إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

تفضلوا أختنا كربلائيه وإخواننا المحترمين فقط ( السنه لايخشون حوارا عاقلا )

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #31
    تقول السيدة عائشة : لم يُقبض نبي حتى يريه الله تعالى مقعده في الجنة، تقول : فرأيتُ الرسول صلى الله عليه و سلم قد أغمض عينيه و رفع يده إلى السماء ففهِمتُ أنه يقول ربي، أريد ربي، هنا دخلت فاطمة فرات أباها في النَّزع فقالت : وا كرب أبتاه، فقال صلى الله عليه وسلم : لا كرب على أبيك بعد اليوم يا فاطمة، ثم قبض روحه ملك الموت، فسُمِعَ صوت في البيت يقول: " إن في الله عزاء من كل مصيبة وخلفاً من كل هالك و دَرَكاً من كل فائت فبالله فثِقوا وإيّاه فارجوا وإنَّما المصاب من حُرِمَ الثواب والسلام عليكم ورحمة الله ". تقول عائشة : فوضع الرسول صلى الله عليه وسلم رأسه بين صدري و نحري و طلب شيئاً من الماء وضعه على شفتيه و قال : "اللهم سَهِّل عليّ سكرات الموت" . و بدأ ينزع عليه الصلاة والسلام، وأنا أنظر إليه ما أدري ما الأمر، فإذا به يثقل ويثقل ونظرت فإذا هو قد شَخَصَ ببصره إلى السماء فعرفتُ إنه قد قُبِض، فوضعتُ رأسه الشريف صلى الله عليه وسلم وخرجتُ وأنا أبكي فاستقبلني الناس وكان عمر على الباب، فلمّا سمع خُبِلَ وجاءت النساء فرأوا الرسول صلى الله عليه وسلم شاخصاً، فإذا برجل يصيح من باب المسجد : وا رسول الله!!! فسمع أبو بكر الصوت على بُعْدٍ من المدينة، فإذا به يركض مُتَّجهاً إلى المسجد و هو يهُدُّ الأرض هدَّاً و يصل إلى المسجد فإذا بعمر قد أخذ سيفه ووقف أمام الناس و هو يقول : من يقول إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم مات أضرب عنقه، إنّه لم يمت و لن يموت!...............
    بربكم هل مات رسول عظيم مثل موتة الفستاق قبلاً كي يموت هو مثلهم؟.....الله اكبر على ماافترته عائشة على الرسول.....كيف ستواجهه ص يوم القيامة يا اخ اسامة؟ وهذا كله مفترى على الرسول الأعظم صلوات الله وسلامه عليه وآله....على فكرة هذا منقول من مصادركم السنية وليس من مصادرنا الشيعية....
    اما الحقيقة هي.....
    بعد قصة الغدير بأشهر قليلة، مرض النبي (ص) حتى إذا كان يوم الاثنين 28 من شهر صفر سنة 11 من الهجرة النبوية التحق بالرفيق الأعلى، وقيل سنة 10 من الهجرة(76)،وكان لرسول الله 63 سنة، فحينما كان (ص) في مرض موته نزل جبرئيل (ع) فقال: «السلام عليك يا أبا القاسم».

    فقال: «وعليك السلام يا جبرئيل، أدن مني حبيبي جبرئيل».

    فدنا منه، فنزل ملك الموت ـ ودخل على الرسول (ص) بإذن منه (ص) ـ فقال له جبرئيل: «يا ملك الموت، احفظ وصية الله في روح محمد (ص) » وكان جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن يساره وملك الموت آخذ بروحه (ص) (77).

    وروي عن ابن عباس: أن رسول الله (ص) في ذلك المرض كان يقول: ادعوا إليّ حبيبي، فجعل يدعى له رجل بعد رجل فيعرض عنه، فقيل لفاطمة: أمضي إلى علي، فما نرى رسول الله (ص) يريد غير علي، فبعثت فاطمة (ع) إلى علي (ع) فلما دخل، فتح رسول الله (ص) عينيه، وتهلل وجهه ثم قال: «إليّ يا علي إليّ يا علي»، فما زال (ص) يدنيه حتى أخذه بيده وأجلسه عند رأسه ثم أغمي عليه.

    فجاء الحسن والحسين (ع) يصيحان ويبكيان، حتى وقعا على رسول الله (ص) ، فأراد علي (ع) أن ينحيهما عنه، فأفاق رسول الله (ص) ثم قال: «يا علي، دعني أشمهما ويشماني وأتزود منهما ويتزوّدان مني، أما إنهما سيظلمان بعدي ويُقتلان ظلماً، فلعنة الله على من يظلمهما» يقول ذلك ثلاثاً.

    ثم مدّ (ص) يده إلى علي (ع) فجذبه إليه حتى أدخله تحت ثوبه الذي كان عليه، ووضع فاه على فيه، وجعل يناجيه مناجاة طويلة، حتى خرجت روحه الطيبة (صلوات الله عليه وآله)، فانسل علي (ع) من تحت ثيابه وقال: «أعظم الله أجوركم في نبيكم، فقد قبضه الله إليه».

    فارتفعت الأصوات بالضجة والبكاء.

    فقيل لأمير المؤمنين (ع) : ما الذي ناجاك به رسول الله (ص) ؟

    فقال: «علمني ألف باب يفتح لي من كل باب ألف باب»(78).

    ولا يخفى أن النبي (ص) فارق الدنيا مسموماً.

    فقد قال الإمام الصادق (ع) : «سمت اليهودية النبي في ذراع ـ قال: ـ وكان رسول الله (ص) يحب الذراع والكتف ويكره الورك لقربها من المبال ـ قال: ـ لما أُتي بالشواء أكل من الذراع وكان يحبها فأكل ما شاء الله ثم قال الذراع: يا رسول الله إني مسموم، فتركه وما ذاك ينتقض به سمه حتى مات (ص) »(79).

    وقيل غير ذلك....وفي بعض الروايات انه يوم احتضارة بأبي هو وأمي سقي ومات اثر السقاية .....وفي بعضها الآخر انه سم في بيته ...والله اعلم...
    هاكم ما مذكور من حقائق....
    تدهورت حالة النبي (ص) بعد أن لدَّته عائشة وحفصة يوم الأحد ، أي سقتاه (دواء) في حال إغمائه رغم نهيه المشدد عن ذلك ، وتوفي في اليوم الثاني!...
    باشر علي (ع) بمراسم تجهيز النبي (ص) من ساعة وفاته ، بعد ظهر يوم الاثنين الى صباح الثلاثاء ، وأذن للمسلمين أن يصلوا على جنازته ضحى ذلك اليوم الى العصر ، ثم انشغل علي بضغوط أبي بكر وعمر ومجئ رسولهما ثم مجيئئهما الى بيته يطالبونه ومن معه بالبيعة لهم ، ويهدودنه بالهجوم على بيته إن لم يبايع!!
    دبَّر الحزب القرشي بيعة أبي بكر في السقيفة بعد وفاة النبي (ص) بساعتين! وساعدهم رؤساءالأوس حسداً لسعد بن عبادة رئيس الخزرج. ولم يثبت أن سعد بن عبادة أو أحداً من الأنصار دعا الى اجتماع في السقيفة لبحث خلافة النبي'.. بل كانت السقيفة محل استقباله وضيافته ، وهي مكان من الشارع مسقوف ومنسوب الى جيرانها بني ساعدة الخزرجيين .. وكان مريضاً نائماً فيها يزوره الناس هناك ، فاختارها الحزب القرشي لوجود سعد وعدد من رجال الأنصار حوله ، وفتحوا الموضوع وناقشوا سعداً ومن حضر عنده ، فبادر أبو بكر الى القول إني رضيت لكم أحد الرجلين عمر أو أبا عبيدة فبايعوا أحدهما! فقال عمر لانتقدم عليك وأخذ يده وصفق عليها هو وأبو عبيدة ، ثم بايعه ثلاثة نفر من الأوس المضادين لسعد ! ! وهكذا أعلنوا بيعة أبي بكر بالحيلة من غير مشورة ، وساندهم كل القرشيين الطلقاء ، وكانو ألوفاً في المدينة .
    تغلب الحزب القرشي على سعد بن عبادة المريض رغم موقفه الشديد ضدهم وهجموا عليه وداسوا بطنه ، فحمله أولاده الى بيته ، وعندما انسحب سعد صارت السقيفة بيد القرشيين ، واتخذوها مقراً لبيعة أبي بكر ومركزاً لجلوسهم وعملياتهم! وقال سعد فيما بعد إنه طرح نفسه للخلافة بسبب أن قريشاً قررت أن تخالف وصية النبي(ص) وتمنع منها عترته حتى لا يجمع بنو هاشم بين النبوة والخلافة !
    ترك القرشيون جنازة النبي (ص) لعترته وعشيرته بني هاشم وكذلك الأنصار! حتى أن مسجد النبي ومحيطه كان في الأيام الثلاثة بعد وفاته خالياً من الناس تقريباً !! وانشغل الجميع إلا المنقطعون الى أهل البيت بتأييد بيعة أبي بكر أو معارضتها ، وكانت فعاليات الحزب القرشي أبو بكر وعمر وعائشة وحفصة وأبو عبيدة وسالم مولى حذيفة ومن معهم من الأوس ، مشغولين بمعالجة موقف الأنصار ، يجولون في أحيائهم ويزورون زعماءهم في بيوتهم لإقناعهم ببيعة أبي بكر ، ومنع تأثير سعد وعلي عليهم !
    جاء أبو بكر وعمر وأنصارهما في اليوم الثاني الى مسجد النبي ، يزفون أبا بكر زفةً مسلحة ويهددون من لم يبايع بالقتل! وأصعد عمر أبا بكر بالقوة على منبر النبي وبايعه بعض الناس ، وصلى بهم المغرب ثم عاد الى السقيفة .
    في مساء الثلاثاء ليلة الأربعاء بعد منتصف الليل ، قام علي بدفن جنازة النبي'، وحضر مراسم الدفن بنو هاشم وبعض الأنصار، وقليل جداً من القرشيين ، ولم يحضرها أحد من قادة الحزب القرشي!
    فكيف مات بين الرقبة والشعر ؟ومتى اصبح لها وقت كي تدور وتدور وحبيبها المغرم الذي مات بين شعرها ورقبتها قد فارقها ؟ الم تندبه؟ الم تحزن عليه؟ اترك الاجابة لكم....لاتزعل اخ اسامة ...هذه حقائق ....وهذا ما لدينا ادلة داااامغة عليه ....من مصادركم قبل مصادرنا....

    تعليق


    • #32
      سأتحدث عن فدك وماهي فدك وخطبة فدك والتحريف الذي قيل بحق الرسول ص عن الارث....
      فدك - بفتحتين - بلدة بينها وبين مدينة النبي ( ص ) يومان ، وبينها وبين خيبر دون مرحلة وهي مما أفاء الله على رسوله ( ص ) . وفي معجم البلدان للحموي ، باب الفاء والدال -: فدك : بالتحريك ، وآخره كاف قرية بالحجاز ، بينها وبين المدينة يومان ، وقيل ثلاثة ، أفاءها الله على رسوله ( ص ) في سنة سبع صلحاً ،ذلك أن النبي ( ص ) لما نزل خيبر وفتح حصونها ولم يبق إلا ثلاث ، واشتد بهم الحصار أرسلوا إلى رسول الله ( ص ) يسألونه أن ينزلهم على الجلاء ، وفعل ، وبلغ ذلك أهل فدك فأرسلوا إلى رسول الله ( ص ) أن يصالحهم على النصف من ثمارهم وأموالهم ، فأجابهم إلى ذلك فهو مما لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب فكانت خالصة لرسول الله ( ص )"....
      اما خطبة فدك بلسان السيدة العظيمة فاطمة بأبي هي وامي........

