عَنْ أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني، قال: حدَّثني الحسن بن القاسم قراءة، قال: حدَّثنا عليُّ بن إبراهيم بن المعلّـى، قال: حدَّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن خالد، قال: حدَّثنا عبد اللّه بن بكر المرادي، عن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن جدِّه، عن عليِّ بن الحسين، عن أبيه _ عليهم السلام _ .
قال: بينا أمير الموَمنين _ عليه السلام _ ذات يوم جالس مع أصحابه يعبّئهم للحرب، إذ أتاه شيخ عليه شحبة (2)السفر، فقال: أينَ أمير الموَمنين؟ فقيل: هو ذا هو فسلَّم عليه، ثمَّ قال: يا أمير الموَمنين! إنّي أتيتك مِنْ ناحية الشّام وأنا شيخ كبير قد سمعت فيكَ مِنَ الفضل ما لا أحصي، وإنّي أظنّك ستغتال، فعلّمني ممّا علَّمك اللّه.
قال _ عليه السلام _ : نعم، يا شيخ! مَنِ اعتدلَ يوماه فهو مغبون، وَمَنْ كانت الدُّنيا همته اشتدَّت حسرته عند فراقها، وَمَنْ كان غده شر يوميه فهو محروم، وَمَنْ لم يبال بما رزي من آخرته إذا سلمت له دُنياه فهو هالك، وَمَنْ لم يتعاهد النقص مِنْ نفسه غلب عليه الهوى، وَمَنْ كان في نقص فالموت خير له.
يا شيخ! إرض للنّاس ما ترضى لنفسك، وأئت إلى النّاس ما تحبُّ أن يوَتى إليك.
____________
(1) البحار: 27|89 ـ 90، ح (41).
بيان: لعلَّ المراد ـ بالعاقبة ـ دولته ودولة ولده _ عليهما السلام _ في الرجعة أو في القيامة، كما قال تعالى: (والعاقبة للمتّقين) (القصص ـ 73).
ويحتمل أن يكون المراد ـ بالعاقبة ـ هنا: الولد أو آخر الاَولاد، فإنَّ العاقبة تكون بمعنى الولد.
وآخر كل شيء كما ذكره «الفيروزآبادي»: انتظار الفرج بظهور القائم _ عليه السلام _ .
(2) الشحبة: صفة الشاحب وهو المتغيّـر اللون لعرض أو مرض أو سفر أو سهر ونحو ذلك.
قال: بينا أمير الموَمنين _ عليه السلام _ ذات يوم جالس مع أصحابه يعبّئهم للحرب، إذ أتاه شيخ عليه شحبة (2)السفر، فقال: أينَ أمير الموَمنين؟ فقيل: هو ذا هو فسلَّم عليه، ثمَّ قال: يا أمير الموَمنين! إنّي أتيتك مِنْ ناحية الشّام وأنا شيخ كبير قد سمعت فيكَ مِنَ الفضل ما لا أحصي، وإنّي أظنّك ستغتال، فعلّمني ممّا علَّمك اللّه.
قال _ عليه السلام _ : نعم، يا شيخ! مَنِ اعتدلَ يوماه فهو مغبون، وَمَنْ كانت الدُّنيا همته اشتدَّت حسرته عند فراقها، وَمَنْ كان غده شر يوميه فهو محروم، وَمَنْ لم يبال بما رزي من آخرته إذا سلمت له دُنياه فهو هالك، وَمَنْ لم يتعاهد النقص مِنْ نفسه غلب عليه الهوى، وَمَنْ كان في نقص فالموت خير له.
يا شيخ! إرض للنّاس ما ترضى لنفسك، وأئت إلى النّاس ما تحبُّ أن يوَتى إليك.
____________





تعليق