منقــــــــــــــــــــــول
أعداد الضحايا في العراق.
معرفة الأعداد الحقيقية للضحايا في العراق منذ لحظة انهيار النظام البائد مستحيل. فنظراً للمصالح السياسية المختلفة لهذه المجموعة وتلك، يتم تقليل أو رفع الأعداد، حسب ما تتطلبه الدعايات والفائدة السياسية التي يجنيها كل طرف.
البعث في ادبياته غالباً ما يرفع أعداد الضحايا ومن ثم يتحسر على الأمان والسلام وقلة أعداد الوفيات خلال الزمن البائد. أما من يدعمون المشروع الأمريكي، فسيزعمون أن أعداد الضحايا أقل بكثير مما يُقال، بل ولا تتجاوز البضعة آلاف.
وهكذا، فالضحية الذي يموت بسبب العنف والحرب والدمار يتم التضحية به ثانية، في ألعاب السياسة والإعلام.
ونشرت جريدة اللانسيت نتيجة بحث علمي قام به فريق تابع لجامعة جون هوبكنز – بالتعاون مع جامعة المستنصرية: الفريق قابل 2000 أٍسرة عراقية في مناطق مختلفة من البلاد وسئلها بشأن أعداد ضحاياها. نسبة الضحايا للألف أسرة كانت 5.5 في الألف قبل سقوط النظام البائد، أما اليوم، فهي 3. 13 في الألف.
وتزعم الدراسة أن عدد ضحايا العنف في البلاد تجاوز النصف مليون. الرقم في الحد الأدنى سيكون: 393 الفاً، وفي الحد الأعلى: 942 الفاً ، والمتوسط : 601 ألفا.
سارع الرئيس الأمريكي لرفض هذا الرقم، وقال أن الدراسة "تفتقد للمصداقية". وأكد أن الكثير من "الأبرياء فقدوا حياتهم في العراق". ولكنه لا يعرف الرقم الحقيقي بالضبط. العام الماضي زعم أنه في حدود 30 الفاً، وهو عدد يدل على رغبة صاحبه في تقديم أفضل صورة ممكنة لواقع في غاية الصعوبة والوحشية.
والدولة العراقية من جانبها كذلك رفضت نتيجة البحث الجديد: وأشتكى المتحدث باسم الدولة، السيد علي الدباغ أن "التقرير تجاوز النهج العلمي، ووصل لنتائج خاطئة" وأنه كتب بطريقة "لا علمية" وربما لدوافع سياسية.
وفي الولايات المتحدة كذلك، زعم البعض أن التقرير صدر في توقيت مقارب للانتخابات النصفية بهدف أضعاف مصداقية الحزب الحاكم. ورد العلماء الذين صنعوا التقرير بأنهم رغبوا في نشره الشهر الماضي، ولكن الوقت لم يكن كافياً للوصول للنتائج. الباحث الذي لعب دور الأسد في صياغة التقرير، د. جارفيلد، أشتكى من "العقلية التآمرية" التي تتوهم أن الأبحاث العلمية لها علاقة بالانتخابات.
أشكك في صحة أعداد الضحايا التي تقدمها الدولة العراقية اليوم. ولكن الخطأ هنا غير متعمد. فالدولة لا تعرف أعداد الضحايا كاملة. ما نسمعه من أرقام حالياً، مثلاً حوالي 2667 رحمهم الله جميعاً وأدخلهم رحاب جناته – خلال سبتمبر الماضي، هذا الرقم صحيح تماماً بالنسبة لبغداد العاصمة، ومدينة الصدر. ولكن أعداد ضحايا العنف في الجنوب، في مدن مثل العمارة أو الكوت، أو في مناطق في قلب البلاد، وغربها، مثل الانبار، وتكريت ، أو في مدن مضطربة مثل بعقوبة الحبيبة، لو أضفنا أعداد الضحايا في هذه المناطق، لزاد العدد كثيراً عما يزعمه الإعلام الرسمي للدولة اليوم.
في مايو، مطلع الصيف الماضي ، ذكر مسئول رفيع المستوى أن الوضع الأمني في البصرة قد تدهور، وأن أكثر من عشرين عراقياً يفقدون حياتهم فيها كل يوم. ولكن هذا الرقم لم يَضف للأرقام الرسمية. وهناك في العراق حوالي 80 مدينة متوسطة وصغيرة، والعنف الموجود في البصرة وبغداد يتواجد في غالبيتها كذلك.
