إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

أسباب تخلف الأمة عن خلافة أمير المؤمنين (عليه السلام)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أسباب تخلف الأمة عن خلافة أمير المؤمنين (عليه السلام)

    من التساؤلات المهمة في موضوع الخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم السؤالان التاليان :



    الأول : لماذا سكت أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام عن حقه مع ما لهذا الموضوع الخطير من أهمية بالغة على واقع الأمة حينئذ ومستقبلها؟



    الثاني : أين كان الأصحاب المخلصين لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذين تحملوا نعه أعباء الرسالة ، فالمجتمع الإسلامي بناءا على نقض نظرية عدالة كل من رأى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ولكن مع ذلك كما يوجد المنحرفون عن نهج الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ، يوجد أيضا الذين أخلصوا وجاهدوا وتحملوا الأذى والمطاردة ، وقد رأوا تعيين أمير المؤمنين (ع) للخلافة في أكثر من موقع ، وسمعوا التأكيد على مكانة العترة الطاهرة مراراً وتكرارا من النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فلماذا لم يقف هؤلاء إلى جانب أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام لتثبيت أمر الخلافة التي أمر بها الله عزوجل ، وبينها رسوله صلى الله عليه وآله وسلم .



    وهذان السؤالين من أهم التساؤلات والإشكالات التي أوردت على القول بإمامة أمير المؤمنين عليه السلام بلا فصل بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، واعتبر المعترضون أن القول بالإمامة يؤدي إلى اتهام جميع أصحاب الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله ، وبالنتيجة يؤدي إلى إنكار الفئة المخلصة التي ساهمت في بناء الإسلام .



    وللإجابة عن كلا الإشكالين نحتاج أولاً إلى تقديم مقدمتين :







    المقدمة الأولى



    وهي أن تركيبة المجتمع في زمن الرسالة كانت قائمة على أساس التقسيم القبلي ، والعوامل التي كانت تحكم العلاقات القبلية حينئذ كانت تقوم على أمرين أساسيين وهما :



    1- العصبية .



    2- الثأر .



    وهذا العاملان هما أهم العوامل التي تحكم الوحدة والانقسام بين القبائل العربية ، وهي التي تحدد كثيرا من التغيرات الإجتماعية والسياسية في المجتمع العربي حينئذ ، وادنى نظرة إلى تاريخ العرب في الجاهلية وبعد الإسلام يتضح من خلالها هذا الأمر ، فقد استمرت حروب طاحنة بين العرب في الجاهلية امتدت عقودا من الزمن بسبب هذين العاملين ، فحرب البسوس التي استمرت قرابة أربعين عاما بين قبيلة بكر بن وائل وقبيلة تغلب ابن وائل بسبب خلاف تافه على ناقة ، وكذا حرب داحس والغبراء ، ومعركة بعاث التي دارت بين الأوس والخزرج والتي لم تنطفيء نارها الا ببركة نبي الرحمة صلى الله عليه وآله وسلم .



    ونتيجة استمرارية هذا العامل وتأصله برزت الدولة الأموية ، ومن بعدها دولة العباسيين ، واعتبر كل من حكام الدولتين أن الحكم من ممتلكاتهم العائلية التي وهبها الله عزوجل لهم ، وأنه لا يحق لأحد أن ينازعم هذا السلطان ، وهذا الأمر من أجلى واضحات التاريخ .



    ومما يبين أثر العصبية والإنتماء القبلي في ذلك الزمان أن عددا من القبائل أسلمت طوعا بقرار من زعيم القبيلة ، ومن ثم إرتدت بقرار من رئيس القبيلة أيضا .



