إن المطالبة والدعوة من قبل العالم الإسلامي لتدويل الحجاز وتحرير الأراضي المقدسة من هيمنة آل سعود والفكر الأحادي المعتمد ونقصد هنا تعاليم ونواهي المذهب الوهابي سيعيد إلى مكة المكرمة رمزيتها في وحدة المسلمين.
فمكة والمدينة هما وجهة مقدسة ومركز الوحدة الروحية لكل المسلمين وفريضة الحج هي مسيرة نحو الله الذي سيقف أمامه كل البشر والكعبة هي النقطة المركزية التي تنتظم حولها دائرة المؤمنين العبادية حول العالم.
ولهذا قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- "الحج عرفة"إلا أن الحج عبادة جامعة أودع الله فيها فوائد أخرى كثيرة بصورة مباشرة أو غير مباشرة ومن هذه الفوائد أنه وسيلة للوحدة الإسلامية العالمية.
والجانب الحقيقي لحضور عرفاتيتعلق بالآخرة إلا أن السر العميق لوحدة الإسلام كان في الوقت نفسه.
ذلك لأن الوحدة هي التجمع حول مركز واحد،وحين يتجمع المسلمون حول ربهم خلال الحج؛ فهم يكتشفون كذلك سر تحويل كثرتهم العددية إلى وحدة.
إنهم يكتشفون أسرار دنياهم بينما هم يتلقون أسرار أخراهم.
من هنا فإن فكرة وضع الحجاز تحت إشراف إسلامي مشترك يجعل الحجاز والعاصمة المقدسة مكة..حجر الزاوية لوحدة المسلمين العملية كما يمارسونها عبادياً في مواسم الحج.
لأن تحقيق الوحدة من منطلق مكة يمنح الأمة مناعة ضد كل خطط التقسيم والهيمنة وفرض النفوذ الاستكباري.
وكل ذلك يتوقف على قدرة المسلمين على تحرير الحجاز من السعوديين ونفوذهم الاستكباري؛ ليكون المنطلق لاستقلال الأمة في عمومها.