تويت
مجريات الأحداث والأوضاع العامة في مملكة آل سعود تفيد بأن النظام السعودي ليس بعافية كما يتظاهر رموز آل سعود فهذه الأحداث تؤكد حالة الاحتقان السياسي في المملكة والتي تتصل بطبيعة الممارسات والأساليب الفردية والفوقية والاستبدادية التي تذكرنا بالعصور الوسطى التي تعتمدها السلطات الحاكمة في السعودية والتي قل أن يوجد لها مثيل في عالم اليوم .. وفي قراءة أولية للأحداث والأوضاع في مملكة آل سعود يكتشف المتابع تخبط سياسات العائلة السعودية في عالم متغير وعدم قدرة صانعي القرار السعودي على الاستجابة لمعطيات العصر وأن ليس أمام النظام السعودي فرصة للبقاء إلا بالاعتماد على سياسة النار والحديد .. وهي السياسة التي تعود آل سعود على ممارستها وهي عماد النظام السعودي الذي وجد بالسيف وعلى حساب أهل الأرض من سكان شبه الجزيرة العربية .
ليس مستغربا في ظل هذه الظروف أن تحدث انشقاقات داخل العائلة السعودية حيث برزت على السطح سياسات المحاور والأجنحة العائلة وهو الأمر الذي يسعى آل سعود إلى حجبه والتستر عليه فقد تسربت مؤخراً أخبار عن خلافات بين جناحي السديريين وجناح الملك عبدالله وأن مسألة تجاوز هذه الخلافات تبدو صعبة كما أن الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس الأمريكي بوش إلى الرياض وبعض عواصم الخليج فجرت هذه الخلافات المسكوت عنها وقد انتقد العديد من رموز السديريين تصرفات الملك عبد الله أثناء تلك الزيارة والبذخ الذي صاحب استقبال بوش ومحاولة التقرب إليه في محاولة لسد الطريق أمام عودة السديريين مرة أخرى إلى سدة العرش السعودي .
وتسربت أخبار مماثلة عن انتقادات عنيفة وجهت إلى الملك عبدالله الذي تعمد إقصاء السديريين وتهميشهم في حضرة بوش والتظاهر بأنه قادر على تسيير أمور المملكة دون الحاجة إلى الرمز السديرية وهو الأمر الذي شكل استفزازا حقيقياً للجناح السديري وأفادت مصادر مطلعة من الرياض أن شعور السديريين واستهجانهم لتصرفات الملك السعودي عبرت عنه بعض الرموز السديرية علنا في جلسة خاصة جمعتهم بالملك وأن تلاسناً حدث أثناء تلك الجلسة بين بعض المقربين من الملك وبين السديريين وأن تلك الانتقادات ركزت على ما يسمى بالانبطاح الملكي أمام بوش وجملة التنازلات التي قدمت لبوش في إطار دعم حملته لمحاربة الإرهاب خاصة في مملكة آل سعود والوعود التي قطعها الملك عبد الله بشأن ذلك وقد تم توجيه اتهام علني للملك مفاده محاولة الانفراد بالسلطة بعيداً عن تأثير بعض الرموز السديرية المعروفة وقد تسربت أخبار عن عودة ملكية لبوش تتصل بزيادة أعداد الجيش الأمريكي المرابض في السعودية وتكثيف التنسيق الاستخباراتي بين الطرفين إلى الأمر الذي رأي فيه السديريون الطامحون إلى عودة العرش السعودي إلى جعبتهم تركزت حول استجابة الملك لمطالب بوش بشأن بعض الأحكام التي أصدرتها محكمة التمييز بالرياض بحق بعض رموز الإصلاح في المملكة .
وكانت تقارير حقوقية وجهت اتهامات جديدة لمملكة آل سعود تتعلق بالإجراءات التصاعدية والممارسات القمعية بحق المجتمع بكافة مكوناته وأطيافه الاجتماعية والسياسية والفكرية والدينية خاصة الشيعة الذين يعانون مظاهر الإقصاء والتهميش مشيرة إلى تصعيد الممارسات القمعية والإجراءات الاستثنائية ضد حرية الفكر والتعبير والنشر ومنع الكتاب والصحفيين وإغلاق وحجب العديد من المنتديات الفكرية والثقافية من قبل أجهزة الأمن السعودي .
تعليق