إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

مرة ثانية !عل الله أن يفتح عليكم بهدايته هو مولى ذالك والقادر عليه

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مرة ثانية !عل الله أن يفتح عليكم بهدايته هو مولى ذالك والقادر عليه

    هذا البحث كتبه الامام العلامة الشيخ المحقق الشهيد <H1 dir=rtl style="LINE-HEIGHT: 15pt; TEXT-ALIGN: center; mso-line-height-rule: exactly" align=center>حيدر علي قلمداران (القُمِّي)

    رحمه الله تعالى رحمة واسعة وجعل مثواه

    الفردوس الأعلى في الجنة


    </H1>الآيات التي نزلت في مدح أصحاب الرسول (صلّىاللّه عليه وآله وسلّم)

    1 ـ قال الله I: { و مِنَ الأعـراب مـن يـؤمـن بالله و اليوم الآخر ويتخذ ما ينفق قربات عند الله و صلوات الرسول ألا إنها قربة لهم، سيدخلهم الله في رحمته، إن الله غفور رحيم , والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار و الذين اتبعوهم بإحسـان رضـي الله عـنهم و رضوا عنه و أعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم } التوبة / 99 ـ 100.
    يقول الشيخ الطوسي عند تفسيره لهذه الآية في تفسيره "التبيان": [ أخبر الله تعالى أن الذين سبقوا أولا إلى الإيمان بالله و رسوله و الإقرار بهما من الذين هاجروا من مكة إلى المدينة و إلى الحبشة و من الأنصار الذين سبقوا أولا غيرهم إلى الإسـلام من نظرائهم من أهـل المدينة و الذين تبعوا هؤلاء بأفعال الخير والدخول في الإسلام بعدهم و سلوكهم منهاجهم...][1]. قلت: أيُّ مؤمنٍ بالـقـرآن يمكنه ـ بعد أن يرى هذه الآيات الطافحة بالبشـارة بالرحمة والرضوان والوعد بالجنة و الفوز العظيم للمهاجرين و الأنصار، الذين هم أنفسهم المؤسسون الأصليون لبيعة أبي بكر t في السقيفة ـ أن يصدق مثل ذلك الحديث الكفر المثير للفتنة القائل:[ارتد الناس على أعقابهم كفارا إلا ثلاثة!]؟
    الآن لنرَ بعض أولــئك المهاجـريــن الذين كانوا في بـيعـة الســقيفـة وبايعوا أبا بكر t و بقوا أوفياء لبيعتهم، ممن مدحهم الله تعالى في هذه الآيات: فأحدهم " عمرو بن عثمان بن عمرو بن كعب " t من بني سعد، كان من المهاجرين الأوائل إلى الحبشة، و كانت هجـرتهم أول هجـرة في الإسلام، واستشهد في معركة القادسية في خلافة عمر t مجتهدا في سبيل الله تحت إمرة سعد بن أبي وقَّاص t[2]، و منهم "هبَّار بن أبي سفيان بن عبد الأسد بن مخزوم" t و قد استشهد (على أصح الأقوال) في معركة أجنادين في الشام في خلافة أبي بكر t[3]، و منهم أخو هبار الأخير "عبد الله بن سفيان"t الذي استشهد في الشام في معركة اليرموك في خلافة عمر t[4]، و غيرهم الكثير ممن لا يتسع المجال هنا لشرح حالهم.
    2 ـ و يقول سبحانه: { الذين آمنوا و هاجروا و جاهدوا في سبيل الله بأموالهم و أنفسهم أعظم درجة عند الله و أولـئك هم الفائزون. يبشرهم ربهم برحمة منهم و رضوان و جنات لهم فيها نعيم مقيم. خالدين فيها أبدا إن الله عنده أجر عظيم } التوبة /20 ـ 22. أهؤلاء ارتدوا بعد رسول الله ؟! ولكي نعرف من هؤلاء الموعودون بهذا الثواب العظيم نأتي بآيات أخرى تضمنت نفس العبارات و الألفاظ:
    3 ـ يقول رب العالمين: { إن الذين آمنوا و هاجروا و جاهدوا بأموالهم و أنفسهم في سبيل الله و الذين آووا و نصروا أولئك بعضهم أولياء بعض } الأنفال / 72. فهؤلاء الذين آمنوا و هاجروا و جاهدوا، هل هم إلا المهاجرون إلى الحبشة ثم إلى المدينة ثم المجاهدون مع رسول الله ؟ و كذلك الذين آووا و نصروا، هل هم إلا أهل المدينة؟ أي أنهم نفس مؤسسي بيعة السقيفة. فهل هؤلاء ارتدوا على أعقابهم كفارا بعد رسول الله (صلّىاللّه عليه وآله وسلّم) فعادوا للكفر و الشرك ؟! لنسمع إجابة سورة الأنفال هذه نفسها على افتراء أولـئك المفترين و أعداء الإسلام و المسلمين، حيث يقول سبحانه: { و الذين آمنوا و هاجروا و جاهدوا في سبيل الله و الذين آووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقَّاً لهم مغفرة و رزق كريم } الأنفال / 74. الله الخالق، الذي يعلم الظاهر و الباطن، يقول" أولـئك هم المؤمنون حقاً " و لكن كاتبي "الاحتجاج" و "البرهان" (أي الطبرسي والبحراني[5]) يملآن كتابيهما بروايات الغلاة عديمي الإيمان التي تقول: أولـئك ارتدوا بعد رسول الله إلا ثلاثة! و من القدر أن اثنين من أولـئك الثلاثة لا تشملهم الآية الكريمة من ناحية الهجـرة و الجهاد بالمال و إيواء المهاجرين! لأن سـلـمـان وأبـا ذر لم يكونا لا من المهاجرين و لا من الأنصار، فلا هم من الذين أُخْرِجوا من ديارهم و أُجبِروا تحت ضغط العذاب و الفتنة في الدين على ترك أهلهم وديارهم و وطنهم، و لا هم من الذين أنفقوا أموالهم في سبيل الله، لأنهم كانوا فقراء، و لا هم من أهل المدينة الذين آووا و نصروا المهاجرين، و هذا أمر لا يخفى على من له معرفة بتاريخ الإسلام و سيرة أولـئك الكرام، إذ لكل منهم تاريخ معروف و سيرة واضحة يُعْلَم منها أنهم لم يكونوا من المهاجرين و لا من الأنصار[6]، و إليكم نبذة من سيرتهم:
    1 ـ أما سلمان الفارسي t فكان من أهل أصفهان و ترك وطنه وابتعد عن أهله بحثا عن الدين الحق، و لم يكن عند ذاك متنعِّما و لا متشرِّفا بنعمة الإسلام، لذلك لا يصـح اعتباره مصـداقا لقوله تعالـى: "الذين آمنوا و هاجروا"، ثم سكن آخر الأمر في المدينة حيث صار عبدا لامرأة أو رجل يهودي، ثم اشتراه نبي الإسلام (صلّىاللّه عليه وآله وسلّم) في السنة الثالثة أو الرابعة للهجرة بعد غزوة أحد وأعتقه[7]. لذا فإنه t ليس فقط لم يكن مصداقا واضحا لـ " الذين آمنوا وهاجروا " بل كذلك لم يكن مصداقا لـ " و جاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم " [8] و لما لم يكن من الأنصار أيضا، لم يكن مصداقا لبقية الآية أي لـ "الذين آووا و نصروا". و هذا لا يمنع أنه كان على أعلى درجات الإيمان بل كان في قمة الإيمان.
    2 ـ و أما أبو ذر t فكان من قبيلة غفار، و بعد أن بُعِثَ النبي (صلّىاللّه عليه وآله وسلّم) و اشتهر نبؤه بين العرب و وصل خبره لأبي ذر، ذهب إلى مكة ليستطلع الأمر بنفسه، فلقي رسول الله(صلّىاللّه عليه وآله وسلّم) فأسلم، و أمَرَه رسول الله بكتمان إيمانه و العودة إلى بلده إلى حين قوة الإسلام، فلما هاجر رسول الله (صلّىاللّه عليه وآله وسلّم) إلى المدينة لحق به أبو ذر t طائعا مختارا دون أن يضطره أحد إلى الهـجـرة من وطنه[9].
    3 ـ و أما المقداد t، فمع أنه من السابقين الأولين الذين آمنوا برسول الله (صلّىاللّه عليه وآله وسلّم) في مكة، إلا أن هجـرته تمَّـت بطريقة خاصة و هي أنه لما خرج كفار مكة لقتال رسول الله (صلّىاللّه عليه وآله وسلّم) و من معه من المسلمين في المدينة، خرج المقداد متنكرا مع عتبة بن غزوان ضمن صفوف كفار قريش، و اتجه للمدينة و لحق بالمسلمين فيها. نعم كان المقداد من المهاجرين الأوائل إلى الحبشة، لذلك تشمله الآية الكريمة، و لكن سيرة المقداد t تدل على أنه لم يكن يعتقد بنص الله U على علي بالخلافة بعد رسول الله (صلّىاللّه عليه وآله وسلّم)، يدل على ذلك ما نقله الطبري في تاريخه حين قال: [ و قال (أي عمر بن الخطاب t لما طُعِن) للمقداد بن الأسود: إذا وضعتمـوني في حفرتي فأجمع هـؤلاء الرهـط في بيـت حتـى يختاروا رجلا منهم،و قال لصهيب: صَلِِّ بالناس ثلاثة أيام، و أدخِل عليا وعثمان و الزبيـر و سـعدا و عبد الرحمن بن عوف، و طلحة إن قدم، و قم على رؤوسهم فإن اجتمع خمسة و رضوا رجلا و أبى واحد فاشدخ رأسه أو اضرب رأسه بالسيف، و إن اتفق أربعة فرضوا رجلا منهم و أبى اثنان فاضرب رؤوسهما...(إلى قوله): فلما دُفِنَ عمر جمع المقداد أهل الشـورى في بيت المسـور بن مخرمة و يُقال في بيت المال..إلخ] [10]. فقبول المقداد t لهذه المهمة دليل على عدم اعتقاده بالنص على علي بالخلافة. طبعا هذا لا يمنع أن مقدادا كان من مؤيدي و أنصار علي u و سعى لنقل الخلافة إليه بعد عمر t.
    لا شك أن أولـئك الكرام الثلاثة كانوا من كبار أصحاب الرسول المختار و أجلتهم، و من المشمولين بثناء الله و رحمته و رضوانه، لكن اثنين منهم على الأقل ليسا مصاديق واضحة لتلك الآية المذكورة، و إنما ذكرنا ذلك لكي نبين فضـيحـة ذلـك الحديث المشـحـون بالكذب و الافتـراء و المـخالـف للـوجـدان والمباين لآيات الله، فالقول بارتداد كل الصحابة على أعقابهم إلا ثلاثة ليس إلا هراء و هذيان محض بل قريب من الكفر [11].
