إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الخوارج والحقيقة التي غيبها السابعي

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    في الحلقات القادمة سنتعرف على الذي طلب من الامام علي سلام الله عليه وقف القتال يوم صفين.

    وقد ناقشنا هذا الموضوع في السبلة العمانية مركز الاباضية وانتهى الموضوع بغلقه بعد أن تدخل إبن البولندية الشاذلي بالموضوع وحوره عن مساره.

    هذا هو الموضوع الأول:
    دعوة مفتوحة للجميع لمعرفة الحق: من الذي طلب من الإمام علي يوم صفين وقف القتال؟
    http://omania.net/avb/showthread.php?t=127007

    وهذا هو الموضوع الثاني:
    أيها الاباضية: أخبرونا عن أفعال وبطولات أهل النهروان في حياة رسول الله
    http://omania.net/avb/showthread.php?t=126216

    تعليق


    • #17
      فصل: من الذي طالب الإمام علي سلام الله عليه بوقف القتال في معركة صفين بعد رفع المصاحف.
      ثمة أمر غيَّبه السابعي ولم يذكره لنا ولم يتطرق إليه في كتابه إلا من بعيد. وكأن هذا الامر ليس له دخل بالحقيقة التي يريد السابعي أن يظهرها لنا. وبإعتقادي أن هذا الامر هو أهم شيئ في قضية الخوارج.
      ولا أدري لماذا لم يفرد السابعي لهذه الأمر فصلا ليناقش فيه هذه المسألة.؟
      ونحن نسأل ويحق لنا أن نسأل السابعي من هي الفرقة التي طالبت الامام علي سلام الله عليه بوقف القتال؟ فإنقسام الجيش يوم رفع المصاحف هو السبب في إيقاف الحرب وهي الفتنة الكبرى.

      من خلال مناقشتي لبعض الأباضية على شبكات الحوار وخصوصا في منتداهم السبلة العمانية omania.net لاحظت أنهم في نقاشهم مع خصومهم ينتقلون من رفع المصاحف إلى التحكيم, ويتجاهلون الخوض في من طلب من الامام علي سلام الله عليه وقف القتال.
      فمع أن الاباضية يذكرون ,كما ذكر لنا السابعي في كتابه هذا , تسلسل الاحداث يوم رفع المصاحف وبعدها مجيئ فرقة إلى الامام علي سلام الله عليه تطالبه بوقف القتال وفيها أن الامام علي سلام الله عليه طلب منهم إكمال القتال وبأن رفع المصاحف ما هو إلا خدعة. لكنهم يتجاهلون كل هذا الشيئ وينتقلون ,كما قلنا, من رفع المصاحف إلى التحكيم, وبتعبير أدق, إلى ما بعد التحكيم والتوقيع عليه.
      على أننا سنأتي بحديث نبين فيه أن مسعر بن الفدكي أحد قادة الخوارج الذين طلبوا من الامام علي سلام الله إيقاف الحرب وقبول التحكيم ومن قادتهم المعتمد عليهم كان ممن اعتذر من الاشعث بن قيس على مقولة أدية "لاحكم إلا لله". وسنناقش هذه المسألة في محلها.

      وحيث أن السابعي لم يفرد فصلا لمعرفة من الذي طلب من الامام علي سلام الله عليه وقف القتال - فهو يفترض أن الذين طلبوا من الامام علي سلام الله عليه وقف القتال هم فرقة غير فرقة الخوارج - إلا أنه يحتج بين الفينة والأخرى بأن الخوارج كانوا رافضين لوقف القتال ويورد على ذلك حديثا ويذكره في كتابه "الخوارج والحقيقة الغائبة" صفحة 105-106. ولكن السابعي بتره كعادته. وهذا الحديث يؤكد ان الخوارج هم من طالب بوقف القتال وهم من رضى بالقضية. ونحن بحول الله وقوته نذكر الحديث الذي احتج به السابعي ونورد بعده الحديث كاملا مع السند من مصدره.
      [COLOR=Red]الخوارج والحقيقة الغائبة صفحة105-106
      "يقول أبو وائل شقيق بن سلمة: "كنا بصفين فلما استحر القتل بأهل الشام اعتصموا بتل فقال عمرو بن العاص لمعاوية أرسل إلى علي بمصحف وادعه إلى كتاب الله فإنه لن يأبى عليك، فجاء به رجل فقال: بيننا وبينكم كتاب الله &
      وإليكم الحديث ننقله بكامله من مسند أحمد بن حنبل

      مسند أحمد ج: 3 ص: 485
      "حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يعلي بن عبيد عن عبد العزيز بن سياه عن حبيب بن أبي ثابت قال ثم أتيت أبا وائل في مسجد أهله أسأله عن هؤلاء القوم الذين قتلهم علي بالنهر وأن فيما استجابوا له وفيما فارقوه وفيم أستحل قتلهم قال كنا بصفين فلم استحر القتل بأهل الشام اعتصموا بتل فقال عمرو بن العاص لمعاوية أرسل إلى علي بمصحف وأدعه إلى كتاب الله فإنه لن يأبى عليك فجاء به رجل فقال بيننا وبينكم كتاب الله ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون فقال علي نعم أنا أولى بذلك بيننا وبينكم كتاب الله قال فجاءته الخوارج ونحن ندعوهم يومئذ القراء وسيوفهم على عواتقهم فقالوا يا أمير المؤمنين ما تنتظر بهؤلاء القوم الذين على التل ألا نمشي إليهم بسيوفنا حتى يحكم الله بيننا وبينهم فتكلم سهل بن حنيف فقال يا أيها الناس اتهموا أنفسكم فلقد رأيتنا يوم الحديبية يعني الصلح الذي كان بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين المشركين ولو نرى قتالا لقاتلنا فجاء عمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ألسنا على الحق وهم على باطل أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار قال بلى قال ففيم نعطي الدنية في ديننا ونرجع ولما يحكم الله بيننا وبينهم فقال يا بن الخطاب إني رسول الله ولن يضيعني أبدا قال فرجع وهو متغيظ فلم يصبر حتى أتى أبا بكر فقال يا أبا بكر ألسنا على حق وهم على باطل أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار قال بلى قال ففيم نعطي الدنية في ديننا ونرجع ولما نرجع ولما يحكم الله بيننا وبينهم فقال يا بن الخطاب أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولن يضيعه أبدا قال فنزلت سورة الفتح قال فأرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عمر فأقرأها إياه قال يا رسول الله وفتح هو قال نعم"

      تعليقنا على الحديث:
      ما نقلناه بالمداد الأحمر هو السبب الذي جعل السابعي يؤمن بأن الخوارج هم الذين طالبوا الإمام علي سلام الله عليه بإكمال القتال. وحيث أننا قلنا أن كتاب السابعي "الخوارج والحقيقة الغائبة" مليئ بالمتناقضات فسوف نفند إيمانه بأن الخوارج هم الذين طلبوا من الامام علي سلام الله إكمال القتال بحديث اخر احتج به السابعي من مصنف إبن أبي شيبة. وسنذكر الحديث من مصنف إبن أبي شيبة بعد تعليقنا على الحديث من مسند أحمد إن شاء الله.
      وتعليقنا على الحديث الذي احتج به السابعي نلخصه فيما يلي:
      حبيب بن أبي ثابت يسأل ابو وائل هذه الأسئلة:
      هؤلاء القوم الذين قتلهم علي بالنهر وأن
      1- فيما استجابوا له
      2- وفيما فارقوه
      3- وفيم أستحل قتلهم


      نظرنا إلى الحديث لنعلم جواب أبو وائل على هذه الاسئلة فوجدنا:
      أن أبو وائل جاوب عن السؤال الاول ب...... لم يجاوب أبو وائل على السؤال
      أن أبو وائل جاوب عن السؤال الثاني ب...... لم يجاوب أبو وائل على السؤال
      أن أبو وائل جاوب عن السؤال الثالث ب...... لم يجاوب أبو وائل على السؤال

      الحديث يذكر أن هؤلاء القراء الخوارج جاؤوا إلى الامام علي سلام الله عليه وطلبوا منه أن يكمل القتال. فبماذا أجابهم الامام علي سلام الله عليه؟
      لا أحد يعلم. ؟
      لماذا لم ينقل لنا أبو وائل جواب الامام علي سلام الله عليه؟ ألم يكن أبو وائل حاضرا يسمع ما يجري؟ فلماذا لم ينقل لنا أبو وائل جواب الامام علي سلام الله عليه عندما قال الخوارج – بزعمه - ما قالوا ؟
      أم أن أبو وائل ترك صفين قبل بدء المعركة؟
      ثم لماذا حديث أبو وائل غير مترابط الاطراف.
      فكلام سهل بن حنيف غير مرتبط بما قبله بل يدل على أن الناس كانوا يتناقشون بعد إيقاف الحرب وكل يبدي رأيه بعد أن وضعت الحرب أوزارها وليس وقت رفع المصاحف. فهل كان أبو وائل حاضرا عند بدء القتال يوم صفين أم أنه اعتزل القتال قبل بدء المعركة.؟ أم أنه اعتزل القتال وقت رفع المصاحف؟
      أبو وائل يذكر في حديث أخر بأن ما ذكره سهل بن حنيف كان بعد تحكيم الحكمين.
      والدليل على ذلك:

      مسند أبي عوانة 1 ج: 4 ص: 298
      6807 حدثنا محمد بن حيويه قثنا الحميدي قثنا سفيان قال سمعت الأعمش يقول سمعت أبا وائل يقول لما كان يوم صفين وحكم الحكمين سمعت سهل بن حنيف يقول يا أيها الناس اتهموا رأيكم فلقد رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أبي جندل ولو نستطيع أن نرد على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره لرددناه وايم الله ما وضعنا سيوفنا على عواتقنا منذ أسلمنا لأمر يفظعنا إلا أسهلت بنا إلى أمر نعرفه ألا وإن هذا الأمر ما نسد منه خصما إلا انفتح علينا منه خصم آخر

      ثم إن هذا الحديث الذي سنذكره عن أبو وائل سيزيد الطين بله فهو يؤكد أن أبو وائل لم يكن شاهدا لما نقله لنا في الحديث الذي احتج به السابعي من مسند أحمد بل نقل لنا مجريات الاحداث الاخيرة عن غيره ممن شهدها.

      صحيح البخاري ج: 4 ص: 1534
      3953 حدثنا الحسن بن إسحاق حدثنا محمد بن سابق حدثنا مالك بن مغول قال سمعت أبا حصين قال قال أبو وائل ثم لما قدم سهل بن حنيف من صفين أتيناه نستخبره فقال اتهموا الرأي فلقد رأيتني يوم أبي جندل ولو أستطيع أن أرد على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره لرددت والله ورسوله أعلم وما وضعنا أسيافنا على عواتقنا لأمر يفظعنا إلا أسهلن بنا إلى أمر نعرفه قبل هذا الأمر ما نسد منها خصما إلا انفجر علينا خصم ما ندري كيف نأتي له

      مسند أبي عوانة 1 ج: 4 ص: 298
      6808 حدثنا الصغاني وأبو أمية قالا ثنا محمد بن سابق قثنا مالك بن مغول عن أبي حصين قال قال أبو وائل لما قدم سهل بن حنيف من صفين أتيناه نستخبره فقال اتهموا الرأي فلقد رأيتني يوم أبي جندل ولو أستطيع أن أرد على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره لرددت والله ورسوله أعلم ما وضعنا سيوفنا على عواتقنا لأمر يفظعنا إلا أسهل بنا إلى أمر نعرفه قبل هذا الأمر ما نسد منه خصما إلا انفجر علينا خصم ما ندري كيف نأتي له رواه أبو أسامة عن مالك

      لو جمعنا حديث أبو وائل مع الاحاديث التي ذكرنها لخرجنا بعدة نتائج:
      1- لم نفهم من السؤال غير أن الخوارج هم الذين طلبوا من الامام علي سلام الله عليه إكمال القتال. وباقي ما تبقى من الحديث مبهم غير مترابط.

      2- السؤال كان في واد وجواب أبو وائل في واد أخر وكأن السائل لم يسأل اسئلته.

      3- أبو وائل ترك صفين قبل تحكيم الحكمين أو بعد مجيئه إلى صفين. ولهذا فنحن نرى أن حديث أبو وائل غير مترابط الاطراف.

      4- الحديث في صحيح البخاري والحديث في مسند أبو وعوانة يدلان على أنه مهما حدث فإن هناك مصيبة ستحدث. ولهذا قال سهل بن حنيف بأنهم ما أن يسدوا خصما حتى يطلع عليهم خصم أخر.
      ولهذا فقد كان أفضل حل لفض النزاعات الداخلية هو إيقاف الحرب والهدنة لإعادة ترتيب الصفوف وترميمها.


      لو نظرنا إلى حديث أبو وائل الذي احتج به السابعي من مسند أحمد بن حنبل وقارناه مع مع ذكره لنا السابعي من تسلسل الاحدات يوم صفين وقت رفع المصاحف لظهرت لنا مصائب جلية في الحديث, فعلاوة على كونه غير مترابط الاطراف فهو يخالف تسلسل الاحداث التي ذكرها لنا السابعي وما هو متعارف عليه ومشهور عند المسلمين بالادلة ويخالف تسلسل الاحداث التي يؤمن بها الأباضية الخوارج أيضا. فعلى سبيل المثال:


      أ‌- لا يوجد في الحديث الذي احتج به السابعي ذكر لرفع جيش معاوية المصاحف (فناقض السابعي نفسه)

      ب‌- لا يوجد في الحديث الذي احتج به السابعي ذكر لإفتتان جيش الامام علي سلام الله عليه برفع المصاحف وبالتالي توقف فرقة من جيش الامام عن القتال تطالب الإمام علي بوقف القتال (فناقض السابعي نفسه)

      ت‌- لا يوجد في الحديث الذي احتج به السابعي ذكر لنقاش الإمام علي سلام الله عليه لمن طلب منه وقف القتال (فناقض السابعي نفسه)

      ث‌- الحديث لا يذكر بأن عليا أمر جيشه بوقف القتال فكيف توقف جيش الامام علي سلام الله عليه عن القتال بدون إذن من قائد الجيش؟

      ج‌- كيف ولماذا يأتي الخوارج ليطلبوا من الامام علي سلام الله عليه إكمال القتال إذا لم تتوقف الحرب؟

      ح‌- عدم ذكر الإمام علي سلام الله عليه بأن ما أرسله إليه وطلبه منه معاوية ما هو إلا خدعة ومكيدة لإيقاف القتال (فخالف السابعي نفسه)


      من هو أبو وائل شقيق بن سلمة

      تعليق


      • #18
        حيث أن الحديث الذي احتج به السابعي جاء من طرف أبو وائل فقد أحببنا أن نتعرف على شخصية أبو وائل شقيق بن سلمة:

        أ‌- المعروف عن أبو وائل شقيق أنه من القراء العابدين عند العامة. وسنورد أحاديث في أن القراء وقفوا بين المتقاتلين يوم صفين قبل المعركة وبعد رفع المصاحف ليختاروا الحكمين من الفريقين.

