القصيدة الحسينية الفريدة(1)
أناخت على قلبـي الكـآبةُ والكـربُعشية زمّ العيـس للظّـعن والـرَّكْبُوقد فقـدتْ عينـي الـرقادَ بفقدهـمفلم يلق مذ لـم ألقَـهم هُـدباً هُـدبُخليلَيّ مالي في سوى الحـبّ حاجـةولا لكما فـي صاحـب شَفَّه الحـبُّوقـائلـةٍ لـي: عـزّ قلبـك بعدهـمفقلت: أصبتِ النُّصحَ لو كان لي قلبُفقد عاد منـي طيّع الصبـر جامحـاًغداة النوى إذ ذلّ من أدمعي صعـبُوقد أرخصت مني الدموع ولـم أزلأغالي بدمعي كلّمـا استامـه خطْـبُرزيـة قـوم يمّـموا أرض كربـلافعـاد عبيـراً منـهمُ ذلـك التُّـربُأكارم يروي الغيـث واللّيـث عنهـمإذا وهبـوا مـلء الحقائـب أوهبّـواإذا نـازلوا الأعـداء أقفـر ربـعهاوإن نزلوا في بلدة عمّـها الخِصْـبُتخـفّ بهـم يوم اللقـاء خـيـولُهمفتحسبها ريحاً على متنها الهَضْبُ(2)إذا انتدبـوا يـوم الكـريهة أقبـلـوايسـابـق ندبـاً منهـمُ مـاجدٌ نـدبُببِيـضٍ صقيـلاتِ الغـرار تَخـالُهامراراً فكـم للحـرب ناراً بها شبّـواوما كـنّ لـولا أنـهـنّ صـواعـقلترسلهـا أيمانهـم وهـي السُّـحْـبُأناخوا بهـا والمجدُ مـلء دروعهـموكلٌ على رغم العدى للـعلى تِـربُوكلٌّ لِلَثْم البِيـض حمـراً خـدودُهـاوضمِّ قدودِ السّمْرِ(3) مـا مَلَّه صَـبُّيكـلّفـهـم أبـنـاء هـنـدٍ مـذلّـةًويُوصيهم بالعـزّ هنديّـةٌ قضـبُ(4)فهبّت وهـم سُفْن النجـاة بهـم إلـىغمار المنايـا من سوابحهم نكـبُ(5)بسابـغ صبـر دونـه مـا تدرّعـواوصارمِ عزمٍ دونه الصـارم العضبُفأضحى « إمام المسلمين » مجـرداًوحيداً فلا آلٌ لـديـه ولا صَـحْـبُفظـلّ وليـلُ النقــع داجٍ تـحفّـهنصول القنا كالبدر حفّت به الشُّهـبُوقد وَلي الهنـديُّ تفريـقَ جـمعهـمفصحّ « لتقسيم » الجسوم به الضربُإلى أن قضـى ظمـآنَ والماءُ دونـه« مباحٌ على الرّواد مَنهلُـه العَـذْبُ »فيا لهفـةَ الإسـلام فـي آل هاشـمٍووا حَرَباً للدّين ممّـا جنـت حـربُبنفسـيَ يـا مـولاي خـدَّك عافـراًوجسمَك مطروحاً أضرّ بـه السَّلْـبُفإن جعلوا للخيل صـدرك مركضـاًفقد علمـوا أنّ المجـال لهـا رحـبُوإن نـهبـوا تلـك الخيـام بكفرهِـمفوفرُكَ قِدْماً بين أهـل الـرّجا نهـبُوإن برزت تلـك الـوجـوه فـإنّمـاعليها عن الأبصـار من هيبـة نُقْـبُ
1 ـ شهداء الفضيلة للشيخ عبدالحسين الأميني: 389 ـ 491.
2 ـ الهَضْب: الجبل المنبسط.
3 ـ السُّمْر: الرماح.
4 ـ قضب: السيف القطّاع.
5 ـ نكب: نوع من الريح بين الصَّبا والشمال.
