إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

مولد رسول الله (ص) ونسبه إلى آدم عليه السلام ووقت وفاته

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مولد رسول الله (ص) ونسبه إلى آدم عليه السلام ووقت وفاته

    من الأمور التي أعترض بها على الشيعة ، وصارت منشأً لإتهامهم بالشرك والعياذ بالله عزوجل مسألة التوسل بالنبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم وأولياء الله الصالحين ، وهذه المسألة ليست من متفردات الشيعة ، بل قال بها كثير من علماء السنة على مر التاريخ ، وعمدة الإشكال عليهم بأن الله عزوجل هو خالق الخلق ومدبر الأمور ولاقدرة لأحد على شيء إلا بأمره ، وهو غني عن جميع خلقه ، فتوسيط خلقه ولو كانوا من عباده الصالحين تنزيل لهم منزلة الربوبية المنحصر بذاته المتعالية تبارك وتعالى وهو من أبرز وأوضح مظاهر الشرك بالله عزوجل .



    هذا هو أهم الإشكالات المذكورة بهذا الشأن ، وبقيتها مبنية على ضعف بعض الروايات وما أشبه ، وليست اشكالات تتعلق بأصل التوحيد والعقيدة .



    ولا بأس بالجواب على هذه المسألة من أكثر من جهة فيمكن القول :



    أولا : بأن التوسل بالأولياء يمكن تصويره على نحوين :



    أحدهما : أن نعتقد بأن لهم تأثير وقدرة في مقابل قدرة الله عزوجل ، وأن بإمكانهم فعل بعض الأمور بغض النظر عن إرادة الله عزوجل وقدرته ، وهذا الأمر مقتضي للشرك ، ويؤول إلى تنزيل المخلوقين مقام الخالق الجبار تبارك وتعالى عما يصفون . وهذا الأمر لايقول به أحد من المسلمين لامن السنة ولا من الشيعة ، ومن قال بذلك فهو محكوم بكفره لدى الطرفين .



    ثانيهما : أن نعتقد بإنحصار القدرة المطلقة والتأثير التام بالذات المقدسة الإلهية ، ولكن نعتقد أن مكانتهم عند الله عزوجل تؤهلهم لأن يتوسل بهم العبد للشفاعة في قضاء حاجته عند الله عزوجل ، أو يستعين بهم في طول الإستعانة بالله عزوجل بمعنى أنه يرى أن لهم مكانة عند الله عزوجل تؤهلهم لأن يكون لهم دور في جملة من الأمور ، مع الإعتقاد بأنه ليس لهم أدنى أثر لولا إرادة الله عزوجل ، فهذا الأمر لا يمكن أن يعد من الشرك بحال من الأحوال وذلك :
    أ- لأن ذلك لاينافي الإعتقاد بواحدانية الله عزوجل وقدرته المطلقة ، وغاية مافي الأمر هو إعتقاد بتكريم الأولياء ومكانتهم عند الله عزوجل ، او الأعتقاد بأن لهم أثر في طول الإرادة الإلهية ، بحيث ليس لهم مشيئة إلا أن يشاء الله تعالى .



    ب- ولأنه لو كان ذلك من الشرك فمعنى ذلك أن طلب المساعدة في كل الحالات لابد وأن يكون شركا حتى في القضايا الدنيوية ، وهو مما لا يقول به أحد من المسلمين على اختلاف مذاهبهم ، فلو أن أحداً طلب من أحد أن يساعده في أمر من أمور الدنيا ، وهو يعتقد بأن الأمر كله لله عزوجل ، ولكن لهذا الشخص تأثير في طول الإرادة الإلهية ، فلا يوجد فيه أدنى أثر من الشرك ، كما لو ذهب إلى الطبيب لعلاج مرضه ، فهذا نوع من الإستعانة في الأمور الدنيوية ، ولكن مع ذلك لا ينافي ذلك الإيمان بأن مرجع الأمور كلها ينتهي إلى الله عزوجل ، ولو كان في ذلك منافاة مع هذا الإعتقاد ، لزم أن لايتسعين أحد بأحد في أي شيء ، نعم إنما يلزم الشرك من ذلك فيما لو اعتقد استقلالية ذلك المخلوق في التأثير ، ودوره التام في الشفاء من دون إرجاع ذلك إلى إرادة الله عزوجل ، فذلك شرك أو إلحاد بلا ريب .



    وكذلك الحال بالنسبة للتوسل بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم والصالحين من عباد الله تعالى ، إذا كان مع الإعتقاد بأنهم ما يشاؤون إلا أن يشاء الله فلا يقتضي ذلك أدنى مرتبة من الشرك .



    ج- الإعتقاد بشفاعة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم من مسلمات دين المسلمين واتفق عليه السنة والشيعة ، وكذا شفاعة المؤمنين والشهداء والصالحين ، فإن الله عزوجل بإتفاق المسلمين -سوى من شذ من المعتزلة - يغفر ذنوب كثير من أهل الذنوب والكبائر ببركة الشفاعة ، وهو لايقتضي الشرك بالإتفاق ، ولو كان التوسل يقتضي الشرك بمقتضى الإشكال المتقدم لزم أن تقتضي الشفاعة ذلك أيضاً ، لأن المغفرة في الشفاعة بتوسيط الصالحين من عباد الله تعالى ، وغاية الأمر أنها لا تكون إلا بإذنه ، بمعنى أن أثرها لابد وأن ينتهي إلى إرادة الله عزوجل .



    وتفصيل الكلام في رد الإشكال المتقدم نذكره في كتاب الإنصاف في مسائل الخلاف فليراجع .



    ثانياً : قول السنة بعدم مشروعية التوسل لا يكفي في إلزام المذاهب الأخرى والتشنيع عليهم بمجرد المخالفة في المذهب ، وإلا لزم من كل مذهب من المذاهب أن يكفر المذهب الآخر لمجرد الإختلاف في المسائل الفقهية ، فالإختلاف بين المذاهب الأربعة فيما بينها وبين المذهب الظاهري ومذهب ابن جرير الطبري مثلا اختلاف واسع جداً في كثير من المسائل ، ومع ذلك لم يعتبر أحد من أئمة السنة وعلى رأسهم مؤسسي تلك المذاهب ذلك موجبا للطعن والتكفير .



    ثالثا : بغض النظر عن الروايات التي وردت عن العترة الطاهرة عليهم الصلاة والسلام في كتب الشيعة ، فقد وردت في كتب السنة روايات اتفقوا على صحتها تدل على مشروعية التوسل بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم والأولياء ، وهي روايات كثيرة نذكر منها مايلي :



    1- ما أخرجه عدة من الحفاظ منهم النسائي وأحمد بن حنبل والترمذي والحاكم ، يقول الترمذي : حدثنا محمود بن غيلان أخبرنا عثمان بن عمر أخبرنا شعبة عن أبى جعفر عن عمارة بن خزيمة بن ثابت عن عثمان بن حنيف :



    (( أن رجلا ضرير البصر أتى النبى صلى الله عليه وسلم فقال : ادع الله أن يعافينى قال إن شئت دعوت وإن شئت صبرت فهو خير لك قال فادعه قال فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه ويدعوه بهذا الدعاء : اللهم إنى أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبى الرحمة إنى توجهت بك إلى ربى في حاجتى هذه لتقضى لى اللهم فشفعه في)) .