        ب‌- أبو وائل شقيق بن سلمة كان معارضا لحرب صفين منذ بدايتها ووصف صفوف الجيشين يوم صفين وقال بئست الصفون أو الصفوف. فلا ندري هل بعد أن وصف لنا أبو وائل موقف الجيشين يوم صفين ترك المعركة واعتزل أم أنه قاتل مع الامام علي سلام الله عليه.؟ على كل:
        تاريخ دمشق لإبن عساكر
        قال عاصم بن بهدلة: قلت لأبي وائل: شهدت صفين? قال: نعم، وبئست الصفون كانت.
        قال عاصم: قيل لأبي وائل: أيهما أحب إليك علي أو عثمان? قال: كان علي أحب إلي من عثمان، ثم صار عثمان أحب إلي من علي.

        أنساب الأشراف
        وحدثني عبد الله بن صالح العجلي، قال: حدثت عن الأعمش عن شقيق بن سلمة أبي وائل أنه سئل: أشهدت صفين ?
        قال: نعم وبئست الصفون أشرعنا الرماح في صدورهم وأشرعوها في صدورنا حتى لو مشت الرجال عليها ما اندقت، أو كما قال.


        ت‌- أبو وائل شقيق بن سلمة كان قد شهد النهروان مع الخوارج ولكن لم يقاتل فهو على رأي الخوارج.
        تاريخ دمشق لابن عساكر الجزء : 23 الصفحة : 176
        أخبرناأبو البركات الأنماطي أنبأثابت بن بندار أنبأمحمد بن علي الواسطي أنبأمحمد بن أحمد البابسيري أنبأ الأحوص بن المفضل بن غسان ثنا أبي ثنا يزيد بن هارون أن أبا وائل كان من أهل النهر وأنه رجع لما كلمهم ابن عباس ومات

        نهج البلاغة لإبن ابي الحديد المعتزلي
        ومنهم أبو وائل شقيق بن سلمة، كان عثمانياً يقع في علي عليه السلام، ويقال: إنه كان يرى رأي الخوارج، ولم يختلف في أنه خرج معهم، وأنه عاد إلى علي عليه السلام منيباً مقلعاً.
        روى خلف بن خليفة، قال: قال أبو وائل: خرجنا أربعة آلاف، فخرج إلينا علي، فما زال يكلمنا حتى رجع منا ألفان.

        ث‌- أبو وائل كان من المرتدين بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وعلى أله وسلم:
        إرتداد أبو وائل شقيق بن سلمة
        تاريخ دمشق لابن عساكر الجزء : 23 الصفحة : 161
        أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو عبد الله البلخي قالا أنبأ أبو الحسين بن الطيوري وثابت بن بندار بن إبراهيم قالا أنبأالحسين بن جعفر زاد ابن الطيوري وابن عمه محمد بن الحسن قالا أنبأ الوليد بن بكر أنبأ علي بن أحمد بن زكريا أنبأ صالح بن أحمد بن صالح حدثني أبي قال نا محمد بن عبيد ثنا الأعمش قال قال لي شقيق يا سليمان وقعت من جملي يوم الردة أفرأيت لو مت أليس كانت النار

        سير أعلام النبلاء
        وروى مغيرة عن أبـي وائل، قال: أتانا مُصَدِّق النبـيِّ فأتَيْتُه بكبشٍ فقلتُ: خُذْ صدقةَ هذا، قال: ليس في هذا صدقة.
        وقال الأعمش: قال لي شقيق بن سَلمة: يا سليمان، لو رأيْتَنا ونحن هُرَّاب من خالد بن الوليد يوم بُزاخَة، فوقعتُ عن البعير، فكادتْ تندقُّ عُنُقي. فلوْ مُتُّ يومئذٍ كانت النار. قال: وكنت يومئذٍ ابنَ إحدى عشرة سنة، وفي نسخة: ابن إحدى وعشرين سنة وهو أشبه.
        قلتُ (القول للذهبي): كونه جاء بالكبش ثم هرب من خالد، يُؤذِنُ بارتداده، ثم منَّ الله عليه بالإسلام، ألا تراه يقول؛ لو مُتُّ يومئذٍ، كانت النار، فكانت لله به عناية.

        ج‌- أبو وائل شقيق بن سلمة لم يكن حاضرا أو شاهدا لمناقشة عمرو بن العاص لمعاوية فكيف علم وسمع حوار معاوية وعمرو بن العاص. أو من الذي أخبر أبو وائل بكلام معاوية وعمرو بن العاص؟ أم أن هذا الحديث من أختراعات شقيق بن سلمة الخارجي المبغض لعلي سلام الله عليه؟

        ح‌- أبو وائل كما ينقل عنه يقول بأنه أدرك عشر حجج في الجاهلية, ومات في خلافة عمر بن عبد العزيز. وعمر بن عبد العزيز تولى الخلافة سنة 99 -101 أي أن الرجل عمر ما يجاوز 120 سنة. ومع كل هذا فهو لم ير رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم. لماذا؟ فالرجل كما يذكر عنه حفظ القرآن في شهرين

        تعليق


        • #19
          خلاصة القول في الحديث الذي احتج السابعي عن أبي وائل من مسند أحمد بن حنبل:

          بعد قراءة الحديث الذي احتج به السابعي وبعد الأحاديث التي اوردناها من كتب الحديث يجب علينا أن نحكم على الحديث بالوضع. فلا يمكن لإنسان عنده ذرة من العقل أن يقبل هكذا حديث. خصوصا إذا كانت الادلة من أبو وائل نفسه تشير إلى التناقض.

          فمرة الحديث يقول بأن أبو وائل كان شاهدا على قدوم الخوراج إلى الامام علي سلام الله عليه وشاهدا على قول سهل بن حنيف بعد قول الخوارج, ومرة أخرى نرى أن أبو وائل يقول بأن مقولة سهل بن حنيف كانت بعد التحكيم ومرة خرى نرى أنه يقول بأنه أخذ هذا القول من سهل بن حنيف بعد عودة الاخير من صفين. ف
          أي أحاديث ابو وائل نأخذ.؟

          كل أحاديث أبو وائل في موضوع صفين – ما عدا الحديث الذي احتج به السابعي- ليس فيها تناقض ومترابطة ببعضها. فحديث أبو وائل الذي احتج به السابعي ما هو إلا حديث تم تأليفه وراء الكواليس.
          وإلا فأي عاقل يصدق هكذا حديث وهكذا جواب من أبو وائل.

          إضافة إلى جميع ما ذكرناه من تحليلات بشأن شخصية أبو وائل شقيق بن سلمة واحاديثه التي تناقض بعضها بعضا. أحببنا أن نضيف إلى تلك القائمة الطويلة الحديث التالي الذي يحتج به الخوارج الاباضية في تبرئة أهل النهروان من الشرك والنفاق.
          ولا نعلم أن أحاديث رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم تصفهم بالشرك أو بالنفاق. فمعظم الاحاديث تصفهم بقراءة القرآن والصلاة ولكن مع كل هذا فإن الاحاديث تقول عنهم بأنهم لا يفهمون ما يقرؤون. فمن أين جاء الشرك والنفاق.

          وشر البلية ما يضحك فنفي الشرك والنفاق عن الخوارج جاء من طريق أبو وائل شقيق بن سلمة أيضا.
          يقول أبو وائل شقيق بن سلمة:
          سنن البيهقي الكبرى ج: 8 ص: 174
          أخبرنا أبو عبد الله الحسن بن عبد الله السديري بخسروجرد أنبأ أحمد بن محمد بن الحسين الخسروجردي ثنا داود بن الحسين البيهقي ثنا حميد بن زنجويه ثنا يعلى بن عبيد ثنا مسعر عن عامر بن شقيق عن شقيق بن سلمة قال ثم قال رجل من يتعرف البغلة يوم قتل المشركون يعني أهل النهروان فقال علي بن أبي طالب من الشرك فروا قال فالمنافقون قال المنافقون لا يذكرون الله إلا قليلا قال فما هم قال قوم بغوا علينا فنصرنا عليهم.

          أولا: أبو وائل شقيق بن سلمة, مبغض لإمام علي سلام الله عليه و خارجي.

          ثانيا: لا نعلم ما يقصد أو من يقصد بالبغلة؟

          ثالثا: لماذا يريدون أن يتعرفوا البغلة؟

          رابعا: الحديث يتحدث عن شيئ كان يحدث يوم النهروان أمام أبو وائل فما الداعي إلى ذكر "يوم قتل المشركون"؟ فذكر "يوم قتل المشركون" تدل على أن الكلام حدث بعد معركة النهروان. وتسميتهم بالمشركين لا تتلائم مع صيغة الخطاب في الحديث فالمفروض أن هذا الرجل يسأل يوم النهروان عن البغلة ليعلم شيئا عنها فما الداعي إلى زج يوم قتل المشركون في الحديث إلا إذا كان الحديث موضوعا..

          خامسا: الحديث كان عن البغلة. فإذا بهذا الحديث يأخذ مسراً أخر وينتقل إلى أهل النهروان.

          سادسا: الرجل يسأل عن البغلة فإذا بالإمام علي سلام الله عليه يقول من الشرك فروا. والانسان يستفسر ما دخل الشرك بمسألة النهروان؟
          ثم إن الشرك لا يقال لمن يقول أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله. فمسألة الشرك وطريقة جواب الامام علي عليها غير مرتبطة بالموضوع.
          وما يزيد الطين بلة هو قول الرجل "المنافقون"!!! فيجيب الامام علي سلام الله عليه المنافقون لا يذكرون الله إلا قليلا. فجواب الامام علي سلام الله عليه غير مرتبط بالموضوع وبالسؤال.
          فلو كان سؤال الرجل هل هم منافقون لقلنا بأن صيغة الجواب مطابقة لصيغة السؤال. والحديث واضح عليه التركيب.
          ولعل الحديث مأخوذ من خطب الامام علي سلام الله في تعريف المشركين والمنافقين.
          ولحد الان لم نعلم شيئا عن البغلة وما سبب السؤال عنها؟

          سابعا: هناك حديث يذكر أن كلام الامام علي سلام الله عليه من الشرك فروا وأن المنافقين لا يذكرون الله كثيرا هو في أصحاب الجمل وليس في أصحاب النهروان.

          تعليق


          • #20
            جعنا إلى الحديث عن القراء الخوارج وعن موقفهم يوم صفين قبل الحرب وبعد رفع المصاحف:
            من الواضح من الاحاديث التي أوردناها بشأن شخصية أبو وائل شقيق بن سلمة, في وصفه للجيشين يوم صفين , أنه لم يكن راضيا عن بدء القتال فهو كان منخرطا في زمرة الخوراج الذين كانوا رافضين لبدء القتال يوم صفين ولذلك اجتمعوا قبل بدء القتال في صفين ليحجزوا بين الصفين ليتدارسوا القرآن وقد ذكر هذا الشيئ إبن كثير في البداية والنهاية:

            البداية والنهاية :
            وروى ابن ديزيل، من طريق عمرو بن سعد بإسناده: أن قراء أهل العراق وقراء أهل الشام عسكروا ناحية وكانوا قريباً من ثلاثين ألفاً، وأن جماعة من قراء العراق منهم عبيدة السلماني، وعلقمة بن قيس، وعامر بن عبد قيس، وعبد الله بن عتبة بن مسعود، وغيرهم جاؤوا معاوية فقالوا له: ما تطلب؟.............


            وبعد خدعة رفع المصاحف اجتمع قراء أهل الشام وقراء أهل العراق ليتناقشوا وليتفقوا على حكمين


            الأخبار الطوال :

            فاجتمع قراء أهل العراق وقراء أهل الشام، فقعدوا بين الصفن، ومعهم المصحف يتدارسونه، فاجتمعوا على أن يحكموا حكمين، وانصرفوا.
            فقال أهل الشام: قد رضينا بعمرو.
            وقال الأشعث ومن كان معه من قراء أهل العراق: قد رضينا نحن بأبي موسى.
            فقال لهم علي: لست أثق برأي أبي موسى، ولا بحزمه، ولكن أجعل ذلك لعبد الله بن عباس.

            قالوا: والله ما نفرق بينك وبين ابن عباس، وكأنك تريد أن تكون أنت الحاكم، بل اجعله رجلاً هو منك ومن معاوية سواء، ليس إلى أحد منكما بأدنى منه إلى الآخر.
            قال علي رضي الله عنه: فلم ترضون لأهل الشام بابن العاص، وليس كذلك?.
            قالوا: أولئك أعلم، إنما علينا أنفسنا.
            قال: فإني أجعل ذلك إلى الأشتر.
            قال الأشعث: وهل سعر هذه الحرب إلا الأشتر، وهل نحن إلا في حكم الأشتر?.
            قال علي: وما حكمه?.
            قال: يضرب بعض وجوه بعض حتى يكون ما يريد الله.
            قال: فقد أبيتم إلا أن تجعلوا أبا موسى.
            قالوا: نعم.

