع الرسول (ص) لكن حُبّ رسول الله (ص) يجعلنا نقولها دائماً فهو سيدنا لأنه (ص) إستعملها مع سعد ابن معاذ رضي الله عنه لما جُرِح في الخندق وجيء به محمولاً ليقضي في بني قريظة فقال (ص): قوموا لسيّدكم أي لسعد. ثم طلب إليه أن يحكم فقال: حكمي ماضٍ على هؤلاء (أي اليهود) ؟ فقالوا نعم لأنهم كانوا حلفاء سعد في الجاهلية، ثم قال: وعلى من في هذه الناحية؟ يقصد الرسول (ص) حتى لا ينظر إليه فيقال أوحى إليه (ص) بالحكم. فحكم بهم. فقال (ص): لقد حكمت بحكم الله من فوق سبع سنوات. يقولون سيّد الأوس، سيد الخزرج، سيد الشهداء حمزة، سيّد المهاجرين والأنصار. نحن نقول دائماً إذا لم يكن هناك مانع شرعي فلا مانع من إظهار هذه المودة وهذا الحب فنحن نقول سيدنا رسول الله (ص) قرة العين عليه الصلاة والسلام.

          تتمة اللمسات البيانية في قصة موسى ع والخِضرع:

          (فخشينا، فأردنا):

          إستعمال الضمير (نا) الذي يدل على الجمع في كلمة (فخشينا) وكلمة (فأردنا) . والمختار في هذا أن الكلام للخِضر (الرجل الصالح) وأنه عظّم نفسه في موطن التعظيم، العمل كان عظيماً فعظّم نفسه ولا يمكن أن يكون أراد نفسه والله سبحانه وتعالى بضمير واحد. لأن عندنا هذا الخطيب الذي خطب (والحديث في صحيح مسلم) أنه خطب في قومه والرسول (ص)حاضر فقال لهم: من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقد غوى. فقال الرسول (ص): بئس الخطيب أنت، قُل ومن يعصِ الله ورسوله فقد غوى. الخطيب أراد أو يوجز فقال (ومن يعصهما) لكن الرسول (ص) لم يرتضِ أن يُجمع هو والله تعالى في ضمير المثنى. فمن باب أولى هنا في مجال لتعظيم نفسه. صحيح أن القسمة العقلية قد تشير أنه مرة ذكر نفسه فقال (فأردت) ومرة ذكر الله عز وجل وحده فقال (فأراد ربك) ومرة (فأردنا) الأمر ليس هكذا والمسألة ليست مسألة قسمة عقلية وإنما مسألة النظر فيما يرضي شرع الله عز وجل فلا يمكن في هذا المجال أن يجمع هذا الرجل الصالح الخضر نفسه مع الله عز وجل في ضمير واحد. ودليلنا هذا الحديث وهو في صحيح مسلم وذكرته بعض كتب الحديث الأخرى ولكن إذا ورد في أحد الصحيحين نكتفي به.

          (فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا (81)):

          العلماء يقولون ممكن أن يقول (فخشينا، وفأردنا) من كلام الله سبحانه وتعالى وهذا رأي. والإلتفات وارد: أن يقول فأردنا ثم يلتفت فيقول فأراد ربك ولكن أنا إخترت الراجح. لأن القصة بجملتها: الخضر يتحدث فالإنتقال من (وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْن) قد يكون هذا من كلام الله عز وجل وليس على لسان الخضر فيه تكلّف. بعض المفسرين قال هذا لكن جمهور المفسرين إختاروا أن يكون إستمراراً لكلام الخِضر وأن يكون هذا في باب المعظِّم لنفسه، هو لم يعظّم نفسه في ذكر العيب، عظّم نفسه مع الفعل العظيم (فخشينا) مع عدم إلغاء الإحتمالين الآخرين أنه أشرك موسى ع لأنه تابع له كما أشرك موسى فتاه لأنه تابع معه لما قال (ذلك ما كنا نبغِ) الفتى لم يكن يبغي لأنه تابع. كان يمكن لموسى أن يقول: ذلك ما كنت أبغي لكن ما دام الفتى تابعاً جعله معه. هنا الخضر يعظّم نفسه فاستعمل ضمير المعظم لنفسه. لا يمكن أن يكون يشرك نفسه مع الله تعالى في ضمير واحد. الحديث الصحيح الذي ذكرته سابقاً شاهد وحديث آخر (ما شاء الله وشئت) فقال (ص): أجعلتني لله ندّاً وفي رواية أخرى: أجعلتني لله عدلاً؟ يعني يعادل الله عز وجل؟ قُل ما
          شاء الله ثم شئت، حتى تكون هناك مسافة. التصور الإسلامي هو هكذا.