    المقدمة الثانية



    وقد تبينت مما تقدم وهي أن المجتمع الذي كان يعيش في عهد الرسالة لم يكن مدينة فاضلة كما تصورها لنا نظرية عدالة الصحابة ، بل فيهم الذين آمنوا وجاهدوا وصبروا في ذات الله عزوجل ، وفيهم الذين هم على ظاهر الإسلام ولم يدخل الإيمان في قلوبهم ومنهم غالبية الأعراب كما ينص على ذلك القرآن الكريم ، وفيهم الذين تمرسوا على النفاق في المدينة وغيرها من المرجفين والمخلفين والذين يحثون الناس على عدم النفر والجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعدم الإنفاق على الحالة الإسلامية إلى غير ذلك من الشواهد التي قدمناها في بداية أبحاث هذا الكتاب ، مضافا إلى أن غالبية القبائل وغالبية القرشيين أسلموا بعد الفتح ، يعني في أواخر حياة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ولم يتفاعلوا مع روح الإسلام على مستوى التفكير والواقع بالقدر الذي ينقلهم في سلوكياتهم إلى عمق الوعي والسلوك الديني ، ويتضح هذا بالنظر إلى حالة الردة التي انتشرت كانتشار النار في الهشيم في القبائل العربية ، وتمكن بسبب ذلك مسيلمة الكذاب وطليحة وسجاح أن يقودوا حروبا قوية ضد الإسلام .



    وبعد بيان ماتقدم يمكن الجواب عن الإشكالين المتقدمين بما يلي :



    أولا : أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام لم يسكت عن حقه ، وبقي معارضا للخلافة الموجودة طيلة حياة فاطمة الزهراء عليها الصلاة والسلام ، ووقف إلى جنبه جماعة من الصحابة منهم الزبير بن العوام ، ومن الواضح أن المعارضة إنما هي للخلافة ، وعليه فلم يعترف بشرعيتها طيلة تلك الأشهر التي كانت في أيام فاطمة الزهراء عليها الصلاة والسلام .



    وقد حصلت مواجهات عنيفة بين أمير المؤمنين (ع) - والذين معه- و أصحابِ القرار الذي تم الإتفاق عليه في سقيفة بني ساعدة حتى آل الأمر إلى أن هدد عمر بن الخطاب الزهراء عليها الصلاة والسلام بإحراق بيتها .



    ثانيا : والصحابة كذلك لم يوافق جميعهم على مسألة الخلافة ، بل فيهم من لم يقبل الخلافة ، ولهذا امتنع قسم كبير منهم من دفع الزكاة ، وفيهم من أعلن مخالفته ومنهم الزبير بن العوام ، وتنقل بعض المصادر شخصيات أخرى منهم طلحة وسلمان وأبوذر وسعد بن أبي وقاص (586) وغيرهم ، ونقل عن جماعة من الأنصار أنهم قالوا لا نبايع إلا عليا (ع) ، وكذلك وقفت فاطمة الزهراء عليها الصلاة والسلام وقفة صارمة من الخلافة القائمة آنذاك ولذا هددت بإحراق بيتها ، وماتت ولم يؤذن بها الخليفة الفعلي حينئذ ، وعُلم عدم رضاها وغضبها كما تقدم بيانه ، بل المروي في بعض المصادر ما هو أكثر من ذلك وأنها خطبت في مسجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم خطبة أعلنت فيها رفضها لقرار السقيفة ، وبينت فيها أن الخليفة الذي يجب أن تنقاد له الأمة هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام ، ولموقفها الأثر البالغ في دعم موقف أمير المؤمنين (ع) المعارض لقرار السقيفة ، ولذا روى البخاري وغيره عن عائشة وغيرها أن أمير المؤمنين لم يبايع طيلة حياة فاطمة (ع) حتى توفيت ، وأنه بعد ذلك أرسل اليه أبو بكر ، فطلب منه أمير المؤمنين (ع) أن يأتيه وحده كراهية لمحضر عمر بن الخطاب كما تقدم ذلك عن شرح أحداث السقيفة ، ولكن قسم من أولئك الصحابة الذين وقفوا مع أمير المؤمنين (ع) كانوا يتطلعون إلى مواقف أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام ، وقسم ممن عارض ومنع الزكاة أمثال مالك بن نويرة ، وأخبار المعارضة للخلافة في غاية الكثرة .



    ومع هذا يبقى السؤال عن سبب التوقف عن المعارضة بعد أن استمرت لمدة عدة أشهر بعد قرار السقيفة ، وهذا يمكن الجواب عنه :



    أولا : إن قسما من المعارضة تم القضاء عليه بالسيف كما هو الحال بالنسبة لمالك بن نويرة وأمثاله ممن رفض الخلافة ، وامتنع عن أداء الزكاة إلى الخليفة الفعلي حينئذ .