            قال: فاصنعوا ما أحببتم."



            هذه الاحاديث التي ذكرناها من كتاب البداية والنهاية ومن كتاب الاحاديث الطوال والتي سنذكرها في هذا الفصل تصب في قالب واحد. القراء الخوارج لم يكونوا راضين عن الحرب منذ بدايتها. ولهذا فما أن سنحت لهم الفرصة حتى خاضوا في الفتنة وافتعلوها.

            على كل حال:

            بعد الذي أوردناه من أدلة في تفنيد الحديث الذي أحتج به السابعي من مسند أحمد بن حنبل فإننا نذكر عدة أحاديث أحتج السابعي بأحدها مفندين ما ذهب إليه من أن الخوارج كانوا من طالب بإكمال الحرب. ونبدأ سلسلة الاحاديث بالحديث الذي احتج به السابعي ليوهم القراء بأن الخوارج كانوا من الصحابة وأنهم اصحاب الرايات والبرانس والسرايا.

            الحديث الأول:
            مصنف ابن أبي شيبة ج: 7 ص: 551
            "37873 حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا ابن عيينة عن عاصم بن كليب الجرمي عن أبيه قال إني لخارج من المسجد إذ رأيت ابن عباس حين جاء من ثم معاوية في أمر الحكمين فدخل دار سليمان بن ربيعة فدخلت معه فما زال يرمي إليه رجل ثم رجل بعد رجل يا ابن عباس كفرت وأشركت ونددت قال الله في كتابه كذا وقال الله كذا وقال الله كذا حتى دخلني من ذلك قال ومن هم؟ هم والله السن الأول أصحاب محمد هم والله أصحاب البرانس والسواري قال فقال ابن عباس انظروا أخصمكم وأجدلكم وأعلمكم بحجتكم فليتكلم فاختاروا رجلا أعور يقال له عتاب من بني تغلب فقام فقال قال الله كذا وقال الله كذا كأنما ينزع بحاجته من القرآن في سورة واحدة
            قال فقال ابن عباس إني أراك قارئا للقرآن عالما بما قد فصلت ووصلت أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو هل علمتم أن أهل الشام سألوا القضية فكرهناها وأبيناها فلما أصابتكم الجروح وعضكم الألم ومنعتم ماء الفرات وأنشأتم تطلبونها ولقد أخبرني معاوية أنه أتي بفرس بعيد البطن من الأرض ليهرب عليه ثم أتاه منكم فقال إني تركت أهل العراق يموجون مثل الناس ليلة النفر بمكة يقولون مختلفين في كل وجه
            قال ثم قال ابن عباس أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو أي رجل كان أبو بكر فقالوا خير وأثنوا عليه
            فقال أفرأيتم لو أن رجلا خرج حاجا أو معتمرا فأصاب ظبيا أو بعض هوام الأرض فحكم فيه أحدهما وحده أكان له والله يقول يحكم به ذوا عدل فما اختلفتم فيه من أمر الأمة أعظم يقول فلا تنكروا حكمين في دماء الأمة وقد جعل الله في قتل طائر حكمين وقد جعل بين اختلاف رجل وامرأته حكمين لإقامة العدل والإنصاف بينهما فيما اختلفا فيه "

            ففي هذا الحديث يدل على ان الخوارج هم الذين طلبوا قضية التحكيم بعد أن أصابتهم الجروح وعضهم الألم.
            وهذا الحديث يفند مزاعم السابعي بأن الخوارج كانوا وما زالوا على رايهم في رفض قضية التحكيم. ثم يحق لنا أن نسأل أنفسنا هذا السؤال. من الذي بقي على ما كان عليه قبل التحكيم؟ هل هو الامام علي بن أبي طالب سلام الله عليه أم الخوارج؟
            سنجاوب على هذا السؤال لاحقا إن شاء الله.

            وما أكثر ما احتج السابعي بهذا الحديث ليبرهن على أن الخوارج كان فيهم صحابه. ولكنه كعادته يأخذ ما يخصه ويبتر الباقي. وهذا الحديث جعله السابعي في خاتمة وخلاصة كتابه كما أسلفنا. فهو عنده صحيح بل من أصح الاحاديث.

            الحديث الثاني:
            أنساب الأشراف
            حدثني بكر بن الهيثم، حدثنا أبو الحكم العبدي، عن معمر، عن الزهري قال: أنكرت الحكومة على علي طائفة من أصحابه قدمت إلى بلدانها من صفين، وانحاز منهم اثنا عشر ألفاً- ويقال ستة ألاف- إلى موضع يقال له: حروراء بناحية الكوفة فبعث إليهم علي ابن عباس وصعصعة؛ فوعظهم صعصعة. وحاجهم ابن عباس فرجع منهم ألفان وبقي الآخرون على حالهم حيناً، ثم دخلوا الكوفة، فلما انقضت المدة في القضية وأراد علي توجيه أبي موسى أتاه حرقوص بن زهير التميمي وزيد بن حصين الطائي وزرعة بن البرج الطائي في جماعة من الحرورية، فقالوا: إتق الله وسر إلى عدوك وعدونا، وتب إلى الله من الخطيئة؛ وارجع عن القضية، فقال علي: أما عدوكم فإني أردتكم على قتالهم وأنتم في دارهم فتواكلتم ووهنتم وأصابكم ألم الجراح فجزعتم وعصيتموني، وأما القضية فليست بذنب ولكنها تقصير وعجز أتيتموه وأنا له كاره، وأنا أستغفر الله من كل ذنب. فقال له زرعة: والله لئن لم تدع التحكيم في أمر الله لأجاهدنك، فقال له علي: بؤساً لك ما أشقاك؛ كأني أنظر اليك غداً صريعاً تسفي عليك الرياح، قال: وددت ذلك قد كان، فانصرفوا وهم يظهرون التحكيم ويدخلون الكوفة، فإذا صلى علي وخطب حكموا، فيقول علي: كلمة حق يعتزى بها باطل.
            وبلغ يزيد بن عاصم المحاربي قول علي لزرعة بن البرج، فأتاه فقال: يا علي أتخوفنا بالقتل؛ إنا لنرجو أن نضربكم بها عن قليل غير مصفحات، ثم تعلم أينا أولى بها صلياً، اللهم إنا نعوذ بك من إعطاء الدنية في دينك فإنها إدهان وذل.
            وقام رجل إلى علي عليه السلام فقال: "لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين" فقال علي: "فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون".

            الحديث الثالث:
            أنساب الاشراف
            المدائني في إسناده قال: لما دخل المحكمة الكوفة، ونزلوا حروراء وذهب عنهم كلال السفر؛ مشت عصبة منهم إلى علي فقالوا: علام كنا نقاتل يوم الجمل ? قال: على الحق. قالوا: فأهل البصرة ? قال: على النكث والبغي. قالوا: فأهل الشام ? قال هم وأهل البصرة سواء. قالوا: فلم أجبت معاوية إلى وضع الحرب ? قال: خالفتموني وخفت الفتنة. قالوا: فعد إلى أمرك. قال: قد أعطيتهم ميثاقاً إلى مدة فلا يحل قتالهم حتى تنقضي المدة، وقد أخذنا على الحكمين أن يحكما بكتاب الله، فإن حكما به فأنا أولى الخلق بالأمر. فقالوا: إن معاوية يدعي مثل الذي تدعي. ففارقوه.


            تاريخ الطبري جزء الرابع صفحة 53-54
            قال أبومخنف عن أبى المغفل عن عون بن أبى جحيفة أن عليا لما أراد أن يبعث أبا موسى للحكومة أتاه رجلان من الخوارج زرعة بن البرج الطائى وحرقوص ابن زهير السعدى فدخلا عليه فقالا له لا حكم الا لله فقال على لا حكم إلا لله فقال له حرقوص تب من خطيئتك وارجع عن قضيتك واخرج بنا إلى عدونا نقاتلهم حتى نلقى ربنا فقال لهم على قد أردتكم على ذلك فعصيتمونى وقد كتبنا بيننا وبينهم كتابا وشرطنا شروطا وأعطينا عليها عهودنا ومواثيقنا وقد قال الله عزوجل
            ( وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الايمان بعد توكيدها وقد
            جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون ) فقال له حرقوص ذلك ذنب ينبغى أن تتوب منه فقال على ما هو ذنب ولكنه عجز من الرأى وضعف من الفعل وقد تقدمت إليكم فيما كان منه ونهيتكم عنه فقال له زرعة بن البرج أما والله يا على لئن لم تدع تحكيم الرجال في كتاب الله عزوجل قاتلتك أطلب بذلك وجه الله ورضوانه فقال له على بؤسا لك ما أشقاك كأنى بك قتيلا تسفى عليك الريح قال وددت أن قد كان ذلك فقال له على لو كنت محقا كان في الموت على الحق تعزية عن الدنيا إن الشيطان قد استهواكم فاتقوا الله عزوجل إنه لا خير لكم في دنيا تقاتلون عليها فخرجا من عنده يحكمان


            تاريخ الطبري ج: 4 ص: 35
            ما روى من رفعهم المصاحف ودعائهم إلى الحكومة
            قال أبومخنف حدثنى عبدالرحمن بن جندب الازدى عن أبيه أن عليا قال عباد الله امضوا على حقكم وصدقكم قتال عدوكم فإن معاوية وعمرو بن العاص وابن أبى معيط وحبيب بن مسلمة وابن أبى سرح والضحاك بن قيس ليسوا بأصحاب دين ولا قرآن أنا أعرف بهم منكم قد صحبتهم أطفالا وصحبتهم رجالا فكانوا شر أطفال وشر رجال ويحكم إنهم ما رفعوها ثم لا يرفعونها ولا يعلمون بما فيها وما رفعوها لكم إلا خديعة ودهنا ومكيدة فقالوا له ما يسعنا أن ندعى إلى كتاب الله عزوجل فنأبى أن نقبله فقال لهم فإنى إنما قاتلتهم ليدينوا بحكم هذا الكتاب فإنهم قد عصوا الله عزوجل فيما أمرهم ونسوا عهده ونبذوا كتابه فقال له مسعر بن فدكى التميمى وزيد بن حصين الطائى ثم السنبسى في عصابة معهما من القراء الذين صاروا خوارج بعد ذلك يا على أجب إلى كتاب الله عزوجل إذ دعيت إليه والا ندفعك برمتك إلى القوم أو نفعل كما فعلنا بابن عفان إنه علينا أن نعمل بما في كتاب الله عزوجل فقبلناه والله لتفلنها أو لنفعلنها بك قال قال فاحفظوا عنى نهيى اياكم واحفظوا مقالتكم لى أما أنا فان تطيعونى تقاتلوا وإن تعصونى فاصنعوا ما بدالكم قالوا له أما لا فابعث إلى الاشتر فليأتك.

            وقعة صفين لنصر بن مزاحم صفحة 490-491
            خطبة علي في التحكيم
            "و في حديث عمر بن سعد قال لما رفع أهل الشام المصاحف على الرماح يدعون إلى حكم القرآن قال علي ع عباد الله إني أحق من أجاب إلى كتاب الله و لكن معاوية و عمرو بن العاص و ابن أبي معيط و حبيب بن مسلمة و ابن أبي سرح ليسوا بأصحاب دين و لا قرآن إني أعرف بهم منكم صحبتهم أطفالا و صحبتهم رجالا فكانوا شر أطفال و شر رجال إنها كلمة حق يراد بها باطل إنهم و الله ما رفعوها إنهم يعرفونها و يعملون بها و لكنها الخديعة و الوهن و المكيدة أعيروني سواعدكم و جماجمكم ساعة واحدة فقد بلغ الحق مقطعه و لم يبق إلا أن يقطع دابر الذين ظلموا
            فجاءه زهاء عشرين ألفا مقنعين في الحديد شاكي السلاح سيوفهم على عواتقهم و قد اسودت جباههم من السجود يتقدمهم مسعر بن فدكي و زيد بن حصين و عصابة من القراء الذين صاروا خوارج من بعد فنادوه باسمه لا بإمرة المؤمنين يا علي أجب القوم إلى كتاب الله إذ دعيت إليه و إلا قتلناك كما قتلنا ابن عفان فو الله لنفعلنها إن لم تجبهم
            فقال لهم ويحكم أنا أول من دعا إلى كتاب الله و أول من أجاب إليه و ليس يحل لي و لا يسعني في ديني أن أدعى إلى كتاب الله فلا أقبله إني إنما أقاتلهم ليدينوا بحكم القرآن فإنهم قد عصوا الله فيما أمرهم و نقضوا عهده و نبذوا كتابه و لكني قد أعلمتكم أنهم قد كادوكم و أنهم ليسوا العمل بالقرآن يريدون
            قالوا فابعث إلى الأشتر ليأتيك و قد كان الأشتر صبيحة ليل الهرير قد أشرف على عسكر معاوية ليدخله.