      الْحَمْدُ للهِ عَلى ما أنْعَمَ، وَلَهُ الشُّكْرُ على ما أَلْهَمَ، وَالثَّناءُ بِما قَدَّمَ، مِنْ عُمومِ نِعَمٍ ابْتَدَأها، وَسُبُوغ آلاءٍ أسْداها، وَتَمامِ مِنَنٍ والاها، جَمَّ عَنِ الإحْصاءِ عدَدُها، وَنأى عَنِ الْجَزاءِ أَمَدُها، وَتَفاوَتَ عَنِ الإِْدْراكِ أَبَدُها، وَنَدَبَهُمْ لاِسْتِزادَتِها بالشُّكْرِ لاِتِّصالِها، وَاسْتَحْمَدَ إلَى الْخَلايِقِ بِإجْزالِها، وَثَنّى بِالنَّدْبِ إلى أمْثالِها.
      وَأَشْهَدُ أَنْ لا إلهَ إلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، كَلِمَةٌ جَعَلَ الإِْخْلاصَ تَأْويلَها، وَضَمَّنَ الْقُلُوبَ مَوْصُولَها، وَأَنارَ في الْفِكَرِ مَعْقُولَها. الْمُمْتَنِعُ مِنَ الإَْبْصارِ رُؤْيِتُهُ، وَمِنَ اْلأَلْسُنِ صِفَتُهُ، وَمِنَ الأَْوْهامِ كَيْفِيَّتُهُ. اِبْتَدَعَ الأَْشَياءَ لا مِنْ شَيْءٍ كانَ قَبْلَها، وَأَنْشَأَها بِلا احْتِذاءِ أَمْثِلَةٍ امْتَثَلَها، كَوَّنَها بِقُدْرَتِهِ، وَذَرَأَها بِمَشِيَّتِهِ، مِنْ غَيْرِ حاجَةٍ مِنْهُ إلى تَكْوينِها، وَلا فائِدَةٍ لَهُ في تَصْويرِها إلاّ تَثْبيتاً لِحِكْمَتِهِ، وَتَنْبيهاً عَلى طاعَتِهِ، وَإظْهاراً لِقُدْرَتِهِ، وَتَعَبُّداً لِبَرِيَّتِهِ، وإِعزازاً لِدَعْوَتِهِ، ثُمَّ جَعَلَ الثَّوابَ على طاعَتِهِ، وَوَضَعَ العِقابَ عَلى مَعْصِيِتَهِ، ذِيادَةً لِعِبادِهِ عَنْ نِقْمَتِهِ، وَحِياشَةً مِنْهُ إلى جَنَّتِهِ.
      وَأَشْهَدُ أنّ أبي مُحَمَّداً صلّى الله عليه وآله عبْدُهُ وَرَسُولُهُ، اخْتارَهُ وَانْتَجَبَهُ قَبْلَ أَنْ أَرْسَلَهُ، وَسَمّاهُ قَبْلَ أنِ اجْتَبَلَهُ، وَاصْطِفاهُ قَبْلَ أنِ ابْتَعَثَهُ، إذِ الْخَلائِقُ بالغَيْبِ مَكْنُونَةٌ، وَبِسِتْرِ الأَْهاويل مَصُونَةٌ، وَبِنِهايَةِ الْعَدَمِ مَقْرُونَةٌ، عِلْماً مِنَ اللهِ تَعالى بِمآيِلِ الأُمُور، وَإحاطَةً بِحَوادِثِ الدُّهُورِ، وَمَعْرِفَةً بِمَواقِعِ الْمَقْدُورِ. ابْتَعَثَهُ اللهُ تعالى إتْماماً لأمْرِهِ، وَعَزيمَةً على إمْضاءِ حُكْمِهِ، وَإنْفاذاً لِمَقادِير حَتْمِهِ.
      فَرَأى الأُمَمَ فِرَقاً في أدْيانِها، عُكَّفاً على نيرانِها، عابِدَةً لأَوثانِها، مُنْكِرَةً لله مَعَ عِرْفانِها. فَأَنارَ اللهُ بِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله ظُلَمَها، وكَشَفَ عَنِ القُلُوبِ بُهَمَها، وَجَلّى عَنِ الأَبْصارِ غُمَمَها، وَقَامَ في النّاسِ بِالهِدايَةِ، وأنقَذَهُمْ مِنَ الغَوايَةِ، وَبَصَّرَهُمْ مِنَ العَمايَةِ، وهَداهُمْ إلى الدّينِ القَويمِ، وَدَعاهُمْ إلى الطَّريقِ المُستَقيمِ.
      ثُمَّ قَبَضَهُ اللهُ إليْهِ قَبْضَ رَأْفَةٍ وَاختِيارٍ، ورَغْبَةٍ وَإيثارٍ بِمُحَمَّدٍصلى الله عليه وآله عَنْ تَعَبِ هذِهِ الدّارِ في راحةٍ، قَدْ حُفَّ بالمَلائِكَةِ الأبْرارِ، وَرِضْوانِ الرَّبَّ الغَفارِ، ومُجاوَرَةِ المَلِكِ الجَبّارِ. صلى الله على أبي نبيَّهِ وأَمينِهِ عَلى الوَحْيِ، وَصَفِيِّهِ وَخِيَرَتِهِ مِنَ الخَلْقِ وَرَضِيِّهِ، والسَّلامُ عَلَيْهِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ.
      ثُمَّ التفتت إلى أهل المجلس وقالت:
      أَنْتُمْ عِبادَ الله نُصْبُ أمْرِهِ وَنَهْيِهِ وَحَمَلَةُ دينِهِ وَوَحْيِهِ، وِأُمَناءُ اللهِ عَلى أنْفُسِكُمْ، وَبُلَغاؤُهُ إلى الأُمَمِ، وَزَعَمْتُمْ حَقٌّ لَكُمْ للهِ فِيكُمْ، عَهْدٌ قَدَّمَهُ إِلَيْكُمْ، وَبَقِيَّةٌ استَخْلَفَها عَلَيْكُمْ. كِتابُ اللهِ النّاطِقُ، والقُرْآنُ الصّادِقُ، وَالنُّورُ السّاطِعُ، وَالضِّياءُ اللاّمِعُ، بَيِّنَةٌ بَصائِرُهُ، مُنْكَشِفَةٌ سَرائِرُهُ، مُتَجَلِّيَةٌ ظَواهِرُهُ، مُغْتَبِطَةٌ بِهِ أَشْياعُهُ، قائِدٌ إلى الرِّضْوانِ اتّباعُهُ، مُؤَدٍّ إلى النَّجاةِ إسْماعُهُ. بِهِ تُنالُ حُجَجُ اللهِ المُنَوَّرَةُ، وَعَزائِمُهُ المُفَسَّرَةُ، وَمَحارِمُهُ المُحَذَّرَةُ، وَبَيِّناتُهُ الجالِيَةُ، وَبَراهِينُهُ الكافِيَةُ، وَفَضائِلُهُ المَنْدوبَةُ، وَرُخَصُهُ المَوْهُوبَةُ، وَشَرايِعُهُ المَكْتُوبَةُ.
      فَجَعَلَ اللهُ الإيمانَ تَطْهيراً لَكُمْ مِنَ الشِّرْكِ، وَالصَّلاةَ تَنْزِيهاً لَكُمْ عَنِ الكِبْرِ، والزَّكاةَ تَزْكِيَةً لِلنَّفْسِ وَنَماءً في الرِّزْق، والصِّيامَ تَثْبيتاً للإِخْلاصِ، والحَجَّ تَشْييداً لِلدّينِ، وَالعَدْلَ تَنْسيقاً لِلْقُلوبِ، وَطاعَتَنا نِظاماً لِلْمِلَّةِ، وَإمامَتَنا أماناً مِنَ الْفُرْقَةِ، وَالْجِهادَ عِزاً لِلإْسْلامِ، وَالصَّبْرَ مَعُونَةً عَلَى اسْتِيجابِ الأْجْرِ، وَالأْمْرَ بِالْمَعْرُوفِ مَصْلَحَةً لِلْعامَّةِ، وَبِرَّ الْوالِدَيْنِ وِقايَةً مِنَ السَّخَطِ، وَصِلَةَ الأَرْحامِ مَنْماةً لِلْعَدَدِ، وَالْقِصاصَ حِصْناً لِلدِّماءِ، وَالْوَفاءَ بِالنَّذْرِ تَعْريضاً لِلْمَغْفِرَةِ، وَتَوْفِيَةَ الْمَكاييلِ وَالْمَوَازينِ تَغْييراً لِلْبَخْسِ، وَالنَّهْيَ عَنْ شُرْبِ الْخَمْرِ تَنْزِيهاً عَنِ الرِّجْسِ، وَاجْتِنابَ الْقَذْفِ حِجاباً عَنِ اللَّعْنَةِ، وَتَرْكَ السِّرْقَةِ إيجاباً لِلْعِفَّةِ. وَحَرَّمَ الله الشِّرْكَ إخلاصاً لَهُ بالرُّبُوبِيَّةِ، {فَاتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إلا وَأنْتُمْ مُسْلِمُونَ} وَ أطيعُوا اللهَ فيما أمَرَكُمْ بِهِ وَنَهاكُمْ عَنْهُ، فَإنَّه {إنَّما يَخْشَى الله مِنْ عِبادِهِ العُلِماءُْْْْ}.
      ثُمَّ قالت: أيُّها النّاسُ! اعْلَمُوا أنِّي فاطِمَةُ، وَأبي مُحمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، أَقُولُ عَوْداً وَبَدْءاً، وَلا أقُولُ ما أقُولُ غَلَطاً، وَلا أفْعلُ ما أفْعَلُ شَطَطاً: {لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أنْفُسِكُمْ عَزيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَريصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤوفٌ رَحِيم} فَإنْ تَعْزُوه وَتَعْرِفُوهُ تَجِدُوهُ أبي دُونَ نِسائِكُمْ، وَأخا ابْنِ عَمَّي دُونَ رِجالِكُمْ، وَ لَنِعْمَ الْمَعْزِيُّ إلَيْهِ صَلى الله عليه وآله. فَبَلَّغَ الرِّسالَةَ صادِعاً بِالنِّذارَةِ، مائِلاً عَنْ مَدْرَجَةِ الْمُشْرِكِينَ، ضارِباً ثَبَجَهُمْ، آخِذاً بِأكْظامِهِمْ، داعِياً إلى سَبيلِ رَبِّهِ بِالحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنةِ، يَكْسِرُ الأَصْنامَ، وَيَنْكُتُ الْهامَ، حَتَّى انْهَزَمَ الْجَمْعُ وَوَلُّوا الدُّبُرَ، حَتّى تَفَرَّى اللَّيْلُ عَنْ صُبْحِهِ، وَأسْفَرَ الحَقُّ عَنْ مَحْضِهِ، وَنَطَقَ زَعِيمُ الدّينِ، وَخَرِسَتْ شَقاشِقُ الشَّياطينِ، وَطاحَ وَشيظُ النِّفاقِ، وَانْحَلَّتْ عُقَدُ الْكُفْرِ وَالشِّقاقِ، وَفُهْتُمْ بِكَلِمَةِ الإْخْلاصِ فِي نَفَرٍ مِنَ الْبيضِ الْخِماصِ، وَكُنْتُمْ عَلى شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النّارِ، مُذْقَةَ الشّارِبِ، وَنُهْزَةَ الطّامِعِ، وَقُبْسَةَ الْعَجْلانِ، وَمَوْطِئَ الأقْدامِ، تَشْرَبُونَ الطّرْقَ، وَتَقْتاتُونَ الْوَرَقَ، أذِلَّةً خاسِئِينَ، {تَخافُونَ أنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِكُم}.
      فَأنْقَذَكُمُ اللهُ تَبارَكَ وَتَعالى بِمُحَمَّدٍ صَلى الله عليه وآله بَعْدَ اللّتَيّا وَالَّتِي، وَبَعْدَ أنْ مُنِيَ بِبُهَمِ الرِّجالِ وَذُؤْبانِ الْعَرَبِ وَمَرَدَةِ أهْلِ الْكِتاب,{كُلَّما أوْقَدُوا ناراً لِلْحَرْبِ أطْفَأها اللهُ}، أوْنَجَمَ قَرْنٌ لِلْشَّيْطانِ، وَفَغَرَتْ فَاغِرَةٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَذَفَ أخاهُ في
      لَهَواتِها، فَلا يَنْكَفِئُ حَتَّى يَطَأَ صِماخَها بِأَخْمَصِهِ، وِيُخْمِدَ لَهَبَهَا بِسَيْفِهِ، مَكْدُوداً في ذاتِ اللّهِ، مُجْتَهِداً في أمْرِ اللهِ، قَرِيباً مِنْ رِسُولِ اللّهِ سِيِّدَ أوْلياءِ اللّهِ، مُشْمِّراً ناصِحاً ، مُجِدّاً كادِحاً ـ وأَنْتُمْ فِي رَفاهِيَةٍ مِنَ الْعَيْشِ، وَادِعُونَ فاكِهُونَ آمِنُونَ، تَتَرَبَّصُونَ بِنا الدَّوائِرَ، وتَتَوَكَّفُونَ الأَخْبارَ، وَتَنْكُصُونَ عِنْدَ النِّزالِ، وَتَفِرُّونَ عِنْدَ القِتالِ.
      فَلَمَّا اخْتارَ اللّهُ لِنَبِيِّهِ دارَ أنْبِيائِهِ وَمَأْوى أصْفِيائِهِ، ظَهَرَ فيكُمْ حَسيكَةُ النِّفاقِ وَسَمَلَ جِلبْابُ الدّينِ، وَنَطَقَ كاظِمُ الْغاوِينِ، وَنَبَغَ خامِلُ الأَقَلِّينَ، وَهَدَرَ فَنيقُ الْمُبْطِلِين.
      فَخَطَرَ فِي عَرَصاتِكُمْ، وَأَطْلَعَ الشيْطانُ رَأْسَهُ مِنْ مَغْرِزِهِ، هاتفاً بِكُمْ، فَأَلْفاكُمْ لِدَعْوَتِهِ مُسْتَجيبينَ، وَلِلْغِرَّةِ فِيهِ مُلاحِظِينَ. ثُمَّ اسْتَنْهَضَكُمْ فَوَجَدَكُمْ خِفافاً، وَأَحْمَشَكُمْ فَأَلْفاكَمْ غِضاباً، فَوَسَمْـتُمْ غَيْرَ اِبِلِكُمْ، وَأَوْرَدْتُمْ غَيْرَ شِرْبِكُمْ، هذا وَالْعَهْدُ قَريبٌ، وَالْكَلْمُ رَحِيبٌ، وَالْجُرْحُ لَمّا يَنْدَمِلْ، وَالرِّسُولُ لَمّا يُقْبَرْ، ابْتِداراً زَعَمْتُمْ خَوْفَ الْفِتْنَةِ، {ألا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَانَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطةٌ بِالْكافِرِينَ}.
      فَهَيْهاتَ مِنْكُمْ، وَكَيْفَ بِكُمْ، وَأَنَى تُؤْفَكُونَ؟ وَكِتابُ اللّه بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ، أُمُورُهُ ظاهِرَةٌ، وَأَحْكامُهُ زاهِرَةٌ، وَأَعْلامُهُ باهِرَةٌ، وَزَواجِرُهُ لائِحَةٌ، وَأوامِرُهُ واضِحَةٌ، قَدْ خَلَّفْتُمُوهُ وَراءَ ظُهُورِكُمْ، أرَغَبَةً عَنْهُ تُرِيدُونَ، أمْ بِغَيْرِهِ تَحْكُمُونَ، {بِئْسَ لِلظّالِمِينَ بَدَلاً} {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسْلامِ ديناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ}. ثُمَّ لَمْ تَلْبَثُوا الاّ رَيْثَ أنْ تَسْكُنَ نَفْرَتُها، وَيَسْلَسَ قِيادُها ثُمَّ أَخّذْتُمْ تُورُونَ وَقْدَتَها، وَتُهَيِّجُونَ جَمْرَتَها، وَتَسْتَجِيبُونَ لِهِتافِ الشَّيْطانِ الْغَوِيِّ، وَاطْفاءِ أنْوارِالدِّينِ الْجَلِيِّ، وَاهْمادِ سُنَنِ النَّبِيِّ الصَّفِيِّ، تُسِرُّونَ حَسْواً فِي ارْتِغاءٍ، وَتَمْشُونَ لأَهْلِهِ وَوَلَدِهِ فِي الْخَمَرِ وَالْضَّراءِ، وَنَصْبِرُ مِنْكُمْ عَلى مِثْلِ حَزِّ الْمُدى، وَوَخْزِ السِّنانِ فِي الحَشا، وَأَنْـتُمْ تزْعُمُونَ ألاّ ارْثَ لَنا، {أَفَحُكْمَ الْجاهِلِيَّةِ تَبْغُونَ وَمَنْ أحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} أفَلا تَعْلَمُونَ؟ بَلى تَجَلّى لَكُمْ كَالشَّمْسِ الضّاحِيَةِ أنِّى ابْنَتُهُ.
      أَيُهَا الْمُسْلِمونَ أاُغْلَبُ عَلى ارْثِيَهْ يَا ابْنَ أبي قُحافَةَ! أفي كِتابِ اللّهِ أنْ تَرِثَ أباكَ، وِلا أرِثَ أبي؟ {لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً فَرِيًّا}، أَفَعَلى عَمْدٍ تَرَكْتُمْ كِتابَ اللّهِ، وَنَبَذْتُمُوهُ وَراءَ ظُهُورِكُمْ، اذْ يَقُولُ: {وَوَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ}, وَقالَ فيمَا اقْتَصَّ مِنْ خَبَرِ يَحْيَي بْنِ زَكَرِيّا عليهما السلام اذْ قالَ رَبِّ {هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِياًّ يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ} وَقَالَ: {وَ اُولُوا الأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللّه}وَقالَ: {يُوصِكُمُ اللّهُ في أوْلادِكُمْ لِلذكَرِ مِثْلُ حَظِّ الاُنْثَيَيْنِ}وقال: {انْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوالِدَيْنِ
      الْأَقْرَبِبنَ بِالْمعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ}، وزَعَمْتُمْ أَلَا حِظوَةَ لِي، وَلا إرْثَ مِنْ أبي لارَحِمَ بَيْنَنَا!