          (فخشينا، فأردنا، فأردت) هذه الإرادة كلها متوقفة على إرادة الله سبحانه وتعالى وهو سيقول من بعد ذلك (وما فعلته عن أمري) هو نسب لنفسه بعض الأفعال لأنه هو قام بها، هو تصرّف واشتغل فنسب لنفسه ولا سيما مسألة العيب ولا يستحسن أن تُنسب لله سبحانه وتعالى فنسبها لنفسه كما قلنا في قصة إبراهيم ع (وإذا مرضت فهو يشفين) المرض هذا ضُرٌ يتضرر منه فنسبه إلى نفسه تأدباً مع الله سبحانه وتعالى.

          (وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (82))

          كلمة يتيمين تدل على صِغر الغلامين لأنه لا يُتم بعد بلوغ. معناه أنهما كانا صغيرين. في قوله تعالى (في المدينة) بعض المفسرين يقول يمكن أن تسمى القرية مدينة ويردون على هذا شواهد، لكن يمكن أن تكون الألف واللام هنا للعهد يعني كأنما لمدينة مررنا بها. فإذن هما كأنهما تركا هذا البيت كأنما البيت مهجور فهما ليسا في القرية وإنما في المدينة، يمكن أن يكونا عند من يربّيهما ثم يعودان بعد ذلك إلى هذه الخرِبة المتروكة التي يريد أحد جدرانها أن ينقضّ فأقامه. يمكن أن يكون هذا لم تسمى القرية مدينة ولكن في مدينة مرّا بها في رحلتهما قريبة من القرية. الكلام ينصب على أهل القرية وعلى البيت لليتيمين في القرية. أما اليتيمان فلم يكونا في البيت وإنما لغلامين يتيمين في المدينة التي مررنا بها في مكان آخر كأن هناك من يرعاهما في تلك المدينة في مكان آخر. وليس هناك من يرعى هذا الجدار فيقيمه. لو كان تحت رعاية لكان يمكن أن يقام هذا الجدار، فكأنما هجرا هذا المنزل والمنزل صار خرِباً بحيث أحد جدرانه يريد أن ينقضّ، يمكن أن يكون عمهما، خالهما، أحد المحسنين أخذهما إلى المدينة وقد يكون فعلاً هي هذه القرية وهما في هذا البيت الخرِب.