            وقعة صفين لنصر بن مزاحم صفحة 491-492
            حكاية مصعب لما كان من أمر رفع المصاحف
            نصر فحدثني فضيل بن خديج عن رجل من النخع قال رأيت إبراهيم بن الأشتر دخل على مصعب بن الزبير فسأله عن الحال كيف كانت فقال كنت عند علي حين بعث إلى الأشتر أن يأتيه و قد كان الأشتر أشرف على معسكر معاوية ليدخله فأرسل إليه علي يزيد بن هانئ أن ائتني فأتاه فبلغه فقال الأشتر ائته فقل له ليس هذه بالساعة التي ينبغي لك أن تزيلني فيها عن موقفي إني قد رجوت الله أن يفتح لي فلا تعجلني فرجع يزيد بن هانئ إلى علي فأخبره فما هو إلا أن انتهى إلينا حتى ارتفع الرهج و علت الأصوات من قبل الأشتر و ظهرت دلائل الفتح و النصر لأهل العراق و دلائل الخذلان و الإدبار على أهل الشام فقال له القوم و الله ما نراك إلا أمرته بقتال القوم قال أرأيتموني ساررت رسولي إليه أ ليس إنما كلمته على رءوسكم علانية و أنتم تسمعون قالوا فابعث إليه فليأتك و إلا فو الله اعتزلناك قال ويحك يا يزيد قل له أقبل إلي فإن الفتنة قد وقعت فأتاه فأخبره فقال له الأشتر ألرفع هذه المصاحف قال نعم قال
            أما و الله لقد ظننت أنها حين رفعت ستوقع اختلافا و فرقة إنها من مشورة ابن النابغة يعني عمرو بن العاص قال ثم قال ليزيد ويحك أ لا ترى إلى ما يلقون أ لا ترى إلى الذي يصنع الله لنا أ يبتغي أن ندع هذا و ننصرف عنه فقال له يزيد أ تحب أنك ظفرت هاهنا و أن أمير المؤمنين بمكانه الذي هو به يفرج عنه و يسلم إلى عدوه قال سبحان الله لا و الله ما أحب ذلك قال فإنهم قالوا لترسلن إلى الأشتر فليأتينك أو لنقتلنك بأسيافنا كما قتلنا عثمان أو لنسلمنك إلى عدوك قال فأقبل الأشتر حتى انتهى إليهم فصاح فقال يا أهل الذل و الوهن أ حين علوتم القوم فظنوا أنكم لهم قاهرون و رفعوا المصاحف يدعونكم إلى ما فيها و قد و الله تركوا ما أمر الله به فيها و سنة من أنزلت عليه فلا تجيبوهم أمهلوني فواقا فإني قد أحسست بالفتح قالوا لا قال فأمهلوني عدوة الفرس فإني قد طمعت في النصر قالوا إذن ندخل معك في خطيئتك قال فحدثوني عنكم و قد قتل أماثلكم و بقي أراذلكم متى كنتم محقين أ حين كنتم تقتلون أهل الشام فأنتم الآن حين أمسكتم عن القتال مبطلون أم أنتم الآن في إمساككم عن القتال محقون فقتلاكم إذن الذين لا تنكرون فضلهم و كانوا خيرا منكم في النار قالوا دعنا منك يا أشتر قاتلناهم في الله و ندع قتالهم في الله إنا لسنا نطيعك فاجتنبنا قال خدعتم و الله فانخدعتم و دعيتم إلى وضع الحرب فأجبتم يا أصحاب الجباه السود كنا نظن أن صلاتكم زهادة في الدنيا و شوق إلى لقاء الله فلا أرى فراركم إلا إلى الدنيا من الموت. ألا فقبحا يا أشباه النيب الجلالة ما أنتم براءين بعدها عزا أبدا فابعدوا كما بعد القوم الظالمون فسبوه و سبهم و ضربوا بسياطهم وجه دابته و ضرب بسوطه وجوه دوابهم فصاح بهم علي فكفوا و قال الأشتر يا أمير المؤمنين احمل الصف على الصف يصرع القوم فتصايحوا أن عليا أمير المؤمنين قد قبل الحكومة و رضي بحكم القرآن و لم يسعه إلا ذلك. قال الأشتر إن كان أمير المؤمنين قد قبل و رضي بحكم القرآن فقد رضيت بما رضي أمير المؤمنين فأقبل الناس يقولون قد رضي أمير المؤمنين قد قبل أمير المؤمنين و هو ساكت لا يبض بكلمة مطرق إلى الأرض. "


            تاريخ الطبري ج: 4 ص: 36
            * قال أبومخنف حدثنى فضيل بن خديج الكندى عن رجل من النخع أنه رأى إبراهيم بن الاشتر دخل على مصعب بن الزبير قال كنت عند على حين أكرهه الناس على الحكومة وقالوا ابعث إلى الاشتر فليأتك قال فأرسل على إلى الاشتر يزيد بن هانئ السبيعى أن ائتنى فأتاه فبلغه فقال قل له ليس هذه الساعة التى ينبغى لك أن تزيلنى فيها عن موقفى إنى قد رجوت أن يفتح لى فلا تعجلنى فرجع يزيد بن هانئ إلى على فأخبره فما هو إلا أن انتهى الينا فارتفع الرهج وعلت الاصوات من قبل الاشتر فقال له القوم والله ما نراك إلا أمرته أن يقاتل قال من أين ينبغى أن تروا ذلك رأيتمونى ساررته أليس إنما كلمته على رؤسكم علانية وأنتم تسمعونى قالوا فابعث اليه فليأتك وإلا والله اعتزلناك قال له ويحك يا يزيد قل له أقبل إلى فان الفتنة قد وقعت فأبلغه ذلك فقال له ألرفع المصاحف قال نعم قال أما والله لقد ظننت حين رفعت أنها ستوقع اختلافا وفرقة إنها مشورة ابن العاهرة ألا ترى ما صنع الله لنا أينبغى أن أدع هؤلاء وأنصرف عنهم وقال يزيد بن هانئ فقلت له أتحب أنك ظفرت ههنا وأن أمير المؤمنين بمكانه الذى هو به يفرج عنه أو يسلم قال لا والله سبحان الله قال فانهم قد قالوا لترسلن إلى الاشتر فليأتينك أو لنقتلنك كما قتلنا ابن عفان فأقبل حتى انتهى اليهم فقال يا أهل العراق يا أهل الذل والوهن حين علوتم القوم ظهرا وظنوا أنكم لهم قاهرون رفعوا المصاحف يدعونكم إلى ما فيها وقد والله تركوا ما أمر الله عزوجل به فيها وسنة من أنزلت عليه صلى الله عليه وسلم فلا تجيبوهم أمهلونى عدو الفرس فانى قد طمعت في النصر قالوا إذا ندخل معك في خطيئتك قال فحدثونى عنكم وقد قتل أماثلكم وبقى أراذلكم متى كنتم محقين أحين كنتم تقاتلون وخياركم يقتلون فأنتم الآن إذا أمسكتم عن القتال مبطلون أم الآن أنتم محقون فقتلا كم الذين لا تنكرون فضلهم فكانوا خيرا منكم في النار إذا قالوا دعنا منك يا أشتر قاتلناهم في الله عز وجل وندع قتالهم لله سبحانه إنا لسنا مطيعيك ولا صاحبك فاجتنبنا
            فقال خدعتم والله فانخدعتم ودعيتم إلى وضع الحرب فأجبتم يا أصحاب الجباه السود كنا نظن صلواتكم زهادة في الدنيا وشوقا إلى لقاء الله عزوجل فلا أرى فراركم الا إلى الدنيا من الموت ألا قبحا يا أشباه النيب الجلالة وما أنتم برائين بعدها عزا أبدا فابعدوا كما بعد القوم الظالمين فسبوه فسبهم فضربوا وجه دابته بسياطهم وأقبل يضرب بسوطه وجوه دوابهم وصاح بهم على فكفوا وقال للناس قد قبلنا أن تجعل القرآن بيننا وبينهم حكما فجاء الاشعث بن قيس إلى على فقال له ما أرى الناس إلا قد رضوا وسرهم أن يجيبوا القوم إلى ما دعوهم اليه من حكم القرآن فان شئت أتيت معاوية فسألته ما يريد فنظرت ما يسأل قال ائته إن شئت فسله فأتاه فقال يا معاوية لاى شى رفعتم هذه المصاحف قال لنرجع نحن وأنتم إلى ما أمر الله عزوجل به في كتابه تبعثون منكم رجلا ترضون به ونبعث منا رجلا ثم نأخذ عليهما أن يعملا بما في كتاب الله لا يعدوانه ثم نتبع ما اتفقا عليه فقال له الاشعث بن قيس هذا الحق فانصرف إلى على فأخبره بالذى قال معاوية فقال
            الناس فانا قد رضينا وقبلنا فقال أهل الشأم فإنا قد اخترنا عمرو بن العاص فقال الاشعث وأولئك القوم الذين صاروا خوارج بعد فإنا قد رضينا بأبى موسى الاشعرى قال على فإنكم قد عصيتمونى في أول الامر فلا تعصونى الآن إنى لا أرى أن أولى أبا موسى فقال الاشعث وزيد بن حصين الطائى ومسعر بن فدكى لا نرضى إلا به فانه ما كان يحذرنا وقعنا فيه قال على فانه ليس لى بثقة قد فارقنى وخذل الناس عنى ثم هرب منى حتى آمنته بعد أشهر ولكن هذا ابن عباس نوليه ذلك قالوا ما نبالى أنت كنت أم ابن عباس لا نريد إلا رجلا هو منك ومن معاوية سواء ليس إلى واحد منكم بأدنى منه إلى الآخر فقال على فانى أجعل الاشتر

            * قال أبومحنف حدثنى أبوجناب الكلبى أن الاشعث قال وهل سعر الارض غير الاشتر

            * قال أبومحنف عن عبدالرحمن بن جندب عن أبيه أن الاشعث قال وهل نحن إلا في حكم الاشتر قال على وما حكمه قال حكمه أن يضرب بعضنا بعضا بالسيوف حتى يكون ما أردت وما أراد قال فقد أبيتم إلا أبا موسى قالوا نعم قال فاصنعوا ما أردتم فبعثوا اليه وقد اعتزل القتال وهو يعرض فأتاه مولى له فقال إن الناس قد اصطلحوا فقال الحمد لله رب العالمين قال قد جعلوك حكما قال إنا لله وإنا اليه راجعون وجاء أبوموسى حتى دخل العسكر وجاء الاشتر حتى أتى عليا فقال ألزنى بعمرو بن العاص فوالله الذى لا إله الا هو لئن ملات عينى منه لاقتلنه وجاء الاحنف فقال يا أمير المؤمنين إنك قد رميت بحجر الارض وبمن حارب الله ورسوله أنف الاسلام وإنى قد عجمت هذا الرجل وحلبت أشطره فوجدته كليل الشفرة قريب القعر وإنه لا يصح لهؤلاء القوم إلا رجل يدنو منهم حتى يصير في أكفهم ويبعد حتى يصير بمنزلة النجم منهم فان أبيت أن تجعلنى حكما فاجعلنى ثانيا أو ثالثا فانه لن يعقد عقدة إلا حللتها ولن يحل عقدة أعقدها إلا عقدت لك أخرى أحكم منها فأبى الناس إلا أبا موسى والرضى بالكتاب فقال الاحنف فإن أبيتم إلا أبا موسى فأدفئوا ظهره بالرجال فكتبوا بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما تقاضى عليه على أمير المؤمنين فقال عمرو اكتب اسمه واسم أبيه هو أميركم فأما أميرنا فلا وقال له الاحنف لا تمح اسم إمارة المؤمنين فإنى أتخوف إن محوتها ألا ترجع إليك أبدا لا تمحها وإن قتل الناس بعضهم بعضا فأبى ذلك على مليا من النهار ثم إن الاشعث ابن قيس قال امح هذا الاسم برحه الله فمحى وقال على الله أكبر سنة بسنة ومثل بمثل والله إنى لكاتب بين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية إذ قالوا لست رسول الله ولا نشهد لك به ولكن اكتب اسمك واسم أبيك فكتبه فقال عمرو بن العاص سبحان الله ومثل هذا أن نشبه بالكفار ونحن مؤمنون فقال على يا ابن النابغة ومتى لم تكن للفاسقين وليا وللمسلمين عدوا وهل تشبه إلا أمك التى وضعت بك فقام فقال لا يجمع بينى وبينك مجلس أبدا بعد هذا اليوم فقال له على واني لارجو أن يطهر الله عزوجل مجلسى منك ومن أشباهك وكتب الكتاب".

            تعليق


            • #21
              كل هذه الاحاديث التي أوردنها في الحلقة السابقة تؤيد بعضها بعضا في من طلب من الامام علي سلام الله عليه إيقاف الحرب.

              ولكن ما يزيد الطين بلة للأباضية هو ما فعله الذين أجبروا الامام علي سلام الله عليه على وقف القتال بعد أن نصب الحكمان. فقد جاء مسعر بن فدكي وناس كثير واعتذروا من الأشعث بن قيس: ولنترك الأحاديث لتخبرنا بما حدث.


              تاريخ الطبري ج: 4 ص: 40
              * قال أبومخنف عن أبى جناب قال خرج الاشعث بذلك الكتاب يقرأه على الناس ويعرضه عليهم فيقرؤنه حتى مر به على طائفة من بنى تميم فيهم عروة بن أدية وهو أخو أبى بلال فقرأه عليهم ففال عروة بن أدية تحكمون في أمر الله عزوجل الرجال لا حكم الا لله ثم شد بسيفه فضرب به عجز دابته ضربة خفيفة واندفعت الدابة وصاح به أصحابه أن املك يدك فرجع فغضب للاشعث قومه وناس كثير من أهل اليمن فمشى الاحنف بن قيس السعدى ومعقل بن قيس الرياحى ومسعر بن فدكى وناس كثير من بنى تميم فتنصلوا اليه واعتذروا فقبل وصفح

              فهذا دليل أخر على أن الخوارج كانوا قابلين بالتحكيم وراضين به. فمسعر بن الفدكي كان رأسا من رؤوسهم. وهذا إن دل على شيئ فإنما يدل على أن الخوارج لم يكونوا ذا رأي واحد وهذا واضح مما فعله مسعر بن فدكي قبل التحكيم وعند اعتذاره من الاشعث عما بدر من عروة بن أدية.

              ولا ندري متى توحدت صفوف الخوارج وسوف نناقش هذا الامر في مكان أخر.

              ومعلوم أن الخوارج إرسلوا إلى إخوانهم خوارج البصرة كي يلحقوا بهم في النهروان. وقد قدم خوارج البصرة وعلى رأسهم مسعر بن الفدكي الذي جاء واعتذر من الاشعث لما فعله عروة بن أدية.