    والقسم الآخر أيضا تم إرغامه بالغلبة والتهديد كما اتضح مما تقدم ، ومن هنا فيمكن القول بأن تلك البيعة لم تكن لتعطي الشرعية ، وذلك لأنها على فرض وقوعها كانت ناتجة عن الإكراه ، والأكراه لا يعطي الشرعية في المسائل الصغيرة ، فما بالك بالنسبة لمثل هذه القضية الكبرى .



    ثانيا : لم تكن الظروف مناسبة للإستمرار في حالة المعارضة من أكثر من جهة ، ومن أبرز تلك الجهات :



    1- الإنقسامات التي حدثت في الدولة الإسلامية من حروب الردة وأصحاب قرار السقيفة ، والممتنعين عن البيعة ، وقد يصنفون من أكثر من جهة ، والحال أن غالبية الناس في منطقة شبه الجزيرة العربية حديثي عهد بالإسلام وفيهم قابلية الردة ، والإستمرار بالإختلافات لاسيما في المدينة يسبب استمرارية حالة الردة عن الإسلام ، وضعف الأمة الإسلامية مما يتسبب في زيادة أطماع أعداء الدولة الإسلامية وعلى رأسهم مسيلمة الكذّاب وسجاح وطليحة والأسود العنسي وأضرابهم ، حيث إن الإنقسام مضافا إلى كونه سيعمق حالة الضعف في الدولة الإسلامية ويساعد على الفتن وانتشار الردة سيمكن الجيوش الكافرة من المرتدين وأتباعهم من إحكام قبضتهم وسيطرتهم على المسلمين .



    2- ويضاف إلى ذلك فإن غالبية الناس في الدولة الإسلامية إما من الأعراب الذين لم يدخل الإيمان في قلوبهم او الطلقاء او من هو حديث عهد في الإسلام ، فأغلب القبائل قد أسلمت بعد الفتح ، ولهذا فالغالبية لم تكن لتقف إلى صف أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام ، ولم يقف معه سوى القلة من الأفراد .



    3- وأيضا كان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام خصوصا وبني هاشم وجماعة ممن عرفوا ببلائهم الحسن في المعارك التي خاضوها ضد المشركين ، مما جعل الموتورين منهم عدد من القبائل وعلى رأسها قبائل قريش الذين كان غالبيتهم حديثي عهد بالإسلام ، ولاتزال آثار التفكير الجاهلي في أذهانهم ، خصوصا ولايزال ذلك العهد قريبا ، فكان من الطبيعي أن يتحركوا بمنطق العصبية والثأر في التفاعل مع البعض دون البعض الآخر ، وهذا مايجعل الحركة ضد الواقع القائم حينئذ ضعيفة لاتعطي ثمارها ، بل ستكون آثارها لو استمرت عكسية تعمق حالة الإنحراف في المجتمع وعدم امكانية أدنى تدخل في التأثير والتغيير إلى الأفضل ، وبالتالي الإنزواء عن الحالة العامة مما يساهم أكثر في انتشار الضلال ، فكان من اللازم عدم الإستمرار .



    ولابأس بعرض بعض النصوص التي تفسر الأمر بما ذكرناه :



    1- روي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام أنها قال :



    (( اما و الله لقد تقمصها ابن ابى قحافه و انه ليعلم ان محلى منها محل القطب من الرحا ينحدر عنى السيل و لا يرقى إلى الطير فسدلت دونها ثوبا و طويت عنها كشحا و طفقت ارتئى بين ان اصول بيد جذاء او اصبر على طخيه عمياء يهرم فيها الكبير و يشيب فيها الصغير و يكدح فيها مؤمن حتى يلقى ربه فرايت ان الصبر على هاتا احجى فصبرت و فى العين قذى و فى الحلق شجا ارى تراثى نهبا ،حتى مضى الاول لسبيله فادلى بها إلى ابن الخطاب بعده ،



    شتان ما يومي على كورها و يـوم حيان أخي جابـر



    فيا عجبا بينا هو يستقيلها فى حياته إذ عقدها لآخر بعد وفاته لشد ما تشطرا ضرعيها فصيرها في حوزة خشناء يغلظ كلمها و يخشن مسها و يكثر العثار فيها و الاعتذار منها فصاحبها كراكب الصعبة ان اشنق لها خرم و ان اسلس لها تقحم فمنى الناس لعمر الله بخبط و شماس و تلون و اعتراض فصبرت على طول المدة و شدة المحنة)) . (588)



