ضابطة مسلمة بالشرطة البريطانية
حجابي يستفزّ البعض.. لكني أشعر بالطمأنينة!

حجابي يستفزّ البعض.. لكني أشعر بالطمأنينة!

فوجئت بأن ضابطة شرطة المواصلات البريطانية «ياسمين رحمن» متبحرة في الدين، وكنت اعتقد انها اعتنقت الاسلام بناء على رغبة زوجها المسلم الضابط ايضاً في شرطة لندن «اسكوتلنديارد»، وقالت انها قبل نطقها بالشهادتين ما كانت تعتنق أي دين، ولم تكن تذهب الى الكنيسة، ولكنها تشعر اليوم بأنه حقاً الدين الذي يصل العبد بربّه مباشرة عن طريق التوحيد والعبادة، مما يبعث السكينة في النفس ويجلب السعادة للمخلوق بهذه العلاقة الفريدة المشتملة على الحب والخوف والرجاء والخضوع لله تعالى. وكان مصوّر «الشرق الاوسط» التقط عدة صور للضابطة البريطانية اثناء نوبة عملها في محطة واترلو الاسبوع الماضي، ولم تمانع في التقاط اول صور لها مع صحيفة عربية.
وتضيف الضابطة ياسمين انها كانت تشرب الخمر قبل دخولها الاسلام، وعندما تتذكر تلك الايام حين كانت تذهب مع اصدقائها الى الاندية، تشعر بالندم، وتوضح ان الاسلام هو الأقرب الى نفوس البشر. وتقول ان اليوم الذي اعتنقت فيه الاسلام ونطقت بالشهادتين «أشهد ألا إله إلا الله وأشهد أنّ محمداً رسول الله» في مسجد شرق لندن أواخر نيسان العام الماضي، يعتبر علامة فارقة في حياتها، وهذا المعنى الصحيح للعبادة الذي يجتمع فيه عمل القلب مع عمل اللسان بذكر الله، بالإضافة إلى عمل الجوارح، كما يتجلّى ذلك بالصلاة والصوم والزكاة وتلاوة القرآن. وتشير ياسمين الى انها وجدت كثيراً من المساعدة من اخوة لها في الدين من داخل مسجد شرق لندن، الذي تتردد عليه من حين لآخر، فقد أمدوها بكثير من الكتب التي تتحدث عن الاسلام، منها نسخ من القرآن الكريم وكتب في الفقه والتيسير على معتنقي الدين الجدد. واوضحت ان اقارب زوجها كانوا فرحين بها بعد دخولها الاسلام، وتطوّعوا في شرح وتبسيط أمور الدين لها.
وتضيف ياسمين: عندما تعرفت على الإسلام، تيقنت أنني اكتشف دنيا جديدة، بدأت أشعر تدريجياً بأن الإيمان يسكن قلبي وبالطمأنينة. لقد تخلصت من كل الذنوب بعد دخولي الى الدين الحنيف، لقد كانت هذه الطمأنينة طمأنينة إلهية، حينها أيقنت أن الوقت قد حان لارتداء الحجاب، الذي وافق عليه مسؤولون في الشرطة البريطانية. لقد أيقنت أن الله هداني، ومن حينها وانا أتلذذ بطعم الإيمان.
وقالت رداً على سؤال لـ«الشرق الاوسط» عن تأثير ارتدائها الحجاب على المجتمع المحيط بها او خلال نوبات العمل، فقالت: كثيراً ما أسمع عبارات مستفزة اثناء نوبات العمل، مثل «الخائنة» او «بن لادن في واترلو» في اشارة الى عملها في محطة قطارات واترلو بوسط لندن. وتضيف: «لكنني في معظم الاحوال اتجاهل تلك العبارات الاستفزازية التي تعبر عن جهل اصحابها». وتقول: كنت اتوقع ردة غاضبة من بعض افراد المجتمع وتفهماً اكبر أعايشه يومياً من ابناء الجالية او من الذين لا يعرفونني.
وتقول ياسمين: ما وجدته في الاسلام بالنسبة لحقوق المرأة غير ما سمعته، بل هو تأكيد أن الإسلام حفظ لها نفس تلك الحقوق التي كفلها للرجل، مثل حقها في التعليم وحقها كمرأة متزوجة، ونصيبها في الميراث وغير ذلك من الحقوق الأخرى، وهناك ايضاً سورة «مريم» التي تتحدث عن براءة السيدة مريم مما نسب اليها، وتتحدث السورة عن قصة ميلاد المسيح عليه السلام. وتقول الضابطة ياسمين: عرفت أن أول من اعتنق الإسلام امرأة هي السيدة خديجة زوجة الرسول الكريم، وأول شهيدة في الإسلام أيضاً امرأة هي السيدة سميّة زوجة ياسر «ام عمار»، التي ارتبط اسمها بقول الرسول الكريم: «صبراً آل ياسر ان موعدكم الجنة». وتقول: عرفت أيضاً أن الله سبحانه وتعالى جعل الجنة تحت أقدام الأمهات، واطلعت على حديث الرسول عليه الصلاة والسلام عندما جاءه رجل يسأل من أحق الناس بحسن صحبتي، فذكر الأم ثلاث مرات ثم جاء الأب أخيراً، وعرفت أيضاً أن الاسلام ليس دين عنف وتطرف، بل يفي بحقوق العدالة والجيران، بعد ان اوصى النبي بحقوق الجار.
تعليق