أما دراسة اللانسيت، فنتيجتها أن 2،5 بالمائة من سكان العراق قد فقدوا أعمارهم منذ لحظة انهيار النظام، وبعض هؤلاء غادروا دار الفناء بسبب انهيار المؤسسات الصحية. يبدو لي أن الأرقام التي تقدمها الدراسة كذلك مبالغ بها. وعندنا في العراق ميل للمبالغة: وربما بعض من سألهم الموظفين قدموا معلومات مبالغ بها عن أعداد الضحايا.
ونتيجة الدراسة تؤكد على أن كماً لا يستهان به من العنف ، حوالي 30 %، تتحمل مسئوليته القوات الأمريكية. وهي في الواقع تتحمل أكثر من ذلك: فالكثير جداً من الأخطاء (وأزعم أن بعضها كان متعمداً) التي ارتكبتها تلك القوات في البداية ، هي التي أوصلت العراق الى الوضع الذي يعانيه اليوم.
ومع الأسف، توضح الدراسة أن غالبية العنف في العراق اليوم دوافعه طائفية محضة. وهكذا فالنتيجة هي بمثابة رسالة تحذير للجميع من مغبة السقوط في فخاخ الحوار والتفكير الطائفي، وخطورته على البلاد. هذه الأفكار المسمومة مع الأسف صار البعض من الجانبين يصدقونها، ويتم استخدامها لتبرير للعنف والقتل.
والحقيقة أن القضية هنا لا علاقة لها بالأعداد: فمقتل مواطن واحد فقط ظلماً بسبب الطائفية هو مما لا يجب التسامح معه. فما بالك بمئات الآلاف من الأفراد الأبرياء والمدنيين؟ .... انتهى
والسؤال : اذا كانت الحكومة العراقية غير قادرة على توفير الامن للعراقيين بالاضافة لعدم قدرتها على توفير الخدمات الضرورية لاي انسان على وجه الارض (الكهرباء ، الماء ، الدواء ...الخ) فما الداعي من بقاء حكومة لاتهتم للشعب المظلوم ؟!!!!!!!
اعداد الضحايا حسب التقارير الامريكية :
http://www.iraqbodycount.org/
أعداد الضحايا في العراق.
معرفة الأعداد الحقيقية للضحايا في العراق منذ لحظة انهيار النظام البائد مستحيل. فنظراً للمصالح السياسية المختلفة لهذه المجموعة وتلك، يتم تقليل أو رفع الأعداد، حسب ما تتطلبه الدعايات والفائدة السياسية التي يجنيها كل طرف.
البعث في ادبياته غالباً ما يرفع أعداد الضحايا ومن ثم يتحسر على الأمان والسلام وقلة أعداد الوفيات خلال الزمن البائد. أما من يدعمون المشروع الأمريكي، فسيزعمون أن أعداد الضحايا أقل بكثير مما يُقال، بل ولا تتجاوز البضعة آلاف.
وهكذا، فالضحية الذي يموت بسبب العنف والحرب والدمار يتم التضحية به ثانية، في ألعاب السياسة والإعلام.
ونشرت جريدة اللانسيت نتيجة بحث علمي قام به فريق تابع لجامعة جون هوبكنز – بالتعاون مع جامعة المستنصرية: الفريق قابل 2000 أٍسرة عراقية في مناطق مختلفة من البلاد وسئلها بشأن أعداد ضحاياها. نسبة الضحايا للألف أسرة كانت 5.5 في الألف قبل سقوط النظام البائد، أما اليوم، فهي 3. 13 في الألف.
وتزعم الدراسة أن عدد ضحايا العنف في البلاد تجاوز النصف مليون. الرقم في الحد الأدنى سيكون: 393 الفاً، وفي الحد الأعلى: 942 الفاً ، والمتوسط : 601 ألفا.
سارع الرئيس الأمريكي لرفض هذا الرقم، وقال أن الدراسة "تفتقد للمصداقية". وأكد أن الكثير من "الأبرياء فقدوا حياتهم في العراق". ولكنه لا يعرف الرقم الحقيقي بالضبط. العام الماضي زعم أنه في حدود 30 الفاً، وهو عدد يدل على رغبة صاحبه في تقديم أفضل صورة ممكنة لواقع في غاية الصعوبة والوحشية.
