تويت
نناقش بكلمات قليلة ... (الخلافة بعد رسول الله(ص))
نناقش بكلمات قليلة ... (الخلافة بعد رسول الله(ص))
نحاول بكلمات قليلة ولكنها ذات معنى أن نوصل رسالتنا لمن يخالفنا الرأي سائلين المولى عزوجل أن يوفقنا إلى إيصال رسالة الحق ...
إن خلاف الشيعة مع الفرق الإسلامية الأخرى حول قضية الخلافة بعد رسول الله (ص) هو خلاف جوهري ، فعلماء السنة يعتقدون بل ويؤمنون أن الخلافة كانت شورى ، أي أن رسول الله (ص) رحل عن الدنيا ، وتركها بدون وصية ، بدون أن ينص على ولي عهد ، على خليفة من بعده ، على وصي ، ليكمل مشوار النبوة ، والرسالة ، ويحافظ على الدين من الضياع ...
بينما الشيعة تؤمن بأن رسول الله (ص) لم يرحل إلاّ بتمام الدين وكماله ، ومن كمال الدين وتمامه بنص القرآن الكريم (( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي )) ، هو إبلاغ الرسول (ص) بقضية الولاية ، والخليفة من بعده ... أي تؤمن الشيعة بوجود خليفة منصوص عليه بإشارات القرآن ، وبالتعيين الذي حدث في غدير خم ، وإثباتات أخرى كثيرة من كتب التاريخ والسنة ...
الرسالة القصيرة تقول : كيف يمكن ترك الناس للشورى ؟؟!!
إذا كان الخليفة الأول ، والخليفة الثاني ، والخليفة الثالث ، لم يتركوا الناس للشورى ، بل عيّن الأول الثاني ، وعيّن الثاني ستة أشخاص وترك للناس حرية إختيار واحد من الستة ، بحجة الخوف من إنقسام الأمة ، وإنفلات الأمة ، وضياعها ، وهي طرية العود بالدين ، والمؤامرات تحاط بها من قبل الروم والفرس وعملائهم ، فكيف غابت عن رسول الله (ص) هذه المسألة وهو الرسول الذي لا ينطق عن الهوى بنص القرآن وبإيمان الجميع؟؟!!
ثم من الفطرة والبداهة أنّ أي شخص سيسافر عن بيته ، ألا يجب أن يوصي أخوه أو زوجته أو ابن عمه أو حتى جاره على بيته وأهله وعياله ؟؟!! المدير أو الرئيس أو الملك الذي سيسافر ليوم واحد يعين قائماً أو نائباً مكانه !!! معظم الرؤساء والملوك يعينون خليفة لهم أو نائباً لهم أو ولي عهد حتى يستمر النظام متماسكاً مستقراً !!! منذ قدم التاريخ !!! الشخص إذا أراد أن يغادر دكانه لخمس دقائق سيذهب ، أجلكم الله إلى الحمام لقضاء الحاجة ، يوصي إبنه أو العامل لديه برعاية الدكان !!!
فكيف بمن سيسافر عن الدنيا سفرة طويلة إلى دار الآخرة ، كيف يترك أهل الدنيا ، وأهل الإسلام عرضة للتمزق والخلافات ؟؟!! وهو نبي الرحمة ، ونبي الأمة ، وقائدها ، وموحدها ، والله يأمر بالوحدة والتكاتف !!! فكيف يترك الله عزوجل الناس بدون راعي ، بدون إمام حق ، هكذا هملاً ، وكيف سيكون لله الحجة على خلقه يوم القيامة ؟؟!!
ثم كيف أن الخليفة الأول والثاني والثالث ، آمنوا بتعيين ولي العهد وهم من آمنوا بمبدأ الشورى ، وروجوا له ، فكيف ينقضونه بحجة الخوف على الأمة ، فهل يعني أنهم أكثر غيرة وخوف على الدين من رسول الله (ص) ؟؟!! وإذا كانت قد غابت الفكرة عن رسول الله (ص) ، فكيف ستغيب عن الله عزوجل الرحيم الودود الرؤوف ؟؟!!
ثم أن الشيعة يؤمنون أصلاً بمبدأ وجود ولي عهد ، وخليفة منصوص مسبقاً عليه بالقرآن والتعيين ونصوص الأحاديث ، إذن هل هم مخطئون عندما يحتجون على نظام الشورى ؟؟!! وهذا المبدأ أثبت عدم فاعليته بالنسبة للخلفاء الثلاثة ، ونفذوا عكسه ، وإذا كان مبدأ الشورى في الحكم صحيحاُ لماذا لم يطبقه جميع من أسموا أنفسهم بالخلفاء من الخليفة الأول حتى آخر الخلفاء العثمانيين أي قبل 94 سنة ...
تحياتي ،
بدرالزمان
تعليق