بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين النبي الامي العربي القريشي الهاشمي وعلى اهل بيته الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
كما لاحظت ان اكثر مواضيع الاخوة السنة الموجودين في المنتدى يتكلمون عن العصمة وطرح شبهات حولها ما ان نجيب على اسئلة الاول حتى يأتي الثاني ويفتح موضوع عن العصمة بعنوان مختلف
ولهذا اردت ان اجري بعض البحث في كتبنا ومن اقوال علمائنا الكرام ومن الروايات والايات القرانية التي تتكلم على العصمة بالدليل النقلي والعقلي لمن اراد ان يناقش بعقله لا بعواطفه
بالله تعالى نستعين
اولا نورد بعض اقوال علمائنا عن العصمة
1 - قال الشيخ المفيد قدس سره : ( إنّ الذي أذهب إليه في هذا الباب إنّه لا يقع من الاَنبياء عليهم السلام ذنب بترك واجب مفترض ولا يجوز عليهم خطأ في ذلك ولا سهو يوقعهم فيه ، وإن جاز منهم ترك نفل ومندوب إليه على غير القصد والتعمد ، ومتى وقع ذلك منهم عوجلوا بالتنبيه عليه فيزولون عنه في أسرع مدة وأقرب زمان ، فأما نبينا صلى الله عليه وآله وسلم خاصة والاَئمة من ذريته عليهم السلام فلم يقع منهم صغيرة بعد النبوة والاِمامة ، من ترك واجب ، ولا مندوب إليه ، لفضلهم على من تقدّمهم من الحجج عليهم السلام ، وقد نطق القرآن بذلك ،وقامت الدلائل منه ومن غيره على ذلك للاَئمة من ذريته عليهم السلام )
2 - السيد المرتضى علم الهدى رضي الله عنه : وعندما يذكر السيد المرتضى علم الهدى ما يحتج به على صواب جميع ماانفردت به الاِمامية ، أو شاركت فيه غيرها من الفقهاء ، يذكر اجماعها على ذلك الامر ، ثمّ يبيّن سبب حجيّة ذلك الاجماع بقوله : ( إنّما قلنا ان اجماعهم حجة لان في اجماع الامامية قول الاِمام الذي دلت العقول على ان كلّ زمان لا يخلو منه ، وانه معصوم لا يجوز عليه الخطأ في قولٍ ، ولا فعل )
3 - الشيخ الطوسي شيخ الطائفة قدس سره : قال ردّاً لحديث ذي الشمالين في سهو النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( وهذا ممّا تمتنع العقول منه ) وقال في « الاستبصار » : ( وذلك مما تمنع منه الاَدلة القاطعة في انّه لايجوز عليه السهو والغلط )
4 - الخواجه نصير الدين الطوسي رضي الله عنه : ( ويجب في النبي العصمة ليحصل الوثوق فيحصل الغرض.
ثم أضاف قدس سره ـ : وكمال العقل والذكاء والفطنة وقوة الرأي وعدم السهو ، وكلّما ينفّر عنه ، من دنائة الآباء ، وعهر الامهات ، والفظاظة والغلظة ، والاُبنة وشبهها ، نحو الاَكل على الطريق وشبهه ) ثم قال قدس سره في عصمة الاِمام : ( وامتناع التسلسل يوجب عصمته ، ولاَنّه حافظ للشرع ، لوجوب الانكار عليه لو أقدم على المعصية فيضاد امر الطاعة ، ويفوت الغرض من نصبه ، ولانحطاط درجته عن أقل العوام
5 - وقال العلاّمة المجلسي صاحب البحار قدس سره : ( اعتقادنا في الاَنبياء والرسل والاَئمة ، والملائكة عليهم السلام أنهم معصومون ، مطهّرون من كلِّ دنس ، وانّهم لايذنبون ذنباً صغيراً ولا كبيراً ، ولا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون.
