هل اعددنا العدة لشهر رمضان ؟
تاريخ الحديث: 25 شعبان 1423(2-11-2002)
نبث إليكم حديث الجمعة الذى القاه سماحة الشيخ حبيب الكاظمى واليكم أهم محاور ما في هذا الحديث :
مـلـخـص الـحـديـث - Lecture Summary
1- ان من افضل ما يروي لنا عظمة هذا الشهر الكريم : هو ما رواه على (ع) عن النبي (ص) اذ خطب المسلمين ذات يوم ، فابتداها (ص) بذكر اقبال الشهر على الصائمين ، ومن المعلوم ان الاقبال متفرع على اشتياق المقبل لمن اقبل عليه ، فكان الشهر المبارك هو الذى يشتاق الى صائميه !.. فيقبل عليهم بالجوائز الكريمة ، ومنها : المغفرة فى اوله .. فطوبى لمن ضمن الرضوان فى آخره ! .
2- ان الانتساب الى العظيم بالذات ، يوجب العظمة بالعرض .. فهذه الانفاس التى لا قيمة لها فى باقى الايام ، تتحول الى تسبيح ( وانفاسكم فيه تسبيح )! .. والنوم الذى هو اخو الموت ، يتحول الى الى عبادة ( ونومكم فيه عبادة )!.. وخلوف فم الصائم ذو الرائحة الكريهة ، يتحول الى ما هو اطيب من المسك! .. كل ذلك من بركات الضيافة الالهية فى هذا الشهر،فطوبى لمن تعرض لها بشرطها وشروطها ! .
3- ان النبي (ص) يدعونا لان نسال الله تعالى التوفيق لـ : ( صيام هذا الشهر، وتلاوة كتابه ).. وهذا يشعرنا بمعنى دقيق ، وهو ان الصيام المقبول ، والقراءة المؤثرة ، لا يتم الا بتسديد ومباركة من المولى الكريم .. اذ كم من صائم ليس من صيامه الا الظمأ ، وكم من قائم ليس له من قيامه الا العناء!! .. ثم يذكر المصطفى (ص) امرا مخيفا حيث يقول : ( فان الشقى من حرم غفران الله فى هذا الشهر العظيم ).. اوهل يمكن ان نكون من الاشقياء فى هذه السنة ؟!.
4- ان للصوم لغة الرمزية الواضحة ، فالنبى (ص) يريد منا ان ننتقل من ظاهر الصوم الى باطنه.. ومنه تذكر المعانى التى ترتبط بالصيام ، ومنها : اهوال القيامة من جوعها وعطشها .. وهذا بدوره يدعو الصائم الى ان يعد العدة ليتجنب مثل تلك الاهوال ، وذلك يالعمل الدائبلما يخفف عنه الحساب فى ذلك اليوم العصيب !.
5- ان النبي (ص) يذكر بالمحطة العبادية الكبرى فى الحياة ( وهى الصلاة )! حتى فى شهر رمضان .. فان! العبد يزداد سموا وتحليقا فى صلاته ، عند المناسبات الزمانية والمكانية المتميزة .. فمن اهم ثمار الازمنه والامكنه المباركة : هي الصلاة الخاشعة التى كانت تمثل قرة عين الرسول (ص) حيث يقول عنها فى هذه الخطبة : ( وارفعوا اليه ايديكم بالدعاء فى اوقات صلواتكم ، فانها افضل الساعات ، ينظر الله عزوجل فيها بالرحمة الى عباده : يجيبهم اذا ناجوه ، ويلبيهم اذا نادوه ، ويستجيب لهم اذا دعوه ).
