إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الخوارج والحقيقة التي غيبها السابعي

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الخوارج والحقيقة التي غيبها السابعي

    كتبت هذا الموضوع منذ سنوات وبحثت عنه في شبكة هجر ولم أجده ولذلك إرتأيت أن أنشره هنا بعد أن وجدته في مجالس آل محمد

    http://www.almajalis.org/forums/viewtopic.php?f=2&t=525


    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم

    سنبدأ بنشر حلقات في الرد على كتاب السابعي والحقيقة الغائبة.
    وسميته الخوارج والحقيقة التي غيبها السابعي.

    كتاب السابعي كتاب جيد وممتاز ليس لانه كتاب يدافع عن الخوارج بل لانه كتاب جمع في طياته الكثير مما يؤمن به الخوارج.
    والملف للنظر لأي ناقد لكتاب السابعي هو أن السابعي يجيد في التدليس والبتر ببراعة ماهرة.

    وإن شاء الله سنبدأ بنشر الحلقات اليوم أو غدا

    كنت أنوي نشر هذا الموضوع في السبلة العمانية ولكن تم طردنا من هناك.

    والله ولي التوفيق

  • #2
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام والتحية والإكرام على خير البشر ومعلم الامم سيدنا ونبينا وحبيب قلوبنا الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم.
    اللهم صل على محمد البشير النذير الطهر الطاهر العلم الزاهر المنصور المؤيد حبيب إله العالمين الرسول الأكرم ابي القاسم المصطفى الأمجد محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم.
    اللهم وصل على الائمة الميامين من أله مصابيح الدجى وأعلام الهدى والعروة والوثقى وسلم تسليما كثيرا كثيرا . اللهم وصل على سفن النجاة وأركان البلاد وساسة العباد وسلم تسليما كثيرا كثيرا. خاب من تمسك بغيرهم وأمن من لجأ إليهم.

    أما بعد فقد ظهرت في الأونة الأخيرة بعض الكتب التي تحاول الدفاع عن الخوارج – ونقصد بهم أهل النهروان – ويحاول الكتاب في هذه المواضيع تبرئة أهل النهروان الخوارج مما قاموا به. وقد استمات هؤلاء الكتاب في الدفاع عن عقيدة أكل الدهر عليها وشرب وبان لمن كان عنده ذرة من العقل بأن الخوارج هم أناس سذج يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق.
    ومن هؤلاء الكتاب شخص اسمه ناصر بن سليمان بن سعيد السابعي الذي كتب كتاب "الخوارج والحقيقة الغائبة" وطبع هذ الكتاب في بيروت لبنان بمطبعة دار المنتظر سنة 2000 ميلادي – 1420 هجري. وهو الكتاب الذي حاز السابعي بسببه على درجة الماجيستير.

    والقارئ لما سطره السابعي لا بد وأن يصدم بعد قرأته لكتابه هذا لان فيه من المتناقضات الواضحات وفيه من بتر للحقائق ما يجعل المرء يفكر في كيفية حصول هذا الرجل على درجة الماجيستير خصوصا إذا علمنا أن كتابه الذي نحن بصدده قد ناقشه عدة أساتذة مختصين بالتاريخ الإسلامي. فالسابعي وأساتذته كمن قيل فيهم أعمى يقود عميانا.


    وأنصح الاخوة بأن لا يكونوا إنتقائيين في قراءة كتاب السابعي وأطلب منهم قراءة كتاب السابعي من أوله إلى أخره. ثم أطلب منهم أن يعيدوا قراءة الكتاب عدة مرات من الجلد إلى الجلد (كما يقال) لكي يترسخ ما كتبه السابعي في أذهانهم.

    السابعي في كتابه "الخوارج والحقيقة الغائبة" أجاد فن المرواغة وإخفاء الحقائق فحق لنا أن نسميه مرواغا كذَّابا. وكتاب السابعي ليس كتابا مترابط الحلقات. فكل فصل وكل موضوع ليس بالضرورة مرتبط بما قبله أو بعده. ولهذا فالانتقائية في قراءة مواضيع الكتاب لن تحل أي إشكال. على سبيل المثال لا الحصر السابعي يذكر تسلسل الاحداث في وقعة صفين ويقول بأن معاوية رفع المصاحف وبأن جزءا من جيش افتتن وبأن الامام علي كان رافضا لوقف القتال وبأن الإمام علي سلام الله عليه ناقش المطالبين بوقف القتال ولكن يأتي في مكان أخر ويذكر حديثا يلغي فيه كل ما ذكره لنا على أنه مُسلمٌ به. فالسابعي يأتي بحديث يذكر بأن معاوية أرسل إلى علي يدعوه إلى كتاب الله عز وجل فقبل علي. فالسابعي يناقض نفسه عدة مرات.
    وعلى سبيل المثال أيضا. السابعي يناقش مسألة قتل الصحابي عبد الله بن الخباب على يد الخوارج ويقول بأن مسعر الفدكي قد قتله ثم يأتي السابعي ويحاول أن يبعد مسعر الفدكي عن الخوارج – أهل النهروان- ويناقش الفكرة ويقول لنا بأن هناك احاديث تقول بأن مسعر الفدكي طُرد من قِبل الخوارج أو أنه هرب إلى البصرة أو أنه استأمن الامام علي أو أنه جاء تحت راية أبو أيوب الانصاري. ولكن السابعي في فصل أخر يذكر لنا حديثا عن أم المؤمنين عائشة صححه علماء الجرح والتعديل وحسنه السابعي يذكر بأن الخوارج قتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق وفي حديث أخر بأن الخوارج هم الذين قتلوا عبد الله بن الخباب. فالسابعي يناقش قول البيهقي في الحديث الذي فيه أن الخوارج قتلوا عبد الله بن الخباب ولكن لا يذكر الحديث كي لا يعلم القراء أن الخوارج هم قتل عبد الله بن الخباب. ولهذا فنحن نطلب من الاخوة قراءة كتاب السابعي من أوله إلى أخره كي يربطوا المعلومات التي ذكرها السابعي ببعضها البعض ليخرجوا بالنتيجة التي خرجنا نحن بها. أهل النهروان الخوارج أناس سذج يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق قد كانوا وما زالوا على الباطل والنتيجة التي خرج بها السابعي ما هي إلا ضحك على اللحى. وإن شاء الله سنبرهن ذلك.

    تعليق


    • #3
      ن الواضح أن الاباضية ليس لهم رأي في من هم أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم ولذلك تراهم يتخبطون في هذه المواضيع.

      ولذلك إرتأيت أن أعلق تعليقا لطيفا على جزء من مقدمته يصلي فيها على النبي محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم وعلى اصحابه.


      أولا: نبدأ بمقدمة السابعي:
      [color="المقدمة
      أفضل ما خط اليراع, وأحسن ما مر على الأسماع بعد كلام الله تعالى, تسبيحه والثناء عليه جل جلاله, فالهم لك الحمد والشكر كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك, وصل اللهم وسلم على صفوتك من عبادك وخيرتك من خلقك سيدنا محمد الهادي من العمى والمنقذ من الضلالة, وعلى آله وصحابته ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين."[/color]



      أقول:
      يحق لنا أن نستفسر عن الآل الذين خصهم السابعي بالصلاة بعد الصلاة على محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم. هل فيهم علي وفاطمة والحسن والحسين؟
      هذا مجرد أستفسار فقط لنرى مدى تخبط القوم وغيهم في الانزال من قدر أهل البيت سلام الله عليهم.
      ثم يحق لنا أن نستفسر عن الصحابة الذين صلى عليهم السابعي هل علي والحسن والحسين منهم؟

      تعليق


      • #4
        ذكر السابعي سبب إخيتاره لهذا الموضوع بالذات عدة أشياء:
        [color=يقول السابعي:
        1- إعتبار بعض المذاهب فرقة الخوارج مارقة من الدين بدعوى أنها أنبأ عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم, رغم إستمساكهم الشديد بأحكام الدين, مما يستدعي وقفة متأنية.[/color]

        أقول:
        من الملاحظ أن السابعي يؤمن بأن الخوارج فرقة واحدة وليست فرق متفرقه أي أن جميع أهل النهروان كانوا على نفس العقيدة.
        سنرى لاحقا بأن السابعي ذكر بأن مسعر الفدكي ترك الخوارج. وسنرى أن بعض الاحاديث تذكر أن أبو بلال مرداس بن أدية ترك الخوارج ولم يقاتل معهم. وسنرى أن أبو وائل شقيق بن سلمة كان معهم يوم النهروان وتركهم. وسنرى أيضا أن بعض الخوارج لم يقاتل لا مع الخوراج ولا مع علي سلام الله عليه وسنرى أن بعض الخوارج قد تركوا الخوارج وانضموا تحت راية الأمان التي كانت بيد الصحابي الجليل أبو أيوب الأنصاري, وسنرى أيضا أن أمير الصلاة على الخوراج إبن الكواء اليشكري قد ترك الخوارج وانضم إلى جيش الامام علي سلام الله عليه. فعن أي الخوارج يتكلم السابعي الخوارج القراء الذين قتلهم الامام علي سلام الله عليه أم الخوارج القراء الذين تركوا أهل النهروان؟
        من الملاحظ من كلام السابعي أنه يعصم هؤلاء الناس عن الخطأ, لاستمساكهم الشديد بالدين – بزعمه - لانهم كانوا يدعون القراء. فهل كان علي سلام الله عليه غير متمسك بأحكام الدين؟ أم ان الصحابة الذين كانوا معه غير متمسكين بالدين؟ والغريب في الامر أن الله عز وجل ذكر مثلا لبعض هؤلاء الناس الذين يقول عنهم السابعي بأنهم متمسكين بالدين فقال: كالذي أتيناه أياتنا فانسلخ عنها. أو كمثل الحمار الذي يحمل أسفارا. فالحكم على أنهم متمسكون بالدين لا ينفع في هذا النقاش بالذات. لان المعروف عن الإمام علي سلام الله عليه بأنه وأصحابه هم السائرون على نهج القرآن وهذا الشيئ متعارف عليه حتى عند الخوارج.
        ويقول شاعرهم أبو مسلم البهلاني في قصيدته النهروانية يرثي فيها أهل النهروان

        [color=
        فليس كل من إدعى أنه متمسك بالقرآن أو قيل عنه بأنه قارئ للقرآن فهذا يعني أنه معصوم.
        وسنورد أبيات من شعر أبو مسلم البهلاني من نفس القصيدة نبين فيها أعترافه بأن الامام علي حكيم بأخبار الدماء وفي قصيدة أخرى يقول أبو مسلم بأن الامام علي سلام الله عليه أعلم أهل الطين والوبر. فأين ذهب السابعي بهذه الشهادات.؟
        أضف إلى ذلك أن عليا سلام الله عليه مزكا من قبل الله ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم. فعلي سلام الله عليه بنص رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله. فمن الذي زكى لنا الخوارج أو الاباضية أو الذين يتبعونهم؟
        أضف إلى ذلك تواتر حديث من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاده. فهو حديث صحيح متواتر صريح في موالاة علي سلام الله عليه.
        قال علي سلام الله عليه إعرف الحق تعرف أهله. والحق يومئذ مع علي فكان الواجب عليهم أن لا يوقفوا القتال ليحكموا القرآن لانهم كانوا على حكم القرآن أول الأمر.
        هذه الوقفة المتأنية التي يتكلم عنها السابعي هي التي أوردت الامة الاسلامية في معركة صفين المهالك. فبسذاجتهم ضحك عليهم معاوية وعمرو بن العاص. فهم قد استبدلوا يقينهم بالشك. غير أننا سنبين لاحقا أن الامام علي ضحك عليهم (إن صح هذا التعبير) وخدعوا بقوله فالامام علي سلام الله عليه قال كلاما فظن الخوارج السذج أنه رجع عن قضية التحكيم مع أنه لم يرجع عن قوله هذا. فهذه المصائب لا يمكن أن يتغاضى عنها الانسان.
        يعتبر المسلمون أن الخوارج هي الفرقة المارقة من الدين لأن رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم ذكر حديثا فيه صفة هؤلاء المارقين من الدين. وهذا الحديث صحيح حتى عند الاباضية وصححه السابعي. وما فعله الناس هو تطبيق الحديث على الموصوفين في الحديث. وهذا الحديث لا يمكن أن ينطبق إلا على أهل النهروان.
        أعتراف السابعي نفسه بصحة حديث المروق, ولكنه يرفض أن يكون هذا الحديث خاصا بالخارجين عن الإمام علي سلام الله عليه. وسنناقش هذا الحديث لاحقا

        تعليق


        • #5
          color=2- إستناد الكثير من المذاهب الاسلامية في إصدار الحكم على الخوارج على نصوص نبويه تستدعي – بناءا على المعطيات التاريخيه والحديثيه – إعادة النظر الفاحص في أسانيدها ومتونها.[/color]

          أقول:
          إن الذين اعتمدوا على الاحاديث النبوية الشريفة اعتمدوا عليها كدليل أخر على فعل الخوارج. فالذين أصدروا الحكم على الخوارج اصدروا الحكم عليهم بعد علمهم بما فعله الخوارج من تهديدهم قتل علي سلام الله عليه ومن معه إذا لم يوقف الامام علي سلام الله عليه الحرب ويستمع إلى خدعة معاوية. وقد أعلمهم علي سلام الله عليه بخدعة معاوية والهدف منها ولكنهم ظلوا متشبثين برأيهم. وسنورد أدلة على ذلك إن شاء الله في محله. وقد تضافرت الروايات في أنهم من أجبر الإمام علي سلام الله عليه على ايقاف الحرب وقبول التحكيم. وبعد قبول التحكيم وإعطاء العهود والمواثيق وجعل الله عز وجل عليهم شهيدا, إنقلب الخوارج على الإمام علي سلام الله عليه, وقتلوا عبد الله بن الخباب وذبحوا زوجته ظلما وعدوانا. ولهذا فنحن نرى ان السابعي قد أغفل هذه الحقائق وانتقل فورا إلى حجة الخوارج (أهل النهروان) في قتال علي وانفصالهم عنه. ولم ينقل لنا السابعي ما جرى وقت رفع المصاحف. ومن هي الفرقة التي طالبت الامام علي سلا م الله عليه بوقف القتال. هذا مع العلم ان الكثير من الاحاديث تشير إلى ان الخوارج هم الذي طالبوا بهذا الشيئ.
          من واجب النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم أن ينبئ الامة الاسلامية على ما سيحصل لها كي يجنب المسلمين الخروج عن الملة ولكي يعلمهم ما يصلحهم ويصلح أمرهم.
          إن رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم كان قد بلغ الامة الاسلامية بما سيحدث لها بعده. (وسنتطرق لهذه الاحاديث لاحقا بعد تعرض السابعي لها وسنذكر الاحاديث المهمة التي لم يتطرق لها السابعي وحاول إخفاءها عن الناس).
          وذكر القرآن ما سيحدث للأمة الاسلامية ونحن ننقل, لا على سبيل الحصر , ذلك أيضا. حيث قال عز وجل: فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُم مُّنتَقِمُونَ {41} أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْنَاهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِم مُّقْتَدِرُونَ {42} الزخرف..
          وقال عز وجل : وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {25}‏ الانفال.
          وقال عز وجل: وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ {144} آل عمران
          قال عز وجل في بني إسرائيل: فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَّفْعُولاً {5} ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً {6} إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً {7}‏

