اللهم صل وسلم على محمد وآل محمد
بسنت رشاد كاتبة مصرية
قالت الكاتبة المصرية "لست رافضة للسنة النبوية بالكامل ولست علمانية أو من القرآنيين، ولكن أنا أسعى لإعمال العقل".
وبررت بسنت رشد إصدار هذا الكتاب بـ"الحاجة لإلقاء الضوء على الجنس بشكل عام باعتباره من المجاهيل، بينما الإسلام لم يغفل الجنس بالحديث والتناول فلماذا نتحرج منه".
وردت على الفتاوى التي كفرتها، بالقول: لست أقل إيمانا وإسلاما من الذين كفروني. وهم أيضا أصدروا فتاوى أنني حتى لو استتبت فأنا كافرة فحتى التوبة غير مقبولة عندهم.. هل هم حراس السنة النبوية أو وكلاء عن الرسول؟".
وأضافت "من أساء للرسول هو الإمام البخاري الذي كان شعوبيا". وأوضحت "استندت لمصادر عديدة تحدثت عن الإمام البخاري ومنها الكاتب المغربي شاكر النابلسي"، فرد عليها الزميل تركي الدخيلة "النابلسي كاتب فلسطيني وليس مغربيا".
وتابعت "البخاري بشر وقد يكون أخطأ ولقد صحح له الإمام الألباني عندما قال إن البخاري أورد 600 ألف حديث للرسول وما صح منها 4 آلاف فقط".
وقالت "مثلا هو يقول عن الرسول إنه أوتي قوة 30 رجلا .. أليس هذا يخص الرسول وما حاجتنا نحن كمسلمين أن نعرف هذا عن الرسول، أليس للرسول خصوصية في علاقاته مع زوجاته؟.. لقد قال أيضا إن الرسول كان يباشر السيدة عائشة وهي حائضة ولديه 9 زوجات غيرها".
أول قراءة محايدة في الكتاب الازمة
( الحب والجنس في حياة النبي )
الأديان في مصر منطقة حدودية محظور على الكتاب والمفكرين والأدباء والمؤرخين الإقتراب منها الا بحسابات وشروط وقواعد قاسية في التطبيق وتناولها بما يخالف ما هو ثابت في عقول وتصورات المواطن ينتقل بالمفكر أو الاديب في لحظات من خانة الإيمان الى خانة الكفر دون انتظار لتحقيقات النيابة وأحكام القضاء , بل ويتسابق الجميع في اطلاق اللعنات ورفع الأكف بالدعاء على من يدخل هذه المنطقة دون مراعاة شعوره والمكتسب والموروث في ذهنه عن الدين والأنبياء وعلاقة الخالق بالمخلوق , وهي محددات فرضت منذ البداية على كل من يفكر في الدخول لمنطقة الأديان أن يضع قيودا وشروطا مسبقة على نفسه قبل أن يتطرق لهذه المنطقة الملتهبة وهذه القيود مرتبطة بوضع سقف لحرية التناول يقف ارتفاعه عند حد الإلتزام بالسياق التاريخي وديناميكية المجتمع وبما هو ثابت بالقطع والدليل في الكتب السماوية , و هذه المحددات والقيود وضعها المصريون منذ بداية الحياة على أرض مصر وأصبحت مصدرا أساسيا في تشكيل الرأي العام المصري وحكمه على الأمور وهو ما لم يحدث بالصدفة بل وقفت وراءه أسباب ودوافع لعبت فيها أمراض النشأة دورا هاما إنطلاقا من أن النظام السياسي العربي غبر تاريخه الطويل لم يكن نظاما سلطويا مهيمنا على النشاط الحياتي في المجتمع فحسب , بل أيضا يحيا المواطن في ظله عاجزا مغلوبا على أمره مهموما بتأمين حاجياته الآنية فقط ويعيش على هامش الوجود لا في الصميم وتحتل روحه وفكره الأشياء والسلع والمقتنيات والإهتمامات السطحية , ويقيم علاقاته على أساس الإقتناص والذعر وقلق دائما وحذر باستمرار من احتمالات السقوط والفشل , وهي الحالة المعقدة التي تستثمرها السلطة في مصر دائما لملأ فراغ شرعيتها وذلك عن طريق اثارة مخاوف الجماهير وفي ظل هذه البيئة المصرية المتدينة بطبعها يأتي الدين كأهم مكون للضمير والوجدان المصري الذي عرف الاديان منذ عبادة الشمس وحتى التوحيد كمحرك رئيسي وأساسي للرأي العام و سلطة المجتمع التي تحد من خروج أي فرد على مجموعة القيم والمبادئ والمثل العليا التي ارتبطت منذ القدم بالقيم الدينية