إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

تحديد خلفاء النبي من خلال فهمنا لدور النبي الأكرم في هداية الأمَّة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تحديد خلفاء النبي من خلال فهمنا لدور النبي الأكرم في هداية الأمَّة

    بسم الله الرحمن الرحيم


    تَحـديـد خلـفـاء النـبِيِّ
    من خلال فهمنا لدور النبي الأكرم في هداية الأمَّة





    إنَّنا نقرأ دور النبي الأكرم – صلى الله عليه وآله وسلَّم - في هداية البشريَّة، فنلاحظ أنَّه لم يكن مُجرَّد شخص يتلقَّى وحي ربِّه ويُبلِّغه إلى النَّاس، بل كان بالإضافة إلى ذلك يقوم بوظائف أساسيَّة أهمُّها:


    1 - تحقيق الهداية القرآنية؛ فالقرآن لا يهدي بنفسه، بل النَّبي – صلى الله عليه وآله وسلم - هو الهادي بنور القرآن، قال تعالى (الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) [ابراهيم: 1]، فلاحظ أنَّ القرآن الكريم نسب (الإخراج من الظلمات إلى النور) إلى النبي وليس إلى القرآن، وهذا لا ينفي هداية القرآن، ولكنه صريح في أن النبي هو الذي يُحقِّق هداية القرآن. أي أنَّ القرآن من غير النبي ليس يملك لوحده أن يُخرج النَّاسَ من الظُّلمات إلى النُّور.


    2 - تفسير القرآن الكريم، وبيان مُحكَمه ومُتشابِهه، وكشف مُبهَماته وغوامضه، قال تعالى: (...وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) [النحل: 44] .


    3 - تمثيل الأسوة الحسنة في السلوك الأخلاقي، ليقتدي به كل من سواه، قال تعالى: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً) [الأحزاب: 21] .


    4 - الدفاع عن حقَّانية الإسلام ومنظومة الفكر الإلهي الصحيح، في وجه الشبهات والأطروحات الفكرية المغرضة.


    5 - إدارة الدولة الإسلامية بالصورة التي تحمي الأمّة من الوقوع في أي منزلق خطير قد يؤثِّر سلباً على موقع الحق والاستقامة في حياة المؤمنين.


    ونحن نتساءل: هل برحيل النبي الأكرم – صلى الله عليه وآله وسلم – لم يعد الناس بحاجة إلى الهداية النبوية؟


    إنَّ من يجيب بنعم، فهو لم يقرأ السيرة النبوية، ولم يطَّلع على وضع الناس في حياة النبي وبعده، ولم يمتلك صورة واقعيَّة عن مزايا ورزايا المجتمع الإسلامي، وما يُحدق به من مخاطر.. وأمَّا من يمتلك ثقافة تاريخيَّة متوسِّطة، فهو يدرك بكلِّ وضوح أنَّ الناس بعد وفاة النبي لم يكونوا أقلَّ احتياجاً إلى شخص النبي الكريم في مواقع المسؤولية التي كان النبي الأكرم يشغلها بكلِّ جدارة وكفاءة..


    ومن هنا نُدرك أنَّ الاطِّلاع الصحيح على التاريخ ومُجرياته، لا يدع مجالاًً للشكِّ في الضرورة المُلحَّة لوجود من يقوم مقامَ النبي في تلك الوظائف والمسؤوليات بالغة الأهمِّية..


    إذاً: لا بُدَّ من خليفة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولا بُدَّ لخليفة النبيِّ أن يكون متوفِّراً على مَزايا النَّبي ما عدا النبوَّة المتَّفق على ختمها.. فما هو موقع هذه الفكرة في مذاهب المسلمين وفِرَقِهم؟


    من المؤسف أنَّ جميع الفرق الإسلاميَّة، وبالرغم من إدراكها لصحَّة هذا الاستدلال، إلاَّ أنَّها لا تؤمن ولا تُذعن بضرورة وجود من ينوب عن النبي، ويكون في مستواه من حيث الجدارة.. ما عدا فرقة إسلاميَّة واحدة، وهم الشيعة الإماميَّة الاثنا عشريَّة.