    قال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح .



    وقال الحاكم في المستدرك على الصحيحين : حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدثنا العباس بن محمد الدورى حدثنا عثمان بن عمر حدثنا شعبة عن ابى جعفر المدينى قال سمعت عمارة بن خزيمة يحدث عن عثمان بن حنيف :



    (( ان رجلا ضريرا اتى النبى صلى الله عليه وآله وسلم فقال ادع الله ان يعافينى فقال ان شئت اخرت ذلك وهو خير وان شئت دعوت قال فادعه قال فامره ان يتوضأ فيحسن وضوءه ويصلى ركعتين ويدعو بهذا الدعاء فيقول اللهم انى اسألك واتوجه اليك بنبيك محمد نبى الرحمة يا محمد انى توجهت بك إلى ربى في حاجتى هذه فتقضى لى اللهم شفعه في وشفعنى فيه)) .



    قال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ، ووافقه الذهبي في التلخيص .



    وأخرجه في ثلاثة مواضع أخرى في المستدرك بأسانيد أخرى قال في أحدها : (( هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه)) وقال في آخر : (( هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه)) ووافقه الذهبي في الموضعين .



    وقال ابن تيمية : وقد روى الترمذي حديثا صحيحاً عن النبي صلى الله عليه و آله أنه علّم رجلاً أن يدعوا فيقول :



    (( اللهم إني أسألك وأتوسل إليك بنبيك محمد صلى الله عليه و آله نبي الرحمة ، يامحمد ، يارسول الله ، إني أتوسل بك إلى ربي في حاجتي ليقضيها لي ، اللهم شفعه فيّ)) .



    وهذه الرواية بطرقها المتعددة التي اعترف بصحتها كبار حفاظ السنة تدل على أن التوسل ليس بشرك وإلا لما أمر الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ذلك الضرير أن يتوسل به ، وبه ينتفي أصل الإشكال ، وقد حاول ابن تيمية أن يخصص الخبر بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم في حياته ، وهو مما لايقتضيه بأدنى دلالة ، وعمدة الإشكال يندفع على أي تقدير .



    2- أخرج البخاري في صحيحه بالإسناد عن أنس بن مالك :



    (( أن عمر بن الخطاب كان إذا قحطوا إستسقى بالعباس بن عبد المطلب فقال : اللهم إنّا كنا نتوسل إليك بنبينا صلى الله عليه و آله فتسقينا ، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فأسقنا . قال : فيُسقون)) .

  • #2
    تأكيد الرسول صلى الله عليه و آله على إمامة العترة الطاهرة وموقف الأمة منها

    إن رزية يوم الخميس وغيرها من الشواهد التي تقدم بعضها ومنها وجود المنافقين الذين تمرسوا على النفاق في المدينة وأطرافها كما تقدم بيانه يجعلنا لا نستبعد حدوث المخالفة لأوامر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، وإذا حصلت المخالفة له في حياته ، فبالأولوية ستحصل بعد مماته ، والإضطرابات التي وقعت في الأمة والصراعات الدامية وبلوغها في النتيجة إلى الإنحراف من الشواهد الواضحة على أن الأمة لم تكن مؤهلة لأن تعين الإمام الذي يكون إمتدادا لمنهاج الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ، وقد رأينا النتائج التي حصلت لاسيما عند قيام دولة بني أمية ، حيث انصبت الآلام والمحن على الصالحين على يد يزيد وابن زياد والحجاج وغيرهم كما هو واضح بأدنى نظرة إلى التاريخ ، والرسول الذي جاء لإنقاذ الأمة من الضلالة والذي بين للأمة حتى القضايا البسيطة لا يمكنه أن يترك الأمة بلا بينة من أمرها بالنسبة لهذا الموضوع ، وهذا ما يتنافى مع هدف الرسالة ، وقد بين لهم بالفعل من يلزم عليهم إتباعه ولكن لم تتبع تعاليم الرسول الكريم وصلى الله عليه وآله وسلم ، وستتضح إنشاء الله عزوجل أسباب ابتعاد الأمة عن الخليفة الشرعي لرسول الله صلى الله عليه وآله .



    فقد بين الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في مواطن كثيرة مكانة أهل البيت عليهم الصلاة والسلام ولزوم الرجوع اليهم ، وقد أكد القرآن الكريم على منزلتهم في عدة من آياته الشريفة .



    وقبل أن نذكر بعض الروايات المعتبرة الدالة على هذا الأمر لا بأس بنقل بعض الكلمات بشأن مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام والعترة الطاهرة .



    يقول الإمام أحمد بن حنبل : (( لم يرو في فضائل أحد من الصحابة بالأسانيد الحسان ما روي في فضائل علي بن أبي طالب(ع))) .



    والى هذا ذهب النسائي وإسماعيل القاضي وأبو علي النيسابوي .



    وقال الحافظ ابن حجر في الإصابة في ترجمة أمير المؤمنين (ع) :



    (( وتتبع النسائي ما خص به من دون الصحابة ، فجمع من ذلك شيئا كثيراً بأسانيد أكثرها جياد)) .

    تعليق


    • #3
      بارك الله فيك زد وفقك الله نصرة النبي الهاشمي الأمين

      بارك الله فيك لموضوعك الجميل جعله الله جوازاً لك على الصراط كيف ل وهو في حق سيد الكونين النبي الهاشمي التهامي المدني المكي الأمين واسألك الدعاء أخ عادل

      تعليق


      • #4
        في صفات الإمام الذي يصلح لخلافة الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله

        ولابد أن نستعرض موقف كل من المدرستين في هذه المسألة :



        أولا : مدرسة الخلفاء :



        تكاد تتفق مدرسة الخلفاء على أن الإمامة تنحصر في قريش ، وعدم جواز أن يكون الخليفة غير قرشي ، مادام يوجد في الأرض رجل من قريش ، واستدلوا على ذلك بعدة روايات وردت عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ، وقد اختلفوا في عدة شروط ، منها شرط العدالة والتقوى ، فذهب بعضهم إلى إشتراط ذلك في الإمام ، وذهب بعضهم إلى عدم الإشتراط ، ولكن صرح الأغلب بأن الإمام لا ينخلع بالفسق وإرتكاب المحارم وقتل النفوس المحترمة وغير ذلك ، يقول الإمام أحمد بن حنبل ، والذي يمثل اعتقاده إتجاه السنة على اختلاف مشاربهم :



        (( ومن غلبهم بالسيف حتى صار خليفة ، وسمي أمير المؤمنين لا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يبيت ولا يراه إماماً عليه ، براً كان أو فاجراً ، فهو أمير المؤمنين)) .