      أَفَخَصَّكُمُ اللهُ بِآيَةٍ أخْرَجَ مِنْها أبِي؟ أمْ هَلْ تَقُولًونَ أَهْلُ مِلَّتَيْنِ لا يَتَوارَثَانِ، وَلَسْتُ أَنَا وَأَبِي مِنْ أَهْلِ مِلَّةٍ واحِدَةٍ؟! أَمْ أَنْتُمْ أَعْلَمُ بِخُصُوصِ الْقُرْآنِ وَعُمُومِهِ مِنْ أَبِي وَابْنِ عَمّي؟ فَدُونَكَها مَخْطُومَةً مَرْحُولَةً. تَلْقاكَ يَوْمَ حَشْرِكَ، فَنِعْمَ الْحَكَمُ اللهُ، وَ الزَّعِيمُ مُحَمَّدٌ، وَالْمَوْعِدُ الْقِيامَةُ، وَعِنْدَ السّاعَةِ ما تَخْسِرُونَ، وَلا يَنْفَعُكُمْ إذْ تَنْدَمُونَ، {وَلِكُلِّ نَبَأٍ مُسْتَقَرٌ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذابٌ يُخْزيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذابٌ مُقِيمٌ}.
      ثُمَّ رَمَتْ بِطَرْفِها نَحْوَ الْأَنْصارِ فَقالَتْ: يا مَعاشِرَ الْفِتْيَةِ، وَأَعْضادَ الْمِلَّةِ، وَأنْصارَ الْإِسْلامِ! ما هذِهِ الْغَمِيزَةُ فِي حَقِّي؟ وَالسِّنَةُ عَنْ ظُلامَتِي؟ أما كانَ رَسُولُ اللهِ صلّى الله عليه وآله أبِي يَقُولُ: ((اَلْمَرْءُ يُحْفَظُ فِي وُلْدِهِ))؟ سَرْعانَ ما أَحْدَثْتُمْ، وَعَجْلانَ ذا إهالَةً، وَلَكُمْ طاقَةٌ بِما اُحاوِلُ، وَقُوَّةٌ عَلى ما أَطْلُبُ وَاُزاوِلُ!
      أَتَقُولُونَ ماتَ مُحَمَّدٌ صلّى الله عليه وآله؟! فَخَطْبٌ جَليلٌ اسْتَوْسَعَ وَهْيُهُ، وَاسْتَنْهَرَ فَتْقُهُ، وَانْفَتَقَ رَتْقُهُ، وَأَظْلَمَتِ الْأَرْضُ لِغَيْبَتِهِ، وَكُسِفَتِ النُّجُومُ لِمُصِيبَتِهِ، وَأَكْدَتِ الْآمالُ، وَخَشَعَتِ الْجِبالُ، وَاُضيعَ الْحَرِيمُ، وَاُزيلَتِ الْحُرْمَةُ عِنْدَ مَماتِهِ. فَتِلْكِ وَاللهِ النّازلَةُ الْكُبْرى، وَالْمُصيبَةُ الْعُظْمى، لا مِثْلُها نازِلَةٌ وَلا بائِقَةٌ عاجِلَةٌ أعْلَنَ بِها كِتابُ اللهِ -جَلَّ ثَناؤُهُ- فِي أَفْنِيَتِكُمْ فِي مُمْساكُمْ وَمُصْبَحِكَمْ هِتافاً وَصُراخاً وَتِلاوَةً وَإلحاناً، وَلَقَبْلَهُ ما حَلَّ بِأنْبِياءِ اللهِ وَرُسُلِهِ، حُكْمٌ فَصْلٌ وَقَضاءٌ حَتْمٌ: {وَما مُحَمَّدٌ إلاّ رَسولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإنْ ماتَ أَو قُتِلَ انقلَبْتُمْ على أَعْقابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللهُ الشّاكِرينَ}.
      أيْهاً بَنِي قَيْلَةَ! أاُهْضَمُ تُراثَ أبِيَهْ وَأنْتُمْ بِمَرْأى مِنّي وَمَسْمَعٍ، ومُبْتَدأٍ وَمَجْمَعٍ؟! تَلْبَسُكُمُ الدَّعْوَةُ، وتَشْمُلُكُمُ الْخَبْرَةُ، وَأنْتُمْ ذَوُو الْعَدَدِ وَالْعُدَّةِ، وَالأَداةِ وَالْقُوَّةِ، وَعِنْدَكُمُ السِّلاحُ وَالْجُنَّةُ؛ تُوافيكُمُ الدَّعْوَةُ فَلا تُجِيبُونَ، وَتَأْتيكُمُ الصَّرْخَةُ فَلا تُغيثُونَ، وَأنْتُمْ مَوْصُوفُونَ بِالْكِفاحِ، مَعْرُفُونَ بِالْخَيْرِ وَالصَّلاحِ، وَالنُّجَبَةُ الَّتي انْتُجِبَتْ، وَالْخِيَرَةُ الَّتِي اخْتيرَتْ! قاتَلْتُمُ الْعَرَبَ، وَتَحَمَّلْتُمُ الْكَدَّ وَالتَّعَبَ، وَناطَحْتُمُ الاُْمَمَ، وَكافَحْتُمً الْبُهَمَ، فَلا نَبْرَحُ أو تَبْرَحُونَ، نَأْمُرُكُمْ فَتَأْتَمِرُونَ حَتَّى دَارَتْ بِنا رَحَى الإْسْلامِ، وَدَرَّ حَلَبُ الأَيّامِ، وَخَضَعَتْ نُعَرَةُ الشِّرْكِ، وَسَكَنَتْ فَوْرَةُ الإْفْكِ، وَخَمَدَتْ نيرانُ الْكُفْرِ، وهَدَأتْ دَعْوَةُ الْهَرْجِ، وَاسْتَوْسَقَ نِظامُ الدِّينِ؛ فَأَنّى جُرْتُمْ بَعْدَ الْبَيانِ، وَأَسْرَرْتُمْ بَعْدَ الإْعْلانِ، وَنَكَصْتُمْ بَعْدَ الإْقْدامِ، وَأشْرَكْتُم ْبَعْدَ الإْيمانِ؟ {ألا تُقاتِلُونَ قَوْماً نَكَثُوا أيْمانَهُمْ وَهَمُّوا بِإخْراجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَداؤُكُمْ أوَّلَ مَرَّةٍ أتَخْشَوْهُمْ فَاللهُ أحَقُّ أنْ تَخْشَوْهُ إنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}.
      أَلا قَدْ أرى أنْ قَدْ أَخْلَدْتُمْ إلَى الْخَفْضِ، وَأبْعَدْتُمْ مَنْ هُوَ أَحَقُّ بِالْبَسْطِ وَالْقَبْضِ، وَخَلَوْتُمْ بِالدَّعَةِ، وَنَجَوْتُمْ مِنَ الضِّيقِ بِالسَّعَةِ، فَمَجَجْتُمْ ما وَعَيْتُمْ، وَدَسَعْتُمُ الَّذِي تَسَوَّغْتُمْ، {فَإنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الأْرْضِ جَمِيعاً فَإنَّ اللهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ}. ألا وَقَدْ قُلْتُ ما قُلْتُ عَلى مَعْرِفَةٍ مِنّي بِالْخَذْلَةِ الَّتِي خامَرَتْكُمْ، وَالغَدْرَةِ التِي اسْتَشْعَرَتْها قُلُوبُكُمْ، وَلكِنَّها فَيْضَةُ النَّفْسِ، وَنَفْثَةُ الْغَيْظِ، وَخَوَرُ الْقَنا، وَبَثَّةُ الصُّدُورِ، وَتَقْدِمَةُ الْحُجَّةِ.
      فَدُونَكُمُوها فَاحْتَقِبُوها دَبِرَةَ الظَّهْرِ، نَقِبَةَ الْخُفِّ، باقِيَةَ الْعارِ، مَوْسُومَةً بِغَضَبِ اللهِ وَشَنارِ الْأَبَدِ، مَوْصُولَةً بِنارِ اللهِ الْمُوقَدَةِ الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ. فَبعَيْنِ اللهِ ما تَفْعَلُونَ {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلب ٍ ينقلِبُونَ}، وَأَنَا ابْنَةُ نَذِيرٍ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذابٍ شَديدٍ، {فَاعْمَلُوا إنّا عامِلُونَ وَانْتَظِرُوا إنّا مُنْتَظِرُونَ}.
      فَأَجابَها أَبُوبَكْرٍ عَبْدُاللهِ بْنُ عُثْمانَ، فَقَالَ: يَا ابْنَةَ رَسُولِ اللهِ، لَقَدْ كانَ أَبُوكِ بالمُؤْمِنِينَ عَطُوفاً كَريماً، رَؤُوفاً رَحِيماً، وَعَلىَ الْكافِرِينَ عَذاباً ألِيماً وَعِقاباً عَظِيماً ؛ فَإنْ عَزَوْناهُ وَجَدْناهُ أباكِ دُونَ النِّساءِ، وَأَخاً لِبَعْلِكِ دُونَ الْأَخِلاّءِ، آثَرَهُ عَلى كُلِّ حَمِيمٍ، وَساعَدَهُ فِي كُلِّ أمْرٍ جَسيمٍ، لا يُحِبُّكُمْ إلّا كُلُّ سَعِيدٍ، وَلا يُبْغِضُكُمْ إلّا كُلُّ شَقِيٍّ ؛ فَأَنْتُمْ عِتْرَةُ رَسُولِ اللهِ صلّى الله عليه وآله الطَّيِّبُونَ، وَالْخِيَرَةُ الْمُنْتَجَبُونَ، عَلَى الْخَيْرِ أَدِلَّتُنا، وَإلَى الْجَنَّةِ مَسالِكُنا، وَأَنْتِ -يا خَيْرَةَ النِّساءِ وَابْنَةَ خَيْرِ الْأنْبِياءِ- صادِقَةٌ فِي قَوْلِكَ، سابِقَةٌ فِي وُفُورِ عَقْلِكِ، غَيْرُ مَرْدُودَةٍ عَنْ حَقِّكِ، وَلا مَصْدُودَةٍ عَنْ صِدْقِكِ، وَ وَاللهِ، ما عَدَوْتُ رَأْيَ رَسُولِ اللهِ صلّى الله عليه وآله يَقُولُ: ((نَحْنُ مَعاشِرَ الْأَنْبِياءِ لا نُوَرِّثُ ذَهَباً وَلا فِضَّةً وَلا داراً وَلا عِقاراً، وَإنَّما نُوَرِّثُ الْكُتُبَ وَالْحِكْمَةَ، وَالْعِلْمَ وَالنُّبُوَّةَ، وَما كانَ لَنا مِنْ طُعْمَةٍ فَلِوَلِيِّ الْأَمْرِ بَعْدَنا أنْ يَحْكُمَ فِيهِ بِحُكْمِه)).
      وَقَدْ جَعَلْنا ما حاوَلْتِهِ فِي الكُراعِ وَالسِّلاحِ يُقابِلُ بِهِ الْمُسْلِمُونَ، وَيُجاهِدُونَ الْكُفّارَ، وَيُجالِدُونَ الْمَرَدَةَ ثُمَّ الْفُجّارَ. وَذلِكَ بِإجْماعٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ لَمْ أَتَفَرَّدْ بِهِ وَحْدِي، وَلَمْ أَسْتَبِدَّ بِما كانَ الرَّأْيُ فِيهِ عِنْدِي. وَهذِهِ حالي، وَمالي هِيَ لَكِ وَبَيْنَ يَدَيْكِ، لانَزْوي عَنْكِ وَلا نَدَّخِرُ دُونَكِ، وَأَنْتِ سَيِّدَةُ اُمَّةِ أبِيكِ، وَالشَّجَرَةُ الطَّيِّبَةُ لِبَنِيكِ، لا يُدْفَعُ ما لَكِ مِنْ فَضْلِكِ، وَلا يُوضَعُ مِنْ فَرْعِكِ وَأَصْلِكِ ؛ حُكْمُكِ نافِذٌ فِيما مَلَكَتْ يَداي، فَهَلْ تَرينَ أَنْ اُخالِفَ فِي ذلِكِ أباكِ صلّى الله عليه وآله؟
      فَقَالَتْ عليها السلام: سُبْحانَ اللهِ! ما كانَ رَسُولُ اللهِ صلّى الله عليه وآلهِ عَنْ كِتابِ الله صادِفاً، وَلا لِأَحْكامِهِ مُخالِفاً، بَلْ كانَ يَتَّبعُ أَثَرَهُ، وَيَقْفُو سُورَهُ، أَفَتَجْمَعُونَ إلى الْغَدْرِ اْغتِلالاً عَلَيْهِ بِالزُّورِ ؛ وَهذا بَعْدَ وَفاتِهِ شَبِيهٌ بِما بُغِيَ لَهُ مِنَ الْغَوائِلِ فِي حَياتِهِ. هذا كِتابُ اللهِ حَكَماً عَدْلاً، وَناطِقاً فَصْلاً، يَقُولُ:
      {يَرِثُني وَيَرِثُ مَنْ آلِ يَعْقوبَ} ،{وَوَرِثَ سُلَيْمانَ داوُدَ} فَبَيَّنَ عَزَّ وَجَلَّ فيما وَزَّعَ عَلَيْهِ مِنَ الأَقْساطِ، وَشَرَّعَ مِنَ الفَرايِضِ وَالميراثِ، وَأَباحَ مِنْ حَظَّ الذُّكْرانِ وَالإِناثِ ما أَزاحَ عِلَّةَ المُبْطِلينَ، وأَزالَ التَّظَنّي وَالشُّبُهاتِ في الغابِرينَ، كَلاّ {بَلْ سَوَّلَتْ لَكُم أَنْفُسُكُمْ أَمْراًفَصَبْرٌ جَميلٌ وَاللهُ المُسْتَعانُ عَلى ما تَصِفونَ}.
      فَقالَ أَبو بَكْرٍ: صَدَقَ اللهُ وَرَسولُهُ، وَ صَدَقَتِ ابْنَتَهُ؛ أَنْتِ مَعْدِنُ الحِكْمَةِ، وَمَوْطِنُ الهُدى وَ الرَّحْمَةِ، وَرُكْنُ الدِّينِ وَعَيْنُ الحُجَّةِ، لا أُبْعِدُ صوابَكِ، وَلا أُنْكِرُ خِطابَكِ هؤلاءِ المُسْلِمونَ بَيْنِيَ وبَيْنَكِ، قَلَّدوني ما تَقَلَّدْتُ، وَ باتِّفاقٍ مِنْهُمْ أَخَذْتُ ما أَخَذْتُ غَيْرَ مُكابِرٍ وَلا مُسْتَبِدٍّ وَلا مُسْتَأْثِرٍ، وِهُمْ بِذلِكَ شُهودٌ.
      فَالتَفَتَتْ فاطِمَةُ عَلَيْها السَّلام وَقالَتْ: مَعاشِرَ النّاسِ المُسْرِعَةِ إِلى قِيلِ الباطِلِ، المُغْضِيَةِ عَلى الفِعْلِ القَبيحِ الخاسِرِ {أَفَلا يَتَدَبَّرونَ القُرآنَ أَمْ عَلى قُلوبِهِم أَقْفالُها} كَلاّ بَلْ رانَ عَلى قُلوبِكُمْ ما أَسَأتُمْ مِنْ أَعْمالِكُمْ، فَأَخَذَ بِسَمْعِكُمْ وَأَبْصارِكُمْ، وَ لَبِئْسَ ما تَأَوَّلْتُمْ، وَساءَ ما أَشَرْتُمْ، وشَرَّ ما مِنْهُ اعتَضْتُمْ، لَتَجِدَنَّ _ وَاللهِ_ مَحْمِلَهُ ثَقيلاً، وَ غِبَّهُ وَبيلاً إِذا كُشِفَ لَكُمُ الغِطاءُ، وَبانَ ما وَراءَهُ الضَراءُ، {وَبَدا لَكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ ما لَمْ تَكونوا تَحْتَسِبونَ} وَ {خَسِرَ هُنالِكَ المُبْطِلونَ}.
      ثُمَّ عَطَفَتْ عَلى قَبْرِ النَّبِيِّ صلّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِه وَقالَتْ:
      قَدْ كان بَعْدَكَ أَنْباءٌ وَ هَنْبَثَةٌ لَوْ كُنْتَ شاهِدَها لَمْ تَكْبُرِ الخَطْبُ
      إِنّا فَقَدْناكَ فَقْدُ الأَرْضِ وابِلُها وَاخْتَلَّ قَوِمُكَ فَاشْهَدْهُمْ وَقَدْ نَكِبوا
      وَكُلُّ أَهْلٍ لَهُ قُرْبى وَمَنْزِلَةٌ عِنْدَ الإِلهِ عَلَى الأَدْنَيْنِ مُقْتَرِبُ
      أَبْدَتْ رِجالٌ لَنا نَجْوى صُدورِهِمِ لَمّا مَضَيْتَ وَحالَتْ دونَكَ التُّرَبُ
      تَجَهَّمَتْنا رِجالٌ واسْتُخفَّ بِنا لَمّا فُقِدْتَ وَكُلُّ الأَرْضِ مُغْتَصَبُ
      وَكُنْتَ بَدْراً وَنُوراً يُسْتَضاءُ بِهِ عَلَيْكَ تُنْزَلُ مِنْ ذي العِزَّةِ الكُتُبِ
      وَكانَ جِبْريلُ بِالآياتِ يونِسُنا فَقَدْ فُقِدْتَ فَكُلُّ الخَيْرِ مُحْتَجِبٌ
      فَلَيْتَ قَبْلَكَ كانَ المَوْتُ صادَفَنا لِما مَضَيْتَ وَحالَتْ دونَكَ الكُتُبُ
      إِنّا رُزِئْنا بِما لَمْ يُرْزَ ذُو شَجَنٍ مِنَ البَرِيَّةِ لا عُجْمٌ وَلا عَرَبُ
      ثُمَّ انْكَفَأَتْ عليها السلام وأميرُ المُؤْمِنِينَ عليه السلام يَتَوَقَّعُ رُجُوعَها إليْهِ، وَيَتَطَلَّعُ طُلُوعَها عَلَيْهِ. فَلَمَّا اسْتَقَرَّتْ بِها الدّارُ قالتْ لأميرِ المُؤمنينَ عليه السلام: يا ابْنَ أبِي طالِب! اشْتَمَلْتَ شِمْلَةَ الجَنِينِ، وَقَعَدْتَ حُجْرَةَ الظَّنينِ! نَقَضْتَ قادِمَةَ الأَجْدِلِ، فَخانَكَ ريشُ الأَعْزَلِ؛ هذا ابْنُ أبي قُحافَةَ يَبْتَزُّنِي نُحَيْلَةَ أبي وَبُلْغَةَ ابْنِي، لَقَدْ أجْهَرَ في خِصامِي، وَالفَيْتُهُ أَلَدَّ في كَلامِي، حَتَّى حَبَسَتْنِي قَيْلَةُ نَصْرَها، وَالمُهاجِرَةُ وَصْلَها، وَغَضَّتِ الجَماعَةُ دُونِي طَرْفَها؛ فَلا دافِعَ وَلا مانِعَ، خَرَجْتُ كاظِمَةً، وَعُدْتُ راغِمَةً، أَضْرَعْتَ خَدَّكَ يَوْمَ أَضَعْتَ حَدَّكَ، إِفْتَرَسْتَ الذِّئابَ، وَافْتَرَشْتَ التُّرابَ، ما كَفَفْتُ قائِلاً، وَلا أَغْنَيْتُ باطِلاً، وَلا خِيارَلي. لَيْتَنِي مِتُّ قَبلَ هَنِيَّتِي وَدُونَ زَلَّتِي. عَذيريَ اللهُ مِنْكَ عادِياً وَمِنْكَ حامِياً. وَيْلايَ في كُلِّ شارِقٍ، ماتَ الْعَمَدُ، وَوَهَتِ الْعَضُدُ.
      شَكْوايَ إلى أبي، وَعَدْوايَ إلى رَبِّي. اللّهُمَّ أنْتَ أشَدُّ قُوَّةً وَحَوْلاً، وَأحَدُّ بَأْساً وَتَنْكِيلاً.
      فَقالَ أمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام: لاوَيْلَ عَلَيْكِ، الْوَيْلُ لِشانِئِكِ، نَهْنِهي عَنْ وَجْدِكِ يَا ابْنَةَ الصَّفْوَةِ وَبَقِيَّةَ النُّبُوَّةِ، فَما وَنَيْتُ عَنْ ديِني، وَلا أَخْطَأْتُ مَقْدُوري، فَإنْ كُنْتِ تُريدينَ الْبُلْغَةَ فَرِزْقُكِ مَضْمُونٌ، وَكَفيلُكِ مَأمُونٌ، وَما أعَدَّ لَكِ أفْضَلُ ممّا قُطِعَ عَنْكِ، فَاحْتَسِبِي اللهَ، فَقالَتْ: حَسْبِيَ اللهُ، وَأمْسَكَتْ. "