    4 ـ و قال I: { لقد تاب الله على النبي و المهاجرين و الأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم إنه بهم رؤوف رحيم } التوبة / 117. يقول الطوسي في تفسيره: [ أقســم اللـه تعالى في هذه الآية، لأن لام لقد لام القسم، بأنه تعالى تاب على النبي و المهاجرين و الأنصار بمعنى أنه رجع إليهم و قبل توبتهم، الذين اتبعوه في ساعة العسرة، يعني في الخروج معه إلى تبوك، و العسرة صعوبة الأمر و كان ذلك في غزاة تبوك لأنـه لحقهم فيها مشـقّـة شديدة من قلة الماء حتى نحروا الإبـل و عصروا كروشها و مصوا النوى و قل زادهم و ظهرهم،..(إلى قوله): و قيل من شدة ما لحقهم هَمَّ كثير منهم بالرجوع فتاب الله عليهم...أي رجع عليهم بقبول توبتهم إنه بهم رؤوف رحيم][12] قلت: ففي هذه الآية يضع الله تعالى المهاجرين و الأنصار في صف واحد مع النبي (صلّىاللّه عليه وآله وسلّم) و يشملهم جميعا بالتوبة و الرأفة و الرحمة، إعلاما لنا أن مقام المهاجرين و الأنصار في توبة الله عليهم مثل مقام النبي المختار (صلّىاللّه عليه وآله وسلّم). فهل مثل هؤلاء صاروا مرتدين؟؟
    5 ـ { كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر و تؤمنون بالله } آل عمران / 110. قال الشيخ الطوسي عليه الرحمة في تفسير التبيان: [ و اختلف المفسرون في المعـنـِيِّ بقوله كنتم خير أمة، فقال قوم: هم الذين هاجروا مع النبي صلىالله عليه وآله، ذكره ابن عباس و عمر بن الخطاب و السُدِّي، و قال عكرمة نزلت في ابن مسعود و سالم مولى أبي حذيفة و أُبَيّ بن كعب و معاذ بن جبل، و قال الضحاك: هم من أصحاب رسول الله خاصة...][13]. و أيا كانوا فإنهم عند الله خير أمة، أما عند الغلاة المدعين لحب أهل البيت، كانوا أسوأ أمة! [14]. فأيهما نقبل: قول الرب سبحانه أم قول الغلاة المخالفين للقرآن؟؟
    6 ـ يقول تعالى بدأً من الآية الرابعة من سورة الفتح: { هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم......... لِيُدْخِل المؤمنين و المؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها و يكَفِّرَ عنهم سيئاتهم وكان ذلك عند الله فوزا عظيما } إلى الآية 18 حيث يقول: { لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم و أثابهم فتحا قريبا } إلى الآية 26 حيث يقول: { إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحميَّة حميَّة الجاهلية فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى و كانوا أحق بها و أهلها و كان الله بكل شيء عليما } ثم يختتم السورة بقوله: { محمد رسول الله و الذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة، ومثلهم في الإنجيل..إلخ} الفتح /29. من كان هؤلاء المشار إليهم في هذه الآيات ؟ هل كان لهذه الآيات مصاديق في الخارج أم لا؟ هل مات جميعهم قبل وفاة رسول الله (صلّىاللّه عليه وآله وسلّم) أم بعد وفاته؟ هل تدخلوا في اختيار الخليفة بعده (صلّىاللّه عليه وآله وسلّم) أم لم يتدخلوا ؟ هل جميع هذه الآيات نزلت في أولئك الثلاثة أم أنها تشمل آخرين ؟..إنها أسئلة تطرحها هذه الآيات، و الذي يحق له الإجابة عنها هو المؤمن، لا الغالي عديم الدين مثل "عبد الله بن القاسم الحضرمي"! الذي يجب أن يجيب عن هذه الاسئلة هو المؤمن بالقرآن المعتقد أنه تنزيل رب العالمين العالم بالظواهر و البواطن، لا عبد الله بن القاسم الحضرمي (و أمثاله) الغالي الكذاب عدو الله و رسوله الذي يفتري على لسان إمام من الأئمة: ارتد الناس على أعقابهم كفارا إلا ثلاثة!.
    7 ـ و هناك آيات عديدة أخرى في مدح أصحاب رسول الله (صلّىاللّه عليه وآله وسلّم) نشير لبعضها مثل قوله تعالى: { آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كلهم آمن بالله و ملائكته و كتبه و رسله..} البقرة / 285. هل ارتد أولئـك المؤمنون بالله و ملائكته و كتبه و رسله ؟ هل كان لهذه الآية الكريمة عندما نزلت مصاديق أم لا ؟ إن كان لها مصاديق فمن كانوا ؟، أو قوله تعالى: { لقد منَّ الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا منهم يتلوا عليهم آياته و يزكيهم و يعلِّمُهُمُ الكتاب و الحكمة و إن كانوا من قبل لفي ضلال مبين } آل عمران / 164. هل كان هناك مؤمنون منَّ الله تعالى عليهم بما ذكر ؟ و في حال وجودهم فهل ماتوا جميعا قبل رحلة رسول الله(صلّىاللّه عليه وآله وسلّم)؟ هل يستطيع أحد أن يدعي مثل هذا الادعاء ؟
    8 ـ و تلك الآية الكريمة التي نزلت بحق المؤمنين المجاهدين في واقعة حمراء الأسد التي يقول الله تعالى فيها: {.. و أن الله لا يضيع أجر المؤمنين. الذين استجابوا لله و الرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم و اتقوا أجر عظيم. الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا و قالوا حسبنا الله و نعم الوكيل. فانقلبوا بنعمة من الله و فضل لم يمسسهم سوء و اتبعوا رضوان الله و الله ذو فضل عظيم } آل عمران /171 ـ 174.
    هل مثل هؤلاء المؤمنين كان لهم وجود أم لا ؟ و إن كان لهم وجود فمن كانوا ؟ هل كانوا أولـئك الثلاثة فقط الذين لم يرتدوا بعد رسول الله، أي سلمان و المقداد و أبو ذر ؟! هذا في حين أن سلمان لم يكن في ذلك الحين بين أولئك المؤمنين المشار إليهم في الآية أصلا لأنها نزلت في شأن مجاهدي غزوة أُحُد وسلمان لم يلتق برسول الله (صلّىاللّه عليه وآله وسلّم) و يُسْـلِم على يديه إلا بعد أُحُد، كما أن وجود أبي ذر t بينهم ليس مؤكداً، إذن من هم الذين يمدحهم الله في هذه الآيات كل هذا المديح؟ و هل ماتوا جميعا قبل وفاة النبي (صلّىاللّه عليه وآله وسلّم)؟ الحقيقة أن اسم مجاهدي بدر و أحد مسجل في التاريخ وأكثرهم كانوا أحياء في زمن الخلفاء بعد رسول الله (صلّىاللّه عليه وآله وسلّم) وسيرتهم المليئة بالفخار و العظمة مدونة معروفة.
    9 ـ أو الآيات الكريمة: { إن في خلق السموات و الأرض و اختلاف الليل و النهار لآيات لأولي الألباب. الذين يذكرون الله قياما و قعودا وعلى جنوبهم و يتفكرون في خلق السموات و الأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار......(إلى قوله تعالى): فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر و أنثى بعضكم من بعض فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم و أوذوا في سبيلي و قاتلوا و قتلوا لأكفِّرَنَّ عنهم سيئاتهم و لأدخلنَّهم جنات تجري من تحتها الأنهار ثوابا من عند الله و الله عنده حسن الثواب } آل عمران / 190 ـ 195. يقول الشيخ الطوسي في تفسيره الشريف "التبيان": [ و قال (الطبري): الآية مختصة بمن هاجر من أصحاب النبي (صلّىاللّه عليه وآله) من وطنه و أهله مفارقا لأهل الشرك بالله إلى رسول الله (صلّىاللّه عليه وآله) و غيرهم من تُبَّاع رسول الله (صلّىاللّه عليه وآله) من الذين رغبوا إليه تعالى في تعجيل نصرهم على أعدائهم و علموا أنه لا يخلف الميعاد بذلك، غير أنهم سألوا تعجيله و قالوا لا صبر لنا على أناتك و حلمك، وقوَّى (أي الطبري) ذلك بما بعد هذه الآية من قوله فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر و أنثى بعضكم من بعض فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم و أوذوا في سبيلي و قاتلوا و قتلوا...الآيات بعدها،(يقول الطوسي) و ذلك لا يليق إلا بما ذكره و لا يليق بالأقاويل الباقية و إلى هذا أومى البلخي لأنه قال في الآية الأخرى و التي قبلها (نزلت) في الذين هاجروا إلى النبي (صلّىاللّه عليه وآله)، ثم (نزلت) في جميع من سلك سبيلهم و اتبع آثارهم من المسلمين...][15].
    نسأل ثانية: من هم هؤلاء الذين قال الله تعالى عنهم أنهم هاجروا وأُخْرِجوا من ديارهم و أموالهم و أوذوا في سبيله و قاتلوا و قتلوا و أنه سيدخلهم جناته ؟ إنهم نفس أولئك الذين يقول ذلك الحديث الكفر عنهم: ارتد الناس على أعقابهم كفارا إلا ثلاثة. أي قلب يؤمن بالله و رسوله و اليوم الآخر يمكنه أن يقبل بمثل هذا الكفر الصريح ؟
    10 ـ و الآية الكريمة:{ ‍للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله و رضوانا و ينصرون الله و رسوله أولـئك هم الصادقون. و الذين تبوؤ الدار و الإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا و يؤثرون على أنفسهم و لو كان بهم خصاصة و من يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون } الحشر / 8 ـ 10. من كان هؤلاء الذين أُخْرِجوا من ديارهم و اضطروا لترك أموالهم طلبا لرضا الله تعالى و فضله، الذين نصروا الله و رسوله و سماهم الله بالصادقين ؟ ألم يكونوا هم أنفسهم الذين حضروا السقيفة ؟ و هل كان هؤلاء الذين تبوؤا الدار و الإيمان، والذين أحبوا المهاجرين إليهم و آووهم في بيوتهم و آثروهم على أنفسهم، إلا الأنصار الذين أتوا بسعد بن عبادة t بعد وفاة رسول الله (صلّىاللّه عليه وآله وسلّم) إلى السقيفة و أرادوا أن يجعلوه خليفة و يبايعوه ؟

