دور زيارة جابر بن عبدالله الأنصاري(ره)
في تثبيـت النهضة الحُسـينيّة
زيارة الأربعيـن
تأليف: الشيخ إبراهيم الأنصاري البحراني حفظه الله
الأربعونمن أيام الله المهمة والقيِّمة التي فيها يتوجَّه عشاق سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين عليه السلام إلى حرمه المقدَّس ويجتمعون تحت قُبَّته المباركة، ويقيمون مراسم العزاء عليه ويذكرون تلك المواقف البطولية ويرددون المصائب المؤلمة التِّي وردت عليه، تلك المصائب التِّي ارتكبتها الزمرة الطاغية من آل أمية عليهم لعائن الله.تأليف: الشيخ إبراهيم الأنصاري البحراني حفظه الله
الأربعون من السنن التي تبين وتشخِّص هويَّة الشيعة الإمامية.
إن هذه السنَّة قد أسَّسها الإسلام حيث تحريضه على الاهتمام بزيارة قبور الأولياء والشهداء، وقد كان يُحييها أولياء الدين حيث كانوا يزورون قبور الرموز الدينية من الأنبياء والأولياء والشهداء والصالحين.
ولكن في هذه المرَّة، وفي خصوص زيارة قبر سيد الشهداء، أهمية الموضوع قد تضاعفت وأخذت طابعاً مميَّزاً وعلى ضوء ذلك أصبحت أوَّل زيارة لقبره عليه السلام مصيريَّة، ولأهمِّيتها صار هذا الأمر على عهدةِ شخصيَّةٍ متميِّزة ألا وهو جابر بن عبدالله الأنصاري وصاحبه عطية العوفي رضوان الله تعالى عليهما وهما أوَّل من طبَّقا هذه السنَّة المباركة، ألا وهي زيارة قبر الإمام الحسين عليه السلام، ومن ثمَّ صارت هذه الزيارة من علامات المؤمن (ويعنى به الشيعي الإمامي) حيث الحديث المعروف عن الإمام العسكري عليه أفضل التحيَّة والثناء المنقول في المصباح للشيخ، أنه عليه السلام قال:
علاماتالمؤمن خمس صلاة الإحدى والخمسين وزياره الاربعين والتختم باليمين وتعفير الجبين والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم)(بحارالأنوار ج 85 ص75 رواية7 باب24).
إن هذه الخطوة التِّي خطاها هذا الصحابي الجليل رضوان الله تعالى عليه كان لها الأثر البالغ في إحياء شريعة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم كان لها دور عظيم في تثبيت النهضة المباركة الحسينية وتركيز جذورها مدى الأعصار والقرون.
لو أردنا أن نتعرف على أهمية هذه الحركة الثورية وخطورة هذا الموقف وتأثيره في تحطيم وإبادة جميع ما أحاكته بنو أميَّة من الباطل، ينبغي لنا أن نتعرف على مطالب ثلاثة:
الأوَّل: الإعلام المناوئ ضد الإمام الحسين عليه السلام وأصحابه من قبل الطاغية يزيد وذلك قبل قتله عليه السلام وبعده.