6- ان الشريعة الخاتمة تربط دائما بين البعد الفردى للعبادة وبين البعد الاجتماعى لها ، فلا يريد منا ان نعيش حالة الرهبانية والصومعه ، بل يريد منا ان نعيش حالة العبودية الجامعه ،ومنها الاهتمام بامور المسلمين ، سواء فى طعامهم المعنوى ( ارشادا وهداية ) او طعامهم المادى ( افطارا للصائمين ) .. ومن الغريب هذا الجزاء العظيم الذى يذكره المصطفى (ص) فى هذا الشهر حيث يقول : ( من فطر منكم صائما فى هذا الشهر، كان له بذلك عند الله عتق رقبة، ومغفرة لما مضى من ذنوبه! ).ان من الضرورى ان نرفع فى هذه السنه شعار: ( ! خير رمضان مر علينا ) .. فمن يروم القمم العالية ، عليه بالنية الجازمة والمحددة للوصول الى تلك القمم ! .. ولنعلم ان هناك فرقا واضحا - عند اهله- بين صوم العوام ( وهو الكف عن الطعام والشراب ) وصوم الخواص ( وهو الكف عن المحارم كلها ) وصوم خواص الخواص ( وهو الاعراض عما سوى الله تعالى ) .. فلنتامل هذه الدرجات الشاسعة ، لنرى ما هو الجديد فى صيام هذا العام ..فان المغبون من تساوت رمضانيتاه !!.
7- كان المصطفى (ص) يستغل كل مناسبة للتذكير بخط الولاية ، بدء من اول الدعوة فى حديث الدار المعروف ، الى حادثة غدير خم فى اخريات حياته المباركة .. فنراه فى آخر هذه الخطبة يبكى بما يثير سؤال على (ع) عن سبب ذلك ، فيقول : ( ابكى لما يستحل منك فى هذا الشهر!.. كأنى بك وانت تصلى لربك ، وقد انبعث اشقى الاولين ، شقيق عاقر ناقة ثمود ، فضربك ضربة على قرنك، فخضب منها لحيتك ) .. والملفت بعد ذلك سؤال على (ع) عن ذلك : وذلك فى سلامة من ديني ؟!.. فيجيب النبى (ص) بالايجاب ، فيقر لها عين ابى الحس! ن (ع) .. فلننظر! الى قمة الرسالية والعبودية لرب العالمين ، فى حياة خاتم الانبياء من جهة ، وخاتم الاوصياء من جهة اخرى .. اللهم اجعلنا ممن يتولاهم ، ويستن بسنتهم ، لتشمله شفاعتهم .
منقول عن موقع السراج.
تاريخ الحديث: 25 شعبان 1423(2-11-2002)
نبث إليكم حديث الجمعة الذى القاه سماحة الشيخ حبيب الكاظمى واليكم أهم محاور ما في هذا الحديث :
مـلـخـص الـحـديـث - Lecture Summary
1- ان من افضل ما يروي لنا عظمة هذا الشهر الكريم : هو ما رواه على (ع) عن النبي (ص) اذ خطب المسلمين ذات يوم ، فابتداها (ص) بذكر اقبال الشهر على الصائمين ، ومن المعلوم ان الاقبال متفرع على اشتياق المقبل لمن اقبل عليه ، فكان الشهر المبارك هو الذى يشتاق الى صائميه !.. فيقبل عليهم بالجوائز الكريمة ، ومنها : المغفرة فى اوله .. فطوبى لمن ضمن الرضوان فى آخره ! .
2- ان الانتساب الى العظيم بالذات ، يوجب العظمة بالعرض .. فهذه الانفاس التى لا قيمة لها فى باقى الايام ، تتحول الى تسبيح ( وانفاسكم فيه تسبيح )! .. والنوم الذى هو اخو الموت ، يتحول الى الى عبادة ( ونومكم فيه عبادة )!.. وخلوف فم الصائم ذو الرائحة الكريهة ، يتحول الى ما هو اطيب من المسك! .. كل ذلك من بركات الضيافة الالهية فى هذا الشهر،فطوبى لمن تعرض لها بشرطها وشروطها ! .
3- ان النبي (ص) يدعونا لان نسال الله تعالى التوفيق لـ : ( صيام هذا الشهر، وتلاوة كتابه ).. وهذا يشعرنا بمعنى دقيق ، وهو ان الصيام المقبول ، والقراءة المؤثرة ، لا يتم الا بتسديد ومباركة من المولى الكريم .. اذ كم من صائم ليس من صيامه الا الظمأ ، وكم من قائم ليس له من قيامه الا العناء!! .. ثم يذكر المصطفى (ص) امرا مخيفا حيث يقول : ( فان الشقى من حرم غفران الله فى هذا الشهر العظيم ).. اوهل يمكن ان نكون من الاشقياء فى هذه السنة ؟!.