              نظرة في أفعال مسعر بن فدكي
              1- مسعر بن فدكي ومعه 20000 كان من الذين طلبوا من الامام علي سلام الله عليه إيقاف الحرب وقد أوردنا أدلة على ذلك

              2- مسعر بن فدكي كان من الذين اعتذروا من الاشعث بن قيس بعد أن قال إبن ادية لا حكم إلا لله

              3- مسعر بن فدكي كان على رأس الخوارج القادمين من البصرة لمساندة أهل النهروان.

              فمحاولة الخوارج إبعاد أنفسهم عن قضية التحكيم وأنهم لم يكونوا راضين به هو قول باطل ولا يصح.


              على كل حال لقد استدل السابعي على بطلان الاحاديث التي ذكرناها بالحديث الذي فندناه عن إبي وائل شقيق بن سلمة.

              ونحن الان وبحول الله وقوته نستدل بأقوال أحد علماء الاباضية على صحة ما ذكره علماء المسلمين فيما جرى في صفين ووقت رفع المصاحف. وهذا يفند مزاعم الاباضية في أن الخوارج هم الذين طلبوا إكمال القتال.

              يقول أبو مسلم البهلاني في قصيدته النهروانية التي يرثي فيها قتلاهم يوم النهروان يا يلي:
              سنذكر بعض المقاطع من القصيدة التي تخص ما يفيد في معرفة صحة الاحاديث التي ذكرها علماء المسلمين في صفين:
              ويوم جبال الناكثين تدكدكت ------- وطلحة والعود الطليح عقير
              وحربا تؤز الشام ازا قراعها ------- له في جموع القاسطين سعير
              تعوذ منها القاسطون بخدعة ------- بجدعة تلك الأنف فاز قصير
              مواطن أهوال تبوأت فلجها ------- الى ان دهتها فلتة وفتور
              تفانت ضحايا النهر في غمراتها ------- وأنت شهيد والعدو وتير
              تنادي أعيروني الجماجم كرة ------- فقد قدموها والوطيس سعير

              ثم يقول:
              أحيدرة الكرار إن خياركم ------- وقراءكم تحت السيوف شطور
              أحيدرة الكرار تابعت اشعثا ------- واشعث شيطان ألد كفور
              أعشرون ألفا قلبهم قلب مؤمن ------- بأوجههم نور اليقين ينور


              ما نفهمه من الابيات التي ذكرها أبو مسلم البهلاني هو التالي:
              1- هناك ناكثين وقاسطين ومارقين. فما أنكره السابعي لاحقا في كتابه قد أكده البهلاني هنا.

              2- الامام علي سلام الله عليه لم يكن راضيا عن وقف القتال ولذلك قال عند رفع المصاحف أعيروني جماجمكم وسواعدكم ساعة فقد كان يقصد بها الخوارج. وهذا ما أكده أبو مسلم البهلاني الحرب.

              3- البهلاني يذكر ما تؤكده المصادر الاسلامية من أن تلك الفرقة التي تكلمت مع الامام علي سلام الله عليه كانت زهاء 20000 مقاتل. وأهل النهروان كانوا زهاء 4000 مقاتل رجع منهم ألفان. وهذا دليل أخر على أن الخوارج لم يكونوا على نفس الرأي.
              وهذا ماذكره الطبري في تاريخه فقد ذكر بأن القراء الخوارج كانوا حوالي 20000 مقاتل منهم مسعر الفدكي جاؤوا إلى الامام علي سلام الله عليه وطلبوا منه وقف القتال وتحكيم كتاب الله عز وجل.

              4- فهنا يعترف البهلاني بأن عليا غير جبان وبأنه الكرار ولقب الكرار هذا أعطي لإمام علي سلام الله عليه يوم خيبر. فنصيحته وسكوته عند فتنة رفع المصاحف لا يمكن أن تعزى إلى جبن وهو الكرار بنص المصطفى المختار صلى الله عليه وعلى اله وسلم.


              ويقول البهلاني أيضا:
              أبا حسن أين السوابق غودرت ---- وأنت أخوه والغدير غدير

              1- أبو مسلم البهلاني يعترف بأن عليا هو أخو رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم.
              2- أبو مسلم البهلاني يعترف بحادثة الغدير

              ثم يقول أبو مسلم البهلاني مبينا علم علي سلام الله عليه بأحكام الدين فيقول:
              فهل أوجب الإيمان سفك دمائهم ---- وأنت بإحكام الدماء بصير
              ثم يقول في مقطع أخر:
              فما لك والتحكيم والحكم ظاهر ---- وأنت علي والشام تمور
              أفي الدين شك أم هوادة عاجز ---- تجوزتها أم ذو الفقار كسير

              وهنا يعترف ابو مسلم بما يلي:
              بأن سيف رسول الله صلى الله عليه وعلى أله وسلم ذو الفقار كان مع الامام علي سلام الله عليه.
              وقد نقلنا مقولة أبو مسلم بأن عليا هو الكرار ومقولته بأن عليا بصير بأحكام الدماء – أي بأحكام الحرب- فليس هناك شك في الدين وليس هناك هوادة. ولكن لا رأي لمن لا يطاع.

              تعليق


              • #22
                لماذا لم يكمل الامام علي سلام الله عليه الحرب بمن كان معه؟
                أما لماذا لم يستطع الامام علي سلام الله عليه مع أنه الكرار العالم بأحكام الدماء بسيفه ذو الفقار إكمال القتال فقد جاوب عليه القرآن عندما ذكر بني إسرائيل مثلا وسنذكرها هنا أيضا, وقد جاوب عليه الامام علي سلام الله عليه عندما قال لا رأي لمن لا يطاع.

                قال عز وجل في معرض قصة موسى سلام الله عليه وطلبه من قومه قتال عدوهم فقالوا له:
                "إنا قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَداً مَّا دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ (24) "
                فقال موسى:
                " قَالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ {25} "

                وقال عز وجل بشأن طالوت
                " فلما فصل طالوت بالجنود قال إن الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه فإنه مني إلا من غترف غرفة بيده فشربوا منه إلا قليلا منهم"

                أو كقوله عز وجل:
                "قال يقوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي وآتاني رحمة من عنده فعميت عليكم أنلزمكموها وأنتم لها كارهون"

                فهل ما فعله الانبياء سلام الله عليه وما لاقوه من قومهم من تكذيبهم لهم وعدم إستجابتهم لطلبهم يجعلهم محل استهزاء كما يفعل الاباضية الذين يلقون اللوم على الامام علي سلام الله عليه لان الرافضين لإكمال القتال لم ينصاعوا لأوامره بإكمال القتال؟

                على كل حال:
                هناك عدة أشياء يجب أن نفمهما من موقف الامام علي سلام الله عليه يوم صفين.
                a. أن الخوارج كانوا زهاء عشرين ألف مقاتل
                b. الاشعث بن قيس الذي كان على ميمنة جيش الامام علي سلام الله عليه وكان مائلا لإيقاف القتال

                فأصبح عندنا ما يقارب من ثلثي جيش الامام علي سلام الله عليه رافضين لإكمال القتال.
                فعلى فرض أن الامام علي سلام الله عليه قرر إكمال القتال فهناك عدة إحتمالات:
                1- الخوارج سيقفوا مكتوفي الايدي.
                2- الخوارج سيقاتلوا عليا سلام الله عليه ويقف معاوية مكتوف الايدي.
                3- الخوارج سينضموا إلى جيش معاوية ليقاتلوا الإمام علي سلام الله عليه.
                4- موقف الاشعث متضارب ومتذبذب فهو مع قوله بأن الامام علي سلام الله عليه إمامه إلا أن هذا الشيئ لا يعني أنه سيقتال معه ضد الخوارج أو ضد معاوية.
                ولذلك قال سهيل بن حنيف أنهم كلما تخلصوا من خصم جاءهم خصم لا يقدرون عليه صده.

                فلم يكن هناك شيئ أفضل من الهدنة لإعادة ترتيب الصفوف.




                وهناك عدة أسئلة تطرح نفسها على الساحة:
                1- لماذا, إذا كان الخوارج أصحاب حق, لم يكملوا حربهم ضد معاوية؟
                2- لماذا قام الخوارج بتجهيز جيش لمحاربة الامام علي سلام الله عليه إذا كان عدوهم الحقيقي هو معاوية؟
                3- لماذا جاء أبو موسى الاشعري المبرنس ليكون حكما؟
                ومن طلبه؟

                بحثنا في بطون الكتب فعثرنا على عدة أحاديث بعضها ذكرناه سابقا فلا حاجة للتكرار وهذه الاحاديث مختصة بأبو موسى الاشعري المبرنس ونصيحته لأصحاب البرانس بالابتعاد عن الحرب فمقولة مسعر بأن ما حذرهم أبو موسى الاشعري منه قد حدث لهو خير دليل على أنه منهم وفيهم وأن هؤلاء القراء كانوا رافضين للحرب من بدايتها وهذا ما أكدناه بالاحاديث التي أسلفناها. ونحن نضيف إليها الحديث التالي:

                أنساب الاشراف
                وحدثني المدائني، عن عامر بن الأسود، وإسماعيل بن عياش، عن أبي غالب الجزري، قال: لما صار الناس إلى الحكومة وأن يختاروا رجلين، قال معاوية: قد رضيت عمرو بن العاص. وقال علي: قد رضيت عبد الله بن العباس،
                فقال الأشعث: ابن عباس وأنت سواء لا يرضى القوم.
                قال: فأختار الأشتر، قال: إذا والله يعيدها جذعة وهل نحن إلا في بلية الأشتر،
                قال: فشداد بن أوس.
                فقال معاوية: لا يحكم فيها يثربي.
                فقال الأشعث وجميع القراء: فابو موسى فإنه لم يحضر حربنا، فقال علي: إنه قد خذل الناس عني وفعل ما فعل، فأبوا أن يرضوا إلا به.
                فكتب إلى أبي موسى في القدوم وكان ببعض البوادي حذراً من الفتنة فقال له الرسول: إن الناس قد اصطلحوا وقد حكموك.
                فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، ثم قدم على علي،
                فقال الأشعث: لو لم يأتك ما طعن معك برمح ولا ضرب بسيف.




                خلاصة القول في القوم:
                الخوارج هم الذين طلبوا إيقاف الحرب, الخوارج هم الذين هددوا جيش الامام علي بالقتال, الخوارج هم الذين وضعوا أبو موسى الاشعري حكما

                تعليق


                • #23
                  عودة إلى كتاب السابعي:
                  يقول السابعي في كتابه الخوارج والحقيقة الغائبة صفحة 70
                  "وتتفق الروايات على أن الإمام عليا لما دخل الكوفة اعتزله عدد كبير من جيشه إلى مكان قريب من الكوفة يسمى حروراء متمسكين بموقفهم من التحكيم وانه لا حكم للرجال في أمر قد حكم فيه الله, ونادى مناديهم: "إن أمير القتال شبث بن ربعي التميمي, وأمير الصلاة عبد الله بن الكواء اليشكري.

                  "أراد الامام علي – كرم الله وجهه – معرفة حجة الذين اعتزلوه إلى حروراء فأرسل إليهم عبد الله بن العباس ليناظرهم. وتتضارب ها هنا الروايات, هل استطاع ابن عباس أن يرد على ما أبدوه من حجج فأقنعهم فدخل عدد منهم الكوفة؟ أم لم يقنعهم وحينئذ ينحج في ردهم إليها؟ أم لم يقنعهم وحينئذ لم ينجح في ردهم إليها؟
                  غير أن الثابت أن الإمام عليا قدم عليهم بنفسه فيما بعد."


                  ((( أقول: نفهم من كلام السابعي الامور التالية:
                  1- جعل الخوارج لهم أميران: أمير للقتال وأمير للصلاة.
                  2- بقاؤهم في جيش الامام علي سلام الله عليه حتى وصولهم إلى الكوفة. أي أن الخوارج لم يكن عليهم أمير حتى ذلك الوقت.
                  3- الامام علي سلام الله عليه كان يريد أن يعرف سبب إبتعاد الخوارج عنه. فأرسل إبن عباس ليطلع على ما عندهم.
                  ونحن نسأل: إذا كان سبب إنشقاق الخوارج عن الامام علي سلام الله عليه معروفا عنده وعندهم فلماذا يطلب الإمام علي سلام الله عليه من إبن عباس أن يستفهم منهم سبب الانشقاق؟
                  هل لأن أفكار الخوارج لم تتبلور بعد؟
                  ولم يذكر لنا السابعي ما هي الحجج التي احتج بها الخوارج . وعلى كل الأحوال سنتطرق إليها لاحقا في هذا الموضوع, والظاهر ان الخوارج لم يكن عندهم في ذلك إلا " لا حكم إلا لله" وهذا الموقف ظهر بعد الاتفاق والتوقيع على المعاهدة (إن صح التعبير).
                  فهذا دليل أخر ينقض قول السابعي بأن الخوارج هم من طلب إكمال القتال.
                  يقول السابعي بأن الخوارج كان متمسكين بموقفهم منذ البداية – يقصد بها رفع المصاحف- ولكن سنبرهن للقراء بأنهم كانوا على عكس ما يريد أن يوحي إلينا السابعي. فالخورج لم يبقوا متمسكين برأيهم فمنهم من خالف الخوارج وتركهم وقد ذكر لنا السابعي بعضهم. منهم أمير الصلاة على الخوارج عبد الله بن الكواء اليشكري ذكره لنا السابعي في هامش كتابه صفحة 70 . ولم يذكر لنا السابعي لماذا إنتقل إبن الكواء إلى جيش الامام علي سلام الله عليه؟
                  هل لأن إبن الكواء اليشكري اقتنع بحجة إبن عباس أو بحجة الامام علي سلام الله عليه عند محاورتهما للخوارج؟
                  فإذا أفلح الإمام علي سلام الله عليه أو إبن عباس في رد أمير الصلاة على الخوارج فأي حجة تبقى للخوارج في ما كانوا يعتقدون به, وهذا أمير الصلاة عليهم قد ترك معتقدهم وإنضم إلى جيش الامام علي سلام الله عليه.!
                  وكعادة السابعي في تمويه الحقائق فإنه لم يذكر لنا أن امير الصلاة على الخوارج قد تركهم في أصل موضوعه بل ذكره في الهامش فكيف قال لنا بأن الخوارج كانوا متمسكين برأيهم.
                  إضافة إلى من ذكرنا فإن أبو وائل شقيق بن سلمة الذي أدرك الجاهلية وارتد بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم كان مع الخوارج يوم النهروان ولكن تركهم مع ألفين من المقاتلين فبقي مع الخوارج ألفان من مجموع عشرين ألفا كانوا معهم يوم صفين. وقد أوردنا أدلة على ذلك في الفصل الذي خصصناه للذي طلب من الامام علي سلام الله عليه وقف القتال يوم صفين.
                  أضف إلى ذلك أن أبو بلال بن مرداس وأخوه تركوا الخوارج كما ذكر البلاذري في أنساب الأشراف.
                  وفي محاولة لنفي تهمة قتل عبد الله بن الخباب عن الخوارج فإن السابعي يقول بأن هناك روايات تذكر بأن مسعر بن فدكي ترك الخوارج قبل المعركة.
                  وهذا دليل أخر فيه تفرق الخوارج عن بعضهم البعض يوم النهروان