  • #2
    هذا البحث كتبه الامام العلامة الشيخ المحقق الشهيد حيدر علي قلمداران (القُمِّي)

    رحمه الله تعالى رحمة واسعة وجعل مثواه

    الفردوس الأعلى في الجنة

    أي القولين نختار ؟

    هذه الآيات و عشرات من الآيات الأخرى[16] التي نزلت في كتاب المسلمين السماوي في مدح و تمجيد أصحاب رسول الله (صلّىاللّه عليه وآله وسلّم)، وأبرزهم المهاجرون و الأنصار، أمام عيني كل مسلم عالم بالقرآن و مؤمن بما فيه ؛ تعارض بشدة تلك الأحاديث التي تدعي ارتداد جميع المسلمين وعودتهم إلى الكفر، فور رحلة رسول الله و مفارقته للدنيا، إلا ثلاثة أفراد منهم فقط!! أي الثلاثة الذين بقوا على إيمانهم بالخلافة المنصوصة لعلي!
    إن المؤمن بالله و الرسول و القرآن و القيامة لا يمكن أن يصدق تلك الأحاديث و لا ما قيل عن مخالفة المهاجرين و الأنصار للخلافة المنصوص عليها، لأنه إما أن تكون هذه الآيات من عند الله أو لا تكون، فإن لم تكن من عند الله فالقرآن ـ و العياذ بالله ـ من اختلاق و تلفيق غير الله، و إذا صار القرآن من اختلاق و تلفيق غير الله فمعنى هذا انهدام الإسلام، المبتني على القرآن، من أساسه، و إذا انهدم و انهار الإسلام، الذي هو الأصل، فما قيمة إثبات الخلافة المنصوص عليها أو غير المنصوص عليها و ما هي إلا فرع لذلك الأصل ؟ هل هذا إلا كما قال الشاعر:
    خانه از باي بست ويران اسـت خواجه در بند نقش ايوانست
    أي: البيت خَرِبٌ من قواعده و الخواجه مشغول بزخرفة شرفته
    و أما إن كان القرآن من عند الله، و هو قطعا كذلك، و إن كان الله سبحانه و تعالى عالم بالغيب و الشهادة عليم بذات الصدور، و هو قطعا كذلك، إذن فهو يعلم بحقيقة من يمدحه في كتابه و يبشره بالفوز و الفلاح، عندئذ يجب أن يكون موقفنا واضحا من الآيات الكثيرة مثل قوله تعالى: {و الذين آمنوا وهاجروا و جاهدوا في سبيل الله، و الذين آووا و نصروا أولئك هم المؤمنون حقا لهم مغفرة و رزق كريم} الأنفال/74، {و أولـئك هم الفائزون} {وأولـئك هم الصادقون} {وأولـئك لهم الخيرات و أولـئك هم المفلحون} {كنتم خير أمـة} { و ألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها و أهلها } الفتح/26 { و السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار و الذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم و رضوا عنه وأعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا..} التوبة/100، وعشرات الآيات الأخرى.. و نعود فنسأل هل كان لتلك الآيات مصاديق في عالم الخارج أم لا؟ فإن كان يوجد لها مصاديق فمن هم؟ ألم يكونوا نفس الذين اجتمعوا في سقيفة بني ساعدة لنصب الخليفة؟ فهل كان الله تعالى، الذي امتدحهم و أثنى عليهم، عالما بسرائرهم وضمائرهم خبيرا بماضيهم ومستقبلهم أم لا ؟ بديهي أن الشق الثاني من السؤال لا يمكن لمؤمن بالله أن يلتزم به "تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا "! و أما إن كان عليما خبيرا، و هو قطعا كذلك، فمن يستطيع أن يدعي أن الله العليم الخبير مدحهم وأثنى عليهم (و شهد لهم بصدق الإيمان ووعدهم بالجنات و الرضوان) لكنهم ارتدوا، فور وفاة نبيهم، على أعقابهم كفارا (خونة) و جحدوا أمر الله تعالى بتأمير علي (ع) عليهم؟! [17]. ذلك لأن الله تعالى، الذي يعلم الغيب و يعلم فيما إذا كان عبدا من عباده سيرتكب من الأعمال في المستقبل ما يحبط أجره ويبطل سوابقه الصالحة، إذا قال عن فلان أنه مفلح و فائز و أعددت له الجنات، كان ذلك دليلا قاطعا على أن ذلك العبد لن يرتكب عملا يمنعه من الدخول في الجنة وأن عثراته ستكون مغفورة.
    لأنه من الواضح أن الإنسان العادي إذا عاشر عن قرب شخصا ما لصار على معرفة به و اطلع على خصاله و حقيقة أفكاره، فكيف يمكن لِـلَّـه الخالق العليم بذات الصدور أن لا يعرف حقيقة عبد من عباده فيمدحه و يثني عليه كل الثناء؟!
    ألم يكن الله تعالى الحكيم العليم الخبير يعلم أن أصحاب نبيه لم يكونوا مهتمين بصدق بحقائق الدين بل قبلوه قبولا ظاهريا سطحيا و متزلزلا ـ كما تدعيه الرويات التي وضعها الغلاة من الشيعة ـ بل طبقا لبعض رواياتهم كان أولـئك الصحابة في نفس زمن حياة النبي (صلّىاللّه عليه وآله وسلّم) قد شكلوا زمرا ومجموعات سرية و عقدوا فيما بينهم عهودا و كتبوا صحيفة ملعونة أودعوها الكعبة!!، و أنه منذ أول يوم تظاهروا فيه بالدخول في الإسلام لم يكن لهم هدف سوى الوصول للإمارة والحكومة!! و أن قلبهم كان طافحا ببغض أهل البيت وبمجرد أن ارتحل النبي ارتدوا على أعقابهم و أنكروا أهم أصل من أصول الدين وهو الإمامة المنصوص عليها من الله ؟!! فكيف إذن أنزل تعالى في شأنهم كل آيات الثناء و المديح والشهادة بالإيمان و الفوز و الفلاح تلك؟!! آيات تبقى خالدة إلى يوم القيامة يتلوها المؤمنون آناء الليل و أطراف النهار يحبون بسببها المهاجرين الأنصار و يغبطونهم على إيمانهم و فلاحهم.
    أجل إن تصديق رواية ((لما قبض النبي ارتد الناس إلا ثلاثة (أو سبعة)...)) و أمثالها يؤدي إلى تكذيب جميع الآيات القرآنية الكريمة السابقة، أو إلى اتباع البدعة التي وضعها بعض أعداء الإسلام لإسقاط الكتاب المجيد عن الحجية، بادعائهم أن كتاب الله غير قابل للفهم البشري و أننا لا نستطيع أن نفهم منه المراد الحقيقي!! و عندئذ يفتح الباب للباطنية الذين فسروا القرآن على أهوائهم فأتوا بأباطيل لم ينزل الله بها من سلطان!
    أجل إن الإصرار على صحة أمثال تلك الروايات، يلزم منه اعتبار تلك الآيات القرآنية الكريمة إما خاطئة ـ و العياذ بالله ـ أو غير مفهومة، و بالتالي ففاعل ذلك يغفل ـ أو يتغافل ـ عن أنه بإصراره على إثبات الإمامة المنصوص عليها لعلي (ع) أثبت ـ و العياذ بالله ـ بطلان معجزة الرسالة الكبرى و بالتالي أثبت كذب الإسلامِ و نبوةِ خاتم الأنبياء (صلىالله عليه وآله وسلم)!! (و وقع في المثل القائل جاء ليكحلها فأعماها!). لأنه إذا كان رد خلافة علي ارتدادا كما تصرِّح به تلك الروايات التي تقول: لما قُبِضَ النبيّ ارتـدّ الناس على أعقابهم كفَّارا إلا ثلاثة، ونعلم أن أكثر صحابة النبي بل كلهم بقوا علي بيعتهم لأبي بكر، أي بقوا على ذلك الكفر (!!) ـ و العياذ بالله ـ و ماتوا عليه، فطبقا لقوله تعالى: { و من يرتدد منكم عن دينه فيمت و هو كافر فأولـئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولـئك أصحاب النار هم فيها خالدون } (البقرة / 217) سيكونون جميعا قد حبطت أعمالهم و سيصيرون إلى نار جهنم خالدين فيها أبداً، إلا ثلاثة نفر!! أولـئك الثلاثة الذين تدل سيرتهم، للأسف أو لحسن الحظ، على أن موقفهم ورأيهم في المسألة كان نفس رأي و موقف سائر أصحاب رسول الله (صلّىاللّه عليه وآله وسلّم)!! و ذلك أن المقدادt الذي ذكر في بعض الروايات أنه كان أثبت قدما من سلمان و أبي ذر (رضي الله عنهما) في أمر خلافة علي بعد النبي (صلّىاللّه عليه وآله وسلّم)، هو نفس الشخص الذي ـ طبقا لوصية عمر t ـ كان عليه مهمة التعاون والإشراف على أبي طلحة (زيد بن سهل) الأنصاري في أمر تعيين الخليفة من بين الستة: علي و طلحة والزبير و سعد و عبد الرحمن و عثمان، حيث أمر عمر t أبا طلحة أن ينظرهم ثلاثة أيام فإن اتفقوا على رجل منهم و أبى واحد أن يضرب عنقه وإن اتفق أربعة و أبى اثنان أن يضرب عنقهما و إن اختلفوا جميعا بعد المدة المحددة أن يضرب أعناقهم جميعا[18].
    كما أن سلمان t كان واليا على المدائن من قِبَلِ عمر t لعدة سنين و لم يُؤْثَر عنه من سيرته المعروفة الواضحة، أدنى اعتراض على خلافة أبي بكر t و عمر t.
    فبعد كل ذلك هل يمكن لأي مسلمٍ مؤمنٍ بالقرآن أن يعير مفاد تلك الروايات أدنى التفات ؟ ألا ينبغي على كل مؤمن بالقرآن، بينه و بين الله وأمام حكم وجدانه و دينه، ـ و عملا بالأمر الصريح لأئمة آل البيت عليهم السلام الذين أكدوا مرارا أن ما خالف القرآن من الأخبار المنقولة فهو زخرف و ليس عنهم وينبغي أن يضرب به عرض الحائط [19] ـ أن يحارب و يكذِّب بشدة و بكل ما أوتي من طاقة و وسع أمثال تلك الأكاذيب و الكفريات، فما بالك لو آمن بها وصدقها ؟!
    لو ألقيت نظرة، أيها القارئ الكريم، على التاريخ الدموي المخزي المليء بالعداوة و الخصومة والفرقة، الذي أوجدته تلك الروايات و أمثالها بين المسلمين، لأدركت أن واضعي أمثال تلك الروايات، و مختلقي مثل تلك الأحاديث، هم بلا شك و لا ريب من أشد أعداء الإسلام، أو أنهم أشخاص جهلة كان يحركهم ويحرضهم أعداء الإسلام ليوقعوا الفرقة بين المسلمين، حتى يأتي مثل هذا اليوم الذي نرى فيه المسلمين، على كثرة عددهم و كون معظمهم يسكن في أفضل نقاط المعمورة، و مع وجود كل الوصايا والتأكيدات الإلـهية الآمرة بالاتحاد والاتفاق الناهية عن الفرقة و الخلاف، على هذه الدرجة من الذلة و المهانة والضعف والتأخُّر، التي يندر أن يكون لها نظير لدى أي شعب من شعوب الدنيا تملك ما يملكه المسلمون، و أصغر نموذج على ذلك سيطرة حفنة من اليهود عليهم...
    أجل، إن كل هذا من بركات أو بالأحرى من الآثار المدمِّرة لأمثال تلك الروايات التي جذورها تنبع من تربة الكفر المبين، لكنها للأسف تُسقى بماء مذاهب إسلامية! أي مذاهب (المتطرفين الغلاة) البعيدة عن الإسلام الحقيقي و روح الدين! مذاهب أوجدتها وابتدعتها السياسات والأهواء المختلفة: أوجدها أعداء الإسـلام أو غـذّوها و روجوا لها.