4- ان للصوم لغة الرمزية الواضحة ، فالنبى (ص) يريد منا ان ننتقل من ظاهر الصوم الى باطنه.. ومنه تذكر المعانى التى ترتبط بالصيام ، ومنها : اهوال القيامة من جوعها وعطشها .. وهذا بدوره يدعو الصائم الى ان يعد العدة ليتجنب مثل تلك الاهوال ، وذلك يالعمل الدائبلما يخفف عنه الحساب فى ذلك اليوم العصيب !.
5- ان النبي (ص) يذكر بالمحطة العبادية الكبرى فى الحياة ( وهى الصلاة )! حتى فى شهر رمضان .. فان! العبد يزداد سموا وتحليقا فى صلاته ، عند المناسبات الزمانية والمكانية المتميزة .. فمن اهم ثمار الازمنه والامكنه المباركة : هي الصلاة الخاشعة التى كانت تمثل قرة عين الرسول (ص) حيث يقول عنها فى هذه الخطبة : ( وارفعوا اليه ايديكم بالدعاء فى اوقات صلواتكم ، فانها افضل الساعات ، ينظر الله عزوجل فيها بالرحمة الى عباده : يجيبهم اذا ناجوه ، ويلبيهم اذا نادوه ، ويستجيب لهم اذا دعوه ).
6- ان الشريعة الخاتمة تربط دائما بين البعد الفردى للعبادة وبين البعد الاجتماعى لها ، فلا يريد منا ان نعيش حالة الرهبانية والصومعه ، بل يريد منا ان نعيش حالة العبودية الجامعه ،ومنها الاهتمام بامور المسلمين ، سواء فى طعامهم المعنوى ( ارشادا وهداية ) او طعامهم المادى ( افطارا للصائمين ) .. ومن الغريب هذا الجزاء العظيم الذى يذكره المصطفى (ص) فى هذا الشهر حيث يقول : ( من فطر منكم صائما فى هذا الشهر، كان له بذلك عند الله عتق رقبة، ومغفرة لما مضى من ذنوبه! ).ان من الضرورى ان نرفع فى هذه السنه شعار: ( ! خير رمضان مر علينا ) .. فمن يروم القمم العالية ، عليه بالنية الجازمة والمحددة للوصول الى تلك القمم ! .. ولنعلم ان هناك فرقا واضحا - عند اهله- بين صوم العوام ( وهو الكف عن الطعام والشراب ) وصوم الخواص ( وهو الكف عن المحارم كلها ) وصوم خواص الخواص ( وهو الاعراض عما سوى الله تعالى ) .. فلنتامل هذه الدرجات الشاسعة ، لنرى ما هو الجديد فى صيام هذا العام ..فان المغبون من تساوت رمضانيتاه !!.
7- كان المصطفى (ص) يستغل كل مناسبة للتذكير بخط الولاية ، بدء من اول الدعوة فى حديث الدار المعروف ، الى حادثة غدير خم فى اخريات حياته المباركة .. فنراه فى آخر هذه الخطبة يبكى بما يثير سؤال على (ع) عن سبب ذلك ، فيقول : ( ابكى لما يستحل منك فى هذا الشهر!.. كأنى بك وانت تصلى لربك ، وقد انبعث اشقى الاولين ، شقيق عاقر ناقة ثمود ، فضربك ضربة على قرنك، فخضب منها لحيتك ) .. والملفت بعد ذلك سؤال على (ع) عن ذلك : وذلك فى سلامة من ديني ؟!.. فيجيب النبى (ص) بالايجاب ، فيقر لها عين ابى الحس! ن (ع) .. فلننظر! الى قمة الرسالية والعبودية لرب العالمين ، فى حياة خاتم الانبياء من جهة ، وخاتم الاوصياء من جهة اخرى .. اللهم اجعلنا ممن يتولاهم ، ويستن بسنتهم ، لتشمله شفاعتهم .
منقول عن موقع السراج.