إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

شرح دعاء الصباح من البحار للعلامة المجلسي

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شرح دعاء الصباح من البحار للعلامة المجلسي

    يا من دلع أي أخرج يقال دلع لسانه فاندلع أي أخرجه فخرج ودلع لسانه أي خرج . الصباح هو ضد المساء و المراد بلسان الصباح الشمس عندطلوعها و النور المرتفع عن الأفق قبل طلوعها. بنطق تبلجه النطق هو التكلم و التبلج الإضاءة و الإشراق و إضافة النطق إليه بيانية أي بنطق هو إشراق ذلك اللسان و تشبيه الإشراق بالنطق لأجل دلالته على كمال الصانع و يقال بلج الصبح يبلج بالضم أي أضاء . و هذه الفقرةموافقة لقوله تعالى( وَ إِنْ مِنْ شَيْ‏ءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ) . فإن كل شي‏ءيدل على أنه تعالى متصف بصفات الكمال مقدس عن سمات النقص فكأنه يحمده و يسبحه وذهب الكبراء إلى أن ذلك الحمد و التسبيح حقيقيان لا مجازيان و الإعجاز في تسبيح الحصى في كف النبي ص إنما هو باعتبار إسماع المحجوبين و يساعد هذا قوله تعالى( قالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنا قالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْ‏ءٍ) و قد ناسب إثبات النطق للصبح قوله تعالى( وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ). و يا من سرح بالتخفيف أو التشديد و الأول أنسب لفظابقوله دلع أي أرسل يقال سرحت فلانا إلى موضع كذا إذا أرسلته إليه و قال الله تعالى(أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسانٍ) و يحتمل أن يكون من تسريح الشعر. قطع الليل المظلم القطع بكسر القاف و فتح الطاء جمع قطعة و الظلمة عدم النور و ظلم الليل بالكسر وأظلم بمعنى و في بعض النسخ المدلهم بدل المظلم و ليلة مدلهمة أي مظلمة بغياهب هي جمع غيهب و هو الظلمة و الباء إما بمعنى مع و متعلقة بقوله سرح أو للسببية ومتعلقة بقوله المظلم و المعنى يا من أذهب القطع المختلفة من الليل المظلم مع ظلماته المحسوسة في تردده أو المظلم بسبب هذه الظلمات تلجلجه التلجلج التردد والاضطراب و قيل يقال يلجلج في فمه مضغة أي يرددها في فمه للمضغ و معنى قولهم الحق أبلج و الباطل لجلج أن الحق ظاهر و الباطل غير مستقيم بل متردد و لجة البحر تردد أمواجه و لجة الليل تردد ظلامه. و يا من أتقن أي أحكم صنع الفلك الدوار الصنع بالضم الفعل و الفلك ما سوى العنصريات من الأجسام و الدوار أي المتحركة بالاستدارةبمقادير تبرجه المقادير جمع مقدور من القدرة و هي ضد العجز و التبرج هو إظهار .المرأة زينتها و محاسنها للرجال قال تعالى وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَ لا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ و المرادبمقادير تبرج الفلك ما يمكن من تزينه و هذه الفقرة موافقة لقوله تعالى صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْ‏ءٍ وَ زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيابِمَصابِيحَ. و يا من شعشع يقال شعشعت التراب أي مزجته أي مزج ضياء الشمس القائم بها بنور تأججه يعني بنور يحصل من تلهب ذلك الضياء و هو شعاع الشمس أي ما يرى من ضوئها عند طلوعها كالأغصان أو نقول التشعشع مأخوذ من الشعاع كما أن التلجلج مأخوذمن اللجة و هو مطاوع الشعشعة أي جعل ضياء الشمس القائم بها ذا شعاع بسبب نور ظهوره الذي هو مقتضى ذاته أزلا و أبدا فالضمير على الأول راجع إلى الضياء و على الثاني إلى من و الأجيج تلهب النار و قد أجت تأج أجيجا و أججتها فتأججت. يا من دل علىذاته بذاته أبرز حرف النداء