          فلماذا يستبعد السابعي أن يحذر رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم الامة الاسلامية من الانحلال والإنحراف؟

          ثم لو أردنا أن نعيد النظر في تلك الروايات من حيث السند والمتن كما يريد السابعي فعلى من سنعتمد في تصحيح أو تضعيف الرواة. ومن المعلوم أن أصحاب الجرح والتعديل كثيرا ما يختلفون في الرجل الواحد؟
          أما بالنسبة للمتن فرفضه قد يعتمد على المذهب الذي ينتمي إليه الرافض لهذا الحديث. وهذا الشيئ واضح في كتاب السابعي. فمن الصعب أن نجد أباضيا يقبل متنا لحديث ينقض مذهبه من أساسه. اضف إلى ذلك إستناد السابعي إلى تضعيف بعض الاحاديث على السعدي (العثماني المتعصب), أو إلى تضعيف الرجل لانه شيعي. وكأن كون الانسان شيعي المذهب يوجب تضعيفه. فإذا كان الامر كذلك فيجب تضعيف اصحاب الجرح والتعديل الذين صححوا أحاديث الخوارج, أو تضعيف الكثير من أهل السنة لانهم يؤمنون بالتجسيم وهذا عكس ما يؤمن به الاباضية بل إن هذا الشيئ يخالف كتاب الله عز وجل. ولهذا فيجب أن يقال إن الذين اعتمد عليهم السابعي في تضعيف الاحاديث هم بحاجة إلى جرح وتعديل. هذا وقد قدح السابعي في بعض الروايات لان الراوي شيعي ولأن الرواية – حسب زعمه يشتم منها رائحة التشيع- .ولهذا فإذا كانت الرواية تخالف مذهبه فإن لم يجد طعنا في السند أو المتن ألقى اللوم على أنها تؤيد مذهب المخالفين فيجب رفضها.

          وبناءا على هذا فيمكننا أن نقول بأنه يحق للمذهب الشيعي أن يضعف وأن يقدح في روايات المذهب المخالف له كالاباضية وغيرهم ويضعفها لا لسبب إلا لأنهم مخالفين للمذهب الحق. فهل يريدنا السابعي أن نفعل هذا الشيئ؟ لا أعتقد ذلك.
          ولا أعتقد أن السابعي قد كتب كتابه هذا للأباضية فقط. بل كتبه لعامة المسلمين. ولهذا فإن تضعيف الرواة وتوثيقهم يجب أن يخضع لميزان غير الميزان الذي اتبعه السابعي.

          ولهذا, فهذا السبب الذي ذكره السابعي في سبب إختياره لهذا الموضوع باطل أيضا.

          تعليق


          • #6
            [color=3- القسوة من الطوائف الإسلاميه على أهل النهروان الذين اعتزلوا الإمام علي إبن أبي طالب بعد معركة صفين – والذين يراهم مخالفوهم أصلا لمن سموا بالخوارج – ووصفهم بالبلادة والبداوة والفهم الظاهر للنصوص دون التعمق في معانيها, مع ثبوت وجود أهل الرأي فيهم وقوة موقفهم في الإنفصال.[/color]

            أقول:

            الإنسان الذي يخدع ببساطة يصح أن يقال عنه بأنه بليد وقليل الفهم. فقد يكون الانسان تقيا ولكن ليس له فهم بأمور السياسة والحرب ويخدع بسرعة. وسنورد على ذلك أدلة من وصف مالك الاشتر لهم بوصف قريب من ما وصفوا به. وسنورد أيضا قول الامام علي بأنهم قد خدعوا وبأن الإمام علي أعرف بعمرو وبمعاوية من الخوارج.

            أما القول بأنه كان بينهم وفيهم أهل الرأي وقوة وصلابة موقف, فهذا القول لا يقدم شيئا ولا يؤخر. فلو صح بأن يقال أن كل أنسان متمسك برأيه هو على الحق! لصح أن يقال عن مشركي قريش ما قيل عن الخوارج. ولصح أن يقال عن الكفار الذين يقتلون في سبيل عقيدتهم بأن إيمانهم راسخ وذو عقيدة صلبه لأنهم لو لم يكونوا مؤمنين بذلك لما استماتوا في سبيلها. فحجة السابعي هنا باطلة أيضا.

            المشركين في قريش لم يكونوا بلهاء حمقى فعندما دعاهم رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم إلى توحيد الله وترك عبادة الاصنام قالوا بأنهم يعبدونها لتقربهم إلى الله ..... فهذا الرأي وغيره مع بطلانه ينخدع به الناس, وهذا الكلام يعطي الناس إنطباعا عن المشركين بانهم يعبدون الله أوأنهم ليسوا بحاجة إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم ليهديهم إلى الحق. ولهذا فدعوى إيمانهم بدون تزكية لهم من الله أو من رسوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم باطل أيضا.

            سئل إبن عباس عن كثرة عبادة الخوارج فأجاب بأنهم "ليسوا بأشد إجتهادا من اليهود والنصارى" في العبادة ومع هذا فإن اليهود والنصارى من المغضوب عليهم والضالين وإليك الحديث:
            مصنف ابن أبي شيبة ج: 7 ص: 556
            37901 حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا ابن عيينة عن عبيد الله بن أبي يزيد عن ابن عباس أنه ذكر عنده الخوارج فذكر من عبادتهم واجتهادهم فقال ليسوا بأشد اجتهادا من اليهود والنصارى ثم هم يصلون




            ولهذا فقول السابعي أيضا باطل. ولا يصح أن يكون سببا لاختياره هذا الموضوع للنقاش.

            [color=
            وللحديث بقية إن شاء الله عز وجل

            تعليق


            • #7
              لخوارج والحقيقة الغائبة: صفحة 54
              قال السابعي محاولا تأييد مذهبه بأدلة وأقوال بعض العلماء وبعض الاحاديث التي قد توحي بأن الناس كان متحيرين في قصة الخوارج. ويذكر السابعي قولا عن إبن زياد في كتاب أنساب الاشراف للبلاذري يقول:
              "........ العجب من الخوارج أنك تجدهم من أهل البيوتات والشرف وذوي الغناء وحملة القرآن وأهل الزهد, وما أشكل علي أمر نظرت فيه غير أمرهم." البلاذري (الانساب) ج3 ص 363


              أقول:
              ليس العجب كل العجب من وجود هذه الكلمات في حق الخوارج. لان هذا العجب من زياد أبن أبيه الذي ذكره البلاذري قد يكون بمثابة الشماتة. فقد يستغرب ويتعجب القارئ ممن حمل القرآ ن كيف يقدم على مثل تلك الفعلة الشنيعة وينخدع بهذه السهولة وبهذه الطريقة, خصوصا مع وجود من كان يحاول هدايتهم.
              على أننا لو أخذنا بما يفكر فيه السابعي من أن هؤلاء القوم ذو حسب ونسب وشرف, وعلاوة على ذلك فهم من حملة القرآن – أي أنهم لا يمكن أن يخالفوا القرآن - فلا يحق لنا أن نعجب أو أن نستغرب. لان مثل هذه الحوادث حصلت في عهد الانبياء سلام الله عليهم. وقد ذكر لنا القرآن قصص موسى سلام الله عليه وكيف أن قومه كفروا بالله وعبدوا العجل مع وجود النبي هارون سلام الله عليه بينهم ونهيه لهم عن عبادته.
              ثم العجب كل العجب من تفكير السابعي وهو يعلم أن القرآن الكريم ذكر أن اليهود كانوا يقتلون أنبياءهم فلماذا لا يمكن للخوارج أن يخالفوا قول الله عز وجل وقول رسوله وقول إمامهم.
              والعجب كل العجب من السابعي وهو يعلم أن القرآن ذكر أن اليهود مع وجود نبي وأنبياء بينهم كانوا يخالفون أنبياءهم.
              وذكر لنا القرآن أيضا قصة أولاد النبي يعقوب سلام الله عليه وكيف أنهم – مع كونهم من بيت النبوة – حاولوا قتل يوسف والتخلص منه.
              بل كيف لا يذكر السابعي أول حادثة قتل في تاريخ البشرية!!!!
              كيف لا يذكر السابعي قصة قتل قابيل لهابيل. فالاثنان كانا يؤمنان بالله عز وجل والاثنان قدما قربانا. والاثنان كانا أولاد نبي ومن بيت النبوة.
              ولكن الاغرب من كل هذا أن لا يتذكر السابعي ما حدث قبل حوالي 35 سنة من معركة النهروان. !!!!!
              فالصحابة مع كونهم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم ومن حملة القرآن ومن مشاهدي المعجزات ومع كونهم معاصرين لفترة الوحي وفيهم القراء الحفاظ المُفتين في حياة رسول الله صلى الله عليه و على اله وسلم , إلا أنهم فروا في كثير من المعارك وجبنوا, ومنهم كعمر بن الخطاب. ولم يعرفوا تفسير أية الكلالة حتى وقت وفاتهم. وكان بعضهم يخالف أقوال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم ويتحداه علنا كما فعل عمر بن الخطاب يوم الحديبية يوم رفض قول رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم وشكك في نبوته حيث قال ما شككت منذ أسلمت كما شككت اليوم, أو كجذبه ثوب رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم عندما كان يحاول الصلاة على إبن ابي سلول, أو محاولته – ونجاحه- في منع رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم من كتابة كتاب لن تضل الامة الاسلامية بعده.
              أو أن السابعي نسي توبيخ القرآن لأصحاب الشرف والنسب وحملة القرآن في عدم إتباعهم قول رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم في دفع صدقة لمناجاته أو في توبيخهم لتقاعصهم في غزوة تبوك و في غزوة حنين وفرارهم وقد عاهدوا الله أن لا يولوا الادبار. فمن أين جاءنا السابعي بأن الانسان إذا قرأ القرآن وأصبح معلوما عنه بأنه يقرأ القرآن فهو معصوم عن الخطأ.؟
              والاغرب من هذا كله ان ينسى السابعي أن بعض الصحابة حاولوا إغتيال رسول الله صلى الله عليه و على اله و سلم بعد العودة من تبوك.

              فإذا, كون الخوارج أو بعضهم من القراء أو حتى ولو كانوا كما يريد أن يوحي إلينا السابعي, هذا لا يعني أنهم لن يقترفوا أو أنهم لن يفعلوا قبيحا أو أنهم لن يخالفوا أمر الله والقرآن أو أنهم لن يخالفوا أمر إمامهم المزكى من قبل الله عز وجل ورسوله لانهم يقرؤون القرآن. وقد قال عز وجل في من يحمل القرآن ولا يفهم ما فيه: كمثل الحمار يحمل أسفارا.


              أضف إلى كل ذلك:
              إن الإمام علي بن أبي طالب سلام الله عليه هو أعلم بالقرآن من غيره, وأعلم بالسنة من غيره وأعلم بحدود الله وحلاله وحرامه من غيره – هذا بإعتراف أئمة الاباضية والمسلمين ومنهم الشيخ الخليلي-, والإمام علي سلام الله عليه هو من عائلة ذو حسب وشرف معروفة عند القاصي والداني. ولا يرقى إلى مرتبته أحد. ولنذكر ما ذكره الشيخ الخليلي في إبن عباس وفي علي سلام الله عليه.
              يذكر الشيخ الخليلي صاحب كتاب جواهر التفسير في تفسير للقرآن الكريم ما يلي:
              مصادر التفسير
              للتفسير مصادر خاصة كغيره من العلوم وأهم مصادره أربعة:
              1- القرآن الكريم
              2- السنة النبوية
              3- أقوال الصحابة
              4- اللغة العربية

              ففي أقوال الصحابة ينقل لنا الشيخ الخليلي ما يلي:
              "وأكثر من روي عنه التفسير من الصحابة ابن عباس ويليه ابن مسعود، وقد قدم عليا في التفسير ابن عطية وتابعه القرطبي واعتبرا ابن عباس في المرتبة الثانية من مفسري الصحابة وخالفهما في هذا الاعتبار الزركشي صاحب البرهان ومحمد بن المرتضى اليماني فقالا:-
              إن أجدر بالاعتماد من تفاسير الصحابة- رضوان الله عليهم- عند اختلافهم هو تفسير ابن عباس نظرا إلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا الله له أن يفقهه في الدين ويعلمه التأويل.
              ونقل الزركشي عن الشافعي أنه كان يرى تقديم زيد بن ثابت فيما يتعلق بالفرائض لحديث (أفرضكم زيد) وقد أوضح العلامة محمد بن المرتضي اليماني في كتابه "إيثار الحق على الخلق" دواعي تقديم ابن عباس رضي الله عنهما على غيره ولخصها في خمسة.

              الأول:
              أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا له الله أن يفقهه في الدين ويعلمه التأويل، وذلك موجود في الصحاح والسنن.

              الثاني: أن ابن عباس لم يكن يستحل تفسير القرآن بالرأي.
              الثالث: إقرار كبار الصحابة له بالمعرفة والنبوغ.
              الرابع: أنه من أهل بيت النبوة.
              الخامس: أنه وجد تفسيرٌ للقرآن كله يعزى إليه بالأسانيد ولم يؤثر ذلك عن غيره، وبعد هذا قال العلامة اليماني، لأجل ذلك خصصته بالذكر وقدمته على من هو أفضل وأعلم وأقدم وأكبر كالإمام علي بن أبي طالب وغيره من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
              ومما لا يشك فيه أن صحابة النبي صلى الله عليه وسلم كان لهم القدح المعلى في معرفة تفسير القرآن بمخالطتهم للنبي صلى الله عليه وسلم ومعايشتهم ظروف نزول القرآن وعمقهم في اللغة العربية، وعدم تأثرهم بالدخيل عليها فلا غرو إن كانوا في التفسير نجوم سمائه ومعالم طريقه وينابيع فيضه فهم أدرى بما ثبت عن الرسول الأمين عليه أفضل الصلاة والتسليم."