والدولة العراقية من جانبها كذلك رفضت نتيجة البحث الجديد: وأشتكى المتحدث باسم الدولة، السيد علي الدباغ أن "التقرير تجاوز النهج العلمي، ووصل لنتائج خاطئة" وأنه كتب بطريقة "لا علمية" وربما لدوافع سياسية.
وفي الولايات المتحدة كذلك، زعم البعض أن التقرير صدر في توقيت مقارب للانتخابات النصفية بهدف أضعاف مصداقية الحزب الحاكم. ورد العلماء الذين صنعوا التقرير بأنهم رغبوا في نشره الشهر الماضي، ولكن الوقت لم يكن كافياً للوصول للنتائج. الباحث الذي لعب دور الأسد في صياغة التقرير، د. جارفيلد، أشتكى من "العقلية التآمرية" التي تتوهم أن الأبحاث العلمية لها علاقة بالانتخابات.
أشكك في صحة أعداد الضحايا التي تقدمها الدولة العراقية اليوم. ولكن الخطأ هنا غير متعمد. فالدولة لا تعرف أعداد الضحايا كاملة. ما نسمعه من أرقام حالياً، مثلاً حوالي 2667 رحمهم الله جميعاً وأدخلهم رحاب جناته – خلال سبتمبر الماضي، هذا الرقم صحيح تماماً بالنسبة لبغداد العاصمة، ومدينة الصدر. ولكن أعداد ضحايا العنف في الجنوب، في مدن مثل العمارة أو الكوت، أو في مناطق في قلب البلاد، وغربها، مثل الانبار، وتكريت ، أو في مدن مضطربة مثل بعقوبة الحبيبة، لو أضفنا أعداد الضحايا في هذه المناطق، لزاد العدد كثيراً عما يزعمه الإعلام الرسمي للدولة اليوم.
في مايو، مطلع الصيف الماضي ، ذكر مسئول رفيع المستوى أن الوضع الأمني في البصرة قد تدهور، وأن أكثر من عشرين عراقياً يفقدون حياتهم فيها كل يوم. ولكن هذا الرقم لم يَضف للأرقام الرسمية. وهناك في العراق حوالي 80 مدينة متوسطة وصغيرة، والعنف الموجود في البصرة وبغداد يتواجد في غالبيتها كذلك.
أما دراسة اللانسيت، فنتيجتها أن 2،5 بالمائة من سكان العراق قد فقدوا أعمارهم منذ لحظة انهيار النظام، وبعض هؤلاء غادروا دار الفناء بسبب انهيار المؤسسات الصحية. يبدو لي أن الأرقام التي تقدمها الدراسة كذلك مبالغ بها. وعندنا في العراق ميل للمبالغة: وربما بعض من سألهم الموظفين قدموا معلومات مبالغ بها عن أعداد الضحايا.
ونتيجة الدراسة تؤكد على أن كماً لا يستهان به من العنف ، حوالي 30 %، تتحمل مسئوليته القوات الأمريكية. وهي في الواقع تتحمل أكثر من ذلك: فالكثير جداً من الأخطاء (وأزعم أن بعضها كان متعمداً) التي ارتكبتها تلك القوات في البداية ، هي التي أوصلت العراق الى الوضع الذي يعانيه اليوم.
ومع الأسف، توضح الدراسة أن غالبية العنف في العراق اليوم دوافعه طائفية محضة. وهكذا فالنتيجة هي بمثابة رسالة تحذير للجميع من مغبة السقوط في فخاخ الحوار والتفكير الطائفي، وخطورته على البلاد. هذه الأفكار المسمومة مع الأسف صار البعض من الجانبين يصدقونها، ويتم استخدامها لتبرير للعنف والقتل.
والحقيقة أن القضية هنا لا علاقة لها بالأعداد: فمقتل مواطن واحد فقط ظلماً بسبب الطائفية هو مما لا يجب التسامح معه. فما بالك بمئات الآلاف من الأفراد الأبرياء والمدنيين؟ .... انتهى
والسؤال : اذا كانت الحكومة العراقية غير قادرة على توفير الامن للعراقيين بالاضافة لعدم قدرتها على توفير الخدمات الضرورية لاي انسان على وجه الارض (الكهرباء ، الماء ، الدواء ...الخ) فما الداعي من بقاء حكومة لاتهتم للشعب المظلوم ؟!!!!!!!
اعداد الضحايا حسب التقارير الامريكية :
http://www.iraqbodycount.org/
تعليق