إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

شهادة عبد الله الرضيع عليه السلام

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شهادة عبد الله الرضيع عليه السلام

    http://www.s-alshirazi.com/lectuer/amah/shaaer.htm
    ومن الشعائر في هذه الأيام أن بعض الموالين يأتون بأطفالهم الرضع تشبيهاً برضيع الإمام الحسين سلام الله عليه فيحملونه على الأكفّ ليشتدّ بكاء الناس، ولا شك أن لهم بذلك أجراً إن كان في مقام تعظيم شعائر أبي عبد الله سلام الله عليه؛ ولقد روي أن الإمام الصادق سلام الله عليه كان جالساً يستمع لمرثية شاعر في مصاب الإمام الحسين سلام الله عليه وكانت النسوة خلف ستار يستمعن أيضاً فجيء بطفل من وراء الستار فوضع في حجر الإمام سلام الله عليه فلما رآه الإمام اشتد بكاؤه. هذا مع أنه كانت تمرّ على حادثة عاشوراء ومقتل الطفل الرضيع عقود من الزمن، ولكنها كانت مؤثّرة جدّاً.
    لقد تألم الأئمة من كل ما جرى على الإمام الحسين سلام الله عليه يوم عاشوراء، وتأثروا عميقاً ودائماً من كل واحدة من المصائب من قتل علي الأكبر والعباس والقاسم والأصحاب، ولكن مصيبة الرضيع كانت مصيبة مقرحة.
    ويوم خرج المختار الثقفي بعد خمس سنين، وجاء المنهال إلى المدينة ودخل على الإمام السجاد سلام الله عليه، قال له الإمام: ما صنع حرملة بن كاهل الأسدي(18)؟
    لقد كان موقف الإمام الحسين سلام الله عليه يوم عاشوراء عند مقتل الرضيع موقف المتأمل ما يصنع بطفله الرضيع بعد أن ذبحوه، أيرجعه إلى أمّه أم يدفنه أولاً ثم يخبرها بمقتله؟ إنه كان قد ذهب ليطلب له الماء، فماذا يصنع وما سيقول لأمه وقد عاد به قتيلاً؟! ولئن كان الإمام معصوماً فإن أمه ليست معصومة؛ واختار سلام الله عليه أن يدفنه ولم يذهب به مذبوحاً إلى الخيام، وإن كان الأمران كل واحد منهما صعب وفي منتهى الألم.
    إن هذه المصائب كان من شأنها أن تذيب الحديد، ولكن الإمام سلام الله عليه كان معصوماً والمعصوم وإن كان أرقّ الناس عاطفة، ولكنه أيضاً أكملهم عقلاً، ويسير لعقله بأمر الله تعالى. أما الحوراء زينب فكادت أن تذوب أيضاً لولا أن الإمام سلام الله عليه وضع يده المباركة على صدرها ودعا لها فألهمها الله الصبر.
    روي أنّه حتى الأرض والسماوات لم تتحمّل عظم المصيبة وطلبت من الله أن يقضي على أولئك القوم بزلزال من الأرض أو صاعقة من السماء، وملئ ما بين السماء والأرض بالملائكة الذين كانوا يحملون بأيديهم قطعاً من النار وهم ينتظرون الإذن من الإمام لكي يحرقوا أولئك الظالمين(19)؛ إلا أن الإمام سلام الله عليه كان قد اختار ما اختاره الله تعالى وهو أن يبذل دمه ودماء أهل بيته في سبيل الإبقاء على الإسلام وإقامة الصلاة.
    ونُقل أن المرجع الكبير السيد عبد الهادي الشيرازي كان قبل أن يكبّر لصلاة الجماعة يسلّم على الإمام الحسين سلام الله عليه ثم يدخل في الصلاة، وعندما سئل عن السبب قال: لولا الحسين سلام الله عليه لما أقيمت الصلاة.
    ولم يقل هذا من عند نفسه، فإن المعصوم هو من قال في حق سيد الشهداء: أشهد أنك قد أقمت الصلاة.
    إن هذه المشاهد هزّت الملائكة ولذلك تدخّلوا لأنهم كانوا قد لاحظوا من قبل وفي حوادث ومواقف أقلّ إثارة لسخط الله من هذه الحادثة أن الله تعالى كان يأخذ الظالمين فوراً أو يغضب لأوليائه؛ لذلك طلبوا منه هذه المرة أيضاً أن يتدخل وينزل غضبه على هؤلاء القوم ولا يدع سيد الشهداء سلام الله عليه يقتل بذلك النحو الفجيع.
    فمن الحوادث التي يمكن الاستشهاد بها في المقام مثلاً حادثة خروج النبي صلّى الله عليه وآله من مكة ليلاً بعدما أراد قومه أن يقتلوه في قصة المبيت المشهورة؛ ثم عاد إليها بعد 8 سنوات، وكان صلّى الله عليه وآله يعلم أنه سيعود ظافراً وسيحكم مكّة. ولكنه عندما خرج من مكة في تلك الليلة تلفت إليها وبكى لأنها كانت مسقط رأسه وفيها بيته وبيت أبيه وأمه وتاريخ أجداده ابراهيم وإسماعيل وعبد المطلب.
    روي عن النبي والأئمة سلام الله عليهم أنّه من أجل ذلك أي بسبب بكاء النبي صلّى الله عليه وآله غضب الله على مكة(20) وهي البقعة الوحيدة في العالم التي تضمّ بيته سبحانه؛ فكرَّه المبيت فيها. فصار من المندوب على من يذهب للحج أن يبيت خارجها ليلاً ثم يعود إليها نهاراً، ولقد عمل بهذا الحكم الشرعي النبي صلّى الله عليه وآله والإمام أمير المؤمنين سلام الله عليه مع أنّ المواصلات لم تكن يومذاك ميسّرة كما في أيامنا هذه.
    وهكذا ما روي عن قصة صالح وما جرى على ثمود الذين عقروا الناقة؛ يقول الله تعالى: «فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا»(21) وهذه الفاء في «فدمدم» هي فاء الترتيب الاتصالي، كما قال العلماء، فان الله تعالى لم يمهلهم بل قتلهم في مساء نفس اليوم الذي عقروا فيه الناقة.
    وحيث إن الملائكة يعلمون بهذه الأمور ورأوا أن ما يجري في عاشوراء هو أعظم منها بكثير، لذلك توجهوا إلى الله يطلبون منه أن يحولوا دون وقوعها.
    ولكن الإمام الحسين سلام الله عليه كان قد اختار ما اختاره الله تعالى له، فواصل طريق الشهادة حتى نهايته ليكون دمه ضمانة لحفظ الإسلام عن الانحراف.
    فحذار حذار من التشكيك في قضايا الحسين وشعائره، فكما أن الأجر والمقام والأمل والثواب عظيم لمن يقف في صف الحسين وشعائره، فكذلك العقاب عظيم لمن يشكك فيها أو يعرقل إجراءها. واعلموا أن ما يجري في السماوات من تعظيم هذه الشعائر لهو أعظم بكثير مما يجري في الأرض في بلاد الشيعة وغيرهم من مجالس وإطعام وشعار وكتب وأقراص مدمجة وما يبث عبر الفضائيات وينشر على الإنترنيت وغير ذلك.
    أسأل الله أن يشملنا بفضله العميم وأن يجنّبنا نقمته وغضبه التي جعلها لمن وقفوا أو يقفون في وجه الإمام الحسين سلام الله عليه وشعائره. وأن يجعل جميع المؤمنين من المشجّعين للشعائر الحسينية المتريثين في إطلاق ما لا يعلمون حكمه وأن يرجعوا في ما يختلفون فيه إلى المراجع فعليهم تقع المسؤولية، وأن يتقبل الله من الجميع ما بذلوه في هذا السبيل.


