إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

فاطمة بضعة مني يريبني ما يربها ويؤذيني ما يؤذيها

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فاطمة بضعة مني يريبني ما يربها ويؤذيني ما يؤذيها

    روى الامام الترمذي


    حدثنا ‏ ‏أحمد بن منيع ‏ ‏حدثنا ‏ ‏إسمعيل ابن علية ‏ ‏عن ‏ ‏أيوب ‏ ‏عن ‏ ‏ابن أبي مليكة ‏ ‏عن ‏ ‏عبد الله بن الزبير ‏
    أن ‏ ‏عليا ‏ ‏ذكر بنت ‏ ‏أبي جهل ‏ ‏فبلغ ذلك النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقال ‏ ‏إنما ‏ ‏فاطمة ‏ ‏ بضعة ‏ ‏ مني يؤذيني ما آذاها ‏ ‏وينصبني ما أنصبها


    وقال البخاري

    حدثنا ‏ ‏أبو اليمان ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏شعيب ‏ ‏عن ‏ ‏الزهري ‏ ‏قال حدثني ‏ ‏علي بن حسين ‏ ‏أن ‏ ‏المسور بن مخرمة ‏ ‏قال ‏
    إن ‏ ‏عليا ‏ ‏خطب ‏ ‏بنت ‏ ‏أبي جهل ‏ ‏فسمعت بذلك ‏ ‏فاطمة ‏ ‏فأتت رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقالت يزعم قومك أنك لا تغضب لبناتك وهذا ‏ ‏علي ‏ ‏ناكح بنت ‏ ‏أبي جهل ‏ ‏فقام رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فسمعته حين تشهد يقول ‏ ‏أما بعد أنكحت ‏ ‏أبا العاص بن الربيع ‏ ‏فحدثني وصدقني وإن ‏ ‏فاطمة ‏ ‏ بضعة مني وإني أكره أن يسوءها والله لا تجتمع بنت رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏وبنت عدو الله عند رجل واحد فترك ‏ ‏علي ‏ ‏الخطبة


    وروى الامام احمد في مسنده

    حدثنا ‏ ‏إسماعيل بن إبراهيم ‏ ‏قال أخبرنا ‏ ‏أيوب ‏ ‏عن ‏ ‏عبد الله بن أبي مليكة ‏ ‏عن ‏ ‏عبد الله بن الزبير ‏
    أن ‏ ‏عليا ‏ ‏ذكر ‏ ‏ابنة أبي جهل ‏ ‏فبلغ ذلك النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقال ‏ ‏إنما ‏ ‏فاطمة ‏ ‏ بضعة ‏ ‏ مني يؤذيني ما آذاها ‏ ‏وينصبني ما أنصبها



    من هذه الاحاديث نستنتج ان ليس كل من يغضب فاطمة رضي الله عنها بالضرورة يكون مخطئا فهذا علي رضي الله عنه لم يكن مخطئا في خطبته لابنة ابو جهل ,...... ام انه مخطئ ؟؟؟؟



    ولا يستطيع شيعي ان ياتي وينكر هذه الاحاديث بحجة انها وردت في كتبنا لانه حينها سينكر ويرد فضيلة لفاطمة رضي الله عنها وهي عندكم اجل من ان تنكر او تجحد فضائلها

  • #2
    المشاركة الأصلية بواسطة القادسية
    روى الامام الترمذي
    حدثنا ‏ ‏أحمد بن منيع ‏ ‏حدثنا ‏ ‏إسمعيل ابن علية ‏ ‏عن ‏ ‏أيوب ‏ ‏عن ‏ ‏ابن أبي مليكة ‏ ‏عن ‏ ‏عبد الله بن الزبير ‏
    أن ‏ ‏عليا ‏ ‏ذكر بنت ‏ ‏أبي جهل ‏ ‏فبلغ ذلك النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقال ‏ ‏إنما ‏ ‏فاطمة ‏ ‏ بضعة ‏ ‏ مني يؤذيني ما آذاها ‏ ‏وينصبني ما أنصبها
    وقال البخاري
    حدثنا ‏ ‏أبو اليمان ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏شعيب ‏ ‏عن ‏ ‏الزهري ‏ ‏قال حدثني ‏ ‏علي بن حسين ‏ ‏أن ‏ ‏المسور بن مخرمة ‏ ‏قال ‏
    إن ‏ ‏عليا ‏ ‏خطب ‏ ‏بنت ‏ ‏أبي جهل ‏ ‏فسمعت بذلك ‏ ‏فاطمة ‏ ‏فأتت رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقالت يزعم قومك أنك لا تغضب لبناتك وهذا ‏ ‏علي ‏ ‏ناكح بنت ‏ ‏أبي جهل ‏ ‏فقام رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فسمعته حين تشهد يقول ‏ ‏أما بعد أنكحت ‏ ‏أبا العاص بن الربيع ‏ ‏فحدثني وصدقني وإن ‏ ‏فاطمة ‏ ‏ بضعة مني وإني أكره أن يسوءها والله لا تجتمع بنت رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏وبنت عدو الله عند رجل واحد فترك ‏ ‏علي ‏ ‏الخطبة
    وروى الامام احمد في مسنده
    حدثنا ‏ ‏إسماعيل بن إبراهيم ‏ ‏قال أخبرنا ‏ ‏أيوب ‏ ‏عن ‏ ‏عبد الله بن أبي مليكة ‏ ‏عن ‏ ‏عبد الله بن الزبير ‏
    أن ‏ ‏عليا ‏ ‏ذكر ‏ ‏ابنة أبي جهل ‏ ‏فبلغ ذلك النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقال ‏ ‏إنما ‏ ‏فاطمة ‏ ‏ بضعة ‏ ‏ مني يؤذيني ما آذاها ‏ ‏وينصبني ما أنصبها
    من هذه الاحاديث نستنتج ان ليس كل من يغضب فاطمة رضي الله عنها بالضرورة يكون مخطئا فهذا علي رضي الله عنه لم يكن مخطئا في خطبته لابنة ابو جهل ,...... ام انه مخطئ ؟؟؟؟
    ولا يستطيع شيعي ان ياتي وينكر هذه الاحاديث بحجة انها وردت في كتبنا لانه حينها سينكر ويرد فضيلة لفاطمة رضي الله عنها وهي عندكم اجل من ان تنكر او تجحد فضائلها

    والله لقد ( كذب ) البخارى إن قال ذلك ؟!

    فما علاقة قول الحديث بسبب قوله .. أهذا هو السبب !!

    ألهذه الدرجة تكذبون على رسول الله ووصيه وهارونه صلى الله عليهما وآلهما وسلم .

    أيُصدّق أحد أن من يتزوج ريحانة الرسول ( يُفكِر ) أن يتزوج غيرها ؟!

    فإنا لله وإنا إليه راجعون .

    تعليق


    • #3
      المشاركة الأصلية بواسطة رسالة من الله

      والله لقد ( كذب ) البخارى إن قال ذلك ؟!

      فما علاقة قول الحديث بسبب قوله .. أهذا هو السبب !!

      ألهذه الدرجة تكذبون على رسول الله ووصيه وهارونه صلى الله عليهما وآلهما وسلم .

      أيُصدّق أحد أن من يتزوج ريحانة الرسول ( يُفكِر ) أن يتزوج غيرها ؟!

      فإنا لله وإنا إليه راجعون .
      تقصد ان البخاري كذب عندما قال بان الرسول صلى الله عليه وسلم قال فاطمة بضعة مني ...... الحديث

      تعليق


      • #4
        يا هذا , عندنا أحاديث عديدة ذكرت في كتب عدة :

        عن إسماعيل بن سهل الكاتب ، عن أبي طالب الغنوي ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : حرم الله عزوجل على علي النساء مادامت فاطمة حية ، قلت : وكيف ؟ قال : لانها طاهرة لا تحيض .
        بيان : هذا التعليل يحتمل وجهين : الاول أن يكون المراد أنها لما كانت لا تحيض حتى يكون له عليه السلام عذر في مباشرة غيرها ، فلذا حرم الله عليه غيرها رعاية لحرمتها .
        الثاني أن يكون المعنى أن جلالتها منعت من ذلك وعبر عن ذلك ببعض ما يلزمه من الصفات التي اختصت بها .
        13 - قب : سئل عالم فقيل : إن الله تعالى قد أنزل هل أتى في أهل البيت وليس شئ من نعيم الجنة إلا وذكر فيه إلا الحور العين ، قال : ذلك إجلالا لفاطمة عليها السلام .


        و التشريع بيد الله عز و جل .

        تعليق


        • #5
          طيب هل كان علي رضي الله عنه يعلم بهذا الحظر قبل ان يغضب فاطمة رضي الله عنها

          تعليق


          • #6
            أوهل أقدم على ذلك أم أنه من المكذوبات عليه ؟

            راجع هذا الكتاب تغتنم

            http://www.aqaed.com/shialib/books/a...le6/index.html


            http://www.al-shia.com/html/ara/book.../k-index6.html

            تعليق


            • #7
              أوهل أقدم على ذلك أم أنه من المكذوبات عليه ؟


              هل تقصد بان الرسول صلى الله عيله وسلم لم يقل فاطمة بضعة مني ...... الحديث ؟؟؟

              تعليق


              • #8
                إن كنت فتحت الرابط لعرفت ما أرمي إليه بالتكذيب , أقصد خطبة أميرالمؤمنين عليا عليه السلام , بنت أبي جهل لعنة الله عليه , في حياة فاطمة الزهرآء سلام الله عليها أي قبل إستشهادها .

                تعليق


                • #9
                  - تنزيه الأنبياء- الشريف المرتضى ص 218 :
                  في كذب الخبر بأنه خطب بنت أبي جهل . ( مسألة : ) فإن قيل اليس قد روي ان أمير المؤمنين عليه السلام خطب بنت أبي جهل بن هشام في حياة الرسول صلى الله عليه وآله حتى بلغ ذلك فاطمة عليها السلام وشكته إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقام على المنبر قائلا ان عليا آذاني بخطب بنت أبي جهل بن هشام ليجمع بينها وبين ابنتي فاطمة ، ولن يستقيم الجمع بين بنت ولي الله وبين بنت عدوه . أما / صفحة 219 / علمتم معشر الناس أن من آذى فاطمة فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله تعالى ، فما الوجه في ذلك ؟ ( الجواب ) : قلنا هذا خبر باطل موضوع غير معروف ولا ثابت عند أهل النقل ، وانما ذكره الكرابيسي ( 1 ) طاعنا به أمير المؤمنين صلوات الله عليه وآله ، ومعارضا بذكره لبعض ما يذكره شيعته من الاخبار في اعدائه ، وهيهات أن يشبه الحق بالباطل ، ولو لم يكن في ضعفه إلا رواية الكرابيسي له واعتماده عليه ، وهو من العداوة لاهل البيت عليهم السلام والمناصبة لهم والازراء على فضائلهم ومآثرهم على ما هو مشهور ، لكفى على أن هذا الخبر قد تضمن ما يشهد ببطلانه ويقتضى على كذبه من حيث ادعى فيه أن النبي ذم هذا الفعل وخطب بإنكاره على المنابر . ومعلوم أن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لو كان فعل ذلك على ما حكى ، لما كان فاعلا لمحظور في الشريعة ، لان نكاح الاربع حلال على لسان نبينا محمد صلى الله عليه وآله . والمباح لا ينكره الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ويصرح بذمه ، وبأنه متأذبه ، وقد رفعه الله عن هذه المنزلة واعلاه عن كل منقصة ومذمة . ولو كان عليه السلام نافرا من الجمع بين بنته وبين غيرها بالطباع التي تنفر من الحسن والقبيح ، لما جاز أن ينكره بلسانه ، ثم ما جاز أن يبالغ في الانكار ويعلن به على المنابر وفوق رؤوس الاشهاد ، ولو بلغ من إيلامه لقلبه كل مبلغ . فما هو اختص به ( عليه السلام ) من الحلم والكظم ، ووصفه الله بأنه من جميل الاخلاق وكريم الآداب ينافي ذلك ويحيله ويمنع من اضافته إليه وتصديقه عليه . وأكثر ما يفعله مثله ( عليه السلام ) في هذا الامر إذا ثقل على قلبه ان يعاتب عليه سرا ويتكلم في العدول عنه خفيا على وجه جميل وبقول لطيف . وهذا المأمون الذي لا قياس بينه وبين الرسول ( صلى الله عليه * ( هامش ) * ( 1 ) الكرابيسي : أبو علي ، الحسين بن علي ، محدث ، فقيه ، أصولي ، متكلم ، من أهل بغداد ، صحب الشافعي ، له تصانيف كثيرة في أصول الفقه وفروعه ، والجرح والتعديل . ( * ) / صفحة 220 / وآله ) . وقد انكح أبا جعفر محمد بن علي عليهما السلام بنته ونقلها معه إلى مدينة الرسول ( صلى الله عليه وآله ) لما ورد كتابها عليه تذكر أنه قد تزوج عليها أو تسرى ، يقول مجيبا لها ومنكرا عليها : إنا ما انكحناه لنحظر عليه ما أباحه الله له ، والمأمون أولى بالامتعاض من غيرة بنته ، وحاله أجمل للمنع من هذا الباب والانكار له . فوالله ان الطعن على النبي صلى الله عليه وآله بما تضمنه هذا الخبر الخبيث ، أعظم من الطعن على أمير المؤمنين عليه السلام . وما صنع هذا الخبر إلا ملحد قاصد للطعن عليهما ، أو ناصب معاند لا يبالي ان يشفي غيظه بما يرجع على أصوله بالقدح والهدم ، على أنه لا خلاف بين أهل النقل أن الله تعالى هو الذي اختار أمير المؤمنين عليه السلام لنكاح سيدة النساء صلوات الله وسلامه عليها ، وأن النبي ( صلى الله عليه وآله ) رد عنها جلة أصحابه وقد خطبوها وقال " صلى الله عليه وآله " : اني لم أزوج فاطمة عليا ( عليه السلام ) حتى زوجها الله إياه في سمائه ، ونحن نعلم أن الله سبحانه لا يختار لها من بين الخلائق من غيرها ويؤذيها ويغمها ، فإن ذلك من أدل دليل على كذب الراوي لهذا الخبر . وبعد ، فإن الشئ إنما يحمل على نضائره ويلحق بأمثاله ، وقد علم كل من سمع الاخبار أنه لم يعهد من أمير المؤمنين ( عليه السلام ) خلاف على الرسول ، ولا كان قط بحيث يكره على اختلاف الاحوال وتقلب الازمان وطول الصحبة ، ولا عاتبه ( عليه السلام ) على شئ من أفعاله ، مع أن أحدا من اصحابه لم يخل من عتاب على هفوة ونكير لاجل زلة ، فكيف خرق بهذا الفعل عادته وفارق سجيته وسنته لولا تخرص الاعداء وتعديهم . وبعد ، فأين كان أعداؤه ( عليه السلام ) من بني أمية وشيعتهم عن هذه الفرصة المنهزة ؟ وكيف لم يجعلوها عنوانا لما يتخرصونه من العيوب والقروف ؟ وكيف تحملوا الكذب وعدلوا عن الحق وفى علمنا بأن أحدا من الاعداء متقدما لم يذكر ذلك دليل على أنه باطل موضوع ؟ .

