دخل السيد الصدر (قدس سره ) فاغتسل بنية غسل الشهادة ، وصلى لربه ركعتين ، [وبدل ملابسه ]،ثم اتجه الى والدته المذهولة والمكروبة ، واخذ يدها وضمها الى صدره بين يديه ،ثم رفعها الى فيه ليلثمها في حنو ٍ حادباً على امه ،يرجو الرضا والدعاء وطلب التسديد 0ثم احتضن جميع من في البيت يضمهم ويقبلهم ،فعلموا من خلال تصرفه انه الوداع الاخير 0
وعندما اراد احتضان ابنته الثانية _ ابنة الخامسة عشرة – لم تتحمل ذلك واشاحت بوجهها ، واتجهت نحو الجدار ،وأحنت راسها عليه وهي تبكي بكاءً مريراً فأحاطها والدها بذراعيه ، وصار يناجيها : (( حلوتي ! ابنتي ![ان كل انسان يموت ،وللموت اسباب عدة ،فيمكن ان يموت الانسان بسبب مرض ،او فجأة على فراشه ، او غير ذلك ، ولكن الموت في سبيل الله افضل بكثير واشرف ، ولو انني لم اقتل بيد صدام وجماعته فقد اموت بسبب مرض او غيره ]00ان اصحاب عيسى (عليه السلام ) نشروا بالمناشير ، وعلقوا بالمسامير على صلبان الخشب ،وثبتوا من اجل موت في طاعته 0لا تكترثي يا صغيرتي ، فكلنا سنموت ، اليوم او غداً نوان اكرم الموت القتل 0بُنيّتي !انا راضٍ بما يجري عليّ ، وحتى لو كانت هذه القتلة ستثمر بعد عشرين سنة ، فانا راضٍ بها ))00وبهذه الكلمات انفجر ما كان مكبوتاً في النفوس ، وانهمرت الدموع 0
وعندما حان دور زوجته السيدة فاطمة ، ووقف امامها شاخصاً ببصره اليها ، جمد الدم في عروقها وتصلبت عيناها على محياه ، فرأته قد استنار وجهه ، واعتدلت قامته000
واقترب منها وقال لها هامسا : ((يا اخت موسى ! بالامس اخوك , واليوم النديم والشريك والحبيب ، اليوم انا 00 لك الله يا جنتي ويا فردوسي ، تصبري ، انما هي البيعة مع الله ، قد بعناه ما ليس بمرجوع ، وهو قد اشترى سبحانه 0000 يا غريبة الاهل والوطن ! حملك ثقيل ، ولك العيال . اسألك الحل 000 فأولئك هم سود الاكباد على بابك ينتظرون ، وما من مفر 000 انا ذاهب ، وعند مليك مقتدر لنا لقاء 000))
ثم اوصاها قائلا : ((انتظري ثلاثة ايام ، فأن لم اعد فأذهبي مع والدتي واطفالي الى بيت اخي السيد اسماعيل في الكاظمية ))
واوصاها بالتزام التقية وعدم التحرك ضد السلطات حرصا على سلامتها وسلامة الاطفال 0
وكانت المرة الوحيدة التي يودعهم فيها من بين الاعتقالات التي تعرض لها ثم توجه للخروج ، فكانت اخته بنت الهدى بأنتظاره تحمل القرأن الكريم فمر من تحته ثم قبله بهدوء وخرج 0
السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق/ص 271
وعندما اراد احتضان ابنته الثانية _ ابنة الخامسة عشرة – لم تتحمل ذلك واشاحت بوجهها ، واتجهت نحو الجدار ،وأحنت راسها عليه وهي تبكي بكاءً مريراً فأحاطها والدها بذراعيه ، وصار يناجيها : (( حلوتي ! ابنتي ![ان كل انسان يموت ،وللموت اسباب عدة ،فيمكن ان يموت الانسان بسبب مرض ،او فجأة على فراشه ، او غير ذلك ، ولكن الموت في سبيل الله افضل بكثير واشرف ، ولو انني لم اقتل بيد صدام وجماعته فقد اموت بسبب مرض او غيره ]00ان اصحاب عيسى (عليه السلام ) نشروا بالمناشير ، وعلقوا بالمسامير على صلبان الخشب ،وثبتوا من اجل موت في طاعته 0لا تكترثي يا صغيرتي ، فكلنا سنموت ، اليوم او غداً نوان اكرم الموت القتل 0بُنيّتي !انا راضٍ بما يجري عليّ ، وحتى لو كانت هذه القتلة ستثمر بعد عشرين سنة ، فانا راضٍ بها ))00وبهذه الكلمات انفجر ما كان مكبوتاً في النفوس ، وانهمرت الدموع 0
وعندما حان دور زوجته السيدة فاطمة ، ووقف امامها شاخصاً ببصره اليها ، جمد الدم في عروقها وتصلبت عيناها على محياه ، فرأته قد استنار وجهه ، واعتدلت قامته000
واقترب منها وقال لها هامسا : ((يا اخت موسى ! بالامس اخوك , واليوم النديم والشريك والحبيب ، اليوم انا 00 لك الله يا جنتي ويا فردوسي ، تصبري ، انما هي البيعة مع الله ، قد بعناه ما ليس بمرجوع ، وهو قد اشترى سبحانه 0000 يا غريبة الاهل والوطن ! حملك ثقيل ، ولك العيال . اسألك الحل 000 فأولئك هم سود الاكباد على بابك ينتظرون ، وما من مفر 000 انا ذاهب ، وعند مليك مقتدر لنا لقاء 000))
ثم اوصاها قائلا : ((انتظري ثلاثة ايام ، فأن لم اعد فأذهبي مع والدتي واطفالي الى بيت اخي السيد اسماعيل في الكاظمية ))
واوصاها بالتزام التقية وعدم التحرك ضد السلطات حرصا على سلامتها وسلامة الاطفال 0
وكانت المرة الوحيدة التي يودعهم فيها من بين الاعتقالات التي تعرض لها ثم توجه للخروج ، فكانت اخته بنت الهدى بأنتظاره تحمل القرأن الكريم فمر من تحته ثم قبله بهدوء وخرج 0
السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق/ص 271
تعليق