لتغيير الفاصلة يعني يا من كان نور ذاته دليلا موصلاللطالبين إلى ذاته المتعالية من مدارك الأفهام و مسالك الأوهام و هذا مشهد عظيم مخصوص بالكاملين و أما الناقصون فيستدلون من الأثر على المؤثر و الفرق بين الفريقين كالفرق بين من رأى الشمس بنور الشمس و بين من استدل على وجود الشمس بظهورأشعتها و يقال دله على الطريق يدله دلالة و دلالة ودلالة مثلثة الدال و الفتح أولى و قال الراغب في تأنيث ذو ذات و في تثنيته ذواتا وفي جمعها ذوات و قد استعار أصحاب المعاني الذات فجعلوها عبارة عن عين الشي‏ء جوهراكان أو عرضا و ليس ذلك من كلام العرب. و يا من تنزه أي تباعد قال ابن السكيت ممايضعه الناس في غير موضعه قولهم تنزهوا أي أخرجوا إلى البساتين و إنما التنزه أي التباعد عن المياه و المزارع و فيه قيل فلان يتنزه عن الأقذار و ينزه نفسه عنها أي يباعدها عنها عن مجانسة مخلوقاته أي عن أن يكون من جنسها إذ لا يشاركه شي‏ء فيالماهية و الخلق أصله التقدير المستقيم و يستعمل في إبداع الشي‏ء من غير أصل و لااحتذاء قال تعالى خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ و في إيجاد الشي‏ء من الشي‏ءنحو خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ و ليس الخلق بمعنى الإبداع إلا لله و لذاقال أَ فَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ و أما الخلق الذي يكون بمعنى الاستحالةفعام قال تعالى وَ إِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي ويا من جل أي ترفع عن ملاءمة كيفياته أي عن أن يكون ملائما و مناسبا بكيفياتالمخلوق فالضمير راجع إلى المخلوق المذكور في ضمن مخلوقاته كما رجع هو في قولهتعالى اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوى إلى العدل المذكور في ضمن اعدلوا و كيفللاستفهام عن الحال و الكيفية منسوبة إلى الكيف أي الحال المنسوب إلى كيف والتأنيث له باعتبار الحال فإنها تؤنث سماعا. يا من قرب من خطرات الظنون أي من كانقريبا من الظنون الذي تخطر بالقلوب و فيه إيماء إلى أن العلم بذاته و صفاته مستحيلو غاية الأمر في هذا المقام هو الظن و الخطرات جمع خطرة و هي الخطور. . و يا من بعد عن ملاحظة العيون يلوح منه أنالله تعالى يمكن إدراكه بالعقل و لا يمكن إبصاره بالعين كما هو مذهب المعتزلة ويؤيده قوله تعالى لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَ هُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ والتحقيق أنه لا يمكن أن يحوم الأبصار حول جنابه في مرتبة إطلاقه و إن أمكن إبصارهفي مرتبة التمثل و التنزل إلى مراتب الظهور و مدارج البروز و لذا قال النبي ص إنكمسترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون في رؤيته و الكلام السابق يناديبأنه ع في هذا المقام بصدد التنزيه فاللائق به نفي الإبصار و لا يبقى في هذاالمشهد السني نزاع بين الأشاعرة و المعتزلة في مسألة اللقاء و في بعض النسخ و كانبلا كيف مكنون أي مستور عن العقول فكيف بالكيف الظاهر و لا كيف هاهنا بمنزلة كلمةواحدة و لذا دخل عليه حرف الجر و جعلها مجرورة. و يا من علم بما كان قبل أن يكونالكون المستعمل هاهنا تام أي تعلق علمه بما وجد في الخارج قبل أن يوجد فيه و ذلكلأن لجميع الأشياء صورا علمية أزلية في ذات الحق و يسمى تلك الصور أعيانا ثابتة وشئونا إلهية و هي التي سماها الحكماء بالماهيات و تخرج من مكمن الغيب العلمي إلىمشهد الشهادة العينية تدريجا على حسب استعداداتها. يا من أرقدني أي أنامني قبل هذاالصباح في مهاد أمنه و أمانه المهد مهد الصبي و المهاد الفراش و الأمن