إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الحكماء المتألهون.. صدر الدين محمد بن ابراهيم الشيرازي المعروف بصدر المتألهين

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحكماء المتألهون.. صدر الدين محمد بن ابراهيم الشيرازي المعروف بصدر المتألهين

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد

    صدر المتألّهين سيرته وحياته‏




    مستلة من كتاب تذكرة الاعيان لآية الله العظمى الشيخ جعفر السبحاني حفظه الله تعالى ص 291 وما بعدها.
    يقول سماحته:

    لا عتب على اليراع إن وقف عاجزاً عن الإِفاضة في تعريف شخصية فذّة وفيلسوف كبير يعدّ من نوابغ الدهر، من الذين يضنُّ بهم الدهر إلّا في فترات يسيرة، ألا وهو الفيلسوف الإِسلامي الكبير محمد بن إبراهيم الشيرازي المشهور بصدر المتألهين [اضغط هنا لترجمته] ، صاحب منهج الحكمة المتعالية في الفلسفة.

    نشأ فيلسوفنا الكبير في أجواء مشحونة بالعداء للفكر وأهله، ساد فيها الفكر الاخباري الذي كان يقود المجتمع نحو السذاجة والجمود.

    وقد كان له ولأُستاذه السيد الداماد [اضغط هنا لترجمته] سهم عظيم في كسر السدود والقيود التي كانت تكبّل العقول والأَلباب، ولذلك تعرّض إلى انتقاد مرّ أصبح هدفاً لسهام اللوم والتكفير، فها نحن نسلّط قبساً من النور على سيرته ليكون مناراً يُضيىَ الدرب لطلّاب الحقيقة.

  • #2
    ويضيف سماحة الشيخ السبحاني:

    هو صدر الدين محمد بن إبراهيم بن يحيى الشيرازي، ولد عام 979 هـ *.

    وكتب في الهامش تعليقا:
    * لم يذكر المترجمون تاريخ ولادته لكن استخرجناها ممّا ذكره هو في حاشية المشاعر الطبعة القديمة، ص 77 في مبحث اتحاد العاقل والمعقول عندما يقول: كل صورة إدراكية سواء كانت معقولة أو محسوسة فهي متّحدة الوجود مع وجود مدركها ببرهان فائض علينا من عند اللّه. فكتب في الهامش النص التالي: تاريخ هذه الإِفاضة كانت ظهيرة يوم الجمعة سابع جمادى الأولى لعام 1037 من الهجرة النبوية، وقد مضى من عمر المؤَلّف ثمان و خمسون سنة.
    فعند طرح 58 سنة من 1037 تكون سنة ولادته هو عام 979 هـ.

    ويستمر المؤلف بالقول:

    وكان والده إبراهيم بن يحيى المعروف بالقوامي أحد وزراء العهد الصفوي، وترعرع في بيت سادة العلم والوعي.
    يصفه السيد المدني في سلافته: بأنّه كان عالم أهل زمانه في الحكمة متقناً لجميع الفنون . [راجع كتاب سلافة العصر في أعيان أهل العصر] [السيّد علي خان المدني المعروف بابن معصوم اضغط هنا لترجمته]

    يقول صاحب الروضات: كان فائقاً على من تقدّمه من الحكماء الباذخين، والعلماء الراسخين إلى زمن مولانا نصير الدين الطوسي، منقّحاً أساس الإِشراق والمشاء بما لا مزيد عليه . [روضة الجنات: 4 ـ 120 برقم 356] [كتاب روضات الجنات في احوال العلماء والسادات تأليف العالم المتتبع الخبير السيد محمد باقر الخوانساري المتوفى ١٣١٣ ـ اضغط هنا لترجمته ]


    هذه الكلمات وما قيل في حقّه كلمات قاصرة عن تبيين مكانته، وألطف كلمة قيلت في حقّه ما نقل عن الحكيم المتألّه الشيخ محمد حسين الأصفهاني (1296 ـ 1361 هـ) أنّه قال:
    لو أعلم أحداً يفهم أسرار كتاب الاسفار لشددت إليه الرحال للتَّلْمذَة عليه وإن كان في أقصى الديار.



    الحكيم المتألّه الشيخ محمد حسين الغروي الأصفهاني المعروف بالكمباني [اضغط هنا لترجمته]

    وزاد عليه الشيخ المظفّر في مقدمته على هذه الكلمة: بأنّ أُستاذه يريد أن‏ يفتخر أنّه وحده بلغ درجة فهم إسراره، أو أنّه بلغ درجة من المعرفة أدرك فيها عجزه عن اكتناه مقاصده العالية
    .



    الشيخ محمد رضا المظفر [اضغط هنا لترجمته]

    وأضاف [الشيخ المظفر] : إنّي من المؤمنين بأنّ صدر المتألهين أحد أقطاب في الدورة الإِسلامية: هو والمعلم الثاني أبو نصر الفارابي (المتوفّى 339 هـ) والشيخ الرئيس ابن سينا (373 ـ 427 هـ) والمحقّق نصير الدين الطوسي (597 ـ 672 هـ) هؤلاء هم في الرعيل الأَوّل وهم الأصول للفلسفة، وصاحبنا خاتمتهم والشارح لآرائهم والمروّج لطريقتهم والأُستاذ الأَكبر لفنّهم.

    ولولا خوف المغالاة لقلت هو الأَوّل في الرتبة العلمية، لا سيما في المكاشفة والعرفان. [الاسفار: 1ـ 3، قسم التقديم.]

    أقول [الكلام للشيخ السبحاني] : هذه هي الكلمات التي ذكرها الأَساطين في ترجمة صدر المتألهين، والذي انكشف لي طول ممارستي لدراسة كتبه والإِمعان فيها أنّه كان يتميّز بأُمور، أوضحها:


    أوّلًا: إنّه لم يكن فيلسوفاً ناقلًا للَافكار بل كان محقّقاً لها، كاشفاً الشبهات عن وجهها، ومؤَسساً لأُصول كان لها دور عظيم في تحوّل الفلسفة الإِسلامية تحوّلًا جذرياً لها تأثير في المعارف والعقائد كما سيوافيك.