        وقال أيضاً :



        (( فإن كان أميراً يُعرف بشرب المسكر ، والغلول ، يغزو معه ، إنما ذاك له في نفسه)) . (469)



        وقال أبو إسماعيل الصابوني في كتاب عقيدة السلف وأصحاب الحديث :



        (( ويرى أصحاب الحديث الجمعة والعيدين وغيرهما من الصلوات خلف كل إمام مسلم براً كان أو فاجراً ، ويرون جهاد الكفرة معهم وإن كانوا جورة فجرة ، ويرون الدعاء لهم بالإصلاح والتوفيق والصلاح ، ولا يرون الخروج عليهم وإن رأوا منهم العدول عن العدل إلى الجور والحيف)) .



        وقال أبو بكر الباقلاني :



        (( قال الجمهور من أهل الإثبات وأصحاب الحديث : لا ينخلع الإمام بفسقه وظلمه ، بغصب الأموال ، وضرب الأبشار ، وتناول النفوس المحرّمة ، وتضييع الحقوق ، وتعطيل الحدود ، ولا يجب الخروج عليه ، بل يجب وعظه ، وتخويفه ، وترك طاعته في شيء مما يدعوا إليه من معاصي الله ، واحتجوا في ذلك بأخبار كثيرة متظافرة عن النبي صلى الله عليه و آله ، وعن الصحابة في وجوب طاعة الأئمة وإن جاروا واستأثروا بالأموال ، وأنه قال عليه السلام : إسمعوا وأطيعوا ولو لعبد أجدع ، ولو لعبد حبشي ، وصلوا وراء كل بر وفاجر ، وروي أنه قال : أطعهم وإن أكلوا مالك ، وضربوا ظهرك ، وأطيعوهم ما أقاموا الصلاة ، في أخبار كثيرة وردت في هذا الباب ، وقد ذكرنا ما في هذا الباب في كتاب إكفار المتأولين…)) .



        وقال سعد الدين التفتازاني في شرح المقاصد :



        (( إذا مات الإمام ، وتصدى للإمامة من يستجمع شرائطها من غير بيعة واستخلاف ، وقهر الناس بشوكته إنعقدت له الخلافة ، وكذا إذا كان فاسقاً او جاهلاً على الأظهر ، إلا أنه يعصى فيما فعل ، ويجب طاعة الإمام ما لم يخالف حكم الشرع ، سواء كان عادلاً أو جائراً)) .



        وقال النووي في شرح صحيح مسلم :



        (( وقالت جماهير أهل السنة من الفقهاء والمحدثين والمتكلمين : لا ينعزل بالفسق والظلم وتعطيل الحقوق ، ولا يخلع ، ولا يجوز الخروج عليه بذلك ، بل يجب وعظه وتخويفه للأحاديث الواردة في ذلك ، قال القاضي : وقد ادعى أبو بكر بن مجاهد في هذا الإجماع ، وقد رد عليه بعضهم بقيام الحسين (ع) وابن الزبير وأهل المدينة على بني أمية ، وبقيام جماعة عظيمة من التابعين والصدر الأول على الحجاج مع ابن الأشعث ، وتأول هذا القائل أن لاتنازع الأمر أهله في أئمة العدل ، وحجة الجمهور أن قيامهم على الحجاج ليس بمجرد الفسق ، بل لما غيّر من الشرع ، وظاهَرَ من الكفر . قال القاضي : وقيل أن هذا الخلاف كان أولاً ، ثم حصل الإجماع على منع الخروج عليهم ، والله أعلم)) .



        وقال أبو عبد الله الأبي المالكي في شرح صحيح مسلم :



        (( وإن حدث فسق الإمام بمعاص غير الكفر فمذهب أهل السنة أنه لا يخلع ، ولا يقام عليه ، واحتجوا بظاهر أحاديث كثيرة…)) .



        والعبارات بهذا الشأن في غاية الكثرة .



        والعجب الذي لا يكاد أن ينقضي هو كيف يكون الفاسق والماجن خليفة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ألا يتعارض ذلك مع أهداف الإسلام وغاية الرسالة المحمدية صلى الله عليه و آله ، ألم يبعث الباري عزوجل رسوله الكريم صلى الله عليه وآله وسلم لتطهير الأرض من جميع مظاهر الشرك والإنحراف ، وإذا كان الخليفة المفترض الطاعة ، والذي انتقلت إليه صلاحيات الأنبياء عليهم الصلاة والسلام في إدارة شئون الأمة وتوجيه نهجها ومسيرتها ظالما منحرفا فكيف يمكن أن يستقيم أمر الأمة بما يتلائم مع أهداف الإسلام وروح التشريع ، وإذا كان إمام المسلمين شاربا للخمر مرتكبا للفواحش سافكا للدماء المحرّمة هاتكا للمقدسات كما كان عليه كثير من خلفاء بني أمية وبني العباس الذين سلموا لهم بإمرة المؤمنين وخلافة سيد المرسلين صلى الله عليه وآله وسلم ، فما هو حال بقية أفراد الأمة ، وكيف يمكن قمع دابر الفسق والضلال ، خصوصا والإمام الذي يقود الأمة وتعترف بقيادته يشكل محور حركتها الإيجابية أو السلبية ، ولهذا آل أمر الأمة الإسلامية إلى ما آل اليه .



        وهذا الأمر وإن وردت فيه عدة روايات يمكن الجزم بكذبها وعدم صدورها عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم لعد توافقها مع القرآن الكريم ، بل وتعارضها الشديد مع مضامينه وآياته المباركة ، مضافا لورود روايات كثيرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع تلك الروايات المثّبتة لظلم الظالمين ، والمبررة للإنحرافات التي وقعت على مر التاريخ ، بل وتتعارض مع أهداف الإسلام وقيم السماء كما قدمنا .



        فلنقرأ القرآن الكريم ولنر أي آية من آياته تتوافق مع إمامة الفاسق والمنحرف عن الدين ، سوف لن نجد أدنى إشارة لذلك ، بل نجد القرآن على العكس في عدة مواضع يستنكر إمامة الفسقة والمنحرفين ، ويبين عدم صلاحيتهم للتصدي لشئون الناس .



        والآية الأولى واضحة الدلالة في أن الظالم لا يصلح أن يتصدى للإمامة ، وأنّ الإمامة عهد الله عزوجل ، وهو لا يعطيها للظالمين .



        والآيات التي بعدها تدل على أنه لا توجد ولاية لأحد في مقابل ولاية الله عزوجل ، وإنما تجب طاعة الإمام لأنه يقوم بحكم الله عزوجل ، وأما إذا لم يكن ممن يحكم بما أنزل الله عزوجل فهو من الفسقة الظالمين ، بل إذا حكم بما لم ينزل الله عزوجل فهو من الكافرين .