                  تعليق


                  • #10
                    اكذوبة النواصب يفضحها الميلاني في كتابه هنا

                    http://www.rafed.net/articles/7/01.html

                    واجزم ان هذا الوهابي لم ولن يقرا

                    حاله حال المودة في القربى اخزاه الله

                    وعليه سانسخ ما جيئ فيه
                    ليقراه كل اعمى بصر وبصيره
                    الجزء الاول

                    من الاحاديث الموضوعة
                    (3)




                    حديثُ خِطبة عليّ بنت أبي جهل

                    السيد علي الحسيني الميلاني








                    --------------------------------------------------------------------------------


                    بسم الله الرحمن الرحيم


                    الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين ، ولعنة الله على أعدائهم أجمعين من الاولين والاخرين .
                    وبعد ..
                    فإن السنة النبوية وأخبار الرسول الكريم وأصحابه ، وحوادث صدر الاسلام .. المنعكسة في كتب الحديث والتواريخ والسير ... بحاجة ماسة إلى التحقيق والتمحيص والدراسة العميقة الدقيقة .. لِما لها من الاهمية الفائقة في حياتنا العقائدية والعملية تحقيقا وتمحيصا بعيدا عن الاغراض والتعصبات والاهواء والانحيازات ... وهذه هي أولى الخطوات الواجب اتخاذها في سبيل خدمة تراثنا ، وإحيائه ونشره ...
                    لقد ولت عصور التعصب ، وتفتحت العيون ، وتنورت الافكار ، وتوفرت الامكانيات ، وانتشرت الكتب ... فلا يسعنا . التهاون في هذا الواجب ثم إلقاء عبء القيام به على الآخرين ، أو القول بصحة كل ما جاء في هذا الكتاب أوذاك من كتب الاقدمين ...
                    صحيح أن المتحدثين لم يدونوا جميع ما رووه ووعوه ، بل أودعوا في « المصنفات »


                    --------------------------------------------------------------------------------

                    ( 2 )

                    و« الصحاح » و« السنن » و« المسانيد » و« المعاجم » .. ما توصلوا باجتهادهم إلى ثبوته ونقحوه وصححوه ... لكن ذلك لا يغنينا عن النظر في أحاديثهم ، ولا يكون عذرا لنا ما دمنا غير مقلدين لهم في آرائهم ...
                    وحديث خطبة أمير المؤمنين عليه السلام ابنة ابي جهل على حياة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعنده الزهراء الطاهرة سلام الله عليها من أوضح الشواهد وأتم المصاديق لما ذكرنا ...
                    لقد راجعنا هذا الحديث المتعلق بالنبي والامام والزهراء ... في جميع مظانه ، ولاحظنا أسانيده ومتونه ، فتدبرنا في أحوال رواته على ضوء كلمات أعلام الجرح والتعديل ، وأمعنا النظر في مدلوله على أساس القواعد المقررة في كتب علوم الحديث .. وبالاستناد إلى ما ذكره المحققون من شراح الاخبار .. فوجدناه حديثا موضوعا ، وقضية مختلقة ، وحكاية مفتعلة ... يقصد من ورائه التنقيص من النبي في الدرجة الأولى ، ثم من علي والصديقة الكبرى ...
                    إنه حديث اتفقوا على إخراجه في الكتب ... لكنه مما يجب إخراجه من السنة !!
                    هذه نتيجة التحقيق الذي قمت به حول هذا الحديث الذي لم أقف على من بحث حوله كما بحثت ، وما توفيقي إلا بالله وعليه توكلت .... وإليك التفصيل :


                    --------------------------------------------------------------------------------

                    ( 3 )


                    مخرجو الحديث واسانيده

                    قد أشرنا إلى أن الحديث متفق عليه . لكن لا بين البخاري ومسلم فحسب ، بل بين أرباب الكتب الستة كلهم .. واخرجه أيضا أصحاب المسانيد والسنن .. وغيرهم ، ممن تقدم عليهم وتأخر عنهم .. الا القليل منهم .
                    رنحن نستعرض أولا ما ورد في أهم الكتب الموصوفة بالصحة عندهم ثم ما أخرجه الحاكم في المستدرك على الصحيحين ، ثم نتبعه بما رواه الآخرون .

                    رواية البخاري :
                    أخرج البخاري هذا الحديث في غير موضع من كتابه :
                    1 ـ فقد جاء في كتاب الخمس : « حدثنا سعيد بن محمد الجرمي ، حدثنا يعقوب ابن إبراهيم ، حدثنا أبي ، أن الوليد بن كثير حدثه ، عن محمد بن عمرو بن حلحلة الديلي ، حدثه أن ابن شهاب حدثه : أن علي بن حسين حدثه : أنهم حين قدموا المدينة من عند يزيد بن معاوية مقتل حسين بن علي رحمة الله عليه لقيه المسور بن مخرمة فقال له : هل لك إلي من حاجة تأمرني بها ؟ فقلت له : لا . فقال : فهل أنت معطي سيف رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم ؟ فإني أخاف أن يغلبك القوم عليه ؟ وأيم الله لئن أعطيتنيه لا يخلص إليهم أبدا حتى تبلغ نفسي .
                    إن علي بن أبي طالب خطب ابنة أبي جهل على فاطمة عليها السلام فسمعت رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم يخطب الناس في ذلك على منبره هذا ـ وأنا يومئذ محتلم ـ فقال : إن فاطمة مني ، وأنا أتخوف أن تفتن في دينها . ثم ذكر صهرا له من بني عبد شمس ، فأثنى عليه في مصاهرته إياه ، قال : حدثني فصدقني ، ووعدني فوفى لي ، وإني لست أحرم حلالا ولا أحل حراما ، ولكن ـ والله ـ لا تجتمع بنت رسول الله وبنت


                    --------------------------------------------------------------------------------

                    ( 4 )
                    عدو الله ابدا » (1) .
                    2 ـ وجاء في كتاب النكاح : « حدثنا قتيبة ، حدثنا الليث ، عن ابن أبي مليكة عن المسور بن مخرمة ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم يقول ـ وهو على المنبر ـ : إن بني هشام بن المغيرة استأذنوا في أن ينكحوا ابنتهم علي بن أبي طالب . فلا آذن ثم لا آذن ثم لا آذن . إلا أن يريد ابن أبي طالب أن يطلق ابنتي وينكح ابنتهم ، فإنما هي بضعة مني ، يريبني ما أرابها ، ويؤذيني ما آذاها » (2) .
                    3 ـ وجاء في كتاب المناقب ـ ذكر أصهار النبي منهم أبوالعاص بن الربيع ـ « حدّثنا أبواليمان ، أخبرنا شعيب ، عن الزهري ، قال : حدثني علي بن الحسين أن المسور بن مخرمة قال : إن عليا خطب بنت أبي جهل ، فسمعت بذلك فاطمة ، فأتت رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم فقالت : يزعم قومك أنك لا تغضب لبناتك ، وهذا علي ناكح بنت أبي جهل .
                    فقام رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم فسمعته حين تشهد يقول : أما بعد ، أنكحت أبا العاص بن الربيع فحدثني وصدقني ، وإن فاطمة بضعة مني ، وإني أكره أن يسوءها ، والله لا تجتمع بنت رسول اله وبنت عدو الله عند رجل واحد .
                    فترك علي الخطبة .
                    زاد محمد بن عمرو بن حلحلة : عن ابن شهاب ، عن علي ، عن مسور : سمعت النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم وذكر صهرا له من بني عبد شمس ، فأثنى عليه في مصاهرته إياه فأحسن ، قال : حدثني فصدقني ، ووعدني فوفى لي » (3) .
                    4 ـ وجاء في باب الشقاق من كتاب الطلاق : « حدّثنا أبوالوليد ، حدّثنا الليث عن ابن أبي مليكة ، عن المسور بن مخرمة الزهري ، قال : سمعت النبي صلى الله عليه .
                    ____________
                    (1) صحيح البخاري ـ بشرح ابن حجر ـ 6 | 161 ـ 162 .
                    (2) صحيح البخاري ـ بشرح ابن حجر ـ 9 | 268 ـ 270 .
                    (3) صحيح البخاري ـ بشرح ابن حجر ـ 7 | 68 .
                    --------------------------------------------------------------------------------

                    ( 5 )

                    [ وآله ] وسلم يقول : إن بني المغيرة استأذنوا في أن ينكح علي ابنتهم . فلا آذن » (4).

                    رواية مسلم :
                    وأخرجه مسلم في باب فضائل فاطمة فقال :
                    1 ـ « حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس وقتيبة بن سعيد ، كلاهما عن الليث ابن سعد ، قال ابن يونس : حدثنا ليث ، حدثنا عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة القرشي التيمي أن المسور مخرمة حدثه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم على المنبر وهو يقول : ألا إن بني هشام بن المغيرة استأذنوني أن ينكحوا ابنتهم ... » .
                    2 ـ « حدثني أحمد بن حنبل ، أخبرنا يعقوب بن إبراهيم ، حدثنا أبي ، عن الوليد بن كثير ، حدثني محمد بن عمرو بن حلحلة الدؤلي أن ابن شهاب حدثه أن علي ابن الحسين حدثه أنهم حين قدموا المدينة ... » .
                    3 ـ « حدثني عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي ، أخبرنا أبواليمان ، أخبرنا شعيب ، عن الزهري ، أخبرني علي بن حسين أن المسور بن مخرمة أخبره أن علي بن أبي طالب خطب ... »
                    4 ـ « وحدثنيه أبومعز الرقاشي ، حدثنا وهب ـ يعني : ابن جرير ـ ، عن أبيه ، قال : سمعت النعمان ـ يعني : ابن راشد ـ يحدث عن الزهري بهذا الاسناد نحوه » (5)

                    رواية الترمذي :
                    وأخرجه الترمذي في كتاب المناقب | فضل فاطمة :
                    1 ـ « حدثنا قتيبة ، حدثنا الليث عن ابن أبي مليكة ، عن المسور بن مخرمة ، قال : سمعت النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم يقول ـ وهو على المنبر ـ : إن بني هشام
                    ____________
                    (4) صحيح البخاري ـ بشرح العسقلاني ـ 8 | 152 .
                    (5) صحيح مسلم ـ بشرح النووي هامش إرشاد الساري ـ 9 | 332 ـ 335
                    --------------------------------------------------------------------------------

                    ( 6 )

                    ابن المغيرة استأذنوني في أن ينكحوا ..
                    قال أبوعيسى : هذا حديث حسن صحيح .
                    وقد رواه عمرو بن دينار عن ابن أبي مليكة ، عن المسور بن مخرمة نحو هذا » .
                    2 ـ « حدثنا أحمد بن منيع ، حدثنا إسماعيل بن علية ، عن أيّوب عن ابن أبي مليكة ، عن عبد الله بن الزبير : أن عليا ذكر بنت أبي جهل ..
                    قال أبوعيسى : هذا حديث حسن صحيح .
                    هكذا قال ايوب ، عن ابن أبي مليكة ، عن الزبير . وقال غير واحد عن ابن أبي مليكة ، عن المسور بن مخرمة . ويحتمل أن يكون ابن أبي مليكة روى عنهما جميعا » (6) .