          (وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا): الجدار قطعاً هو في القرية ونحن علمنا أن أهل هذه القرية بخلاء، ما عندهم نوع من الكرم ويبدو أنه لم يكن لديهم نوع من الرعاية للأيتام لأنه الذي لا يُكرِم ضيفاً لا يعتني بيتيم أيضاً لأنه سيُخرِج مالاً لليتيم أو طعاماً، هذا الذي يجعلني أميل أن اليتيمان كانا في مدينة قريبة ثم ما من أحد من هؤلاء في القرية فكّر في أن يقيم جدار هذين اليتيمين. ويبدو أنها قرية معروفة فيما بينهم بالبخل لعل هذه مؤشرات لبخل هذه القرية سواء القرية إسمها المدينة وكان الغلامان فيها أو كان غير ذلك فالمهم أنه لم يتطوع أحد لإقامة هذا الجدار ولم يفكر إذا كانا مقيمان فيه أنه قد يسقط على اليتيمين. فهي طبيعة في أهل تلك القرية. والقرآن لم يسمّها لنا وإنما قال (أهل قرية) هي قرية ما أراد أن يسميها ولا أن يذكر لنا ما هي. ونحن منهجنا أنه ما سكت عنه القرآن لا معنى للتنقيب عنه، ما هذه القرية. وهل أحفادهم موجودون إلى الآن وهل ما زالوا على بخلهم؟ قد تكون القرية في الصحراء وما عندنا دليل على مكانها على وجه الدقة والتعيين. أما ما ورد في غير القرآن الكريم وفي غير ما صحّ عن رسول الله (ص) فنحن غير ملزمين به أو غير ملزمين بالأخذ به لأنه كان هناك ولعٌ في تسمية الأشياء: القاصّ لما كان يقص في البصرة لما وصل إلى: فأكله الذئب فقال وكان الذئب إسمه كذا، كل شيء يسميه، فقالوا له لا يوجد ذئب أكل يوسف فقال هذا إسم الذئب الذي لم يأكل يوسف. كل الذئاب لم تأكل يوسف! فكان هناك نوع من الولع والأسئلة: ما إسم كذا؟ ما إسم اليتيمين؟ وفي بعض كتب التفسير ذكرٌ لاسميهما إتكاء على ما تورده بعض الروايات القديمة ممن سبقنا، ممن سبق الإسلام ونحن غير ملزمين بتلك الأقوال. ولو كان هناك ثمرة أو فائدة من ذكر إسم القرية ومن ذكر إسم الغلامين كان ذكرها القرآن الكريم . فما دام سكت عنها القرآن وسكت عنها رسول الله (ص) فلا فائدة من الأسماء لأن المهم العِبرة أن هذه القرية قرية بخلاء، قرية أناس لا يعتنون بالضيف، لا يقرون ضيفاً وهذا عند العرب شيء عظيم حتى في الإسلام بعد ذلك جعل إقراء الضيف واجباً كما ورد في الحديث: " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليُكرِم ضيفه". والإكرام ليس فقط الأحكام وإنما حتى البِشْر من أخلاق عرب الجاهليةيعلم أنه سينام ومع هذا يحادثه لأن الحديث من القِرى والكلام مع الضيف جزء من الأحكام.

          ما اللمسة البيانية في تنكير كلمة (غلامين) وتعريف (المدينة)؟

          كلمة غلام نكرة (لغلامين) ثم ذكر من صفاتهما أنهما يتيمان. (لغلامين يتيمين) هذا المقدار يكفي. أما أنه لو قال للغلامين سيُقال له: أيُّ غلامين؟ هما موسى ع والخضرع جاءا إلى قرية وهذا الجدار يريد أن ينقض والله سبحانه وتعالى يعلم أنه لطفلين مات أبوهما،. طفلان مات أبوهما، لا يقدّم ولا يؤخّر أن نقول: لفلان وفلان حتى نقول للغلامين وهو لم يتحدث عنهما سابقاً، لم يذكرهما. لو ذكرهما سابقاً يعود بعد ذلك للتعريف وتسمى أل العهدية كأن يقال لك: سأل عنك رجل فتقول لقيت الرجل (أي الذي سأل عني). بدأ نكرة ثم يعرِّف. لطفلين صغيرين لا ينفع من هما؟ ما اسمهما؟ فلان وفلان، لا فائدة. فمن هنا جاء التنكير (لغلامين يتيمين) لأنه ليس هناك ذكرٌ سابق لهما. هذا الجدار لهذين الغلامين وقد يكون في المدينة أيتام آخرون لا ندري، لكن هذا الجدار لهذين اليتيمين. وكلمة المدينة إما يراد بها القرية التي دخلاها فلما ذكرها أولاً قرية جاء بعد ذلك فعرّفها كأنما يريد أن يشير إلى أنها قرية كبيرة فقال مدينة ثم أن فيها تنويع. المدينة عادة أوسع من القرية في المصطلح اللغوي لكن عند العرب المدينة يسمونها قرية أحياناً والقرية يسمونها مدينة بحسب نظر المتكلم. مكة أم القرى وهي مدينة واسعة (حتى يبعث في أم القرى رسولاً). والقول الآخر أن هذه الألف واللام للعهد الذهني: يعني المدينة التي مررنا بها من قبل، كأنما في ذهنها مدينة معينة مرّا بها من قبل فقال (لغلامين يتيمين في المدينة) كأنما هجرا هذا المسكن. وكما قلت سواء كانا فيه أو في خارجه فهذا البيت هو في القرية وأهل القرية من