    ثانياً: إنّ أفكاره وكتبه صارت محوراً للدراسة والبحث في المعاهد العلمية ما يربو على ثلاثة قرون، وقد عكف على دراستها أساتذة الفلسفة دراسة وتمحيصاً.

    ثالثاً: إنّ من أعقبه من فطاحل الحكماء الذين يعدّون في الرعيل الأَوّل كلّهم عيال على فلسفته في أفكارهم وتحقيقاتهم، نظراء:

    المولى المحقّق ملّا محمد صادق الاردستاني (المتوفّى 1113 هـ).
    2 ـ المحقّق ملّا إسماعيل الخواجوي (المتوفّى 1137 هـ).
    3 ـ السيد محمد البيدآبادي (المتوفّى 1147 هـ).
    4 ـ الشيخ محمد رضا القمشئي (المتوفّى 1241 هـ).
    5 ـ الفيلسوف الكبير ملّا علي النوري (المتوفّى 1246 هـ).
    6 ـالمحقّق ملّا هادي السبزواري (1212 ـ 1289 هـ). [اضغط هنا لترجمته] و[هنا]
    7 ـ المدرس الكبير علي المدرس (1234 ـ 1307 هـ).
    8 ـ السيد أبو الحسن جلوة (1238 ـ 1314 هـ). [اضغط هنا لترجمته]


    إلى غير ذلك من كبار أساتذة الفلسفة الذين تخرّجوا على يد العلمين الأَخيرين أخيرهم لا آخرهم أُستاذنا الكبير السيد محمد حسين الطباطبائي (1321 ـ 1402 هـ)، الذي تتلمذ على السيد حسين البادكوبي (1293 ـ 1387 هـ) وهو من أبرز تلاميذ السيد أبو الحسن جلوة، فهؤَلاء هم الذين حملوا أفكار صدر المتألهين وقرّروها بأحسن ما يمكن ولا تجد هذه الميزات الثلاث عند أحد غيره.



    السيد محمد حسين الطباطبائي [اضغط هنا لترجمته]

    رابعاً: إنّه جمع بين ما عليه الإشراقيون من أنّه لا يصل الإِنسان إلى الحقائق إلّا عن طريق الرياضة والتصفية والشهود، وما عليه المشاءون من أنّ اقتناص الحقائق رهن الدراسة والتحقيق، فصار المؤَلف يجمع بين الأُسلوبين ويصرّ على أنّ الأَقيسة والمقدّمات المنطقية توصل الإِنسان إلى ما يوصله إليه تجريد النفس عن شهواتها ولذّاتها وتخلّصها من أدران الدنيا وأوساخها، فالسبيلان ينتهيان إلى هدف واحد، والفرق بينهما كالفرق بين من يسمع وصف الحلاوة وبين من يذوقها، ويندّد بمن يكرس اهتمامه على أحد دون الآخر، ويقول في هذا الصدد:
    ولا تشتغل بترَّهات عوام الصوفية من الجهلة، ولا تركن إلى أقاويل المتفلسفة جملة فإنّها فتنة مضلّة، وللأقدام عن جادة الصواب مزلّة وهم الذين إذا جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم وحاق بهم ما كانوا به يستهزءون، وقانا اللّه وإياك شرّ هاتين الطائفتين ولا جمع اللّه بيننا وبينهم طرفة عين أبداً.
    [الاسفار، المقدمة: 1ـ 12]


    ولأَجل أنّ الميزة الرابعة هي المهمة في الوقوف على ما بذله مؤَلفنا في هذا المضمار نتكلّم حولها بإسهاب، فنقول:

    صاغ صدر المتألهين أسساً جديدة في الفلسفة الإِسلامية ووضع حجر الزاوية لها وأسماها بالحكمة المتعالية، وصارت فيما بعد محوراً للدراسات الفلسفية في الجامعات العلمية فعكف عليها روّاد العلم وعشّاق الحقيقة
    .


    صبّ سيّدنا المؤَسس اهتمامه بتحليل المباحث الهامة وشرحها وعطف نظره إلى القواعد العامة الجارية في نظام الوجود من غير أن يختصّ بموجود دون آخر، فدقّق النظر فيها في بابها الخاص أعني الفن الأَعلى، كما إنّه بحث بحثاً وافياً في الالهيات وأتقنها أيّ إتقان.

    وقد استعان رحمه اللّه فيما أحدث من أُصول جديدة للفلسفة وفيما جاء من المنهج الجديد والتفكير الحديث، بما وصل إليه من الاغارقة الأَقدمين لا سيما أفلاطون وأرسطو ونظرائهما، وضمّ إلى تلك الانظار الجليلة ما استفاده من أساتذة الشرق وفلاسفتهم ممّا جادت بها قرائحهم ونشرتها أقلامهم، إلى منتصف القرن الحادي عشر الهجري.

    لا شكّ أنّه لاحظ وتأمّل فيما كتبه فطاحل المشائيين والإشراقيين، وما جاد به ذوق العرفاء الشامخين، فجاء مبدعاً خامره كثير من التجديد والابتكار، وأعانه في ذلك فطنته المتوقّدة وذكاؤه الملتهب.

    ومن إبداعاته أنّه جاء بنظام متكامل في المسائل الفلسفية، فقدّم ما حقّه التقديم وأخّر ما حقّه التأخير، فأصبحت المسائل الفلسفية، كالمسائل الرياضية في ترتيبها المنطقي.

    نهض بهذا العب‏ء الثقيل ولا نصير له سوى براعته وهمّته القعساء، وعقله الكبير، وقلبه البصير، ولذلك جاء مهبطاً للعلوم والمعارف، وصار بذلك بطلًا مقداماً في تلك الميادين.

    ولقد توفّق رحمه اللّه كلّ التوفيق في الجمع بين آراء أفلاطون (مؤَسّس مدرسة الإشراق) وتلميذه أرسطو (مبتكر منهج المشائين) وكان الأَوّل من المعلّمين داعياً إلى تهذيب النفس وتصفية الباطن، قائلًا بأنّ الطريق الوحيد إلى اقتناص شوارد الحقائق واكتشاف دقائق الكون هو هذا المنهج لا غير، وكان الثاني مخالفاً له في المنهج، قائلًا بأنّ الدليل للوصول إلى الحقائق المكنونة، والدقائق المجهولة، هو التفكير والاستدلال والبرهنة الصحيحة.