        والآية الأخيرة تبين أهداف الرسالة وموقف الأمة تجاه التعاليم الإلهية ، ولا يمكن أن تصل إلى حقيقة هذه التعاليم الإلهية إذا كان محور حركة الأمة الذي تتبعه الأمة وتدين له بريادة أمورها وإدارة شئونها لم تتفاعل نفسه مع القرآن وشريعة الله عزوجل .



        ولعمري فإن أدنى نظر إلى تاريخ الأمة الإسلامية يتضح منه هذا الأمر ، أليس إنحراف الخلفاء وفسادهم هو من أهم أسباب الويلات التي لازلنا نعاني منها إلى يومنا الحاضر ، ولقد أجاد الشاعر حيث قال :



        إذا كان رب البيت بالدف ضاربا فشيمة أهل البيت كلهم الرقـص



        ثانيا : مدرسة أهل البيت (ع) :



        وفي مقابل مدرسة الخلفاء التي قبلت إمامة الحكام الفسقة والجائرين طوال مسيرة القرون الطويلة ، تأتي مدرسة أهل البيت عليهم الصلاة والسلام لتؤكد على عدم صحة إمامة الفاسق والفاجر ، وأن الإمامة التي هي إمتداد للنبوة في الأهداف والممارسات سوى مسألة التشريع حيث اكتمل التشريع في زمان الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ولا يقبل الزيادة والنقصان ، ولذا ورد في الخبر الصحيح عن زرارة قال :



        (( سألت أبا عبد الله (ع) عن الحلال والحرام فقال : حلال محمد صلى الله عليه و آله حلال أبداً إلى يوم القيامة ، وحرامه حرام أبداً إلى يوم القيامة ، لا يكون غيره ولا يجيء غيره . وقال علي (ع) : ما أحد إبتدع إلى يوم القيامة إلا ترك بها سنة)) .



        وأما ماعدا الإتيان بشريعة جديدة الأمر المختص برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فالإمامة هي التي تحمل على عاتقها إكمال دور الأنبياء في بناء المجتمعات ، وتعميق روح الإيمان والتوحيد ، وتوجيه الأمة نحو الغايات الإلهية العظمى التي لإجلها خُلق الإنسان ووجد في هذا العالم .



        والقيام بهذه الوظيفة يتطلب مجموعة من المقوّمات إذا لم تتحقق فلا يمكن تحقق هذه الغاية ، ولا يمكن حفظ الإنجازات التي حققها الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ، ومن أهم هذه الأمور أن يكون الإمام والذي هو محور مسيرة الأمة قد تفاعل بقلبه وبروحه مع روح التشريع وأهداف الإسلام بما يؤهله للإهتمام الذي هو في مستوى أن يكون إكمالا لما قام به الرسل ، والأمر الآخر أن يستوعب التعاليم الإلهية إستيعابا ينسجم مع عظمة هذا الدين ، فإذا كان قاصرا في فهم الشريعة وأهدافها ، فسيؤدي ذلك إلى تخلف واقع الأمة بمستوى قصوره في فهم التشريعات والأهداف ، وعلى هذا فلابد أن يكون متميزا على مستوى العلم والمعرفة ، إذ ليس المطلوب منه أن يدير شئون المجتمع ويوجه مسيرته ويكون منارا وقدوة في حدود الأهواء والرغبات ، وإنما وجود الإمام لهدف وغاية عظمى ، وهو أن تتحمل الأمة تلك الأمانة التي عرضت على السماوات والأرض التي يشير إليها عزوجل بقوله : .



        وليقوم بأعباء الخلافة الإلهية الكبرى التي لم يستوعب حقيقتها الملائكة على سعة علمهم وإطلاعهم كما يشير إليه قوله تعالى : {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاَء إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ قَالُوا سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (486)قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ} ، فالآيات الكريمة تدل على سعة إطلاع الملائكة حيث تنبأوا من خلال إطلاعهم على بعض الأسرار المتعلقة بخلق الإنسان بما سيجري في الأرض لو وجد الإنسان من الإفساد وسفك الدماء ، ولكن لم يكونوا قد اطلعوا على تمام الحقيقة التي تقتضي وجود الإنسان في الأرض لذلك أخبرهم عزوجل بأنه يعلم مالا يعلمون ، وكانت النظرة التامة لهذا الأمر مرتبطة بالأسماء التي لم يتمكن الملائكة أن ينبئوا عنها نتيجة قلة إطلاعهم ، وأنبأهم إياها آدم عليه السلام ، والآية وإن لم تدل بظاهر اللفظ على حقيقة تلك الأسماء ، ولكن الذي يستفاد من مجموع الآيات المباركة عظمة تلك الخلافة ، وكونها فوق حدود التصورات البسيطة .



        وبالجملة فمدرسة أهل البيت عليهم الصلاة والسلام تشترط العصمة في مقام التبليغ ، إذ الإمام هو الذي يفسر القرآن ويستوعب الإسلام بجميع أبعاده ، والعصمة من الذنب ، بل الذي يتفق عليه علماء الإمامية حسب ما تتضمنه رواياتهم المتواترة واستفاضت به كلمات فقهائهم ومحقيقيهم جيلاً بعد جيل ما أسلفناه من ضرورة تميز الإمام على جميع المستويات ، وأن إكمال دور الرسل والقيام بأعباء الأمانة الإلهية يتطلب ذلك ، وتوفر هذه المواصفات في شخصية معينة ، وبالمستوى الذي تقدم بيانه يتوقف على النص الإلهي الذي يبلغه النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو الإمام المعصوم .



        ومن لا تتوفر فيه المواصفات بالمستوى الذي ذكرناه فلا يمكن أن يكون خليفة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالمستوى الذي يتناسب مع أهداف الإسلام . وسيتضح تمام هذا الموضوع عند التعرض لمسألة الإمام المهدي عليه السلام وغيبته إنشاء الله تعالى .



        ولنتأمل في موقع الإمامة والأئمة الذين نصبهم الله عزوجل حسب ما في القرآن الكريم ، ليتضح حقيقة أمر الإمامة في الإسلام ، يقول الله تعالى : {وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلاًّ جَعَلْنَا صَالِحِينَ وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَةِ الصَّلاَةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ} .









        وبالتأمل في هذه الآيات الشريفة نجد التأكيد على مقام الإمامة وصفاتها ببيان مستوى ومقام الأئمة الذين جعلهم الله عزوجل لهداية البشرية ، وأن إمامة المؤمنين والمتقين ليست من الأمور التي تناط بأي إنسان كان ، وإنما إلى تلك الفئة التي اجتباها الله عزوجل بعلمه .



        وفي الآية الثانية نجد أن منشأ وصولهم إلى الإمامة هو الصبر في ذات الله عزوجل والإيمان بآيات الله عزوجل والتفاعل في أبعد الحدود مع أهداف الإسلام .



        وبعبارة أخرى ، من الأمور البديهية أن دور الأنبياء عليهم الصلاة والسلام والهدف من إرسالهم يتلخص في أمرين :



        الأول : هداية الناس وإنقاذهم من الضلالة وتمييز الحق من الباطل . أو قل بيان الدين .