      اما في مصادر السنة ....فقد ذكر ما يلي ....وهنا مفااااارقة حقيقية.....واود الاشارة الى نقطتين....
      الاولى طمعهم بارث الرسول ص وليس لهم اي حق بتوارثة....فنحن نعرف ان الشخص يورث اهله ولا يورث الغرباء .....فكيف ركضوا الى توارث ارث الرسول الذي ليس من اهلهم؟
      المسألة الثانية انهم حرفوا الأحداث لتتوافق مع ماقاله ابو بكر....وهو النبي لا يورث ....الا الدين ....مضحك والله.....

      روى الطبراني عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أنّه مرَّ بسوق المدينة فوقف عليها فقال : يا أهل السوق ما أعجزكم ؟ قالوا و ما ذاك ؟ قال : ذاك ميراث محمد صلى الله عليه و سلم يُقسَم و أنتم هنا ألا تذهبون فتأخذون نصيبكم منه ! قالوا : و أين هو ؟ قال : في المسجد . فخرجوا سراعاً، و وقف أبو هريرة لهم حتى رجعوا، فقال لهم : ما لكم ؟ فقالوا : يا أبا هريرة لقد أتينا المسجد فدخلنا فلم نرَ فيه شيئاً يُقسَم ! فقال لهم أبو هريرة : و ما رأيتم في المسجد أحداً ؟ قالوا : بلى رأينا قوماً يصلّون و قوماً يقرؤون القرآن و قوماً يتذاكرون الحلال و الحرام .