          (وأما الجدار) أي الجدار الذي ذكرته من قبل هذه تسمى(أل العهدية) لأن العهد إما أن يكون ذهنياً أو ذكرياً: ذكرياً أن يذكر الشيء من قبل، ذهنياً أن يكون حاضراً في الذهن كما في قوله تعالى (ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للناس) لم يذكر الكتاب من قبل لكنه حاضر في الذهن لأن الكلام عليه.

          لماذا عُرّفت السفينة ونُكّر الغلام؟

          السفينة معرّفة، غلاماً نكرة وغلامين نكرة. كأنما السفينة في البداية، هي كانت سفينة فلما طلب من أهل هذه السفينة أن يركبوهما لأنه هو لم يقول فجاءت سفينة وأشار إليها، إختصر فكأنما يريد أن يذكر أنهما لم يركبا في السفينة إبتداء وإنما إستأذنا. (فانطلقا حتى إذا ركبا في السفينة) كأن هناك كلام محذوف سابق أنه حتى إذا وجدا سفينة (نكرة في البداية) أشارا إلى من فيها أن يحملوهما فوافقوا على ذلك . فبمجرد ركوبهما فيها صارت معرّفة فقال (فلما ركبا في السفينة). إذن يريد أن يشير إلى وجود كلام محذوف فيه كلمة سفينة نكرة أولاً. فقال (ركبا في السفينة) ركبا في السفينة بعد الإتفاق. لا بد أنهما وجدا سفينة وإستأذنا أهلها أن يركبا فيها. ففي البداية وجدا سفينة فاختصر، هذا من أسلوب القرآن قد يطوي الزمان والمكان.

          (وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا) ترتيب هذه الأشياء (الجدار، غلامين، كنز، أبوهما) إذا تغيّر هل سيبقى بنفس الدلالة؟

