بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وأهلك أعدائهم
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
لقد شهدت مدينة كربلاء المقدسة أفجع الأحداث البشرية وهي إراقة الدم الزاكي لسبط الرسول الأكرم وأهل بيته وأصحابه الكرام في أرض الطف في يوم العاشر من المحرم عام 61 هـ، وكانت تلك الحادثة البشرية هي بداية المعارك الدامية فيها. وكانت كربلاء يومذاك جرداء غير ذات زرع تسكن حواليها عشيرة بني أسد ومنذ اللحظة التي استشهد فيها الإمام الحسين (عليه السلام) وأهل بيته وصحبه أصبح لها شأن يذكر وصارت مأوى يلجأ إليه المسلمون من كل حدب وصوب حتى اتخذت قبلة ثانية تحجها الوفود زرافات ووحدانا لزيارة قبر الإمام الحسين (عليه السلام) ومن استشهد معه في هذه البقعة المباركة التي استوطنت وشيد على القبر قبة وأقيمت حوله المساكن.
وقد أعقبت حادثة الطف الكثير من الاحداث التاريخية التي غيرت مجرى التاريخ وأدت إلى نتائج عظيمة تصدعت فيها وحدة المسلمين ونجم عنها خسائر وتضحيات كبيرة في الأرواح والأنفس.
وما الانتفاضة الشعبانية المباركة والتي جرت احداثها في اليوم الخامس من آذار عام 1991 في مثل هذا الشهر واليوم المبارك من شعبان المعظم إلا واحدا من تلك الاحداث التي عصفت بهذه المنطقة.
الانتفاضة الشعبانية كانت الفرحة التي لم تتم في نفوس الشعب العراقي المضطهد والشعلة التي انطفأت في الدرب الطويل المظلم الذي سار به العراقيين جميعا من الشمال إلى الجنوب لتحرير وطنهم من قبضة النظام التعسفي في العراق، هذا النظام الذي غدر بأبنائه وترك أحفاده يتامى تائهين في الأزقة المشوكة ليبحثوا عن قاتلي آبائهم وأمهاتهم.
كانت الانتفاضة تكمن في نفوس الجميع وتنتظر الفرصة المناسبة للإطاحة بالنظام بعد أن طغوا في البلاد وأكثروا فيها الفساد.
وعندما قبل المقبور صدام إيقاف إطلاق النار في 26/2/1991 كانت بوادر الانتفاضة الشعبانية ترى من الأفق البعيد، ففي الأسبوع الأول من آذار عام 1991م ثارت مدينة البصرة معلنة بداية الانتفاضة الشعبانية في العراق وثارت معها أغلب المحافظات الجنوبية وكأن ثورة العشرين بدأت من جديد حيث بدأت قوات الحرس الجمهوري تجر ذيولها مسرعة إلى بغداد لحماية سيدها وكانت هذه فرصة سانحة لكل العراقيين بان يتخلصوا من الغمامة السوداء التي حجبت نور الحرية وألبست السواد أغلب البيوت الآمنة.
في هذا الشهر المبارك شعبان، الشهر الذي نتفيأ ظلاله هذه الأيام، يحتفل العراقيون بـ(الانتفاضة الشعبانية المباركة)، وهي ذاتها التي كان يطلق عليها نظام البعث المقبور (صفحة الغدر والخيانة). وفي تلك الانتفاضة سقطت في غضون أيام جل المحافظات التي تسكنها أكثرية شيعية بيد أهالي المنطقة.
وفي تلك الانتفاضة التي تخلى الجميع كعادتهم عن الشعب العراقي المظلوم ليترك إلى قوات الحرس الجمهوري بسحق الانتفاضة واستعادة السيطرة على المحافظات الساقطة. تخلى العالم عن الشيعة إذّاك، كان المشهد مرعبا، وقد تمكن المنتفضين من تصويره وعرضه للعالم الذي لم يحرك ساكنا في دفع الظلم عن مناطق جنوب العراق والمناطق المنتفضة وقامت قناة بريطانية في إنتاج فيلم حمل عنوان (قبور صدام) من ذلك الفلم. ومن يشاهد الفيلم لا يملك غير التعاطف مع المقاتلين الذين ودعوا بعضهم معانقين. كانوا بأسلحة خفيفة يواجهون دبابات الحرس الجمهوري، وكانت النسوة والأطفال يعتصمون بالمرقد المبارك لسيد الشهداء (عليه السلام) مستغيثين، والمآذن تناشد الأمة الإسلامية والعربية.. ولا من مجيب، لنداء الشعب العراقي.
بعد عقد ونصف تبدلت الأحوال، وغدا المقاتلون المطاردون المشردون الذين لا ناصر لهم ولا معين هم الذين يقودون أنفسهم في حكومة انتخابية ترعى مصالحهم وتدير شؤونهم، واليوم تجد قوات الحرس الوطني والجيش العراقي تقف إلى جوار الشعب تشاركهم مناسباتهم وشعائرهم وتدفع عنهم تهديدات الإرهاب والإرهابيين بعد أن كان الحرس الجمهوري القوة الضاربة للسلطة ضد الشعب.