    ولم يزل التشاجر قائماً على قدم وساق بين العلمين وأتباعهما في اليونان والإسكندرية وأُوربا في القرون الوسطى، إلى أن سرى هذا الاختلاف إلى الفلاسفة الاسلاميين وهم بين مشّائي لا يقيم للِاشراق وزناً، وإشراقي لا يجنح إلى فلسفة المشاء.

    وقد قضى الحكيم الشيرازي على هذا التشاجر والنقاش الذي شغل بال العديد من فلاسفة الإغريق والمسلمين طوال هذه القرون فطوى بأفكاره وأُسلوبه، صفحة هذا الجدل العقيم، ومن كان له إلمام بأساسه الرصين يعرف كيف ختم هذا المبتكر الفذ تلك المشاجرات، وكيف ألغى بالأُصول المحرّرة تقابل المسلكين، وتضاربهما، بحيث لا يكاد يصحّ بعد هذه الأصول أن يعدّ أحدهما مقابلًا للآخر.

    وقصارى القول:
    إنّه قد حاز قصب السبق في ميدان الابتكار فجاء بأفكار عالية جديدة على عهده لا توجد في زبر الأَوّلين ولا في خواطر الآخرين، وضمّ إلى تلك الانظار نتائج جهود عظماء الفلسفة وخلاصة دروسهم العالية ومحاضراتهم القيّمة، ولباب مجاهداتهم طوال القرون الثمانية منذ ظهور الفلسفة في البيئات الإِسلامية إلى عصر المؤَسس
    .

    تعليق


    • #3
      مراحل أطوار حياته‏


      لقد طوى فيلسوفنا الفذ حياته في مراحل ثلاث: مرحلة تلقّي المعارف الإِلهية، ومرحلة تهذيب النفس وتزكيتها، ومرحلة التأليف والتصنيف.

      هذه هي المراحل التي اجتازها مترجمنا ويظهر ذلك من الامعان فيما كتبه في مقدمة الاسفار فإنّه (قدّس اللّه سرّه) لما كان يعتقد بأنّ تحصيل المعارف ليس رهن مدارستها فحسب بل إنّ تهذيب النفس سبيل آخر لتهيئة الإِنسان لِافاضة المعارف الإِلهية على قلبه فلذلك طوى المرحلتين، فلمّا اكتملت لديه أدوات المعرفة انصرف إلى التأليف والتصنيف وما وقف عليه عن طريق المدارسة وما أُفيض عليه من المعارف في قالب التأليف والتصنيف.
      ويشير إلى المرحلة الأُولى بقوله:

      ثمّ إنّي قد صرفت قوّتي في سالف الزمان منذ أوّل الحداثة والريعان، في الفلسفة الإِلهية، بمقدار ما أُوتيت من المقدور، وبلغ إليه قسطي من السعي الموفور، واقتفيت آثار الحكماء السابقين والفضلاء اللاحقين مقتبساً من نتائج خواطرهم وأنظارهم، مستفيداً من أبكار ضمائرهم وأسرارهم، وحصّلت ما وجدته في كتب اليونانيين والرؤساء المعلّمين تحصيلًا يختار اللباب من كل باب، ويجتاز عن التطويل والإِطناب، مجتنباً في ذلك طول الأَمل مع قصر العمل، معرضاً عن إسهاب الجدل مع اقتراب الساعة والأَجل، طلباً للجاه الوهميّ، وتشوّقاً إلى الترأس الخيالي، من غير أن يظفر من الحكمة بطائل أو يرجع البحث إلى حاصل. [الاسفار: 1ـ 4]

      ثمّ إنّه وقف في برهة من عمره على خطئه في هذه المرحلة مع أنّ هذه العلوم من دون أن تتزامن مع تهذيب النفس لا تسمن ولا تغني من جوع.

      يقول في حقّ نفسه:

      وإنّي لَاستغفر اللّه كثيراً ممّا ضيّعت شطراً من عمري في تتبّع آراء المتفلسفة والمجادلين من أهل الكلام وتدقيقاتهم وتعلّم جربزتهم في القول وتفنّنهم في البحث، حتى تبيّن لي آخر الأَمر بنور الايمان وتأييد اللّه المنّان أنّ قياسهم عقيم وصراطهم غير مستقيم . [الاسفار، المقدمة: 1ـ 11]

      يقول في معرض كلامه عن المرحلة الثانية بعد الشكوى من طائفة كانت تضمر له العداء يقول:


      فالجاني خمود الفطنة وجمود الطبيعة، لمعاداة الزمان وعدم مساعدة الدوران، إلى أن انزويت في بعض نواحي الديار واستترت بالخمول والانكسار منقطع الآمال، متوفّراً على فرضٍ أُوَدّية، وتفريطٍ في جنب اللّه أسعى في تلافيه، لا على درس أُلقيه، أو تأليف أتصرّف فيه إذ التصرّف في العلوم والصناعات وإفادة المباحث ودفع المعضلات، وتبيين المقاصد ورفع المشكلات ممّا يحتاج إلى تصفية الفكر، وتهذيب الخيال عمّا يوجب الملال والاختلال، واستقامة الأَوضاع والأَحوال مع فراغ البال، ومن أين يحصل للإِنسان مع هذه المكاره التي يسمع ويرى من أهل الزمان ويشاهد ممّا يكبّ عليه الناس في هذا الأَوان . [الاسفار، المقدمة: 1ـ 6]

      وفي معرض كلامه عن المرحلة الثالثة يقول:

      فلمّا بقيت على هذا الحال من الاستتار والانزواء والخمول والاعتزال، زماناً مديداً وأمداً بعيداً، اشتعلت نفسي لطول المجاهدات اشتعالًا نورياً، والتهب قلبي بكثرة الرياضات التهاباً قوياً ففاضت عليها أنوار الملكوت، وحلّت بها خبايا الجبروت، ولحقتها الإضواء الاحدية، وتداركتها الأَلطاف الإِلهية فاطّلعت على أسرار لم أكن أطّلع عليها إلى الآن، وانكشفت لي رموز لم تكن منكشفة هذا الانكشاف من البرهان إلى أن قال: فبلغ الكتاب أجله وأراد اللّه تقديمه وقد كان أجَّله فأظهره في الوقت الذي‏ قدّره وأبرزه على من له يسّره، فرأيت إخراجه من القوة إلى الفعل والتكميل، وإبرازه من الخفاء إلى الوجود والتحصيل، فأعملت فيه فكري، وجمعت على ضمّ شوارده أمري، وسألت اللّه تعالى أن يشدّ أزري ويحط بكرمه وزري، ويشرح لإِتمامه صدري، فنهضتْ عزيمتي بعد ما كانت قاعدة، وهبّت همّتي غبَّ ما كانت راكدة، واهتزّ الخامد من نشاطي، وتموّج الجامد من انبساطي، وقلتُ لنفسي: هذا أوان الاهتمام والشروع وذكر أُصول يستنبط منها الفروع، وتحلية الاسماع بجواهر المعاني الفائقة، وإبراز الحقّ في صورته المعجبة الرائقة، فصنّفت كتاباً إلهياً للسالكين المشتغلين بتحصيل الكمال، وأبرزت حكمة ربّانية للطالبين لَاسرار حضرة ذي الجمال والجلال . [الاسفار، المقدمة: 1 / 8 ـ 9]

      تعليق


      • #4
        تهجّده وعبادته‏

        يرى صدر المتألهين أنّ الإِشراق والإِلهام يعدّان من أدوات المعرفة وهما رهن تخلية النفس من كدر الذنوب ومساوىَ الاعمال والأَخلاق، وتحليتها بفضائل الاعمال والرياضات النفسية، فلا تعجب ممّا ذكر أصحاب التراجم أنّه حجّ سبع مرات مشياً على الاقدام.


        إخلاصه لأَئمّة أهل البيت عليهم السلام‏

        يعدّ الحكيم المؤَسّس أحد الموالين المخلصين لأَئمّة أهل البيت عليهم السَّلام، ويظهر إخلاصه في كلماته في كتاب الاسفار وغيرها من كتبه بوضوح، ولنذكر مقاطع من كلامه في المقام:

        يقول:

        إنّي أعلم يقيناً أنّه لا يمكن لأَحد أن يعبد اللّه كما هو أهله ومستحقّه، إلّا بتوسّط من له الاسم الأَعظم وهو الإِنسان الكامل خليفة اللّه في الخلافة الكبرى.

        ويقول في مقدمة الاسفار:

        فألقينا زمام أمرنا إلى اللّه وإلى رسوله النذير المنذر، فكلُّ ما بلغنا منه آمنّا به وصدّقناه، اقتدينا بهداه وانتهينا بنهيه، امتثالًا لقوله تعالى: وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ، حتى فتح اللّه على قلبنا ما فتح، فأفلح ببركة متابعته وأنجح. [الاسفار 1 ـ 12]

        ويقول أيضاً:

        إنّي أستعيذ ربّي الجليل في جميع أقوالي ومعتقداتي ومصنّفاتي، في كلّما يقدح في صحّة متابعة الشريعة التي أتانا بها سيّد المرسلين عليه وآله أجزل صلوات المصلّين، أو يشعر بوهن في العزيمة في الدين أو ضعف في التمسّك بحبل المتين . [رسالة العرشية: 69، طبعة أصفهان]

        ومن قرأ شرحه على كتاب الحجّة من أُصول الكافي يجده رحمه اللّه مفعماً بإخلاصه لأَئمّة أهل البيت وإيمانه بعصمتهم وطهارتهم وعلومهم ومقاماتهم الرفيعة، وها نحن نذكر لك شيئاً يسيراً ممّا ذكره في مستهلّ كتاب الحجة حيث يقول:
        الحمد للّه الذي اجتبى من صفوة عباده إصابة أهل الحقّ واليقين، المقتبسين أنوار الحكمة والدين من مشكاة النبوّة والولاية، وخصّهم من بين سائر الفرق بمزايا اللّطف والمنّة، وأفاض عليهم من نور هدايته ما كشف لهم به حقائق الملّة والشريعة وأسرار الكتاب والسنّة، واتّبعوا به سبيل حجج اللّه الناطقة، وبراهينه الساطعة من الذوات المقدّسة والنفوس المطهّرة الذين طهّرهم اللّه به عن نزعات الشياطين تطهيراً، ونوّر بواطنهم بأنوار الولاية والقرب تنويراً لهم‏ باقتفاء هذه الحجج والبراهين وأهل بيت النبوّة التي أتى بها سيّد الأَوّلين والآخرين وخاتم الأَنبياء والمرسلين محمّد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم اهتدوا إلى أسرار العلم واليقين، وأدركوا ببصائرهم أنوار الكتاب المستبين وأخبار الأَولياء المعصومين، وأطلقوا بضمائرهم على طرق التلفيق بين مقتضى الشرائع وموجبات العقول، وتحقّقوا أن لا معاندة بين الشرع المنقول والحقّ المعقول. [شرح أُصول الكافي: 438، كتاب الحجّة، الطبعة الحجرية]


        تمتّع صدر المتألّهين بحرّية التفكير ورفض التقليد في كلّ ما يكتب ويحرّر، فهو مع التزامه بالكتاب والسنّة وأن لا يخرج عنهما قيد شعرة لم يصدّه ذلك عن الحرية في التفكير وكسر قيود الجمود، وهو يصرّح بذلك تارة ويلوّح أُخرى.
        يقول:

        وأنشدك باللّه وملكوته وأهل رسالاته أن تترك عادة النفوس السفلية من الالف بما هو المشهور بين الجمهور، والتوحّش عمّا لم تسمعه من المشايخ والآباء وإن كان مبرهناً عليه بالحجّة البيضاء، فلا تكن ممّن ذمّهم اللّه على التقليد المحض في مواضع كثيرة من القرآن: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ ولا هُدىً ولا كِتابٍ مُنِيرٍ) .
        فإيّاك أن تجعل الشريعة الإِلهية وحقائق الملّة الحقيقة مقصورة على ما سمعته من معلّميك وأشياخك منذ أوّل إسلامك، فتجمد دائماً على عتبة بابك ومقامك غير مهاجر إلى ربِّك [العرشية: 200]

        وقال أيضاً في معرض كلامه عن ذمّ التقليد:

        وليعلم أنّ معرفة اللّه تعالى وعلم المعاد وعلم طريق الآخرة، ليس المراد بها الاعتقاد الذي تلقّاه العامي أو الفقيه وراثة وتلقّفاً، فإنّ المشعوف بالتقليد والمجمود على الصورة، لم ينفتح له‏ طريق الحقائق كما ينفتح للكرام الالهيين، ولا يتمثل له ما ينكشف للعارفين المستصغرين لعالم الصورة واللّذات المحسوسة، من معرفة خلّاق الخلائق وحقيقة الحقائق، ولا ما هو طريق تحرير الكلام والمجادلة في تحسين المرام، كما هو عادة المتكلّم، وليس أيضاً هو مجرّد البحث البحت كما هو دأب أهل النظر، وغاية أصحاب المباحثة والفكر فإنّ جميعها (ظُلُماتٌ بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ إِذا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَراها ومَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَما لَهُ مِنْ نُورٍ) بل ذلك نوع يقين هو ثمرة نور يُقذف في قلب المؤمن بسبب اتّصاله بعالم القدس والطهارة، وخلوصه بالمجاهدة عن الجهل والأَخلاق الذميمة . [الاسفار: المقدمة: 1ـ 11]

        يتبع بإذن الله تعالى...

        تعليق


        • #5
          تسجيل متابعة
          وفقك الله أيها الطيب

          تعليق


          • #6
            المشاركة الأصلية بواسطة السيد الكربلائي
            تسجيل متابعة
            وفقك الله أيها الطيب
            يشرفني متابعتكم مولانا وشكرا لكم

            تعليق


            • #7
              مؤَلّفاته‏
              إنّ من سبر كتب صدر المتألهين لا سيما الاسفار الأَربعة، يقف على أنّه تمتّع بموهبة كبيرة في مجال البيان وتبيين المعضلات وحلّ المشكلات بنحو لم يسبق إليه أحد من الحكماء، وأنت إذا قارنت كتب صدر المتألهين مع كتب الشيخ الرئيس لوجدت الفرق الواضح بينها في التقرير والعرض، ولا غرو في ذلك فإنّ صدر المتألهين تلميذ السيد الداماد الملقّب بأمير البيان، ولكن التلميذ حسب زعمي بلغ مدارج الرقي والكمال وبرع أكثر من أُستاذه، ولذلك نرى أنّ شيخنا المظفّر يقول في حقّه:

              بالغ في تصوير آرائه باختلاف العبارات والتكرار، حسبما أوتي من مقدرة بيانية، وحسبما يسعه موضوعه من أدائه بالأَلفاظ، وهو كاتب موهوب لعلّه لم نعهد له نظيراً في عصره وفي غير عصره، وإذا كان أُستاذه الجليل السيد الداماد أمير البيان، فإنّ تلميذه ناف عليه وكان أكثر منه براعة وتمكّناً من البيان السهل. [الاسفار: قسم التقديم: 1ـ 16]

              وقد ترك صدر المتألهين تراثاً علمياً في حقل الفلسفة والعرفان والتفسير وشرح الحديث ما يُنيفُ على 33 كتاباً وقد ذكر تفاصيلها وخصوصياتها سلسلة من الاعلام لا سيما الشيخ أبو عبد اللّه الزنجاني في أُطروحته المسمّاة «الفيلسوف الفارسي الكبير صدر المتألّهين» والعلّامة الشيخ المظفر (رضوان اللّه عليه) في تقديمه على الاسفار والعلّامة الشيخ عبد اللّه نعمة في فلاسفة الشيعة، غير أنّا نشير إلى ما هو المهم:



              الفيلسوف الفارسي الكبير (صدرالدين الشيرازي)
              الشيخ ابو عبدالله الزنجاني (اضغط هنا)

              الاسفار الأَربعة، وربما يطلق عليها: الحكمة المتعالية في الأَسفار العقلية، وهذا الكتاب هو المرجع لباقي مؤَلفاته لا سيما: كتابيه المبدأ والمعاد، والمشاعر، وقد طبع في إيران على الحجر في أربعة مجلّدات كبار سنة 1282 هـ يقع مجموعها في 926 صفحة بالقطع الكبير وعلى الأَجزاء الثلاثة تعاليق المحقّق السبزواري، والأَسفار جمع سفر بفتح السين والفاء ويراد منه السياحة الفعلية الأَربعة التي نوّه إليها في مقدّمة الكتاب وهي:
              الأَوّل: السفر من الخلق إلى الخلق
              .

              الثاني: السفر بالحقّ في الحقّ.
              الثالث: السفر من الحقّ إلى الخلق بالحقّ.
              الرابع: السفر بالحقّ في الخلق.
              وقد أُعيد طبعه بصف جديد في تسعة أجزاء عام 1384 هـ مزيّناً بتعليقات المحقّق السبزواري وأُستاذنا الكبير السيد محمد حسين الطباطبائي (1321 ـ 1402 هـ) وعليها تقديم بقلم الشيخ العلّامة محمد رضا المظفر.
              2 ـالمبدأ والمعاد، طبع عام 1314 هـ وهو في الفنّين: الربوبيات والمعاد، جمع فيه بين مسلكي أهل البحث والعرفان.
              3 ـ الشواهد الربوبية في المناهج السلوكية، لخّص فيه آراءه في المسائل الحكمية، طبع عام 1286 هـ.
              4 ـ المشاعر، طبع عام 1315 هـ وفيه حصيلة ما أسّسه من الأصول في الفلسفة.
              5 ـالحكمة العرشية على الطريقة العرفانية طبع مع المشاعر.
              6 ـ أسرار الآيات وأنوار البيّنات في معرفة أسرار آيات اللّه تعالى وصنائعه وحكمه على الطريقة العرفانية مع تطبيق الآيات القرآنية على أكثر بحوثه مرتبة على مقدمة وثلاثة أطراف كلّ طرف ذو مشاهد، الطرف الأَوّل في علم الربوبية، والثاني في أفعاله تعالى، والثالث في المعاد، طبعت في إيران مكرراً.
              7 ـ شرح الهداية الأَثيرية، نهج فيه منهج أهل الحديث تبعاً للمتن، طبع عام 1313 هـ.
              8 ـ شرح إلهيات الشفاء، نهج فيه منهج المتن، طبع بالقطع الكبير عام 1303 هـ مع إلهيات الشفاء في مجلّد واحد.
              9 ـ رسالة الحدوث، رسالة مبسوطة في مسألة حدوث العالم طبع عام 1302 هـ.
              10 ـ كتاب مفاتيح الغيب، طبع مع شرح أُصول الكافي...
              هذه هي الكتب المهمّة في مجال الفلسفة، وله رسائل أُخرى
              [11ـ] شرح أُصول‏ الكافي، وشرحه هذا طبع مرّتين، مرّة على القطع الرحلي بالطبع الحجري في جزءين يقع الجميع في 492 صفحة، وفرغ المؤَلف من الجزء الأَوّل عام 1044 هـ وانتهى فيه إلى باب الأَخذ بالسنّة.
              كما أنّه انتهى في الجزء الثاني إلى باب أنّ الأَئمّة ولاة أمر اللّه وخزنة علمه من كتاب الحجة.
              وفي الحقيقة لو طابقنا شرحه على الطبعة الحديثة من الكافي ينتهي الشرح إلى صفحة 210 من طبعة الغفاري (حفظه اللّه) .
              وقد طبع مع هذا الشرح كتابه الآخر «مفاتيح الغيب» كما تقدّم.
              وأُخرى ما قامت بطبعه مؤَسسة «مطالعات وتحقيقات إسلامي» فطبعته طبعة حديثة في أجزاء ونقل في ذيل كلّ جزء ما علّقه الحكيم النوري على الشرح، وقد حقّقه محمد الخواجوي عام 1370 هـ ش.