    ويبدو أنَّ الزيديَّة يؤمنون بِهذه الفكرة على المستوى النظري بكلِّ صراحة، كما يُفهم من تصريحات علمائهم بهذا الصدد، وكما يُفهم من بعض ما يقبلون به من الحديث النبوي، كقوله صلى الله عليه وآله وسلم: (...وَلْيَقْتَدِِ بأهل بيتي من بعدي، فإنَّهم عِترتي، خُلِقُوا من طينتي، ورُزِقُوا فهمي وعلمي) ، وفي لفظ آخر: (أعطاهم الله علمي وفهمي) [انظر: كتاب الموعظة الحسنة] . إلاَّ أنَّهم في واقع التطبيق لم يُقدِّموا النموذج الذي يعبِّر عن نظريتهم بصورة كاملة..


    وأعتقد أنَّ سائر المذهب كان موقفهم منطقيًّا بالنظر إلى منظومتهم الفكريَّة؛ لأنَّهم إذا أرادوا أن يقبلوا هذه الفكرة، فإنَّهم سيجدون أنَّها لا تنسجم مع نسيج فكرهم العقدي؛ باعتبارها تنقض بعض المعطيات التي يتبنَّونها في فكرهم ومفكِّريهم..


    ومن الْمُلفت للنَّظر: أنَّ كثيراً من طُلاّب العلم الزيديَّة يتَّجهون إلى مذهب الشيعة الإماميَّة؛ لأنَّهم يكتشفون حقَّانيَّة الفكرة، ولا يجدون لها تطبيقاً صحيحاً في مذهبهم..



    فالخلاصة: أنَّ هذه الأطروحة تدعم مذهب الشيعة الإماميَّة في ضرورة أن ينوب عن النبيِّ - صلى الله عليه وآله – خلفاءُ يحملون مزايا النبي ما عدا النبوَّة. ولا يعتقد بِهذه الفكرة - بالرغم من وضوحها وحقَّانيَّتها - غير الشيعة الإماميَّة. وهذا يعني أنَّنا لن نجد لها تطبيقاً صحيحاً إلاَّ في أئمَّتهم أئمَّة أهل البيت عليهم السلام.



    وهذه الفكرة هي الفكرة المنطقيَّة الوحيدة التي تُفسِّر سبب اقتران أهل البيت بالقرآن في ضمان الهداية (حديث الثقلين) ؛ إذ لو كان موقع أهل البيت كموقع بقيَّة الأمَّة، لما كان هناك معنًى لأن يقترن ذكرهم بالقرآن الكريم.. والأمر الوحيد الذي يُبرِّر تموقعهم في هذا الموقع الشريف، هو أن نقول بأنَّهم يقومون مقام النبي في هداية الناس بالقرآن الكريم، فكما أنَّ النبيَّ كان يُخرج الناس من الظلمات إلى النور، فكذا الأئمَّة من أهل بيته يُخرجون النَّاس من الظلمات إلى النُّور.


    ونحن وإن كنَّا توصَّلنا إلى حقَّانيَّة هذه الفكرة انطلاقاً من تأمُّل دور الهداية النبويَّة، بيد أنَّ هناك العديد من الأدلَّة التي تدعم هذه الفكرة، ومن جُملتها العديد من الروايات التي اتَّفق على روايتها السنة والزيدية والشيعة، والتي لسنا بصدد استعراضها، ويمكن مراجعتها في العديد من الكتب التي ألَّفها الزيدية والإمامية في موضوع الإمامة والولاية..


    والحمد لله ربِّ العالمين..
    التعديل الأخير تم بواسطة أدب الحوار; الساعة 05-04-2008, 09:30 PM.

  • #2
    اللهم صل على محمد وآل محمد

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    x

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

    صورة التسجيل تحديث الصورة

    اقرأ في منتديات يا حسين

    تقليص

    لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

    يعمل...
    X