      فقال لهم أبو هريرة : ويحكم ! فذاك ميراث محمد صلى الله عليه و سلم !!! .....
      ان كنتم من قال" كتاب الله وسنتي" فاذن حسب قولكم ان هذه سنة رسول الله ...ان يورث لأهله الدين فقط....فلم تورثون اهليكم اذن؟

      تعليق


      • #33
        عائشة تطالب بالإرث

        وطلب نساء النبي إرثهن على حسب الجبلة البشرية والعرف.

        إلا أن عائشة بعد موت الزهراء نسيت هذا الحديث ورجعت إلى الحق والفطرة البشرية فتراها تطرق باب عثمان للمطالبة بإرثها من النبي صلى الله عليه وآله.

        روى شريك بن عبد الله في حديث رفعه أن عائشة وحفصة جاءتا عثمان حين نقص أمهات المؤمنين ما كان يعطيهن عمر فسألتاه أن يعطيهما ما فرض عمر

        فقال:

        لا والله ما ذاك لكما عندي.

        فقالتا له: تأتنا ميراثنا من رسول الله من حيطانه، وكان عثمان متكئا فجلس وكان علي بن أبي طالب عليه السلام جالسا عنده فقال:

        ستعلم فاطمة أي ابن عم لها اليوم: ألستما اللتين شهدتما عند أبي بكر ولفقتما ومعكما أعرابيا يتطهر ببوله مالك بن الحويرث من الحدثين فشهدتم أن النبي قال: إنا معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة فإن كنتما شهدتما بحق فقد أجزت شهادتكما على أنفسكما وإن كنتما شهدتما بباطل فعلى من شهد بالباطل لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.

        فقالتا له: يا نعثل والله لقد شبهك رسول الله صلى الله عليه وآله بنعثل اليهودي. فقال لهما: (ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط).

        أخرج ابن داود وابن ماجة عن عامر عن سعد بن أبيه قال: مرضت عام الفتح حتى أشفيت على الموت فعادني رسول الله فقلت: أي رسول الله إن لي مالا كثيرا وليس يرثني إلا ابنة لي.

        أفأتصدق بثلثي مالي؟

        قال: لا.

        قلت: فالشطر؟

        قال: لا.

        قلت: فالثلث؟

        قال: الثلث والثلث كثير إن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة
        يتكففون الناس فكيف يأمر رسول الله بذلك ويترك ابنته وهو يعلم ما ستلاقي من الظلم والاضطهاد وقد ردت الزهراء الحديث الذي ادعاه أبو بكر بالأدلة والآيات المحكمة في خطبتها الغراء التي قالت فيها:

        (يا ابن أبي قحافة أفي كتاب الله أن ترث أباك ولا أرث أبي؟ لقد جئت شيئا فريا!! أفعلى عمد تركتم كتاب ونبذتموه وراء ظهوركم إذ يقول:

        (وورث سليمان داود) وقال فيما اقتص من خبر زكريا:

        (فهب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا).

        وقال:

        (وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله). قال:

        (يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين) وقال: (كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرا الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف حقا على المتقين).

        فخرجنا من عنده (1).

        هذا الكلام من عثمان كان صاعقة عليهما لأنه يحمل آيات الحق ويبين ظلمهما للزهراء عليها السلام لما لفقتا كذبا وزورا لمنع الزهراء من إرث أبيها.

        تعليق


        • #34
          ‏حدثنا ‏ ‏بندار ‏ ‏حدثنا ‏ ‏أبو أحمد الزبيري ‏ ‏حدثنا ‏ ‏سفيان ‏ ‏عن ‏ ‏عبد الرحمن بن الحارث ‏ ‏عن ‏ ‏حكيم بن حكيم بن عباد بن حنيف ‏ ‏عن ‏ ‏أبي أمامة بن سهل بن حنيف ‏ ‏قال كتب ‏ ‏عمر بن الخطاب ‏ ‏إلى ‏ ‏أبي عبيدة ‏
          ‏أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏الله ورسوله ‏ ‏مولى ‏ ‏من لا ‏ ‏مولى ‏ ‏له والخال وارث من لا وارث له ‏
          ‏قال ‏ ‏أبو عيسى ‏ ‏وفي ‏ ‏الباب ‏ ‏عن ‏ ‏عائشة ‏ ‏والمقدام بن معدي كرب ‏ ‏وهذا ‏ ‏حديث حسن صحيح
          اتزعمون ان الرسول يرث؟ اذن كيف لا يورث؟ بربكم.....

          تعليق


          • #35
            انظر الى هذا التناقض...رسولنا يرث....لكنه لا يورث....بينما عائشة وحفصة ترثان والسيدة فاطمة لا ترث؟....الله اكبر
            ففي تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي ذكر...
            ‏‏قوله : ( حدثنا سفيان ) ‏
            ‏هو الثوري ‏
            ‏( عن حكيم بن حكيم بن عباد بن حنيف ) ‏
            ‏بضم الحاء المهملة وفتح النون وسكون الياء , وبالفاء الأنصاري الأوسي , صدوق من الخامسة ‏
            ‏( قال كتب معي ) ‏
            ‏وفي رواية عن أبي أمامة أن رجلا رمى رجلا بسهم فقتله وليس له وارث إلا خال فكتب في ذلك أبو عبيدة بن الجراح إلى عمر , فكتب عمر أي في جوابه ‏
            ‏( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : الله ورسوله مولى من لا مولى له ) ‏
            ‏وفي حديث المقدام بن معدي كرب الذي أشار إليه الترمذي " أنا مولى من لا مولى له أرث ماله وأفك عانه" ‏
            ‏( والخال وارث من لا وارث له ) ‏
            ‏أي إن مات ابن أخته ولم يخلط غير خاله فهو يرثه . ‏
            ‏قوله : ( وفي الباب عن عائشة والمقدام بن معدي كرب ) ‏
            ‏أما حديث عائشة فأخرجه الترمذي بعد هذا وأما حديث المقدام فأخرجه أبو داود عنه مرفوعا : " أنا أولى بكل مؤمن من نفسه , فمن ترك دينا أو ضيعة فإلي , ومن ترك مالا فلورثته , وأنا مولى من لا مولى له أرث ماله وأفك عانه , والخال مولى من لا مولى له يرث ماله ويفك عانه " . وفي رواية له : " أنا وارث من لا وارث له أفك عانه , وأرث ماله , والخال وارث من لا وارث له يفك عانه ويرث ماله " . والحديث سكت عنه أبو داود والمنذري وأخرجه أيضا أحمد والنسائي وابن ماجه والحاكم وابن حبان وصححاه , وحسنه أبو زرعة الرازي وأعله البيهقي بالاضطراب . ‏

            ‏قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) ‏
            ‏وأخرجه أحمد وابن ماجه , وذكره الحافظ في التلخيص ولم يتكلم عليه . ‏

            تعليق


            • #36
              توضيح اختلال ميزان قوانين الإرث في هذا العهد ، لابُدّ من إلقاء نظرة عابرة على مكانة المرأة في الجاهلية وصدر الإسلام ; إذ إنّ البنت كانت توأد في التراب في الجاهلية ، وذلك ما أخبر به الله في قوله : وَإِذَا ا لْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَىِّ ذَنب قُتِلَتْ (1) .
              وقد حكى عمر وغيره قصّة وأده بنته في الجاهلية(2) .
              ونقل لنا عمر حالة النساء في المدينة عمّا كنّ عليه مع القرشيّين ، فقال :
              كنّا معشر قريش قوماً نَغْلِبُ النساء ، فلمّا قدمنا المدينة ، وجدنا قوماً تغلبهم نساؤهم ، فطفق نساؤنا يتعلّمن من نسائهم(3) .

              وقد خاطب عمر امرأة ، فوصفها بقوله :
              إنّما أنتِ لُعبة يُلعَبُ بك ثمّ تُتركين(4) .