أناخت على قلبـي الكـآبةُ والكـربُعشية زمّ العيـس للظّـعن والـرَّكْبُوقد فقـدتْ عينـي الـرقادَ بفقدهـمفلم يلق مذ لـم ألقَـهم هُـدباً هُـدبُخليلَيّ مالي في سوى الحـبّ حاجـةولا لكما فـي صاحـب شَفَّه الحـبُّوقـائلـةٍ لـي: عـزّ قلبـك بعدهـمفقلت: أصبتِ النُّصحَ لو كان لي قلبُفقد عاد منـي طيّع الصبـر جامحـاًغداة النوى إذ ذلّ من أدمعي صعـبُوقد أرخصت مني الدموع ولـم أزلأغالي بدمعي كلّمـا استامـه خطْـبُرزيـة قـوم يمّـموا أرض كربـلافعـاد عبيـراً منـهمُ ذلـك التُّـربُأكارم يروي الغيـث واللّيـث عنهـمإذا وهبـوا مـلء الحقائـب أوهبّـواإذا نـازلوا الأعـداء أقفـر ربـعهاوإن نزلوا في بلدة عمّـها الخِصْـبُتخـفّ بهـم يوم اللقـاء خـيـولُهمفتحسبها ريحاً على متنها الهَضْبُ(2)إذا انتدبـوا يـوم الكـريهة أقبـلـوايسـابـق ندبـاً منهـمُ مـاجدٌ نـدبُببِيـضٍ صقيـلاتِ الغـرار تَخـالُهامراراً فكـم للحـرب ناراً بها شبّـواوما كـنّ لـولا أنـهـنّ صـواعـقلترسلهـا أيمانهـم وهـي السُّـحْـبُأناخوا بهـا والمجدُ مـلء دروعهـموكلٌ على رغم العدى للـعلى تِـربُوكلٌّ لِلَثْم البِيـض حمـراً خـدودُهـاوضمِّ قدودِ السّمْرِ(3) مـا مَلَّه صَـبُّيكـلّفـهـم أبـنـاء هـنـدٍ مـذلّـةًويُوصيهم بالعـزّ هنديّـةٌ قضـبُ(4)فهبّت وهـم سُفْن النجـاة بهـم إلـىغمار المنايـا من سوابحهم نكـبُ(5)بسابـغ صبـر دونـه مـا تدرّعـواوصارمِ عزمٍ دونه الصـارم العضبُفأضحى « إمام المسلمين » مجـرداًوحيداً فلا آلٌ لـديـه ولا صَـحْـبُفظـلّ وليـلُ النقــع داجٍ تـحفّـهنصول القنا كالبدر حفّت به الشُّهـبُوقد وَلي الهنـديُّ تفريـقَ جـمعهـمفصحّ « لتقسيم » الجسوم به الضربُإلى أن قضـى ظمـآنَ والماءُ دونـه« مباحٌ على الرّواد مَنهلُـه العَـذْبُ »فيا لهفـةَ الإسـلام فـي آل هاشـمٍووا حَرَباً للدّين ممّـا جنـت حـربُبنفسـيَ يـا مـولاي خـدَّك عافـراًوجسمَك مطروحاً أضرّ بـه السَّلْـبُفإن جعلوا للخيل صـدرك مركضـاًفقد علمـوا أنّ المجـال لهـا رحـبُوإن نـهبـوا تلـك الخيـام بكفرهِـمفوفرُكَ قِدْماً بين أهـل الـرّجا نهـبُوإن برزت تلـك الـوجـوه فـإنّمـاعليها عن الأبصـار من هيبـة نُقْـبُ
1 ـ شهداء الفضيلة للشيخ عبدالحسين الأميني: 389 ـ 491.
2 ـ الهَضْب: الجبل المنبسط.
3 ـ السُّمْر: الرماح.
4 ـ قضب: السيف القطّاع.
5 ـ نكب: نوع من الريح بين الصَّبا والشمال.
تعليق