التي ترى أن الفضيلة لا تتكون فجأة وانما تأتي على مراحل من التوجيه وتهذيب النفس البشرية وحثها على الخير والكمال , وهنا مربط الفرس حيث أن المصريين متدينين بطبعهم وازدياد هذه الحالة مع الفتح الاسلامي حرصت الحكومات والحكام على عدم المساس بالدين الذي يمثل العصب في الرأي العام المصري فالمواطن يتنازل عن حقوق كثيرة له ويقبل ظلم الحكام ولكنه يثور عند المساس بدينه ومنذ الفتح الاسلامي وحتى الآن شكلت القيم الاخلاقية والمثل العليا على أساس ديني بحت وبالتالي عندما يخترق كاتب أو أديب أو مؤرخ هذه المحددات السابقة ويتجاوز بعضا من الثوابت التي وضعها المصريون أو أزاح رداء القداسة عن بعض الرموز فتحت عليه كل مخازن الزخيرة الحية واستدعى الاحتياطي والمخزون الاستراتيجي وبعض المفكرين الذين تجاوزوا الخطوط الحمراء دفعوا حياتهم نتيجة ذلك والبعض الآخر فرضت عليه الاقامة الجبرية والبعض تم تكفيره وإهدار دمه والبعض تم تهجيره
وقد عادت أجواء التكفير واهدار الدم مع أزمة كتاب ( الحب والجنس في حياة النبي ) وطلت برأسها من جديد في وجه مؤلفته بسنت رشاد التي اقتربت من الخطر فيما رسخ في وجدان هذه الامة , وكأنها بذلك تعلن عن رضائها و توازنها النفسي المبني على الموروث الثقافي والديني بغض النظر عن وجود نقاط ضعف فيه من عدمه !! وهذه هي الكارثة التي يتسبب فيها القائمين على المؤسسات الدينية الرسمية بإبقائهم الوضع على ما هو عليه خشية على مناصبهم أو خوفا من التصادم مع رغبات الحكام أو اثارة غضب البسطاء الذي تحكمه وتوجهه فوضى الفتاوى الفضائية وتؤثر فيه حناجر دعاة الكاسيت وجماعات المصالح الدينية , وهو الامر الذي يؤدي ببعض المفكرين الى الدخول الى هذه المنطقة الشائكة للبحث عن اجابات لاسئلة تدور منذ قرون ولكن يخشى الجميع طرحها وابرز مثال على هذا الامر هو ما تم في ازمة كتاب ( الحب والجنس في حياة النبي ) صلى الله عليه وسلم الذي أثار أزمة كبرى مؤخرا لذا كان من اللازم عرض قراءة له بعيدا عن الاثارة والتهييج ففي مقدمتها للكتاب تقول الكاتبة بسنت رشاد أن الجنس أصبح الان منتجا رائجا في اسواق العرب وتساءلت عن سبب اجتياح هذا المنتج للعقل العربي ؟ وعن سبب التعتيم العربي والاسلامي على الجنس رغم أهميته الحياتية ؟ وهو ما جعل الرجل العربي و المسلم نهشا في عصر السماوات المفتوحة بلا رقيب أخلاقي رغم أن الدين الاسلامي لم يهمش هذا الجانب وتحدث عنه باستفاضة وبساطة دون حرج فلا حياء في الدين وتضيف المؤلفة أن هناك أحاديث نبوية كثيرة تحدثت عن العلاقات الزوجية والجماع بطرق سليمة والرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن يتحرج في الحديث عن ذلك رغبة منه في فض الغموض حول هذا الموضوع لتأسيس وتربية أمة بأسرها و تضيف المؤلفة لكن هناك تحفظا على بعض الاحاديث التي بالغت في الوصف واستغرقت في تفاصيل تتنافى حتى مع انجازات الرسول ( ص ) السياسية والاجتماعية والدينية وتتنافى مع الابجديات العلمية والعقلية والمنطقية وهو ما يصنع مناخا حيويا للعبث في التركيبة العربية التي تفتقر للعلم بالأسس والمحددات والقواعد السليمة لهذا الامر لانشغالها بتصديق الخارق والاتصراف عن المعقول لذا يلزم هذه العقلية تكوينا معرفيا جديدا وكشف الغموض وغربلة ما ورد الينا من أحاديث في هذا الموضوع لاعادة بناء العقل العربي ووضع الجنس في اطاره الطبيعي البسيط بعيدا عن التهويل والتضخيم الذي عكس صورة سيئة عن الاسلام لدى الغرب , وفي لقاء معها قالت أن الصدمة التي تذهلك أن كل المستشرقين كان أول ما يقابلهم في شروعهم في دراسة الاسلام كما هائلا من هذه الاحاديث المبالغة في الوصف وهو ما ساعد على تكوين صورة ذهنية سيئة لدى الغرب .