              تعليق:
              أقول: الناظر لقول الشيخ الخليلي إمام مذهب الاباضية في زماننا هذا يعلم بأن الشيخ الخليلي لم يذكر لنا أحدا من أسماء الصحابة الذين كانوا مع أهل النهروان ولم يتطرق إليهم من قريب أو من بعيد بل يذكر أقوال العلماء في أن عليا سلام الله عليه أعلم من أبن عباس ثم يأتي في المرتبة الثانية إبن عباس.
              فكيف يدعي الاباضية بأن الخوراج هم القراء وأصحاب البرانس والصف الأول وثم لا يعلم علماؤهم عنهم شيئا؟
              ولو نظرنا في بعض شعر الاباضية كشعر البهلاني في قصيدته أشعة الحق لوجدنا أنه يقر بأن الامام علي أعلم الناس حيث يقول:
              متى جهلـت أبـا السبطيـن خطتـه --- وأنت أعلـم أهـل الطيـن والوبـر
              ويقول البهلاني في قصيدته النهروانية أيضا
              فهل أوجب الإيمان سفك دمائهم --- وأنت بإحكام الدماء بصير

              وقد كان مع الإمام علي بن أبي طالب سلام الله عليه من الصحابة من أهل بيت النبوة الحسن والحسين سيدا شباب اهل الجنة سلام الله عليهما, وكان معه عبد الله بن عباس حبر الامة وذو الشهادتين والكثير من الصحابة.
              فمن من الذين كانوا مع الخوارج يوازي أهل البيت أو الصحابة الذين كانوا مع الإمام علي سلام الله عليه أو حتى يصل إلى مرتبهم وفضلهم؟

              فإذا أراد السابعي الاحتجاج بشرف الخوارج ونسبهم وغناهم وحملهم للقرأن فإن اهل البيت هم أصحاب هذا الحق ولا يقاس بهم أحد.

              ولا أظن أن السابعي يريد أن يوحي لنا أن الخوارج أصحاب دين واصحاب شرف ونسب وغنى وان علي سلام الله واصحابة من أهل بيته والصحابة ليسوا بأصحاب دين وشرف وغنى. وأظنه قد نسي ذلك وكان بحاجة إلى من يصحح تفكيره.

              كل هذه الادلة والبراهين الساطعة تغافل عنها السابعي وركز على قول البلاذري في أن الخوارج أصحاب شرف ودين وحملة قرآن.

              تعليق


              • #8
                [B]وأراد السابعي أن يبين لنا بأنه كان مع الخوارج صحابة فجاءنا بحديث يبين فيه أيضا إحتجاج الخوارج على إبن عباس فنقل احتجاجهم هذا عن مصنف إبن شيبة ونحن نورد ما أورده السابعي. وقد احتج السابعي بهذا الحديث عدة مرات حتى أنه جعله في خاتمة الكتاب (صفحة 411) وكأن هذا الحديث حديث صحيح السند والمتن وكأن هذا الحديث أصح حديث في كتب الحديث:
                ".... إذ دخلوا على عبد الله بن عباس عدد من الرجال, يناقشونه في قضية التحكيم, فأخذوا يقولون له: قال الله في كتابه كذا, وقال الله في كتابه كذا, ويقول الراوي:" حتى دخلني من ذلك, قال: ومن هم؟
                هم والله السن الأول أصحاب محمد, هم والله أصحاب البرنس والسواري.. (5) " (المصنف لأبي شيبة ج 15 صفحة 30.


                أقول في الحديث عدة مصائب وسنبدأ:
                1- سنورد للقراء النص الذي بتره السابعي لنعلم كيف احتج هؤلاء الخوارج الذين لا يُعلم من هم على إبن عباس وسنرى أن إبن عباس لم يذكر بأن الخوارج هم والله السن الأول أصحاب محمد, هم والله أصحاب البرنس والسرايا ..... بل إن الزيادة في الحديث هي من الراوي.
                وإليكم الحديث مع السند:
                مصنف ابن أبي شيبة ج: 7 ص: 551

                37873 حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا ابن عيينة عن عاصم بن كليب الجرمي عن أبيه قال إني لخارج من المسجد إذ رأيت ابن عباس حين جاء من ثم معاوية في أمر الحكمين فدخل دار سليمان بن ربيعة فدخلت معه فما زال يرمي إليه رجل ثم رجل بعد رجل يا ابن عباس كفرت وأشركت ونددت قال الله في كتابه كذا وقال الله كذا وقال الله كذا حتى دخلني من ذلك قال ومن هم؟ هم والله السن الأول أصحاب محمد هم والله أصحاب البرانس والسواري قال فقال ابن عباس انظروا أخصمكم وأجدلكم وأعلمكم بحجتكم فليتكلم فاختاروا رجلا أعور يقال له عتاب من بني تغلب فقام فقال قال الله كذا وقال الله كذا كأنما ينزع بحاجته من القرآن في سورة واحدة
                قال:
                فقال ابن عباس إني أراك قارئا للقرآن عالما بما قد فصلت ووصلت أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو هل علمتم أن أهل الشام سألوا القضية فكرهناها وأبيناها فلما أصابتكم الجروح وعضكم الألم ومنعتم ماء الفرات وأنشأتم تطلبونها ولقد أخبرني معاوية أنه أتي بفرس بعيد البطن من الأرض ليهرب عليه ثم أتاه منكم فقال إني تركت أهل العراق يموجون مثل الناس ليلة النفر بمكة يقولون مختلفين في كل وجه
                قال ثم قال ابن عباس أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو أي رجل كان أبو بكر فقالوا خير وأثنوا عليه
                فقال أفرأيتم لو أن رجلا خرج حاجا أو معتمرا فأصاب ظبيا أو بعض هوام الأرض فحكم فيه أحدهما وحده أكان له والله يقول يحكم به ذوا عدل فما اختلفتم فيه من أمر الأمة أعظم يقول فلا تنكروا حكمين في دماء الأمة وقد جعل الله في قتل طائر حكمين وقد جعل بين اختلاف رجل وامرأته حكمين لإقامة العدل والإنصاف بينهما فيما اختلفا فيه "

                أقول:
                2- هؤلاء الخوارج إتهموا إبن عباس وحكموا عليه بالشرك والكفر. وما أكثر ما يأخذ الاباضية عن إبن عباس
                3- العجب كل العجب ممن يحتج على إبن عباس ويقول له قال الله كذا وقال الله كذا!!!! فأي احتجاج هذا الذي احتجوا به عليه؟
                4- السابعي نقل من الحديث ما يهمه وذكره على أنه يؤيد مذهب الاباضية الخوارج في أن الخوارج كان فيهم السن الأول من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم. فلماذا نقل السابعي كلام الرجل وترك الباقي؟ فهل يمكننا أن نثق بأمانة السابعي العلمية خصوصا أن كتابه هذا بُني على تضعيف وتصحيح أحاديث الخوارج؟. وهذه المسألة - أي مسألة الامانة العلمية - من المشاكل العوصية في هذا الكتاب. مثلا يعتمد السابعي على قول بعض علماء الجرح والتعديل في تضعيف بعض رواة الحديث. ولكنه لو وجد حديثا يؤيد مذهبه فيه راو قد ضُعف فإنه يناقش أقوال علماء الجرح والتعديل في رفض حكمهم على هذا الراوي الضعيف. وعندما يوثق بعض علماء الجرح والتعديل راو من الرواة يناقض فيها مبدأ الاباضية فإن السابعي يسارع وبشتى الطرق أن يضعف الراوي. فإن لم يجد مطعنا في الراوي طعن في متن الحديث. فعلى أي أساس بنى هؤلاء الناس مذهبهم في تضعيف المتن؟ هل هو الهوى والمذهبية؟ أعتقد أنه من خلال هذا الرد الوجيز على السابعي سنعلم على أي أساس يضعف ويصحح السابعي الاحاديث.
                5- الحديث يذكر ويؤكد الحقيقة التي يقول بها جميع المسلمين , إن الذين أجبروا الإمام علي سلام الله عليه على إيقاف الحرب وقبول التحكيم هم الذين خاضوا الحرب ضده.- وهؤلاء الناس هم الخوارج. وهذا الشيئ احتج به إبن عباس على الخوارج الذين ناقشوه في هذه المسألة ولم ينكر الخوارج هذا الشيئ فكيف يحتج السابعي بهذا الحديث على أن الخوارج فيهم صحابة وينقل لنا ذلك القول ولكن يبتر الحديث ويتغاضى عن جواب إبن عباس في قبول الخوارج إيقاف الحرب.؟
                6- الحديث يذكر أن الخوارج هم الذين أرسلوا إلى معاوية يخبرونه بحالة جيش علي بعد أن كاد معاوية يفرُ بجلده
                7- إبن عباس لم يقصد بأن الرجل كان عالما بالقرآن بل كان عالما بما يحفظه فقط وكأن هذا الخارجي لا يحفظ شيئا غيره. وكأن القرآن كله هو ما ذكره هذا الاعور.
                8- والعجب كل العجب في أن يذكر لنا السابعي ويحتج بحديث إبن أبي شيبة في أن الخوراج هم أصحاب البرانس والسواري وأصحاب السن الاول ولا يذكر لنا من هم هؤلاء الصحابة؟ وأي راية حملوها وأي رأي أعطوه وأين بطولاتهم يوم بدر وأحد ويوم الخندق ويوم خيبر ويوم حنين ويوم تبوك؟ لماذا لم نسمع عنهم شيئا؟ لماذا لم نقرأ أن رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم استشارهم في أمر من الامور؟ لماذا لم نقرأ أن رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم قد عين هؤلاء الناس قادة للجيوش؟ لماذا لم نقرأ عنهم شيئا في حياة رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم؟ ومع كل هذا الغموض المحيط بهؤلاء الناس الذين يزعم السابعي صحبتهم فأنه لم يذكر لنا حديثا واحدا بشأن بطولاتهم وعلمهم وشجاعتهم. فإذا كان احتجاج الخوارج والسابعي بأن أصحابهم هم اصحاب السن الاول الذين كانوا مع رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم فنحن نقول – ويبدو ان السابعي نسي أو تناسى وأغفل بعض الحقائق ونحن نقول– بأن علي هو أول أصحاب السن الاول. فلا أحد قبله ولا أحد يلحقه. وهو حامل لواء رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم في الغزوات وهو فاتح خيبر وقاتل رؤوس المشركين يوم بدر وأحد وهو الذي أجاب وقتل عمرو بن عبد ود العامري حين قال الله عز وجل وإذ زاغت الابصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا. فأين كان هؤلاء الصحابة الذين حملوا الرايات وأين كانت شجاعتهم أنذانك؟ ويكفى علي بن أبي طالب بأنه أول من أسلم وكفى بهذا منقبة له عند القاصي والداني وعند العدو والصديق. ولماذا عندما يذكر علماء الاباضية علماء المسلمين من الصحابة لا يذكرون لنا أحدا من أهل النهروان؟

                تعليق


                • #9
                  [B]قول السابعي في كتابه الخوارج والحقيقة الغائبة صفحة 61 في تمهيده.
                  "تمهيد: نبذة عن الأحداث التاريخية قبل صفين
                  ........... فلما قبض النبي صلى الله عليه وسلم كانت أول محنة تواجه المسلمين هي خلافة الرسول صلى الله عليه وسلم في رئاسة الدولة الإسلامية وأسس اختيار الخليفة. ولكنها فتنة وقى الله شرها بأن وفق المسلمين إلى إختيار أبو بكر الصديق أول خلفية في الإسلام. وفي خلافته قضى على حركة الإرتداد الخطيرة التي بذل الصحابة – رضوان الله عليهم – أرواحهم رخيصة في سبيل دحرها ونصرة هذا الدين الحنيف."


                  أقول:
                  يقر السابعي بأن هناك فتنة قد حدثت بعد رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم. وهذه حقيقة لا يمكن نكرانها. ولكن السابعي يدعي بأنها فتنة وقى الله شرها!. وهذه حقيقة لا يمكن نكرانها. كيف استنتج السابعي أن الله وقى شرها؟ لا أحد يعلم. ولكننَا نعلم أن عمر بن الخطاب ذكر أن إستخلاف أبو بكر كان فلتة. ثم يزيد عمر بن الخطاب ويقول ولكن الله وقى شرها فمن عاد لمثلها فاقتلوه. وبعد قراءة ما سطره السابعي وبعد قرأتنا لما قاله عمر بن الخطاب نحن نستفسر ونسأل كيف وقى الله شر هذه الفتنة؟ هل هؤلاء الناس – أي عمر بن الخطاب والسابعي – يعلمون الغيب حتى يدعي كل منهما بأن الله وقى شر تلك الفلتة والفتنة؟ والاغرب من ذلك أن يقول عمر بأن من عاد إلى مثلها فأقتلوه؟
                  إنَّ هكذا كلام صادر عن عمر بن الخطاب والسابعي يدل أن رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم لم يربي , والعياذ بالله, الصحابة خير تربية , كيف ذلك وهو صلى الله عليه وعلى اله وسلم المبعوث لإتمام مكارم الاخلاق. فهو – لو أخذنا بقول السابعي وقول عمر بن الخطاب - قد ذهب وتركهم يفتتنون بعده ولم يبين لهم ولم يوضح لهم ما يعصمهم من الفتنة. وخير دليل على ذلك ما ذكره البخاري في صحيحه من إنشقاق الصحابة وسنورد الحديث في محله إن شاء الله وسنذكره بعد قول السابعي بأنه لم يحدث إنشقاق في صفوف المسلمين.
                  والأغرب من هذا أن يقول السابعي بأن الله وفق المسلمين لإختيار أبي بكر خليفة, فكيف وفق الله المسلمين لإختيار خليفة ونحن نرى أنه وقت تنصيب أبو بكر خليفة قام عمر وهدد بعض الصحابة بالقتل كما حدث في السقيفة؟ فأين التوفيق في ذلك؟ ولم يبايع بعض الصحابة ابو بكر ورفضوا بيعته, ونلاحظ أيضا أن أبوبكر هدد بعض الصحابة بأنهم إن لم يبايعوه فإنه سيحرق عليهم بيتهم. فكيف يقول عمر والسابعي بأنها فلتة , فتنة وقى الله شرها.؟ وكيف يوفق الله المسلمين لإختيار خليفة ولم يوفَّق الرسول الاكرم والقرآن الكريم لتوجيه المسلمين لإختيار خليفة؟