        الثاني : الإشراف على تطبيق القوانين الإلهية .



        ومن الواضح أن الإمامة إنما هي إمتداد للنبوة في هذين البعدين و لا يمكن إناطتهما بالإمام الفاسق ، ولا يمكن تحققهما بواسطته ، وقبول الإمامة الفاجرة نقض لغرض الرسالة ، فلا يعقل حينئذ أن يأمرنا الله عزوجل بأن نتجه إلى توحيده ونبتعد عن جميع ما يتنافى مع الإيمان والتقوى وفي الوقت ذاته يجعل محور مسيرتنا ذلك الإنسان الفاسق والماجن الذي لا يمكن أن يتزحزح عن الإمامة وقيادة الأمة مادام يعلن أنه مسلم ويقيم فينا الصلاة وإن سفك الدماء وقتل النفوس المحترمة كما ذهب إليه المشهور من أتباع مدرسة الخلفاء .



        وبعبارة أخرى فالهدف من الإمامة هو تحقيق أغراض النبوة ، وليس تعطيلها ، وتحقيق تلك الأغراض السامية لا يمكن أن يحصل بإمامة الإمام الفاسق البعيد عن القيم والمباديء الإلهية ، وهذا الأمر من أوضح الواضحات ، ومن العجب العجاب أن يكون محل نقاش وكلام .



        ونختتم الكلام بهذه الجهة بقوله تعالى : .

        تعليق


        • #5
          كلام الرسول صلى الله عليه و آله في إنحراف الأمة

          وردت عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم عدة روايات بشأن الفتن والإنحرافات التي ستقع في الأمة تبلغ حد التواتر ، وفي بعض الروايات المتواترة ، بين صلى الله عليه وآله وسلم مواقع الإنحراف ، ومواضع إتباع الحق ليكون الناس على بينة من أمرهم ، ولابأس بالإشارة إلى بعض الروايات الواردة بهذا الشأن :



          1- حديث الحوض :
          وهذا الحديث رواه جمع غفير من الحفاظ بطرق متعددة منهم البخاري ومسلم وأحمد بن حنبل والنسائي والترمذي والطبراني وابن ماجة والدارقطني والبزار والبيهقي واليهثم بن كليب الشاشي وغيرهم ، ونذكر بعض الفاظه التي رواها أغلب الحفاظ :



          أ- أخرج البخاري في صحيحه بالإسناد عن ابن عباس قال :



          (( خطب النبي صلى الله عليه و آله فقال : إنكم محشورون إلى الله حفاة عراة غرْلاً {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ } ثم أول من يكسى يوم القيامة إبراهيم صلى الله عليه و آله ، ثم يُجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال ، فأقول يارب : أصحابي ، فيقال : لا تدري ما أحدثوا بعدك ، فأقول كما قال العبد الصالح إلى قوله ، فيقال : إنَّ هؤلاء لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم)) .



          ب- أخرج البخاري في صحيحه أيضاً بالإسناد عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أنه كان يحدِّث أن رسول الله صلى الله عليه و آله قال :



          (( يرد عليّ يوم القيامة رهط من أصحابي فيُجْلَونَ عن الحوض ، فأقول : يارب أصحابي ، فيقول : إنك لا علم لك بما أحدثوا بعدك ، إنهم إرتدوا على أدبارهم القهقرى)) .



          ج- أخرج البخاري أيضا في صحيحه بالإسناد عن سعيد بن المسيب أنه كان يحدث عن أصحاب النبي صلى الله عليه و آله أن النبي صلى الله عليه و آله قال :



          (( يرد عليّ الحوض رجال من أصحابي ، فيُحَلَّئون عنه ، فأقول : يارب أصحابي؟ فيقول : إنك لا علم لك بما أحدثوا بعدك ، إنهم إرتدوا على أدبارهم القهقرى)) .



          وهذا الحديث بطرقه المتعددة يدل على أن الإنحراف سيبدأ بعد وفاة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ، وأن جملة من الإنحرافات ستكون على يد جماعة كانوا مع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وفي عداد أصحابه وأتباعه .



          2- الفئة الباغية :
          وهذا الحديث من الأحاديث المتواترة أيضا والتي رواها جمع غفير من الحفاظ وأئمة الحديث منهم البخاري ومسلم وأحمد بن حنبل والترمذي والنسائي في خصائص أمير المؤمنين (ع) والحاكم والبيهقي في سننه وفي دلائل النبوة وابن حزم في المحلى وابن عساكر وأبوداود الطيالسي وأبونعيم الإصبهاني وأبو الشيخ الإصبهاني والبزار وأبوبكر الخطيب والطبراني وابن الأعرابي وابن سعد وغيرهم .



          ولابأس بذكر بعض ألفاظه وهي متقاربة :



          أ- ما أخرجه البخاري في صحيحه بالإسناد عن أبي سعيد الخدري قال :



          (( كنا ننقل لَبِنَ المسجد لبنة لبنة ، وكان عمار ينقل لبنتين لبنتين ، فمر به النبي صلى الله عليه و آله ومسح عن رأسه الغبار ، وقال : ويح عمار تقتله الفئة الباغية ، عمار يدعوهم إلى الله ، ويدعونه إلى النار)) .



          ب- أخرج عدة من الحفاظ منهم الحاكم في المستدرك على الصحيحين بالإسناد عن حبة العرني قال :



          (( دخلنا مع أبي مسعود الأنصاري على حذيفة بن اليمان أسأله عن الفتن ، فقال : دوروا مع كتاب الله حيث ما دار ، وأنظروا الفئة التي فيها ابن سمية فاتبعوهما ، فإنه يدور مع كتاب الله حيث ما دار . قال : فقلنا له : ومن ابن سمية؟ قال : عمار ، سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول له : لن تموت حتى تقتلك الفئة الباغية تشرب شربة ضياح تكن آخر رزقك من الدنيا)) .



          قال الحاكم : هذا حديث عال ولم يخرجاه ، ووافقه الذهبي في التلخيص .



          ج- قال الحافظ أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف : حدثنا علي بن حفص ، عن أبي معشر ، عن محمد بن عمارة بن خزيمة بن ثابت ، قال :



          (( مازال جدي كافا سلاحه يوم صفين ويوم الجمل ، حتى قتل عمار ، فلما قتل سل سيفه ، وقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول : تقتل عماراً الفئة الباغية ، فقاتل حتى قتل)) .



          3- التنبيه على قضية كلاب الحوأب ومعركة الجمل :
          وقد أخرج ذلك عدة من الحفّاظ منهم أحمد بن حنبل والبيهقي والطبراني ونعيم بن حماد والحاكم وأبو بكر بن أبي شيبة وغيرهم .