أما في الفصل الاول ( محنة الحبيبة ) عرضت الكاتبة لكيفية الإدراك المبكر عند اليهود لقوة سلاح الجنس وأثره على التركيبة العربية التي تداولت شائعة جنسية عن السيدة عائشة ( رضي الله عنها ) فيما عرف ( بحادثة الافك ) واستخدام ذلك في حرب نفسية ضد الرسول لاثنائه (صلى الله عليه وسلم ) عن استكمال مشروعه العظيم لبناء أمة قوية وصرفه عنه , في اطار صراع سياسي على امارة المدينة استخدم فيه اليهود وعبد الله بن أبي بعض المنافقين في الطعن في شرف أحب النساء الى قلب النبي صلى الله عليه وسلم والتي جاء صك برائتها من الله عز وجل في شهادة الهية تكشف هذه الحيلة الرخيصة حيث قال تعالى ( إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خيرلكم , لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم ) الى قوله تعالى ( إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين ءامنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وانتم لا تعلمون ) النور صدق الله العظيم واستطردت الكاتبة في هذا الفصل في ذكر حادثة الافك كاملة وفق رواية السيدة عائشة نفسها أما الفصل الثاني من الكتاب فقد حمل عنوان ( حب في بيت النبوة ) قالت الكاتبة فيه أن الاسلام لم يهمل الحب والجنس الذي قد يحسبه بعض الناس أبعد ما يكون عن الدين ويتوهم الكثير أن ما يتصل بالجنس والحب هو رجس من عمل الشيطان وأضافت أن الدين الاسلامي قد عني بهذا الجانب الفطري من حياة الانسان ووضع له القواعد والاحكام والتوجيهات لضمان أدائه لوظيفته في غير غلو ولا كبت ولا انحراف وقد عنيت كتب التفسير والحديث والفقه والاداب بهذا الامر في إطار العلم والتعليم , وأوضحت الكاتبة في هذا الفصل كيف كانت رحمة وحلم وذكاء وحكمة ورقة الرسول (ص ) في التعامل مع زوجاته ( أمهات المؤمنين ) على اختلافهن , كما تضمن هذا الفصل نصائح للرجل في تعامله مع زوجته وفق هدى الرسول وما يطمئن اليه العقل من أحاديث مروية أما ما يتصادم مع المنطق والعقل فيجب اتخاذ الاحتياطات في التعامل معها خاصة وأن بعض المفكرين والباحثين قد شككوا في صحتها و أوردت المؤلفة آراء لشاكر النابلسي والالباني وأحمد صبحي منصور وأحمد شوقي الفنجري حول هذا الامر وطالبت المتخصصين بالبحث في صحتها من عدمها خاصة وانها مبالغة في وصف الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الجانب ويأتي الفصل الثالث من الكتاب لتعرض فيه المؤلفة بسنت رشاد لآراء القرآنيين في الاحاديث التي أوردها البخاري وعكست صورة أسطورية عن القدرات الجنسية الخارقة للرسول (ص ) وكيف أنهم يرون – أي القرآنيين – أن البخاري أساء الى الرسول بهذه الاحاديث التي استخدمها الغرب في تصوير أن الرسول ما كان له هم الا النساء فقط وهو ما يتنافي جذريا مع انجازات الرسول (ص ) السياسية والاجتماعية والدينية , كما عرضت الكاتبة هذه الاراء والاحاديث تفصيليا كما يرددها القرآنيون وهو ما نسبه اليها الشيوخ الذين سمعوا عن الكتاب فقط ولم يقرأوه بينما تناولت المؤلفة بسنت رشاد من الفصل الرابع الى الفصل الثامن والاخير موضوع الجنس من الناحية العلمية البحته وضرورة الثقافة الجنسية بين الزوجين وذلك بما لا يتعارض مع صحيح الاسلام
منقوول
بسنت رشاد كاتبة مصرية
قالت الكاتبة المصرية "لست رافضة للسنة النبوية بالكامل ولست علمانية أو من القرآنيين، ولكن أنا أسعى لإعمال العقل".