                  ما هي الاسس والمبادئ الإسلامية التي يتم فيها إختيار الخليفة كما يزعم السابعي؟ وهل يحق لجميع الناس أن يقدموا أناسا ويؤخروا أناسا ليتحكموا في أمور المسلمين ولا يحق لرسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم أن يقدم رأيه أو أن يضع لنا منارات نهتدي بها فيمن هو الاصلح للأمة الاسلامية؟ أيعقل أن رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم بعد أن ذكر لنا تفرق الامم السابقة عن أنبيائها و بعد أنبيائها لم يوضح لهم الطريق المستقيم الذي يجب عليهم سلوكه !!!! والأغرب من هذا أن السابعي الذي اعتمد على تفنيد روايات الخوارج وتصحيحها وبيان عوار متنها – بزعمه – لم يتطرق إلى أحاديث من كنت مولاه فعلي مولاه التي فاقت حد التواتر والذي بلغت طرقه أكثر من مئة. والاغرب من هذا أنه يعترف بأن هناك فتنة حدثت. ولو نظرنا إلى حديث من كنت مولاه فعلي مولاه ونصه لعلمنا أن رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم قال: إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعده أبدا كتاب الله وعترتي أهل بيتي .. من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. فمن هنا نعلم أن رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم كان قد وضع للأمة الاسلامية الاسس التي ستمنعها من الضلال. والأغرب من هذا أيضا أن يقول عمر بأنها فلتة ويقول السابعي بأنها فتنة وقى الله شرها ولا يشيرون من قريب أو بعيد إلى كلام رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم وقت وفاته حين قال " أتوني أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا ." فقام ابن الخطاب وعارض قول رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم واتهمه بالهجر وبانه لا يعي ما يقول من شدة وجعه... حتى انقسم الناس في بيت رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم إلى قسمين: قسم يقول ما قاله عمر بن الخطاب (جبهة معارضة) وجبهة تقول قدموا لرسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم. إذا رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم أوضح لهم ما يعصمهم من الضلال ولكنهم خالفوا قوله وقدَّموا من أخره الله عز وجل ولهذا قال عمر بأنها فتنة وقى الله شرها. وإلا فكيف يكون التوفيق لإختيار أبو بكر خليفة فتنة؟ وفالفتنة يا السابعي لم تقع في سنة 35-37 هجرية بل وقعت في حياة رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم عندما رفض الصحابة وعلى رأسهم عمر بن الخطاب الانصياع لأقوال رسول الله صلى الله عليه و على اله وسلم وقت وفاته وعندما رفضوا الانصياع لوصيته في غدير خم بأن التمسك بالقرآن وبأهل البيت يعصم من الضلال. وحيث أن الأمة الاسلامية رفضت وصية رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم فإن الانشقاق والضلال لا محالة واقع بعد وفاته. وقد وقع. وكلام عمر لخير دليل على ذلك.
                  لقد نظرنا في كتب الحديث وكتب التاريخ فلم نجد أن المسلمين على عهد أبو بكر وعمر قد كتبوا كتبا يحددوا لنا فيها طريقة إختيار الخليفة؟ فمن أين جاء السابعي بتلك الاسس التي وضعت لإختيار خليفة للمسلمين؟ ولماذا لم نسمع عنها؟ فهل هي الشورى؟ فإذا كانت من الدين فكيف لم يوضحها لنا رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم؟ ولماذا لم يوضح لنا رسول الله صلى الله عليه وعلى اله و سلم مواصفات الإنسان الذي عليه أن يتقدم ليختاره المسلمين خليفة عليهم؟ أهل السنة والخوارج ومنهم الاباضية يزعمون أنها الشورى ! ويزعمون أيضا أن اختيار أبوبكر وعمر وعثمان تم بهذه الطريقه. ولكن أين الشورى في خلافة أبو بكر؟ ومن رشح أبو بكر للخلافة أو من رشح نفسه للخلافة كي يحق للمسلمين أختياره؟ ومع من تشاور المسلمين لإخيتار خليفة؟ وهذا عمر يقول من عاد لمثلها فاقتلوه (طريقة إستخلاف أبو بكر)! وأين الشورى في خلافة عمر, وهذا أبو بكر قد أوصى بها إلى عمر مع معارضة كبار الصحابة لقرار أبو بكر؟ وأين الشورى في خلافة عثمان وهذا عمر قد أوصى إلى ستة وقال من خالف ما اجتمع عليه إبن عوف مع إثنين فاقتلوا الباقين مع أنه شهد لهؤلاء الستة بالجنة.؟ فيا لله ويا للشورى!
                  احتج السابعي بحديث عن الخوارج في مسند الربيع ولم يتطرق إلى سند الحديث أو إلى متنه. بل بادر إلى تصحيحه مباشرة لمجرد ورود هذا الحديث في مسند الربيع. ولهذا فنحن نسال هذا السؤال: الحديث في مسند الربيع الذي يقول بأن الخلافة في قريش هو حديث صحيح أيضا أليس كذلك؟ الجواب: نعم هو حديث صحيح؟ والحديث في مسند الربيع الذي يقول بأن رسول الله صلى لله عليه و على اله وسلم أمر برد الامر إلى أولي الامر من بعده هو صحيح أيضا. اليس كذلك؟ الجواب: نعم الحديث صحيح. فنحن نستنتج من الحديث الاول والثاني: أن خلفاء المسلمين وأولياء أمور هم من قريش ولا يحق لاحد أن ينازعهم هذا الأمر.
                  من الواضح من كلام عمر بن الخطاب وكلام السابعي أن الانحراف بدأ بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم. فمسألة تحدي الامام علي كانت وقت وفاة رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم وبعد وفاته. ومحاولة السابعي إيهام القارئ بأن كل شيئ كان على ما يرام في خلافة أبو بكر وعمر ما هو إلا ضحك على اللحى كما يقال.
                  لقد نظرنا في كتب الاحاديث فوجدنا أن الصحابة اختلفوا بعد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقد ذكر أبو نعيم في حلية الأولياء بسند عن الصحابي أبي بن كعب ما يلي:
                  "حلية الأولياء ج: 1 ص: 254
                  حدثنا الحسن بن أحمد بن صالح السبيعي ثنا الحسن بن الحباب المقري ثنا محمد بن اسماعيل المباركي ثنا روح بن عبادة عن عبدالله بن عون عن الحسن عن عتى بن ضمرة عن أبي بن كعب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ووجوهنا واحدة حتى فارقنا فاختلفت وجوهنا يمينا وشمالا"

                  تعليق


                  • #10
                    ثم لا ندري من أين جاء السابعي بلقب الصديق وبلقب الفاروق هذا؟ هل تحقق السابعي من الاحاديث التي أعطت هذا اللقب لأبو بكرأو للفاروق؟
                    نحن نظرنا في كتب الحديث ووجدنا أن هذا اللقب أي لقب الصديق والفاروق لا يليق بأبي بكر أو بعمر لعدة أسباب وسنذكر هنا سبب تسمية أبو بكر بالصديق:

                    من سمى أبو بكر بن أبي قحافة بالصديق؟ الناس أم رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم؟
                    أليك الجواب بحديث صحيح السند كما ذكرت كتب العامة.



                    أنساب الأشراف للبلاذري صفحة 1309
                    حدثني محمد بن سعد، وروح بن عبد المؤمن قالا: ثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا قرة بن خالد، ثنا محمد بن سيرين، عن عقبة بن أوس، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: سميتموه الصديق وأصبتم، يعني أبا بكر.




                    السنن الواردة في الفتن ج: 5 ص: 962

                    515 حدثنا ابن عفان حدثنا قاسم حدثنا أحمد حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا قرة بن خالد حدثنا محمد عن عقبة بن أوس عن عبدالله بن عمرو قال أبو بكر سميتموه الصديق أصبتم اسمه وعمر الفاروق أصبتم اسمه عثمان ذو النورين والكفل أصبتم اسمه وصاحب الأرض المقدسة وابنه السفاح وسلام وأمير العصب ومنصور وجابر والمهدي وسين وسلام


                    مصنف ابن أبي شيبة ج: 6 ص: 363
                    32053 حدثنا أبو أسامة قال ثنا هشام عن محمد بن سيرين عن عقبة بن أوس السدوسي عن عبد الله بن عمر قال يكون في هذه الأمة اثنا عشر خليفة أبو بكر أصبتم اسمه وعمر بن الخطاب قرن من حديد أصبتم اسمه وعثمان بن عفان ذو النورين أوتي كفلين من رحمته قتل مظلوما أصبتم اسمه



                    فضائل الصحابة لابن حنبل ج: 1 ص: 103

                    74 حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا عبد الرزاق قال أنا معمر عن أيوب عن بن سيرين عن عقبة بن أوس عن عبد الله بن عمرو قال ثم وجدت في بعض الكتب يوم غزونا اليرموك أبو بكر الصديق أصبتم اسمه عمر الفاروق قرن من حديد أصبتم اسمه عثمان ذو النورين أوتي كفلين من الرحمة لأنه يقتل أصبتم اسمه قال ثم يكون وإلي أرض المقدسة وابنه قال عقبة قلت لابن العاص سمهما كما سميت هؤلاء قال معاوية وابنه



                    المعجم الكبير ج: 1 ص: 89
                    139 حدثنا عبيد بن غنام ثنا بكر بن أبي شيبة ثنا أبو أسامة عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن عقبة بن أوس عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال أبو بكر الصديق ثم أصبتم اسمه عمر قرن من حديد عثمان ذو النورين أصبتم اسمه قتل مظلوما أوتي كفلين من الأجر


                    السنة لابن أبي عاصم ج: 2 ص: 548
                    حدثنا أمية بن بسطام ثنا يزيد بن زريع ثنا ابن عون عن محمد بن سيرين عن عقبة بن أوس قال كنا ثم عبد الله بن عمرو فقال أبو بكر الصديق أصبتم اسمه عمر الفاروق قرن من حديد أصبتم اسمه وعثمان بن عفان ذو النورين قتل مظلوما أوتي كفلين من الرحمة
                    1153 إسناده صحيح رجاله كلهم ثقات رجال عقبة بن أوس وهو السدوسي كما في الرواية الآتية وهو صدوق كما في التقريب
                    والحديث أخرجه ابن سعد ج3 ص170 من طريق أخرى عن ابن سيرين به مختصرا بلفظ أبو بكر سميتموه الصديق وأصبتم اسمه وسنده صحيح أيضا





                    السنة لابن أبي عاصم ج: 2 ص: 549
                    1154 ثنا أبو بكر ثنا أبو أسامة حدثنا هشام عن محمد بن سيرين عن عقبة بن أوس السدوسي عن عبد الله بن عمرو قال يكون في هذه الأمة اثنا عشر خليفة أبو بكر أصبتم اسمه وعمر الفاروق قرن من حديد أصبتم اسمه وعثمان بن عفان ذو النورين أوتي كفلين من الأجر قتل مظلوما أصبتم اسمه 1154 إسناده صحيح رجاله ثقات رجال عقبة وهو صدوق كما تقدم الذي قبله وهشام هو ابن حسان القردوسي البصري وأبو أسامة هو حماد بن أسامة القرحي مولاهم الكوفي



                    سير أعلام النبلاء ج: 4 ص: 37
                    وعن محمد بن أحمد بن مسمع قال سكر يزيد فقام يرقص فسقط على رأسه فانشق وبدا دماغه قلت كان قويا شجاعا إذ رأي وحزم وفطنة وفصاحةوله شعر جيد وكان ناصبيا فظا غليظا جلفا يتناول المسكر ويفعل المنكر افتتح دولته بمقتل الشهيد الحسين واختتمها بواقعة الحرة فمقته الناس ولم يبارك في عمره وخرج واحد بعد الحسين كأهل المدينة قاموا لله وكمرداس بن أدية الحنظلي البصري ونافع بن الأزرق وطواف بن معلى السدوسي وابن الزبير بمكة
                    ابن عون عن ابن سيرين عن عقبة بن أوس عن عبد الله بن عمرو أنه ذكر أبا بكر الصديق فقال أصبتم اسمه ثم قال عمر الفاروق قرن من حديد أصبتم اسمه ابن عفان ذو النورين قتل مظلوما معاوية وابنه ملكا الأرض المقدسة والسفاح وسلام ومنصور وجابر والمهدي والأمين وأمير العصب كلهم من بني كعب بن لؤي كلهم صالح لا يوجد مثله تابعه هشام بن حسان



                    تاريخ الخلفاء للسيوطي
                    وأخرج ابن عساكر عن عبد الله بن عمر قال: أبو بكر الصديق أصبتم اسمه عمر الفاروق قرن من حديد أصبتم اسمه ابن عفان ذو النورين قتل مظلوماً يؤتى كفلين من الرحمة معاوية وابنه ملكا الأرض المقدسة والسفاح وسلام والمنصور وجابر والمهدي والأمين وأمير الغضب كلهم من بين كعب بن لؤي كلهم صالح لا يوجد مثله.
                    قال الذهبي: له طرق عن ابن عمر ولم يرفعه أحد.



                    سبب أخر لتسمية أبو بكر بن أبي قحافة بالصديق:
                    وقعت على كتاب يسمى ب "شقيقات قريش" يذكر فيه سبب تسمية ابو بكر بالصديق.
                    يقول صاحب الكتاب بأن ابو بكر سمي بالصديق بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم لان ابو بكر طبق الحكم على مانعي الزكاة والمرتدين ووووو.
                    وطبعا هذا الكلام اكثر قبولا مما ذكره اصحاب الحديث بأن أبو بكر سمي بالصديق لتصديقه بحادثة الإسراء.
                    وهذا اللقب (الصديق) ك لقب خليفة رسول الله مع ان الرسول لم ينصبه خليفة بعده او ك لقب عمر بن الخطاب بأمير المؤمنين -الذي استحسن من سماه بأمير المؤمنين- وهو لقب لغيره, مع العلم ان إبن الخطاب شك في نفسه هل هو من المنافقين ام لا فاضطر إلى سؤال حذيفة؟.

                    ولذا فهذه التسمية "الصديق" لم تذكر في حياة رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم بل بعد وفاته وهي من اختراعات بني أمية.