          وقد روي بألفاظ متعددة منها ما أخرجه الحافظ ابن عبد البر الأندلسي في الإستيعاب حيث قال : حدثنا سعيد بن نصر ، قال حدثنا قاسم بن أصبغ ، قال حدثنا محمد بن وضّاح ، قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا وكيع ، عن عصام بن قدامة ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم :



          (( أيتكن صاحبة الجمل الأدبب ، يقتل حولها خلق كثير ، وتنجو بعد ماكادت)) .



          قال ابن عبد البر : وهذا الحديث من أعلام نبوته صلى الله عليه (وآله) وسلم ، وعصام بن قدامة ثقة ، وسائر الإسناد أشهر من أن يحتاج إلى ذكره .



          ومنها ما أخرجه أحمد حيث قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال حدثنا شعبة ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس بن أبي حازم :



          (( أنّ عائشة قالت : لما أتت على الحوأب ، سمعت نباح الكلاب ، فقالت : ما أظنني إلا راجعة ، إن رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم قال لنا : أيتكن تنبح عليها كلاب الحوأب؟ فقال لها الزبير : ترجعين عسى الله عزوجل أن يصلح بك بين الناس)) .



          قال الحافظ ابن كثير الدمشقي في تاريخه : وهذا الإسناد صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجوه .



          وقال أحمد بن حنبل أيضا : حدثنا يحي ، عن إسماعيل ، حدثنا قيس ، قال :



          (( لما أقبلت عائشة بلغت مياه بني عامر ليلاً نبحت الكلاب ، قالت : أي ماء هذا؟ قالوا : ماء الحوأب ، قالت : ما أظنني إلا راجعة ، فقال بعض من كان معها ، بل تقدمين ، فيراك المسلمون ، فيصلح الله عزوجل ذات بينهم ، قالت : إن رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم قال لها ذات يوم : كيف بإحداكن تنبح عليها كلاب الحوأب؟)) .



          وإنما ترددت لأن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم كان بصدد الزجر عن الفعل الذي سوف تقوم به لاسيما بعد كونها من البغاة بسبب خروجها على إمام زمانها بالإتفاق ، ولكنها مع ذلك واصلت سيرها ، وشاركت بالقتال .



          4- خروج قرن الشيطان :
          ومضافا إلى تنبيه الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم على مصداقية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) وخطأ من وقف ضده في معركة الجمل ، ينبه على أن محاربيه منهم تنشأ الفتنة ، ومن ذلك ما أخرجه عدة من الحفاظ منهم البخاري في صحيحه بالإسناد عن عبد الله بن عمر قال :



          (( قام النبي صلى الله عليه و آله خطيباً ، فأشار نحو مسكن عائشة ، فقال : هاهنا الفتنة -ثلاثاً- من حيث يطلع قرن الشيطان)) .



          وقال أحمد بن حنبل في المسند : حدثنا وكيع ، حدثني عكرمة بن عمار ، عن سالم ، عن ابن عمر قال :



          (( خرج رسول الله صلى الله عليه و آله من بيت عائشة ، فقال : رأس الكفر من هاهنا ، من حيث يطلع قرن الشيطان)) .



          4- معركة التأويل :
          وقد ورد ذلك بعدة مضامين منها ما أخرجه أحمد بن حنبل والنسائي في خصائص أمير المؤمنين والحاكم والبغوي في شرح السنة والبيهقي في شعب الإيمان وأبوبكر بن أبي شيبة وأبو نعيم الإصبهاني وابن حبان وابن عساكر وأبويعلى الموصلي وغيرهم ، بعدة ألفاظ متقاربة ، ومنها ما أخرجه الحاكم بإسناده عن أبي سعيد الخدري ، قال :



          (( كنا مع رسول الله صلى الله عليه و آله فانقطعت نعله ، فتخلف عليٌ يخصفها ، فمشى قليلاً ، ثم قال : إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله ، فاستشرف لها القوم وفيهم أبوبكر وعمر رضي الله عنهما قال أبو بكر : أنا هو ، قال صلى الله عليه و آله : لا . قال عمر : أنا هو ، قال صلى الله عليه و آله : لا ، ولكن خاصف النعل يعني علياً ، فبشرناه ، فلم يرفع به رأسه ، كأنه قد كان سمعه من رسول الله صلى الله عليه و آله



          قال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه . ووافقه الذهبي في التلخيص .



          وهذا المعنى أكد عليه الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم بكلمات أخرى منها ما أخرجه الحاكم بإسناده عن أبي ثابت مولى أبي ذر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول :



          (( علي مع القرآن والقرآن مع علي لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض)) .



          قال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ، ووافقه الذهبي في التلخيص .



          5- أحاديث مروق الخوارج :
          والأحاديث التي إتفق المحدثون على ورودها في الخوارج والتي تدل على كفرهم وخروجهم من الدين في أعلى مراتب التواتر وقد أخرجها جمع كبير من الحفّاظ منهم البخاري ومسلم والنسائي والترمذي وأحمد بن حنبل والبيهقي وابن حزم والبزار والطبراني والخطيب وابن عساكر وابن عدي وابن الجوزي وأبو نعيم الإصبهاني وأبو داود الطيالسي وأبو بكر بن أبي عاصم وعبد الرزاق الصنعاني وأبو بكر بن أبي شيبة والحاكم وأبو يعلى الموصلي وعبد الله بن أحمد بن حنبل والواحدي في أسباب النزول والبغوي ، وكثير من الحفاظ غيرهم .



          وقد ورد ذلك بألفاظ متقاربة منها ما أخرجه البخاري في صحيحه بالإسناد عن أبي سعيد الخدري قال :



          (( بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم ، وهو يقسم قسما ، إذ أتاه الخويصرة ، وهو رجل من بني تميم ، فقال : يا رسول الله اعدل ، فقال صلى الله عليه و آله : ويلك ، ومن يعدل إذا لم أعدل ، فقد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل . فقال عمر : يا رسول الله ، إئذن لي فيه فأضرب عنقه ، فقال : دعه ، فإن له أصحاباً يُحقِّرُ أحدكم صلاته مع صلاتهم ، وصيامه مع صيامهم ، يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، ينظر إلى نصله فلا يوجد فيه شيء ، ثم يُنظر إلى رصافه فما يوجد فيه شيء ، ثم يُنظر إلى نَضِيّهِ وهو قدحه فلا يوجد فيه شيء ، ثم ينظر إلى قذَذِهِ فلا يوجد فيه شيء ، قد سبق الفرَثَ والدم ، آيتهم رجلٌ أسود إحدى عَضُدَيه مثل ثدي المرأة ، أو مثل البضعةِ تدردر ، ويخرجون على حين فرقة من الناس .



          قال أبو سعيد : فأشهد أني سمعت هذا الحديث من رَسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم ، وأشهد أنّ علي بن أبي طالب (ع) قاتلهم ، وأنا معه ، فأمر بذلك الرجل ، فالتمس ، حتى نظرت إليه على نعت النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم الذي نعته)) .



          والأحاديث المنبهة على الإنحرافات كثيرة جدا ، وما تقدم من أهمها ، ويمكن للمتتبع أن يجدها في كتب الحديث المتفرقة .