              تعليق


              • #8
                إلمامه بالرجال‏

                إنّ التوغّل في العلوم العقلية ومدارسة مسائلها طيلة الزمان يعوق الإِنسان عن الإِلمام بالعلوم النقلية إلّا من وفّقه اللّه تعالى للجمع بينهما، فحكيمنا المؤَسّس من هذه النخبة التي جمعت بين العلوم النقلية والعقلية، فهو في الوقت الذي يؤَلّف موسوعة كبيرة في الفلسفة، يقوم بشرح أُصول الكافي ولم يكتف بشرح المفاهيم، بل تعداه إلى دراسة أسانيد الحديث الرجالية بالتعديل والجرح وهذه موهبة كبيرة تمتّع بها المؤَلف وقلّما يتّفق أن يدرس حديثاً، إلّا ويدرس عنه سنده إتقاناً وضعفاً.

                تعليق


                • #9
                  مشايخه‏
                  إنّ كتب التراجم أهملت الكثير من تفاصيل حياته وسيرته ولم تذكر من أساتذته في مراحل صباه وشبابه إلّا شيئاً يسيراً، واتّفق الجميع على أنّه تخرج في العلوم النقلية على يد الشيخ بهاء الدين العاملي (953 ـ 1003 هـ) والعلوم العقلية على السيد المحقّق الداماد (المتوفّى 1040 هـ).
                  وقد أجازه شيخنا البهائي كما ذكره صدر المتألهين في شرح أُصول الكافي حيث قال:

                  حدّثني شيخي وأُستاذي ومن عليه في العلوم النقلية استنادي، عالم عصره وشيخ دهره بهاء الحق والدين محمد العاملي الحارثي الهمداني (نوّر اللّه قلبه بالانوار القدسية) [اضغط هنا لترجمته]

                  عن والده الماجد المكرّم وشيخه الممجّد المعظّم الشيخ الفاضل الكامل حسين بن عبد الصمد (أفاض اللّه على روحه الرحمة والرضوان وأسكنه دار الجنان) [اضغط هنا لترجمته]
                  عن الشيخ المعظّم المفخّم والمطاع، المؤَيّد المكرّم، عالي النسب سامي اللقب، المجدّد للمذهب علي بن عبد العال الكركي (قدّس اللّه سرّه) [اضغط هنا لترجمته]

                  عن الشيخ الورع الجليل علي بن هلال الجزائري،

                  عن الشيخ الفاضل القائد أحمد بن فهد الحلّي، [اضغط هنا لترجمته]

                  عن الشيخ علي بن الخازن الحائري،

                  عن الشيخ الفاضل والنحرير الكامل السعيد الشهيد محمد بن مكي (أعلى اللّه رتبته) [اضغط هنا لترجمته]
                  [شرح أُصول الكافي، الطبعة الحجرية، ص 16]

                  كما إنّه يذكر أُستاذه في العلوم العقلية بالنحو التالي ويقول:
                  أخبرني سيدي وسندي وأُستاذي واستنادي في المعالم الدينية، والعلوم الإِلهية، والمعارف الحقيقية، والأُصول اليقينية السيّد الأَجل الأَنور، العالم المقدّس الأَطهر، الحكيم‏ الإِلهي والفقيه الربّاني، سيّد عصره وصفوة دهره، الأَمير الكبير والبدر المنير، علّامة الزمان، أعجوبة الدوران المسمّى بمحمد الملقّب بباقر الداماد الحسيني قدّس اللّه عقله بالنور الربّاني،
                  [اضغط هنا لترجمته]

                  عن أُستاذه وخاله المكرّم المعظّم الشيخ عبد العال رحمه اللّه،

                  عن والده السامي المطاع، المشهور اسمه في الآفاق والأَصقاع الشيخ علي بن عبد العال،
                  مسنداً بالسند المذكور وغيره إلى الشيخ الشهيد محمد بن مكي قدَّس سرَّه، [اضغط هنا لترجمته]
                  عن جماعة من مشايخه منهم الشيخ عميد الدين عبد المطلب الحسيني،

                  والشيخ الأَجل الأَفضل فخر المحقّقين أبو طالب محمد الحلّي، [اضغط هنا لترجمته]

                  والمولى العلّامة قطب الدين الرازي،

                  عن الشيخ الأَجل العلّامة آية اللّه في أرضه جمال الملّة والدين أبي منصور الحسن بن مطهر الحلّي قدّس اللّه روحه، [اضغط هنا لترجمته]
                  عن شيخه المحقّق رئيس الفقهاء والأُصوليين نجم الملّة والدين أبي القاسم جعفر بن الحسن بن سعيد الحلّي، [اضغط هنا لترجمته]
                  عن السيد الجليل النسّابة فخار بن معد الموسوي، [اضغط هنا لترجمته]
                  عن شاذان بن جبرئيل القمّي، [اضغط هنا لترجمته]