وبررت بسنت رشد إصدار هذا الكتاب بـ"الحاجة لإلقاء الضوء على الجنس بشكل عام باعتباره من المجاهيل، بينما الإسلام لم يغفل الجنس بالحديث والتناول فلماذا نتحرج منه".
وردت على الفتاوى التي كفرتها، بالقول: لست أقل إيمانا وإسلاما من الذين كفروني. وهم أيضا أصدروا فتاوى أنني حتى لو استتبت فأنا كافرة فحتى التوبة غير مقبولة عندهم.. هل هم حراس السنة النبوية أو وكلاء عن الرسول؟".
وأضافت "من أساء للرسول هو الإمام البخاري الذي كان شعوبيا". وأوضحت "استندت لمصادر عديدة تحدثت عن الإمام البخاري ومنها الكاتب المغربي شاكر النابلسي"، فرد عليها الزميل تركي الدخيلة "النابلسي كاتب فلسطيني وليس مغربيا".
وتابعت "البخاري بشر وقد يكون أخطأ ولقد صحح له الإمام الألباني عندما قال إن البخاري أورد 600 ألف حديث للرسول وما صح منها 4 آلاف فقط".
وقالت "مثلا هو يقول عن الرسول إنه أوتي قوة 30 رجلا .. أليس هذا يخص الرسول وما حاجتنا نحن كمسلمين أن نعرف هذا عن الرسول، أليس للرسول خصوصية في علاقاته مع زوجاته؟.. لقد قال أيضا إن الرسول كان يباشر السيدة عائشة وهي حائضة ولديه 9 زوجات غيرها".
أول قراءة محايدة في الكتاب الازمة
( الحب والجنس في حياة النبي )
الأديان في مصر منطقة حدودية محظور على الكتاب والمفكرين والأدباء والمؤرخين الإقتراب منها الا بحسابات وشروط وقواعد قاسية في التطبيق وتناولها بما يخالف ما هو ثابت في عقول وتصورات المواطن ينتقل بالمفكر أو الاديب في لحظات من خانة الإيمان الى خانة الكفر دون انتظار لتحقيقات النيابة وأحكام القضاء , بل ويتسابق الجميع في اطلاق اللعنات ورفع الأكف بالدعاء على من يدخل هذه المنطقة دون مراعاة شعوره والمكتسب والموروث في ذهنه عن الدين والأنبياء وعلاقة الخالق بالمخلوق , وهي محددات فرضت منذ البداية على كل من يفكر في الدخول لمنطقة الأديان أن يضع قيودا وشروطا مسبقة على نفسه قبل أن يتطرق لهذه المنطقة الملتهبة وهذه القيود مرتبطة بوضع سقف لحرية التناول يقف ارتفاعه عند حد الإلتزام بالسياق التاريخي وديناميكية المجتمع وبما هو ثابت بالقطع والدليل في الكتب السماوية , و هذه المحددات والقيود وضعها المصريون منذ بداية الحياة على أرض مصر وأصبحت مصدرا أساسيا في تشكيل الرأي العام المصري وحكمه على الأمور وهو ما لم يحدث بالصدفة بل وقفت وراءه أسباب ودوافع لعبت فيها أمراض النشأة دورا هاما إنطلاقا من أن النظام السياسي العربي غبر تاريخه الطويل لم يكن نظاما سلطويا مهيمنا على النشاط الحياتي في المجتمع فحسب , بل أيضا يحيا المواطن في ظله عاجزا مغلوبا على أمره مهموما بتأمين حاجياته الآنية فقط ويعيش على هامش الوجود لا في الصميم وتحتل روحه وفكره الأشياء والسلع والمقتنيات والإهتمامات السطحية , ويقيم علاقاته على أساس الإقتناص والذعر وقلق دائما وحذر باستمرار من احتمالات السقوط والفشل , وهي الحالة المعقدة التي تستثمرها السلطة في مصر دائما لملأ فراغ شرعيتها وذلك عن طريق اثارة مخاوف الجماهير وفي ظل هذه البيئة المصرية المتدينة بطبعها يأتي الدين كأهم مكون للضمير والوجدان المصري الذي عرف الاديان منذ عبادة الشمس وحتى التوحيد كمحرك رئيسي وأساسي للرأي العام و سلطة المجتمع التي تحد من خروج أي فرد على مجموعة القيم والمبادئ والمثل العليا التي ارتبطت منذ القدم بالقيم الدينية التي ترى أن الفضيلة لا تتكون فجأة وانما تأتي على مراحل من التوجيه