                    رواية ابن ماجة :
                    وأخرجه ابن ماجة في كتاب النكاح | باب الغيرة :
                    1 ـ « حدثنا عيسى بن حماد المصري ، أنبأنا الليث بن سعد ، عن عبد الله بن أبي مليكة ، عن المسور بن مخرمة ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم وهو على المنبر يقول : إن بني هشام بن المغيرة استأذنوني أن ينكحوا ابنتهم ...»
                    2 ـ « حدثنا محمد بن يحيى ثنا أبواليمان ، أنبأنا شعيب ، عن الزهري ، أخبرني علي بن الحسين : أن المسور بن مخرمة أخبره أن علي بن أبي طالب خطب ... فنزل علي عن الخطبة » (7) .

                    رواية أبي داود :
                    وأخرجه أبوداود في كتاب النكاح قائلا :
                    1 ـ « حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل ، ثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد ، حدثني أبي ، عن الوليد بن كثير ، حدثني محمد بن عمرو بن حلحلة الدؤلي أن ابن شهاب
                    ____________
                    (6) صحيح الترمذي 5 | 698 ـ 699 .
                    (7) سنن ابن ماجة 1 | 644 .
                    --------------------------------------------------------------------------------

                    ( 7 )

                    حدثه أن علي بن حسين حدثه : أنهم حين قدموا المدينة ... ».
                    2 ـ « حدثنا محمد بن يحيى بن فارس ، ثنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر ، عن الزهري ، عن عروه ، وعن ايوب ، عن ابن أبي مليكة بهذا الخبر . قال : فسكت علي عن ذلك النكاح » .
                    3 ـ « حدثنا أحمد بن يونس وقتيبة بن سعيد المعنى (8) قال أحمد : ثنا الليث ، حدثني عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة القرشي التيمي : أن المسور بن مخرمة حدثه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم على المنبر يقول : إن بني هشام بن المغيرة استأذنوني أن ينكحوا ابنتهم من علي بن أبي طالب فلا آذن ثم لا آذن ، إلا أن يريد ابن ابي طالب أن يطلق ابنتي وينكح ابنتهم ، فإنما ابنتي بضعة مني ، يريبني ما أرابها ، ويؤذيني ما آذاها » (9) .

                    رواية الحاكم :
                    وقال الحاكم : 1 ـ « أخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدّثني أبي ، ثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ، أخبرني أبي ، عن الشعبي ، عن سويد بن غفلة ، قال : خطب علي ابنة أبي جهل إلى عمها الحارث بن هشام فاستشار النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم فقال : أعن حسبها تسألني ؟ قال علي : قد أعلم ما حسبها ولكن أتأمرني بها ؟ فقال : لا ، فاطمة مضغة مني ، ولا أحسب إلا وانها تحزن او تجزع . فقال علي : لا آتي شيئا تكرهه .
                    هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه بهذه السياقة » .
                    2 ـ « أخبرنا أبوالعباس محمد بن احمد المحبوبي ، ثنا سعيد بن مسعود ، ثنا يزيد بن هارون .
                    وأخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ،
                    ____________
                    (8) كذا . والصحيح : الثقفي .
                    (9) الصحيح من سنن المصطفى 1 | 323 ـ 324
                    --------------------------------------------------------------------------------

                    ( 8 )

                    ثنا يزيد بن هارون : أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد ، عن ابي حنظلة ـ رجل من أهل مكة (10) ـ أن عليا خطب ابنة أبي جهل ، فقال له أهلها : لا نزوجك على ابنة رسول الله ملى الله عليه [ وآله ] وسلم . فبلغ ذلك رسول صلى الله عليه [ وآله ] وسلم فقال : إنما فاطمة مضغة مني ، فمن آذاها فقد آذاني » .
                    3 ـ « حدثنا بكر بن محمد الصيرفي ، ثنا موسى بن سهل بن كثير ، ثنا إسماعيل ابن علية ، ثنا أيوب السختياني ، عن ابن أبي مليكة ، عن عبد الله بن الزبير : أن عليا رضي الله عنه ذكر ابنة أبي جهل ، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم فقال : إنما فاطمة بضعة منّي يؤذيني ما آذاها ، وينصبني ما أنصبها .
                    هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه » (11) .

                    رواية ابن أبي شيبة :
                    ورواه أبوبكر ابن أبي شيبة بقوله : « حدثنا محمد بن بشر ، عن زكريا ، عن عامر ، قال : خطب علي بنت أبي جهل إلى عمها الحارث بن هشام ، فاستأمر رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم فيها . فقال : عن حسبها تسألني ؟ قال علي : قد أعلم ماحسبها ، ولكن أتأمرني بها · قال : لا ، فاطمة بضعة مني ، ولا أحب أن تجزع . فقال علي : لا آتي شيئا تكرهه » (12) .

                    رواية أحمد بن حنبل :
                    وأخرجه أحمد في ( مسنده ) وفي ( فضائل الصحابة ) .
                    فقد جاء في « المسند » ما نصه :
                    1 ـ « حدثنا عبد الله ، حدثني أبي ، ثنا وهب بن جرير ، ثنا أبي ، قال : سمعت
                    ____________
                    (10) كذا . وستعرف ما فيه .
                    (11) المستدرك على الصحيحين 3 | 158 .
                    (12) المصنف 12 | 128 .
                    --------------------------------------------------------------------------------

                    ( 9 )

                    النعمان يحدث عن الزهري عن علي بن حسين عن المسور بن مخرمة : أن عليا خطب... »
                    2 ـ « حدثنا عبد الله ، حدثني أبي ، ثنا أبواليمان ، أنا شعيب ، عن الزهري ، أخبرني علي بن حسين أن المسور بن مخرمة أخبره أن علي بن أبي طالب خطب ...» .
                    3 ـ « حدثنا عبد الله ، حدثني أبي ، ثنا يعقوب ـ يعني : ابن إبراهيم ـ ، ثنا أبي ، عن الوليد بن كثير ، حدثني محمد بن عمرو حدثني ابن حلحلة الدؤلي (13) أن ابن شهاب حدثه أن علي بن الحسين حدثه ـ أنهم حين قدموا المدينة من عند يزيد بن معاوية مقتل حسين بن علي ـ لقيه المسور بن مخرمة .... أن عليّ بن أبي طالب خطب... » .
                    4 ـ « حدثنا عبد الله ، حدثني أبي ، حدثنا هاشم بن القاسم ، ثنا الليث ـ يعني : ابن سعد ـ ، قال : حدثني عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة ، عن المسور بن مخرمة ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم ـ وهو على المنبر ـ يقول : إن بني هشام بن المغيرة استأذنوني في أن ينكحوا ... » (14) .
                    5 ـ « حدثنا عبد الله ، حدثني أبي ، ثنا إسماعيل بن إبراهيم ، نا أيوب ، عن عبد الله بن أبي مليكة ، عن عبد الله بن الزبير ، أن عليا ذكر ابنة أبي جهل ، فبلغ النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم فقال : إنها فاطمة بضعة مني ، يؤذيني ما آذاها ، وينصبني ما أنصبها » (15) .
                    وجاء في فضائل فاطمة بنت رسول الله من ( مناقب الصحابة ) :
                    6 ـ « حدثنا عبد الله ، قال : حدثني أبي ، نا يحيى بن زكريا ، قال : أخبرني أبي ، عن الشعبي ، قال : خطب علي ... » .
                    7 ـ « حدثنا عبد الله ، قال : حدثني أبي ، نا يزيد ، قال : أنا إسماعيل ، عن أبي حنظلة ، أنه : اخبره رجل من أهل مكة : أن عليا خطب... » .
                    ____________
                    (13 ) كذا هنا ، حيث جاء « محمد بن عمرو » غير « ابن حلحلة الدؤلي » .
                    (14) مسند أحمد 4 | 326 و 328 .
                    (15) مسند أحمد 4 | 5 .
                    --------------------------------------------------------------------------------

                    ( 10 )

                    8 ـ « حدثنا عبد الله ، قال : حدثني أبي ، نا سفيان ، عن عمرو ، عن محمد بن علي : إن عليا عليه السلام أراد أن ينكح ابنة أبي جهل فقال رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم ـ وهو على المنبر ـ : إن عليا أراد أن ينكح العوراء بنت أبي جهل ، ولم يكن ذلك له أن يجمع بين ابنة عدو الله وبين ابنة رسول الله ، وإنما فاطمة مضغة مني » .
                    9 ـ « حدثنا عبد الله ، قال : حدثني أبي ، نا إسماعيل بن إبراهيم ، قال : أنا أيوب ، عن عبد الله (16) بن أبي مليكة ، عن عبد الله بن الزبير : إن عليا ذكر ابنة أبي جهل فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم فقال : إنما فاطمة بضعة مني ، يؤذيني ما آذاها ، وينصبني ما أنصبها » .
                    10 ـ « حدثنا عبد الله ، قال : حدثي أبي ، نا هاشم بن القاسم ، قثنا الليث ، قال : حدثني عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة ، عن المسور بن مخرمة ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم ـ وهو على المنبر ـ يقول : إن بني هشام بن المغيرة استأذنوني في أن ينكحوا ابنتهم ... » .
                    11 ـ « حدثنا عبد الله ، قال : حدثني أبي ، نا أبواليمان ، قال : أنا شعيب ، عن الزهري ، قال : أخبرني علي بن حسين ، أن المسور بن مخرمة أخبره أن علي بن أبي طالب خطب ابنة أبي جهل وعنده فاطمة ... قال : فنزل علي عن الخطبة » .
                    12 ـ « حدثنا عبد الله ، قال : حدثني أبي ، قال : أنا عبد الرزاق ، قال : أنا معمر ، عن الزهري ، عن عروة . وعن ايوب ، عن ابن أبي مليكة : أن علي بن أبي طالب خطب ابنة أبي جهل حتى وعد النكاح ... فسكت علي عن ذلك النكاح وتركه » .
                    13 ـ « حدثنا عبد الله ، قال : حدثني أبي ، نا وهب بن جرير ، نا أبي ، قال : سمعت النعمان يحدث عن الزهري ، عن علي بن الحسين ، عن المسور بن مخرمة ، أن عليا خطب ... » (17) .
                    ____________
                    (16) كذ ا .
                    (17) فضائل الصحابة 2 | 754 .
                    --------------------------------------------------------------------------------

                    ( 11 )


                    في المسانيد والمعاجم :


                    روى الهيثمي :
                    « عن ابن عباس أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه خطب بنت أبي جهل ، فقال رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم : إن كنت تزوجتها فرد علينا ابنتنا .
                    إلى هنا انتهى حديث خالد ، وفي الحديث زيادة : قال : فقال النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم : والله لا تجتمع بنت رسول الله وبنت عدو الله تحت رجل .
                    رواه الطبراني في الثلاثة والكبير بنحوه مختصر ، والبزار باختصار .
                    وفيه : ( عبيد الله بن تمام ) وهو ضعيف » (18) .

                    وروى ابن حجر العسقلاني :
                    « علي بن الحسين : ان علي بن أبي طالب أراد أن يخطب بنت أبي جهل ، فقال الناس : أترون رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم يجد من ذلك ؟! فقال ناس : وما ذلك ؟! إنما هي امرأة من النساء . وقال ناس : ليجدن من هذا ، يتزوج ابنة عدو الله على ابنة رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم ؟!
                    فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم ، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أما بعد ، فما بال أقوام يزعمون أني لا أجد لفاطمة ، وإنما فاطمة بضعة مني ، إنه ليس لاحد أن يتزوج ابنة عدو الله على ابنة رسول الله .
                    هذا مرسل . وأصل الحديث في الصحيح من حديث المسور أنه حدث به علي ابن الحسين » (19) .
                    قلت : وحدث به علي بن الحسين الزهري !!
                    ____________
                    (18) مجمع الزوائد 9 | 203 .
                    (19 ) المطالب العاليه بزوائد المسانيد الثمانية 4 | 67 .
                    --------------------------------------------------------------------------------

                    ( 12 )

                    وروى المتقي :
                    « عن الشعبي ، قال : جاء علي إلى رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم يساله عن ابنة أبي جهل وخطبتها إلى عمها الحارث بن هشام . فقال النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم : عن أي بالها تسألني ؟ أعن حسبها ؟ فقال : لا ، ولكن أريد أن أتزوجها ، أتكره ذلك ؟ فقال النبي : إنما فاطمة بضعة مني ، وأنا أكره أن تحزن أو تغضب . فقال علي : فلن آتي شيثا ساءك . عب »
                    « عن ابن أبي مليكة : أن علي بن أبي طالب خطب ابنة أبي جهل حتى وعد النكاح ، فبلغ ذلك فاطمة ، فقالت لابيها : يزعم الناس أنك لا تغضب لبناتك ، وهذا أبوالحسن قد خطب ابنة أبي جهل وقد وعد النكاح .
                    فقام النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم خطيبا فحمد الله وأثنى بما هو أهله ، ثم ذكر أبا العاص بن الربيع فأثنى عليه في صهره ، ثم قال : إنما فاطمة بضعة مني ، وإني أخشى أن تفتنوها ، والله لا تجتمع بنت رسول الله وبنت عدو الله تحت رجل . فسكت عن ذلك النكاح وترك . عب » (20) .
                    ____________
                    (20) عب : رمز لعبد الرزاق بن همام الصنعاني . كنز العمال 13 | 677.
                    --------------------------------------------------------------------------------

                    ( 13 )


                    نظرات في أسانيد الحديث


                    استعرضنا طرق هذا الحديث .. في الصحاح والمسانيد وغيرها .. فوجدنا أنها تنتهي إلى :
                    1 ـ المسور بن مخرمة .
                    2 ـ عبد الله بن العباس .
                    3 ـ علي بن الحسين .
                    4 ـ عبد الله بن الزبير .
                    5 ـ عروة بن الزبير.
                    6 ـ محمد بن علي .
                    7 ـ سويد بن غفلة .
                    8 ـ عامر الشعبي .
                    9 ـ ابن أبي مليكة .
                    10 ـ رجل من أهل مكة .