    قوله عليه السلام سدلت دونها ثوبا أي أرخيت وضربت بينى و بينها حجابا ، و طويت عنها كشحا ، يقول ابن أبي الحديد : أي قطعتها و صرمتها و هو مثل قالوا لان من كان إلى جانبك الأيمن ماثلا فطويت كشحك الأيسر فقد ملت عنه و الكشح ما بين الخاصره و الجنب و عندي انهم أرادوا غير ذلك و هو أن من أجاع نفسه فقد طوى كشحه كما أن من أكل و شبع فقد ملا كشحه فكأنه أراد أنى أجعت نفسى عنها و لم القمها .



    وقوله عليه السلام بيد جذاء يريد بها اليد المقطوعة .



    و الطخيه قطعه من الغيم و السحاب و قوله عمياء تأكيد لظلام الحال و اسودادها (589)



    وبهذه الخطبة يفسر الإمام عليه الصلاة والسلام عدم استمراريته بمطالبته لحقه ، لقلة الوعي ووجود غمائم التضليل في الأمة من جهة ، ومن جهة قلة الناصر وخذلان الأمة ، وهو ما عبر فالتحرك مع قلة الناصر كمن يصول بيد جداء ، ومن هنا كان مقتضى العقل والحجا أن يصبر بعد وجود تلك الغيمة العمياء التي بسببها عم الظلام في الأمة ، وفي العين قذى وفي الحلق شجى .



    2- وأخرج الطبري في تاريخه بسنده عن عمرو بن ميمون في حديث الشورى قال :



    (( فتكلم بنو هاشم وبنو أمية فقال عمّار : أيها الناس ، إن الله عزوجل أكرمنا بنبيه ، وأعزنا بدينه ، فأنى تصرفون هذا الأمر عن أهل بيت نبيكم صلى الله عليه و آله ، فقال له رجل من بني مخزوم : لقد عدت طورك يابن سمية ، ما أنت وتأمير قريش لأنفسها))



    ويستمر الحديث وينقل قرار عبد الرحمن بن عوف بتعيين عثمان للخلافة إلى أن قال :



    (( فقال علي (ع) : حبوته حبو دهر ، ليس هذا أول يوم تظاهرتم فيه علينا ، فصبر جميل ، والله المستعان على ما تصفون ، والله ما وليت عثمان إلا ليرد الأمر إليك ، والله كل يوم هو في شأن ، فقال عبد الرحمن : يا علي لا تجعل على نفسك سبيلاً ، فإني نظرت وشاورت الناس فإذا هم لا يعدلون بعثمان ، فخرج علي(ع) وهو يقول : سيبلغ الكتاب أجله ، فقال المقداد : يا عبد الرحمن ، لقد تركته من الذين يقضون بالحق وبه يعدلون ، فقال : يامقداد ، لقد اجتهدت للمسلمين ، قال : إن كنت أردت بذلك الله فأثابك الله ثواب المحسنين . فقال المقداد : ما رأيت مثل ما أوتي أهل هذا البيت بعد نبيهم ، إني لأعجب من قريش ، إنهم تركوا رجلاً ما أقول أحد أعلم ولا أقضى منه بالعدل ، أما والله لو أجد عليه أعواناً ، فقال عبد الرحمن : يامقداد ، إتق الله ، فإني خائف عليك الفتنة ، فقال رجل للمقداد : رحمك الله ، من أهل هذا البيت ، ومن هذا الرجل؟ قال : أهل البيت بنو عبد المطلب ، والرجل علي بن أبي طالب ، فقال علي (ع) : إن الناس ينظرون إلى قريش ، وقريش تنظر إلى بيتها ، فتقول : إن ولي عليكم بنو هاشم لم تخرج منهم أبداً ، وما كانت في غيرهم من قريش تداولتموها بينكم)) .



    وأخرج نحو ذلك الحافظ عمر بن شبة النميري البصري في تاريخ المدينة المنورة بسند آخر .