طمأنينةالنفس و زوال الخوف و الأمان و الأمانة في الأصل مصدران و قد يستعمل الأمان فيالحالة التي يكون عليها الإنسان في الأمن. و يا من أيقظني أي نبهني من النوممتوجها إلى ما منحني أي أعطاني يقال منحه يمنحه و يمنحه بالفتح و الكسر و الاسمالمنحة بالكسر و هي العطية به الضمير راجع إلى ما من مننه و إحسانه بيان لما والمنن جمع منة و هي النعمة الثقيلةو يا من كف أكفالسوء عني الأكف بضم الكاف جمع الكف و السوء ما يغم الإنسان و أثبت للسوء أكفا كمايثبتون للمنية أظفارا و مخالب بيده أي قدرته الباهرة و سلطانه أي سلطنته القاهرةقال تعالى وَ مَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً. صلالصلاة من الله الرحمة و من الملك الاستغفار و من البشر الدعاء و الصلاة التي هيالعبادة المخصوصة أصلها الدعاء و صليت عليه أي دعوت له و يقال صليت صلاة و لا يقالتصلية اللهم أي يا الله و الميم عوض عن يا و لذلك لا يجتمعان و قيل أصله يا اللهأمنا بخير فخفف بحذف حرف النداء و متعلقات الفعل و همزته و الأم القصد و بعضهمزعموا أن الأصل اللهم يا الله آتنا بالخير و أورد الرضي رحمه الله النقض بما إذاقلنا يا الله لا تأتهم بالخير و لا يبعد أن يقال لا نسلم إطلاق لفظة اللهم في غيرمقام الاسترحام بل لا يبعد أن يقال إن الميم اختصار من ارحم و التشديد عوض عماأسقط تقديره يا الله ارحم و الحاصل أنا لم نظفر باستعمالهم هذه اللفظة في غير مقامالدعاء و الاسترحام. فإن قيل كثيرا ما ورد في مقام الدعوة على العدو قلنا الدعاءعلى العدو يرجع إلى الدعاء لنفسه و قيل لو كان اللهم أصله يا الله أو آتنا بالخيرلجاز أن يقال حالة الذكر اللهم اللهم اللهم كما يقال يا الله يا الله يا الله. علىالدليل إليك أي من كان هاديا لنا و المراد به النبي ص في الليل الأليل أي البالغفي الظلمة و هذا مثل قولهم ظل ظليل و عرب عرباء و المراد به زمان انقطاع العلم والمعرفة و الماسك عطف على الدليل و إمساك الشي‏ء التعلق به و حفظه من أسبابك السببالحبل و كل شي‏ء يتوصل به إلى غيره بحبل الشرف أي العلو الأطول صفة الحبل و المرادالذي يمسك من حبالك . بالحبل الأطول من الشرف. و الناصع أي الخالصمن كل شي‏ء يقال أبيض ناصع و أصفر ناصع و نصح الأمر وضح و بان الحسب هو ما يعدهالإنسان من مفاخر آبائه و قال ابن السكيت الحسب و الكرم يكونان في الرجل و إن لميكن آباء لهم شرف و الشرف و المجد لا يكونان إلا بالآباء في ذروة الكاهل هو ما بينالكتفين و ذرى الشي‏ء بالضم أعاليه الواحدة ذروة بكسر الذال و ذروة بالضم أيضا وهي أيضا أعلى السنام و فلان يذري حسبه أي يمدحه و يرفع شأنه و الأعبل أي الضخيمالغليظ و المراد النبي الخالص حسبه أو الواضح حسبه في أعلى مراتب المجد الراسخ والشرف الشامخ. و الثابت القدم على زحاليفها الضمير للقدم فإنها مؤنث سماعي والزحلفة بضم الزاء آثار تزلج الصبيان من فوق التل إلى أسفله و هي لغة أهل العاليةو تميم يقوله بالقاف و الجمع زحالف و زحاليف و قال ابن الأعرابي الزحلوفة مكانمنحدر يملس لأنهم يزحلفون فيه و الزحلفة كالدحرجة و الدفع يقال زحلفته فتزحلف فيالزمن أي الزمان الأول المراد النبي ص الذي ثبت قدمه على المواضع التي هي مظانمزلة القدم قبل النبوة أو في أوائل زمان النبوة. و على آله هو من يئول إليهبالقرابة الصورية أو المعنوية الأخيار جمع خير كشر و أشرار و قيل جمع خير أو خيرعلى تخفيفه كأموات في جمع ميت أو ميت المصطفين من الناس يقال اصطفيته أي اخترتهالأبرار قال صاحب الكشاف هو جمع بر و بار فلا يصح ما ذكره الجوهري من أن فاعلا لايجمع على أفعال و عن علي ع