              وقد هدّد الزهراء(عليها السلام) بحرق بيتها ، وضرب رقيّة لبكائها على حمزة عمّ الرسول ، وهجم على بيت عائشة بعد وفاة أبي بكر وضرب أُمّ فروة بنفسه(5) ، وكذا هجم على بيت ميمونة بنت الحارث الهلالية ـ خالة خالد بن الوليد ـ يوم وفاة خالد !!
              بعد هذه المقدّمة المختصرة نأتي بمقطع من خطبة الزهراء(عليها السلام) كي نعلّق عليه ، وهو :
              « ... وأنتم الآن تزعمون أن لا إرْثَ لنا أَفَحُكْمَ ا لْجَـاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْم يُوقِنُونَ (1) أفلا تعلمون ؟! بلى ، قد تجلّى لكم كالشمس الضاحية أنّي ابنته ..
              أ يُّها المسلمون ! أأُغْلَبُ على إرثيه ؟!
              يا بن أبي قحافة ! أفي كتاب الله أن ترث أباك ولا أرثُ بي ؟! لقد جئت شيئاً فر يّاً ..
              أفعلى عمد تركتم كتاب الله ونبذتموه وراء ظهوركم ، إذ يقول : وَوَرِثَ سُلَيْمَـانُ دَاوُودَ (2) ؟!
              وقال في ما اقتصّ من خبر يحيى بن زكريّا إذ قال : فَهَبْ لِى مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا * يَرِثُنِى وَيَرِثُ مِنْ ءَالِ يَعْقُوبَ (3) .
              وقال : وَأُوْلُواْ الاَْرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْض فِى كـِتَابِ اللَّهِ (4) .
              وقال : يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِى أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الاُْنثَيَيْنِ (5) .
              وقال : إِنْ تَرَكَ خَيْرًا ا لْوَصِيَّةُ لِلْوَا لِدَيْنِ وَالاَْقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ
              حَقًّا عَلَى ا لْمُتَّقِينَ (1) .
              وزعمتم أن لا حظوة لي ، ولا إرث من أبي ، ولا رحم بيننا !! أفخصّكم الله بآية أخرج أبي منها ؟!
              أم هل تقولون : أهل ملّتين لا يتوارثان ؟!
              أَوَلستُ أنا وأبي من أهل ملّة واحدة ؟! أم أنتم أعلم بخصوص القرآن وعمومه من أبي وابن عمّي ؟!
              فدونكها مخطومة مرحولة تلقاك يوم حشرك ، فنِعم الحَكمُ الله ، والزعيم محمّد ، والموعد القيامة ، وعند الساعة ما تخسرون ـ وفي نسخة : يخسر المبطلون ـ ، ولا ينفعكم إذ تندمون لِّكُلِّ نَبَإ مُّسْتَقَرٌّ (2) و سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ (3) ... »(4) .

              وهذا المقطع يوقفنا على عدّة أُمور :

              الأوّل : اتّهام الزهراء(عليها السلام) أبا بكر وأنصاره بنفيهم الإرث عنها .
              الثاني : اتّهامها أبا بكر بالكذب .
              الثالث : تقريرها تركهم كتاب الله .
              الرابع : نفيها كونهم أعلم من رسول الله وعليّ بن أبي طالب .

              أمّا الأمر الأوّل منها :
              فإنّ كلام الزهراء(عليها السلام) صريح في أنّ أبا بكر وأنصاره زعموا أن لا حظوة ولا إرث لها من أبيها ، وهذا يخالف عمومات القرآن في الوصية والإرث ، فكيف بأبي بكر يرث أباه والزهراء(عليها السلام) لا ترث أباها ؟!
              فأبو بكر خالف بفعله قولَه في عدم توريث الأنبياء ; لأنّ المطالبة بالميراث لا تحتاج إلى إشهاد وشهود ، وأنّ طلب الشهود ينبئ عن كونها نِحلة وهدية ـ قدّمها رسول الله إلى فاطمة(عليها السلام) .
              وقد نصّت كتب الحديث والتار يخ على شهادة أُمّ أيمن وعليٍّ لها(1) ـ إلاّ أن يقولوا : إنّهم يشكّون في كونها ابنته ـ والعياذ بالله !!
              فلو ثبت كونها نِحلة وهديّة ، فتكون خارجة عن مدّعي أبي بكر ولا ينطبق عليها قوله : « نحن معاشر الأنبياء لا نورّث » ; لأ نّها خارجة عن مُلكه وداخلة في ملك الزهراء(عليها السلام) !
              ولو صحّ نقله ذلك ، فلِمَ أبقى البيوت لنساء النبيّ يتصرّفن فيها كما يتصرّف المالك في ملكه ؟! حتّى وصل الأمر به أن يستأذن عائشة في الدفن في حجرتها !! في حين نراه قد انتزع فدك من الزهراء(عليها السلام) بدعوى عدم ملكيّتها !!
              ولا أدري كيف اختلف الحكم بين الحالتين ؟!
              فلو كان الأنبياء لا يورّثون ، فكيف ورثت نساء النبيّ ولم تورّث ابنته ؟!
              و إن كانتا ـ دار الرسول وفدك ـ نِحلة وهدية ، فكيف يُقبل من عائشة وأضرابها ادّعاؤها دون شاهد ولا يقبل من الزهراء(عليها السلام) ـ وهي المطهرّة بنص آية التطهير ـ مع إتيانها بالشهود ؟!
              وهل هنا فتنة أكبر من هذه ؟!
              وهل هناك تغيير لتعاليم السماء أجرأ من هذا ؟!
              فحقّ للزهراء(عليها السلام) أن تقول : أَلاَ فِى الْفِتْنَةِ سَقَطُواْ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالكَـافِرِينَ (1) .
              و يعجبني أن أُشير إلى دعوىً قد تثار ، وهي : إنّ نساء النبيّ كنّ أصحاب الحقّ الشرعي ; لقوله تعالى : وَقَرْنَ فِى بُيُوتِكُنَّ (2) فنسبت البيوت إليهنّ ، وقد ثبتت حيازتهنّ لهذه البيوت في زمن رسول الله ، وهذه المسألة غير مسألة فدك !

              فنجيبهم عن ذلك :
              بأن الحيازة في الآية ليست حيازة استقلالية ، بل هي من شؤون حيازة كلّ زوجة بالنسبة إلى زوجها ، فلو لاحظت ما بعدها لعرفت أنّ البيت هو للنبيّ ،لقوله تعالى : يَـأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لاَ تَدْخُلُواْ بُيُوتَ النَّبِىِّ إِلاَّ أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ فنسب الله سبحانه البيت للنبيّ ..
              و يؤ يّد هذا ما ثبت عنه من مثل قوله : « ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنّة »(2) وغيرها من النصوص .
              فالبيوت لم تكن للنساء حتّى يدّعى ملكيّتهنّ لها ، بل كانت للنبيّ حتّى آخر حياته ، لقوله: « ما بين بيتي ومنبري » حتّى إنّ عائشة كانت تنهى أُمّهات المؤمنين عن المطالبة بإرثهنّ معتمدة على حديث أبيها الذي مكّنها من بعد من بيت سكناها لتتصرّف فيه تصرّف المالك المطلق !!
              فقد روى البخاري أنّ عائشة قالت : أرسل أزواجُ النبيّ عثمان إلى أبي بكر يسألنه ثُمنهنّ ممّا أفاء الله على رسوله ، فكنت أنا أردُّهنَّ ، فقلت لهنّ : ألا تتّقين الله ؟! ألم تعلمن أنّ النبيّ كان يقول : لا نورث ما تركناه صدقة(3) .
              وعن عروة ، عن عائشة : ان أزواج النبي أردن لمّا توفي ، أن يبعثن عثمان الى أبي بكر يسألنه ميراثهن ـ أو قال : ثمنهن ـ قالت : فقلت لهن : أليس قد قال النبي : لا نورث ما تركناه صدقة(4) .
              وقال ابن أبي الحديد : الذي تنطق به التوار يخ أ نّه لمّا خرج من قباء ودخل المدينة ، وسكن منزل أبي أيّوب ، اختطّ المسجد ، واختطّ حُجر نسائه
              وبناته ، وهذا يدلّ على أ نّه كان المالك للمواضع ، وأ مّا خروجها عن ملكه إلى الأزواج والبنات فممّا لم أقف عليه(1) .
              فأبو بكر بادّعائه هذا على رسول الله فقد نسب إليه إلغاءه قانون الإرث للأنبياء ، وهذا يخالف الثابت عنه من أ نّه مكلّف كغيره من الناس بالفرائض والتكاليف ، وأنّ تعاليم السماء تجري عليه كما تجري على غيره من بني الإنسان ، ولم يثبت أنّ ذلك من مختصّاته ، ولأجل ذلك اتّهمت الزهراء(عليها السلام)أبا بكر بالكذب !

              وأمّا الأمر الثاني :
              وهو ظاهرة كذب الصحابة ، فقد بيّناً سابقاً تخطئة الصحابة الواحد منهم للآخر ، بل تكذيبهم بعضهم للبعض الآخر ، وأنّ رسول الله كان قد أنبأ بجزاء من كذب عليه متعمّداً ، وأ نّه ستكثر عليه القالة من بعده !
              فالزهراء(عليها السلام) في هذا المقطع من خطبتها أشارت إلى أمر ين بقولها لأبي بكر : « وأنتم تزعمون أن لا إرث لنا ، أفحكم الجاهلية تبغون ؟! » .
              وفي آخر : « زعمتم أن لا حظوة لي ولا إرث من أبي ولا رحم بيننا ، لقد جئت شيئاً فر يّاً ! » .
              فهنا شقّان خطيران ، هما :
              الأول : زعمهم بأ نّها لا حظوة لها ، ولا ترث من أبيها ، وذلك حسب أحكام الجاهلية .
              الثاني : تكذيبها أبا بكر في ما نقله وذهب إليه .
              أ مّا الأوّل : فقد وضّحنا شيئاً منه قبل قليل ..
              وأ مّا الثاني : فإنّ المواقف والنصوص توضّح كذب أبي بكر في ما رواه ; إذ كيف به يوصي بالدفن عند رسول الله مع اطمئنانه بصدور الخبر عنه ؟! لأنّ بيت الرسول إمّا خاصّة له أو من جملة تركته ، فإن كان له خاصّةً فهو صدقة وقد جعلها للمسلمين كما زعمه : « نحن معاشر الأنبياء لا نورّث ما تركناه صدقة » ، فلا يجوز أن يختصّ بواحد دون آخر !
              و إنّ كان من جملة تركته وميراثه ، وأ نّه يورّث كغيره من المسلمين ، فهما ـ أبو بكر وعمر ـ لم يكونا ممّن يرث رسول الله !
              لا يقال : إنّ ذلك بحصّة عائشة وحفصة ..
              فإنّه يقال : إنّ نصيبهما لا يبلغ مفحص قطاة ، لأ نّه مات عن تسع نسوة وبنت لصلبه ، فلكلّ واحدة من نسائه تسع الثمن ، فما بال عائشة وحفصة ترثان ولا ترث فاطمة وهي بنته ومن صلبه ؟!
              ولو كان واثقاً من صحّة ما حدّث به وما ذهب إليه ، فلماذا يسعى لاسترضاء الزهراء ويتأسّف في أُخر يات حياته متمنّياً أ نّه لم يكشف بيتها ؟!
              ولو صحّ كلام أبي بكر ، فكيف صحّ له أن يدفع آلة رسول الله ودابّته وحذاءه إلى عليّ بن أبي طالب(1) ، و يمكّن زوجاته من التصرّف في حجراتهنّ ؟!
              وقد قلنا سابقاً بأنّ الانتقال إليهنّ إمّا على جهة الميراث أو النِحلة .
              والأوّل مناقض لِما رواه أبو بكر عن رسول الله : « نحن معاشر الأنبياء ... » .
              والثاني يحتاج إلى إثبات من قبل أزواجه ، فلِمَ لَمْ يطالبهنّ بالشهود كما طالب الزهراء(عليها السلام) ؟!
              وكيف ساغ لعمر أن يدفع إلى عليٍّ والعبّاس صدقة رسول الله لو صحّ حديث أبي بكر ؟!
              وهل أراد عمر بفِعله أن يتّهم أبا بكر بوضع الحديث ، أم أ نّه تأوّله وفهم منه معنىً لا ينفي التوريث ؟!
              وهل يجوز لنبيّ أن يموت ولا يُعلِم ابنته وصهره بأنْ ليس لهما حقّ في إرثه ، وهو المبيّن لأحكام الله والرافع لكلّ لبس و إبهام ؟!
              وكيف به يعلّم الآخر ين ولا يعلّم صهره وابنته ـ أصحاب الحقّ ـ هذا الحكم الخاصّ بهم لو فرض وجوده ؟!!
              وهل يتوافق هذا مع ما قاله الرسول عن أهل البيت(عليهم السلام) في حديث الثقلين : « فلا تقدّموهما فتهلكوا ، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا ، ولا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم »(1) ؟!
              وكيف بنساء النبيّ لا يعرفن حديث رسول الله وحكم ميراثه ، فيرسلن إلى عثمان مطالبات بإرثهنّ ـ حينما منعهنّ عن بعضه ـ ؟
              وكيف تختلف مواقف الحكّام في ميراث رسول الله ، فأحدهم يعطي ، والآخر يمنع ، لو صحّ وثبت عندهم حديث : « نحن معاشر الأنبياء ... » ؟!
              ألا يعني موقفُ عمر بن عبدالعزيز ، والمأمون ، والمعتصم ، والواثق ، وغيرهم من الّذين ردُّوا فدكاً ، أ نّهم كانوا من الّذين لا يرون صحّة حديث أبي بكر ؟!
              ولو صحّ ما قاله أبو بكر عن الأنبياء ، لاشتهر بين الاُمم الاُخرى والأديان السماو ية ، ولعرفه أتباع الأنبياء ؟! مع العلم بأنّ فدكاً ممّا لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب ، بل استسلم أهلها خوفاً ورعباً ، فهي للنبي خاصّة خالصة باتّفاق علماء الفريقين ; لقوله تعالى : وَمَآ أَفَآءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَآ أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْل وَلاَ رِكَاب وَلَـكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَن يَشَآءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَىْء قَدِيرٌ (1) .
              إنّ إعطاء ر يع فدك أو غيره للمسلمين في زمن النبيّ لا يعني أ نّها كانت لهم ; لأ نّه كان قد أنفق ما يملكه في سبيل الدعوة الإسلاميّة ، وهذا يجتمع مع قولنا: إنّه ملّكها للزهراء(عليها السلام) في حياته ، إذ يمكن اجتماع كِلا الأمر ين معاً ، فمن جهة تكون الأرض ملكاً للزهراء البتول(عليها السلام) ، ومن جهة أُخرى يصحّ لرسول الله التصرّف فيها و إنفاق ريعها في سبيل الدعوة للدين ; لأ نّه الوالد ، و « الولد وما يملك لأبيه » ناهيك عن ولايته كنبيّ على كلّ مسلم ومسلمة .
              ثمّ إنّ أبا بكر أراد أن لا يكون وحيداً في نقله لهذا الحديث ، فقال في جواب الزهراء(عليها السلام) : « لم أتفرّد به وحدي »(2) .
              وقد روت عائشة وحفصة وأوس بن الحدثان أ نّهم سمعوا ذلك(3) .
              وأضاف صاحب المغني اسم عمر وعثمان وطلحة والزبير وسعد
              وعبدالرحمن بن عوف(1) .
              وجاء في الاختصاص أنّ أبا بكر قال : « فإنّ عائشة تشهد وعمر أ نّهما سمعا رسول الله وهو يقول : إنّ النبيّ لا يورّث .
              فقالت ] فاطمة [ : هذا أوّل شهادة زور شهدا بها في الإسلام ; ثمّ قالت : فإنّ فدك إنّما هي صدقة تصدّق بها علَيَّ رسول الله ، ولي بذلك بيّنة .
              فقال لها : هلمّي ببيّنتك .
              قال : فجاءت بأُمّ أيمن وعليّ ... »(2) .
              ونقل ابن أبي الحديد عن النقيب أبي جعفر يحيى بن محمّد البصري قوله : إن عليّاً وفاطمة والعبّاس ما زالوا على كلمة واحدة يكذّبون « نحن معاشر الأنبياء لا نورّث » ، و يقولون : إنّها مختلقة ، قالوا : كيف كان النبيّ يعرّف هذا الحكم غيرنا و يكتمه عنّا ؟!
              ونحن الورثة ، ونحن أوْلى الناس بأن يؤدّي هذا الحكم إليه(3) .