    سِـِيَرُ الصحابة رضي الله عنهم أيضا مصدِّقة للآيات و مكذِّبة للروايات

    نظرة إجمالية أو تفصيلية أيضا على سِيَر صحابة رسول الله (صلّىاللّه عليه وآله وسلّم) تبين بوضوح أنهم كانوا أهلا حقا لمديح رب العالمين و ثنائه، فحياتهم المليئة بالفخار تدل على أنهم كانوا زبدة بني آدم. لقد كانوا رجالا دخلوا في الإسلام دون أي تطميع أو تهديد من قِبَلِ مبلغ الإسلام و الصادع به (صلّىاللّه عليه وآله وسلّم)، ثم لم يؤثر فيهم و يصرفهم عن عقيدتهم أي ترغيب أو تهديد، بل كانوا ثابتي الأقدام على عقيدتهم كالجبال الشوامخ، و بالرغم من جميع أنواع التعذيب و الآلام والاضطهاد الذي كانوا يتعرضون له من قِبَلِ مخالفيهم الذين كانوا أصحاب قدرة وثروة و سلطة، حيث كان أكثر أصحاب النبي (صلّىاللّه عليه وآله وسلّم) من طبقة الفقراء و العبيد الذين يعيشون تحت وطأة وسلطان أسيادهم المخالفين لهم في الدين، فكانوا يُهَدَّدون من قِبَلِ أسيادهم ومالكي رقابهم بالتعذيب إلى درجة الموت، وطبقا لبعض الروايات كانوا يصبون الماء الحار على أجسامهم العارية، و يجلدونهم بأسواط الحديد حتى يتفتَّت جلدهم، أو كانوا يُدخِلون رؤوسهم في الماء حتى ينقطع نفسهم، أو كانوا يخرجونهم إلى الفلوات في حر الشمس و يضعون فوق صدورهم الصخر الثقيل و يتركونه فوقهم ثم يأمرونهم بالرجوع عن الدين الذي قبلوه أو على الأقل البراءة من محمد و دينه، و لو تقية، لينقذوا أنفسهم من العذاب (فيأبون)، و كان يوقَـد لبعضهم النار ثم يُمَرُّون عليها فلا يطفئها إلا ودك (أي شحم) بدنهم.
    خبَّاب بن الأرتّ t من المسلمين الذين تحملوا أنواعا من العذاب في سبيل عقيدتهم و إيمانهم بدين الإسلام، فهو من المُعَذَّبين في الله، و لعله من أكثر من تحمل العذاب، يقول عنه ابن الأثير: [ خبَّاب بن الأرتّ...مولاته أم أنمار، وهو من السابقين الأولين إلى الإسلام و ممن كان يُعـَذَّب في الله تعالى كان سادس ستة في الإسلام...قال مجاهد: أول من أظهر إسلامه رسول الله r و أبو بكر و خبَّاب و صهيب و عمار و سمية أم عمار، فأما رسول الله r فمنعه الله بعمه أبي طالب، و أما أبو بكر فمنعه قومه، و أما الآخرون فألبسوهم أدراع الحديد ثم صهروهم وهم في الشمس فبلغ منهم الجهد ما شاء الله أن يبلغ من حر الحديد والشمس... و قال الشعبي: إن خبابا صبر و لم يعط الكفار ما سألوا فجعلوا يلصقون ظهره بالرَّضَف (أي الحجارة التي حميت بالشمس أو النار) حتى ذهب لحم متنه،.. و قال أبو صالح: كان خبَّاب قيِّنا (أي حدَّادا) يطبع السيوف، و كان رسول الله r يألفه و يأتيه فأُخْبِرَت مولاته بذلك فكانت تأخذ الحديدة المحمَّاة فتضعها على رأسه... توفي سنة 37، قال زيد بن وهب: سرنا مع علي حين رجع من صِفِّين حتى إذاكان عند باب الكوفة إذا نحن بقبور سبعة عن أيماننا فقال: ما هذه القبور ؟ فقالوا: يا أمير المؤمنين إن خبَّاب بن الأرتّ توفي مخرجك إلى صفين...فقال علي t: رحم الله خبِّابا، أسلم راغبا و هاجر طائعا و عاش مجاهدا و ابتُليَ في جسمه و لن يضيِّع الله أجر من أحسن عملا...] [20].
    صهيب بن سنان الرومي t صحابي آخر من المعذبين في الله والمهاجرين المجاهدين في سبيل الله و قد عاش إلى ما بعد وفاة رسول الله وبايع وأيد الخلفاء قبل الإمام علي u. يقول عنه ابن الأثير في كتابه " أسد الغابة في معرفة الصحابة ": [ و أسلم صهيب و رسول الله في دار الأرقم، بعد بضعة وثلاثين رجلا، و كان من المستضعفين بمكة المعذبين في الله U.... و لما هاجر صهيب إلى المدينة تبعه نفر من المشركين، فنثل كنانته و قال يا معشر قريش، تعلمون أني من أرماكم، و والله لا تصلون إليَّ حتى أرميكم بكل سهم معي، ثم أضربكم بسيفي ما بقي بيدي منه شيء، فإن كنتم تريدون مالي دللتكم عليه، قالوا: فدلنا على مالك و نخلي عنك، فتعاهدوا على ذلك فدلهم عليه و لحق برسول الله r فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ربح البيع أبا يحيى!" فأنزل الله تعالى { و من الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله و الله رؤوف بالعباد } و شهد صهيب بدرا و أحدا و الخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه و سلم.
    و عن مجاهد قال: أول من أظهر إسلامه سبعة: النبي r و أبو بكر وبلال و صهيب و خباب و عمار بن ياسر و سمية أم عمار، ثم يقول فأما النبي r فمنعه الله و أما أبو بكر فمنعه قومه، و أما الآخرون (و منهم صهيب) فأُخِذُوا وأُلْبِسوا أدراع الحديد ثم أُصْهِروا في الشمس.... و كان عمر بن الخطاب t محبا لصهيب حسن الظن فيه حتى إنه لما ضُرِبَ أوصى أن يصلي عليه صهيبٌ بجماعة المسلمين ثلاثاً حتى يتفق أهل الشورى على من سيخلف و توفي صهيب بالمدينة سنة ثمان و ثلاثين و قيل سنة تسع و ثلاثين و هو ابن 73 سنة] [21].
    و جاء في سيرة ابن هشام أيضا: [ قال ابن اسحق: و حدَّثني حكيم بن جبير عن سعيد بن جبير، قال قلت لعبد الله بن عباس: أكان المشركون يبلغون من أصحاب رسول الله r من العذاب ما يُعذَرون في ترك دينهم ؟ قال: نعم والله، إن كانوا ليضربون أحدهم و يجيعونه و يعطِّشونه حتى ما يقدر أن يستوي جالسا من شدة الضر الذي نزل به، حتى يعطيهم ما سألوه من الفتنة، حتى يقولوا له: أللات و العزَّى إلـهك من دون الله؟ فيقول: نعم، حتى إن الجُعَل (صرصار الصحراء) ليمر بهم، فيقولون له: أهذا الجعل إلـهك من دون الله؟ فيقول: نعم، افتداء منهم مما يبلغون من جهده][22].
    لكنهم كانوا بكل شجاعة و شهامة و رشد يرفضون الانصياع لما يريده منهم أرباب القدرة و السلطان عليهم و يصيحون تحت ضربات سياط الحديد الملهبة: أشهد أن لا إلـه إلا الله و أن محمدا و رسول الله، مسجلين بذلك أسمى آيات الفخار. و بعضهم كان ذا مال و ثروة و نفوذ و اقتدار، لكن بسبب دخولهم في الإسلام اضطروا ليس للتخلي عن أموالهم ومكانتهم فحسب، بل لأن يغمضوا أعينهم عن الأهل و الديار و الوطن والأقرباء، و يهاجروا لبلاد غريبة، أيا كانت في هذه الأرض الواسعة حتى لو كانت بلادا لا تدين بدينهم كالحبشة، مسلمين أنفسهم لمصير مجهول، وذلك كجعفر بن أبي طالب و مصعب بن عمير وعبد الله بن مسعود و عتبة بن غزوان yو و و...، و مع ذلك كانوا يقبلون على الهجـرة مسرورين راضين و يصرفون نظرهم عن الوطن و القرابة والأصحاب، و لا ينحرفون ذرة عن دينهم.
    أجل هؤلاء هم الذين يذكر القرآن الكريم لنا بأفضل صورة كيفية إيمانهم و تحملهم للعذاب و تعرضهم للاضطهاد و الإيذاء و يثني على تحملهم الأذى وهجرتهم م في سبيله فيقول: { و الذين هاجروا في الله من بعد ما ظُلِـموا لنُبَوِّئنَّهم في الدنيا حسنة و لأجر الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون. الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون } النحل / 41 ـ 42، و يقول: {.. فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم و أوذوا في سبيلي و قاتلوا و قُتِلوا لأكفرنَّ عنهم سيئاتهم و لأدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار..} آل عمران / 195، ويقول كذلك: { للفقراء المهاجرين الذين أُخرِجوا من ديارهم و أموالهم يبتغون فضلا من الله و رضوانا و ينصرون الله و رسوله أولـئك هم الصادقون } الحشر / 8 حيث يتفق جميع المفسرين بلا خلاف أن هذه الآيات نزلت في المهاجرين إلى الحبشة ثم إلى المدينة.
    و لاننسى ذلك الدعاء الجميل من أدعية حضرة الإمام زين العابدين وسيد الساجدين علي بن الحسين u المسطور في "الصحيفة السجادية" الذي ـ عوضا أن يعتبر الصحابة المهاجرين و الأنصار مرتدين! ـ يدعو فيه لأصحاب رسول الله(صلىالله عليه وآله وسلم) من أنصار ومهاجرين فيقول: ((اللهم وأصحاب محمد خاصة الذين أحسنوا الصحبة والذين أبلوا البلاء الحسن في نصره، و كانفوه و أسرعوا إلى وفادته، و سابقوا إلى دعوته، واستجابوا له حيث أسمعهم حجة رسالاته. و فارقوا الأزواج و الأولاد في إظهار كلمته، وقاتلوا الآباء و الأبناء في تثبيت نبوته وانتصروا به. و من كانوا منطوين على محبته يرجون تجارة لن تبور في مودته. والذين هجرتهم العشائر أن تعلقوا بعروته، و انتفت منهم القرابات أن سكنوا في ظل قرابته. فلا تنس اللهم لهم ما تركوا لك و فيك...و اشكرهم على هجرهم فيك ديار قومهم، و خروجهم من سعة المعاش إلى ضيقه...))، ثم الأهم من ذلك أنه u يدعو عقب ذلك للتابعين الذين ساروا على هدي أولـئك الصحابة فيقول: ((اللهم و أوصل إلى التابعين لهم بإحسان الذين يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان خير جزائك. الذين تحروا سمتهم و تحروا وجهتهم و مضوا على شاكلتهم. لم يثنهم ريب في بصيرتهم، و لم يختلجهم شك في قفو آثارهم، و الائتمام بهداية منارهم. مكانفين مؤازرين لهم، يدينون بدينهم، ويهتدون بهديهم، و يتفقون عليهم، و لا يتهمونهم فيما أدوا إليهم..))[23].
    فأي إنسان، حتى ذلك الذي لا يؤمن و لا يعتقد بالإسلام، يمكنه أن يقول أن هؤلاء ارتدوا فور رحيل رسول الله (صلّىاللّه عليه وآله وسلّم)؟؟ إن لم يكن هناك دين و إيمان فعلى الأقل الحياء و الإنصاف يجب أن يمنعا من التفوُّه بمثل تلك الكفريَّات.
    لقد عرضنا في كتابنا هذا بتوفيق الله، بعضا من سيرة الذين تحملوا أنواع المشقات و استقبلوا بصدر رحب، في سبيل المحافظة على دينهم، صنوف المصائب و البليَّات، و بقوا ثابتين مستقيمين على التضحية و الوفاء إلى آخر رمق، و مع ذلك ما كان موقفهم عقب وفاة نبيهم (صلّىاللّه عليه وآله وسلّم) في سقيفة بني ساعدة إلا اتباع سبيل سائر المؤمنين، و لم يتكلموا بكلمة اعتراض خلافا لما تم، و قد اكتفينا بما ذكرنا كأنموذج فقط، و إلا فإن كل أصحاب رسول الله [24] كانوا كذلك، وعانوا في صدر الإسلام المشقات وشهدوا الحروب و الغزوات. هذا كان من ناحية النقل الذي يبين كذب الروايات، فلنأت الآن إلى العقل لنرى حكمه في هذه القضية ؟