          هذا كأنه نظام، كأنه بناء كأنك تبني بيتاً فالبناء هكذا. هو ذكر له جداراً قد أقامه فالآن يريد أن يفسر له ما يتعلق بهذا الجدار فالمهم أولاً الجدار فيذكر الجدار ثم يذكر لمن هذا الجدار؟ ثم يذكر بعد ذلك ما شأن هذا الجدار؟ لماذا أقمته؟ أما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة، وإذا كان لغلامين يتيمين؟ لماذا أقمته؟ قال: وكان تحته كنز لهما، وإذا تحته كنز لهما ما شغلنا بذلك؟ وكان أبوهما صالحاً. فمن أجل صلاح الأب فهو ترتيب طبيعي لا يستدعي أن يكون هناك إضطراب. ولا فائدة من تغيير الترتيب. تذكر الجدار وتذكر ما يتعلق بالجدار لا بد من ذكر رابط ولازم المعنى كأن بناء بيت تبنيه جزءاً جزءاً. أبوهما صالحاً ليبيّن لماذا حاول أن يحافظ على الكنز.الذي تحت الجدار العائد للغلامين. الكنز في اللغة هو الشيء الدفين. الشيء الدفين إذا كان مالاً سمي كنزاً أي هذا المدفون كأنما هو كنزه، خزنه، إحتفظ به. والعلماء هنا يتحدثون هل يجوز الكنز؟ هذا الاحتفاظ بالمال بهذا الشكل؟ (الذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها) المفروض أن يشغلها. قسم قالوا شرعُ من قبلنا وقسم يقولون أن الأب يمكن أن يشغّل المال ولكن لما أحسّ بالوفاة أحس وهو في قرية ظالمة، قرية بخيلة، لا تضيّف أحداً وأحس أنه سيأخذون مال أولادي فدفنه وقال يا رب أنت تتولاه . وعندنا في الأثر أن أحد التجار طلب من شخص إنقطع به السبيل فقال: أقرضني وأردّه لك،قال من يكفلك؟ قال: أنا غريب في هذه البلدة، قال: إني أريد كفيلاً من يكفلك؟ قال: ترضى أن يكون الله كفيلي؟ قال أرضى، قال: متى تردّه لي؟ قال: أردّه لك في الفصل القادم تأتي سفينة من عندنا إلى بلدكم فأجيء فيها وأردّ لك المال، قال: موافق. وتمضي الأيام (لاحظ حسن التوكل على الله تعالى) ويأتي وقت الرحيل ويتهيّأ التاجر فيشغله شاغل يتأخر فتمشي السفينة. ماذا يصنع؟ جاء إلى خشبة وحفرها ووضع المال فيها ووضع فيها رسالة وغلّفها بالقير ورماها في البحر وقال: يا رب أنت الوكيل وأنت تكفلتني ورماها خلف السفينة. تصل السفينة والتاجر خرج مع غلامه ليستقبل الرجل فلم ينزل الرجل من السفينة إنتظر ولم ينزل الرجل فقال: هل بقي أحد قالوا لا الكل نزل، فقال لغلامه لعلّ له عذراً ننتظره في السفينة القادمة. إجمع لنا بعض الحطب حتى لا نعود خاويين، جمع الغلام بعض الحطب فوجد الخشبة فقال: انظر ماذا وجدت فيها ورقة: اللهم أنت الكفيل وأنا كذا. وجاء الرجل في السفينة الأخرى ومعه المال فذهب إلى الرجل فقال: وصل مالك أنت وكّلت رب العزة وصل مالك وهذه الخشبة إحتفظت لك بها.

          (وكان أبوهما صالحاً) هذا درس للآباء صلاحهم خيرٌ لذريتهم أيضاً. الغلام كان أبواه مؤمنين وهو فاجر ورحمة بالأبوين قُتِل وقبِل الله تعالى دعوتهما وعوضهما خيراً منه.

          (فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ): نسب الإرادة لله تعالى (فأراد ربك أن يبلغا أشدهما) لم يقل فأردت أو فأردنا لأن بلوغ الغلامين السن الكبير هذا لله سبحانه وتعالى لا يستطيع أن يُدخل الخضر نفسه فيه حتى لو عظّم نفسه. بينما هناك القتل هو كان آلة قتلت وننتظر الله تعالى يعوضهما. هنا (يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما) يبلغا أشدهما هذا لا يملكه إلا الله سبحانه وتعالى ويستخرجا: وإستخراج الكنز من تحت الجدار لا يملكه إلا الله تعالى. (ويستخرجا) معطوفة على (يبلغا) أوكل الأمر كله إلى الله. ممكن يسقط الجدار وهما بالغان فإذا سقط وظهر الكنز عند ذلك واضح ويكونان شديدين (يبلغا أشدهما). هذه قرية تخاف ولا تخجل فتحتاج إلى قوة.