كل دعاء محجوب حتى يصلى على محمد ص رواه الطيراني فيالمعجم الأوسط و قال أبو سليمان الداراني إذا سألت الله حاجة فابدأ بالصلاة علىالنبي ص ثم ادع ما شئت ثم اختم بالصلاة عليه فإن الله سبحانه يقبل الصلاتين و هو أكرم من أن يدع بينهما و لذا بدأ علي ع هذا الدعاءبالصلاة على النبي ص و صلى عليه في آخره. و افتح اللهم لنا عطف على صل مصاريعالصباح جمع مصراع و المصراعان من الأبواب و به شبه المصراعان في الشعر بمفاتيح هوجمع مفتاح الرحمة و هي رقة في القلب تقتضي الإحسان و يضاف إليها باعتبار غايتها والفلاح هو الظفر و إدراك البغية و في بعض النسخ بدل الفلاح النجاح و النجح والنجاح الظفر بالحوائج. و ألبسني من الإلباس أي ألبسني خلعة من أفضل خلع و هي جمعخلعة الهداية قد تطلق على إراءة الطريق كما في قوله تعالى وَ أَمَّا ثَمُودُفَهَدَيْناهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى الْهُدى و قد تطلق على الإراءة والإيصال إلى المقصد كما في قوله تعالى إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ والصلاح هو ضد الفساد. و اغرز اللهم إما بتقديم الراء المهملة على المعجمة يقالغرزت الجرادة بذنبها في الأرض تغريزا و غرزت الشي‏ء بالإبرة أغرزه غرزا و إمابتقديم المعجمة من باب الإفعال كما في بعض النسخ و الغزارة الكثرة و قد غزر الشي‏ءبالضم يغزر فهو غزر و غزرت الناقة غزارة كثر لبنها بعظمتك عظم الشي‏ء و أصله كبرعظمه ثم استعير لكل كبير فأجري مجراه محسوسا كان أو معقولا عينا كان أو معنى فيشرب هو بكسر الشين الحظ من الماء جناني هو بالفتح القلب ينابيع جمع ينبوع و هو عينالماء من نبع الماء ينبع و نبع نبوعا أي خروجا الخشوع هو الضراعة و أكثر ما يستعملفيما يوجد في الجوارح و الضراعة أكثر ما يستعمل فيما يوجد في القلب و أجر منالإجراء بهيبتك على الإجلال و المخافة من آماقي موق العين طرفها مما يلي الأنف والأذن و اللحاظ طرفها الذي يلي الأذن و الجمع آماق و أمآق زفرات الدموع هي جمع دمعو . الزفرة بالكسر القربة و منه قيل للإماءاللواتي يحملن القرب زوافر. و أدب اللهم من التأديب نزق الخرق مني النزق هو الخفةو الطيش و الخرق ضد الرفق و قد خرق يخرق خرقا و الاسم الخرق بالضم و قال فيالقاموس الخرق بالضم و بالتحريك ضد الرفق انتهى و قال في النهاية و في الحديثالرفق يمن و الخرق شوم الخرق بالضم الجهل و الحمق بأزمة جمع زمام و هو الخيط الذيفي البرة أو في الخشاش ثم يشد في طرفه المقود و قد يسمى المقود زماما و الخشاشبالكسر الذي في أنف البعير و هو من خشب و البرة من صفر و الخزامة من شعر القنوع هيبالضم السؤال و التذلل للمسألة و قد شبه ع نزق الخرق أي الطيش الناشي من غلظةالطبيعة بحيوان يحتاج إلى أن يؤدب بالأزمة. اللهم إن لم تبتدئني الرحمة منك أي لمتبتدئني شأني رحمتك بحسن التوفيق هو جعل الله تدبيرنا موافقا لتقديره فمن بالفتحللاستفهام السالك السلوك النفاذ في الطريق بي المشهور أن مثل هذه الباء للتعدية ويمكن أن يقال المراد فمن السالك معي أي بمصاحبتي و لا يخفى أنه أبعد عن التكلفواضح الطريق من إضافة الصفة إلى الموصوف أي الطريق الواضح. و إن أسلمتني أي سلمتنيأناتك أي حلمك و يقال تأنى في الأمر ترفق و انتظر و الاسم الأناة مثل قناة لقائدالأمل أي الرجاء و يقال قدت الفرس و غيره أقوده قودا و مقاودة و قيدودة و المنىبالضم جمع منية و هي الصورة الحاصلة في النفس من تمني الشي‏ء فمن المقيل يقال أقلتالبيع إقالة أي فسخته عثراتي العثرة الزلة أي فمن يفسخ و يمحو زلاتي الحاصلة منكبوات يقال كبا بوجهه يكبو سقط الهوى هو