    [1] التبيان في تفسير القرآن للشيخ الطوسي: ج 1/ ص 854 (الطبعةالحجرية، طهران، 1365 هـ.)

    [2] أنظر سيرة ابن هشام: ج 1/ ص 326 و الإصابة في معرفة الصحابة لابن حجر العسقلاني: ج 3/ ص 7 (القاهرة 1328 هـ.) و الاستيعاب في معرفة الأصحاب لابن عبد البر القرطبي: ج 2/ ص 498 (مت)

    [3] أنظر سيرة ابن هشام: ج 1/ ص 327.،و الإصابة: ج 3 / ص 599 و الاستيعاب: ج 3 / 609(مت)

    [4] الإصابة في تمييز الصحابة: ج 2/ ص 317.

    [5] البحراني:هو السيد هاشم الحسيني البحراني، عالم إمامي أخباري النزعة له تفسير بالمأثور سماه: البرهان في تفسير القرآن، توفي سنة 1107 أو 1109 هـ. (مت)

    [6] و لكن ينطبق عليهم قوله تعالى " و الذين اتبعوهم بإحسان " و بالتالي فهم مشمولون بقوله " رضي الله عنهم و رضوا عنه و أعد لهم جنات....الآية "

    [7] أنظر تفصيل قصة إسلام سلمان رضي الله عنه في سيرة ابن هشام: ج1 / ص 214. (مت)

    [8] بما أنه شهد مع رسول الله r الخندق ثم شهد عدة غزوات منها حنين و تبوك لذا يعتبرمن الذين قاتلوا وجاهدوا قبل الفتح (باعتبار أن غزوة الخندق كانت قبل فتح مكة) (x)

    [9] انظر الإصابة: ج 4 / ص 62، و الاستيعاب (المطبوع في حاشية الإصابة): ج4 / ص 61. (مت)

    [10] تاريخ الأمم و الملوك: ج 3 / ص 294 ـ 295، حوادث سنة 23 و "الكامل في التاريخ" لابن الأثير، تحقيق أبي الفداء عبد الله القاضي: الجزء الثاني/ ص 461.(مت)

    [11] ما يريد المصنف قوله أن الآيات التي أوردها تؤكد كمال إيمان المهاجرين و الأنصار و استحقاقهم الغفران والجنة و الرضوان، فإذا قيل بارتداد الناس إلا ثلاثة من الصحابة ثم ثبت أن هؤلاء الثلاثة غير داخلين تحتعنوان المهاجرين و الأنصار (لا سيما الأوَّلَيْن منهم) بقيت جميع تلك الآيات المادحة للأنصار و المهاجرين بغير مصداق خارجي أصلا! أو أن نفس أولـئك المشهود لهم بصدق الإيمان و الموعودين بالجنات و الغفران كفرة مرتدين!! و كلا الأمرين واضح البطلان فما يؤدي إليهما باطل بلا ريب. (مت)

    [12] التبيان في تفسير القرآن: ج 1 / ص: 863 و 864 (من الطبعة الحجرية، طهران 1365 هـ.)

    [13] المصدر السابق: ج 1 / ص 346.

    [14] يقول القرآن عن المهاجرين: { الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله... الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة و آتوا الزكاة و أمروا بالمعروف و نهوا عن المنكر و لله عاقبة الأمور} الحج/ 41 ـ 42، و لكن البعض يدعي أنهم عندما مكن الله تعالى للمهاجرين في الأرض غصبوا الخلافة الإلـهية لعلي (ع)، و بدلوا دين الله و غصبوا إرث ابنة رسول الله (ص) و ضربوها!!
    و علي (ع) يقول عن الخليفتين اللذين سبقوه: ((أحسنا السيرة و عدلا في الأمة)) (كتاب وقعة صفين، صفحة 201) أما مدعو حب علي (ع) يقولون أنهما كانا ظالمين و غاصبين!! (x)

    [15] تفسير التبيان: ج 1 / ص 394 ـ 395. (مت)

    [16] كقوله تعالى: { لكن الرسول و الذين آمنوا معه جاهدوا بأموالهم و أنفسهم و أولـئك لهم الخيرات وأولـئك هم المفلحون. أعد الله لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك الفوز العظيم } التوبة / 88 ـ 89، و قوله تعالى: { و لا على الذين إذا أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولُّوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألا يجدوا ما ينفقون } التوبة / 92، و قوله سبحانه: { إن الله يدافع عن الذين آمنوا إن الله لا يحب كل خوان كفور. الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله...(إلى قوله) الذين إن مكنَّاهم في الأرض أقاموا الصلاة و آتوا الزكاة و أمروا بالمعروف و نهوا عن المنكر و لله عاقبة الأمور } الحج / 38 ـ 41، و قوله سبحانه: {... لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح و قاتل، أولـئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد و قاتلوا و كلا وعد الله الحسنى و الله بما تعملون خبير } الحديد/10، و قوله تعالى:{ و رأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا } النصر/2، و غير ذلك كثير.(مت)