وتهذيب النفس البشرية وحثها على الخير والكمال , وهنا مربط الفرس حيث أن المصريين متدينين بطبعهم وازدياد هذه الحالة مع الفتح الاسلامي حرصت الحكومات والحكام على عدم المساس بالدين الذي يمثل العصب في الرأي العام المصري فالمواطن يتنازل عن حقوق كثيرة له ويقبل ظلم الحكام ولكنه يثور عند المساس بدينه ومنذ الفتح الاسلامي وحتى الآن شكلت القيم الاخلاقية والمثل العليا على أساس ديني بحت وبالتالي عندما يخترق كاتب أو أديب أو مؤرخ هذه المحددات السابقة ويتجاوز بعضا من الثوابت التي وضعها المصريون أو أزاح رداء القداسة عن بعض الرموز فتحت عليه كل مخازن الزخيرة الحية واستدعى الاحتياطي والمخزون الاستراتيجي وبعض المفكرين الذين تجاوزوا الخطوط الحمراء دفعوا حياتهم نتيجة ذلك والبعض الآخر فرضت عليه الاقامة الجبرية والبعض تم تكفيره وإهدار دمه والبعض تم تهجيره
وقد عادت أجواء التكفير واهدار الدم مع أزمة كتاب ( الحب والجنس في حياة النبي ) وطلت برأسها من جديد في وجه مؤلفته بسنت رشاد التي اقتربت من الخطر فيما رسخ في وجدان هذه الامة , وكأنها بذلك تعلن عن رضائها و توازنها النفسي المبني على الموروث الثقافي والديني بغض النظر عن وجود نقاط ضعف فيه من عدمه !! وهذه هي الكارثة التي يتسبب فيها القائمين على المؤسسات الدينية الرسمية بإبقائهم الوضع على ما هو عليه خشية على مناصبهم أو خوفا من التصادم مع رغبات الحكام أو اثارة غضب البسطاء الذي تحكمه وتوجهه فوضى الفتاوى الفضائية وتؤثر فيه حناجر دعاة الكاسيت وجماعات المصالح الدينية , وهو الامر الذي يؤدي ببعض المفكرين الى الدخول الى هذه المنطقة الشائكة للبحث عن اجابات لاسئلة تدور منذ قرون ولكن يخشى الجميع طرحها وابرز مثال على هذا الامر هو ما تم في ازمة كتاب ( الحب والجنس في حياة النبي ) صلى الله عليه وسلم الذي أثار أزمة كبرى مؤخرا لذا كان من اللازم عرض قراءة له بعيدا عن الاثارة والتهييج ففي مقدمتها للكتاب تقول الكاتبة بسنت رشاد أن الجنس أصبح الان منتجا رائجا في اسواق العرب وتساءلت عن سبب اجتياح هذا المنتج للعقل العربي ؟ وعن سبب التعتيم العربي والاسلامي على الجنس رغم أهميته الحياتية ؟ وهو ما جعل الرجل العربي و المسلم نهشا في عصر السماوات المفتوحة بلا رقيب أخلاقي رغم أن الدين الاسلامي لم يهمش هذا الجانب وتحدث عنه باستفاضة وبساطة دون حرج فلا حياء في الدين وتضيف المؤلفة أن هناك أحاديث نبوية كثيرة تحدثت عن العلاقات الزوجية والجماع بطرق سليمة والرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن يتحرج في الحديث عن ذلك رغبة منه في فض الغموض حول هذا الموضوع لتأسيس وتربية أمة بأسرها و تضيف المؤلفة لكن هناك تحفظا على بعض الاحاديث التي بالغت في الوصف واستغرقت في تفاصيل تتنافى حتى مع انجازات الرسول ( ص ) السياسية والاجتماعية والدينية وتتنافى مع الابجديات العلمية والعقلية والمنطقية وهو ما يصنع مناخا حيويا للعبث في التركيبة العربية التي تفتقر للعلم بالأسس والمحددات والقواعد السليمة لهذا الامر لانشغالها بتصديق الخارق والاتصراف عن المعقول لذا يلزم هذه العقلية تكوينا معرفيا جديدا وكشف الغموض وغربلة ما ورد الينا من أحاديث في هذا الموضوع لاعادة بناء العقل العربي ووضع الجنس في اطاره الطبيعي البسيط بعيدا عن التهويل والتضخيم الذي عكس صورة سيئة عن الاسلام لدى الغرب , وفي لقاء معها قالت أن الصدمة التي تذهلك أن كل المستشرقين كان أول ما يقابلهم في شروعهم في دراسة الاسلام كما هائلا من هذه الاحاديث المبالغة في الوصف وهو ما ساعد على تكوين صورة ذهنية سيئة لدى الغرب .