          (رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ) هذا الأمر رعاية هذين هو من رحمة الله سبحانه وتعالى. ويمكن أن تجعلها عامة على المحاور الثلاث. وجعلها عامة ممكن جداً لأن كله من رحمة الله: العناية بالمساكين من رحمة الله عز وجل، العناية بالأبوين من رحمة الله عز وجل والعناية بالغلامين اليتيمين من عناية الله عز وجل. ثم وضّح (وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (82)) لأن هذا غيب لا يقول أحد هذا يبدو أنه شرّير سأقتله تأسّياً بالخِضر وأدعو الله أن يهبهما خيراً منه، لا. (وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي) هذا أمرني الله تعالى به ففعلته. أما أن يأتي إنسان آخر ويزعم أنه يريد أن يفعل ما فعله الخضر هذا لا يجوز. (رحمة) مفعول لأجله: فُعِل هذا كله من أجل الرحمة.

          (ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا): التأويل هنا بمعنى بيان حقيقة الشيء. حقيقة هذه الأشياء التي هي مما غاب عن موسى ع وعمن حوله. وهذا سيندرج تحت قوله تعالى (وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون كل من عند ربنا) الذي لا يعلمه إلا الله أو من يُعلِمه الله عز وجل به من نبي أو من معلّم يعلّم غيره لحكمة أرادها الله سبحانه وتعالى.

          (ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا): إستعمال (ذلك) تدل على أنه بدأ يبعد لأنه يريد أن يفارق فلم يقل هذا تأويل. الكلام الذي تكلمته صار (ذلك).

          (مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا): قبلها قال (قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (78)) كان يمكن أن يقول تستطع هنا أيضاً لكن هناك فيها شرح وإيضاح فجاء بالفعل تاماً (تستطع) أما هنا لأن فيه وقت مفارقة وإختصار وإبتعاد (هذا فراق بيني وبينك). ذلك: الكلام صار تاريخ ويريد أن يرحل (لم تسطع) فحتى الكلمة إختصرها لأن هناك مجال إختصار فقال (تسطع) أنهينا الإيضاح وإنتهى الكلام لكن في البداية قال (تستطع) كان بداية شرح (تستطع) وهنا إنتهاء شرح الكلام ومفارقة.
          التعديل الأخير تم بواسطة زهر الشوق; الساعة 25-02-2008, 09:56 AM.

          تعليق


          • #6
            سبحان الله

            يبدو أنك تنقل مالاتقرأ

            ألست بالأمس تنكر نسيان موسى؟ أم أنا واهم؟

            فكيف تقول الآن(موسى ع هو أعطى على نفسه هذا الأمر عندما قال (إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني) فهنا لا تؤاخذني بما نسيت كان فعلاً نسيان أو غفلة.)

            تعليق


            • #7
              اللهم صل وسلم على محمد وآل محمد
              قول الله سبحانه على لسان موسى عليه السلام:
              (( ان سألتك عن شئ بعدها فلا تصاحبني ))
              ليس فيها نسيان ولا غفلة
              بل هو طبع النبي عليه السلام من التسرع في القرار
              فحكم على نفسه عدم مصاحبة الخضر عليه السلام له بعد سؤاله الأخير
              وأما ماجاء به الدكتور في التفسير البياني هذا موضع اشكال

              تعليق


              • #8
                سبحان الله إلى الآن لم تقرأ ماكتبت !!!!

                إذن نعطيك الجزء الخاص

                (فهنا لا تؤاخذني بما نسيت كان فعلاً نسيان أو غفلة)

                فماتقول حضرتك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

                تعليق


                • #9
                  اللهم صل وسلم على محمد وآل محمد
                  وماالذي تقصد بالنسيان في سؤالك ؟
                  هذا النسيان جاء بخصوص موقف معين
                  وهو تكرار اعتراض النبي على تصرفات الخضر
                  وليس النسيان الذي يخطر في بالك
                  وقد يفسر النسيان هنا بمعنى الترك
                  أي أن النبي عليه السلام قد ترك الشرط :
                  أنه لايسأل عن شيئ حتى يخبر عنه الخضر
                  وذلك لتعجل النبي في معرفة مايحصل منه
                  لذلك حدث تكرارا لاعتراض على كل موقف حدث
                  وليس النسيان الذي يؤدي به الى الخطا أو الذنب

