بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمدمن أعظم نعم الله على البشرية هو العقل الذي به يثيب الله ويعاقب والبعض من الأخوة السنة أغلقوا باب الاجتهاد منذ زمن الأئمة الأربعة كون الاجتهاد محصوراً أما الشيعة الإمامية الجعفرية فإنهم أصحاب منطق سديد ودليل علميٌ رشيد.. ولا فخر.
إخوتي .. كثيراً ما نقرأ في كتبنا عن أن أحب الألقاب لرسول الله حينما كان يدعوا أمير المؤمنين هو (أبو تراب)!! وفي الحقيقة لم أكن مقتنعاً مثل الكثير من الباحثين والمفكرين بصحة هذا اللقب المنطوق من فم سيد الأكوان .. كوني شعرت ومنذ أول مرة قرأته أنه شتمٌ لأمير المؤمنين أكثر من حبّه، كأن رسول الله يحقِّر الإمام (والعياذ بالله). فلنناقش القصة من أولها تأريخياً وسنداً..أولاً : أمير المؤمنين هو سيد المؤمنين وسيد البشر بعد سيد الأكوان رسول الرحمة (صلواتُ الله عليهما) هو الحق ولا ريب فيه وزوّجه رسول الله (صلى الله عليه وآله) ابنته الصديقة الطاهرة فاطمة (سلام الله عليها) وهي حق كذلك فالرواية تقول أن أمير المؤمنين قد خاصم أو اشتجر مع فاطمة الزهراء وهذا تناقُضٌ صريح فالتخاصم يكون بين حق وباطل فكيف بين الحق والحق... فكروا يا أُولي الألباب.
ثانياً : الرواية تروي كذلك بأن رسول الله رأي الكراهة بادية على وجه أمير المؤمنين وعلم بأنه قد لم يكلم الزهراء منذ فترة فدخل إلى ابنته وراضاها وخرج عند أمير المؤمنين (عليه السلام) فرآه نائماً على الأرض والتراب على ظهره فركزه برجله قائلاً : ((قم فما صلحت إلا أن تكون إلا أبو تراب...))
ثم كذب الراوي تسمية النبي له بأبي تراب فقال بأن الناس سمّوه بذلك إذ جاء : قال علي طلبني رسول الله فوجدني في جدول نائماً فقال : ((قم ما ألوم الناس يسمّونك أبا تراب)) [مسند أبي يعلى الموصلي 1-402، المعجم الكبير، الطبراني11-63] إذن فرسول الله لم يلقب الإمام بهذا اللقب بل الناس من لقبّوه على زعم الرواية.
إذن يشم من هذه الرواية بأن الأمويين أرادوا سلب العصمة والأخلاق من رسول الله وفاطمة وعلي (عليهم الصلاة والسلام) .
ثالثاً: الدليل على عدم صحة هذا اللقب هو قال الحجاج للحسن البصري : ما تقول في أبي تراب؟
قال الحسن : ومن أبو تراب؟!!
قال الحجاج : علي بن أبي طالب. فالحسن البصري لم يعرف هذا اللقب الأموي المزيف.
رابعاً: لو كان من أحب الألقاب فلم كان معاوية وولاته بأن يعيّروا شيعة الأمام بهذا اللقب وكذلك وضع الأمويون ألقاباً أُخرى مزيفة للنيل من الإمام ونسبوها لرسول الله ظلماً منها ((أبو تراب، الأنزع البطين، الأجلح البطين، الأصلع البطين)). وكانوا يرددونها ويضحكون من الإمام عندما يذكرونها مثل صلع الإمام وكبر بطنه ووغيرها في حين إن هذه الألقاب لا تصلح إلا لعمرو بن العاص الناصبي ومعاوية بن أبي سفيان لأنهما كانا يتميزان بضخامة وكبر البطن بدعوة النبي على معاوية.
خامساً: إضافةً لكل الحقائق السابقة فإن الدليل العقلي والنقلي يقول بأن الرواية الوحيدة التي جاءت بهذا اللقل السخيف المقيت هي عن طريق أبو هريرة الناصبي وزير الأمويين وأبو هريرة لا يخفى على كل طالب حقٍّ بغضه وعداءه للإمام صلوات الله عليه.
إذن بعد كل ما جاء يتبين لنا بأن رسول الله ما لقب أمير المؤمنين بمثل هذه الألقاب المحطة من قدر الإمام بل لقبّه بألقابٍ قرآنية مثل ((الصديق، الفاروق، أمير المؤمنين، إمام المتقين، الوصي، الخليفة، صهر النبي، وزير النبي، وارث النبي، سيف الله، أسد الله وأسد رسوله، الصراط المستقيم، حبل الله، العروة الوثقى، ...)) وغيرها من الألقاب الكثيرة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تعليق