          6- غدر الأمة بأمير المؤمنين (ع) :



          وهذا المعنى أخرجه عدة من الحفاظ منهم الحاكم في المستدرك بالإسناد عن أبي إدريس الأودي عن علي (ع) قال :



          (( إنه مما عهد الي النبي صلى الله عليه و آله أن الأمة ستغدر بي بعده)) .



          قال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، ووافقه الذهبي في التلخيص .



          وأخرج أيضا عن حيان الأسدي ، قال سمعت عليا (ع) يقول : قال لي رسول الله صلى الله عليه و آله :



          (( إن الأمة ستغدر بك بعدي ، وأنت تعيش على ملتي وتقتل على سنتي ، من أحبك أحبني ، ومن أبغضك أبغضني ، وإن هذه ستخضب من هذا يعني لحيته من رأسه)) .



          وصف الحاكم والذهبي الحديث بأنه صحيح .

          تعليق


          • #6
            مولد رسول الله (ص) ونسبه إلى آدم عليه السلام ووقت وفاته

            ولد صلّى الله عليه وآله وسلّم يوم الجمعة عند طلوع الشمس السابع عشر من شهر ربيع الاَول من عام الفيل (1).

            (وفي رواية العامّة: ولد صلّى الله عليه وآله وسلّم يوم الاثنين، ثمّ اختلفوا فمن قائل يقول لليلتين من شهر ربيع الاَوّل (2) ،ومن قائل يقول: لعشر ليال خلون منه (3)، وذلك لاَربع وثلاثين سنة وثمانية أشهر مضت من ملك كسرى) (4) أنوشيروان بن قباد وهو قاتل مزدك والزنادقة ومبيرهم (5)وهو الذي عنى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم على ما يزعمون: ولدت في زمان الملك العادل الصالح (6). ولثمان سنين وثمانية أشهر من ملك عمرو بن هند ملك العرب (7).

            وكنيته: أبو القاسم.

            وروى أنس بن مالك قال: لمّا ولد إبراهيم ابن النبيّ من مارية أتاه جبرئيل عليه السلام فقال: «السلام عليك أبا إبراهيم»، أو: «يا أبا إبراهيم» (8)

            ونسبه: محمّد بن عبدالله بن عبد المطلب ـ واسمه شيبة الحمد ـ بن هاشم ـ واسمه عمرو ـ بن عبد مناف ـ واسمه المغيرة ـ بن قصي ـ واسمه زيد ـ ابن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر وهو قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان (9).

            وروي عنه عليه السلام أنّه قال: «إذا بلغ نسبي عدنان فأمسكوا» (10).

            وروي عن اُمّ سلمة زوج النبيّ عليه السلام قالت: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول: «معد بن عدنان بن اُدد بن زيد بن ثرا بن أعراق الثرى، قالت اُمّ سلمة: زيد هميسع وثرانبت وأعراق الثرى إسماعيل بن إبراهيم عليه السلام؛ قالت: ثمّ قرأ رسول الله وصلّى الله عليه وآله وسلّم: (وَعاداً وثَمَودَ وأصْحابَ الرَّسِّ وَقُروناً بَينَ ذلِك كَثيراً ) (11)لا يعلمهم إلاّ الله» (12).

            وذكر الشيخ أبو جعفر بن بابويه رضوان الله عليه: عدنان بن أدّ بن اُدد بن يامين بن يشجب بن منحر بن صابوغ بن الهميسع (13).

            وفي رواية اُخرى: عدنان بن اُدد بن زيد بن يقدد بن يقدم الهميسع بن نبت بن قيدار بن إسماعيل بن إبراهيم عليه السلام (14).

            وقيل: الاَصحّ الذي اعتمد عليه أكثر النسّاب وأصحاب التواريخ: أنّ عدنان هو اُدّ بن اُدد بن اليسع بن الهميسع بن سلامان بن نبت بن حمل بن قيدار بن إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام ابن تارخ بن ناحور بن ساروغ بن ارغوا بن فالغ بن عابر (15) وهو هود عليه السلام ابن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح عليه السلام بن لمك بن متّوشلخ بن أخنوخ (16) وهو إدريس عليه السلام (ابن يارد) (17) بن (مهلائيل) (18) يارد بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم عليه السلام أبي البشر (19).

            واُمّه: آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤيّ بن غالب.

            وأرضعته حتّى شبّ حليمة بنت عبدالله بن الحارث بن شجنة السعديّة من بني سعد بن بكر بن هوازن، وكانت ثويبة مولاة أبي لهب بن عبد المطّلب أرضعته أيضاً بلبن ابنها مسروح وذلك قبل أن تقدم حليمة ، وتوفيّت ثويبة مسلمة سنة سبع من الهجرة، ومات ابنها قبلها، وكانت قد أرضعت ثويبة قبله حمزة بن عبد المطلب عمّه، فلذلك قال رسول الله عليه السلام لابنة حمزة: «إنّها ابنة أخي من الرضاعة» وكان حمزة أسنّ من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بأربع سنين (20).

            وأمّا جدّته اُمّ أبيه عبدالله: فهي فاطمة بنت عمر <و> بن عائذ بن عمران بن مخزوم.

            واُمّ عبدالمطلب: سلمى بنت عمرو من بني النجّار.

            واُمّ هاشم: عاتكة بنت مرّة بن هلال من بني سليم.

            واُمّ قصي وزهرة: فاطمة بنت سعد من أزد السراة (21).

            وصدع صلّى الله عليه وآله وسلّم بالرسالة يوم السابع والعشرين من رجب وله يومئذ أربعون سنة.
            وقبض صلوات الله عليه وآله يوم الاثنين لليلتين بقيتا من صفر سنة إحدى عشر من الهجرة، وهو ابن ثلاث وستّين سنة (22).