ومن نفى عنهم العصمة في شيء من أحوالهم فقد جهلهم ، واعتقادنا فيهم انّهم موصوفون بالكمال والتمام والعلم من أوائل أمورهم الى أواخرها ، لا يوصفون في شيء من أحوالهم بنقص ولا جهل )
ثانيا - العصمة في الغضب والرضا :
لو قيل : إنّه بشر يتكلّم في الغضب والرضى ، فكيف يكون في كلِّ ذلك معصوماً ؟ !!
فإنّه يقال : إنّ القرآن قد صرَّح به وبيّن الفرق فقال تعالى آمراً رسوله
أن يقول للناس من أنّه بشر مثله : ( قُلْ إنّما انا بشرٌ مثلكم ) ، لكن الفارق قد ذكره تعالى أيضاً بعد أمره بقوله هذا إذ قال تعالى : ( قل إنّما أنا بشرٌ مثلكم يوحى إليَّ ) فالوحي الالهي له مكانه الخاص به ، وبهذا افترق هذا البشر عن غيره ، إذ قال تعالى : ( الله أعلم حيث يجعل رسالته ) وبيّن طاقة هذا البشر بقوله تعالى : ( لو أنزلنا هذا القرآن على جبلٍ لرأيته خاشعاً متصدِّعاً من خشية الله )
ولذا وردت الرواية على لسان عبدالله بن عمرو بن العاص أنه قال : ( كنت أكتب كلّ شيء اسمعه من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أريد حفظه ، فنهتني قريش وقالوا : تكتب كلّ شيء سمعته من رسول الله ، ورسول الله بشر يتكلّم في الغضب والرضى ؟ ! فأمسكت عن الكتابة.
فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فأومأ باصبعه إلى فيه ، وقال اكتب فو الذي نفسي بيده ، ما يخرج منه إلاّ حق )
سنن ابي داود 3 : 342. وانظر أيضا : مسند أحمد بن حنبل 2 : 215 عن طريقين. المستدرك على الصحيحين 3 : 528
ثالثه - أدلّة العصمة من السُنّة :
في أحاديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والاَئمة الاَطهار من أهل البيت عليهم السلام طائفة كبيرة من النصوص التي تدل دلالة صريحة على عصمة الاَنبياء والاَئمة عليهم السلام انتخبنا منها هذه المجموعة :
عن تفسير الصافي عن الصادقين عليهما السلام : « إنّ أيوب عليه السلام أُبتلي بغير ذنب سبع سنين ، وانّ الاَنبياء معصومون لا يذنبون ، ولا يزيغون ، ولا يرتكبون ذنباً صغيراً ، ولا كبيراً
وقال الاِمام الصادق عليه السلام : « نحن خزّان علم الله ، نحن تراجمة أمر الله ، نحن قوم معصومون ، أمر الله تبارك وتعالى بطاعتنا ، ونهى عن معصيتنا ، نحن الحجة البالغة على من دون السماء وفوق الاَرض
وعن الاِمام الرضا عليه السلام : « إنّ الله يقول في كتابه ( ولو ردّوه إلى الله وإلى الرسول وإلى أولي الاَمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ) يعني آل محمد عليهم السلام وهم الذين يستنبطون منهم القرآن ، ويعرفون الحلال والحرام ، وهم الحجة لله على خلقه قال الاِمام علي عليه السلام وقد جعل الله للعلم أهلاً وفرض على اد طاعتهم بقوله : ( اطيعوا الله واطيعوا الرسول وأولي الاَمر منكم ) ، وبقوله : ( ولو ردّوه إلى الله وإلى الرسول وإلى أولي الاَمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ) ، وبقوله : ( اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ) ، وبقوله : ( وما يعلم تأويله إلاّ الله والراسخون في العلم ) ، وبقوله : ( واتوا البيوت من أبوابها ) والبيوت هي بيوت العلم الذي استودعته الانبياء ، وأبوابها أوصياؤهم ، فكل عمل من أعمال الخير يجري على غير أيدي أهل الاصطفاء وعهودهم وحدودهم وشرايعهم وسننهم ومعالم دينهم مردود غير مقبول ، وأهله بمحلِّ كفر ، وان شملتهم صفة الاِيمان.