                  الأربعين البلدانية لإبن عساكر ج: 2 ص: 185
                  و الجوسق الخرب أيضا بظاهر الكوفة عند النخيلة
                  وكانت الخوارج قد اختلفت يوم النهروان فاعتزلت طائفة في خمسمائة فارس مع فروة بن نوفل الأشجعي وقالوا لا نرى قتال علي بل نقاتل معاوية وانفصلت حتى نزلت بناحية شهرزور فلما قدم معاوية من الكوفة بعد قتل علي رضي الله عنه تجمعوا وقالوا لم يبق عذر في قتال معاوية وساروا حتى نزلوا النخيلة بظاهر الكوفة فنفذ إليهم معاوية طائفة من جنده فهزمتهم الخوارج فقال معاوية لأهل الكوفة هذا فعلكم ولا أعطيكم الأمان حتى تكفوني أمر هؤلاء فخرج إليهم أهل الكوفة فقاتلوهم فقتلوهم وكان عند المعركة جوسق خرب ربما ألجأت الخوارج إليه ظهورها فقال قيس بن الأصم الضبي يرثي الخوارج
                  إني أدين بما دان الشراة به ----- يوم النخيلة عند الجوسق الخرب
                  النافرين على منهاج أولهم من ----- الخوارج قبل الشك والريب
                  قوما إذا ذكروا بالله أو ذكروا ----- خروا من الخوف للأذقان والركب
                  ساروا إلى الله حتى أنزلوا غرفا ----- من الأرائك في بيت من الذهب
                  ما كان إلا قليلا ريث وقفتهم من ----- كل أبيض صافي اللون ذي شطب
                  حتى فنوا ورأى الرائي رؤوسهم ----- تغدو بها قلص مهرية نجب
                  فأصبحت عنهم الدنيا قد انقطعت ----- وبلغوا الغرض الأقصى من الطلب

                  ومن هذه الابيات نفهم أن الخوارج قد شكوا وارتابوا فيما اجترحوا فهم لم يكونوا على نفس العقيدة كما ذكر لنا السابعي في بداية كتابه.

                  لا ندري من أين جاء السابعي بنجاح أو بفشل إبن عباس أو الإمام علي سلام الله عليه في حوار كل منهما مع الخوارج. فالمعروف ان إبن عباس خاصم بعضهم ولم يخاطب الجميع. فنقاشه مع الخوارج لم يكن بقصد إرجاعهم إلى الحق بل بقصد معرفة السبب الذي من أجله تركوا الجماعة. أما خطاب الامام علي سلام الله عليه فكان علنا وللجميع فلم يناقش مجموعة كما فعل إبن عباس. وهذا ما حاول السابعي إخفاؤه ضمن محاولة تمويه وتشويه للحقائق التاريخية لإرباك القارئ.
                  فليس هناك تضارب في هل اقتنع قسم أو قسم كبير من الخوارج أو لم يقتنعوا إنما التضارب بنظر السابعي هل إقتنع الخوارج بحجة إبن عباس أو بحجة الامام علي سلام الله عليه لانه من المتفق عليه أن قسما منهم كما قدمنا ترك معتقد الخوارج. وقول السابعي ما هو إلا محاولة لتمويه الحقائق وإرباك القارئ.

                  تعليق


                  • #24
                    يقول السابعي صفحة 71-72
                    "ويبدو من غالب الروايات أن أهل حروراء فهموا من الإمام علي تراجعه عن إنفاذ التحكيم وقبوله استئناف القتال مع أهل الشام، وأنهم لهذا السبب أجابوه إلى ما أراد من دخولهم جميعاً الكوفة معه، ويؤيد هذا أنهم لما دخلوا الكوفة أشيع أن الإمام علياً رجع عن التحكيم، وأنه إنما يعد العدة لمعـاودة قتـال الفئـة الباغيـة. فلما بلغ علياً ذلك خطـب النـاس بقوله: "كذب من قال إني رجعـت عن القضية وقلت إن الحكومة ضلال"، فكان ذلك بداية لفصام جديد حيث صار المحكّمة يعترضون على الإمام علي في خطبه مرددين "لا حكم إلا لله". وازدادت المعارضة شدة، الأمر الذي أدى بالإمام علي إلى عدم إنفاذ أبي موسى الأشعري إلى مكان التحكيم في الوقت المحدد له.
                    وظلت المحاورات والمجادلات بين الإمام علي وبين المحكّمة، وبينه وبين الأشعث بن قيس ومن معه إذ كان يصر الأشعث على التحكيم ويلح على الإمام علي في قبوله. وفي محاولة أخيرة من المحكّمة أقبل وفد منهم إلى الإمام علي لثنيه عن إجابة معاوية إلى مراده. ويبدو أن ذلك اللقاء كــان حاسـماً، حين عرفوا منه إصراره على موقفه وعزمه على إنفاذ أبي موسى للقاء عمرو بن العــاص"


                    أقول:
                    ما فهمه الخوارج بأن الامام علي سلام الله عليه كان قد رجع عن التحكيم وقَبِل إستئناف قتال اهل الشأم لهو خير دليل على سذاجة الخوارج وبأنهم أناس لا يكادون يفقهون حديثا. يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم.
                    فكيف لا يمكن أن ينخدع الخوارج لانهم يقرؤون القرآن ولأنهم أصحاب رأي. وهذه الاحاديث تذكر بأنهم إنخدعوا بكلام الامام علي سلام الله عليه.

                    فنحن قد برهنا خدعة معاوية لهم , عند رفع المصاحف, فكيف ظنوا بأن الامام علي سلام الله عليه رفض ما عاهد الله عليه؟
                    هل سألوه ذلك؟
                    هل قال لهم الامام علي بأنه رفض الحكومة؟
                    على كل حال يحق لنا أن نسأل أنفسها عدة أسئلة أهمها السؤال التالي:
                    كيف بقي الخوارج طوال هذه المدة بدون إمام؟
                    خلف من كانوا يصلون ومن كان إمامهم قبل الرجوع إلى الكوفة بعد ظنهم بأن الامام علي سلام الله عليه لم يعد راضيا عن الحكومة؟
                    وأين كانوا يصلون في الكوفة؟
                    كل هذه اسئلة تحتاج إلى إجابة.

                    ومعروف عند القاصي والداني ومعروف عند الخوارج أهمية الامام في حياة الانسان. فرفضهم إمامة القريشي بالنص لا يعني أنهم يرفضون الامامة بل يجوزن أن تكون في غير قريش, فمن كان إمامهم بعد الرجوع من صفين بعد أن ادعوا أن عليا سلام الله عليه خلع نفسه بقبول التحكيم.؟

                    أما قول السابعي بأن الامام علي سلام الله عليه تأخر في إرسال أبو موسى الاشعري وأن السابعي فهم هذا الشيئ من إرسال معاوية معن بن يزيد إلى علي يستحثه على الوفاء بوعده......
                    فأقول:
                    يبدو أن قول يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم ينطبق على السابعي أيضا. فما فهمه السابعي من أن الامام علي سلام الله عليه قد تأخر في إرسال أبو موسى يُفسر على أن معاوية كان خائفا من أن لا يفي الامام علي سلام الله عليه بوعده في إرسال أبو موسى فإرسال يزيد لا يعني أن الامام علي سلام الله عليه قد تأخر بل قد يفسر على أن معاوية خاف أن لا يفي الامام علي سلام الله عليه بالوعد فأرسل من يذكره بذلك.


                    أما إصرار الامام علي سلام الله عليه على تحكيم كتاب الله بعد خوف الفتنة فقد جاوب عليه الامام علي سلام الله عليه في الحديث التالي الذي لم يذكره لنا السابعي وهذا الحديث يؤكد الحقيقة التي يقول بها المسلمون ألا وهي أن الخوراج هم من طالب بإيقاف الحرب:

                    تاريخ الطبري ج4 صفحة 53-54
                    قال أبومخنف عن أبى المغفل عن عون بن أبى جحيفة أن عليا لما أراد أن يبعث أبا موسى للحكومة أتاه رجلان من الخوارج زرعة بن البرج الطائى وحرقوص ابن زهير السعدى فدخلا عليه فقالا له لا حكم الا لله فقال على لا حكم إلا لله فقال له حرقوص تب من خطيئتك وارجع عن قضيتك واخرج بنا إلى عدونا نقاتلهم حتى نلقى ربنا فقال لهم على قد أردتكم على ذلك فعصيتمونى وقد كتبنا بيننا وبينهم كتابا وشرطنا شروطا وأعطينا عليها عهودنا ومواثيقنا وقد قال الله عزوجل
                    ( وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الايمان بعد توكيدها وقد
                    جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون ) فقال له حرقوص ذلك ذنب ينبغى أن تتوب منه فقال على ما هو ذنب ولكنه عجز من الرأى وضعف من الفعل وقد تقدمت إليكم فيما كان منه ونهيتكم عنه فقال له زرعة بن البرج أما والله يا على لئن لم تدع تحكيم الرجال في كتاب الله عزوجل قاتلتك أطلب بذلك وجه الله ورضوانه فقال له على بؤسا لك ما أشقاك كأنى بك قتيلا تسفى عليك الريح قال وددت أن قد كان ذلك فقال له على لو كنت محقا كان في الموت على الحق تعزية عن الدنيا إن الشيطان قد استهواكم فاتقوا الله عزوجل إنه لا خير لكم في دنيا تقاتلون عليها فخرجا من عنده يحكمان.

                    تعليق


                    • #25
                      يقول السابعي في كتابه الخوارج والحقيقة الغائبة صفحة 73
                      "بيد أننا نلاحظ أن ما افترق عليه الحكمان كان مفاجئاً للإمام علي وأصحابه، مما جعله يجمع جنده من جديد متجهاً إلى الشام لاستئناف القتال. وبعث إلى أهل النهروان يعلمهم بما أسفر عنه التحكيم ويدعوهم إلى الدخول معه لمواصلة قتال معاوية وأصحابه. ولكنهم ردوا عليه برفض الانضمام إليه فأيس منهم وتركهم ومضى إلى أهل الشام حتى بلغ النخيلة فعسكر بها.
                      عند ذاك أقبلت جماعة من أهل البصرة ممن ينكرون التحكيم ليلحقوا بأصحابهم في النهروان يقودها مِسْعَر بن فَدَكي التميمي فلقوا في طريقهم عبدالله بن خباب بن الأرت فقتله مسعر بعد حوار معه بيّن فيه تصويبه لعلي بن أبي طالب، ثمّ اتجهوا إلى النهراون.
                      بلغ الإمام علياً نبأ مقتل عبدالله بن خباب فقرر بعد إلحاح من الأشعث بن قيس وكثير من جيشه أن يحول وجهته إلى النهروان بدلاً من أهل الشام مطالباً إياهم بدم عبدالله بن خباب.
                      وتورد بعض الروايات أن علياً طالب أهل النهروان أن يسلموه القتلة وأنهم قالوا: "كلنا قتلته"،
                      إلا أننا نجد - في المقابل - من الروايات ما ينفي عن أهل النهروان أنهم ارتضوا مسلك مسعر بن فدكي في الاستعراض والتقتيل أو سمحوا له بالبقاء في صفوفهم.
                      ومع ذلك فإننا نرى الإمام عليّاً -كرم الله وجهه - زحف بجيشه إلى النهروان، فجرت هنالك معركة فاصلة قتل فيها معظم أهل النهروان، ولم ينج منهم إلا القليل."



                      تعليقا على كلام السابعي نقول:
                      لا ندري من أين جاء السابعي بأن قرار الحكمين كان مفاجئا للإمام علي سلام الله عليه.؟
                      ثم لماذا يكون ما قاله الحكمان مفاجئا؟ فما الشيئ المفاجئ فيه؟
                      ما هو الشيء الذي قاله الامام علي سلام الله عليه الذي جعل السابعي يقول بأن الامام علي سلام الله عليه قد تفاجأ؟
                      هل قال الإمام علي سلام الله عليه لأبو موسى كيف قلت ما قلت يا أبا موسى؟
                      هل قال الإمام علي سلام الله عليه: أنا لم أكن أتوقع أن يحدث هذا الشيئ؟
                      الامام علي سلام الله عليه عندما أجبر على إيقاف الحرب وقبول التحكيم خوفا من الفتنة كان شرطه الوحيد أن يحكم الحكمان بما أنزل الله عز وجل. فإن حكما بما أنزل الله عز وجل فهو الخليفة بنص القرآن. وإن لم يحكما بما أنزل الله عز وجل فقد خلع الحكمان نفسيهما لمخالفتهما ما اُشترط عليهما في إستنابط الحكم من كتاب الله عز وجل.