    [17] هناك عدة نقاط ينبغي التنبه إليها في موضوع موقف الأنصار في قضية السقيفة و دلالاته:
    أولا: لو كان هناك أمر صريح من الله تعالى و رسوله بخلافة علي (ع)، فلماذا قام الأنصار الذين قال الله تعالى عنهم: { الذين آووا و نصروا أولـئك هم المؤمنون حقا} الأنفال/74، و الذن قال عنهم الرسول (ص): ((لو أن الأنصار سلكوا واديا أو شعبا لسلكت وادي الأنصار، و لولا الهجرة لكنت امرءا من الأنصار)) (المصنف، عبد الرزاق الصنعاني، تحقيق الأعظمي، ج 11/ ص 62) و قال في شأنهم: ((اللهم ارحم الأنصار و أبناء الأنصار و أبناء أبناء الأنصار!)) (المصنف: ج11/ص 62)، لماذا رشحوا "سعد بن عبادة" زعيم الخزرج للخلافة؟ ألم يسمعوا أمر الله تعالى ورسوله حول نصب علي (ع) ؟!
    ثانيا: و لماذا لم يقم الأنصار، بعد هزيمتهم السياسية أمام جناح المهاجرين و بعد انقطاع أملهم في إحراز منصب الخلافة، لماذا لم يقولوا: إذن على الأقل لنبايع من نصبه الله تعالى و رسوله إماما علينا، خاصة أن عليا كان كالرسول من حماة الأنصار و محبيهم، و أكثر المهاجرين قربا منهم؟! و لا ننسى أن انتخاب الخليفة إنما تم في المدينة، أي في المكان الذي كان فيه المهاجرون و أهل مكة أقلية تفتقر للشوكة السياسية، فإذا كان التنافس القبلي بين المهاجرين لا سيما بين الجناح الأموي... و بني هاشم ـ كما يقال ـ هو الباعث لسلب الحق الإلـهي لعلي (ع) في الخلافة، فمن البديهي أن الأنصار لم يكن عندهم هذا الدافع و بالتالي كانوا يستطيعون بكل سهولة أن يوقفوا المهاجرين عند حدهم و يمنعوا حصول مثل تلك البدعة في الدين!؟
    ثالثا: و لماذا اقتصر الكلام في النقاش و التفاوض، الذي تم في السقيفة، على بيان أفضلية الأنصار على المهاجرين بسبب خدماتهم للإسلام أو بيان أفضلية المهاجرين على الأنصار لكونهم عشيرة الرسول و من قريش و أول من آمن به، ولم يأت أحد على موضوع النص النبوي على الخلافة! وحتى قبيلة الأوس التي لم تكن قد رشحت أحدا للخلافة وكان لسانهم أطول في مجادلة المهاجرين و الانتصار للأنصار، لم يذكروا لدحض ما أراده المهاجرون أي إشارة للنص على علي (ع) ؟! ألا يؤكد كل ذلك بكل وضوح عدم هذا النص؟! (x)

    [18] راجع ص 42 من هذا الكتاب،و انظر تاريخ الأمم و الملوك للطبري: ج 3 / ص 294 ـ 295 (مت)

    [19] أخرج الكليني في الكافي روايات عدة عن الصادق و غيره من الأئمة عليهم السلام تفيد أن شرط قبول الحديث أن لا يخالف القرآن: انظر الحديث رقم 183 و الأحاديث من 198 إلى 203 (أصول الكافي: الجزء الأول / ص 60، الحديث الخامس، و ص 69 الأحاديث من الأول للسادس) (x)

    [20] أسد الغابة في معرفة الصحابة: ج 2 / ص 98 ـ 100، هذا و قد اختصر المؤلف رحمه الله و تصرف في اقتباسه من هذا المصدر فقدم و أخر، أما أنا فارتأيت أن أنقل ما ذكره المصدر بنفس ترتيبه و تفصيله (مت)

    [21] مختصرا من أسد الغابة في معرفة الصحابة لابن الأثير الجزري: ج 3 / ص 30.

    [22] سيرة ابن هشام:ج 2 / ص 320.، هذا و قد أشار المؤلف، كمصدر لهذا الاقتباس، إلى أسد الغابة أيضا لكني لم أجده ثمة مع كثرة البحث و إنما وجدته عند ابن هشام في سيرته لذا أحلت إليها (مت)

    [23] الدعاء الرابع من أدعية الصحيفة السجادية: في الصلاة على أتباع الرسل و مصدقيهم.

    [24] ينبغي التنبـيـه إلى أن مقصودنا من الأصحاب ليس "كل من رأى النبي و لو لحظة أو سمع منه" ـ كما هو اصطلاح المحدثين ـ بل المقصود خاصة النبي (ص) الذين لازموه و نصروه و قاموا معه في أمر الدين، كما نجد ذلك فيما يرويه ابن هشام في سيرته (ج 2/ ص 431) حيث يذكر أنه لما نشب نزاع بين خالد بن الوليد وعبد الرحمن بن عوف فشتمه خالد فقال له رسول الله (ص): ((مهلا يا خالد! دع عنك أصحابي! فو الله لو كان لك أحدٌ ذهبا ثم أنفقته في سبيل الله، ما أدركت غدوة رجل من أصحابي و لا روحته)) هذا مع أن خالدا كان مسلما و رأى الرسول (ص) و سمع منه و لكن الرسول (ص) ميزه عن أصحابه..

    تعليق


    • #3
      نعم نعم

      الصحابة الخُلَّص وليس المنافقين أعداء الله ورسوله وآل بيته عليهم لعائن الله .

      اللهم صل على سيدنا محمد وآله الطيبين الطآهرين وأحابه المنتجبين .

      تعليق


      • #4

        انك لا تهدي من احببت لكن الله يهدي من يشاء

        مجهود رائع جعل ما قمت به بميزان حسناتك .. لي رجعه اخرى بقراءه الموضوع

        تعليق


        • #5
          روى البخاري عن ابن عباس عن النبي قال ( انكم تحشرون حفاة عراة ، وان أناساً من اصحابي يؤخذ بهم ذات اليمين وذات الشمال فأقول : اصحابي اصحابي فيقول : انهم لم يزالوا مرتدين على اعقابهم منذ فارقتهم ، فأقول كما قال العبد الصالح : وكنت عليهم شهيداً ما دمت فيهم ) .
          وروى مسلم هذا الحديث بلفظ ( ليردن عليّ ناس من اصحابي حتى اذا عرفتهم اختلجوا من دوني فأقول اصحابي فيقول لا تدري ماذا احدثوا بعدك ؟ ) .
          وروى البخاري عن النبي قال ( بينما انا قائم ، فاذا زمرة حتى اذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم قال : هلم ، قلت : أين ؟ قال : الى النار والله ، قلت : وما شأنهم ؟ قال : انهم ارتدوا بعدك على ادبارهم القهقرى ، فلا اراه يخلص منهم الا مثل همل النعم ـ اي القليل ) .
          وفي رواية اخرى ان النبي قال : ( يرد عليّ يوم القيامة رهط من اصحابي فيحلّوّون عن الحوض فأقول : يا رب اصحابي ، فيقول : انك لا علم لك بما احدثوا ، انهم ارتدوا على ادبارهم القهقرى ) .
          واخرج عن سهل بن سعد قال : قال النبي ( ليوردن عليّ اقوام اعرفهم ويعرفونني ، ثم يحال بيني وبينهم ) . قال ابو حازم : فسمعني النعمان بن ابي عياش فقال : هكذا سمعت من سهل فقلت : نعم ، فقال : أشهد على ابي سعيد الخدري لسمعته وهو يزيد فيها ( فأقول انهم مني ، فيقال : انك لا تدري ما احدثوا بعدك فأقول : سحقاً سحقاً لمن غير بعدي ) .
          واخرج من حديث ابن عباس جاء فيه ( وان اناساً من اصحابي يؤخذ بهم ذات الشمال فأقول : اصحابي اصحابي فيقال : انهم لم يزالوا مرتدين على اعقابهم منذ فارقتهم ) .
          واخرج ابو يعقوب في مسند عمر مثل ذلك .
          واخرج البخاري في باب غزوة الحديبية عن العلاء بن المسيب عن ابيه قال : لقيت البراء بن عازب فقلت له : طوبى لك صحبت النبي وبايعته تحت الشجرة ، فقال : يا ابن اخي انك لا تدري ما احدثناه بعده .
          واخرج عن عبد الله عن النبي ( انا فرطكم على الحوض وليرفض رجال منكم ثم ليختلجن دوني فأقول : يا رب اصحابي فيقال : انك لا تدري ما احدثوا بعدك ) .


          http://www.rafed.net/books/aqaed/sahaba/03.html#5



          تعليق


          • #6
            كما قالت الاخت راوية الصحابة الخلص الشيعة لاتعتبر جميع الصحابة منافقين واما الاخت الباحثه عن الحق شكلش ماتقراي من المواضيع التي انزلنهاء لكي من قبل تخص الصحابة ؟؟؟؟؟؟ومشكلتش دئاما تطلبي مساعده وتوضيح ؟؟؟؟؟؟؟ موجود فيهم خلص وموجود من الصحابة منافقين كما تذكر احاديثكم

            فهلصحابة نشهد لهم

            الصحابة أمثال : أبوذر ، وعمار ، والمغداد ، وخالد بن سعيد بن العاص ، وعثمان بن مضعون ، وهاشم بن أبي وقاص " المرقال " ، وأبو الطفيل عامر بن واثلة ، وأبو التيهان ، وأبو الاسود الدؤلي ، ومالك الاشتر ، وحبيب بن مظاهر الأسدي ، وجابر بن عبد الله الأنصاري ، ووالده عبد الله الأنصاري ، والجهجاه ، وأبو ايوب الأنصاري ، وصعصعة بن صوحان ، ومالك بن نويرة ، وأبي بن كعب ، وعبد الله بن مسعود ، وبلال ، وعبد الله بن عباس ، وخزيمة ذو الشهادتين ، وقيس بن عبادة وحذيفة بن اليمان ، وكثيرين

            التكملة هناhttp://www.radod.org/Quds/60.htm

            في أصحابي 12 منافقا )