                    * ابن عباس :
                    ولم أجده إلا عند أبي بكر البزار والطبراني ، كما في مجمع الزوائد ، وقد عرفت أن الهيثمي قال بعده : « وفيه : عبيدالله بن تمام ، وهو ضعيف » .
                    قلت : ذكره ابن حجر وذكر هذا الحديث من مناكيره . قال : « ضعفه الدارقطني وأبوحاتم وأبو زرعة وغيرهم ، وقال أبوحاتم : ليس بالقوي . روى أحاديث منكرة وقال الساجي : كذاب يحدث بمناكير ، وذكره ابن الجارود والعقيلي وأورد له عن خالد عن عكرمة عن ابن عباس : أن عليا خطب بنت أبي جهل فبعث إليه النبي صلى


                    --------------------------------------------------------------------------------

                    ( 14 )

                    الله عليه [ وآله ] وسلم : إن كنت متزوجا فرد علينا ابنتنا » (21) .

                    * علي بن الحسين :
                    رواه ابن حجر العسقلاني ، ثم قال : « وأصل الحديث في الصحيح من حديث المسور أنه حدث به علي بن الحسين » .
                    وفى هامشه : « قال البوصيري : رواه الحارث بسند منقطع ضعيف لضعف علي ابن زيد بن جدعان . وأصله في الصحيح من حديث المسور »
                    قلت : سنتكلم على حديث المسور بالتفصيل .

                    * عبد الله بن الزبير :
                    رواه الترمذي وأحمد والحاكم وأبونعيم (22) عن إيوب السختياني عن ابن أبي مليكة عنه .
                    قال الترمذي : يحتمل أن يكون ابن أبي مليكة سمعه من المسور وعن عبد الله بن الزبير جميعا .
                    قال ابن حجر : « ورجح الدارقطني وغيره طريق المسور وهو أثبت بلا ريب ، لان المسور قد روى في هذا الحديث قطعة مطولة قد تقدمت في باب أصهار النبي .
                    نعم ، يحتمل أن يكون ابن الزبير سمع هذه القطعة فقط ، أو سمعها من المسور فأرسلها » (23)
                    قلت : إن كان قد سمعها من المسور فسنتكلم على حديث مسور بالتفصيل ، وإن كان هو الراوي للحديث بأن يكون قد سمع رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم
                    ____________
                    (21) لسان الميزان 4 | 97 .
                    (22) حلية الاولياء 2 | 40 .
                    (23) فتح الباري 7 | 68 .
                    --------------------------------------------------------------------------------

                    ( 16 )

                    وهو طفل ـ لانه ولد سنة إحدى من الهجرة (24) ـ فحاله في البغض لعلي وأهل البيت بل للنبي نفسه معلوم .
                    ثم إن الراوي عنه « ابن أبي مليكة » مؤذنه كما ستعرف .

                    * عروة بن الزبير :
                    أخرجه أبو داود بسنده عن الزهري عنه .
                    ولم أجده عند غيره .
                    وهو منكر : لانه مرسل ، لان عروة ولد في خلافة عمر .
                    ولان عروة كان من المشهورين بالبغض والعداء لامير المؤمنين عليه السلام كما ستعرف في خبر حول الزهري ، وحتى أنه حضر يوم الجمل مع أصحابه على صغر سنه (25) .
                    ووضع حديثا في فضل زينب بنت رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم جاء فيه :
                    « فكان رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم يقول : هي خير بناتي .
                    فبلغ ذلك علي بن الحسين عليه السلام فانطلق إليه فقال : ما حديث بلغني عنك أنك تحدثه تنتقص حق فاطمة ؟!
                    فقال : لا أحدث به أبدا » .
                    قال الهيثمي : رجاله رجال الصحيح (26) .
                    ولأن الراوي عنه هو « الزهري » وستعرفه .

                    * محمد بن علي :
                    وهو ابن الحنفية . رواه أحمد ، عن سفيان بن عيينة ، عن عمرو بن دينار عنه ..
                    ____________
                    (24) أنظر ترجمته .
                    (25) تهذيب التهذيب 7 | 166 .
                    (26) مجمع الزوائد 9 | 213
                    --------------------------------------------------------------------------------

                    ( 17 )

                    وهذا لم أجده إلا في الفضائل لاحمد ، فلم يروه غيره ولا هو في مسنده فيما أعلم ...
                    وقد ذكر محقق الفضائل في هامشه : إنه مرسل ، ومحمد بن الحنفية لم يسنده .
                    قلت : وذلك لان عمرو بن دينار لم يسمع من محمد بن علي ؛ ولذا لم يذكروا محمدا فيمن روى عنه عمرو بل نصوا على عدم سماعه من بعض من عد منهم ، فابن عباس مثلا أول من ذكره ابن حجر فيمن روى عنه ، ثم نقل عن الترمذي أنه قال : قال البخاري : لم يسمع عمرو بن دينارمن ابن عباس حديثه عن عمر في البكاء على الميت . قال ابن حجر : قلت : ومقتضى ذلك أن يكون مدلسا (27) .
                    هذا من جهة إرساله ...
                    ومحمد بن علي عليه السلام لم يكن من الصحابة ، وقد تزوج أمير المؤمنين عليه السلام بامه بعد وفاة الزهراء عليها السلام بزمن .

                    * سويد بن غفلة :
                    أخرج حديثه الحاكم عن أحمد بسنده عن الشعبي عنه ، ولم أجده عند غيره وقد صححه .
                    لكن قال الذهبي في تلخيصه : مرسل قوي .
                    وذلك لان سويدا لم يدرك النبي صلى اله عليه [ وآله ] وسلم ، فإنه قدم المدينة حين نفضت الايدي من دفن رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم .
                    فالعجب من الحاكم كيف صححه ؟!
                    ومن الذهبي أيضا ، إذ يرويه عن أحمد بسنده عن الشعبي عن سويد بن غفلة . ساكتا عنه ! (28) .
                    ومن ابن حجر القسطلاني أيضا ، كيف وافقا الحاكم على صحة سنده مع
                    ____________
                    (27) تهذيب التهذيب 8 | 27 .
                    (28) سير أعلام النبلاء 2 | 124
                    --------------------------------------------------------------------------------

                    ( 18 )

                    تصريحهما بأن سويدا لم يلق النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم ! (29) .
                    وكذا من العيني ! (30) .

                    * عامر الشعبي :
                    أخرجه عنه عبد الرزاق بن همام ـ كما في كنز العمال ـ وابن أبي شيبة في المصنف كما تقدم ، إذ هو المراد من قوله : « ... عن عامر » وأحمد في الفضائل .
                    ومن المعلوم أن الشعبي مات بعد المائة ، والمشهور أن مولده كان لست سنين خلت من خلافة عمر (31) .
                    فالحديث بهذا السند مرسل .
                    ولعله يرويه عن سويد بن غفلة ، وهكذا أخرجه الحاكم وأحمد كما تقدم عن الذهبي ، وقد عرفت أنه مرسل كذلك .
                    هذا بغض النظر عن قوادح الشعبي ، والتي أهمها كونه من الوضاعين على أهل البيت ، فقد رووا عنه أنه قال : « صلى أبوبكر الصديق على فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم فكبر عليها أربعا (32) وأنه قال : إن فاطمة لما ماتت دفنها علي ليلا وأخذ بضبعي أبي بكر فقدمه في الصلاة عليها (33) فإن هذا كذب بلا ريب ، حتى اضطر ابن حجر إلى أن يقول : « فيه ضعف وانقطاع » (34 ) .
                    وكونه من حكام وقضاة سلاطين الجور كعبد الملك بن مروان وغيره المعادين لاهل البيت الطاهرين .
                    وأنه روى عن جماعة كبيرة من الصحابة ، وفيهم من نصوا على أنه لم يلقهم
                    ____________
                    (29) إرشاد الساري 8 | 114 ، فتح الباري 268 | 9 .
                    (30) عمدة القاري 20 | 211 .
                    (31) تهذيب التهذيب 5 | 59 .
                    (32) طبقات ابن سعد 8 | 29 .
                    (33) كنز العمال 13 | 687 .
                    (34) الاصابة 4 | 379 .
                    --------------------------------------------------------------------------------

                    ( 19 )

                    ولم يسمع منهم ، كعلي عليه السلام وأبي سعيد الخدري وزيد بن ثابت وعبد الله بن عمر وام سلمة وعائشة !
                    ثم إن الراوي عنه « زكريا بن أبي زائدة » قال ابن أبي ليلى : ضعيف .
                    وقال أبو زرعة : صويلح يدلس كثيرا عن الشعبي .
                    وقال أبو حاتم : لين الحديث كان يدلس ، ويقال : إن المسائل التي كان يرويها عن الشعبي لم يسمعها منه .
                    وقال أبو داود : يدلس .
                    وقال ابنه يحيى بن زكريا : لو شئت سميت لك من بين أبي وبين الشعبي ! » (35) .
                    والراوي عنه ولده يحيى : مات بالمدائن قاضيا لهارون . وقال أبو زرعة : قلما يخطئ فإذا أخطأ أتى بالعظائم . وعن أبي نعيم : ما هو بأهل أن يحدث عنه (36).

                    * ابن أبي مليكة :
                    رواه عنه عبد الرزاق بن همام كما في كنز العمال .
                    لكنه مرسل .
                    وهو يرويه إما عن المسور ، وإما عن عبد الله بن الزبير ، وإما عن كليهما جميعا كما احتمل بعضهم ...
                    اما حديث ابن الزببر فساقط بسقوطه نفسه ، وأما حديث المسور فسنتكلم عليه .

                    * رجل من أهل مكة :
                    الذي عند أحمد : « عن أبي حنظلة أنه أخبره رجل من أهل مكة » .
                    والذي عند الحاكم : « عن أبي حنظلة رجل من أهل مكة » .
                    ____________
                    (35) تهذيب التهذيب 3 | 285 .
                    (36) تهذيب التهذيب 11 | 184 .
                    --------------------------------------------------------------------------------

                    ( 20 )

                    فمن « أبوحنظلة » ؟ ومن « الرجل من أهل مكة » ؟
                    أما الحاكم فقد رواه ساكتا عنه !
                    لكن الذهبي تعقبه بقوله : « قلت : مرسل » !
                    ثم إن الراوي عنه بواسطة إسماعيل بن أبي خالد الاحمسي هو : « يزيد بن هارون » ... قال يحيى بن معين : « يدلس من أصحاب الحديث ، لانه لا يميز ولا يبالي عمن روى » (37).

                    * الكلام عن حديث مسور :
                    لكن الطريق الذي أتفق عليه أصحاب الصحاح كلهم هو الاول ، وهو وحده الذي أخرجه البخاري ومسلم والنسائي (38) وابن ماجة . وانفرد الترمذي بروايته عن ابن الزبير ، وقد عرفت تنبيهه على ذلك ، وانفرد أبوداود بروايته عن عروة ، وقد عرفت مافيه .
                    فالمعتمد والاصح عندهم جميعا هو حديث المسور بن مخرمة ... !
                    ثم إن روايات القوم عن مسور تنتهي إلى :
                    1 ـ علي بن الحسين . وهو الامام زين العابدين عليه السلام .
                    2 ـ عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة .
                    والراوي عن الامام زين العابدين عليه السلام ليس إلا :
                    محمد بن شهاب الزهري .
                    والراوي عن ابن ابي مليكة :
                    1 ـ الليث بن سعد .
                    2 ـ أيوب بن أبي تميمة السختياتي .
                    ____________
                    (37) تهذيب التهذيب 11 | 322 .
                    (38) خصائص أمير المؤمنين علي : 245 .
                    --------------------------------------------------------------------------------

                    ( 21 )

                    ثم إن الدارمي (39) والبخاري ومسلما وأحمد وابن ماجة .. يروونه عن ابي اليمان عن شعيب عن الزهري .
                    ويرويه البخاري ومسلم وأبوداود وأحمد عن الوليد بن كثير عن محمد بن عمرو بن حلحلة عن الزهري .
                    ويرويه مسلم عن النعمان عن الزهري .
                    ونحن لا يهمنا البحث عن أبي اليمان ـ وهو الحكم بن نافع ـ وروايته عن شعيب ـ وهو ابن حمزة كاتب الزهري وراويته (40) ـ مع أن العلماء تكلموا في ذلك ، حتى قال بعضهم : لم يسمع أبواليمان من شعيب ولا كلمة (41) وإن الرجلين كانا من أهل حمص ، وهم من أشد الناس على أمير المؤمنين عليه السلام في تلك العصور ، ويضرب بحماقتهم المثل (42) .
                    ولا يهمنا البحث عن الوليد بن كثير وكان إباضيا (43) .
                    ولا عن أيوب ، ولا عن الليث الذي كان أهل مصر ينتقصون عثمان حتى نشأ فيهم فحدثهم بفضائل عثمان فكفوا ! (44) .
                    ولا عن النعمان ـ وهو ابن راشد الجزري ـ الذي ضعفه القطان جدا . وقال أحمد : مضطرب الحديث . وقال ابن معين : ضعيف . وقال البخاري وأبوحاتم : في حديثه وهم كثير . وقال ابن أبي حاتم : أدخله البخاري في الضعفاء . وقال أبوداود : ضعيف ؛ وكذا قال النسائي والعقيلي (45) .
                    إنما نتكلم في ابن أبي مليكة والزهري .
                    ____________
                    (39) مر وقوعه في سند الرواية الثالثة مما رواه مسلم ، فراجع .
                    (40) تهذيب التهذيب 4 | 307 .
                    (41) تهذيب التهذيب 2 | 380 .
                    (42) معجم البلدان 2 | 304 .
                    (43) تهذيب التهذيب 11 | 131 .
                    (44) تهذيب التهذيب 8 | 415 .
                    (45) تهذيب التهذيب 10 | 404 .