                  تعليق


                  • #10
                    وهو تكرار اعتراض النبي على تصرفات الخضر
                    وليس النسيان الذي يخطر في بالك
                    وقد يفسر النسيان هنا بمعنى الترك


                    أنت تقول ان النبي معصوم من الخطا والنسيان وترك الأولى
                    ففسر لي فعل الخضر

                    تعليق


                    • #11
                      الاخت زهر الشوق

                      مشكوره على هذا التوضيح والنقل الجيد بارك الله فيكى

                      بالنسبه لما اثاره الاخ حسين بارك الله فيه فهو محق حيث انكى نقلتى اكثر من مره ما يفيد نسيان موسى وفتاه عليهما السلام

                      واذا كنتى لا تصدقين فيمكنك ان تراجعى ما نقلتيه وهو يفسر جيدا وبصدق ما حدث بين سيدنا موسى والخضر ولكنكم تنتصرون للمذهب على حساب القران نفسه

                      انظرى ماذا كتبتى :

                      (قال أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت) نسب النسيان لنفسه نوع من الأدب لأن موسى ع أيضاً نسيه. لم يقل الفتى: أنت تسألني عنه لأن الموعد عند ذهاب الحوت في الماء ونحن نمنا عند الماء فكان تسألني، لكن نسبه لنفسه نوع من التأدب

                      فهل فهمتى الان ما تنقليه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

                      عموما مشكوره على هذا البيان والنقل الجيد بارك الله فيكى وليس موضوعنا هنا نسيان موسى حتى لا نخرج خارج هذه المعجزه القرانيه وهى :

                      قصص الامم السابقه

                      اذ لو كان سيدنا محمد ليس رسولا منزلا من عند الله لما علم اخبار الامم السابقه بهذه الدقه وهذا احد وجوه الاعجاز فى القران الكريم واحد الاثباتات انه منزل من عند الله وليس من صنع البشر
                      مشكووووووووووووووووووووره

                      تعليق


                      • #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة حسين الشيرازي

                        أنت تقول ان النبي معصوم من الخطا والنسيان وترك الأولى
                        ففسر لي فعل الخضر
                        اللهم صل وسلم على محمد وآل محمد
                        لم أفهم القصد من سؤالك ؟

                        تعليق


                        • #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة مسلم حق
                          الاخت زهر الشوق

                          مشكوره على هذا التوضيح والنقل الجيد بارك الله فيكى

                          بالنسبه لما اثاره الاخ حسين بارك الله فيه فهو محق حيث انكى نقلتى اكثر من مره ما يفيد نسيان موسى وفتاه عليهما السلام

                          واذا كنتى لا تصدقين فيمكنك ان تراجعى ما نقلتيه وهو يفسر جيدا وبصدق ما حدث بين سيدنا موسى والخضر ولكنكم تنتصرون للمذهب على حساب القران نفسه

                          انظرى ماذا كتبتى :

                          (قال أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت) نسب النسيان لنفسه نوع من الأدب لأن موسى ع أيضاً نسيه. لم يقل الفتى: أنت تسألني عنه لأن الموعد عند ذهاب الحوت في الماء ونحن نمنا عند الماء فكان تسألني، لكن نسبه لنفسه نوع من التأدب

                          فهل فهمتى الان ما تنقليه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

                          عموما مشكوره على هذا البيان والنقل الجيد بارك الله فيكى وليس موضوعنا هنا نسيان موسى حتى لا نخرج خارج هذه المعجزه القرانيه وهى :