            عدد الروايات : ( 28 )



            صحيح مسلم - صفات المنافقين وأحكامهم - باب - رقم الحديث : ( 4983 )



            ‏- حدثنا ‏ ‏أبو بكر بن أبي شيبة ‏حدثنا ‏ ‏أسود بن عامر ‏حدثنا ‏ ‏شعبة بن الحجاج ‏عن ‏قتادة ‏عن ‏‏أبي نضرة ‏ ‏عن ‏ ‏قيس ‏ ‏قال : قلت ‏لعمار ‏ أرأيتم صنيعكم هذا الذي صنعتم في أمر ‏ ‏علي ‏ ‏أرأيا رأيتموه أو شيئا عهده إليكم رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏فقال ما عهد إلينا رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏شيئا لم يعهده إلى الناس كافة ولكن ‏ ‏حذيفة ‏ ‏أخبرني عن النبي ‏ (ص) ‏ ‏قال قال النبي ‏ (ص) ‏ ‏في أصحابي اثنا عشر منافقا فيهم ثمانية ‏لا يدخلون الجنة حتى ‏ ‏يلج ‏ ‏الجمل في ‏ ‏سم الخياط ‏ثمانية منهم ‏ ‏تكفيكهم ‏ ‏الدبيلة ‏ ‏وأربعة ‏لم أحفظ ما قال ‏ ‏شعبة ‏ ‏فيهم . ‏



            وهنا احاديث اخرى البخاري

            الاحاديث العديدة التي اخرجها البخاري ومسلم تدل دلالة واضحة على ان أكثر الصحابة غيرو وارتدو بعد رسول الله صلى الله عليه


            حديث الحوض في صحيح البخاري قال النبي ‏أنا ‏فرطكم ‏ ‏على الحوض فمن ورده شرب منه ومن شرب منه لم يظمأ بعده أبدا ليرد علي أقوام أعرفهم ويعرفوني ثم يحال بيني وبينهم, ثم قال: إنهم مني فيقال إنك لا تدري ما بدلوا بعدك فأقول سحقا سحقا لمن بدل بعدي


            http://hadith.al-islam.com/Display/D...oc=0&Rec=10514



            البخاري وهو حديث الحوض... قال ‏ : يَرِدُ عَلَيَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَهْطٌ مِنْ أَصْحَابِي ‏فَيُحَلَّئُونَ ‏ ‏عَنْ الْحَوْضِ فَأَقُولُ يَا رَبِّ أَصْحَابِي فَيَقُولُ إِنَّكَ لَا عِلْمَ لَكَ بِمَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ إِنَّهُمْ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ ‏ ‏الْقَهْقَرَى (لاحظ كلمة أصحابي) ولم يقل المنافقين

            http://hadith.al-islam.com/Display/D...num=6097&doc=0

            صحيح البخاري ... عن أنس بن مالك قال: قال النبي ‏سَتَجِدُونَ ‏ ‏أُثْرَةً ‏ ‏شَدِيدَةً فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْا اللَّهَ وَرَسُولَهُ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏فَإِنِّي عَلَى الْحَوْضِ, قَالَ ‏ ‏أَنَسٌ ‏ ‏فَلَمْ يَصْبِرُوا!! وهذه شهادة من صحابي انهم لم يصبروا

            http://hadith.al-islam.com/Display/D...num=3986&doc=0


            إقرا حديث البراء ابن عازب هذا احد الصحابة وممن شهد بيعة الرضوان وهو يعترف انهم احدثوا بعد رسول الله صلى الله عليه وآله... راجع النص في صحيح البخاري

            http://hadith.al-islam.com/Display/D...Doc=0&Rec=6120


            ارتداد بعض الصحابة



            http://www.radod.org/Quds/86.htm


            بيعة الرضوانhttp://www.radod.org/Quds/59.htm

            عدالة الصحابةhttp://www.radod.org/Quds/115.htm
            وملاحظه فاحاديث كتبكم واضحه تذكر الصحابة ومايحتتاج تجادل وتقول منافقين تقصد الاحاديث ليس المنافقين باسم الصحابة ؟؟؟؟؟؟؟؟
            التعديل الأخير تم بواسطة اااحمد; الساعة 27-02-2008, 09:02 PM.

            تعليق


            • #7
              موضوع شيخناء المتشيع ابو حسام من المنتدى هذه بعض الأسئلة الموجهة للشيعه الشيعة والصحابة
              http://yahosein.com/vb/showthread.php?t=24876
              وهلموضوع للاخت باحثة عن الحق الصحابة في ختامهم مع الرسول لاكن هل ستقراي هلمواضيع ؟؟؟؟؟
              http://yahosein.com/vb/showthread.ph...91#post1011091
              التعديل الأخير تم بواسطة اااحمد; الساعة 27-02-2008, 09:16 PM.

              تعليق


              • #8
                المشاركة الأصلية بواسطة hurricane2
                روى البخاري عن ابن عباس عن النبي قال ( انكم تحشرون حفاة عراة ، وان أناساً من اصحابي يؤخذ بهم ذات اليمين وذات الشمال فأقول : اصحابي اصحابي فيقول : انهم لم يزالوا مرتدين على اعقابهم منذ فارقتهم ، فأقول كما قال العبد الصالح : وكنت عليهم شهيداً ما دمت فيهم ) .
                وروى مسلم هذا الحديث بلفظ ( ليردن عليّ ناس من اصحابي حتى اذا عرفتهم اختلجوا من دوني فأقول اصحابي فيقول لا تدري ماذا احدثوا بعدك ؟ ) .
                وروى البخاري عن النبي قال ( بينما انا قائم ، فاذا زمرة حتى اذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم قال : هلم ، قلت : أين ؟ قال : الى النار والله ، قلت : وما شأنهم ؟ قال : انهم ارتدوا بعدك على ادبارهم القهقرى ، فلا اراه يخلص منهم الا مثل همل النعم ـ اي القليل ) .
                وفي رواية اخرى ان النبي قال : ( يرد عليّ يوم القيامة رهط من اصحابي فيحلّوّون عن الحوض فأقول : يا رب اصحابي ، فيقول : انك لا علم لك بما احدثوا ، انهم ارتدوا على ادبارهم القهقرى ) .
                واخرج عن سهل بن سعد قال : قال النبي ( ليوردن عليّ اقوام اعرفهم ويعرفونني ، ثم يحال بيني وبينهم ) . قال ابو حازم : فسمعني النعمان بن ابي عياش فقال : هكذا سمعت من سهل فقلت : نعم ، فقال : أشهد على ابي سعيد الخدري لسمعته وهو يزيد فيها ( فأقول انهم مني ، فيقال : انك لا تدري ما احدثوا بعدك فأقول : سحقاً سحقاً لمن غير بعدي ) .
                واخرج من حديث ابن عباس جاء فيه ( وان اناساً من اصحابي يؤخذ بهم ذات الشمال فأقول : اصحابي اصحابي فيقال : انهم لم يزالوا مرتدين على اعقابهم منذ فارقتهم ) .
                واخرج ابو يعقوب في مسند عمر مثل ذلك .
                واخرج البخاري في باب غزوة الحديبية عن العلاء بن المسيب عن ابيه قال : لقيت البراء بن عازب فقلت له : طوبى لك صحبت النبي وبايعته تحت الشجرة ، فقال : يا ابن اخي انك لا تدري ما احدثناه بعده .
                واخرج عن عبد الله عن النبي ( انا فرطكم على الحوض وليرفض رجال منكم ثم ليختلجن دوني فأقول : يا رب اصحابي فيقال : انك لا تدري ما احدثوا بعدك ) .


                http://www.rafed.net/books/aqaed/sahaba/03.html#5


                الزميل حاريقان انت امام خيارات ثلاثة لا رابع لها

                الخيار الاول/ ان تؤمن ان الحديث صحيح قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم فاذا امنت ان هذا الاحاديث صحيحة بغض النظر عن ورودها في صحيحي البخاري ومسلم الذين لا تؤمن بصحتهما ولكن على الاقل يكون فيهما حديث قاله رسول الله حقا ومنها هذه الاحاديث
                حينها ستكون امام امرين اما ان تعارض هذه الاحاديث كتاب الله لانه مدح الصحابة السابقون الاولون
                والتعارض غير ممكن بين قول رسول الله وكتاب الله فهذا يوجب عليك الامر الثاني ان تجمع بين قول رسول الله والقران في ان المقصودين في الحديث هم لم يكونوا من السابقين الاولين من المهاجرين والانصار بل هم اناس كان يظن رسول الله انهم اصحابه ولا يعرف حقيقة بواطنهم وهؤلاء هم من ارتد بعد وفاة رسول الله عليه الصلاة والسلام هم مالك بن نويرة واصحابه المرتدين الذين كانوا يعدون من اصحاب الرسول ولكنهم لا من المهاجرين ولا من الانصار السابقين الاولين

                الخيار الثاني / ان تؤمن ان هذا الحديث غير صحيح لم يقله رسول الله عليه الصلاة والسلام فيجب عليك حينها ان تضرب بها عرض الحائط لمعارضتها كتاب الله الذي امرنا ان نعرض عليه الاحاديث فما وافقه اخذنا به وما خالفه رددناه على راويه فهو اولى به

                الخيار الثالث / ان تقول انا لا اؤمن بصحة هذه الاحاديث لانها وردت في البخاري ومسلم الذين لا ايمان لي بصحتهما ولكني الزم اهل السنة بما الزموا به انفسهم فحينها يكون عليك لزاما ان تأخذ بتفسيرات اهل السنة الموافقة لكتاب الله كما في الخيار الاول اضافة الى ان اهل السنة يقولون ان الحديث ورد بلفظ رهط من اصحابي والرهط هو العدد القليل فلايكون تعميمه عام على الصحابة بل يكون فيمن ارتد وكان ظاهره الالتزام بالاسلم في حياة رسول الله وهم مالك بن النويرة واصحابه الذين اجتمعت الامة على قتالهم في زمن ابي بكر والامة لا تجتمع على ضلال لقول رسول الله عليه الصلاة والسلام

                وهم مصداق لقوله تعالى
                {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }المائدة54