                    وهناك أحاديث تؤكد بأن عليا هو الصديق والفاروق وإليك بعض تلك الاحاديث:


                    سنن إبن ماجة حديث 117
                    حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَعِيلَ الرَّازِيُّ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى أَنْبَأَنَا الْعَلَاءُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ الْمِنْهَالِ عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ عَلِيٌّ أَنَا عَبْدُ اللَّهِ وَأَخُو رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا الصِّدِّيقُ الْأَكْبَرُ لَا يَقُولُهَا بَعْدِي إِلَّا كَذَّابٌ صَلَّيْتُ قَبْلَ النَّاسِ بِسَبْعِ سِنِينَ


                    -- شرح ابن ماجة للسندي حديث 117
                    قَوْله ( أَنَا عَبْد اللَّه ) أَيْ مِنْ الَّذِينَ أَخْلِصُوا عِبَادَته وَوُفِّقُوا لَهَا وَهَذَا مِنْ جُمْلَة الْمَدْح وَمَدْح النَّفْس لِإِظْهَارِ مِنَّته تَعَالَى وَإِذَا دَعَا إِلَيْهِ دَاعٍ آخَر شَرْعِيّ جَازَ قَوْله ( وَأَنَا الصِّدِّيق ) هُوَ لِلْمُبَالَغَةِ مِنْ الصِّدْق وَتَصْدِيق الْحَقّ بِلَا تَوَقُّف مِنْ بَاب الصِّدْق وَلَا يَكُون عَادَة إِلَّا مَنْ غَلَبَ عَلَيْهِ الصِّدْق قِيلَ فَلِذَلِكَ سُمِّيَ أَبُو بَكْر صِدِّيقًا لِمُبَادَرَتِهِ إِلَى التَّصْدِيق قَالَ كَأَنَّهُ أَرَادَ بِقَوْلِهِ الصِّدِّيق الْأَكْبَر أَنَّهُ أَسْبَق إِيمَانًا مِنْ أَبِي بَكْر أَيْضًا وَفِي الْإِصَابَة فِي تَرْجَمَة عَلِيّ هُوَ أَوَّل النَّاس إِسْلَامًا فِي قَوْل الْكَثِير مِنْ أَهْل الْعِلْم قَوْله ( صَلَّيْت قَبْل النَّاس بِسَبْعِ سِنِينَ ) وَلَعَلَّهُ أَرَادَ بِهِ أَنَّهُ أَسْلَمَ صَغِيرًا وَصَلَّى فِي سِنّ الصِّغَر وَكُلّ مَنْ أَسْلَمَ مِنْ مُعَاصِرِيهِ مَا أَسْلَمَ فِي سِنّه بَلْ أَقَلّ مَا تَأَخَّرَ مَعَاصِره عَنْ سِنّه سَبْع سِنِينَ فَصَارَ كَأَنَّهُ صَلَّى قَبْلهمْ سَبْع سِنِينَ وَهُمْ تَأَخَّرُوا عَنْهُ بِهَذَا الْقَدْر وَلَمْ يُرِدْ أَنَّهُ كَانَ سَبْع سِنِينَ مُؤْمِنًا مُصَلِّيًا وَلَمْ يَكُنْ غَيْره فِي هَذِهِ الْمُدَّة مُؤْمِنًا أَوْ مُصَلِّيًا ثُمَّ آمَنُوا وَصَلَّوْا وَيَحْتَمِل أَنَّهُ قَالَ لِأَنَّهُ مَا اِطَّلَعَ عَلَيْهِ وَفِيهِ بُعْدٌ لَا يَخْفَى وَقَالَ اِبْن رَجَب رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي خَصَائِص عَلِيّ وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان هَذَا كَأَنَّهُ كَذِب عَلَى عَلِيّ وَفِي الزَّوَائِد قُلْت هَذَا إِسْنَاد صَحِيح رِجَاله ثِقَات رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرَك عَنْ الْمِنْهَال وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرْط الشَّيْخَيْنِ وَالْجُمْلَة الْأُولَى فِي جَامِع التِّرْمِذِيّ مِنْ حَدِيث اِبْن عُمَر مَرْفُوعًا أَنْتَ أَخِي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَقَالَ حَدِيث حَسَن غَرِيب اِنْتَهَى قُلْت فَكَأَنَّ مِنْ حَكَمَ بِالْوَضْعِ حَكَمَ عَلَيْهِ لِعَدَمِ ظُهُور مَعْنَاهُ لَا لِأَجْلِ خَلَل فِي إِسْنَاده وَقَدْ ظَهَرَ مَعْنَاهُ بِمَا ذَكَرْنَا .


                    ‏المستدرك على الصحيحين،للإمام محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري.ج3 ص 121.
                    -31- كتاب معرفة الصحابة رضي الله تعالى عنهم.
                    ذكر إسلام أمير المؤمنين: علي -رضي الله تعالى عنه-.
                    4584/182- حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا الحسن بن علي بن عفان العمري.
                    وحدثنا أبو بكر بن أبي دارم الحافظ، حدثنا إبراهيم بن عبد الله العبسي قالا:
                    حدثنا عبيد الله بن موسى، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن المنهال بن عمرو، عن عباد بن عبد الله الأسدي، عن علي -رضي الله تعالى عنه- قال:
                    إني عبد الله، وأخو رسوله، وأنا الصديق الأكبر، لا يقولها بعدي إلا كاذب.
                    صليت قبل الناس بسبع سنين، قبل أن يعبده أحد من هذه الأمة. (ج/ص: 3/121)‏



                    *** فكيف يمكننا الوثوق بأقوال السابعي وهو يطلق الألقاب جزافا بدون تحقيق في سبب تسمية خلفائه بالصديق أو الفاروق ؟؟؟؟ بل كيف يطلق السابعي لقب الفاروق على عمر بن الخطاب وهو – أي السابعي- الذي قال بأن عمر بن الخطاب منع المؤلفة قلوبهم سهمهم الذي كانوا يأخذونه في حياة رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم؟ أأصبح المخالف لكتاب الله عز وجل فاروقا يعرف به الحق من الباطل؟***

                    [/b]

                    تعليق


                    • #11
                      قول السابعي في كتابه صفحة 61
                      " ثم خلفه عمر بن الخطاب الفاروق, فقام بإدارة شؤون الدولة خير قيام وضرب المثل الرائع بحزمه وعدالته, ومضى عهده دون أن يحدث شقاق بين المسلمين."




                      أقول:
                      من الغريب أن يتطرق السابعي إلى خلافة أبو بكر وعمر دون أن يتمعن فيما روي في حقهما من فضائل (إن كان لهما فضائل), أو دون أن يتطرق إلى ما فعلاه من أفعال مخالفة للقرآن ولسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم. والاغرب من كل هذا, أن السابعي لم يتطرق إلى ضرب عمر بن الخطاب صحابة رسول الله صلى الله عليه و على اله وسلم. بل يكتفي بالقول بأن الرجل كان حازما. والعجب كل العجب من أن العالم أجمع يعلم بفضاضة وغلاظة عمر بن الخطاب ولكن السابعي يتناسى كل هذا الشيئ ويقول عن أفعال عمر بن الخطاب بأنها حزم وقد قال الله عز وجل ولو كنت فضا غليظ القلب لأنفضوا من حولك. وقد كان الصحابة كثيرا ما يخشون درة عمر بن الخطاب ويخافون غضبه
                      والعجب كل العجب من أن يسمي السابعي سنة عمر بن الخطاب بالعدل وهو الذي نهى عن متعة الحج ومتعة النساء وهدد بأن يعاقب عليها. وهو الذي هدد النساء بالغلو في المهر, وهو الذي أفتى بعدم جواز الصلاة إذا لم يجد المجنب ماءا للغسل, وهو الذي لم يعلم معنى فاكهة وأبا وهو الذي لم يعلم طيلة حياته وخلافته تفسير أية الكلالة. وعلماي الاباضية بقرون بأن عمر بن الخطاب لم يعلم تفسير فاكهة وأبا , وقد قال عز وجل فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون. فكيف يذكرونه بين العلماء وأي فضيحة تلك التي يدعونها له. فأين العدالة في أن يحكم المسلمين رجل بحاجة إلى من يهديه الى الحق, وقد قال عز وجل أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أم من لا يهدي إلا أن يهدى, وقد قال عز وجل فسئلوا اهل الذكر, وقال عز وجل لعلمه الذين يستنبطونه منهم. ومع كل هذا ألم يقل عمر لولا علي لهلك عمر فأين العدل والحكمة والحزم في أن يحكم المسلمين رجل بحاجة إلى من يهديه إلى الحق؟.
                      والإغرب من هذا كله أن يتبجح السابعي بمخالفة عمر بن الخطاب لكتاب الله العزيز الحكيم وبمنع المؤلفة قلوبهم سهمهم الذي خصصه الله ورسوله لهم ليرفع بذلك من شأن رأس من روؤس الخوارج فيقول السابعي في كتابه الخوارج والحقيقة الغائبة صفحة 254 ما يلي: " وأما تأمير عمر حرقوص بن زهير تألفاً لقلبه واتقاء لشره وإبعاداً له عن مركز الخلافة فهو كلام من لم يفهم عمر الفاروق، فإن عمر منع المؤلفة قلوبهم الذين كانوا في أيام النبي صلى الله عليه وسلم من سهمهم، روى الطبري بسنده الى عمر قال وأتاه عيينة بن حصن: )الحق من ربك فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر( ()".
                      فكيف يدعي السابعي أن خلافة عمر خلافة عادلة وقد حَرَمَ عمر بن الخطاب من أعطاهم الله ورسوله صلى الله عليه و على اله وسلم؟
                      كيف تكون خلافة عمر بن الخطاب عادلة أو كيف يثق بأحكامه وهو الذي خالف رسول الله وتحداه يوم الحديبية حتى احتاج رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم بأن يذكر عمر بأنه رسول الله ثم لم يكتفي ولم يقتنع عمر بن الخطاب بجاوب رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم بل ذهب لأبو بكر وقال له نفس الكلام الذي قاله لرسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم. فيسكت عمر بن الخطاب. والاغرب من كل هذا أن يثبت الاباضية هذا الشيئ لعمر بن الخطاب ويَعُدونها من فضائله.
                      بل كيف يمكن الوثوق بعمر وهو الذي افترى الكذب على رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم عندما قال:

                      السنة للمروزي ج: 1 ص: 58
                      196 " - حدثنا إسحاق أنبأ عيسى بن يونس عن أبي حيان التميمي عن الشعبي عن ابن عمر قال سمعت عمر على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أيها الناس ثلاث وددت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يفارقنا حتى يعهد إلينا عهدا فيه تنتهي إليه الكلالة يروي وأبواب من أيواب الربا"
                      فأي فضيحة هذه التي يزعمها عمر بن الخطاب في أن النبي لم يبلغ الرسالة التي أمره الله عز وجل بتبليغها.
                      أما قول السابعي بأنه لم يحدث شقاق بين المسلمين فأقول: هذا قول من لا علم له بالتأريخ وبمجرايات الأحداث. فقد بقي النزاع قائما بين الصحابة وبين عمر بن الخطاب خاصة بشأن الخلافة. وما أكثر ما ناقش عمر بن الخطاب عبد الله إبن عباس في هذه المسألة , ولقد كان الصحابة يتكلمون في حياة عمر بن الخطاب عن مبايعة رجل "فلان" بعد موته وكدليل على ذلك نذكر ما ذكره البخاري في صحيحه وفي الحديث مصائب جمه منها تحزب الصحابة وتكالبهم على الخلافة وتزوير بعضهم مقالات وخطب. وسننقل بعدها إنشقاق الصحابة ومخالفتهم أقوال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم بتركهم حملة أسامة بن زيد وبعدها إنشقاقهم عن رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم في بيته وقت وفاته وسنذكر بعدها قول أبو بكر وتأسفه على إقدامه على إحراق بيت فاطمة سلام الله عليها. ونبدأ بحديث البخاري والادلة المستقاة منه في تنازع الصحابة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم:

                      صحيح البخاري ج: 6 ص: 2503
                      "6442 حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثني إبراهيم بن سعد عن صالح عن بن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن بن عباس قال ثم كنت أقرئ رجالا من المهاجرين منهم عبد الرحمن بن عوف فبينما أنا في منزله بمنى وهو ثم عمر بن الخطاب في آخر حجة حجها إذ رجع إلي عبد الرحمن فقال لو رأيت رجلا أتى أمير المؤمنين اليوم فقال يا أمير المؤمثين هل لك في فلان يقول لو قد مات عمر لقد بايعت فلانا فوالله ما كانت بيعة أبي بكر الا فلتة فتمت فغضب عمر ثم قال إني إن شاء الله لقائم العشية في الناس فمحذرهم هؤلاء الذين يريدون أن يغصبوهم أمورهم قال عبد الرحمن فقلت يا أمير المؤمنين لا تفعل فإن الموسم يجمع رعاع الناس وغوغاءهم فإنهم هم الذين يغلبون على قربك حين تقوم في الناس وأنا أخشى أن تقوم فتقول مقالة يطيرها عنك كل مطير وأن لا يعوها وأن لا يضعوها على مواضعها فأمهل حتى تقدم المدينة فإنها دار الهجرة والسنة فتخلص بأهل الفقه وأشراف الناس فتقول ما قلت متمكنا فيعي أهل العلم مقالتك ويضعونها على مواضعها فقال عمر والله إن شاء الله لأقومن بذلك أول مقام أقومه بالمدينة قال بن عباس فقدمنا المدينة في عقب ذي الحجة فلما كان يوم الجمعة عجلت الرواح حين زاغت الشمس حتى أجد سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل جالسا إلى ركن المنبر فجلست حوله تمس ركبتي ركبته فلم أنشب أن خرج عمر بن الخطاب فلما رأيته مقبلا قلت لسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل ليقولن العشية مقالة لم يقلها منذ استخلف فأنكر علي وقال ما عسيت أن يقول ما لم يقل قبله والحاصل عمر على المنبر فلما سكت المؤذنون قام فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال أما بعد فإني قائل لكم مقالة قد قدر لي أن أقولها لا أدري لعلها بين يدي أجلي فمن عقلها ووعاها فليحدث بها حيث انتهت به راحلته ومن خشي أن لا يعقلها فلا أحل لأحد أن يكذب علي إن الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق وأنزل عليه الكتاب فكان مما أنزل الله آية الرجم فقرأناها وعقلناها ووعيناها رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده فأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل والله ما نجد آية الرجم في كتاب الله فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله والرجم في كتاب الله حق على من زنى إذا أحصن من الرجال والنساء إذا قامت البينة أو كان الحبل أو الاعتراف ثم إنا كنا نقرأ فيما نقرأ من كتاب الله أن لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم أو إن كفرا بكم أن ترغبوا عن آبائكم ألا ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تطروني كما أطري عيسى بن مريم وقولوا عبد الله ورسوله ثم إنه بلغني قائل منكم يقول: والله لو قد مات عمر بايعت فلاناً، فلا يغترَّنَّ امرؤ أن يقول: إنما كانت بيعة أبي بكر فلتة وتمَّت، ألا وإنها قد كانت كذلك، ولكن الله وقى شرَّها، وليس فيكم من تقطع الأعناق إليه مثل أبي بكر، من بايع رجلاً من غير مشورة من المسلمين فلا يتابع هو ولا الذي تابعه، تغرَّة أن يقتلا، وإنه قد كان من خبرنا حين توفى الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن الأنصار خالفونا، واجتمعوا بأسرهم في سقيفة بني ساعدة، وخالف عنا علي والزبير ومن معهما، واجتمع المهاجرون إلى أبي بكر، فقلت لأبي بكر: يا أبا بكر انطلق بنا إلى إخواننا هؤلاء من الأنصار، فانطلقنا نريدهم، فلما دنونا منهم، لقينا منهم رجلان صالحان، فذكرا ما تمالأ عليه القوم، فقالا: أين تريدون يا معشر المهاجرين؟ فقلنا: نريد إخواننا هؤلاء من الأنصار، فقالا: لا عليكم أن لا تقربوهم، اقضوا أمركم، فقلت: والله لنأتينَّهم، فانطلقنا حتى أتيناهم في سقيفة بني ساعدة، فإذا رجل مزمَّل بين ظهرانيهم، فقلت: من هذا؟ فقالوا: هذا سعد بن عبادة، فقلت: ما له؟ قالوا: يوعك، فلما جلسنا قليلاً تشهَّد خطيبهم، فأثنى على الله بما هو أهله، ثم قال: أما بعد، فنحن أنصار الله وكتيبة الإسلام، وأنتم معشر المهاجرين رهط، وقد دفَّت دافَّة من قومكم، فإذا هم يريدون أن يختزلونا من أصلنا، وأن يحضنونا من الأمر. فلما سكت أردت أن أتكلم وكنت قد زورت مقالة أعجبتني أردت أن أقدمها بين يدي أبي بكر وكنت أداري منه بعض الحد فلما أردت أن أتكلم قال أبو بكر على رسلك فكرهت أن أغضبه فتكلم أبو بكر فكان هو أحلم مني وأوقر والله ما ترك من كلمة أعجبتني في تزويري إلا قال في بديهته مثلها أو أفضل منها حتى سكت فقال ما من خير فأنتم له أهل ولن يعرف هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش هم أوسط العرب نسبا ودارا وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين فبايعوا أيهما شئتم فأخذ بيدي وبيد أبي عبيدة بن الجراح وهو جالس بيننا فلم أكره مما قال غيرها كان والله أن أقدم فتضرب عنقي لا يقربني ذلك من إثم أحب إلي من أن أتأمر على قوم فيهم أبو بكر اللهم إلا أن تسول لي نفسي ثم الموت شيئا لا أجده الآن فقال قائل من الأنصار أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب منا أمير ومنكم أمير يا معشر قريش فكثر اللغط وارتفعت الأصوات حتى فرقت من الاختلاف فقلت ابسط يدك يا أبا بكر فبسط يده فبايعته وبايعه المهاجرون ثم بايعته الأنصار ونزونا على سعد بن عبادة فقال قائل منهم قتلتم سعد بن عبادة فقلت قتل الله سعد بن عبادة قال عمر وإنا والله ما وجدنا فيما حضرنا من أمر أقوى من مبايعة أبي بكر خشينا إن فارقنا القوم ولم تكن بيعة أن يبايعوا رجلا منهم بعدنا فإما بايعناهم على ما لا نرضى وإما نخالفهم فيكون فساد فمن بايع رجلا مشورة من المسلمين فلا يتابع هو ولا الذي بايعه تغرة أن يقتلا"