                  عن أبي القاسم الطبري،
                  عن الشيخ الفقيه أبي علي الحسن، عن والده الأَجل الأَكمل شيخ الطائفة محمد بن حسن الطوسي نوّر اللّه مرقده، [اضغط هنا لترجمته]
                  عن الشيخ الأَعظم الأَكمل المفيد محمد بن محمد بن النعمان الحارثي سقى اللّه ثراه، [اضغط هنا لترجمته]
                  عن الشيخ الأَجل ثقة الإِسلام وقدوة الأَنام محمد بن علي بن بابويه القمي أعلى اللّه مقامه، [اضغط هنا لترجمته]
                  عن أبي القاسم جعفر بن قولويه، [اضغط هنا لترجمته]
                  عن الشيخ الجليل ثقة الإِسلام سند المحدثين أبي جعفر محمد بن يعقوب الكليني» [اضغط هنا لترجمته]
                  [شرح أُصول الكافي، الطبعة الحجرية، ص 16]

                  ومن أساتذته الآخرين الحكيم الإِلهي السيد أبو القاسم المعروف بالمير فندرسكي (970 ـ 1050) ابن ميرزا بيك بن الأَمير صدر الدين الموسوي الحسيني المعاصر للعلمين بهاء الدين العاملي، والمحقّق المير داماد.

                  تعليق


                  • #10
                    موضوع جديد,ومتاله جديد !

                    لكن الا تعتقد ايها الزميل ان ماجاء في الملونات اعلاه يتناقض مع ماجاء في الملونات ادناه:



                    المشاركة الأصلية بواسطة husaini4ever
                    نتوسع اليوم مع كمال الحيدري ,وادلته في اثبات نسبة قاعدة( بسيط الحقيقة كل الاشياء)الكفرية الى ابن عربي لا الى ملا صدرا كم انسبها هو لنفسه مدعيا انه لايعلم على وجه الارض منله علم بها!
                    يقول الحيدري في هامش ص229 من كتابه التوحيد

                    فتكون اسفار ملا صدرا مرتكزات برهانية لمقولات وافكار ابن عربي التي تثوي في الفصوص والفتوحات لعنه الله كاتبها وان ادعى ابن عربي انها باملاء الهي او انها اعطيت له من رسول الله !!
                    يواصل الحيدري كلامه فيقول




                    اذن فان اسفار ملا صدرا ماهي الا مدخل , او شروحات , لفصوص وفتوحات الزنديق ابن عربي الذي يقدسه ملا صدرا كما لايقدس غيره من بني البشر !
                    كما يفعل كل من ذكرت اسمائهم اعلاه حتى رؤا ان احدا لم يبلغ في الاسلام مابلغه ابن عربي عدا المعصومين والانبياء!!
                    رغم انهم لم يتواضعوا لهم او يشيدوا باحد منهم كما فعلوا بابن عربي !
                    ويزعمون ان احدا لم يستطع ان يكتب سطرا في الاسلام مما كتبه الزنديق ابن عربي !
                    لاالنبي
                    ولاامير المؤمنين
                    ولاغيره من المعصومين !!!
                    اما مكانة ابن عربي التي هي عندهم فوق منزلة البشر جميعا ماخلا الانبياء والمعصومين , فهي فوق منزلة الحوراء زينب ع مثلا...رغم انها (عالمة غير معلمة وفاهمة غير مفهمة)!!!
                    مثلا !!
                    فضلا عن كل اسماء الاعلام العظام من مدرسة اهل البيت عليهم السلام من النواب الاربعة الى اصحاب الكتب الاربعة واعاظم مشايخ الطائفة من هذه المدرسة المباركة التي انزلوها دون منزلة اتباع مدرسة مااسموه بزعمهم (الحكمة المتعالية)!!
                    كما يتضح من شهادة جوادي املي ....ابن عربي هو من (ارسى قواعده المعروفة)!!
                    وهذا اثبات مااسلفنا من ان عرفان هؤلاء ليس عرفان اهل البيت عليهم السلام !
                    كما ان توحيدهم ليس توحيد اهل البيت عليهم السلام !
                    فهل من مشفق على ضعفه من بطش نار جهنم ؟؟؟
                    هل من منصف ..؟؟؟
                    هل من موحد ؟؟؟
                    اعيدوا ايها الاكارم قراءة ماكتبه الحيدري اعلاه , مرارا وتكرارا !
                    لم يكتب بلغة فلسفية !
                    ولاهيروغليفية !
                    يمكنكم جميعا ان تفهموه !
                    الا هل بلغت ؟
                    اللهم فاشهد !
                    ...؟؟؟؟؟؟؟


                    فهذا عدد من اقطاب هذه المدرسة يرون ماصرحوا عنه ونقله الحيدري فماهو رايك وكيف نوفق بينهما ان امكن التوفيق؟؟

                    تعليق


                    • #11
                      نكمل بعون الله تعالى وفضله ومنته
                      تلامذته‏
                      وقد خرج على يديه نخبة من الأَكابر أشهرهم اثنان:

                      الأَوّل: صهره المحقّق الكبير والعالم النحرير محمد بن المرتضى المدعو بالمحسن الفيض الكاشاني (1007 1091 هـ) له آثار علمية كثيرة أشهرها: [اضغط لترجمته]

                      1- الصافي في تفسير القرآن الكريم،
                      2
                      - الوافي، جمع فيه أحاديث الكتب الأَربعة،
                      3- المحجّة البيضاء في إحياء الإحياء إلى غير ذلك من الآثار.

                      الثاني: الحكيم الإِلهي الكبير المولى عبد الرزاق اللاهيجي (المتوفّى 1070 هـ) مؤَلّف «الشوارق» ألّفه شرحاً على تجريد الاعتقاد للمحقّق الطوسي.
                      وقد ذكر من تلامذته القاضي سعيد القمي صاحب شرح «توحيد الصدوق» الذي هو من أنفس الكتب الحكمية والعرفانية ولكنّه من تلاميذ تلامذته، حيث تتلمذ على الفيض الكاشاني والشيخ المولى عبد الرزاق اللاهيجي، توفّي بقم عام 1103 هـ [ريحانة الأَدب: 4 ـ 413].