                    تعليق


                    • #11
                      الجز الثاني




                      أما الاول فيكفينا أن نعلم أنه كان قاضي عبد الله بن الزبير ومؤذنه (46) .
                      وأما الثاني فهر العمدة في عمدة أخبار المسألة ، وهو الذي يروي الخبر عن الامام زين العابدين عليه السلام !! فلنفصل فيه الكلام :
                      إن الزهري كان من أشهر المنحرفين عن أمير المؤمنين وأهل بيته الطاهرين عليهم السلام .
                      قال ابن أبي الحديد المعتزلي : « وكان الزهري من المنحرفين عنه . وروى جرير ابن عبد الحميد عن محمد بن شيبة قال : شهدت مسجد المدينة فإذا الزهري وعروة ابن الزبير جالسان يذكران عليا فنالا منه . فبلغ ذلك علي بن الحسين فجاء حتى وقف عليهما فقال : أما أنت يا عروة ، فإن أبي حاكم أباك إلى الله فحكم لابي على أبيك ؛ وأما أنت يا زهري ، فلو كنت بمكة لاريتك كير أبيك » .
                      قال : « وروى عاصم بن أبي عامر البجلي ، عن يحيى بن عروة ، قال : كان أبي إذا ذكر عليا نال منه » (47) .
                      ويؤكد هذا سعيه وراء إنكار مناقب أمير المؤمنين عليّ‌ٍ عليه السلام ، كمنقبة سبقه إلى الاسلام ؛ قال ابن عبد البر « وذكر معمر في جامعه عن الزهري قال : ما علمنا أحدا أسلم قبل زيد بن حارثة . قال عبد الرزّاق : وما أعلم أحداً ذكره غير الزهري » (48) .
                      وروايته عن عمر بن سعد اللعين قاتل الحسين ابن أمير المزمنين عليهما السلام ، قال الذهبي : « عمر بن سعد بن أبي وقاص ، عن أبيه . وعنه : إبراهيم وأبو إسحاق . وأرسل عنه الزهري وقتادة . قال ابن معين : كيف يكون من قتل الحسين ثقة ؟! » (49) .
                      ____________
                      (46) تهذيب التهذيب 5 | 268.
                      (47) شرح نهج البلاغة 4 | 102 .
                      (48) الاستيعاب ـ ترجمة زيد بن حارثة .
                      (49) الكاشف 2 | 311 .
                      --------------------------------------------------------------------------------

                      ( 23 )

                      وكونه من عمال بني أمية ومشيدي سلطانهم ، حتى أنكر عليه ذلك العلماء والزهاد ، فقد ذكر العلامة عبد الحق الدهلوي بترجمته من « رجال المشكاة » : « إنّه قد ابتلي بصحبة الامراء بقلة الديانة ، وكان أقرانه من العلماء والزهاد يأخذون عليه وينكرون ذلك منه ، وكان يقول : أنا شريك في خيرهم دون شرّهم ! فيقولون : ألا ترى ما هم فيه وتسكت ؟! » .
                      ومن هنا قدح فيه ابن معين فقد « حكى الحاكم عن ابن معين أنه قال : أجود الاسانيد : الاعمش ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله فقال له إنسان : الاعمش مثل الزهري !! فقال : تريد من الاعمش أن يكون مثل الزهري ؟!! الزهري يرى العرض والاجازة ، ويعمل لبني أمية · والاعمش فقير صبور ، مجانب للسلطان ورع عالم بالقرآن » (50) .
                      وبهذه المناسبة كتب له الامام زين العابدين عليه السلام كتابا يعظه فيه ويذكره الله والدار الاخرة وينبهه على الاثار السيئة المترتبة على كونه في قصور السلاطين ، من ذلك قوله : « إن أدنى ما كتمت وأخف ما احتملت أن آنست وحشة الظالم ، وسهلت له طريق الغي ... جعلوك قطبا أداروا بك رحى مظالمهم ، وجسرا يعبرون عليك إلى بلاياهم ، وسُلّماً إلى ضلالتهم ، داعيا إلى غيهم ، سالكا سبيلهم .. احذر فقد نبئت ، وبادر فقد اجلت .. ولا تحسب أني أردت توبيخك وتعنيفك وتعييرك ، لكنّي أردت أن ينعش الله ما فات من رأيك ، ويرد إليك ما عزب من دينك .. اما ترى ما أنت فيه من الجهل والغرة ، وما الناس فيه من البلاء والفتنة ؟!.. فأعرض عن كل ما أنت فيه حتى تلحق بالصالحين الذين دفنوا في أسمالهم ، لاصقة بطونهم بظهورهم .. ما لك لا تنتبه من نعستك وتستقيل من عثرتك فتقول : والله ما قمت لله مقاما واحدا ما أحييت به له دينا ، أو أمت له فيه باطلا ؟! » (51) .
                      ____________
                      (50) تهذيب التهذيب ـ ترجمة الاعمش ـ 4 | 195 .
                      (51) تحف العقول عن آل الرسول : 198 ، لابن شعبة الحراني ، من أعلام الامامية في القرن الرابع الهجري .



                      --------------------------------------------------------------------------------

                      ( 24 )

                      هذا ، ولقد ورث الزهري العداء للاسلام والنبي وأهل بيته من آبائه ، فقد ذكر ابن خلكان بترجمته : « وكان أبو جده عبد الله بن شهاب شهد مع المشركين بدرا ، وكان أحد النفر الذين تعاقدوا يوم أُحد لئن رأوا رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم ليقتلنه أو ليقتلن دونه ، وروي أنه قيل للزهري : هل شهد جدك بدرا ؟ فقال : نعم ، ولكن من ذلك الجانب . يعني أنه كان في صف المشركين . وكان أبوه مسلم مع مصعب بن الزبير . ولم يزل الزهري مع عبد الملك ثم مع هشام بن عبد الملك . وكان يزيد بن عبد الملك قد استقضاه » (52) .
                      وإذ عرفت حال الزهري وموقف الامام علي بن الحسين عليه السلام منه .. فهل تصدق أن يكون الامام عليه السلام قد حدثه بهكذا حديث فيه تنقيص على جده الرسول الامين وأمه الزهراء وأبيه أمير المؤمنين عليهم السلام ؟!
                      لكنه الزهري ! عندما يضع الحديث على النبي والعترة ومذهبهم يضعه على لسان واحد منهم كي يسهل على الناس قبوله !!
                      خذ لذلك مثلا .. ما وضعه على لسان ابني محمد بن علي عنه عن أبيه أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال لابن عباس ـ وقد بلغه أنه يقول بالمتعة ـ : « إنك رجل تائه ، إن رسول الله نهى عنها يوم خيبر وعن أكل لحوم الحمر الانسية » هذا الحديث الذي حكم ببطلانه كبار أئمتهم كالبيهقي وابن عبد البر والسهيلي وابن القيم والقسطلاني وابن حجر العسقلاني وغيرهم من شراح الحديث (53).
                      ____________

                      وقد رواه الغزالي في إحياء علوم الدين 2 | 143 لكنه قال : « ولما خالط الزهري السلطان كتب أخ له في الدين إليه » !! وكم له من نظير !
                      وبشر الحافي تاب على يد الامام موسى الكاظم عليه السلام في قضية معروفة ، رواها المناوي في الكواكب الدُّرِّيَّة : 208 ، إلا أنه لم يصرح باسم الامام !! هكذا يريدون إخفاء فضائل آل الله وإطفاء نور الله ، وهكذا يأبى الله .
                      (52) وفيات الاعيان ـ ترجمة الزهري .
                      (53) لنا في المتعتين رسالة مستقلة ، سننشرها بعون الله تعالى.
                      --------------------------------------------------------------------------------

                      ( 25 )

                      لكنه وضعه على لسان أفراد من أهل البيت عن سيدهم أمير المؤمنين عليه السلام في الرد على ابن عباس وبهذا التعبير !!
                      ولا تحسبن أن الوضع على لسان رجال أهل البيت يختص بالزهري ـ وإن كان من أشهرهم بهذا الصنيع الشنيع !! ـ فهذا أحد محدثي القوم : عبد الله بن محمد بن ربيعة بن قدامة القدامي ، يقول الذهبي وابن حجر بترجمته : « أحد الضعفاء ، أتى عن مالك بمصائب ، منها : عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده ، قال : توفيت فاطمة رضي الله عنها ليلا ، فجاء أبوبكر وعمر وجماعة كثيرة ، فقال أبوبكر لعلي : تقدم فصل ، قال : لا والله لا تقدمت وأنت خليفة رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم . فتقدم أبوبكر وكبر أربعا » (54) .
                      وقال ابن حجر : « رواه بعض المتروكين عن مالك ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه . ووهاه الدارقطني وابن عدي » (55) .
                      إنهم يريدون بتلك المساعي التغطية على ما جنوا ، وإصلاح ما أفسدوا ، ولكن « لا يصلح العطار ما أفسده الدهر » !!
                      وبقي الكلام في ( مسور ) نفسه ، ويكفينا أن نعلم :
                      أولا : إنه ولد بعد الهجرة بسنتين ، فكم كانت سني عمره في وقت خطبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ؟! وهكذا ما سنتكلم عليه بعد أيضا .
                      وثانيا : إنه كان مع ابن الزبير ، وكان ابن الزبير لا يقطع أمرا دونه ، وقد قتل في قضية رمي الكعبة بالمنجنيق ، بعد أن قاتل الشاميين ، وولي ابن الزبير غسله.
                      وثالثا : إنه كان ممن يلزم عمر بن الخطاب .
                      ورابعا : إنه كان إذا ذكر معاوية صلى عليه .
                      وخامسا : إنه كانت الخوارج تغشاه وينتحلونه (56) .
                      ____________
                      (45) لسان الميزان 3 | 334 .
                      (55) الاصابة 4 | 379 .
                      (56) سير أعلام النبلاء 3 | 391 ـ 394 ، تهذيب التهذيب 10 | 137 .
                      --------------------------------------------------------------------------------

                      ( 26 )


                      تأمّلات في متن الحديث ومدلوله

                      وبعد ، فإنه لا بد من التأمل في متن الحديث ومدلوله . فلا بد من النظر إلى المتن .. لانه في كل مورد يختلف فيه متن الحديث والاسانيد معتبرة ، يلجأ العلماء إلى القول بتعدد الواقعة .. واما حيث لا يمكن الالتزام بتعددها وتعذر الجمع بين ألفاظ الحديث .. فذلك عندهم قرينة قوية على ان لا واقعية للقضية ...
                      هذا ما قرره العلماء .. وبنوا عليه في كثير من الاحاديث الفقهية وأخبار القضايا التاريخية .. ونحو ذلك ...
                      ولا بد من النظر في الدلالة .. فقد يكون الحديث صحيحا سندا ولكنه يخالف ـ من حيث الدلالة ـ الضرورة العقلية أو محكم الكتاب أو قطعي السنة أو واقع الحال ...
                      ونحن ننظر في متن هذا الحديث ومدلوله ، بعد فرض صحة سنده وقبوله .. في فصول :

                      تأملات في خصوص حديث المسور :
                      1 ـ لقد جاء عن مسور : سمعت النبي صلى الله عليه واله وسلم « وأنا محتلم » قال ابن حجر بشرح البخاري : « في رواية الزهري عن علي بن حسين عن المسور ـ الماضية في فرض الخمس ـ : ( يخطب الناس على منبره هذا وأنا يومئذ محتلم ) . قال ابن سيد الناس : هذا غلط . والصواب ما وقع عند الاسماعيلي بلفظ ( كالمحتلم ) . أخرجه من طريق يحيى بن معين عن يعقوب بن إبراهيم بسنده المذكور إلى علي بن الحسين .
                      قال : والمسور لم يحتلم في حياة النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم ، لانه ولد بعد ابن
                      الزبير ، فيكون عمره عند وفاة النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم ثمان سنين » (57) .
                      ____________
                      (57) فتح الباري 9 | 268 ـ 270 .
                      --------------------------------------------------------------------------------

                      ( 27 )