              وأ مّا الأمر الثالث :
              هو تقر يرها تركهم كتاب الله ; فهو ظاهر في كلام الزهراء(عليها السلام) ; لأنّ كلمة « ورث » التي وردت في عدّة آيات دالّة على المال لغة وعرفاً ، إن لم تقيّد بقيد
              خارجي ، لكنّهم صرفوا الإرث إلى وراثة الحكمة والنبوّة دون الأموال في مسألة إرث الرسول وقضية الزهراء ، تقديماً للمجاز على الحقيقة بلا قرينة صارفة !
              لأنّ جملة وَإِنِّى خِفْتُ ا لْمَوَا لِىَ (1) يعني به وراثة المال لا العلم والحكمة ، لكون الأخيرَ ين لا يأتيان بالوراثة ، فهما عطاء من الله ، يمنّ به أو يمنع ، و إنّ زكر يّا كان يخاف من الموالي ـ وهم بنو العمومة ومن يحذو حذوهم ـ فقوله : وليّاً يعني ولداً يكون أَوْلى بميراثي .
              وعليه : فحمل الآية على العلم والنبوة خلاف الظاهر ; لأنّ النبوّة والعلم لا يورّثان ، بل النبوّة تابعة للمصلحة العامّة ومقدّرة لأهلها من الأزل عند بارئها .. اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ (2) ، فلا مدخل للنسب فيها ، كما أ نّه لا أثر للدعاء والمسألة في اختيار الله أحداً من عباده نبيّاً .
              على أن زكر يّا إنّما سأل اللّه وليّاً من ولده يحجب مواليه ـ كما هو صر يح الآية ـ من بني عمّه وعصبته من الميراث ، وذلك لا يليق إلاّ بالمال ، ولا معنىً لحَجب الموالي عن النبوّة والعلم .
              ثمّ إنّ اشتراطه في ولّيه الوارث كونه رضيّاً بقوله : وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا (3) ، لا يليق بالنبوّة ; إذ العصمة والقداسة في النفسيات من الملكات ، ولا تفارق الأنبياء ، فلا محصّل عندئذ لمسألته ذلك ، وحاش الأنبياء عن طلب ما لا محصّل فيه .
              نعم ، يتمّ هذا في المال ومَن يرثه ، فإنّ وارثه قد يكون رضيّاً وقد يكون غيره ، ولذلك قال الرازي في تفسيره : إنّ المراد بالميراث في الموضعين هو وراثة المال ، وهذا قول ابن عبّاس والحسن والضحّاك(1) ..
              وقال الزمخشري في ربيع الأبرار : ورث سليمان عن أبيه ألف فرس(2) .
              وقال البغوي في معالم التنز يل في تفسير الآية في سورة مر يم : قال الحسن : معناه يرث مالي(3) ..
              وقال النيسابوري في تفسير الآية : عن الحسن : أ نّه المال(4) .
              ونحن لو تأمّلنا في استدلال الإمام عليّ والزهراء(عليهما السلام) والعبّاس ، لرأيناهم يستدلّون بالقرآن على خطئه وسقم دعواه ; وذلك لأ نّهم أرادوا إلزامه بما ألزم به نفسه حينما نهى الناس عن التحديث عن النبيّ قائلاً : « بيننا وبينكم كتاب الله » ، أي إنهم استدلّوا بعمومات القرآن في الإرث والوصية على خطئه ، فرجع هو إلى ما نهاهم عنه من الحديث عن رسول الله !! أي إنّه استدلّ بما نهى عنه ضرورةً ومصلحة !!

              وأ مّا الأمر الرابع :
              فلا يمكن لأحد أن ينكر مكانة عليّ والزهراء(عليهما السلام) العلمية ، ولو تأمّلت في احتجاجاتهما لرأيت الحقّ معهما لا محالة ، فمثلاً نراهما يستدلاّن على أبي بكر
              مضافاً إلى ما سبق ـ بقاعدة اليد ، و إنّ على المدّعي ] وهو أبو بكر [ البيّنة ، وعلى المنكِر اليمين ، وقد مرّ عليك حجّة الإمام عليّ بقوله : « أخبرني لو كان في يد المسلمين شيء فادّعيتُ أنا فيه ، مَن كنتَ تسأل البيّنة ؟!
              قال : إيّاك كنت أسأل .
              قال : فإذا كان في يدي شيء ، فادّعى فيه المسلمون ، تسألني فيه البيّنة ؟! فسكت أبو بكر ... »(1) .
              وفي حديث آخر توجد ز يادة : فما بال فاطمة سألتها البيّنة على ما في يدها وقد ملكته في حياة رسول الله وبعده ، ولم تسأل المسلمين البيّنة على ما ادّعوه شهوداً كما سألتني على ما ادّعيت عليهم ؟!
              فسكت أبو بكر .
              فقال عمر : يا عليّ ! دعنا من كلامك ، فإنّا لا نقوى على حجّتك ، فإن أتيت بشهود عدول ، و إلاّ فهو فيءٌ للمسلمين ، لا حقّ لك ولا لفاطمة فيه .
              فقال عليّ : يا أبا بكر ! تقرأ كتاب الله ؟!
              قال : نعم .
              قال : أخبرني عن قوله تعالى : إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (2) فينا نزلت أو في غيرنا ؟!
              قال : بل فيكم .
              قال : فلو أنّ شهوداً شهدوا على فاطمة بنت رسول الله بفاحشة ، ما كنت صانعاً بها ؟!
              قال : كنت أُقيم عليها الحدّ كما أُقيم على سائر نساء العالمين !!
              قال : كنت إذاً عند الله من الكافر ين .
              قال : ولِم ؟!
              قال : لأ نّك رددت شهادة الله لها بالطهارة وقبلت شهادة الناس عليها ، كما رددت حكم الله ورسوله أنْ جَعَلَ لها فدك وقبضته في حياته ، ثمّ قبلتَ شهادة أعرابي بائل على عقبيه عليها ، وزعمت أ نّه فيءٌ للمسلمين ، وقد قال رسول الله : « البيّنة على المدّعي واليمين على المدّعى عليه » فرددت قول رسول الله : « البيّنة على من ادّعى واليمين على من ادُّعي عليه »(1) .
              ونحو هذا استدلال الزهراء(عليها السلام) على أبي بكر(2) ، وقول الأنصار لها : يا بنت رسول الله ! قد مضت بيعتنا لهذا الرجل ، ولو أنّ زوجك وابن عمّك سبق إلينا قبل أبي بكر ما عدلنا به(3) .
              وفي آخر : لو سمعنا حُجّتكم ما عدلنا عنكم .
              وجاء في كلام الإمام عليّ قوله : « فوالله يا معشر المهاجرين ! لنحن أحقّ الناس به ، لأنّا أهل البيت ، ونحن أحقُّ بهذا الأمر منكم ، ما كان فينا إلاّ القارئ لكتاب الله ، الفقيه في دين الله ، العالم بسُنن رسول الله ، المضطلع بأمر الرعية ، الدافع عنهم الاُمور السيّئة ، القاسم بينهم بالسو يّة ، والله إنّه لفينا ، فلا تتّبعوا الهوى
              فتضلّوا عن سبيل الله فتزدادوا من الحقّ بُعداً »(1) .
              وهل يعقل أن تطلب فاطمة(عليها السلام) ـ وهى سيّدة نساء أهل الجنّة ، مع طهارتها وعصمتها ـ شيئاً ليس لها ؟!
              وهل تريد ظلم جميع المسلمين بأخذها أموالهم ؟!
              وهل يجوز لعليٍّ أن يشهد لفاطمة بغير حقّ ؟! أو يمكن تصوّر مخالفته للحقّ ورسول الله يقول : « عليّ مع الحقّ والحقّ مع عليّ » و يقول : « اللّهمّ أدر الحقّ معه حيث دار » .
              وهل يجوز القول عن أُمّ أيمن ـ المشهود لها بالجنّة ـ أ نّها قد شهدت زوراً ؟!
              نعم ، إنّا لا يمكننا أن نزكيّ أبا بكر والزهراء معاً ! إذ لو صدّقنا أبا بكر في دعواه لصحّ ما تساءلناه عن الزهراء ، و إن كان أبو بكر كاذباً فالزهراء صادقة لا محالة ..
              وهكذا الحال بالنسبة إلى أحاديث « من خرج على .. » أو « خالف .. » أو « لم يعرف » إمام زمانه مات ميتة الجاهلية ، أو « من خرج من طاعة السلطان شبراً مات ميتة جاهلية » .
              فنحن لو قبلنا هذه النصوص معتبرين أبا بكر هو إمام زمانه ، للزم أن تكون الزهراء ـ سيّدة النساء ، المطهرة بنصّ القرآن ـ قد ماتت ميتة جاهلية !!!
              وأ مّا لو شككنا في كونه إمام ذلك العصر ; لتخلّف بعض الصحابة عنه ـ كعليٍّ والعبّاس وبني هاشم والزبير والمقداد وسعد بن عبادة وغيرهم ـ لجاز خروج الزهراء عليه واعتقادها بانحرافه وضلالته ، ولا يمكن تصحيح الموقفين معاً .
              و إذا لم يقبل أبو بكر شهادة عليّ بن أبي طالب لكونه المنتفع ، فكيف قبل رسول الله شهادة خز يمة بن ثابت وعدّ شهادته شهادتين ، وكان النبيّ هو المنتفع ؟!
              ولو صحّ ما استدلّوا به من أنّ الشهادة لم تكمل في قضية فدك ـ مقتصر ين على شهادة الإمام عليّ وأُمّ أيمن ـ فماذا نفعل بما جاء عن سيرة الحكّام وحكمهم بالشاهد الواحد مع اليمين ..
              ففي كتاب الشهادات من كنز العمّال :
              إنّ رسول الله وأبا بكر وعمر وعثمان كانوا يقضون بشهادة الواحد مع اليمين(1) .