وأما بالنسبة إلى المطلب الأوَّل :
أنَّ الإعلام الأموي قد نشر بين الناس أنَّ هناك خارجي خرج على الحكم وقد خالف الإسلام فقتل:
(أقول رأيت فى بعض الكتب المعتبره روى مرسلا عن مسلم الجصاص قال دعانى ابن زياد لإصلاح دار الإماره بالكوفه فبينما أنا أجصص الابواب واذا انا بالزعقات قد ارتفعت من جنبات الكوفه فأقبلت على خادم كان معنا فقلت: ما لى أرى الكوفه تضج قال الساعهأتوا برأس خارجي خرج على يزيد فقلت من هذا الخارجى فقال الحسين بنعلى عليه السلام قال فتركت الخادم حتى خرج ولطمت وجهى حتى خشيت على عينى انيذهب وغسلت يدى من الجص وخرجت من ظهر القصر) (بحار الأنوار ج 45 ص 112 روايه 1 باب 39)
(فدخل عليه(يزيد) زيد بن ارقم وراى الراس فى الطست و هو يضرب بالقضيب على اسنانه فقال كف عنثناياه فطالما رايت النبى يقبلها فقال يزيد لو لا انك شيخ كبيرخرفت لقتلتك و دخل عليه راس اليهود فقال ما هذا الراس فقال رأسخارجي قال و من هو قال الحسين قال ابن من قال ابن على قال و من امهقال فاطمه قال و من فاطمه قال بنت محمد قال نبيكم قال نعم قال لاجزاكم الله خيرا الخ الرواية) (بحار الأنوارج 45 ص 186 روايه 31 باب 39)
إثبات أنَّ الحسين قد قتل:
(بهذا الاسناد عن احمد عن الهروى فى خبر طويل عن الرضا عليه السلام فىنفى قول من قال ان الحسين عليه السلام لم يقتل و لكن شبه لهم قال عليه السلام و الله لقدقتل الحسين عليه السلام و قتل من كان خيرا من الحسين امير المؤمنين و الحسن بنعلى و ما منا الا مقتول و انى و الله لمقتول بالسم باغتيال من يغتالنىاعرف ذلك بعهد معهود الى من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم اخبره به جبرئيل عن ربالعالمين عز و جل)(البحارج 49 ص 285 روايه 5 باب 19)
(محمد بن يعقوب الكلينى عن اسحاق بن يعقوب قال سالت محمدبن عثمان العمرى رحمه الله ان يوصل لى كتابا قد سالت فيه عن مسائلاشكلت على فورد التوقيع بخط مولانا صاحب الزمان ع اما ما سالت عنهخير مما آتاكم و اما ظهور الفرج فانه الى الله و كذب الوقاتون و اماقول من زعم ان الحسين ع لم يقتل فكفر و تكذيب و ضلال و اما الحوادثالواقعه فارجعوا فيها الى رواه حديثنا فانهم حجتى عليكم و انا حجهالله عليهم و اما محمد بن عثمان العمرى رضى الله عنه و عن ابيه منقبل فانه ثقتى و كتابه كتابى و اما محمد بن على بن مهزيار الاهوازىفسيصلح الله قلبه و يزيل عنه شكه و اما ما وصلتنا به فلا قبول عندناالا لما طاب و طهر و ثمن المغنيه حرام و اما محمد بن شاذان بن نعيمفانه رجل من شيعتنا اهل البيت و اما ابو الخطاب محمد بن ابى زينبالاجدع فانه ملعون و اصحابه ملعونون فلا تجالس اهل مقالتهم فانى منهم) (البحارج 53 ص 180 روايه 10 باب 31)
الثاني: العقائد الفاسدة التِّي نشرتها بنو أميَّة في أفكار المسلمين عامَّة وأهل الشام خاصّة.
عقيدة أهل الشام (الجبر)
(قال المفيد فادخل عيال الحسين بن على صلوات الله عليهما على ابن زياد فدخلت زينب اخت الحسين ع فى جملتهم متنكره و عليها ارذل ثيابها و مضت حتى جلست ناحيه و حفت بها اماؤها فقال ابن زياد من هذه التى انحازت فجلست ناحيه ومعها نساؤها فلم تجبه زينب فاعاد القول ثانيه و ثالثه يسال عنها فقالت له بعض امائها هذه زينب بنت فاطمه بنت رسول الله ص فاقبل عليها ابن زياد و قال الحمد لله الذى فضحكم و قتلكم و اكذب احدوثتكم فقالت زينب الحمد لله الذى اكرمنا بنبيه محمد ص و طهرنا من الرجس تطهيرا انما يفتضح الفاسق)
(قال السيد و ابن نما ثم التفت ابن زياد الى على بن الحسين فقال من هذا فقيل على بن الحسين فقال ا ليس قد قتل الله على بن الحسين فقال على قد كان لى اخ يسمى على بن الحسين قتله الناس فقال بل الله قتله فقال علي الله يتوفى الانفس حين موتها و التى لم تمت فى منامها فقال ابن زياد و لك جرأه على جوابى اذهبوا به فاضربوا عنقه فسمعت عمته زينب فقالت يا بن زياد انك لم تبق منا احدا فان عزمت على قتله فاقتلنى معه و قال المفيد و ابن نما فتعلقت به زينب عمته و قالت يا بن زياد حسبك من دمائنا و اعتنقته و قالت و الله لا افارقه فان قتلته فاقتلنى معه فنظر ابن زياد اليها و اليه ساعه ثم قال عجبا للرحم و الله انى لاظنها ودت انى قتلتها معه)
الثالث: شخصية كل من جابر بن عبد الله الأنصاري و عطية العوفي.
تعليق