                      وخطبة عمر بن الخطاب هذه إن دلت على شيئ فإنما تدل على أن هناك ثورة وبركان على وشك الإنفجار برفض حكومة إبن الخطاب. وفي خطبة إبن الخطاب دلائل كثيرة منها:
                      1- منها غضب عمر بن الخطاب وسخطه وهذا ظاهر واضح من خطبته.
                      2- أن القرآن الذي بين أيدينا ناقص.
                      3- ومنها أنه كانت هناك مؤامرات تحاك وإلا فلماذا تجمع الانصار في السقيفة وتجمع المهاجرين عند أبو بكر كل حزب بما لديهم فرحون وعلام الإجتماع؟
                      4- ومنها أن أهل البيت كانوا رافضين لخلافة أبو بكر فثبت أن اهل البيت سلام الله عليهم والانصار كانوا رافضين لخلافة أبو بكر حتى أن هناك حديثا يذكر أن الانصار أو بعضهم قالوا لا نبايع إلا عليا (وسنذكره الحديث في هذا التعليق).
                      5- وفي الحديث أيضا أن المهاجرين كانوا يريدون أن يقضوا على الانصار ويختزلوهم. فعن اي تلائم وإلتحام وتصادق يتكلم السابعي؟ أم من يحاول أن يخدع السابعي بكلامه هذا؟
                      6- إضافة إلى ما ذكرناه من تضارب الصحابة واختلافهم وتفرقهم فنحن نورد هنا قول الانصار بأنهم قالوا لن نبايع إلا عليا:

                      تاريخ الطبري ج: 2 ص: 233
                      حدثنا ابن حميد قال حدثنا جرير عن مغيرة عن أبي معشر زياد بن كليب عن أبي أيوب عن إبراهيم قال لما قبض النبي صلى الله عليه وسلم كان أبو بكر غائبا فجاء بعد ثلاث ولم يجترىء أحد أن يكشف عن وجهه حتى اربد بطنه فكشف عن وجهه وقبل بين عينيه ثم قال بأبي أنت وأمي طبت حيا وطبت ميتا ثم خرج أبو بكر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال من كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ومن كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ثم قرأ وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين وكان عمر يقول لم يمت وكان يتوعد الناس بالقتل في ذلك فاجتمع الأنصار في سقيفة بني ساعدة ليبايعوا سعد بن عبادة فبلغ ذلك أبا بكر فأتاهم ومعه عمر وأبو عبيدة بن الجراح فقال ما هذا فقالوا منا أمير ومنكم أمير فقال أبو بكر منا الأمراء ومنكم الوزراء ثم قال أبو بكر إني قد رضيت لكم أحد هذين الرجلين عمر أو أبا عبيدة إن النبي صلى الله عليه وسلم جاءه قوم فقالوا أمينا فقال لأبعثن معكم أمينا حق أمين فبعث معهم أبا عبيدة بن الجراح وأنا أرضى لكم أبا عبيدة فقام عمر فقال أيكم تطيب نفسه أن يخلف قدمين قدمهما النبي صلى الله عليه وسلم فبايعه عمر وبايعه الناس فقالت الأنصار أو بعض الأنصار لا نبايع إلا عليا

                      وتأييدا لما قلنا وتفنيدا لمزاعم السابعي بأن الامور كانت سائرة على ما يرام وبأنه لم يكن هناك شقاق نذكر ما رواه الطبري:

                      تاريخ الطبري ج: 2 ص: 233
                      حدثنا ابن حميد قال حدثنا جرير عن مغيرة عن زياد بن كليب قال أتى عمر بيت علي وفيه طلحة والزبير ورجال من المهاجرين فقال والله لأحرقن عليكم أو لتخرجن إلى البيعة فخرج عليه الزبير مصلتا السيف فعثر فسقط السيف من يده فوثبوا عليه فأخذوه
                      ثم قول الامام علي سلام الله عليه لأبو بكر ومن معه بأنهم استبدوا بالامر على أهل البيت ففي

                      مسند أبو عوانة مسند أبي عوانة 1 ج: 4 ص: 251
                      6679 حدثنا محمد بن يحيى قثنا عبد الرزاق وحدثنا محمد بن علي الصنعاني قال أنبأ عبد الرزاق قال أنبأ معمر ح وحدثنا الدبري عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها أن فاطمة والعباس رضي الله عنهما أتيا أبا بكر رضي الله عنه يلتمسان ميراثهما من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهما حينئذ يطلبان أرضه من فدك وسهمه من خيبر فقال لهما أبو بكر إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا نورث ما تركنا صدقة إنما يأكل آل محمد صلى الله عليه وسلم من هذا المال وإني والله لا أدع أمرا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنعه فيه إلا صنعته قال فهجرته فاطمة فلم تكلمه في ذلك حتى ماتت فدفنها علي رضي الله عنه ليلا ولم يؤذن بها أبا بكر قالت عائشة وكان لعلي من الناس وجه حياة فاطمة فلما توفيت فاطمة انصرفت وجوه الناس عن علي فمكثت فاطمة ستة أشهر بعد النبي صلى الله عليه وسلم ثم توفيت قال رجل للزهري فلم يبايعه علي ستة أشهر قال ولا أحد من بني هاشم حتى بايعه علي فلما رأى علي انصراف وجوه الناس عنه ضرع إلى مصالحة أبي بكر فأرسل علي إلى أبي بكر أن ائتنا ولا تأتنا معك بأحد وكره أن يأتيه عمر لما علم من شدته فقال عمر لا تأتيهم وحدك فقال أبو بكر والله لآتينهم وما عسى أن يصنعوا بي فانطلق أبو بكر دخل على علي وقد جمع بني هاشم عنده فقام علي فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال أما بعد فإنه لم يمنعنا أن نبايعك يا أبا بكر إنكارا لفضيلتك ولا نفاسة عليك لخير ساقه الله إليك ولكنا كنا نرى أن لنا في هذا الأمر حقا فاستبددتم به علينا ثم قال ثم ذكر قرابتهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم وحقهم فلم يزل علي يذكر ذلك حتى بكى أبو بكر فلما سكت علي تشهد أبو بكر فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال أما بعد فوالله لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي أن أصل من قرابتي وإني والله ما ألوت في هذه الأموال التي كانت بيني وبينكم على الخير ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا نورث ما تركنا صدقة إنما يأكل آل محمد من هذا المال وإني والله لا أدع أمرا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنعه فيه إلا صنعته إن شاء الله قال علي موعدك العشية للبيعة فلما صلى أبو بكر الظهر أقبل على الناس بوجهه ثم عذر عليا ببعض ما اعتذر به ثم قام علي فعظم من حق أبي بكر وذكر من فضيلته وسابقته ثم مضى إلي أبي بكر فبايعه فأقبل الناس إلى علي فقالوا أصبت وأحسنت قالت عائشة فكان الناس قريبا إلى علي حين راجع الأمر وقال أحدهما قارب الأمر والمعروف"

                      والغريب في الحديث أن عائشة تفسر أفعال الامام علي سلام الله عليه على هواها وكيفما يحلو لها. ومع كل هذا فقد ظهر في حديثها ما حاول السابعي إخفاؤه. ولهذا فقول السابعي بأنه لم يكن هناك خلاف أو شقاق هو قول باطل ويدل على عدم الرجل بالتاريخ وبأنه كسلفه يعيب على الناس ما هو غارق فيه.

                      7- أضافة إلى كل هذا يحق لنا أن نسأل أنفسنا السؤال التالي: لماذا كان المهاجرين والانصار متجمعين في المدينة؟
                      ألم يعبئهم رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم في حملة أسامة بن زيد؟ فماذا كانوا يفعلون في المدينة؟
                      أليس هذا دليل أخر على مخالفتهم أقوال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم؟
                      وإليك الاحاديث التي تذكر أن كبار الصحابة كانوا في حملة اسامة بن زيد:

                      الطبقات الكبرى لإبن سعد ج: 4 ص: 66
                      1- قال أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء قال أخبرنا العمري عن نافع عن بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث سرية فيهم أبو بكر وعمر فاستعمل عليهم أسامة بن زيد وكان الناس طعنوا فيه أي في صغره فبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه وقال إن الناس قد طعنوا في إمارة أسامة بن زيد وقد كانوا طعنوا في إمارة أبيه من قبله وإنهما لخليقان لها أو كانا خليقين لذلك فإنه لمن أحب الناس الي وكان أبوه من أحب الناس الي الا فاطمة فأوصيكم بأسامة خيرا قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا حنش قال سمعت أبي يقول استعمل النبي صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد وهو بن ثماني عشرة سنة


                      الطبقات الكبرى ج4 صفحة 68
                      2- قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه بنحو حديث أبي أسامة عن هشام وزاد في الجيش الذي استعمله عليهم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح قال وكتبت اليه فاطمة بنت قيس إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ثقل وإني لا أدري ما يحدث فإن رأيت أن تقيم فأقم فدوم أسامة بالجرف حتى مات رسول الله صلى الله عليه وسلم


                      تاريخ دمشق لابن عساكر الجزء : 8 الصفحة : 60
                      3- أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنا أبو حامد الأزهري أنا أبو محمد المخلدي أنا المؤمل بن الحسن نا أحمد بن منصور نا أبو النضر هاشم بن القاسم نا عاصم بن محمد عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله استعمل أسامة بن زيد على جيش فيهم أبو بكر وعمر فطعن الناس في عمله فخطب النبي الناس ثم قال قد بلغني أنكم قد طعنتم في عمل أسامة وفي عمل أبيه قبله وإن أباه لخليق للإمارة وإنه لخليق للأمرة يعني أسامة وإنه لمن أحب الناس إلي فأوصيكم به


                      مصنف ابن أبي شيبة ج: 7 ص: 415
                      36980 حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن هشام بن عروة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قطع بعثا قبل مؤتة وأمر عليهم أسامة بن زيد وفي ذلك البعث أبو بكر وعمر قال فكان أناس من الناس يطعنون في ذلك لتأمير رسول الله صلى الله عليه وسلم أسامة عليهم قال فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فخطب الناس ثم قال إن أناسا منكم قد طعنوا علي في تأمير أسامة وإنما طعنوا في تأمير أسامة كما طعنوا في تأمير أبيه من قبله وأيم الله إن كان لحقيقا للإمارة وإن كان لمن أحب الناس إلي وإن ابنه من أحب الناس إلي من بعده وإني أرجو أن يكون من صالحيكم فاستوصوا به خيرا


                      تهذيب التهذيب ج: 1 ص: 182
                      391 ع الستة أسامة بن زيد بن حارثة بن أبو محمد ويقال أبو زيد ذلك كنيته الحب بن الحب مولى رسول لله صلى الله عليه وسلم وأمه أم أيمن حاضنة النبي صلى الله عليه وسلم روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أبيه وأم سلمة روى عنه أبناه الحسن ومحمد وابن عباس وأبو هريرة وكريب وأبو عثمان النهدي وعمرو بن عثمان بن عفان وأبو وائل وعامر بن سعد وعروة بن الزبير والحسن البصري على خلاف فيه والزبرقان بن عمرو بن أمية الضمري وقيل لم يلقه وجماعة استعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على جيش فيه أبو بكر وعمر فلم ينفذ حتى توفي النبي صلى الله عليه وسلم فبعثه أبو بكر إلى الشام سكن المزة مدة ثم انتقل إلى المدينة فمات بها سنة 54 وهو بن 75 ذلك قلت قال بن بن حبان مات سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأسامة عشرون سنة زاد بن سعد ولم يعرف الا الإسلام ولم يدن بغيره وذكر بن أبي خيثمة أن النبي صلى الله عليه وسلم توفي وله 18 سنة وقال مصعب الزبيري توفي آخر أيام معاوية بن أبي سفيان سنة 8 أو 59 وقد قال بن المديني وأبو حاتم أن الحسن البصري لم يسمع منه شيئا