                      وقال بترجمة المسور : « ووقع في صحيح مسلم (58) من حديثه في خطبة علي لابنة أبي جهل ، قال المسور : سمعت النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم وأنا محتلم يخطب الناس ، فذكر الحديث . وهو مشكل المأخذ ، لان المؤرخين لم يختلفوا أن مولده كان بعد الهجرة ، وقصة خطبة علي كانت بعد مولد المسور بنحو ست سنين أو سبع سنين ، فكيف يسمى محتلما ؟! » (59) .
                      أقول : فهذا إشكال في المتن ! ولربما أمكن الاشكال من هذه الناحية في السند ! والعجب من الذهبي كيف توهم من هذا الحديث كونه محتلما يومذاك (60) .
                      2 ـ ذكر المسور قصة خطبة بنت أبي جهل عند طلبه للسيف من علي بن الحسين عليه السلام ... وقد وقع الإشكال عندهم في مناسبة ذلك ، وذكروا وجوها اعترفوا بكون بعضها تكلفا وتعسفا ، لكن الحق أن جميعها كذلك كما سترى :
                      قال الكرماني : « فإن قلت : ما وجه مناسبة هذه الحكاية لطلب السيف ؟ قلت لعل غرضه منه أن رسول الله صلى الله علي [ وآله ] وسلم كان يحترز مما يوجب الكدورة بين الاقرباء ، وكذلك أنت أيضا ينبغي أن تحترز منه ، وتعطيني هذا السيف حتى لا يتجدد بسببه كدورة أخرى .
                      او : كما أن رسول الله صلى الله عليه [ واله ] وسلم يراعي جانب بني أعمامه العبشمية ، أنت راع جانب بني أعمامك النوفلية ؛ لان المسور نوفلي .
                      او : كما أنه صلى الله عليه [ وآله ] وسلم يحب رفاهية خاطر فاطمة ، أنا أيضا أحب رفاهية خاطرك ، فأعطنيه حتى أحفظه لك » (61) .
                      هذه هي الوجوه التي ذكرها الكرماني لدفع الاشكال ، وقد ذكرها ابن حجر وقال ـ بعد أن أشكل على الثاني بأن المسور زهري لا نوفلي ـ : « والاخير هو المعتمد .
                      ____________
                      (58) قد عرفت أنه وقع في صحيح البخاري أيضا ، فلماذا خصه بمسلم ؟!
                      (59) تهذيب التهذيب 10 | 137 .
                      (60) سير أعلام النبلاء 3 | 391 .
                      (61) الكواكب الدراري 13 | 88 .
                      --------------------------------------------------------------------------------

                      ( 28 )

                      وما قبله ظاهر التكلف » قال : « وسأذكر إشكالا يتعلق بذلك في كتاب المناقب » (62) .
                      وكأن العيني لم يرتض هذا الوجه المعتمد ! فقال : « وإنما ذكر المسور قصة خطبة علي بنت أبي جهل ليعلم علي بن الحسين زين العابدين بمحبته في فاطمة وفي نسلها لما سمع من رسول الله » (63) .
                      قلت : إذا كان ذكر القصة ليعلم أنه يحب . رفاهية خاطره ، أو ليعلم بمحبته في فاطمة ونسلها ... فأي خصوصية للسيف ؟! وهل كانت الرفاهية لخاطره حاصلة من جميع الجهات ، وهو قادم من العراق مع تلك النسوة والاطفال بتلك الحال ، وبقي خاطره مشوشا من طرف السيف ، فأراد رفاهية خاطره ، أو إعلامه بمحبته له ، كي يعطيه السيف ؟!.
                      3 ـ وهل من المعقول أن يذكر الانسان لمن يريد أن يعلم بمحبته له ورفاهية خاطره ما يكدر خاطره ويجرح عواطفه ؟!
                      وهذا هو الإشكال الذي أشار إليه ابن حجر في عبارته الآنفة . ثم قال في كتاب المناقب : « ولا أزال أتعجب من المسور كيف بالغ في تعصبه لعلي بن الحسين حتى قال : إنه لو أودع عنده السيف لا يمكن أحدا منه حتى تزهق روحه ، رعاية لكونه ابن ابن فاطمة ، ولم يراع خاطره في أن في ظاهر سياق الحديث ـ غضاضة على علي بن الحسين ، لما فيه من إيهام غض من جده علي بن ابي طالب ، حيث أقدم على خطبة بنت أبي جهل على فاطمة ، حتى اقتضى أن يقع من النبي صلى الله عليه [ واله ] وسلم في ذلك من الانكار ما وقع ؟!
                      بل أتعجب من المسور تعجبا آخر ابلغ من ذلك ، وهو أن يبذل نفسه دون السيف رعاية لخاطر ولد ابن فاطمة ، وما بذل نفسه دون ابن فاطمة نفسه ـ اعني الحسين والد علي الذي وقعت معه القصة ـ حتى قتل بايدي ظلمة الولاة ؟!! » (64) .
                      ____________
                      (62 ) فتح الباري 6 | 61 .
                      (63) عمدة القاري 15 | 34.
                      (64) فتح الباري 9 | 268.
                      --------------------------------------------------------------------------------

                      ( 29 )

                      ثم إن ثمّة شيئا آخر ... وهو أن المسور بن مخرمة لما خطب الحسن بن الحسن ابنته : « حمد الله عزوجل وأثنى عليه وقال : أما بعد ، فما من نسب ولا سبب ولا صهر أحب إلي من نسبكم وصهركم ، ولكن رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم قال : فاطمة بضعة مني ، يقبضني ما يقبضها ، ويبسطني ما يبسطها ، وإن الانساب يوم القيامة تنقطع إلا نسبي وسببي وصهري ، وعندك ابنته ولو زوجتك لقبضها ذلك » فانطلق الحسن عاذرا اليه (65) .
                      ولو كان مسور يروي قصة خطبة أبي جهل لاستشهد بها وحكى الحديث كاملا ، لشدة المناسبة بين خطبة علي ابنة أبي جهل وعنده فاطمة وخطبة الحسن بن الحسن ابنة المسور وعنده بنت عمه !
                      فهذه إشكالات حار القوم في حلها الحل المعقول ...

                      تأملات في ألفاظ الحديث :
                      وهنا أسئلة :
                      الاول : هل خطب علي ابنة أبي جهل حقا ؟
                      الملاحظ أن في حديث الليث ، عن ابن أبي مليكة ، عن المسور : « سمعت النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم يقول : إن بني المغيرة استأذنوني في أن ينكح علي ابنتهم ... » .
                      وفي أغلب طرق حديث الزهري ـ وبعض الاحاديث الاخرى ـ عن علي بن الحسين ، عن المسور : « أن علي بن أبي طالب خطب ... » .
                      وفي حديث عبد الله بن الزبير : « أن عليا ذكر بنت أبي جهل ... » .
                      وهذا ليس اختلافا في التعبير فحسب .
                      الثاني : هل وعد علي النكاح ؟
                      ____________
                      (65) مسند أحمد 4 | 323 المستدرك 3 | 158 ، سنن البيهقي 7 | 64.
                      --------------------------------------------------------------------------------

                      ( 30 )

                      صريح بعض الاحاديث عن الزهري : « وعد النكاح » وهو ظاهر الاحاديث الاخرى ـ عن الزهري أيضا ـ التي فيها قول فاطمة للنبي : « هذا علي ناكحا » أو « نكح » فإنه بعد رفع اليد عن ظهوره في تحقق النكاح فلابد من وقوع الخطبة والوعد بالنكاح .
                      لكن في حديث أبي حنظلة : « فقال له أهلها : لا نزوجك على ابنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم » .
                      الثالث : هل وقع الاستئذان من النبي ؟
                      صريح الحديث عن الليث عن المسور أنه سمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم يعلن أنه قد أستؤذن في ذلك وأنه لا يأذن . لكن صريح الحديث عن الزهري عن المسور : أنه سمعه تشهد ثم قال : « أما بعد ، أنكحت أباالعاص بن الربيع ، فحدثني وصدقني ... » أو نحو ذلك مما فيه التعريض بعلي وليس فيه تعرض للمشورة والاستئذان منه ! وكذا الحديث عن أيوب عن ابن الزبير ، لا تعرض فيه للاستئذان لكن بلا تعريض ، فجاء فيه : « فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم فقال : إنما فاطمة بضعة مني ... » .
                      الرابع : من الذي استأذن ؟
                      قد عرفت خلو حديث الزهري عن الاستئذان مطلقا .
                      ثم إن كثيرا من الاحاديث تنص على استئذان أهل المرأة . وفي بعضها : أنه استأذن بنفسه وقال له : « أتأمرني بها ؟ » فقال : « لا ، فاطمة مضغة مني ... فقال : لا آتي شيئا تكرهه » .
                      الخامس : من الذي أبلغ النبي ؟
                      في حديت أيوب عن ابن الزبير : « فبلغ ذلك ... » .
                      وفي حديث الليث عن ابن أبي مليكة عن المسور : أنهم أهل المرأة حيث جاءوا إليه ليستأذنوه ...
                      وفي حديت سويد بن غفلة : أنه علي نفسه ، حيث جاء ليستأذنه ...


                      --------------------------------------------------------------------------------

                      ( 31 )

                      لكن في حديث الزهري : إنها فاطمة !.. إنها لما سمعت بذلك خرجت من بيتها وأتت النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم وجعلت تخاطبه بما لا يليق ! يقول الزهري : « إن عليا خطب بنت أبي جهل ، فسمعت بذلك فاطمة ، فأتت رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم فقالت : يزعم قومك أنك لا تغضب لبناتك ، وهذا علي ناكح بنت أبي جهل ، فقام رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم ... » .
                      بل في حديث يرويه مفاده شيوع الخبر بين الناس !! يقول : « فقال الناس : أترون أن رسول الله صلى الله عليه [ واله ] وسلم يجد من ذلك ؟! فقال ناس ... وقال ناس ... ».
                      وهناك أسئلة أخرى ...
                      فألفاظ الحديث متناقضة جدا ، والقضية واحدة ، وقد تحير الشراح هنا أيضا واضطربت كلماتهم ولم يوفقوا للجمع بينها وإن حاولوا وتمحلوا !!

                      تأملات في مدلوله :
                      ثم إنه يجب النظر في هذه الاحاديث من الناحية الفقهية والناحية الاخلاقية والعاطفية ... بعد فرض ثبوت القضية ...
                      فماذا صنع علي ؟ وما فعلت فاطمة ؟ وأي شيءٍ صدر من النبي ؟
                      لقد خطب علي ابنة أبي جهل ، فتأذت الزهراء ، فصعد النبي المنبر وقال ...
                      هل كان يحرم على علي التزوج على فاطمة أو لا ؟
                      وعلى الاول : فهل كان على علم بذلك أو لا ؟
                      لا ريب في أن عليا لا يقدم على هذا الامر المحرم عليه مع علمه بالحرمة ، فإما ان لا تكون حرمة ، وإما أن لايكون له علم بها .
                      لكن الثاني لا يجوز نسبته إلى سائر الناس فكيف بباب مدينة علم النبي صلى الله عليه وآله وسلم ؟!
                      فهو إذن حين فعل ذلك لم يكن فاعلا لمحرم في الشريعة ، لان حاله حال سائر


                      --------------------------------------------------------------------------------

                      ( 32 )

                      المسلمين الجائز عليهم نكاح الاربع ، ولو كان ـ بالنسبة إليه خاصة ـ حكم دون رجال المسلمين لعلمه !
                      وحينئذ فهل من الجائز خروج الصديقة الطاهرة ـ بمجرد سماعها الخبر ـ إلى رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم لتشكو بعلها وتخاطب أباها بتلك الكلمات القارصة ؟!
                      إنه لم يفعل محرما حتى تكون قد أرادت النهي عن المنكر ، فهل أن شأنها شأن غيرها من النساء ويكون لها من الغيرة ما يكون لسواها ؟! وهل كانت غيرتها لاقدام علي على النكاح أو لكون المخطوبة بنت أبي جهل ؟!
                      والنبي ... يصعد المنبر ... بعد أن يرى فاطمة منزعجة ... أو بعد أن يستأذنه القوم في أن ينكحوا ابنتهم ... فيخاطب الناس ؟!
                      وماذا قال ؟!
                      قد اشتملت خطبته على مايلي :
                      1 ـ الثناء على صهرٍ له من بني عبد شمس !
                      2 ـ الخوف من أن تفتن فاطمة في دينها !
                      3 ـ إنه ليس يحرم حلالا ولا يحل حراما . ولكن لا يأذن !
                      4 ـ إنه لا تجتمع بنت رسول الله وبنت عدو الله ! وفي لفظ : إنه ليس لاحد أن يتزوج ابنة عدو الله على ابنة رسول الله ! وفي ثالث : لم يكن ذلك له أن يجمع ...!
                      5 ـ إلا أن يريد ابن أبي طالب أن يطلق ابنته صلى الله عليه وآله وسلم وينكح ابنتهم ! وفي لفظ : إن كنت تزوجتها فرد علينا ابنتنا ...!
                      أترى من الجائز كل هذا ؟!
                      لقد حار الشراح ـ وهم يقولون بأن عليا خطب ولم يكن بمحرم عليه ، وبأن فاطمة تعتريها الغيرة كسائر النساء ! ـ في توجيه ما جاءت به الاحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في هذه الواقعة ...
                      إن عليا كان قد أخذ بعموم الجواز .