                      أما توجه الإمام علي سلام الله عليه نحو الشأم لقتال معاوية فلأنه سلام الله عليه كان على سابق عهده في محاربة القاسطين
                      فالخوارج ,كما يذكر السابعي, طلبوا من الامام علي سلام الله عليه قتال معاوية ونقض ما أبرم من العهود. فما بالهم عندما أرسل إليهم الامام علي سلام الله عليه ليستعدوا لمقاتلة معاوية رفضوا الامر.؟ ولماذا هذا الرفض؟
                      السبب في ذلك هو أن الخوارج ,كما تذكر لنا الاحاديث, قالوا بأنهم أخطأوا وتابوا فهم يريدون من علي سلام الله عليه أن يتوب من ذنب لم يقترفه كما فعلوا.
                      فليست المسألة مسألة قتال القاسطين أم لا, بل إن المسألة أعمق من ذلك بكثير وأخطر. المسألة عندهم مسألة تكفير. وقد نقلنا لكم كلامهم لأبن عباس بأنه كفر وارتد. فتكذيبهم للإمام علي سلام الله عليه وتكفيرهم أياه مسألة سهلة وبسيطة.

                      ونحن نلاحظ من الاحاديث التي نقلناها سابقا بأن الخوارج كانوا يتوعدون الإمام علي سلام الله عليه بالقتال, وأرسلوا في طلب مساعدة من إخوانهم خوارج البصرة فجاؤوا وعلى رأسهم مسعر بن فدكي. فلم تكن للقوم نية في قتال معاوية بل كان جل همهم منصب على إجبار الامام علي سلام الله عليه على الإعتراف بأنه أخطأ كما أخطأوا.
                      ولم نر من الخوارج أي رسالة تهدد معاوية بالقتل؟ لماذا؟

                      وأما ترك الإمام علي سلام الله عليه الخوارج والمضي سعيا لقتال معاوية فلأنهم – بحسب تسلسل الاحداث التي ذكرها السابعي – لم يحدثوا حدثا يستوجب قتالهم. فكلامهم للإمام علي سلام الله عليه وتخطئتهم إياه لا يوجب قتالهم بنظر الامام سلام الله عليه..
                      ولكن مع كل هذا فإن هناك ما يفيد بأن الامام علي سلام الله عليه كان ينتظر حكم الله فيهم. وقد ذكر هذا الشيئ البلاذري في:
                      أنساب الاشراف:
                      حدثنا أبو خيثمة، حدثنا وهب بن جرير، عن أبيه، عن الصلت بن بهرام قال: لما قدم علي الكوفة من صفين جعل يخطب الناس وجعلت الخوارج تقول- وهو على المنبر-: قبلت الدنية بالقضية، وجزعت عن البلية لا حكم إلا لله. فيقول: حكم الله انتظر فيكم. فيقولون: "لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين"، فيقول علي: "فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنّك الذين لا يوقنون".

                      وهذا دليل على أن الامام علي سلام الله عليه كان عنده فيهم أخبار مسبقة عما سيفعلونه.
                      وقد ذكر الامام علي سلام الله عليه مصير الخوارج لزرعة بن البرج الخارجي حين إجابه الإمام علي سلام الله عليه قائلا: "بؤسا لك ما أشقاك كأنى بك قتيلا تسفى عليك الريح"

                      وقد ذكر البيهقي في سننه حديثا يستقى منه السبب في ترك الامام علي سلام الله عليه الخوارج على ما هم عليه حتي يحدثوا:
                      سنن البيهقي ج8
                      [ 16540 ] أنبأني أبو عبد الله الحفاظ إجازة أنبأ أبو الوليد ثنا الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر هو بن أبي شيبة ثنا بن نمير عن الأجلح عن سلمة بن كهيل عن كثير بن نمر قال بينا أنا في الجمعة وعلي رضى الله تعالى عنه على المنبر إذ قام رجل فقال لا حكم إلا لله ثم قام آخر فقال لا حكم إلا لله ثم قاموا من نواحي المسجد فأشار إليهم علي رضى الله تعالى عنه بيده اجلسوا نعم لا حكم إلا لله كلمة يبتغي بها باطل حكم الله ننظر فيكم ألا إن لكم عندي ثلاث خصال ما كنتم معنا لا نمنعكم مساجد الله أن تذكروا فيها اسم الله ولا نمنعكم فيئا ما كانت أيديكم مع أيدينا ولا نقاتلكم حتى تقاتلوا ثم أخذ في خطبته وروي بعض معناه من وجه آخر عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي رضى الله تعالى عنه

                      وسنورد حديثا واضحا وصريحا صححه علماء السنة وحسنه الاباضي السابعي فيه دلالة تستوجب قتال أهل النهروان. وقد أورد السابعي هذا الحديث في كتابه الخوارج والحقيقة الغائبة صفحة 310 ولم يذكره في المحبث الاول من الفصل الاول عندما ناقش السبب الذي من أجله قاتل الإمام علي سلام الله عليه الخوارج.
                      على كل:
                      أورد السابعي في كتابه ما يلي:
                      " 7- روى الإمام أحمد من طريق عبيدالله بن عياض بن عمرو القاري قال: جاء عبدالله بن شداد بن الهاد فدخل على عائشة رضي الله عنها ونحن عندها جلوس مرجعه من العراق ليالي قتل علي رضي الله عنه، فقالت له: يا عبدالله بن شداد هل أنت صادقي عما أسألك عنه ؟ تحدثني عن هؤلاء القوم الذين قتلهم علي رضي الله عنه، قال: وما لي لا أصدقك ؟! قالت: فحدثني عن قصتهم، قال: فإن علياً رضي الله عنه لما كاتب معاوية وحكم الحكمان خرج عليه ثمانية آلاف من قراء الناس فنـزلوا بأرض يقال لها حروراء من جانب الكوفة وإنهم عتبوا عليه فقالوا: انسخلت من قميص ألبسكه الله تعالى واسم سماك الله تعالى به، ثم انطلقت فحكمت في دين الله فلا حكم إلا لله تعالى، فلما أن بلغ علياً رضي الله عنه ما عتبوا عليه وفارقوه عليه فأمر مؤذناً فأذَّن أن لا يدخل على أمير المؤمنين إلا رجل قد حمل القرآن، فلما أن امتلأت الدار من قراء الناس فقالوا: يا أمير المؤمنين ما تسأل عنه إنما هو مداد في ورق ونحن نتكلم بما روينا منه فماذا تريد ؟ قال: أصحابكم هؤلاء الذين خرجوا بيني وبينهم كتاب الله يقول الله تعالى في كتابه في امرأة ورجل: &فقالت له عائشـة رضي الله عنها: يا ابن شداد فقد قتلهم ؟
                      فقال والله ما بعث إليهم حتى قطعـوا السبيل وسفكوا الدم واستحلوا أهل الذمة، فقالت: آللهِ ؟
                      قال: آللهِ الذي لا إله إلا هو لقد كان.
                      قالت: فما شيء بلغني عن أهل الذمة يتحدثونه يقولون: ذو الثديّ ذو الثديّ؟!
                      قال: قد رأيته وقمت مع علي رضي الله عنه في القتلى فدعا الناس فقال: أتعرفون هذا فما أكثر من جاء يقول قد رأيته في مسجد بني فلان يصلي ورأيته في مسجد بني فلان يصلي، ولم يأتوا فيه بثبت يعرف إلا ذلك،
                      قالت: فما قول على رضي الله عنه حين قام عليه كما يزعم أهل العراق؟
                      قال: سمعته يقول: صدق الله ورسوله،
                      قالت: هل سمعت منه أنه قال غير ذلك؟
                      قال: اللهم لا،
                      قالت: أجل، صدق الله ورسوله، يرحم الله علياً رضي الله عنه، إنه كان من كلامه لا يرى شيئاً يعجبه إلا قال: صدق الله ورسوله، فيذهب أهل العراق يكذبون عليه ويزيدون عليه في الحديث."

                      وأخرجه أبو يعلى والحاكم والبيهقي وليس عندهما "يرحم الله عليا... الخ" ورواه ابن عساكر والضياء المقدسي.
                      قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، إلا ذكر ذي الثدية فقد أخرجه مسلم بأسانيد كثيرة".
                      وسكت عنه الذهبي، وصححه ابن كثير، وإيراد ابن حجر الحديث في الفتح دون التعليق عليه مقتضٍ لتصحيحه أو تحسينه كما نص على ذلك بنفسه، وصححه الألباني أيضاً.
                      والظاهر أن الحديث حسن..."


                      فهذه الاحاديث التي أوردناها كلها دلائل تشير إلى ما سيفعله وما فعله الخوارج ولكن الامام علي سلام الله عليه لم يكن ليعاقبهم على ذنب لم يقترفوه يعلمه.


                      أما بالنسبة إلى مجيئ مسعر بن فدكي إلى النهروان فيبدوا ان السابعي عندما يتكلم عن قتل الخوارج لعبد الله بن الخباب يستخدم إسلوب التضليل. فهو في الفقرة السابقة ينقل لنا بأن الرافضين للتحكيم من البصرة جاؤوا ليلتحقوا بإخوانهم أهل النهروان.
                      أي لو أننا حللنا كلام السابعي هذا لوجدنا أنه يريدنا أن نصل إلى نتيجة معينة. ألا وهي أن خوارج النهروان لا علاقة تربطهم بخوارج البصرة الذين جاؤوا من تلقاء أنفسهم.. فخوارج البصرة , بحسب ما نفهمه من سياق ما ذكره السابعي, هم الذين لحقوا بأهل النهروان. أي أن كل شيئ فعله خوارج البصرة ليس له دخل بخوارج النهروان فالسابعي يريد أن يعطينا صورة ناصعة البياض عن أهل النهروان.
                      ولكن
                      حيث أنا ذكرنا أن كتاب السابعي غير مترابط الفصول فقد أحببنا أن نربط مقالاته ببعضها البعض كي نخرج منها بصورة أوضح مما أوضحه السابعي. ولهذا ننقل لكم قول السابعي: يقول السابعي في كتابه الخوارج والحقيقة الغائبة:
                      " حادثة مقتل عبدالله بن خباب:
                      سبق أن أهل النهروان كتبوا إلى إخوانهم من أهل البصرة يستنهضونهم للحاق بهم. وتتفق المصادر على أن أهل البصرة اجتمعوا في خمسمائة رجل أو ثلاثمائة وجعلوا عليهم مسعر بن فدكي التميمي ثم اتجهوا إلى النهروان."

                      فمسعر الفدكي ,إذا, حسب ما ذكره السابعي كان على نفس عقيدة الخوارج. ثم كيف علم مسعر بن فدكي بموقع الخوارج عند النهروان إذا لم يكن على إتصال دائم بهم؟
                      على كل:
                      تسلسل الاحداث التي أوردها السابعي يجعلنا نفكر بالسبب الذي من أجله توقف الامام علي سلام الله عليه عن المسير إلى أهل الشأم.

                      الخوارج كانوا قد قتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق. والسابعي لم ينكر حقيقة قتل مسعر بن فدكي لعبدالله بن الخباب – مع إختلاف في من قتله من خوارج البصرة-
                      فقتل عبد الله بن الخباب كان باكورة أفعال الخوراج. فإضافة إلى قتلهم عبد الله بن الخباب فإنهم قد قتلوا رسول علي سلام الله عليه ليستفسر عن ما سمعه من قتلهم عبد الله بن الخباب. ولهذا كان من الواجب إستئصال هذه الغدة قبل التوجه لقتال معاوية. ولو رجعنا إلى كلام الامام علي سلام الله عليه بأنه كان ينتظر حكم الله فيهم لعلمنا أن ما ذكره الامام علي سلام الله عليه قد حان أوانه.
                      وإرسال الامام علي سلام الله عليه الرسل إلى أهل النهروان لخير دليل على أن مسعر بن فدكي كان بينهم.
                      وقد أرسل الامام علي سلام الله عليه أكثر من رسول ليتأكد مما فعلوه الخوارج قبل أن يتوجه إليهم.
                      فالامام علي سلام الله عليه لم يكن ليترك إقامة حدود الله عز وجل لهذا أو لذاك. فما ذكره السابعي من أن الامام علي وبضغط من الأشعث رجع إلى قتال الخوارج هو قول باطل لعدة أسباب منها:
                      1- أنهم قطعـوا السبيل وسفكوا الدم واستحلوا أهل الذمة، وفي الاحاديث التي لم يذكرها السابعي بأنهم سفكوا الدم وقتلوا عبد الله بن الخباب
                      2- ان الخوارج بالتأكيد قتلوا عبد الله بن الخباب. فإقامة الحدود واجبة
                      3- الامام علي سلام الله عليه خاطبهم وألقى عليهم الحجة. فلو كان الامام علي سلام الله عليه يريد إستئصالهم لما خاطبهم وألقى عليهم الحجة.
                      4- الامام علي سلام الله عليه لم يبدأ الخوارج بقتال.
                      5- الإمام علي سلام الله عليه وضع رأية أمان من دخلها كان أمنا, ولم يجهز على جريحهم.

                      إضافة إلى الأسباب التي ذكرناها والتي توجب قتال أهل النهروان الخوارج فإننا نضيف سببا أخرا لقتال الخوارج ألا وهو خوف أهل الكوفة على عوائلهم من الخوارج إن هم ذهبوا لقتال أهل الشأم.

                      ولهذا فلو كان الامام علي سلام الله عليه يستمع لقول هذا أو ذاك في قتال الخوارج لما ضيع وقته في ناقشهم ولما وضع لهم راية أمان ولم يكن ليترك جريحهم.
                      فأفعال الامام علي سلام الله عليه كلها دلائل على تنفيذ الحكم الشرعي فيهم.

                      أما مسألة النقاش في مقتل عبد الله بن الخباب فسنذكرها في محلها إن شاء الله. وسنذكر بأحاديث صحيحة حسنها السابعي بأن الخوارج هم من قتل عبد الله بن الخباب. وبأنهم سفكوا الدم الحرام.


