د. لخضر بن محمد
باحث تونسي مقيم في ايطاليا
qqe@hotmail.it
إن المتتبع لحال الحكومات العربية التي قامت على أسس دينية منذ البعثة المشرفة إلى يومنا هذا يجد أن الدولة الفاطمية هي الوحيدة التي تصلح للقيام كوحدة سياسية في شمال افريقيا حتى أن بعض السياسيين والقادة في عالمنا العربي قد أثاروا
فكرة إعادة بناء أنقاض الدولة العبيدية (الفاطمية) وفي مقدمتهم الزعيم الليبي معمر القذافي .
فإذا تصفحنا التاريخ ونظرنا إلى بداية فتح افريقيا على يد داهية العرب عمرو بن العاص وجيشه كان فتح مصر بمثابة فتح جبهة جديدة للحروب الطائفية والثورات فلم تك تخمد ثورة الا واتبعتها ثورة اخرى حتى قتل عثمان على يد رعاع مصر كما تشير الروايات التاريخية ثم بعد ذلك ظهرت فتنة الخوارج مع قيام عبدالرحمن الداخل بغزو البربر
وفشل أيضا حكم الخوارج في تثبيت أركان الدولة الإسلامية وأما المماليك فقد كان دفاعهم الخارجي أقوى من الداخلي
فعندما قاتل المماليك المغول ببسالة ركزوا نظرهم على الخارج ولم يهتموا بما يعد لهم داخل البلاد فواجهوا عدة مشاكل أسهمت في سقوط الدولة المملوكية وحتى حكم صلاح الدين اللذي يعتبره الكثيرون نصرا للمسلمين فقد كانت سلبياته اكثر من إيجابياته حيث احرق صلاح الدين كتب الجامع الأزهر بحجة انها تابعه للروافض ولكن مكتبة الأزهر كانت تعد منارة للعلم فقد هدم صلاح الدين مابناه الفاطميين بحجة الإنتصار للعقيدة .
اما في تاريخنا المعاصر فهناك تنظيمين اساسيين للحكم السني اما الأول فهو السلفي (الوهابي) والذي اسسه محمد بن عبدالوهاب بتحالفه مع محمد بن سعود وكانت سياسته عنيفه جدا مع مخالفيه فواجهه مخالفوه بنفس الحدة والعنف فنجد اتباعه اليوم يفجرون انفسهم في الأبرياء في المغرب العربي بحجة كفر الأنظمة الحاكمة حتى احفاد ابن سعود أنفسهم واجهوا المشاكل من هذا الفكر المتشدد واما التنظيم الثاني فهو الإخوان المسلمين او المفسدين كما يسميهم المعارضون منذ قيام هذا التنظيم وهو في صدام مع الحالة العربية والحكم فتجد اسوأ نعوت التكفير للمجتمع في كتب سيد قطب والتواري خلف الدعوة في كتب البنا حتى وجدنا دعوة إلى حل الحزب في هذه الأيام من بعض المنشقين عن الحزب وافكاره ولايستغرب ان يكون الظواهري احد من تربوا على شعارات الإخوان والسلف في آن واحد .
اننا في أمس الحاجة إلى قيام حكم قائم على اساس فكري وحضاري قبل أن يكون ديني كحكم الفاطميين في مصر الذي لم يجبر السكان على اعتناق مذهبه بالغصب فبقيت دول شمال افريقيا على سنيتها
لفتة اخيرة : يقول الفيلسوف والروائي الروسي ليو تولستوي (المفكرون الأحرار هم أولئك المستعدين لاستعمال عقولهم بدون حكم مسبق، وبدون خوف، لفهم الأِشياء التي تتعارض مع ما يؤمنون به)
منقووول
باحث تونسي مقيم في ايطاليا
qqe@hotmail.it
إن المتتبع لحال الحكومات العربية التي قامت على أسس دينية منذ البعثة المشرفة إلى يومنا هذا يجد أن الدولة الفاطمية هي الوحيدة التي تصلح للقيام كوحدة سياسية في شمال افريقيا حتى أن بعض السياسيين والقادة في عالمنا العربي قد أثاروا
فكرة إعادة بناء أنقاض الدولة العبيدية (الفاطمية) وفي مقدمتهم الزعيم الليبي معمر القذافي .
فإذا تصفحنا التاريخ ونظرنا إلى بداية فتح افريقيا على يد داهية العرب عمرو بن العاص وجيشه كان فتح مصر بمثابة فتح جبهة جديدة للحروب الطائفية والثورات فلم تك تخمد ثورة الا واتبعتها ثورة اخرى حتى قتل عثمان على يد رعاع مصر كما تشير الروايات التاريخية ثم بعد ذلك ظهرت فتنة الخوارج مع قيام عبدالرحمن الداخل بغزو البربر
وفشل أيضا حكم الخوارج في تثبيت أركان الدولة الإسلامية وأما المماليك فقد كان دفاعهم الخارجي أقوى من الداخلي
فعندما قاتل المماليك المغول ببسالة ركزوا نظرهم على الخارج ولم يهتموا بما يعد لهم داخل البلاد فواجهوا عدة مشاكل أسهمت في سقوط الدولة المملوكية وحتى حكم صلاح الدين اللذي يعتبره الكثيرون نصرا للمسلمين فقد كانت سلبياته اكثر من إيجابياته حيث احرق صلاح الدين كتب الجامع الأزهر بحجة انها تابعه للروافض ولكن مكتبة الأزهر كانت تعد منارة للعلم فقد هدم صلاح الدين مابناه الفاطميين بحجة الإنتصار للعقيدة .
اما في تاريخنا المعاصر فهناك تنظيمين اساسيين للحكم السني اما الأول فهو السلفي (الوهابي) والذي اسسه محمد بن عبدالوهاب بتحالفه مع محمد بن سعود وكانت سياسته عنيفه جدا مع مخالفيه فواجهه مخالفوه بنفس الحدة والعنف فنجد اتباعه اليوم يفجرون انفسهم في الأبرياء في المغرب العربي بحجة كفر الأنظمة الحاكمة حتى احفاد ابن سعود أنفسهم واجهوا المشاكل من هذا الفكر المتشدد واما التنظيم الثاني فهو الإخوان المسلمين او المفسدين كما يسميهم المعارضون منذ قيام هذا التنظيم وهو في صدام مع الحالة العربية والحكم فتجد اسوأ نعوت التكفير للمجتمع في كتب سيد قطب والتواري خلف الدعوة في كتب البنا حتى وجدنا دعوة إلى حل الحزب في هذه الأيام من بعض المنشقين عن الحزب وافكاره ولايستغرب ان يكون الظواهري احد من تربوا على شعارات الإخوان والسلف في آن واحد .
اننا في أمس الحاجة إلى قيام حكم قائم على اساس فكري وحضاري قبل أن يكون ديني كحكم الفاطميين في مصر الذي لم يجبر السكان على اعتناق مذهبه بالغصب فبقيت دول شمال افريقيا على سنيتها
لفتة اخيرة : يقول الفيلسوف والروائي الروسي ليو تولستوي (المفكرون الأحرار هم أولئك المستعدين لاستعمال عقولهم بدون حكم مسبق، وبدون خوف، لفهم الأِشياء التي تتعارض مع ما يؤمنون به)
منقووول
تعليق