إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

كلمات من نور لكل من له قلب سليم

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كلمات من نور لكل من له قلب سليم

    عَنْ أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني، قال: حدَّثني الحسن بن القاسم قراءة، قال: حدَّثنا عليُّ بن إبراهيم بن المعلّـى، قال: حدَّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن خالد، قال: حدَّثنا عبد اللّه بن بكر المرادي، عن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن جدِّه، عن عليِّ بن الحسين، عن أبيه _ عليهم السلام _ .

    قال: بينا أمير الموَمنين _ عليه السلام _ ذات يوم جالس مع أصحابه يعبّئهم للحرب، إذ أتاه شيخ عليه شحبة (2)السفر، فقال: أينَ أمير الموَمنين؟ فقيل: هو ذا هو فسلَّم عليه، ثمَّ قال: يا أمير الموَمنين! إنّي أتيتك مِنْ ناحية الشّام وأنا شيخ كبير قد سمعت فيكَ مِنَ الفضل ما لا أحصي، وإنّي أظنّك ستغتال، فعلّمني ممّا علَّمك اللّه.

    قال _ عليه السلام _ : نعم، يا شيخ! مَنِ اعتدلَ يوماه فهو مغبون، وَمَنْ كانت الدُّنيا همته اشتدَّت حسرته عند فراقها، وَمَنْ كان غده شر يوميه فهو محروم، وَمَنْ لم يبال بما رزي من آخرته إذا سلمت له دُنياه فهو هالك، وَمَنْ لم يتعاهد النقص مِنْ نفسه غلب عليه الهوى، وَمَنْ كان في نقص فالموت خير له.

    يا شيخ! إرض للنّاس ما ترضى لنفسك، وأئت إلى النّاس ما تحبُّ أن يوَتى إليك.


    ____________
    (1) البحار: 27|89 ـ 90، ح (41).
    بيان: لعلَّ المراد ـ بالعاقبة ـ دولته ودولة ولده _ عليهما السلام _ في الرجعة أو في القيامة، كما قال تعالى: (والعاقبة للمتّقين) (القصص ـ 73).
    ويحتمل أن يكون المراد ـ بالعاقبة ـ هنا: الولد أو آخر الاَولاد، فإنَّ العاقبة تكون بمعنى الولد.
    وآخر كل شيء كما ذكره «الفيروزآبادي»: انتظار الفرج بظهور القائم _ عليه السلام _ .
    (2) الشحبة: صفة الشاحب وهو المتغيّـر اللون لعرض أو مرض أو سفر أو سهر ونحو ذلك.


  • #2
    ثمَّ أقبل على أصحابه، فقال: أيُّها النّاس! أما ترون إلى أهل الدُّنيا يمسون ويصبحون على أحوال شتى، فبين صريع يتلوّى، وبين عائد ومعود، وآخر بنفسه يجود، وآخر لا يُرجى، وآخر مسجّى، وطالب الدُّنيا والموت يطلبه، وغافل وليس بمغفول عنه، وعلى إثر الماضي يصير الباقي.

    فقال له زيد بن صوحان العبدي: يا أمير الموَمنين أيّ سلطان أغلب وأقوى؟ قال _ عليه السلام _ : الهوى، قال: فأيّ ذل أذل؟ قال _ عليه السلام _ : الحرص على الدُّنيا، قال: فأيّ فقر أشد؟ قال _ عليه السلام _ : الكفر بعد الاِيمان، قال: فأي دعوة أضل؟ قال _ عليه السلام _ : الدّاعي بما لا يكون.

    قال: فأيّ عمل أفضل؟ قال _ عليه السلام _ : التقوى، قال: فأيّ عمل أنجح؟ قال _ عليه السلام _ : طلب ما عند اللّه عزَّ وجلَّ، قال: فأيّ صاحب لك شر؟ قال ـ عليه السلام ـ : المزيّن لكَ معصية اللّه عزَّ وجل، قال: فأيّ الخلق أشقى؟ قال ـ عليه السلام ـ : مَن باع دينه بدنيا غيره، قال: فأيّ الخلق أقوى؟ قال _ عليه السلام _ : الحليم، قال: فأيّ الخلق أشح؟ قال _ عليه السلام _ : مَنْ أخذ المال من غير حلّه، فجعله في غير حقّه.