              وروى البيهقي عن عليّ :
              أنّ أبا بكر وعمر وعثمان يقضون باليمين مع الشاهد(2) .

              كانت هذه نظرة عابرة ونماذج متفرّقة عن اختلاف المفاهيم والاُصول عند الطرفين ، وكيفية تشريع المواقف وصيرورتها أُصولاً تضاهي القرآن الحكيم والسُنّة المطهّرة في العصور اللاحقة ، وقد أعطتك ـ وخصوصاً النقطة ما قبل الأخيرة ـ صورة عن تلاعب الحاكمين بالقوانين المالية الإسلامية كـ :
              أ ـ سهم المؤلّفة قلوبهم .
              ب ـ تمليك الحجرات لزوجات الرسول دون بنيه !
              ج ـ استجازة الحاكم الدفن عند النبيّ مع نقله قوله : « نحن معاشر الأنبياء ... » .. وغيرها ."
              هذا حتى لا تتعب ....دورتلك مصدر رائع ونقلت لك وللقراء منه....

              تعليق


              • #37
                عوف هذا اللي ذكر كله...وتعال نناقش مسألة...هذا الحديث...
                روى الطبراني عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أنّه مرَّ بسوق المدينة فوقف عليها فقال : يا أهل السوق ما أعجزكم ؟ قالوا و ما ذاك ؟ قال : ذاك ميراث محمد صلى الله عليه و سلم يُقسَم و أنتم هنا ألا تذهبون فتأخذون نصيبكم منه ! قالوا : و أين هو ؟ قال : في المسجد . فخرجوا سراعاً، و وقف أبو هريرة لهم حتى رجعوا، فقال لهم : ما لكم ؟ فقالوا : يا أبا هريرة لقد أتينا المسجد فدخلنا فلم نرَ فيه شيئاً يُقسَم ! فقال لهم أبو هريرة : و ما رأيتم في المسجد أحداً ؟ قالوا : بلى رأينا قوماً يصلّون و قوماً يقرؤون القرآن و قوماً يتذاكرون الحلال و الحرام .

                فقال لهم أبو هريرة : ويحكم ! فذاك ميراث محمد صلى الله عليه و سلم !!!
                الا ترى ان هنالك تناقض وااااضح في موقف ابو هريرة؟ ان كان قد قام بتسجيل وتدوين احاديث الرسول الأعظم....فكيف لا يبلغ من انتظرهم ؟ثم ان كان رسول الله ص قال فعلا هكذا حديث فكيف لم يعرفه المسلمون؟ وان عرفوه ...فلم ركضوا لنيل ارث الرسول؟ وان كان الرسول لا يورث فلم ركضوا اصلاً؟

                تعليق


                • #38
                  عن أبي هُرَيرةَ رضي الله عَنْهُ قالَ: نَهَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وسَلَّمَ أن يبيع حَاضِر لِبَادٍ ، وَلا تَنَاَجَشُوا ، وَلا يَبع الرجُلُ عَلَى بيع أخيه. وَلا يَخْطُبْ عَلَى خِطْبَةِ أخِيهِ، وَلا تَسْأل المَرأة طَلاقَ أخْتِهَا لِتُكفِىءَ مَا في إنَاِئهَا ....
                  هذا حديثكم....فان كان ما تنقلون كله حق لأهل الحق ولا يجوز سلبه او بيعه او او او ....فلم سلبت فدك واملاك الرسول ص الاخرى من وريثتها السيدة فاطمة ع؟ الم يعطها نحلة؟ والنحلة بمفهومنا بيع ومصادقة وتسجيل باسم السيدة فاطمة ع بشهادة الشهود....خذ مثال على ذلك...
                  جاء في الدر المنثور «للسيوطي» عن البزاز و أبي يعلى و ابن حاتم و ابن مردويه عن سعيد الخدري أنه قال:

                  «لما نزلت الآية «وآت ذا القربى حقه(1)» دعا رسول الله(صلى الله عليه وآله) فاطمة الزهراء(عليها السلام) و أعطاها فدكاً».(2)
                  و بما أن القرآن ينص على (وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْل وَلاَ رِكَاب وَلكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيء قَدِيرٌ(1)« مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لاَ يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الاَْغْنِيَاءِ مِنكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)(2) لذا فهي خالصةً لرسول الله (صلى الله عليه وآله)، يصرف ما يأتيه منها في «أبناء السبيل» و أمثال ذلك.نقل هذا الحديث كل من ياقوت الحموي في «معجم البلدان» و ابن منظور الأندلسي» في «لسان العرب» و آخرون كثيرون.

                  و أشار إلى ذلك أيضاً«الطبري» في تأريخه و «ابن الأثير» في كتاب «الكامل».(3) كما كتب الكثير من المؤرخين أن الرسول (صلى الله عليه وآله) قد منح ابنته الزهراء(عليها السلام) فدكاً في حياته.(4)
                  الدليل البين الذي يثبت هذه الحقيقة هو ما نقله المفسرون الكبار، منهم مفسر أهل السنة المعروف«جلال الدين السيوطي» في كتاب «الدر المنثور»، حيث نقل في ذيل الآية السادسة عشرة من سورة الإسراء حديثاً عن«أبي سعيد الخدري» يقول فيه:

                  «لما نزل قوله تعالىَ - و آتِ ذا القربى حقه أعطى رسول الله (صلى الله عليه وآله)فاطمة فدكاً».(5)

                  الدليل الحي الآخر الذي يعتبر سنداً مهماً في هذا الأمر - أو لهذا الادعاء- هو قول أمير المؤمنين علىّ بن أبي طالب (عليه السلام)في نهج البلاغه:

                  «بلى كانت في أيدينا فدك من كل ما أظلته السماء، فشحت عليها نفوس قوم وسخت عنها نفوس قوم آخرين، و نعم الحكم الله».(1)

                  يشير هذا الحديث بوضوح إلى أن فدكاً كانت بيد علىٍّ و فاطمة (عليها السلام)في حياة الرسول(صلى الله عليه وآله)، لكن بعض الحكام البخلاء تعلقوا بها، فتخلى علىّ و زوجته (عليها السلام) عنها مجبرين. و من البديهي أنهم لم يكونوا موافقين لما حدث، و إلا فما معنى سؤال و طلب الأمير (عليه السلام) من الله سبحانه و تعالى في أن يحكم بينه و بينهم.

                  ها اخي اسامة؟ تكتفي؟ لو تريد بعد؟مستعدة لأي موضوع ...انقلة الك وللجميع بكل محبة....ونحن نقاشنا نقاش محترم واتفقنا ان ما نغلط ولا نتجاوز...واتفقنا ان ننقل مانؤمن به دون مجاملة او رتوش...تتحمل تعرف بعد لو كافي؟
                  واسأل اذا تريد تعرف شي....فلدينا من المصادر السنية والشيعية الكثييييير الكثيييير....وما ينشبع منها....

                  تعليق


                  • #39
                    السلام عليكم

                    أختى الكريمه خادمة الأئمه

                    كل تقدير وإحترام لكى

                    ولكننى أختى أرجو تقبل صراحتى هذه

                    للأسف لم أستطع قراءة كل مشاركاتك مع تقديرى لها

                    فالأمر كما تعلمين ليس سهلا

                    فرجاءا أنا طلبت حديث واحد للمناقشه

                    فهذا سيكون أفضل إن شاء الله

                    أما عن سب سيدنا على

                    منيستطيع ذلك ياأختى ليس بمسلما

                    ولايوجد سنى يفعل ذلك أبدا

                    فتأكدى من هذا

                    أعلم أختى ربما يكون مناقشة هذه الأحاديث صعبه لفتاه مثلك

                    فأعفيكى من هذا الحرج إن شئتى ذلك ونطلب أخا ملتزما بآداب الحوار مثلك

                    للمناقشه وإختيار حديث واحد فقط

                    لأن أختنا كربلائيه لم أشاهد لها مواضيع أو مشاركات هذه الأيام

                    نرجوا الخير لها إن شاء الله وأن يكون تغيبها خيرا

                    شكرا أختى الكريمه

                    وتقديرى لأسلوبك الراقى المحترم
                    التعديل الأخير تم بواسطة أسامة أسامة; الساعة 02-05-2008, 07:01 AM.

                    تعليق


                    • #40
                      أعلم أختى ربما يكون مناقشة هذه الأحاديث صعبه لفتاه مثلك

                      فأعفيكى من هذا الحرج إن شئتى ذلك ونطلب أخا ملتزما بآداب الحوار مثلك

                      للمناقشه وإختيار حديث واحد فقط
                      ما شاء الله
                      أخلاق عالية
                      لا يريد مناقشةالأحاديث
                      فقط كي لا يحرج أختنا خادمة الأئمة
                      .. نسيت ، هناك طلب محاور جديد ملتزم بأدب الحوار
                      ما شاء الله عيني عليك باردة ، موملحق للشباب واحد ورا واحد
                      بس في نقطة مهمة!!! ممكن تجيبو للأخ أسامة أسامة حديث من البخاري
                      يروي فضيلة لأبو بكر وعمر ، ثم نناقشه ثم نقتنع به ، ثم نصير سنة !!!!!!!
                      لا حظوا
                      الأخ أسامة أنا ماشفت مثيل له في كل حياتي .... ولن أرى ..
                      بس أنا شبهته للصحابي الجليل أبو هريرة !!

                      بارك الله بك ولك أختنا الكريمة خادمة مولانا الحجة إن شاء الله وشكر الله لك مجهودك بحق محمد وآل محمد
                      يــــــــــــــا عـــــــلــــــي

                      تعليق


                      • #41
                        اشكرك اخي اسامة...لأن بصراحة مواضيع طرحت جدا محرجة بالنسبة لي ....وهذه دعوة للجميع للتحاور بدون تجريح كي نتوصل للحقائق جميعا ونناقش وجهات النظر....بغض النظر عن كل خلافاتنا ....
                        اشكركم ....وحينما تناقشون الحديث وتكملون....استطيع ان اناقش معكم مواضيع اخرى تخص ال البيت ان شاء الله....وسأبقى اتابعكم ان شاء الله
                        شكرا لطروحاتكم.....

                        تعليق


                        • #42
                          السلام عليكم

                          متابع معكم ان شاء الله

                          و شكرا لصاحب الموضوع على الدعوة الراقية التي يريد بها الحق

                          و اشكرا ايضا اختنا خادمة الائمة على مشاركتها القيمة

                          بارك الله فيكم

                          اللهم صل على محمد و آل محمد

                          تعليق


                          • #43
                            السلام عليكم

                            شكرا لأخونا الفاضل أسد الله ونشرف دائما بمرورك أخى وبمتابعتك وأسلوبك الراقى المحترم

                            ولأختنا الكريمه خادمه الأئمة ونشكر دعوتها المحترمه بالمحافظة على آداب الحوار

                            ونشرف بمتابعتكما إن شاء الله

                            وجزاكم الله خيرا

                            وهدى الله الجميع

                            {وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} (10) سورة الحشر
                            التعديل الأخير تم بواسطة أسامة أسامة; الساعة 03-05-2008, 09:00 AM.

                            تعليق

                            المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                            حفظ-تلقائي
                            x

                            رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                            صورة التسجيل تحديث الصورة

                            اقرأ في منتديات يا حسين

                            تقليص

                            المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                            أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
                            ردود 2
                            12 مشاهدات
                            0 معجبون
                            آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                            بواسطة ibrahim aly awaly
                             
                            يعمل...
                            X