إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

اليتيم

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اليتيم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم


    اليتيم


    يُقال أن الإنسان معروف بتطلعاته وطموحه فتراه دوماً يحلم ويحلم ويعيش في دائرة الخيال وينسج في عقله بيوتاُ من الآمال مرةً تعانق الحقيقة ومرة تكون كبيوت العنكبوت تمزقها أيادي الظروف والأقدار .
    ويقال أن أحلام الأطفال وأمانيهم وتطلعاتهم أوسع دوائر عالم الأماني والخيال ..هكذا كان أحمد ذلك الطفل الذي أبصر النور وهو فاقد لأهم متطلبات الطفولة ، والمعين الأول في تطلعاته .
    لقد توفي والده وبقيَّ يعيش مع أمِّ مسكينة لاحول لها وقوة ، وبيت تتلاعب به قطرات المطر الندية وتراقصه الرياح التي لا تقوى على زحزحة ريشة عصفور .
    هكذا كان بيته ، لقد تعوّدَ على أن يكون قميصه هجيناً من رقاعٍ شتى تتوسطه أزرار من خوص النخيل ولا يعرف فلسفة الحافي والمنتعل .
    وكلما يحلم يجد رجل المرور شاهراً بوجهه لافتةً كُتب فيها (( ممنوع المرور الى عالم الأماني )) لقد تيقن أن الطموح بالنسبة له من الكبائر وعليه اجتنابه .
    شيئاً فشيئاً حتى وجد نفسه في مستنقع لا يحتمل أن يحبس أحلامه فهاهي حياة المدرسة يدخلها ليرى فيها عالماً غريب .
    عالم التفاخر بالنسب واستعراض الملابس ، ماذا بفعل وهو يرى التلاميذ من حوله هذا ابن فلان التاجر وهذا يلبس خيرة الثياب وهذا يجلب معه أفخر الأطعمة ، بهذه الأمور وغيرها جعلت أحمد يعيش في عالم الأمنية .
    وأصبح طريق المدرسة ممراً الى عالم مجهول لا يسمح لأحمد وأمثاله أن حلموا ولا يسمح لأمِّ أحمد أن تحلم بولدها .
    ماذا يفعل ذلك المسكين سوى الوقوف أمام تاجر الملابس لرؤية ثوباً جميلاً يتخيل انه ملكه ليفاخر به زملائه في المدرسة فتراه يذهب الى أمه هاتفاً .. أماه .. أماه لقد رأيت ثوباً جميلاً ذا أكمام صفراء تتراقص من أشعة الشمس الذهبية وأزرار فضية كأنها قبسات من أنوار القمر .. اشتريه لي يا أماه .. أُقبِّل قدميك .. أقبل قدميك .
    وتنخنق الأمُّ بعبرات العجز فهي ليس لها سوى هذا الطفل الذي تأمل أن يكبر ويعينها على دهرها .
    فتوعدته بشرائه عندما ينجح لهذا أخذ أحمد يجد في دروسه لتحقيق حلمه .
    وجعل من محل التاجر مزاراً يومياً ليشاهد ثوبه الموعود كأنه يصرخ بوجه التاجر إنه ثوبي لا تبعه لأحد .. إنه ثوبي ثوبي .
    أما الأم فدأبت بالعمل لجمع ثمن الثوب فمرة تعمل بجني الثمار ومرة ببيع الحطب حتى حان الموعد وجاء أحمد مسرعاً لأمه .. أمامه .. أماه لقد نجحت .. نجحت وأريد ثوبي الجميل هيا أيتها العالية هاتي ثمنه هيا .. هيا .. ولعل رحاب الأرض وسعة السماء لم تسع أحمد عندما أخرجت له أمه صرّتها وأفرغت ما فيها من مالٍ جمعته لولدها الوحيد .
    خطف أحمد المال من يد أمه وراح يسابق الريح ويركض بين الأزقة والشوارع حتى بان له من بعيد ثوبه الجميل ولم يبق بينه وبين حلمه سوى شارع واحد فأخذ يصرخ أيها الثوب الجميل مهلاً ما هي إلا لحيظات وأسكنك وأباهي بك زملائي لقد وصلتك أيها العزيز .
    لكن القدر كان يتربص به عندما نسيَّ نفسه ولم يذكر ان للشارع نظام وان للمرور إشارات فعبر مسرعاً وإذا هو يتدحرج تحت عجلات سيارة مسرعة تحول بينه وبين حلمه ، لقد مات أحمد وهو يرتدي ثوباً أحمراً من الدماء ومات ومعه حلمه ومات ومعه حلم أمٍّ ضعيفةٍ لا حول لها ولا قوة .


    بقلم جاسم الناصري

  • #2
    يعطيكم العافية

    تعليق


    • #3
      اللهم صل على محمد وآل محمد

      تعليق


      • #4
        بسم الله الرحمن الرحيم

        اللهم صل على محمد وال محمد

        قصه مؤثره وحزينه تحكي عن مرارة الفقر والحرمان واليتم

        اخي ممكن تجاوبني اذا كانت هذه القصه حقيقه او لا؟

        تعليق


        • #5
          المنادي بالضلع

          شكرا للمرور المعطر

          القصة خيالية وليس واقعية تعبر عن واقع عراقي مرّ بهذه التجارب وهي أقرب للحقيقة

          أجمل التحايا

          تعليق

          المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
          حفظ-تلقائي
          x

          رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

          صورة التسجيل تحديث الصورة

          اقرأ في منتديات يا حسين

          تقليص

          لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

          يعمل...
          X