    وهذه المقاطع من أحداث يوم الشورى تعكس دور العصبية وأثرها في تعيين الخلافة ، حيث تجد ذلك المخزومي لا يسمح لعمار بن ياسر رغم مكانته في الإسلام ومناقبه التي لا يختلف عليها أحد لأنه يعتبر أنّ القضية قضية تأمير قريش لأنفسها على حد قوله ، ومن جهة أخرى يظهر دور قريش وتمايلاتهم وفيهم الكثير من الطلقاء ، وغالبيتهم إنما أسلم بعد الفتح في اختيار الخليفة ، وخشيتهم من أن تكون الخلافة في بني هاشم ، لأنه إن وليها رجل من بني هاشم خرجت منهم ، بخلاف ما لو وليها رجل آخر من قريش فإنهم يتطلعون حينئذ لتداولها فيما بينهم بعده .



    3- وأخرج الحافظان ابن عساكر وأبو نعيم بالإسناد عن عكرمة عن ابن عباس قال :



    (( قال عثمان لعلي (ع) رضي الله عنهما : ما ذنبي إن لم يحبك قريش ، وقد قتلك منهم سبعين رجلاً كأن وجوههم سيوف الذهب)) .



    وهذا النص من شواهد عدم رغبة قريش في أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام وفيهم الموتورون ، ويؤيده أيضا ما أخرجه عدة من الحفاظ منهم الطبري بسنده عن عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب :



    ((أن العباس بن عبد المطلب دخل على رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم مغضبا وأنا عنده ، فقال صلى الله عليه و آله : ما أغضبك؟ قال : مالنا ولقريش إذا تلاقوا بينهم تلاقوا بوجوه مبشرة ، وإذا لقونا لقونا بغير ذلك . قال : فغضب رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم حتى إحمّر وجهه . . .)) .



    قال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح .



    4- وأخرج الحافظ المعافى بن زكريا الجريري بسنده عن العتبي ، عن أبيه قال :



    (( بعث عثمان بن عفان إلى ابن عباس وهو محصور عنده مروان بن الحكم ، فقال : عثمان : يابن عباس ، أما ترى إلى ابن عمك ، كان الأمر في بني تيم وعدي فرضي وسلم ، حتى صار الأمر إلى ابن عمه بغاه الغوائل…)) . (594)



    5- قال الحافظ ابن عبد البر في الإستيعاب أثناء كلامه عن الوليد بن عقبة :



    (( ثم ولاه عثمان الكوفة ، وعزل عنها سعد بن أبي وقاص ، فلما قدم الوليد على سعد قال له سعد : والله ما أدري أكسْت بعدنا ، أم حمقنا بعدك؟ فقال : لاتجز يا أبا إسحاق ، فإنما هو الملك يتغداه قوم ويتعشاه آخرون . فقال : سعد : أراكم ستجعلونها ملكا)) .



    وهذا النص أيضا شاهد واضح على النظرة المبنية على أساس العصبية ، والتي ينظر فيها إلى الخلافة كحكم وتسلط ، وليست حالة إمتداد لدور الرسالة .



    6- وروي عن أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام أنه قال :



    (( اللهم إني أستعديك على قريش ومن أعانهم ، فإنهم قطعوا رحمي ، وصغّروا عظيم منزلتي ، وأجمعوا على منازعتي أمراً هو لي…)) .



    وروي عنه عليه السلام أنه قال :



    (( اللهم اجز قريشاً عني الجوازي ، فقد قطعت رحمي ، ودفعتني عن حقي ، وأغرت بي سفهاء الناس ، وخاطرت بدمي)) .



    وفي مقابل ذلك وقف جماعة من المخلصين إلى جانب أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام من الأيام الأولى ، ولكن الحالة العامة لم تكن لتساعد على الإستمرارية في كثير من المواقف ، وهذا هو حاصل الجواب عن الإشكالين المذكورين .

  • #2
    معلومات حلوه جدا

    تعليق


    • #3

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      x

      رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

      صورة التسجيل تحديث الصورة

      اقرأ في منتديات يا حسين

      تقليص

      المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
      أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 07:21 AM
      ردود 2
      14 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة ibrahim aly awaly
      بواسطة ibrahim aly awaly
       
      أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 09:44 PM
      استجابة 1
      12 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة ibrahim aly awaly
      بواسطة ibrahim aly awaly
       
      يعمل...
      X