    --------------------------------------------------------------------------------

    (1) سورة الروم: الآية 14.
    (2) مهج الدعوات/ قنوت الإمام الحسين سلام الله عليه/ ص 48.
    (3) بحار الأنوار/ ج45/ ص 74.
    (4) سورة الفرقان: الآية 77.
    (5) سورة النجم: الآية 39.
    (6) سورة النحل: الآية 125.
    (7) عمدة القاري/ج13/ ص 36 والسيل الجرار/ ج3/ ص 16. كما ذكر ابن حجر في فتح الباري/ج5/ ص 125 الحادثة نفسها مع أم سلمة.
    (8) منية المريد للشهيد الثاني (ره)/ ص47.
    (9) وسائل الشيعة/ ج8/ الحج/ أبواب وجوبه/ الباب 1/ ص 7/ ح12.
    (10) المصدر نفسه/ ج9/ الحج/ أبواب بقية كفارات الإحرام/ الباب 13.
    (11) أصول الكافي/ ج1/ باب الكون والمكان/ ص 90/ ح5.
    (12) سورة القلم: الآية 4.
    (13) سورة النجم: الآية9.
    (14) سورة الحاقة: الآيات 44ـ 47.
    (15) كامل الزيارات/ الباب التسعون إن الحائر من المواضع .../ ص 260.
    (16) المصدر نفسه/ص 444.
    (17) ثواب الأعمال/ ثواب من زار قبر الحسين سلام الله عليه/ ص 94.
    (18) الأمالي للطوسي/ المجلس التاسع في بقية أحاديث.../ ص 238.
    (19) معالي السبطين/ ج1/ ص 18.
    (20) وسائل الشيعة/ ج9/ ص 342/ ح8.
    (21) سورة الشمس: الآية 14.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
ردود 2
12 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
يعمل...
X