                      تعليق


                      • #12
                        وفاته‏
                        والمعروف أنّه توفّي بالبصرة عند سفره إلى الحجّ ولم يعلم أنّه توفّي عند ذهابه أو إيابه.
                        يقول السيد حسين البروجردي في نخبة المقال:
                        ثمّ ابن إبراهيم صدر الأَجل **في سفر الحجّ مريضاً ارتحل‏
                        قدوة أهل العلم والصفاء **يروي عن الداماد والبهائي‏

                        فكلمة «مريضاً» على الحساب الأَبجدي ينطبق على عام وفاته الذي هو عبارة عن: 1050 هـ.
                        ووفاته في البصرة وإن كانت مشهورة لكن صهره الشيخ عبد الرزاق اللاهيجي مؤَلّف الشوارق من أهل بيته وهو أدرى بما في البيت، حيث رثاه في قصيدة فارسية غرّاء ذكر فيها أنّه توفّي في النجف وقال في مطلعها:
                        زين هفت خوان كه پايه أو بر سر فناست ** در شش جهت به هر چه نظر ميكنى خطاست‏
                        بيچاره آن دلى كه ميكند تكيه بر سپهر** سر گشته آن سرى كه به بالين آسياست‏
                        إلى أن يقول:
                        در راه كعبه مرده وآسوده در نجف ** اى من فداى خاك تو اين مرتبت كراست‏
                        از راه كعبهت نجف آورد سوى خويش ** اين جذبه كار قوّت بازوى مرتضى است‏
                        اين هم اشاره‏اى است مبرّأ ز شك وريب ** آن را كه دل به كعبه تحقيق آشناست‏
                        يعني ميانه نجف وكعبه فرق نيست **آسوده باش ما ز خدا وخدا ز ماست
                        [ديوان الحكيم فياض اللاهيجي، ص 118 ـ 122 بتحقيق الدكتورة أميرة كريمي]

                        التالي
                        الخطوط العريضة لفلسفته‏
                        يتبع باذنه تعالى

                        تعليق


                        • #13
                          1- " لو بيك خير " اثبت ان قاعدة ( بسيط الحقيقة كل الاشياء ) كفر
                          و انتظرك منا لعشر سنوات

                          2- اين علي الدرويش ليرى تدليس من يمدحه .. فصاحبه يقول
                          نتوسع اليوم مع كمال الحيدري ,وادلته في اثبات نسبة قاعدة( بسيط الحقيقة كل الاشياء)الكفرية الى ابن عربي لا الى ملا صدرا كم انسبها هو لنفسه مدعيا انه لايعلم على وجه الارض منله علم بها!

                          و الكلام واضح .. و خلاصته ان السيد الحيدري يطرح ادلة تثبت ان اصل القاعدة لابن عربي
                          و تعال يا علي لنقرأ النص كاملاً و لنرى من يقول بنسبة القاعدة لابن عربي .. السيد الحيدري ام غيره .. و اكتفي بمقدمة النص الذي اقتبسه من تمدح علمه

                          بغياب الحركة النقدية العلمية الشاملة لمشروع صدر الدين الشيرازي الفلسفي تمتلئ الساحة على حدّ سواء بأتجاهات تبالغ بما حقّقه أو تجحف من خلال الحطّ من انجازه.
                          بأنتظار ولادة تلك الحركة التي تدرس فلسفة صدر المتألهين برؤية شاملة و تقيم الانجاز الصدرائي بصيغة متوازنة , نمر على شهادات خطيرة تلتقي في الدلالة بأجمعها على ان أبرز مرتكزات الحكمة المتعالية تثوي في كتابات الشيخ محي الدين بن عربي بالاخص كتابيه فصوص الحكم و الفتوحات المكية و ان كل ما يعود لصدر الدين الشيرازي هو تشييد الابنية البرهانية لمقولات الشيخ الاكبر و امهات افكاره, بحيث لم يكن كتاب الحكمة المتعالية إلا صيغة برهانية لمقولات ابن عربي و افكاره


                          الان يا علي الدرويش .. من القائل ان اصل القاعدة لأبن عربي السيد الحيدري كما يدعي من تمدح علمه ام شخص اخر ؟

                          قبح الله المدلسين

                          تعليق


                          • #14
                            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                            الاخوة من اتباع ومقلدي الشهيد المظلوم السيد محمد الصدر رضي الله عنه والسيد مقتدى الصدر وفقه الله لكل خير امثال :
                            الاخ السيد الكربلائي ونصير الغائب و مظلومة يا زهراء وغيرهم من اتباع السيد مقتدى الصدر وفقهم الله لكل خير
                            تحية طيبة
                            ارجوكم وبالله عليكم وبحبكم لمحمد وال محمد
                            استحلفكم بالسيد محمد الصدر وبكل المقدسات والعقائد الغيبية والايمانية التي تؤمنون بها وتعتقدون بها
                            ارجوكم
                            ارجوكم
                            عليكم باحترام الناس واللياقة الفكرية والثقافية مع الناس فوالله لم اجد منكم الا الحدة والغلظة وعدم الطرف المقابل والشتم والسب
                            فالى متى تظلون هكذا ؟؟؟؟
                            متى ترجعون الى الاسلام واخلاقه ؟؟؟؟
                            المسلم من سلم الناس من لسانه ويده فوالله العلي العظيم لم يسلم منكم احد خالفكم
                            لا اعلم كم مرة شتمتموني وسببتموني!!!
                            متى تمتلكون الاخلاق الاسلامية ؟؟؟؟
                            هل عندكم ذرة من الاخلاق لاحترام الناس في هذا المنتدى الذي جعلتموه مهزله لكل العالم
                            ؟؟

                            تعليق


                            • #15
                              الاخ حسيني للابد
                              انت عالم من العلماء
                              انت عبقري من العباقرة
                              والله اني من محبيك وعاشقيك
                              انت انسان مبدع وفخر لكل مسلم والله والله والله

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 09:44 PM
                              استجابة 1
                              10 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                              بواسطة ibrahim aly awaly
                               
                              أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 07:21 AM
                              ردود 2
                              12 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                              بواسطة ibrahim aly awaly
                               
                              يعمل...
                              X