أما في الفصل الاول ( محنة الحبيبة ) عرضت الكاتبة لكيفية الإدراك المبكر عند اليهود لقوة سلاح الجنس وأثره على التركيبة العربية التي تداولت شائعة جنسية عن السيدة عائشة ( رضي الله عنها ) فيما عرف ( بحادثة الافك ) واستخدام ذلك في حرب نفسية ضد الرسول لاثنائه (صلى الله عليه وسلم ) عن استكمال مشروعه العظيم لبناء أمة قوية وصرفه عنه , في اطار صراع سياسي على امارة المدينة استخدم فيه اليهود وعبد الله بن أبي بعض المنافقين في الطعن في شرف أحب النساء الى قلب النبي صلى الله عليه وسلم والتي جاء صك برائتها من الله عز وجل في شهادة الهية تكشف هذه الحيلة الرخيصة حيث قال تعالى ( إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خيرلكم , لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم ) الى قوله تعالى ( إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين ءامنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وانتم لا تعلمون ) النور صدق الله العظيم واستطردت الكاتبة في هذا الفصل في ذكر حادثة الافك كاملة وفق رواية السيدة عائشة نفسها أما الفصل الثاني من الكتاب فقد حمل عنوان ( حب في بيت النبوة ) قالت الكاتبة فيه أن الاسلام لم يهمل الحب والجنس الذي قد يحسبه بعض الناس أبعد ما يكون عن الدين ويتوهم الكثير أن ما يتصل بالجنس والحب هو رجس من عمل الشيطان وأضافت أن الدين الاسلامي قد عني بهذا الجانب الفطري من حياة الانسان ووضع له القواعد والاحكام والتوجيهات لضمان أدائه لوظيفته في غير غلو ولا كبت ولا انحراف وقد عنيت كتب التفسير والحديث والفقه والاداب بهذا الامر في إطار العلم والتعليم , وأوضحت الكاتبة في هذا الفصل كيف كانت رحمة وحلم وذكاء وحكمة ورقة الرسول (ص ) في التعامل مع زوجاته ( أمهات المؤمنين ) على اختلافهن , كما تضمن هذا الفصل نصائح للرجل في تعامله مع زوجته وفق هدى الرسول وما يطمئن اليه العقل من أحاديث مروية أما ما يتصادم مع المنطق والعقل فيجب اتخاذ الاحتياطات في التعامل معها خاصة وأن بعض المفكرين والباحثين قد شككوا في صحتها و أوردت المؤلفة آراء لشاكر النابلسي والالباني وأحمد صبحي منصور وأحمد شوقي الفنجري حول هذا الامر وطالبت المتخصصين بالبحث في صحتها من عدمها خاصة وانها مبالغة في وصف الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الجانب ويأتي الفصل الثالث من الكتاب لتعرض فيه المؤلفة بسنت رشاد لآراء القرآنيين في الاحاديث التي أوردها البخاري وعكست صورة أسطورية عن القدرات الجنسية الخارقة للرسول (ص ) وكيف أنهم يرون – أي القرآنيين – أن البخاري أساء الى الرسول بهذه الاحاديث التي استخدمها الغرب في تصوير أن الرسول ما كان له هم الا النساء فقط وهو ما يتنافي جذريا مع انجازات الرسول (ص ) السياسية والاجتماعية والدينية , كما عرضت الكاتبة هذه الاراء والاحاديث تفصيليا كما يرددها القرآنيون وهو ما نسبه اليها الشيوخ الذين سمعوا عن الكتاب فقط ولم يقرأوه بينما تناولت المؤلفة بسنت رشاد من الفصل الرابع الى الفصل الثامن والاخير موضوع الجنس من الناحية العلمية البحته وضرورة الثقافة الجنسية بين الزوجين وذلك بما لا يتعارض مع صحيح الاسلام
منقوول
تعليق