    قال: فأيّ النّاس أكيس؟ قال _ عليه السلام _ : مَنْ أبصرَ رشدهُ مِنْ غيّه، فمال إلى رشده، قال: فَمَنْ أحلم النّاس؟ قال _ عليه السلام _ : الذي لا يغضب، قال: فأيّ النّاس أثبت رأياً؟ قال _ عليه السلام _: مَنْ لم يغرّه النّاس مِنْ نفسه، ولم تغرّه الدُّنيا بتشوّقها، قال: فأيّ النّاس أحمق؟ قال _ عليه السلام _: المغترّ بالدُّنيا وهو يرى ما فيها مِنْ تَقَلّب أحوالها، قال: فأيّ النّاس أشدّ حسرة؟ قال _ عليه السلام _ : الذي حُرِمَ الدُّنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين، قال: فأيّ الخلق أعمى؟ قال ـ عليه السلام ـ الذي عمل لغير اللّه، يطلب بعمله الثواب مِنْ عند اللّه عزَّ وجلَّ، قال: فأيّ القنوع أفضل؟ قال _ عليه السلام _ : القانع بما أعطاه اللّه عزَّ وجلَّ، قال: فأيّ المصائب أشدّ؟ قال _ عليه السلام _ : المصيبة بالدين.

    قال: فأيّ الاَعمال أحبّ إلى اللّه عزَّ وجلَّ، قال _ عليه السلام _ : انتظار الفرج، قال: فأيّ النّاس خيرٌ عند اللّه؟ قال _ عليه السلام _ : أخوفهم للّه وأعملهم بالتقوى وأزهدهم

    ( 269 )فيالدُّنيا، قال: فأيّ الكلام أفضل عند اللّه عزَّ وجلَّ؟ قال _ عليه السلام _ : كثرة ذكره والتضرّعإليه بالدعاء، قال: فأيّ القول أصـدق؟ قال _ عليه السلام _ : شهــادة أن لا إلـه إلاّ اللّه.

    قال: فأيّ الاَعمال أعظم عند اللّه عزَّ وجلَّ؟ قال _ عليه السلام _ : التسليم والورع، قال: فأيّ النّاس أصدق؟ قال _ عليه السلام _ : مَنْ صدق في المواطن.

    ثمَّ أقبل _ عليه السلام _ على الشيخ، فقال: يا شيخ! إنَّ اللّه عزَّ وجلَّ خلق خلقاً ضيّق الدُّنيا عليهم، نظراً لهم فزهَّدهم فيها وفي حطامها، فرغبوا في دار السلام التي دعاهم إليها، وصبروا على ضيق المعيشة وصبروا على المكروه، واشتاقوا إلى ما عند اللّه عزَّ وجلَّ مِنَ الكرامة، فبذلوا أنفسهم ابتغاء رضوان اللّه.

    وكانت خاتمة أعمالهم الشهادة، فلقوا اللّه عزَّ وجلَّ وهو عنهم راضٍ، وعلموا أنَّ الموت سبيل مَنْ مضى وَمَنْ بقي، فتَزوَّدوا لآخرتهم غير الذهب والفضّة، ولبسوا الخشن، وصبروا على البلوى، وقدَّموا الفضل، وأحبّوا في اللّه وأبغضوا في اللّه عزَّ وجلَّ، أُولئِكَ المصابيح وأهل النعيم في الآخرة، والسَّلام.

    قال الشيخُ: فأين أذهب وأدع الجنّة وأنا أراها وأرى أهلها معك يا أمير الموَمنين، جهّزني بقوَّةٍ أتقوى بها على عدوّك؟

    فأعطاه أمير الموَمنين _ عليه السلام _ سلاحاً وحمله، وكان في الحرب بين يدي أمير الموَمنين _ عليه السلام _ يضرب قُدماً وأمير الموَمنين _ عليه السلام _ يعجب ممّا يصنع.

    «فلمّـا اشتدَّ الحرب أقدم فرسه حتى قُتل ـ رحمة اللّه عليه ـ، واتَّبعه رجلٌ مِنْ أصحاب أمير الموَمنين _ عليه السلام _ فوجده صريعاً ووجد دابَّته ووجد سيفه في ذراعه، فلمّـا انقضت الحرب أتى أمير الموَمنين _ عليه السلام _ بدابَّته وسلاحه، وصلّـى عليه أمير الموَمنين _ عليه السلام _ ، وقال: هذا واللّه السَّعيد حقّاً فترحّموا على أخيكم» (1).


    ____________
    (1) مَن لا يحضره الفقيه: 4|273.

    تعليق


    • #3
      جزاك الله كل خير اخي ابو تريكة

      تعليق


      • #4
        جزاك الله خير الجزاء يا ابو تريكة

        مأجور





        تعليق

        المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
        حفظ-تلقائي
        x

        رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

        صورة التسجيل تحديث الصورة

        اقرأ في منتديات يا حسين

        تقليص

        لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

        يعمل...
        X