                وتفسيره
                يا أيها الذين آمنوا من يرتدد) بالفك والإدغام ، يرجع (منكم عن دينه) إلى الكفر إخبار بما علم الله وقوعه وقد ارتد جماعة بعد موت النبي صلى الله عليه (فسوف يأتي الله) بدلهم (بقوم يحبهم ويحبونه) قال صلى الله عليه وسلم: "هم قوم هذا وأشار إلى أبي موسى الأشعري" رواه الحاكم في صحيحه (أذلة) عاطفين (على المؤمنين أعزة) أشداء (على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم) فيه كما يخاف المنافقون لوم الكفار (ذلك) المذكور من الأوصاف (فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع) كثير الفضل (عليم) بمن هو أهله


                امر اخر
                قوله اصحابي وقوله اعرفهم ويعرفونني
                فلفظة الصحابي تطلق على كل من لقي رسول الله وشاهده وامن به ولم يرتد بعده وقوله اعرفهم اي انه شاهدهم وشاهدوه في حياته مع وجود اقوال اخرى في الحديث على انه على الامة وهوممكن ولكن مايهمنا هنا هو الصحابة
                ولكن هذا الحديث غير عام بل هو مقيد مقيد بالفاظه بقوله رهط وبايات مدح الصحابة السابقون الاولون التي ذكرها الاخ المحب الكسروي في البحث اعلاه بالاضافة الى تقييده باية المائدة 54 اعلاه التي لا يمكن حملها على غير الصحابة لانها تخاطبهم هم بالخصوص مع ان عمومها للامة لكنه تخبر مقيد بهم هو الاتيان بقوم يحبون الله ويحبهم اعزة على المؤمنين اذلة على الكافرين وهو ماحدث فقط في خلافة ابي بكر الصديق رضي الله عنه وارضاه ولم تحدث لاحد غيره فابو بكر هو من قاتل المرتدين جميعا مسيلمة الكذاب وقومه وطلحة بن خويلد وقومه والاسود العنسي وقومه ومالك بن النويرة وقومه
                وهذه الاية مفصلة على خلافة ابي بكر الصديق فقط لم تحدث مع احد غيره وهي من نبوات القران والدليل عليكم ان اولئك كانوا مرتدين هو زواج الامام علي من سبي بنو حنيفة المرتدين فلو لم يكونوا مرتدين لم يحل سبيهم فوقعت ام محمد بن الحنفية في سهم الامام علي من السبي فنكحها وانجبت له ابنه محمد بن علي المعروف بأبن الحنفية نسبة الى قومها


                والحمدلله رب العالمين..............

                تعليق


                • #9
                  البحث لانعترض عليه اصلن اقول مانحب نجادل بجدال عقيم يكفي لتوضيح اكثر موضوع مولاناء ابو حسام فموضوعه بالشرح بالايات والاحاديث
                  وبالادلة الاخرى من المواقف التاريخية فموضوعه جدا قيم من معرفة التاريخ بحث مسهل ويوفي ويكفي
                  هذه بعض الأسئلة الموجهة للشيعه الشيعة والصحابة
                  http://yahosein.com/vb/showthread.php?t=24876
                  فانتم على قناعتكم واحنا على قناعتناء افضل من الجدالات

                  تعليق


                  • #10
                    { لقد تاب الله على النبي و المهاجرين و الأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم إنه بهم رؤوف رحيم } التوبة / 117. يقول الطوسي في تفسيره: [ أقســم اللـه تعالى في هذه الآية، لأن لام لقد لام القسم، بأنه تعالى تاب على النبي و المهاجرين و الأنصار بمعنى أنه رجع إليهم و قبل توبتهم، الذين اتبعوه في ساعة العسرة، يعني في الخروج معه إلى تبوك، و العسرة صعوبة الأمر و كان ذلك في غزاة تبوك لأنـه لحقهم فيها مشـقّـة شديدة من قلة الماء حتى نحروا الإبـل و عصروا كروشها و مصوا النوى و قل زادهم و ظهرهم،..(إلى قوله): و قيل من شدة ما لحقهم هَمَّ كثير منهم بالرجوع فتاب الله عليهم...أي رجع عليهم بقبول توبتهم إنه بهم رؤوف رحيم]

                    (( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار و الذين اتبعوهم بإحسـان رضـي الله عـنهم و رضوا عنه و أعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم } التوبة / 99 ـ 100.
                    قوله تعالى: {و الذين آمنوا وهاجروا و جاهدوا في سبيل الله، و الذين آووا و نصروا أولئك هم المؤمنون حقا لهم مغفرة و رزق كريم} الأنفال/74، {و أولـئك هم الفائزون} {وأولـئك هم الصادقون} {وأولـئك لهم الخيرات و أولـئك هم المفلحون} {كنتم خير أمـة} { و ألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها و أهلها }

                    ـ و تلك الآية الكريمة التي نزلت بحق المؤمنين المجاهدين في واقعة حمراء الأسد التي يقول الله تعالى فيها: {.. و أن الله لا يضيع أجر المؤمنين. الذين استجابوا لله و الرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم و اتقوا أجر عظيم. الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا و قالوا حسبنا الله و نعم الوكيل. فانقلبوا بنعمة من الله و فضل لم يمسسهم سوء و اتبعوا رضوان الله و الله ذو فضل عظيم } آل عمران /171 ـ 174.

                    و يقول سبحانه: { الذين آمنوا و هاجروا و جاهدوا في سبيل الله بأموالهم و أنفسهم أعظم درجة عند الله و أولـئك هم الفائزون. يبشرهم ربهم برحمة منهم و رضوان و جنات لهم فيها نعيم مقيم. خالدين فيها أبدا إن الله عنده أجر عظيم } التوبة /20 ـ 22. أهؤلاء ارتدوا بعد رسول الله ؟! ولكي نعرف من هؤلاء الموعودون بهذا الثواب العظيم نأتي بآيات أخرى تضمنت نفس العبارات و الألفاظ:
                    3 ـ يقول رب العالمين: { إن الذين آمنوا و هاجروا و جاهدوا بأموالهم و أنفسهم في سبيل الله و الذين آووا و نصروا أولئك بعضهم أولياء بعض } الأنفال / 72


                    { لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم و أثابهم فتحا قريبا }



                    "للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون"*
                    والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فألئك هم المفلحون"*والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم"*


                    ((محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما )) (29) الفتح


                    إِلاّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا(40) التوبة

                    وأخيرا إذا كنتم ما زلتم غير مؤمنين بالقرآن!!!???

                    (((( و إنا لنرى أبا بكر أحق بها - أي بالخلافة - إنه لصاحب الغار. و إنا لنعرف سنه. و لقد أمرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم بالصلاة خلفه و هو حي )))). نهج البلاغة، تحقيق العالم الشيعي الشريف الرضي 1 / 132
                    و يقول علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) و هو يذكر بيعته لأبي بكر ((... فمشيت عنـد ذلك إلى أبـي بكر فبـايعته و نهضت في تلك الأحداث حتى زاغ الباطل و زهق و كانت ( كلمة الله هي العليا و لو كره الكافرون ) فتولى أبو بكر تلك الأمور فيسر و سدد و قارب و اقتصد فصحبته مناصحاً و أطعته فيما أطاع الله فيه جاهداً )). الغارات للثقفي (2 / 305).
                    و يقول عن الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه (( لله بلاء فلان فقد قوم الأود، و داوى العمد، خلف الفتنة و أقام السنة، ذهب نقي الثوب قليل العيب، أصاب خيرها وسبق شرها، أدى إلى الله طاعته واتقاه بحقه، رحل وتركهم في طرق متشعبة لا يهتدي فيها الضال ولا يستيقن المهتدي )). نهج البلاغة ص (509).
                    و انظر شهادة الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه في فضل أبو بكر الصديق رضي الله عنه عن سائر صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم. و انظر أيضاً إلى محبة أهل البيت (الذين يدعي الشيعة الإنتماء لهم) لأبو بكر الصديق رضي الله عنه.



                    تعليق


                    • #11
                      هلموضوع اصلن انت تقرر مراة في المنتدى ليس بجديد يخلص وترد تعيد هلموضوع؟؟؟؟؟
                      بيعة الرضوان

                      وحتى هلرواية تعيدها مراة كثيرة (((( و إنا لنرى أبا بكر أحق بها - أي بالخلافة - إنه لصاحب
                      لن تاتي بشي جديد هنا من قبل ذكرتهاء
                      لاكن الجدال يجعلكم تعيدون هناء هلرواية والروايات الاخرى
                      http://yahosein.com/vb/showthread.php?t=88632
                      وهلروايات المذكورة في هلرابط والرابط الاخر من احد مشاركاتي

                      في هلمنتدى مردود عليهاء
                      http://www.m-alhuda.com/showthread.php?t=12755

                      http://www.shiaweb.org/rowad_shiaweb/mawadea/mz59.html
                      واجد تعيد المواضيع كمثل هلاية وهلايات الاخرى ؟؟؟؟؟ وذكرناهاء في مواضيعكم لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم و أثابهم فتحا قريبا }

                      http://www.radod.org/Quds/59.htm
                      وهلموضوع اصلن مراة كثيرة يعاد في المنتدى
                      كمثل موضوع مولانا ابو حسام ناقش في هلموضوع عن هلايات بالتفصيل

                      هذه بعض الأسئلة الموجهة للشيعه الشيعة والصحابة
                      http://yahosein.com/vb/showthread.php?t=24876


                      اقول انزل مواضيع جدد عن لانتملل من التقرار فانزلناء من مواضيعكم التقرار ومن المنتدى
                      تقرر كل موضوع بثلاث مراة تملل هات الجديد ؟؟؟؟؟؟
                      التعديل الأخير تم بواسطة اااحمد; الساعة 29-02-2008, 01:14 PM.

                      تعليق

                      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                      حفظ-تلقائي
                      x

                      رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                      صورة التسجيل تحديث الصورة

                      اقرأ في منتديات يا حسين

                      تقليص

                      المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                      أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
                      ردود 2
                      9 مشاهدات
                      0 معجبون
                      آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                      بواسطة ibrahim aly awaly
                       
                      يعمل...
                      X