                      تهذيب الكمال ج: 2 ص: 340

                      أسامة بن زيد ت ص ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب س وأبو سعيد المقبري س وأبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف ت س وأبو عثمان النهدي ع وأبو هريرة س استعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على جيش فيه أبو بكر وعمر فلم ينفذ حتى توفي النبي صلى الله عليه وسلم فبعثه أبو بكر إلى الشام فأغار على أبنى من ناحية البلقاء وشهد مع أبيه غزوة مؤتة وقدم دمشق وسكن المزة مدة ثم انتقل إلى المدينة فمات بها وقال مات بوادي القرى سنة أربع وخمسين وهو بن خمس وسبعين ذلك في مبلغ سنه


                      اسعاف المبطأ ج: 1 ص: 5
                      أسامة بن زيد بن حارثة بن حب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومولاه وابن حبه وأمه أم أيمن مولاته روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أبيه وبلال وأم سلمة وعنه عروة وأبو عثمان النهدي وأبو وائل وغيرهم أمره النبي صلى الله عليه وسلم على جيش فيهم أبو بكر وعمر وقال فيه وايم الله إن كان لخليقا بالإمارة


                      التراتيب الإدارية ج: 1 ص: 40
                      وقد احتج من لم يشترط القرشية في الإمام بتأمير النبي عبد الله بن رواحة وزيد بن حارثة وأسامة بن زيد وغيرهم في الحروب وأجاب الجمهور بأن ذلك ليس من الإمامة العظمى في شيء لأنه يجوز للخليفة استنابة غير القرشي ولهذا الغز التاج السبكي بقوله من عد من أمراء المؤمنين ولم يحكم على الناس من بدو ومن حضر ولم يكن قرشيا حين عدولا يجوز أن يتولى أمرة البشر قال السيوطي الجواب أنه أسامة بن زيد مولى النبي أمره على جيش فيه أبو بكر وعمر فلم ينفد حتى توفي رسول الله فبعثه أبو بكر إلى الشام انظر المصباح الوهاج


                      8- في خلافة عمر شغل عمر بن الخطاب المسلمين بالفتوحات. .!!!!
                      9- قد حدث إنشقاق في صفوف كبار الصحابة وقت خلافة عمر بن الخطاب. وقد أحتج كبار الصحابة على أبو بكر على استخلافه هذا وناقشوه في هذا الامر وقالوا له لقد علمت غلاظته في خلافتك فما تظنه سيفعل إن خلفته علينا. ولكن ذهبت أقوال هؤلاء الصحابة أدراج الرياح وقال لهم أبو بكر أبالله تخوفونني!!!. فهذا أيضا شقاق حصل بين الصحابة أنفسهم في خلافة أبو بكر ووقت استخلاف عمر بن الخطاب. فأين الشورى التي يتكلم عنها السابعي.؟
                      قال السابعي بأنه في خلافة أبو بكر اسست الاسس التي على أساسها يتم إختيار خليفة للمسلمين. فلماذا لم يستخدم أبو بكر أو عمر أو الصحابة هذه الاسس المزعومة التي يتكلم عنها السابعي لكي يتم إختيار خليفة للمسلمين.؟؟؟ ولماذا لم يعمل أبو بكر بهذه الاسس؟ ولماذا لم يعمل خليفته عمر بن الخطاب بتلك الاسس التي يتكلم عنها السابعي لاختيار خليفة بعده؟
                      والاغرب من هذا أن يقول السابعي بأن في خلافة عمر لم يحدث إنشقاق بين المسلمين ولكننا نرى أن عمر بن الخطاب هو الذي زرع بذور الفتنة في صفوف المسلمين عندما فرض عليهم أن يتخاروا بين ستة قال بأن الرسول مات وهو راض عنهم ثم قال اقتلوا مخالفي عبد الرحمن بن عوف. فبسبب إختيار عمر بن الخطاب السيئ وقعت الامة الاسلامية في الفتنة – هذا إذا قلنا بأنه لم تحصل أي فتنة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم.
                      ثم لم يذكر لنا السابعي بأن عمر بن الخطاب هو من نصَّب صاحب حرب صفين – معاوية بن أبي سفيان – واليا على الشام. .ولم يذكر لنا السابعي بأن معاوية وأباه كانا من الطلقاء وبأن معاوية واباه كانا من المؤلفة قلوبهم. أي من الذين أمر الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم بدفع أموال لهم ليضمن سكوتهم كي لا يثوروا على المسلمين ويفتعلوا فتناً ضدهم. وهذا ما فعلوه. فأين كان عدل وحكمة وحزم وعلم عمر بن الخطاب في تعين إبن الطلقاء واليا على الشام وفي إجبار الصحابة على إطاعة عبد الرحمن بن عوف لإختيار خليفة؟ فكل المصائب التي حلت بالمسلمين هي من جراء إختيار عمر بن الخطاب معاوية أميرا على الشام. فمعاوية هو نتاج عمر بن الخطاب.
                      والأشعث بن قيس هو نتاج أبو بكر بن أبي قحافة فلم يكتفي أبو بكر بالعفو عنه بعد أن ارتد ولكنه زوجه اخته . قال المزي في تهذيب الكمال في ذكر الاشعث بن قيس "و قال أبو عبد الله بن مندة : كان قد ارتد ، ثم رجع الإسلام ، فى خلافة أبى بكر ، و زوجه أخته أم فروة ، و شهد القادسية ، و المدائن ، وجلولاء ، و نهاوند و الحكمين على عهد على و قال إسماعيل بن أبى خالد ، عن قيس بن أبى حازم : شهدت جنازة فيها الأشعث بن قيس ، و جرير بن عبد الله ، فقدم الأشعث جريرا، و قال: إن هذا لم يرتد عن الإسلام، و كنت قد ارتددت .
                      و قال شريك بن عبد الله ، عن إبراهيم بن مهاجر ، عن إبراهيم النخعى: ارتد الأشعث بن قيس ، و ناس من العرب ، لما مات نبى الله صلى الله عليه وسلم "


                      وذكر الطبراني في المعجم الكبير ج: 1 ص: 237
                      " 649 حدثنا عبد الرحمن بن سلم الرازي ثنا عبد المؤمن بن علي ثنا عبد السلام بن حرب عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال ثم لما قدم بالأشعث بن قيس أسيرا على أبي بكر الصديق رضي الله عنه أطلق وثاقه وزوجه أخته فاخترط سيفه دخل سوق الإبل فجعل لا يرى جملا ولا ناقة إلا عرقبه وصاح الناس كفر الأشعث فلما فرغ طرح سيفه وقال إني والله ما كفرت ولكن زوجني هذا الرجل أخته ولو كنا في بلادنا كانت لنا هذه يا أهل المدينة انحروا وكلوا ويا أصحاب الإبل تعالوا خذوا شرواها"


                      فمصائب الخوراج لا ترجع إلى علي سلام الله عليه بل ترجع إلى أبو بكر وعمر بن الخطاب. فالاول بدل أن يقتل المرتد قربه وزوجه اخته. وعمر بن الخطاب خالف أمر الله عز وجل وعين الطليق إبن الطليق معاوية واليا وأميرا على الشأم.

                      تعليق


                      • #12
                        يعترف السابعي بأن هناك أخطاءا قد فعلها عثمان بن عفان, ولكنه يتغاضى عن تلك الافعال. وينتقل فورا من فتنة عثمان إلى خلافة علي سلام الله عليه وكأن الذين نقموا على عثمان هم الذين أخطؤوا! هذا مع العلم بأن الأباضية يقولون بأن أهل النهروان هم الذين قتلوا عثمان بن عفان وبعض الأحاديث تؤكد هذا الشيئ. ولا أدري لماذا لم يسمي السابعي الخارجين على عثمان بالثائرين , أو الإصلاحيين.؟ فيقول السابعي في صفحة 61–62 من كتابه الخوارج والحقيقة الغائبة:
                        "ومضى الأمر على ذلك صدرا من خلافته, حتى ظهرت بوادر الفتن وبدأت أصوات المعارضة تعلو معلنة عدم الرضا عن بعض سياسات الخليفة, وما هو إلا أن اشتد أمر المعارضة واستفحل خطرها حتى انتهت بحركة عنيفة آلت إلى أن يسقط الخليفة صريعا على أيدي أولئك الناقمين.
                        عقب هذه الحادثة بويع لعلي بن أبي طالب ابن عم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم. فشرع في إصلاح أمور الدولة وإعادة النظام والاستقرار إليها. وبينما هو كذلك إذا بطلحة بن عبيد الله تصحبهما عائشة أم المؤمنين يتجهون نحو البصرة معلنين الطلب بدم عثمان والقصاص من قتلته.

                        حاول الإمام علي – كرم الله وجهه – أن يحل القضية سلميا, ولكن ما لبث أن نشبت بين الفريقين حرب الجمل الشهيرة التي كان ضحيتها كل من طلحة والزبير ورجعت عائشة إلى المدينة."
                        "غير أنه ما كادت تهدأ تلك الثائرة وتسكن النفوس حتى أعلن معاوية بن أبي سفيان دعوى الطلب بدم عثمان. وقد كان الامام علي عزله عن ولاية الشام عندما ولي الخلافة فرفض معاوية الرضوخ لهذا الامر حتى يقتص للخليفة عثمان حسب زعمه. وحاول الامام علي جهده لإخماد ثائرة أهل الشام بقيادة معاوية فأرسل إليه الرسل بغية تفادي الفتنة وردعه عن شق عصا المسلمين ومخالفة الخليفة الشرعي ولكن دون جدوى. وأخيرا قرر الإمام علي – كرم الله وجهه – المواجهة فزحف من العراق بإتجاه الشام ضمن سلسلة من المحن أول حلقاتها تمرد معاوية على خليفة المسلمين."



                        أقول:
                        الغريب في قول السابعي هذا هو أنه لم يتطرق إلى من كان على الحق ومن كان على الباطل في هذه المسألة أي معركة الجمل. وكأن هذه المسألة – مسألة تجروء كبار الصحابة على خليفة المسلمين أقل أهمية أو أقل شأنا من تجروء الخوارج على إمامهم. فالذي حكم بحكم الله في هؤلاء الناكثين هو علي بن أبي طالب سلام الله عليه ولولاه لما قوتل الناكثون والقاسطون والمارقون فهو الذي هيأ وعبأ المسلمين لقتالهم لأنه أعلم الناس بأحكام الدماء. فكما خلع الناكثين أي طلحة والزبير وعائشة إمامة علي سلام الله عليه بعد بيعتهم له كذلك فعل الخوارج. وكما كان طلحة والزبير وعائشة يدَّعون الإصلاح فكذلك فعل الخوارج. ثم نظرنا إلى قول السابعي في الامام علي سلام الله عليه فوجدنا أنه يقول بأن الامام علي كرم الله وجهه حاول أن يحل القضية سلميا فلم ينكرها عليه ولكنه أنكر على الإمام علي سلام الله عليه أن يحل مسألة الخوارج سلميا؟ والغريب في الامر , بشأن معركة الجمل, أنه مع وجود هؤلاء الصحابة ومع وجود أم المؤمنين عائشة بينهم لم يكونوا على حق, فكيف بمن هم أقل مرتبة وعلما وشأنا من هؤلاء الصحابة ومعهم أم المؤمنين عائشة؟!

                        وسنتطرق لاحقا إلى سبب إنشقاق الخوارج عن علي سلام الله عليه وقولهم بأنه خلع نفسه وقبل بالتحكيم ووووو.

                        إن أول حلقة من سلسلة المحن التي يتكلم عنها السابعي لم تكن تمرد معاوية على خليفة المسلمين بل كانت خلافة أبو بكر ومن بعدها خلافة عمر بن الخطاب, ومن بعدها تمرد عائشة وطلحة والزبير.

                        عودة إلى قولهم بأن بيعة أبو بكر كانت فلتة.
                        فمحاولة السابعي هنا - مع إعترافه سابقا بأن خلافة أبو بكر كانت فتنة- التقليل من شأن ما حدث يوم السقيفة والتقليل من تمرد أم المؤمنين عائشة ومعها طلحة والزبير على خليفة المسلمين الشرعي, ما هو إلا لإيهام الرأي العام بأن تمرد معاوية لم يكن له علاقة بأفعال أبو بكر وعمر وعثمان وعائشة وطلحة والزبير. وبأن هذه الحادثة كانت فريدة من نوعها. ونحن دائما نجد السابعي يفصل بين الحوادث التاريخية ولا يربطها ببعضها. فحال السابعي كحال من أراد أن يصلح سطح منزل يذلف ماءا فبدل أن يصلح سطح المنزل وضع سطلا تحت الثقب وقال إنحل الإشكال. وهذا هو حال من لا يربط الأسباب بالمسببات. وما يريده السابعي أولا وأخيرا هو تبرئة أبو بكر وعمر وعائشة مما اقترفت أيديهم, وأن ما حدث يوم النهروان لم يكن له أي إرتباط بتمرد أبو بكر وعمر وعثمان وعائشة وطلحة والزبير على علي سلام الله عليه فهو يريد أن يقول لنا بأن الوضع كان هادئا في خلافة أولئك الصحابة. بل كيف يحق لنا أن نبرء عمر بن الخطاب من تأمير معاوية على الشام وقد كان الأخير من المؤلفة قلوبهم؟
                        على كل :
                        لو أختزلنا خلافة أبو بكر ومن بعدها خلافة عمر وعثمان كما يريد السابعي فلا يحق لنا – كما ذكرنا سابقا - أن نختزل ما فعلته أم المؤمنين عائشة مع طلحة والزبير من تمردها على إمامها وخليفتها الشرعي علي بن أبي طالب سلام الله عليه. فهم أول من تمرد على خلافته بعد توليه الخلافة. وهم بفعلتهم تلك قد فتحوا الباب لأولاد الطلقاء كمعاوية وأبنه في أن يخالفوا أوامر خليفة المسلمين الشرعي.

                        والملاحظ من كلام السابعي فيما كان يفعله الإمام علي سلام الله عليه أنه سلام الله عليه كان لا يحب أن يبدأ أحدا بقتال وكان سلام الله عليه يعطي فرصا كثيرة للناس حتى يرجعوا عن غيهم. فقد تكلم الامام علي بشأن خلافة أبو بكر وقال بأنه جحد حقه وتكلم بشأن خلافة عمر بن الخطاب وخلافة عثمان وتكلم مع أم المؤمنين عائشة ومع طلحة والزبير ومع معاوية. فلماذا يغير الامام علي سلام الله عليه سياسته عندما يخص الامر جنوده المنظمين تحت لواءه؟ أليس الاجدر أن يعطيهما فرصا أكثر ليرجعوا عن غيهم إذا داهمتهم فتنة؟ وعلينا أن نضع هذه النقطة في الحسبان لانها ستنفعنا لاحقا في موضوعنا هذا.