            الفهرس


            (1) مساّر الشيعة: 29، التهذيب للطوسي 6: 2، مصباح المتهجد: 732، قصص الاَنبياء للراوندي:316 |393، مناقب ابن شهرآشوب 1: 172، روضة الواعظين: 70، اقبال الاَعمال: 603، العدد القوية: 110، ونقله المجلسي في بحار الاَنوار 15: 279 | 25 ، وفي بعض المصادر: طلوع الفجر بدل طلوع الشمس.
            (2) الطبقات الكبرى 1: 101، تاريخ اليعقوبي 2: 7، صفة الصفوة 1: 52، الوفا بأحوال المصطفى 1: 90، ونقله المجلسي في بحار الاَنوار 15: 279 | 25.
            (3) الطبقات الكبرى 1: 100، صفة الصفوة 1: 52، الوفا بأحوال المصطفى 1: 90، ونقله المجلسي في بحار الاَنوار 15: 279|25.
            (4) ما بين القوسين لم يرد في نسخة «ق»، وفي نسخة «ط» إلى آخر المقطع، واثبتناه من نسخة «م» ونسخة المجلسي.
            (5) مبيرهم: مهلكهم. «لسان العرب 4: 86».
            (6) قصص الاَنبياء للراوندي: 316| ذيل الحديث 393 قطعة منه، ونقله المجلسي في بحار الاَنوار 15: 279 | 25.
            (7) مناقب ابن شهرآشوب 1: 172، ونقله المجلسي في بحار الاَنوار 15: 280|25.
            (8) الطبقات الكبرى 1: 135، مستدرك الحاكم 2: 604، دلائل النبوة للبيهقي 1: 164 الوفا بأحوال المصطفى 1: 105، ونقله المجلسي في بحار الاَنوار 15: 280|25.
            (9) مناقب ابن شهر آشوب 1: 154، سيرة ابن هشام 1: 1، الطبقات الكبرى 1: 55، تاريخ الطبري 2: 271، مروج الذهب 3: 5|1442، دلائل النبوة للبيهقي 1: 179، الاستيعاب 1: 13، ونقله المجلسي في بحار الاَنوار 15: 280|25.
            (10) قصص الاَنبياء للراوندي: 316|394، مناقب ابن شهر آشوب 1: 155، الطبقات الكبرى 1: 56، ونقله المجلسي في بحار الاَنوار 15: 280|25.
            (11) الفرقان 25:: 38.
            (12) مناقب ابن شهر آشوب 1: 155، دلائل النبوة للبيهقي 1: 178ـ 179، وذكر صدره الطبري في تاريخه 2: 271، وابن الجوزي في الوفا بأحوال المصطفى 1: 16، ونقله المجلسي في بحار الاَنوار 15: 280|25.
            (13) نقله المجلسي في بحار الاَنوار 15: 280|25.
            (14) مناقب ابن شهر آشوب 1: 155، الطبقات الكبرى1 : 57، تاريخ الطبري 2: 174، وباختلاف يسير في الاَخرين، ونقله المجلسي في بحار الاَنوار 15: 280|25.
            (15) في نسخة «ط»: غابر.
            (16) في نسخة «م» زيادة: ويقال: اُخنوخ.
            (17) ليس في نسختي «ط، ق».
            (18) في نسخة «ط»: مهلائل.
            (19) مناقب ابن شهر آشوب 1: 155، مروج الذهب 3: 5|1442، ونقله المجلسي في بحار الاَنوار 15: 280|25.
            (20) انظر: المقنعة: 456، التهذيب للطوسي 6: 2، مناقب ابن شهر آشوب 1: 155و 173، سيرة ابن هشام 1: 164، و 165 و 169، الطبقات الكبرى 1: 59 و 108، تاريخ اليعقوبي 2: 10، مروج الذهب 3: 13 | 1459، دلائل النبوة للاصبهاني 1: 196و 197 | 95 و 96، صفة الصفوة 1: 56 و 61 ،ونقله المجلسي في بحار الاَنوار 15: 281|25.
            (21) انظر: سيرة ابن هشام 1: 109، و 111 و 114، الطبقات الكبرى 1: 62 و 64، تاريخ اليعقوبي 2: 11، تاريخ الطبري 2: 247 و 252 و 254، الكامل في التاريخ 2: 10 و 16 و 18 و 33، البداية والنهاية 2: 210، ونقله المجلسي في بحار الاَنوار 15: 281|25.
            (22) انظر: الكافي 4: 149|2، المقنعة: 456، الارشاد 1: 189، التهذيب للطوسي 6: 2، مصباح المتهجد: 732، مناقب ابن شهر آشوب 1: 173، ونقله المجلسي في بحار الاَنوار 15: 281|25.

            تعليق


            • #7
              موالي وموليات وجوار ي رسول الله (ص)

              أمّا مواليه:


              فزيد بن حارثة، وكان لخديجة اشتراه لها حكيم بن حزام بسوق عكاظ بأربعمائة درهم فوهبته لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بعد أن تزوّجها، فأعتقه فزوّجه اُمّ أيمن، فولدت له اُسامة، وتبنّاه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فكان يدعى زيدا ابن رسول الله، حتّى أنزل الله تعالى(ادعُوهُم لآبائهِم) .

              وأبو رافع : واسمه أسلم ، وكان للعبّاس فوهبة له ، فلمّا أسلم العبّاس بشر أبو رافع النبي صلى الله عليه وآله وسلم بإسلامه فأعتقه ، وزوجه سلمى مولاته ، فولدت له عبيدالله بن أبي رافع ، فلم يزل كاتباً لعليّ عليه السلام أيام خلافته .

              وسفينة: واسمه رباح، اشتراه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فأعتقه.

              وثوبان: يكنّى أبا عبدالله من حمير، أصابه سبي فاشتراه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فأعتقه.

              وبشار: وكان عبداً نوبيّاً، أعتقه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فقتله العرنيون الذين أغاروا على لقاح رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

              وشقران: واسمه صالح.

              وأبو كبشة: واسمه سليمان.

              وأبو ضميرة: أعتقه صلّى الله عليه وآله وسلّم وكتب له كتاباً فهو في يد ولده.

              ومدعم أصابه سهم في وادي القرى فمات.

              وأبو مويهبة، وأنيسة، وفضالة، وطهمان، وأبو أيمن، وأبو هند، وأنجشة وهو الذي قال فيه صلّى الله عليه وآله وسلّم: «رويدك يا أنجشة، رفقاً بالقوارير» وصالح، وأبو سلمى، وأبو عسيب، وعبيد ، وأفلح ، وريفع ، وأبو لقيط ، وأبو رافع الأصغر، ويسار الأكبر، وكركرة أهداه هوذة بن عليّ الحنفيّ إلى النبيّ فأعتقه، ورباح، وأبو لبابة، وأبو اليسر وله عقب .

              وأمّا مولياته:

              فإنّ المقوقس ـ صاحب الاِسكندريّة ـ أهدى إليه جاريتين: إحداهما مارية القبطيّة، ولدت له إبراهيم وماتت بعده بخمس سنين، سنة ستّة عشر، ووهب الاُخرى لحسّان بن ثابت .

              واُمّ أيمن حاضنة النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، وكانت سوداء ورثها عن اُمّه، وكان اسمها بركة، فأعتقها وزوّجها عبيد الخزرجيّ بمكّة فولدت له أيمن، فمات زوجها، فزوّجها النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم من زيد فولدت له اُسامة، أسود يشبهها، فاُسامة وأيمن أخوان لاَمّ .

              وريحانة بنت شمعون، غنمها من بني قريظة .


              وأما خدمه من الأحرار:


              فأنس بن مالك، وهند وأسماء (ابنتا خارجة الأسلميّتان) .

              تعليق

              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
              حفظ-تلقائي
              x

              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

              صورة التسجيل تحديث الصورة

              اقرأ في منتديات يا حسين

              تقليص

              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
              أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
              ردود 2
              12 مشاهدات
              0 معجبون
              آخر مشاركة ibrahim aly awaly
              بواسطة ibrahim aly awaly
               
              يعمل...
              X