لا الشعرُ يجديني ولا الكلماتُ = وبمهجتي تتوقدُ الزفراتُ
ولرُبَ ناشئةَ الكلام لوحدها = لا ترتجى إن دنست حُرماتُ
كم حُرمةً قدْ هُتِكّتْ أستارها = ولَكمْ تولع بالدماءِ جُنــاةُ
وجرائمٌ كانت ولو اعددتُها = خَلُصَ المدادُ وقبله الصفحاتُ
هي أمةُ لم ترتقي كخواتها = بل عندها تتعاقبُ الازماتُ
عافت مسالكَ رُشدها وتنكبت = حتى خلت من ريعها البركاتُ
عصفت بآل المصطفى احقادُها = وبقتلهمْ وَرِثَ الطغاةَ طُغاةُ
مابين مقتول ومسموم الحشا = وديارهم قَفرٌ بها العرصاتُ
واذا مضى ذاك الزمانُ بأهلهِ = فبنا تعودُ بمثله السنواتُ
في عيشهم بالامسِ شنوها لهمْ= واليوم شنوها وهم أمواتُ
فانظُرْ الى ارض البقيعِ لكي ترى = هذا الدليلَ يعمُهُ الإثباتُ
وكذاك في ارض العراق جريمةٌ =قد أُطبقتْ بوقوعها الكرباتُ
للعسكري مآتمٌ نُصِبَتْ هنا = وتجددت بمصابه العبراتُ
كنا اذا اشتقنا اليه نزورهُ =منا تعانقُ قبرهَ القبلاتُ
ونمُدُ أيدينا الى شباكه = كيما نعودُ وملئهُا الخيراتُ
فاليومَ لاوصلٌ الى مانبتغي = ملئت منافذَ دربنا العثراتُ
انظر لقبته الشريفةِ هُدمت = فبكت لوقع مقامها الايات
وانظر الى ذاك الضريح مُضمخٌ =وبنزفه تتضمخُ الصلواتُ
هذا إمام الكون في ملكوته = زانت به دون الانام صفاتُ
هو آية التوحيد في اسراره = ورحابُ قدس الله والرحماتُ
كم آية اجرت يداه كريمة = نشأت بها في المكرمات ذواتُ
ما ضمه قبرٌ وليس بميّتٍ =هو للخلودِ السرمدي حياة ُ
هدمتوا ذاك البناء ولم يزل = بقلوبنا تعلوا له اللبناتُ
لكن ما يهب القلوب مرارة = البعضُ بات ضميره الاسكاتُ
عامٌ يجيئُ وآخرٌ هو منقضي = وبكل عام تُرفعُ الاصواتُ
ان سوف يبنون الضريح بزعمهم =فاذا بنا قد طالت السنوات
الشاعر عمار جبار خضير
تعليق