                      --------------------------------------------------------------------------------

                      ( 33 )

                      وفاطمة الزهراء ليست بالتي تفتن عن دينها أو يعتريها ما يعتري النسوة وقد نزلت فيها آية التطهير من السماء ، وكانت لعصمتها وكمالاتها سيدة النساء ، وعلى فرض ذلك ـ كما تقول هذه الأحاديث ـ فلا خصوصية لابنة أبي جهل .
                      والنبي يعترف في خطبته بأن عليا ما فعل حراما ، ولكن لا يأذن . فهل إذنه شرط ؟! وهل يجوز حمل الصهر على طلاق زوجته إن تزوج بأُخرى عليها ؟!
                      كل هذا غير جائز ولا كائن ...
                      سلمنا أن فاطمة أخذتها الغيرة (66) ، والنبي أخذته الغيرة لابنته (67) ، فلماذا صعد المنبر وأعلن القصة وشهر ؟!
                      يقول ابن حجر : « وإنما خطب النبي ليشيع الحكم المذكور بين الناس ويأخذوا به ، إما على سبيل الايجاب ، وإما على سبيل الاولوية » (68) .
                      وتبعه العيني (69) .
                      والمراد بالحكم : حكم « الجمع بين بنت رسول الله وبنت عدو الله » لكن ألفاظ الحديث مختلفة ، ففي لفظ : « لا تجتمع ... » وفي آخر : « ليس لأحدٍ ... » وفي ثالث : « لم يكن ذلك له » . ولذا اختلفت كلمات العلماء في الحكم !
                      قال النووي : « قال العلماء : في هذا الحديث تحريم إيذاء النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلّم بكل حال وعلى كل وجه ، وإن تولد ذلك الايذاء مما كان أصله مباحا وهو حي . وهذا بخلاف غيره . قالوا : وقد أعلم بإباحة نكاح بنت أبي جهل لعلي بقوله : لست أحرم حلالا ، ولكن نهى عن الجمع بينهما لعلتين منصوصتين ، إحداهما : أن ذلك يؤدي إلى أذى فاطمة فيتأذى حينئذ النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم فيهلك من آذاه .
                      ____________
                      (66) ومن هنا ذكر أبن ماجة الحديث في باب الغيرة .
                      (67) ومن هنا عنون البخاري : « باب ذب الرجل عن ابنته في الغيرة والانصاف » ولم يذكر فيه إلا هذا الحديث !!
                      (68) فتح الباري 7 | 68 .
                      (69) عمدة القاري 16 | 230 .
                      --------------------------------------------------------------------------------

                      ( 34 )

                      فنهى عن ذلك لكمال شفقته على علي وعلى فاطمة . والثانية : خوف الفتنة عليها بسبب الغيرة .
                      وقيل : ليس المراد به النهي عن جمعهما ، بل معناه : أعلم من فضل الله أنهما لا تجتمعان ، كما قال أنس بن النضر : والله لا تكسر ثنية الربيع .
                      يحتمل أن المراد : تحريم جمعهما ، ويكون معنى لا احرم حلالا ، أي : لا أقول شيئا يخالف حكم الله ، فإذا أحل شيئا لم أحرمه ، وإذا حرمه لم أحلله ولم أسكت عن تحريمه ، لان سكوتي تحليل له ، ويكون من جملة محرمات النكاح الجمع بين بنتي عدو الله وبنت نبي الله » (70) .
                      وقال العيني : « نهى عن الجمع بينها وبين فاطمة ابنته لعلتين منصوصتين ... » (71) .
                      أقول : أما « لا تجتمع ... » فليس صريحا في التحريم ، ولذا قيل : « ليس المراد به النهي عن جمعهما ، بل معناه : اعلم من فضل الله أنهما لا تجتمعان » . وأما « ليس لاحد ... » فظاهر في الحرمة لعموم المسلمين ، فيكون حكما مخصصا لعموم أدلة الجواز لكن لا يفتي به أحد ... بل يكذبه عمل عمر بن الخطاب ، حيث خطب ـ فيما يروون ـ ابنة أمير المؤمنين الامام علي عليه السلام وعنده غير واحدة من بنات أعداء الله كما لا يخفى على من راجع تراجمه .
                      واما « لم يكن ذلك له » فصريح في اختصاص الحكم بعلي ، فهل هو نهي تنزيهي أو تحريمي ؟ إن كان الثاني فلا بد أن يفرض مع جهل علي به ، لكن المستفاد من النووي وغيره هو الاول ، فهو صلى الله عليه وآله وسلم نهى عن الجمع للعلتين المذكورتين .
                      أما الثانية فلا تتصورفي حق كثير من النساء المؤمنات فكيف بالزهراء الطاهرة المعصومة !!
                      وأما الاولى فيردها : أن صعود المنبر ، والثناء على صهر آخر ، ثم القول بأنه
                      ____________
                      (70) المنهاج في شرح صحيح مسلم بن الحجاج ـ هامش إرشاد الساري ـ 9 | 333 .
                      (71) عمدة القاري 15 | 34.
                      --------------------------------------------------------------------------------

                      ( 35 )

                      « إلا أن يريد ابن أبي طالب أن يطلق ... » ... ينافي كمال شفقته على علي وفاطمة ...
                      ولعل ما ذكرناه هو وجه الاقوال الاخرى في المقام .
                      وقال ابن حجر بشرح : « إلا أن يريد ابن أبي طالب ... » : « هذا محمول على أن بعض من يبغض عليا وشى به أنه مصمم على ذلك ، وإلاّ فلا يظن به أنه يستمر على الخطبة بعد أن استشار النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم فمنعه . وسياق سويد بن غفلة يدل على أن ذلك وقع قبل أن تعلم به فاطمة ، فكأنه لما قيل لها ذلك وشكت إلى النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم بعد أن أعلمه علي أنه ترك ، أنكر عليه ذلك .
                      وزاد في رواية الزهري : وإني لست أحرم حلالا ولا أحلل حراما ، ولكن ـ والله ـ لا تجمع بنت رسول الله وبنت عدو الله عند رجل أبدا . وفي رواية مسلم : مكانا واحدا أبدا . وفي رواية شعيب : عند رجل واحد أبدا .
                      قال ابن التين : أصح ما تحمل عليه هذه القصة : أن النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم حرم على علي أن يجمع بين ابنته وبين ابنة أبي جهل ، لانه علل بأن ذلك يؤذيه ، وأذيته حرام بالاتفاق . ومعنى قوله : لا أحرم حلالا ، أي : هي له حلال لو لم تكن عنده فاطمة . واما الجمع بينهما الذي لا يستلزم تأذي النبي صلى الله عليه وآله وسلم لتأذي فاطمة به فلا .
                      وزعم غيره : أن السياق يشعر بأن ذلك مباح لعلي ، لكنه منعه النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم رعاية لخاطر فاطمة ، وقبل هو ذلك امتثالا لامر النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم .
                      والذي يظهر لي : أنه لا يبعد أن يعد في خصائص النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم أن لا يتزوج على بناته .
                      ويحتمل أن يكون ذلك خاصا بفاطمة عليها السلام » (72) .
                      أقول : لايخفى الاضطراب في كلماتهم . ولا يخفى ما في كل وجه من هذه
                      ____________
                      (72) فتح الباري 9 | 268.
                      --------------------------------------------------------------------------------

                      ( 36 )

                      الوجوه ...
                      ولو ذكرنا التناقضات الاخرى الموجودة بينهم لطال بنا المقام ...
                      ومن طرائف الامور جعل البخاري كلام النبي خلعا ، ولذا ذكر الحديث في باب الشقاق من كتاب الطلاق ..!! لكن القوم لم يرتضوا ذلك فحاروا فيه :
                      قال العيني : « قال ابن التين : ليس في الحديث دلالة على ما ترجم .
                      أراد : أنه لا مطابقة بين الحديث والترجمة .
                      وعن المهلب : حاول البخاري بإيراده أن يجعل قول النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم : ( فلا آذن ) خلعا .
                      ولا يقوى ذلك . لانه قال في الخبر : ( إلا أن يريد ابن أبي طالب أن يطلق ابنتي ) فدل على الطلاق . فإن أراد أن يستدل بالطلاق على الخلع فهو ضعيف ...
                      وقيل : في بيان المطابقة بين الحديث والترجمة بقوله : يمكن أن تؤخذ من كونه صلى الله عليه [ وآله ] وسلم أشار بقوله : ( فلا آذن ) إلى أن عليا رضي الله تعالى عنه يترك الخطبة . فإذا ساغ جواز الاشارة بعدم النكاح التحق به جواز الاشارة بقطع النكاح .
                      وأحسن من هذا وأوجه ما قاله الكرماني بقوله : أورد هذا الحديث هنا لان فاطمة رضي الله تعالى عنها ما كانت ترضى بذلك ، وكان الشقاق بينها وبين علي رضي الله تعالى عنه متوقعا ، فأراد صلى الله عليه [ واله ] وسلم دفع وقوعه .
                      وقيل : يحتمل أن يكون وجه المطابقة من باقي الحديث ، وهو : ( إلا أن يريد علي أن يطلق ابنتي ) فيكون من باب الاشارة بالخلع .
                      وفيه تأمل » (73) .
                      وقال القسطلاني : « استشكل وجه المطابقة بين الحديث والترجمة وأجاب في الكواكب فأجاد : بأن كون فاطمة ما كانت ترضى بذلك فكان الشقاق بينها وبين علي
                      ____________
                      (73) عمدة القاري 20 | 265.
                      --------------------------------------------------------------------------------

                      ( 37 )

                      متوقعا ، فأراد النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم دفع وقوعه بمنع علي من ذلك بطريق الايماء والاشارة .
                      وقيل غيرذلك مما فيه تكلف وتعسف » (74) .
                      أقول : وهل ما ذكره الكرماني في الكواكب واستحسنه العيني والقسطلاني خال من التكلف والتعسف ؟!
                      انه يبتني على احتمالين ، أحدهما : أن لا ترضى فاطمة بذلك . والثاني : أن ينجر ذلك إلى الشقاق بينهما ..!!
                      وهل كان منعه صلى الله عليه وآله وسلم عليا من ذلك ـ دفعا لوقوع الشقاق ـ بطريق الايماء والاشارة ؟! أوكان بالخطبة والتنقيص والغض والتهديد ؟!

                      نتيجة التأملات :
                      ونتيجة التأملات في ألفاظ هذا الحديث :
                      1 ـ إن قول المسور « وأنا محتلم » يورث الشك في سماعه الحديث من النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وكذا عدم المناسبة المعقولة بين طلبه للسيف من الامام زين العابدين عليه السلام وإخباره بالقصة ، ثم إلحاحه في طلب السيف ، لان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : فاطمة بضعة مني ...!
                      2 ـ إن ألفاظ الحديث مختلفة ومعانيها متفاوتة جدا ، بحيث لم يتمكن شراحه من بيان وجه معقول للجمع بين تلك الالفاظ . ولما كانت الحال هذه والقصة واحدة فلا محالة يقع الشك في أصل الحديث ...
                      3 ـ إن مدلول الحديث لا يتناسب وشأن أمير المؤمنين والزهراء ، وفوق ذلك لا يتناسب وشأن النبي صاحب الشريعة الغراء . وحتى لو فعل علي ما لا يجوز ... لما ثبت من أنه :
                      ____________
                      (74) إرشاد الساري 8 | 152.
                      --------------------------------------------------------------------------------

                      ( 38 )

                      « كان إذا بلغه عن الرجل الشيء لم يقل : ما بال فلان يقول . ولكن يقول : ما بال أقوام يقولون : كذا وكذا » .
                      و: « كان رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم قل ما يواجه رجلا في وجهه شيء يكرهه » .
                      وقال : « من رأى عورة فسترها كان كمن أحيا موؤدة » (75) .
                      وقد التفت ابن حجر إلى هذه الناحية حيث قال : « وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قل أن يواجه أحدا بما يعاب به » ثم اعتذر قائلا : « ولعله إنما جهر بمعاتبة علي مبالغة في رضا فاطمة عليها السلام ... » (76) .
                      لكنه كما ترى ، أما أولا : فلم يرتكب علي عيبا . واما ثانيا : فإن الذي صدر من النبي ما كان معاتبة . وأما ثالثا : فإن المبالغة في رضا فاطمة عليها السلام إنما تحسن ما لم تستلزم هتكا لمؤمن فكيف بعلي ، وليس دونها عنده إن لم يكن أعز وأحب .
                      4 ـ وكما أن هذا الحديث تكذبه أحكام الشريعة الاسلامية والسنن النبوية والآداب المحمدية . كذلك تكذبه الاخبار الصحيحة في أن الله هو الذي اختار عليا لنكاح فاطمة ، وأن النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم رد كبار الصحابة وقد خطبوها (77) ومن المعلوم أن الله لا يختار لها من يؤذيها بشيء مطلقا .
                      5 ـ وتكذبه أيضا سيرة الامام علي عليه السلام وأحواله مع أخيه المصطفى منذ نعومة أظفاره حتى آخر لحظة من حياة النبي الكريمة ، فلم ير منه شيء يخالف الرسول أو يكرهه .
                      ____________
                      (75) هذه الاحاديث متفق عليها ، وقد أخرجها أصحاب الصحاح كلهم في باب الادب وغيره . أنظر منها : سنن أبي داود 2 | 288 .
                      (76) فتح الباري 7 | 68 .
                      (77) أنظر : مجمع الزوائد 9 | 204 ، كنز العمال 6 | 152 ، ذخائر العقبى : 31 ـ 32 ، الرياض النضرة 2 | 183 ، الصواعق : 84 .
                      --------------------------------------------------------------------------------