منقول
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وأهلك أعدائهم
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
لقد شهدت مدينة كربلاء المقدسة أفجع الأحداث البشرية وهي إراقة الدم الزاكي لسبط الرسول الأكرم وأهل بيته وأصحابه الكرام في أرض الطف في يوم العاشر من المحرم عام 61 هـ، وكانت تلك الحادثة البشرية هي بداية المعارك الدامية فيها. وكانت كربلاء يومذاك جرداء غير ذات زرع تسكن حواليها عشيرة بني أسد ومنذ اللحظة التي استشهد فيها الإمام الحسين (عليه السلام) وأهل بيته وصحبه أصبح لها شأن يذكر وصارت مأوى يلجأ إليه المسلمون من كل حدب وصوب حتى اتخذت قبلة ثانية تحجها الوفود زرافات ووحدانا لزيارة قبر الإمام الحسين (عليه السلام) ومن استشهد معه في هذه البقعة المباركة التي استوطنت وشيد على القبر قبة وأقيمت حوله المساكن.
وقد أعقبت حادثة الطف الكثير من الاحداث التاريخية التي غيرت مجرى التاريخ وأدت إلى نتائج عظيمة تصدعت فيها وحدة المسلمين ونجم عنها خسائر وتضحيات كبيرة في الأرواح والأنفس.
وما الانتفاضة الشعبانية المباركة والتي جرت احداثها في اليوم الخامس من آذار عام 1991 في مثل هذا الشهر واليوم المبارك من شعبان المعظم إلا واحدا من تلك الاحداث التي عصفت بهذه المنطقة.
الانتفاضة الشعبانية كانت الفرحة التي لم تتم في نفوس الشعب العراقي المضطهد والشعلة التي انطفأت في الدرب الطويل المظلم الذي سار به العراقيين جميعا من الشمال إلى الجنوب لتحرير وطنهم من قبضة النظام التعسفي في العراق، هذا النظام الذي غدر بأبنائه وترك أحفاده يتامى تائهين في الأزقة المشوكة ليبحثوا عن قاتلي آبائهم وأمهاتهم.
كانت الانتفاضة تكمن في نفوس الجميع وتنتظر الفرصة المناسبة للإطاحة بالنظام بعد أن طغوا في البلاد وأكثروا فيها الفساد.
وعندما قبل المقبور صدام إيقاف إطلاق النار في 26/2/1991 كانت بوادر الانتفاضة الشعبانية ترى من الأفق البعيد، ففي الأسبوع الأول من آذار عام 1991م ثارت مدينة البصرة معلنة بداية الانتفاضة الشعبانية في العراق وثارت معها أغلب المحافظات الجنوبية وكأن ثورة العشرين بدأت من جديد حيث بدأت قوات الحرس الجمهوري تجر ذيولها مسرعة إلى بغداد لحماية سيدها وكانت هذه فرصة سانحة لكل العراقيين بان يتخلصوا من الغمامة السوداء التي حجبت نور الحرية وألبست السواد أغلب البيوت الآمنة.
في هذا الشهر المبارك شعبان، الشهر الذي نتفيأ ظلاله هذه الأيام، يحتفل العراقيون بـ(الانتفاضة الشعبانية المباركة)، وهي ذاتها التي كان يطلق عليها نظام البعث المقبور (صفحة الغدر والخيانة). وفي تلك الانتفاضة سقطت في غضون أيام جل المحافظات التي تسكنها أكثرية شيعية بيد أهالي المنطقة.
وفي تلك الانتفاضة التي تخلى الجميع كعادتهم عن الشعب العراقي المظلوم ليترك إلى قوات الحرس الجمهوري بسحق الانتفاضة واستعادة السيطرة على المحافظات الساقطة. تخلى العالم عن الشيعة إذّاك، كان المشهد مرعبا، وقد تمكن المنتفضين من تصويره وعرضه للعالم الذي لم يحرك ساكنا في دفع الظلم عن مناطق جنوب العراق والمناطق المنتفضة وقامت قناة بريطانية في إنتاج فيلم حمل عنوان (قبور صدام) من ذلك الفلم. ومن يشاهد الفيلم لا يملك غير التعاطف مع المقاتلين الذين ودعوا بعضهم معانقين. كانوا بأسلحة خفيفة يواجهون دبابات الحرس الجمهوري، وكانت النسوة والأطفال يعتصمون بالمرقد المبارك لسيد الشهداء (عليه السلام) مستغيثين، والمآذن تناشد الأمة الإسلامية والعربية.. ولا من مجيب، لنداء الشعب العراقي.
بعد عقد ونصف تبدلت الأحوال، وغدا المقاتلون المطاردون المشردون الذين لا ناصر لهم ولا معين هم الذين يقودون أنفسهم في حكومة انتخابية ترعى مصالحهم وتدير شؤونهم، واليوم تجد قوات الحرس الوطني والجيش العراقي تقف إلى جوار الشعب تشاركهم مناسباتهم وشعائرهم وتدفع عنهم تهديدات الإرهاب والإرهابيين بعد أن كان الحرس الجمهوري القوة الضاربة للسلطة ضد الشعب.
منقول
تعليق