إننا في هذا العصر الذي ظهرت فيه الكثير من الرايات الضالة المضلة والأهواء الباطلة وخصوصا الذين يرفعون شعارات المهدوية (زورا وبهتانا) حتى استفحلت وتذاكت وكبرت ذروة هذه الدعاوي في أوساط هذا الشعب الجريح وهم يستغلون ضعفه وانكساره ممرين بذلك دعواتهم الزائفة .هذا من جانب. ومن جانب أخر صمت وسكوت العلماء والفقهاء والقيادات الإسلامية عنها وكأن الأمر لا يعنيهم. باستثناء العلماء الذين اشارو بأدلتهم وبراهينهم على بطلانها وكشف زيفهم وكذبهم .ولكن وعلى كل حال فان الاقرار الذي حصل في الآونة الأخيرة لمناظرة مثل هذه الدعوات وعلى مقدمتها مدعي اليماني وان كان الإقرار بالمناظرة هو إنصاف الحق المتمثل بإمامنا الغريب والتمهيد لطلعته البهية سلام الله عليه. إما ما صدر من بعض العلماء المراجع حفظهم الله من فتاوى تدل على بطلان هذه الدعوى فإننا نسبقهم القول حول بطلانها ونقول لهم يا علماء ألامه ومراجعها العظام أدامكم الله عزا للمذهب الشريف لماذا لم تبينوا لنا دليل بطلانها وكذبها فإننا لا نعلم وجهة بطلانها لان الفتوى لاتلزم الجميع الحجة بل تقتصر على إتباع ومقلدي صاحب الفتوى.في حين نحن نعيش زمن الانقسامات والاتجاهات كل فئة تعتقد بمرجعها فكيف يكون الحال؟ ويا ترى لو فرضنا إن الإمام المهدي عليه السلام قد ظهر في عصرنا هذا ووقف خطيبا بين الركن والمقام كما أشارت لذلك الروايات والإخبار المتواترة حيث يبدأ خطبته بالاحتجاج ويدعو الناس لمناظرته فإننا نخشى إن تصدر مثل هذه الفتاوى (لا سامح الله)من البعض دون بينة أو برهان فما موقف ألامه حينها من الإمام المهدي عليه السلام . وهذا ما يخالف منهجية وسلوك محمد وال محمد صلوات الله عليه وال بيته فان مثل هذه المواقف التي تواجه آلامه في سبيل انحرافها عن عقيدتها بإمامها المهدي عليه السلام لا يمكن الإسراع في إصدار الفتاوى المبطلة لها دون بينة أو دليل وحتى تنصف إمام آلامه عليه السلام يجب التأني في إصدار مثل هكذا فتاوى لان ذلك يجعل آلامه تقف موقف العداء من الإمام المهدي عليه السلام وقضيته من حيث تشعر أو لا تشعر ونحن لا نريد لامتنا الإسلامية إن تبقى متقوقعة في دائرة الجهل والظلام وخصوصا وقد تلاقفتها الأمم غربيها وشرقيها لتمزيق صفوفنا وتشتيت وحدتنا بحيث لم يبقى لها بصيص آمل إلا سفينة النجاة وعروتها الوثقى الإمام المهدي علية السلام. وعليه فمن واجبات الفقيه أو المرجع إن يجد عوامل التغيير في أبناء الدين والمذهب تمهيدا للانتصار للإمام الغريب المظلوم مهدي الأمم عليه السلام