                      إلى هنا نكون قد إنتهينا من النقاش في
                      المبحث الاول
                      من
                      الفصل الاول
                      من
                      كتاب السابعي الخوارج والحقيقة الغائبة.



                      ويليه إن شاء الله المبحث الثاني وهو في الصحابة الذين كانوا مع أهل النهروان.

                      تعليق


                      • #26
                        هذه بعض الأجوبة بعد الموضوع

                        الاباضى عنوان المشاركة:
                        مرسل: السبت يوليو 10, 2004 9:05 pm
                        معلومات العضو مشترك في مجالس آل محمد إحصائيات العضو
                        اشترك في: الاثنين مايو 31, 2004 7:02 pm
                        مشاركات: 25
                        بسم الله الرحمن الرحيم


                        بحث لا باس به اخى المعتمد , و ليتك طرحته للنقاش فى سبلة العرب فالشيخ السابعى يكتب فيها على حد علمى

                        و لى ملحوظة حول قولك :إضافة إلى جميع ما ذكرناه من تحليلات بشأن شخصية أبو وائل شقيق بن سلمة واحاديثه التي تناقض بعضها بعضا. أحببنا أن نضيف إلى تلك القائمة الطويلة الحديث التالي الذي يحتج به الخوارج الاباضية في تبرئة أهل النهروان من الشرك والنفاق- الى قولك -. وشر البلية ما يضحك فنفي الشرك والنفاق عن الخوارج جاء من طريق أبو وائل شقيق بن سلمة أيضا. انتهى

                        و اقول :
                        الحديث روى من غير طريق ابى وائل
                        قال ابن ابى شيبة فى مصنفه , كتاب الجمل و صفين و الخوارج :
                        حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ثِنَا مُعْضِلُ بْنُ مُهَلْهِلٍ عَنْ الشَّيْبَانِيِّ عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ قَالَ : كُنْت عِنْدَ عَلِيٍّ ، فَسُئِلَ عَنْ أَهْلِ النَّهْرِ أَهُمْ مُشْرِكُونَ ؟ قَالَ : مِنْ الشِّرْكِ فَرُّوا ، قِيلَ : فَمُنَافِقُونَ هُمْ ؟ قَالَ : إنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إلَّا قَلِيلًا ، قِيلَ لَهُ : فَمَا هُمْ ؟ قَالَ : قَوْمٌ بَغَوْا عَلَيْنَا

                        قال ابو مسلم رحمه الله فى رائية المحكمة :
                        سمعناك تنفى شركهم ونفاقهم فأنت على أي الذنوب نكير

                        وما الناس إلا مؤمن أو منافق ومنهم جحود بالإله كفور

                        وقد قلت ما فيهم نفاق ولا بهم جحود وهذا الحكم منك شهير

                        فهل أوجب الإيمان سفك دمائهم وأنت بإحكام الدماء بصير



                        و ابو وائل ثقة و روايته اصح ما ورد فى هذا الباب

                        و كونه معارضا للحرب منذ بدايتها على التسليم بصحته لا يخدش توثيقه
                        و كونه قد شهد النهروان مع المحكمة لا يخدش توثيقه فالخوارج بشهادة اعدائهم ابعد الناس عن الوضع و الكذب
                        و قد وثقه اعداء الخوارج , و قد ذكر ابن ابى الحديد انه عاد الى على منيبا ..
                        و كونه كان من المرتدين على فرض صحته لا يخدش توثيقه فالاسلام يجب ما قبله .

                        تعليق


                        • #27
                          جوابنا عليه

                          سم الله الرحمن الرحيم
                          السلام عليكم

                          الاخ الاباضي
                          من مصلحة علماء الجرح والتعديل أن يقولوا بأن أبو وائل شقيق بن سلمة رجع عن رأيه. ولكن الدلائل تشير إلى عكس ذلك.
                          فهو كان مبغضا لعلي سلام الله عليه.

                          أضافة إلى ذلك فلم يرو أحد ما رواه أبو وائل بشأن القراء الذين جاؤوا إلى الامام علي سلام الله عليه طالبين منه إكمال القتال.
                          ونحن عندما شككنا في كلام أبو وائل شككنا فيه بعد أن بينا ضعف هذا الحديث وعدم ترابطه ببعضه البعض. وبعد أن بينا أن أبو وائل نقل كلام سهل بن حنيف بعد أن رجع الاخير من صفين أو بعد تحكيم الحكمان.
                          ولكن أبو وائل نقل الحادثة كما – يزعم – انها حدثت أمامه. وهذا من المستحيلات.

                          أما إرتداد أبو وائل بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم فقد يكون كما قلت أنت ولكن فعلته تلك تعطينا تحليلا لشخصية أبو وائل, فهو قد ارتد عن الاسلام في أول فرصة سنحت له.
                          وأنا أخالف من قال بأن عمره أنذاك كان 21 سنة بل أعتقد أن عمره كان 31 وما تصغير سنه أنذاك إلا لتضليل الناس بأنه كان صغير السن ولا يعاتب على إرتداده.

                          وكونه معارضا للحرب قبل بدايتها لا يخدش في وثاقته قد يكون صحيحا. ولكن فيه مصائب جمة لكم. فإذا كان أبو وائل من القراء, والقراء كانوا رافضين للحرب من بدايتها فاذا ما قيل عنهم بأنهم طلبوا التحكيم بعد رفع المصاحف هو صحيح. ولهذا فالخوارج هم من طلب من الامام علي سلام الله عليه إيقاف الحرب. وهذا الشيئ ينسف حجة الخوارج من اساسها. فالسابعي يقول بأنهم كانوا رافضين لإيقاف الحرب ولكن أبو وائل وهو من القراء يقول بعكس ذلك. وقد قرأت مقالا في السبلة العمانية تجده هنا:
                          قاهر الفتن
                          عضو نشيط جدا تاريخ التّسجيل: Apr 2003
                          الإقامة: أرض الله
                          المشاركات: 777

                          القراء يمنعون القتال بين علي و معاوية ! ( شهادة فخر )

                          السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ...

                          جميل أن ترى ( وتفخر بـ ) مواقف القراء الأنصار في زمن انتشرت في فتنة عظيمة حتى لا يكاد يعرف الحق من الباطل لدى كثير من الناس ... فان القراء قدموا أرواحهم رخيصة للدفاع عن الدين و خدمة الاسلام و نصرة الحق و التضحية في سبيل الله ... وان ما يميز القراء عن غيرهم هو حبهم المطلق لوحدة الاسلام ووحدة الصف و الكلمة ومحاولتهم كبح الفتن و دحرها على مر العصور ... دمتم لنا فخرا يا قراء ولعامة المسلمين ...

                          بقلم الأستاذ محمد رضا , أمين مكتبة جامعة القاهرة سابقا : ( ليس أباضيا )

                          القراء يمنعون القتال :
                          ثم تراسل الفريقان ( فريق علي و فريق معاوية ) شهر ربيع و جمادى الأولى و كلما زحف بعضهم الى بعض , حجز بينهم القراء و الصالحون فيفترقون من غير حرب حتى فزعوا في هذه الثلاثة أشهر خمسا و ثمانين فزعة كل ذلك يحجز بينهم القراء .

                          أي موقف أروع من هذا حين يقفون كما عهدهم رسول الله من قبل ناصرين للدين موحدين له محبين وحدة المسلمين مبغضين الفرقة و تشتت الشمل ... انهم منارة في حين غرق الناس في دياجر الظلام وغياهب الفتن الحالكة ... نعم القراء أنتم ... ونعم الأنصار أنتم !

                          فيه دلالة على ما نقول.

                          أما حديث أبو وائل "أمشركون هم قال من الشرك فروا" فأقول قولك صحيح في أن الحديث له طريق أخر.
                          والحديث يذكر أيضا في أهل الجمل.
                          ولو تمعنت في تحليلي للحديث لعلمت أن هذا الحديث لا يصح ابدا.
                          لان السؤال في مكان والجواب في مكان أخر
                          فالناس يسؤلون عن البغلة يوم النهروان. فلا ندري من أين جاءت المشركين ومن دزها في الحديث ثم أنظر إلى قول السائل فالمنافقون؟
                          فلو كان حديث السائل صحيحا فيجب أن يكون السؤال هل هم منافقون؟

                          إضافة إلى ما ذكرته من الابيات الشعرية فأحب أن أضيف أن الحديث المتواتر له قواعده والحديث المشهور له قواعده.
                          فحديث نفي الشرك عن الخوارج غير متواتر وغير مشهور.

                          أما بالنسبة لطرح الموضوع في السبلة العمانية فقد فتحت وصلتان في السبلة العمانية بشأن كتاب السابعي. فتدخل في الموضوع إبن البولندية محب العدل الشاذلي ولم يتدخل السابعي في الموضوع, وأنا أعلم تماما السبب الذي من أجله لم يتدخل السابعي. فدخوله في الموضوع سينسف كتاب السابعي من أساسه وسيكون وبالا عليه. ولهذا فقد أغلقوا المواضيع المختصة بالخوارج وطردوني.


                          أرجو أن تنتقد موضوعي هذا بشدة, وتبين لي الخطأ الوارد فيه.

                          وبإمكانك أن تطلب من السابعي أن يأتي إلى هنا ليناقش الموضوع.

                          والسلام عليكم

                          تعليق


                          • #28
                            الاباضى عنوان المشاركة:
                            مرسل: الاثنين يوليو 12, 2004 8:42 pm
                            معلومات العضو مشترك في مجالس آل محمد إحصائيات العضو
                            اشترك في: الاثنين مايو 31, 2004 7:02 pm
                            مشاركات: 25
                            اخى المعتمد

                            و عليكم السلام و رحمة الله

                            و انا لا احب الخوض فى هذه الفتن , و اقول كما قال علماؤنا :

                            فما مضى قبلك ولو بساعة ** فدعه البحث عنه ليس طاعة

                            و اعتقادى مع ذلك ان الامام على كرم الله وجهه من اعلم و افضل الصحابة , لكن قبوله للتحكيم زلة منه لانه لا يجوز تحكيم الرجال فى مسالة حكم فيها الله تعالى
                            فان قيل انه اضطر الى قبول التحكيم , فالاشكال هو انه لا يقول عاقل ان انصار التحكيم كانوا سيقتلون عليا لو رفض التحكيم فلم يتحقق الاكراه له على قبول التحكيم بل كان بوسعه عدم قبول التحكيم و اعتزال الامر كله فيخرج منه نقيا من ذنب كذنب قبول التحكيم فى مسالة حكم فيها الله تعالى

                            تعليق


                            • #29
                              بسم الله الرحمن الرحيم
                              السلام عليكم

                              الاخ الاباضي

                              عندما يقول لك إمامك أكمل القتال فتقول أنت له لا أريد أن أكمل القتال فما تظن ان الامام سيفعل؟

                              المشكلة يا عزيزي لا تكمن في التحكيم
                              بل في من طلب إيقاف الحرب.
                              بعد رفع المصاحف إنقسم جيش الامام علي سلام الله عليه إلى:
                              1- قسم يريد إكمال القتال
                              2- قسم يريد إيقاف الحرب
                              3- قسم يقول بأن الحرب أكلتهم

                              فإذا الاية الكريمة التي يستخدمها الاباضية في وجوب إكمال القتال حتى تفيئ الفرقة الباغية إلى أمر الله عز وجل لا يمكن أن تستخدم ها هنا. فقد أصبح لدينا أكثر من فرقة فأي تلك الفرق يجب قتالها وبمن؟

                              ثم إذا كان خوارج النهروان غير راضين بالتحكيم فلماذا لم نسمع منهم شيئا قبل التحكيم.

                              وانا يا أخ أباضي أقسم بالله العلي العظيم أن ما فعله الامام علي سلام الله عليه هو عين الصواب والحكمة.
                              ولو قرأت موضوعي بتمعن لعلمت أن هناك فتن قد حصلت أنذاك فما أن يسدوا خصما حتى يطلع عليهم خصم أخر لا يعرفون كيف يتعاملون معه. فالمشكلة يا عزيزي بدأت بمن طلب إيقاف الحرب وليس بمن رضي بالتحكيم.
                              ولا أدري كيف تحكم بأن قبول التحكيم كان زلة والامام علي أعلم أهل الطين والوبر بأحكام الدماء.
                              على كل حال جميع الادلة تشير إلى أن خوارج النهروان هم من طلب إيقاف القتال وأضافة إلى ذلك فإن أراءهم لم تكن متبلورة بعد. فمنهم من يريد إيقاف الحرب لسبب أو لأخر.
                              وقد نقلت لكم الموضوع المحذوف الذي ذكره قاهر الفتن في أن القراء هم من كان رافضا لبدء الحرب هذا مع العلم أن علمائكم يقولون بأن قتال معاوية كان واجبا. وهذا يعني أن ما فعله القراء كان باطلا.

                              ونحن لم نخض في هذا الموضوع لاننا نكره الاباضية لا والله بل لأنكم الذين بدأتم هذا النوع من النقاش وسبلتكم تشهد على ذلك.
                              ولم أرك يا أخ أباضي تقول شيئا في محب العدل الشاذلي وفي تعديه على أعراض المسلمين. فهل الحق عندكم أعور؟

                              تعليق


                              • #30
                                بسم الله الرحمن الرحيم
                                السلام عليكم

                                كتاب الخوارج والحقيقة الغائبة للسابعي تجدونه في هذه الوصلة
                                أختاروا وصلة كتب ومقالات
                                وستأخذكم الوصلة إلى بعض كتبهم على النت.
                                وبإمكانكم تنزيل كتاب السابعي الخوارج والحقيقة الغائبة من هناك
                                http://216.221.185.71/index2.html

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 09:44 PM
                                استجابة 1
                                10 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                                بواسطة ibrahim aly awaly
                                 
                                أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 07:21 AM
                                ردود 2
                                12 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                                بواسطة ibrahim aly awaly
                                 
                                يعمل...
                                X