إلى أن قال عليه السلام : ثم ان الله جلَّ ذكره لسعة رحمته ورأفته بخلقه وعلمه بما يحدثه المبدّلون من تغيير كتابه قسّم كلامه ثلاثة أقسام فجعل قسماً منه يعرفه العالم والجاهل ، وقسماً لا يعرفه إلاّ من صفا ذهنه ولطف حسه ، وصحّ تمييزه ممّن شرح الله صدره للاسلام. وقسماً لا يعرفه إلاّ الله وامناؤه والراسخون في العلم ، وإنّما فعل الله ذلك لئلاّ يدعي أهل الباطل من المستولين على ميراث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من علم الكتاب ما لم يجعله الله لهم.
وليقودهم الاضطرار إلى الائتمار لمن ولاه الله أمرهم فاستكبروا عن طاعته
العصمة اصطلاحاً :
عرّف الشيخ المفيد العصمة في الاصطلاح الشرعي بأنّها : ( لطفٌ يفعلُهُ اللهُ تعالى بالمكلّف ، بحيث تمنع منه وقوع المعصية ، وترك الطاعة ، مع قدرته عليهما )
ومِنْ هنا قالوا بانّهُ : ( ليس معنى العصمة انّ الله يجبُرهُ على ترك المعصية ، بل يفعل به ألطافاً ، يترك معها المعصية ، باختياره ، مع قدرته عليها )
والعصمة : تفضّل من الله تعالى على من علم انّه يتمسك بعصمته ، والاعتصام فعل المعتصم.
وليست العصمة مانعةً من القدرة على القبيح ، ولا مضطرة للمعصوم إلى الحسن ، ولا مُلجئةً له إليه ؛ بل هي الشيء الذي يعلم الله تعالى إنّه اذا فَعَلهُ بعبدٍ من عبيده ، لم يُؤثِر معه معصيةً له.
وليس كلُّ الخلق يُعْلَمُ هذا من حاله ، بل المعلوم منهم ذلك هم الصّفوة والاخيار ، قال الله تعالى : ( إنّ الّذين سبقتْ لهم منّا الحسنى )
العصمة لغةً :
عَصَمَ ، يعصم من باب ضَرَبَ : حَفَظَ ووقى
فالعصمة في كلام العرب : معناها المنع
والعاصم : المانع الحامي
وصلى الله على محمد وال محمد
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين النبي الامي العربي القريشي الهاشمي وعلى اهل بيته الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
كما لاحظت ان اكثر مواضيع الاخوة السنة الموجودين في المنتدى يتكلمون عن العصمة وطرح شبهات حولها ما ان نجيب على اسئلة الاول حتى يأتي الثاني ويفتح موضوع عن العصمة بعنوان مختلف
ولهذا اردت ان اجري بعض البحث في كتبنا ومن اقوال علمائنا الكرام ومن الروايات والايات القرانية التي تتكلم على العصمة بالدليل النقلي والعقلي لمن اراد ان يناقش بعقله لا بعواطفه
بالله تعالى نستعين
اولا نورد بعض اقوال علمائنا عن العصمة
1 - قال الشيخ المفيد قدس سره : ( إنّ الذي أذهب إليه في هذا الباب إنّه لا يقع من الاَنبياء عليهم السلام ذنب بترك واجب مفترض ولا يجوز عليهم خطأ في ذلك ولا سهو يوقعهم فيه ، وإن جاز منهم ترك نفل ومندوب إليه على غير القصد والتعمد ، ومتى وقع ذلك منهم عوجلوا بالتنبيه عليه فيزولون عنه في أسرع مدة وأقرب زمان ، فأما نبينا صلى الله عليه وآله وسلم خاصة والاَئمة من ذريته عليهم السلام فلم يقع منهم صغيرة بعد النبوة والاِمامة ، من ترك واجب ، ولا مندوب إليه ، لفضلهم على من تقدّمهم من الحجج عليهم السلام ، وقد نطق القرآن بذلك ،وقامت الدلائل منه ومن غيره على ذلك للاَئمة من ذريته عليهم السلام )