                          قصص الامم السابقه

                          اذ لو كان سيدنا محمد ليس رسولا منزلا من عند الله لما علم اخبار الامم السابقه بهذه الدقه وهذا احد وجوه الاعجاز فى القران الكريم واحد الاثباتات انه منزل من عند الله وليس من صنع البشر
                          مشكووووووووووووووووووووره
                          اللهم صل وسلم على محمد وآل محمد
                          أشكر الأخ مسلم حق
                          شكرا لك على مرورك وتعليقك
                          لكني افهم ماذا أنقل
                          وأعلم ماالقصد منه
                          وماقاله الدكتور من توضيح
                          ولكن من يريد أن يركز على نقطة معينة يأبى التحرر منها
                          التعديل الأخير تم بواسطة زهر الشوق; الساعة 28-02-2008, 09:13 AM.

                          تعليق


                          • #14
                            النبي موسى في اعتقادكم معصوم من الخطأ الكبير والصغير
                            ومن النسيان

                            ومن ترك الأولى في كل فعل يفعله

                            فكيف يقول موسى(لاتؤاخذني بمانسيت)

                            هل نسي موسى؟
                            أم ترك وعده للخضر بعدم المعارضة

                            الآية تدل أنه نسي

                            أنتم تقولون أن لم ينس ولكنه ترك الوعد

                            فنقول ترك الوعد وإخلافه خطيئة

                            ربما تقولون لايجب عليه الوفاء بالوعد لأنه هو الذي أوجبه على نفسه(وهذا طبعا واضح البطلان)

                            نقول أليس موسى بعدم وفائه للوعد ارتكب أحد هذه الأمور الثلاثة

                            1-النسيان
                            2-الخطأ
                            3- ترك الأولى

                            فهل اتضح السؤال لكم وفقكم الله

                            تعليق


                            • #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة حسين الشيرازي
                              النبي موسى في اعتقادكم معصوم من الخطأ الكبير والصغير
                              ومن النسيان

                              ومن ترك الأولى في كل فعل يفعله

                              فكيف يقول موسى(لاتؤاخذني بمانسيت)

                              هل نسي موسى؟
                              أم ترك وعده للخضر بعدم المعارضة

                              الآية تدل أنه نسي

                              أنتم تقولون أن لم ينس ولكنه ترك الوعد

                              فنقول ترك الوعد وإخلافه خطيئة

                              ربما تقولون لايجب عليه الوفاء بالوعد لأنه هو الذي أوجبه على نفسه(وهذا طبعا واضح البطلان)

                              نقول أليس موسى بعدم وفائه للوعد ارتكب أحد هذه الأمور الثلاثة

                              1-النسيان
                              2-الخطأ
                              3- ترك الأولى

                              فهل اتضح السؤال لكم وفقكم الله
                              اللهم صل وسلم على محمد وآل محمد
                              أولا
                              أريدك أن تفهم أن رحلة نبي الله موسى الى الخضر ليست واجب الزامي وليست من مقومات النبوة
                              بل هي رغبة منه لمعرفة من هو أعلم منه
                              ثانيا
                              الحوار بين موسى والخضرعليهما السلام كان بين استاذ وتلميذ
                              كما ذكرت قبلا هو رغبة منه للعلم
                              يعني يتقبل العلم أو لا برغبته وليس واجبا عليه
                              ثالثا
                              لم يكن هناك وعد بالمعارضة
                              بل كان تقرير
                              أنا ان عدت لها فلا تصاحبني
                              فقط
                              كان تقرير وحكم من موسى عليه السلام على نفسه بعدم مصاحبة الخضر له
                              لهذا لم يكن اساسا وعدا ليكون أخطأ وأذنب في تركه أو نقضه أو الوفاء به
                              يعني هو ليس
                              خطأ ولا نسيان
                              ولكنه تقرير شخصي لموسى على نفسه

                              أتمنى أن تفهم المغزى جيدا من القصة

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                              يعمل...
                              X