إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

:::::::::: حــيــــاة الـــدنـــــيــــــا و تــــقـــــوى الـــلــــه ::::::::::

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • :::::::::: حــيــــاة الـــدنـــــيــــــا و تــــقـــــوى الـــلــــه ::::::::::

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد و آل محمد الأطيبين الأطهرين
    و اللعنة الدآئمة الوبيلة على أعدآئهم و ظالميهم أجمعين


    كنت أستذكر مع نفسي اليوم بعض الأفكار
    فطرئت علي التفكير في حال الدنيا , كيف وصفها الله عز و جل
    لماذا نحن البشر لا نثق بوعد الله عز و جل

    لذا أحببت أن أشارككم ببعض هذه الإيضاحات , لعل نستفيد منها جميعا و للنظر إلى الدنيا من منظار القرآن الكريم :

    الله سبحانه مع ما يقرر هذه الحياة الدنيا يعدها في مواضع كثيرة من كلامه شيئا رديا هينا لا يعبأ بشأنه

    كقوله تعالى: " وما الحياة الدنيا في الآخرة إلا متاع " الرعد - 26
    فوصف الحياة الدنيا بهذه الاوصاف فعدها متاعا والمتاع ما يقصد لغيره،

    وقوله تعالى: " تبتغون عرض الحياة الدنيا " النساء - 94،
    وعدها عرضا والعرض ما يعترض ثم يزول،

    وقوله تعالى: " تريد زينة الحياة الدنيا " الكهف - 28،
    وعدها زينة والزينة هو الجمال الذي يضم على الشئ ليقصد الشئ لاجله فيقع غير ما قصد ويقصد غير ما وقع،

    وقوله تعالى: " وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو " الانعام - 32،
    وعدها لهوا واللهو ما يلهيك ويشغلك بنفسه عما يهمك،
    وعدها لعبا واللعب هو الفعل الذي يصدر لغاية خيالية لاحقيقية،

    وقوله تعالى: " وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور " الحديد - 20،
    وعدها متاع الغرور وهو ما يغر به الانسان.

    ويفسر جميع هذه الآيات ويوضحها قوله تعالى: " وما الحياة الدنيا إلا لهو ولعب وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون " العنكبوت - 64،

    يبين ان الحياة الدنيا إنما تسلب عنها حقيقة الحياة أي كمالها في مقابل ما تثبت للحياة الآخرة حقيقة الحياة وكمالها، وهي الحياة التي لاموت بعدها، قال تعالى: " آمنين لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الاولى " الدخان - 56،

    وقال تعالى: لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد " ق - 35، فلهم في حياتهم الآخرة أن لايعتريهم الموت، ولايعترضهم نقص في العيش وتنغص، لكن الاول من الوصفين أعني الامن هو الخاصة الحقيقة للحياة الضرورية له.
    فالحياة الاخروية هي الحياة بحسب الحقيقة لعدم إمكان طرو الموت عليها بخلاف الحياة الدنيا، لكن الله سبحانه مع ذلك أفاد في آيات اخر كثيرة انه تعالى هو المفيض للحياة الحقيقية الاخروية والمحيي للانسان في الآخرة، وبيده تعالى أزمة الامور، فأفاد ذلك ان الحياة الاخروية أيضا مملوكة لامالكة ومسخرة لا مطلقة أعني انها إنما ملكت خاصتها المذكورة بالله لا بنفسها.

    الآن إنظر إلى وعد الله للمؤمنين :
    مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (97)
    وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً
    وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً
    وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً
    وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ
    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
    يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ

    مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (97)

    هذه كلها آثار الحياة الطيبة التي هي للإنسان إن إتقى الله عز و جل , و هذه الحياة الطيبة المقصود في هذه الآية الكريمة هي في الدنيا قبل الآخرة , و أما في الأخرة ف ( وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ )


    هناك أسرار كثيرة لا يسعنا الإشارة إليه و لكن زبدة المطلب هي أن يا إنسان , إن كنت تريد أن تحيى حياة طيبة , إن كنت تريد أن يكون من أمرك مخرجا , إن كنت تريد أن يجعل لك من أمرك يسرى , إن كنت تريد أن يجعل لك فرقانا , إن كنت تريد أن يعلمك الله , فإتقى الله , فقد عرفت أن الدنيا متاع الغرور .

    وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ

    فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْرًا لِّأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ

    أنا عندما أنظر إلى هذه الآية الكريمة أتوقف كثيرا لجلالة امر التقوى , إنظر إليها بتدبر :

    لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُواْ إِذَا مَا اتَّقَواْ وَّآمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِثُمَّ اتَّقَواْ وَّآمَنُواْ ثُمَّ اتَّقَواْ وَّأَحْسَنُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ
    فبعد طي هذه المراحل الثلاثة من التقوى ستصبح من المحسنين !!!!!

    ونقرأ في حديث عن امير المؤمنين(عليه السلام) انه قال:
    «من غرس اشجار التقى جنى ثمار الهدى»

    وجاء ايضاً في احدى خطب نهج البلاغة و له عليه السلام خطبة مشهورة في وصف المتقين , انه قال بأبي هو و أمي :
    «اما بعد فاني أُوصيكم بتقوى الله .. فان تقوى الله دواء داء قلوبكم وبصر عمى افئدتكم وشفاء مرض اجسادكم وصلاح فساد صدوركم وطهور دنس انفسكم وجلاء عشأ ابصاركم»
    وفي حديث عنه ايضاً أنه(عليه السلام) قال:
    «للمتقي هدىً في رشاد وتحرّج عن فساد»

    ونقرأ ايضاً في نهج البلاغة انه(عليه السلام) قال:
    «اين العقـول المستصبحة بمصـابيح الهـدى والابصار اللامحة الى منـار التقوى»


    ونختـم حـديثنا بحديث ذي معنـى عميق عن الرسـول(صلى الله عليه وآله وسلم) حيث قال: جاء في وصيّة الخضر لموسى(عليه السلام): «يا موسى وطِّـن نفسك على الصبـر تلق الحلـم واشعـر قلبك التقوى تنـل العلم وَرَضّ (روّض) نفسـك على الصبر تخلص من الاثم»( منية المريد للشهيد الثاني (ينقل عن بحار الانوار الجزء 1 الصفحة 227).

    و أسألكم خالص الدعآء

    و الحمد لله رب العالمين

    كتبه لواء الحسين
    في ليلة الجمعة المباركة 4 ربيع الثاني 1429

    يا زهرآآآآآء


  • #2
    اللهم صل على محمد و آل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم

    بارك الله بهذا الجهد الواضح البيّن
    و يؤسفنا أن لا يرد على هذه المواضيع المباركة
    والتي يجب ان تكون عاليا ً بدل المواضيع التي نجدها فقط كلام لا قيمة له و لا ثواب ..
    اقول هذا لنفسي قبل ان اقوله لأخواني وعزيزاتي ..

    على كل
    بارك الله فيك أخي المؤمن لواء الحسين صلوات الله عليه
    و مشكور على هذه التأملات التي نأمل ان تؤثر بأنفسنا الأمارة بالسوء اللاهية عن ربها و آخرتها المنشغلة بدنياها الفانية ..
    اللهم اهدنا الى سواء السبيل و اجعلنا من المؤمنين المتقين

    تعليق


    • #3
      بارك الله فيك اخينا لواء الحسين على هذا المجهود المعطر بالانفاس الملكوتية
      ****
      قل من نراه يكتب ويبذل جهدا في مثل هذه المواضيع ..
      فنسأل الله ان يزيدهم ويكثر من امثالكم بحق محمد واله الاطهار

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      x

      رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

      صورة التسجيل تحديث الصورة

      اقرأ في منتديات يا حسين

      تقليص

      لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

      يعمل...
      X