                        في الحلقات القادمة إن شاء الله سندخل في الفصل الاول من كتاب السابعي وسبب إنحيازهم إلى النهروان

                        والله ولي التوفيق


                        تعليق


                        • #13
                          يقول السابعي كتابه الخوراج والحقيقة الغائبة في الصفحة 65
                          الفصل الأول:
                          المبحث الأول: السياق التاريخي لإنحيازهم إلى النهروان
                          المبحث الثاني: الصحابة من أهل النهروان
                          المبحث الثالث: حجج معارضي التحكيم في إعتزال الإمام علي.
                          المبحث الرابع: نسبة الإستعراض والتكفير إلى أهل النهروان


                          الخوارج والحقيقة الغائبة: صفحة67
                          " المبحث الأول:
                          السياق التاريخي لإنحيازهم إلى النهروان

                          في يوم الأربعاء من شهر صفر سنة سبع وثلاثين من الهجرة النبوية اشتبك الجيشان العراقي بقيادة الإمام علي بن أبي طالب والشامي بقيادة معاوية بن أبي سفيان في معركة صفين, واحدة من أعنف المعارك التي دارت بين المسلمين. وبعد قتال دام أياما بدأت الكفة ترجح لصالح الإمام علي ومن معه وأصبح النصر وشيكا. عندئذ لجأ أهل الشام إلى إعمال الحيلة والمكيدة لإستنقاذهم من الخطر المحدق بهم, فقد أشار عمرو ابن العاص على معاوية برفع المصاحف على الرماح ليتفرق الجيش العراقي.

                          أدرك الإمام علي – كرم الله وجهه – الغرض من رفع المصاحف على الرماح فألح على مواصلة القتال وعدم الإغترار بما صنعه الشاميون, فإنهم – كما قال الإمام علي – " ما رفعوها إلا خديعة ودهنا ومكيدة", كما كان عدد من جيش الإمام علي رافضا وقف القتال والإستجابة إلى دعوة أهل الشام ومنهم أكثر قادته وخيرة أصحابه."




                          ((( تعليق المعتمد:
                          من الواضح أن ما ذكره السابعي يمثل رأية وإيمانه بمجريات الاحداث في ذلك الوقت.

                          -1 من الواضح من كلام السابعي ان معاوية لم يرسل شيئا إلى الامام علي ليوافق الامام علي سلام الله عليه عليه. ولهذا فإن عمرو بن العاص بعد أن اشار على معاوية بأن يرفع جيشه المصاحف توقف جزء من جيش الامام علي سلام الله عليه عن القتال بدعوى تحكيم كتاب الله عز وجل. [color=Red]ولكن السابعي ذكر لنا حديثا في صفحة 105 من كتابه الخوارج والحقيقة الغائبة يفند فيه ما ذكره هنا وينقل السابعي: " يقول أبو وائل شقيق بن سلمة: "كنا بصفين فلما استحر القتل بأهل الشام اعتصموا بتل فقال عمرو بن العاص لمعاوية أرسل إلى علي بمصحف وادعه إلى كتاب الله فإنه لن يأبى عليك، فجاء به رجل فقال: بيننا وبينكم كتاب الله &
                          -2 إدراك الامام سلام الله عليه بأن رفع المصاحف ما هو إلا خدعة. فالامام علي رفض توقف القتال. وهذه نقطة يجب أن نضعها في الحسبان.

                          -3 توقف من كان مع الامام علي سلام الله عليه عن القتال ورفضهم الانصياع لأوامر الامام علي سلام الله عليه بإكمال القتال.

                          4- عدم إماكنية الامام علي أكمال القتال بمن بقي معه من جنوده

                          -5 يتكلم السابعي عن جيش الامام علي سلام الله عليه وكأن قادة جيشه كانوا مجتمعين في غرفة واحدة والجنود يحاربون بعيدا عن قاداتهم. وهذا الشيئ الذي يصفه السابعي لم يكن موجودا بل إن قادة جيش الامام علي لم يكونوا معه بجانبه في مكان واحد بل كان كل قائد يحارب بنفسه نفس العدو مع جنوده ولكن بمنعزل عن علي سلام الله عليه.)))

                          -6 من الواضح من كلام السابعي أن الإمام علي أكره على وقف القتال بل أن الكثير من جيشه توقف عن إكمال القتال رغم إلحاح الامام علي الطلب بإكمال القتال فكيف يلوم الخوارج الإمام علي سلام الله عليه على عدم إكمال القتال وهو الذي كان رافضا لوقف القتال

                          -7 سؤال يجول بخاطر: لماذا لم يكمل الخوارج القتال بعد أن توقف جيش الإمام علي سلام الله عليه عن القتال؟ فعند الخوارج المسألة كانت منتهية ومحسومة بنص القرآن. وكان عددهم يبلغ 20000 ألف مقاتل. فلماذا لم يكملوا القتال إن كانوا رافضين لإيقاف الحرب. ونحن نراهم بعد صفين قد أعدوا العدة وجهزوا جيشا لقتال الامام علي وقد قاتلوه وخسروا. أي أنهم كانوا قادرين على القتال. ثم لماذا لم يعد الخوارج جيشا لمحاربة جيش معاوية بعد صفين بل لماذا ركزوا على الامام علي سلام الله عليه؟ غريب فعلا.

                          تعليق


                          • #14
                            ثم يكمل السابعي في صفحة 68 ويذكر:
                            " ولكن سرعان ما أجاب قسم كبير من أهل العراق إلى فكرة الإحتكام إلى القرآن وترك القتال, وفيهم أيضا بعض أكابر أصحاب الإمام علي. وأخيرا وبعد حوار وجدال بين الإمام علي وأصحابه توقف القتال ووضعت الحرب أوزارها."

                            "سار الأشعث بن قيس الكندي – وهو ممن أصر على وقف القتال – بإذن من الإمام علي إلى معاوية ليسأله عن دواعي رفع المصاحف فقال له معاوية: "لنرجع نحن وأنتم إلى ما أمر الله به في كتابه, تبعثون منكم رجلا ترضون به ونبعث منا رجلا ثم نأخذ عليهما أن يعملا بما في كتاب الله لا يعدوانه ثم نتبع ما اتفقا عليه. ورجع الأشعث إلى الإمام علي فأخبره بالذي قال معاوية فقبل علي ذلك. وبعد مناقشات ومداولات وقع إختيار أهل العراق على أبي موسى الأشعري ممثلا لهم, بينما كان أهل الشام ق اتفقوا على اختيار عمرو بن العاص."


                            (((تعليق المعتمد:
                            أقول:

                            1- إنقسام جيش الامام علي سلام الله عليه إلى قسمين قسم مؤيد لمن طالب وقف القتال بعد رفع المصاحف وقسم طالب بإكمال القتال. ونلاحظ أن السابعي يذكر بأن الكثير من جيش الامام علي سلام الله عليه مال إلى إيقاف القتال. فبمن كان الامام علي سلام الله عليه سيقاتل معاوية بن أبي سفيان؟ وسنذكر في فصل مستقل تفاصيل عن الذين طلبوا من الامام علي سلام الله عليه إكمال وقف القتال ومن الذي طلب منه إكماله.

                            2- قد بين لنا السابعي أن الامام علي سلام الله عليه ألح على جنوده بإكمال القتال فرفض الجنود إكمال القتال. فبمن كان الامام علي سلام الله عليه سيكمل القتال؟

                            3- الحرب كانت قد توقفت عند رفع المصاحف. ومشاورة الامام علي سلام الله علي لأصحابه لا يكون إلا بعد أن وضعت الحرب أوزارها. وحوار الامام علي مع أصحابه كان لإستخبار نياتهم.

                            4- الاشعث بن قيس الكندي ليس من أكابر أصحاب الامام علي. اللهم إلا إذا أراد السابعي بكلامه هذا أن يرفع من شأن الاشعث ليزيح العبئ عن الخوارج.

                            5- الإمام علي لم يرسل الاشعث ليسأله عن دواعي رفع المصاحف. فالامام علي سلام الله عليه – بإعتراف السابعي – كان يعلم الغرض من رفع المصاحف فلماذا يرسل ليستفسر عن رفعها. ثم إن السابعي ناقض نفسه واورد حديثا يقول فيه بأن معاوية طلب من الامام علي تحكيم كتاب الله. فما هذا التناقض العجيب في كلام السابعي؟

                            6- لم يقع إختيار أهل العراق على أبي موسى بل إن الخوارج أجبروا الإمام علي سلام الله عليه على قبوله ولم يقبلوا بغيره. وأبو موسى كان من أصحاب البرانس أيضا.(سنورد أدلة على ذلك في فصل: من طلب من الامام علي سلام الله عليه وقف القتال)

                            تعليق


                            • #15
                              يقول السابعي في كتابه الخوارج والحقيقة الغائبة صفحة 68:
                              "ثم كتب كتاب التحكيم, ومفاده إلتزام الحكمين بحكم القرآن في القتال الدائر بين الطرفين, وإلتزام موكليهما – علي معاوية – بقبول نتيجة التحكيم, وضرب الأجل في رمضان على أن يقع التحكيم بدومة الجندل, أو أذرخ. فلما كتب الكتاب أخذه الأشعث بن قيس وغدا يمر به على الناس وهو يقرؤه عليهم, فعارضه أفراد من قبائل عدة, فلما مر بطائفة من بني تميم عارضه عروة بن أدية التميمي قائلا: أتحكمون في أمر الله الرجال؟! "أشرط أوثق من كتاب الله وشرطه؟! أكنتم في شك حين قاتلتهم؟؟ لا حكم إلا لله". وقد لاقى هذا النداء من عروة قبولا واسعا في صفوف جيش الإمام علي, خاصة عند طائفة ممن كانوا ممانعين لوقف القتال, فتعالت النداءات من كل جانب "لا حكم إلا لله" وفشا فالتحكيم في الجيش العراقي وتداعى الناس إلى الحرب, حتى أقبلت عصابة إلى الإمام علي تطلب من استئناف القتال فأبى معتذرا:" قد جعلنا حكم القرآن بيننا وبينهم ولا يحل لنا قتالهم حتى ننظر بما يحكم القرآن."


                              (( أقول:
                              هناك عدة أشياء مهمة نستخلصها مما ذكره السابعي:

                              الأول:تحكيم كتاب الله عز وجل في الحرب التي وقعت بين خليفة المسلمين الشرعي, ومعاوية الطليق. فمقولة عروة بن أدية التميمي أتحكمون في أمر الله الرجال يدل على جهل الرجل بكتاب الله عز وجل. فالرجال أرادوا الرجوع إلى أمر الله عز وجل بعد وقوع الفتنة وتوقف القتال لحقن دماء المسلمين (بغض النظر عن النوايا).

                              الثاني: لا دخل لرأي أبو موسى وعمرو بن العاص إن خالفا كتاب الله عز وجل


                              الثالث: الإلتزام بما يقره أبو موسى وعمرو بن العاص (وأنا المعتمد أكرر وأقول: إن إلتزما بحكم القرآن).


                              الرابع: السابعي يناقض نفسه بنفسه. ففي الفقرة السابقة يذكر بأن أكثر جيش الإمام علي سلام الله عليه وقف القتال وإذا به يقول لنا هنا بأن الجيش أراد إكمال القتال. غريب فعلا.
                              ثم لماذا لم يكمل الخوارج القتال إذا كانوا عالمين بأنهم على حق وإذا لم يكونوا هم الذين طالبوا بوقف القتال؟ ألا يدل هذا على جهلهم بكتاب الله عز وجل. وسنبرهن في فصل مستقل بأن الخوارج هم من طالب بوقف القتال.

                              الخامس: لا ندري من أين أتى السابعي بأن النداءات تعالت من كل جانب وتداعى الناس لإكمال الحرب. فالناس كانوا يريدون إكمال الحرب ولكن الخوارج رفضوا إكمال الحرب. فبمن سيحارب الامام علي سلام الله عليه معاوية؟ بالذين بقوا معه أم بالذين أنشقوا عنه؟ ثم من قال للسابعي بأن هؤلاء الذين انشقوا عن الامام علي سلام الله عليه لن يكون لهم تأثير على المعركة إن قرر الامام علي سلام الله عليه أكمال القتال ضد معاوية؟
                              ثم من قال للسابعي بأن هؤلاء الذين انشقوا عن الامام سلام الله عليه لم يكونوا ليهاجموا جيش الامام علي سلام الله عليه في حال أن قرر الامام علي سلام الله عليه إكمال القتال ضد معاوية؟


                              السادس: رفض علي سلام الله عليه ان ينقض العهد بعد أن جعل كتاب الله حكما. فكيف يرضى الخوارج بأن ينقض علي سلام الله عليه حكم الله والخروج على امره وقد قال عز وجل وأوفوا بالعهود؟ وهذا إن دل على شيئ فإنما يدل على جهل الخوراج بكتاب الله عز وجل.

                              السابع: يقول السابعي بأن الناس تداعت إلى القتال, ولكن لم يذكر لنا السابعي عددهم, ولكن يذكر لنا السابعي أن عصابة أقبلت إلى الامام علي عليه السلام تطلب منه وقف القتال. والاشعث الذي كان على ميمنة الامام علي سلام الله عليه خطب خطبة تدل على عدم رغبة الأول في إكمال القتال؟ فما هذا التناقض؟ وهؤلاء الذين كانوا يريدون إكمال القتال بعد التحكيم من كانوا هل كانوا من الخوارج أم من غير الخوارج. لان الاقوال تدل على أنها أقوال فردية.

                              الثامن :عدم تطرق السابعي إلى الفرقة التي كانت تطالب بإيقاف الحرب؟ لا أحد يعلم لماذا لم يتطرق السابعي لهذا الامر ولم يناقشه ؟ هل لانه يعلم بأن هذه الفرقة هي فرقة الخوارج التي طالبت الامام علي سلام الله عليه بوقف القتال ثم طالبته لاحقا بإكمال القتال؟ أم أنه يخاف أن يعلم؟

                              التاسع: وهو مهم جدا. عروة بن أدية التميمي, الذي صرخ ونادى لا حكم إلا لله من هو؟ مما ذكره السابعي نستخلص أن عروة هذا هو الذي قاد حملة التمرد على التحكيم, وهو الذي رفضه وصرخ معاندا له. ولكن عروة هذا, أين كان عن أهل النهروان؟ لماذا لم يقاتل ويقتل وهو وأخوه أبو بلال معهم لماذا لا يذكر لنا التاريخ شيئا عنه إلا عندما ذكر كلماته تلك وعندما قتله عبيد الله بن زياد سنة ثمان وخمسين للهجرة؟ أيعقل أن رجلا يقود حملة ضد التحكيم ولكن ينجو هو وأخوه من الموت كما مات أهل النهروان؟ والمصيبة في أن بعض الاحاديث تذكر أن أبو بلال واخوه كانا قد تركا الخوارج قبل معركة النهروان؟ ثم لماذا لم يكمل عروة هذا القتال ضد معاوية ما دام هؤلاء الناس يعتقدون بأنهم على صواب وبأن القرآن قد بت في هذه المسألة؟

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                              يعمل...
                              X