2 - السيد المرتضى علم الهدى رضي الله عنه : وعندما يذكر السيد المرتضى علم الهدى ما يحتج به على صواب جميع ماانفردت به الاِمامية ، أو شاركت فيه غيرها من الفقهاء ، يذكر اجماعها على ذلك الامر ، ثمّ يبيّن سبب حجيّة ذلك الاجماع بقوله : ( إنّما قلنا ان اجماعهم حجة لان في اجماع الامامية قول الاِمام الذي دلت العقول على ان كلّ زمان لا يخلو منه ، وانه معصوم لا يجوز عليه الخطأ في قولٍ ، ولا فعل )
3 - الشيخ الطوسي شيخ الطائفة قدس سره : قال ردّاً لحديث ذي الشمالين في سهو النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( وهذا ممّا تمتنع العقول منه ) وقال في « الاستبصار » : ( وذلك مما تمنع منه الاَدلة القاطعة في انّه لايجوز عليه السهو والغلط )
4 - الخواجه نصير الدين الطوسي رضي الله عنه : ( ويجب في النبي العصمة ليحصل الوثوق فيحصل الغرض.
ثم أضاف قدس سره ـ : وكمال العقل والذكاء والفطنة وقوة الرأي وعدم السهو ، وكلّما ينفّر عنه ، من دنائة الآباء ، وعهر الامهات ، والفظاظة والغلظة ، والاُبنة وشبهها ، نحو الاَكل على الطريق وشبهه ) ثم قال قدس سره في عصمة الاِمام : ( وامتناع التسلسل يوجب عصمته ، ولاَنّه حافظ للشرع ، لوجوب الانكار عليه لو أقدم على المعصية فيضاد امر الطاعة ، ويفوت الغرض من نصبه ، ولانحطاط درجته عن أقل العوام
5 - وقال العلاّمة المجلسي صاحب البحار قدس سره : ( اعتقادنا في الاَنبياء والرسل والاَئمة ، والملائكة عليهم السلام أنهم معصومون ، مطهّرون من كلِّ دنس ، وانّهم لايذنبون ذنباً صغيراً ولا كبيراً ، ولا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون.

ثانيا - العصمة في الغضب والرضا :
لو قيل : إنّه بشر يتكلّم في الغضب والرضى ، فكيف يكون في كلِّ ذلك معصوماً ؟ !!
فإنّه يقال : إنّ القرآن قد صرَّح به وبيّن الفرق فقال تعالى آمراً رسوله
أن يقول للناس من أنّه بشر مثله : ( قُلْ إنّما انا بشرٌ مثلكم ) ، لكن الفارق قد ذكره تعالى أيضاً بعد أمره بقوله هذا إذ قال تعالى : ( قل إنّما أنا بشرٌ مثلكم يوحى إليَّ ) فالوحي الالهي له مكانه الخاص به ، وبهذا افترق هذا البشر عن غيره ، إذ قال تعالى : ( الله أعلم حيث يجعل رسالته ) وبيّن طاقة هذا البشر بقوله تعالى : ( لو أنزلنا هذا القرآن على جبلٍ لرأيته خاشعاً متصدِّعاً من خشية الله )
ولذا وردت الرواية على لسان عبدالله بن عمرو بن العاص أنه قال : ( كنت أكتب كلّ شيء اسمعه من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أريد حفظه ، فنهتني قريش وقالوا : تكتب كلّ شيء سمعته من رسول الله ، ورسول الله بشر يتكلّم في الغضب والرضى ؟ ! فأمسكت عن الكتابة.
فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فأومأ باصبعه إلى فيه ، وقال اكتب فو الذي نفسي بيده ، ما يخرج منه إلاّ حق )
سنن ابي داود 3 : 342. وانظر أيضا : مسند أحمد بن حنبل 2 : 215 عن طريقين. المستدرك على الصحيحين 3 : 528
ثالثه - أدلّة العصمة من السُنّة :
في أحاديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والاَئمة الاَطهار من أهل البيت عليهم السلام طائفة كبيرة من النصوص التي تدل دلالة صريحة على عصمة الاَنبياء والاَئمة عليهم السلام انتخبنا منها هذه المجموعة :
عن تفسير الصافي عن الصادقين عليهما السلام : « إنّ أيوب عليه السلام أُبتلي بغير ذنب سبع سنين ، وانّ الاَنبياء معصومون لا يذنبون ، ولا يزيغون ، ولا يرتكبون ذنباً صغيراً ، ولا كبيراً
وقال الاِمام الصادق عليه السلام : « نحن خزّان علم الله ، نحن تراجمة أمر الله ، نحن قوم معصومون ، أمر الله تبارك وتعالى بطاعتنا ، ونهى عن معصيتنا ، نحن الحجة البالغة على من دون السماء وفوق الاَرض
وعن الاِمام الرضا عليه السلام : « إنّ الله يقول في كتابه ( ولو ردّوه إلى الله وإلى الرسول وإلى أولي الاَمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ) يعني آل محمد عليهم السلام وهم الذين يستنبطون منهم القرآن ، ويعرفون الحلال والحرام ، وهم الحجة لله على خلقه قال الاِمام علي عليه السلام وقد جعل الله للعلم أهلاً وفرض على اد طاعتهم بقوله : ( اطيعوا الله واطيعوا الرسول وأولي الاَمر منكم ) ، وبقوله : ( ولو ردّوه إلى الله وإلى الرسول وإلى أولي الاَمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ) ، وبقوله : ( اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ) ، وبقوله : ( وما يعلم تأويله إلاّ الله والراسخون في العلم ) ، وبقوله : ( واتوا البيوت من أبوابها ) والبيوت هي بيوت العلم الذي استودعته الانبياء ، وأبوابها أوصياؤهم ، فكل عمل من أعمال الخير يجري على غير أيدي أهل الاصطفاء وعهودهم وحدودهم وشرايعهم وسننهم ومعالم دينهم مردود غير مقبول ، وأهله بمحلِّ كفر ، وان شملتهم صفة الاِيمان.

وليقودهم الاضطرار إلى الائتمار لمن ولاه الله أمرهم فاستكبروا عن طاعته
العصمة اصطلاحاً :
عرّف الشيخ المفيد العصمة في الاصطلاح الشرعي بأنّها : ( لطفٌ يفعلُهُ اللهُ تعالى بالمكلّف ، بحيث تمنع منه وقوع المعصية ، وترك الطاعة ، مع قدرته عليهما )
ومِنْ هنا قالوا بانّهُ : ( ليس معنى العصمة انّ الله يجبُرهُ على ترك المعصية ، بل يفعل به ألطافاً ، يترك معها المعصية ، باختياره ، مع قدرته عليها )
والعصمة : تفضّل من الله تعالى على من علم انّه يتمسك بعصمته ، والاعتصام فعل المعتصم.
وليست العصمة مانعةً من القدرة على القبيح ، ولا مضطرة للمعصوم إلى الحسن ، ولا مُلجئةً له إليه ؛ بل هي الشيء الذي يعلم الله تعالى إنّه اذا فَعَلهُ بعبدٍ من عبيده ، لم يُؤثِر معه معصيةً له.
وليس كلُّ الخلق يُعْلَمُ هذا من حاله ، بل المعلوم منهم ذلك هم الصّفوة والاخيار ، قال الله تعالى : ( إنّ الّذين سبقتْ لهم منّا الحسنى )
العصمة لغةً :
عَصَمَ ، يعصم من باب ضَرَبَ : حَفَظَ ووقى
فالعصمة في كلام العرب : معناها المنع
والعاصم : المانع الحامي
وصلى الله على محمد وال محمد
تعليق