                      ( 39 )

                      تنبيهان :
                      1 ـ لقد كانت فاطمة الزهراء سلام الله عليها بضعة النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم حقا ، ولقد كرر النبي صلى الله عليه وآله وسلم قوله : « فاطمة بضعة مني ... » غير مرة ، تأكيدا على تحريم أذاها ، وأن سخطها وغضبها سخطه وغضبه ، وسخطه سخط الله وغضبه ... وبألفاظ مختلفة متقاربة في المعنى .
                      وقد روى عنه صلى الله عليه واله وسلم هذا الحديث غير واحد من الصحابة ، منهم أمير المؤمنين عليه السلام نفسه ... قال ابن حجر : « وعن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لفاطمة : إن الله تعالى يرضى لرضاك ويغضب لغضبك » (78) .
                      قال : « وأخرج ابن أبي عاصم ، عن عبد الله بن عمرو بن سالم المفلوج ، بسند من أهل البيت عن علي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لفاطمة : إن الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك » (79) .
                      ولسنا ـ الآن ـ بصدد ذكر رواة هذا الحديث وأسانيده عن الصحابة . وبيان قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذلك في مناسبات متعددة . فذاك أمر معلوم ..
                      كما أن ترتيب المسلمين الاثر الفقهي عليه منذ عهد الصحابة وإعطائهم فاطمة ما كان للنبي من حكم ، معلوم .
                      فالسهيلي الحافظ حكم بكفر من سبها وأن من صلى عليها فقد صلى على أبيها ، وكذا الحافظ البيهقي ، وقال شراح الصحيحين بدلالته على حرمة أذاها (80) وقال الزرقاني المالكي : « إنها تغضب من سبها ، وقد سوى بين غضبها وغضبه ، ومن أغضبه
                      ____________
                      (78) تهذيب التهذيب 12 | 469 ، الاصابة 4 | 378 .
                      (79) الاصابة 4 | 378 .
                      (80) فتح الباري ، إرشاد الساري ، عمدة القاري ، المنهاج ... وغيرها.
                      --------------------------------------------------------------------------------

                      ( 40 )

                      كفر » (81) وقال المناوي : « استدل به السهيلي على أن من سبها كفر ، لانه يغضبه ، وأنها أفضل من الشيخين . قال الشريف السمهودي : ومعلوم أن أولادها بضعة منها فيكونون بواسطتها بضعة منه ... » (82) .
                      ومن قبلهم أبولبابة الانصاري نزلها منزلة النبي بأمر من النبي ... قال الحافظ السهيلي : « إن أبا لبابة رفاعة بن المنذر ربط نفسه في توبة ، وإن فاطمة أرادت حله حين نزلت توبته ، فقال : قد أقسمت ألا يحلني إلا رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم . فقال رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم : إن فاطمة بضعة مني . فصلى الله عليه وعلى فاطمة . فهذا حديث يدل على أن من سبها فقد كفر ، ومن صلى عليها فقد صلى على أبيها » .
                      ليس المقصود ذلك .
                      بل المقصود هو أن هذا الحديث جاء في الصحيحين وغيرهما عن « المسور بن مخرمة » ـ في باب فضائل فاطمة ـ مجردا عن قصة خطبة علي ابنة أبي جهل ، قال ابن حجر : « وفي الصحيحين عن المسور بن مخرمة : سمعت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم على المنبر يقول : فاطمة بضعة مني ، يؤذيني ما اذاها ، ويريبني ما رابها » (83) روياه عن سفيان بن عيينة ، عن عمرو بن دينار عن ابن أبي مليكة ، عن المسور بن مخرمة .
                      بل لم نجده عند البيهقي والخطيب التبريزي إلا مجردا كذلك (84) ، وكذا في الجامع الصغير ، حيث لا تعرض للقصة لا في المتن ولا في الشرح (85) .
                      والملاحظ أنه لا يوجد في هذا السند المجرد واحد من ابني الزبير والزهري والشعبي والليث ... وأمثالهم ...
                      ____________
                      (81) شرح المواهب اللدنية 3 | 205 .
                      (82) فيض القدير 4 | 241 .
                      (83) الاصابة 4 | 378 .
                      (84) سنن البيهقي 7 | 64 و10 | 201 ، مشكاة المصابيح 3 | 1732 وقال : متفق عليه .
                      (85) فيض القدير ـ شرح الجامع الصغير ـ 4 | 241 .
                      --------------------------------------------------------------------------------

                      ( 41 )

                      ونحن نحتج بهذا الحديث ... كسائر الاحاديث ... وإن جرحنا « المسور » و« ابن ابي مليكة » لان « الفضل ما شهدت به الاعداء » .
                      لكن أغلب الظن أن القوم وضعوا قصة الخطبة ، وألصقوها بالمسور وروايته ... لغرض في نفوسهم ، ومرض في قلوبهم ... حتى جاء ابن تيمية المجدد لاثار الخوارج ، والمشيد للاباطيل على موضوعاتهم ليقول :
                      « إن هذا الحديث لم يرو بهذا اللفظ بل روي بغيره ، كما ذكر في حديث خطبة علي لابنة أبي جهل لما قام النبي صلى الله عليه [ واله ] وسلم خطيبا ، فقال : إن بني هشام بن المغيرة ... رواه البخاري ومسلم في الصحيحين من رواية علي بن الحسين والمسور بن مخرمة ، فسبب الحديث خطبة علي لابنة أبي جهل ... » (86) .
                      لكن الحقيقة لا تنطلي على أهلها ، والله الموفق .
                      2 ـ قد أشرنا في مقدمة البحث أن وجود الحديث ـ أي حديث كان ـ في كتابي البخاري ومسلم وغيرهما من الكتب المعروفة بالصحاح لا يلزمنا القول بصحته ، ولا يغنينا عن النظر في سنده ، فلا يغرنك إخراجهم الحديث في تلك الكتب ، ولا يهولنك الحكم ببطلان حديث مخرج فيها . وهذا مما تنبه إليه المحققون من أهل السنة وبحث عنه غير واحد من علماء الحديث والكتاب المعاصرين . ولنا في هذا الموضوع بحث مشبع نشرناه في العدد (14) من هذه النشرة ، وصدر من بعد ضمن كتابنا « التحقيق في نفي التحريف عن القرآن الشريف » أيضا .

                      تتمة :
                      وكأن القوم لم يكفهم وضع حديث خطبة ابنة أبي جهل ، فوضعوا حديثا آخر ، فيه أن أمير المؤمنين عليه السلام خطب أسماء بنت عميس !.. لكنه واضح العوار جدا ، فلذا لم يخرجه أصحاب صحاحهم ، بل نص المحققون منهم على سقوطه :
                      ____________
                      (86) منهاج السنة 2 | 170 .
                      --------------------------------------------------------------------------------

                      ( 42 )

                      قال ابن حجر : « أسماء بنت عميس قالت : خطبني علي بن أبي طالب ، فبلغ ذلك فاطمة ، فأتت النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم فقالت : إن أسماء متزوجة عليا ! فقال لها : ما كان لها أن تؤذي الله ورسوله » (87) .
                      وقال الهيثمي : « رواه الطبراني في الكبير والاوسط .
                      وفيهما من لم أعرفه » (88) .
                      ونحن لا نتكلم على هذا الموضوع الاخر سوى أن نشير إلى أن واضعه قال : « فأتت النبي فقالت : إن أسماء متزوجة عليا » وليس : « هذا علي ناكح ابنة أبي جهل » . وقال عن النبي أنه قال لفاطمة : « ما كان لها أن تؤذي الله ورسوله » ولم يقل عنه أنه صعد المنبر وخطب وقال : « ما كان له ... » !!

                      كلمة الختام :
                      قد استعرضنا ـ بعون الله تعالى ـ جميع طرق هذا الحديث ، ودققنا النظر في رجاله وأسانيده ، وفي ألفاظه ومداليله . فوجدناه حديثا مختلقا من قبل آل الزبير ، فإن رواته :
                      « عبد الله بن الزبير » .
                      و« عروة بن الزبير » .
                      و«المسور بن مخرمة » وكان من أعوان « عبد الله » وأنصاره والمقتولين معه في الكعبة ، وكان من الخوارج ، وكان ...
                      و« عبد الله بن أبي مليكة » وهو قاضي الزبير ومؤذنه .
                      و« الزهري » وهو الذي كان يجلس مع « عروة بن الزبير » وينالان من أمير المؤمنين عليه السلام ... وكان ...
                      و« شعيب بن راشد » وهو راوية « الزهري » .
                      ____________
                      (87) المطالب العالية 4 | 67 .
                      (88) مجمع الزوائد 9 | 203 .
                      --------------------------------------------------------------------------------

                      ( 43 )

                      و« أبواليمان » وهو راوية شعيب ...
                      هؤلاء رؤوس الواضعين لهذه الاكذوبة البينة ... وقد عرفتهم واحدا واحدا ...
                      وكل هؤلاء على مذهب إمامهم « عبد الله بن الزبير » الذي اشتهر بعدائه لاهل البيت عليهم السلام ، وتلك أخباره في واقعة الجمل وغيرها ، ثم حصره بني هاشم في الشعب بمكة فإما البيعة له وإما القتل ، ثم إخراجه محمد بن الحنفية من مكة والمدينة وابن عباس إلى الطائف ... وعدائه للنبي الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم نفسه .. حتى قطع ذكره صلى الله عليه وآله وسلم جمعا كثيرة ، فاستعظم الناس ذلك ، فقال : إني لا أرغب عن ذكره ، ولكن له أهيل سوء ، إذا ذكرته أتلعوا أعناقهم ، فأنا أحب أن أكبتهم !! مذكورة في التاريخ .
                      وقد قال أمير المؤمنين عليه السلام كلمته القصيرة المعروفة : « ما زال الزبير رجلا منا أهل البيت حتى نشأ ابنه المشؤوم عبد الله » (89) .
                      فليهذب السنة الشريفة حماتها الغيارى من هذه الافتراءات القبيحة ، والله أسأل أن يوفق المخلصين للعلم والعمل ، وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم ، إنه هو البر الرحيم .


                      ***

                      ____________
                      (89) نهج البلاغة ـ فهرسة صبحي الصالح ـ : 555 | 453 ، الاستيعاب : 904 إلا أنه لم يذكر لفظة « المشؤوم » .
                      http://www.rafed.net/articles/7/02.html

                      انتهى الدرس يا وهابي

                      تعليق


                      • #12
                        واذا عندك وقت ثمين للعلم وليس للمهاترات

                        ادخل هنا وخذ عبرة
                        وان كنت اشك بذلك

                        http://www.yahosein.com/vb/showthread.php?t=61165

                        تعليق


                        • #13
                          قاتل الله النواصب او تنكرون ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال

                          ((فاطمة بضعة مني يؤذيني ما يؤذيها ويريبني ما يريبها )))


                          او ((يغضبني ما يغضبها))

                          ااذا لم يكن هذا بنصب فليس في الدنيا نصب

                          لكنه الهوى فالمهم الانتصار له حتى لو كان على حساب اهل البيت ...حتى الخوارج لم ينكروا هذه الفضيلة لفاطمة


                          ان قلتم قالها قلنا هذه هي القصة التي قيل فيها هذا الكلام وان قلتم القصة مكذوبة قلنا ها انتم تنكرون وتجحدون فضيلة من فضائل فاطمة رضي الله عنها بل سقط استشهادكم بهذه الفضيلة عند مناقشة قضية فدك


                          :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::::

                          الزميل حسيني اميري
                          انا على اتم الاستعداد بان اتسلى عليك ونناقش مسالة الساسانيد على ان تكون رجلا وتثبت وتناقشى على اصول

                          والتي منها
                          1- لا يجوز ان تستشهد على الخصم الا بما هو حجة عليه
                          2- لا تستطيع الزام الخصم الا بما التزم به
                          3- الهوى وسوء الظن ليسا حجة ابدا

                          فاذا كنت رجلا من ظهر رجل فابدأ على بركة الله ....

                          لكن تذكر انك من الطاعنيبن في الزهراء رضي الله عنها عندما انكرت فضيلة من فضائلها

                          تعليق


                          • #14
                            اقصد الاسانيد

                            تعليق


                            • #15
                              ياقادسية

                              انت تهذي

                              انت تجلب روايات موضوعة في كتبكم وتريد الزامنا بها

                              فإن قلت لكنكم ستنكرون حديث (فاطمة بضعة مني) فنقول لك من قال ان سبب هذا الحديث هو في هذه الواقعة الموضوعة؟

                              عجيب امركم، تأخذون كلام الرسول في فضل ال بيته وتلصقون به واقعة موضوعة فعندها تفرضون خيارين إما قبول الوضع او نفي الثابت.

                              الناصبي ياعزيزي هو انت وقبيلتك وليس شيعة اهل بيت الرسول

                              تعليق

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 09:44 PM
                              استجابة 1
                              10 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                              بواسطة ibrahim aly awaly
                               
                              أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 07:21 AM
                              ردود 2
                              12 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                              بواسطة ibrahim aly awaly
                               
                              يعمل...
                              X