بالقصر هوى النفس و جمعه أهواء. و إنخذلني نصرك يقال خذله خذلانا أي ترك عونه و نصره عند محاربة النفس أي وقت محاربتيللنفس الأمارة بالسوء و محاربة الشيطان و هو عند الصوفية النفس الكلية التي تتمثلأحيانا بالصور الجسمانية و قيل هو القوة الواهمة فقد وكلني يقال وكله إلى نفسهوكلا و وكولا و هذا الأمر موكول . إلى رأيك نصرك و في بعض النسخ خذلانك إلى حيثالنصب أي إلى مكان فيه النصب و هو بفتح النون و الصاد التعب و الحرمان أي المحرومالذي لم يوسع عليه في الرزق كما وسع على غيره إلهي أي يا معبودي من أله إلهية أيعبد أ تراني من الرؤية و همزة الاستفهام هاهنا للإنكار ما أتيتك من الإتيان والمراد به التوجه إليه تعالى إلا من حيث الآمال أي ليس توجهي إليك إلا لأجل الآمالو أما التوجه الخالص الصافي عن الأغراض النفسانية فلم يوجد مني أم تراني علقت بكسراللام أي تعلقت يقال علق به علقا أي تعلق به بأطراف حبالك أي حبال فضلك و كرمك إلاحين باعدتني أي أبعدتني و في بعض النسخ أبعدتني ذنوبي جمع ذنب و هو الكدورةالحاصلة لمرآة القلب من ارتكاب القبائح عن ضربة الوصال الضربة بالكسر أبيات مجتمعةفبئس المطية هي واحد المطي يذكر و يؤنث التي امتطأت نفسي أي امتطأته نفسي يقالامتطأتها أي اتخذتها مطية من هواها بيان المطية و الضمير راجع إلى النفس فإنهامؤنث سماعي. فواها لها كلمة تعجب فإذا تعجبت من شي‏ء قلت واها له لما سولت لها مامصدرية و سولت له نفسه أي زينته ظنونها الباطلة و مناها العاطلة و تبا لها التبابالخسران و الهلاك تقول تبا لفلان تنصبه على المصدر بإضمار فعل أي ألزمه الله هلاكاو خسرانا له لجرأتها أي شجاعتها على سيدها المراد به هو الله تعالى يقال ساد قومهيسودهم سيادة و سؤددا و سيدودة فهو سيد و مولاها هو المعتق و المعتق و ابن العم والجار و الحليف و الناصر و المتولي للأمر و المراد هاهنا الناصر أو المتولي للأمرقال النبي ص من كنت مولاه فعلي مولاه و المولى في هذا الحديث يختص بالمعنى الأخير.إلهي قرعت أي ضربت ضربا شديدا باب روضة رحمتك بيد رجائي أصل يد يدي بسكون الدال وهربت أي فررت إليك هذا ناظر إلى قوله تعالى فَفِرُّواإِلَى اللَّهِ لاجيا أي ملتجيا يقال لجأت لجأ بالتحريك و ملجأ من فرط أهوائي الفرطبسكون الراء التجاوز عن الحد و قد عرفت أن الهوى بالقصر هوى النفس و الأهواء جمعهو علقت أي تعلقت بأطراف حبالك أي حبال كرمك أنامل ولائي أنامل جمع أنملة و هي رءوسالأصابع و يقال بينهما ولاء بالفتح أي قرابة. فاصفح اللهم يقال صفحت عن فلان إذاأعرضت عن ذنبه عما أجرمته الجرم و الجريمة الذنب يقال جرم و اجترم بمعنى و في بعضالنسخ عما كان من زللي يقال زللت يا فلان تزل زليلا إذا زل في الطين أو منطق و قالالفراء زللت بالكسر تزل زللا و الاسم الزلة و خطائي الخطاء بالقصر نقيض الصواب وقد يمد و قرئ بهما وَ مَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً. و أقلني من الإقالة أي خلصنيمن صرعة دائي أي مرضي يقال صارعته فصرعته صرعا بالكسر لقيس و صرعا بالفتح لتميم والصرعة مثل الركبة و الجلسة و الصرع علة معروفة سيدي و مولاي أي ناصري و متوليأمري و معتمدي أي محل اعتمادي أو الذي اعتمدت عليه و رجائي أي مرجوي و غاية منايأي نهاية مقاصدي في منقلبي قلبت الشي‏ء فانقلبت أي انكب و المنقلب يكون مصدرا ومكانا مثل منصرف و المراد هاهنا هو المكان قال الله تعالى وَ سَيَعْلَمُ الَّذِينَظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ و مثواي يقال ثوى بالمكان يثوي ثواء وثويا أي أقام. إلهي كيف تطرد الطرد الإبعاد و الطرد بالتحريك تقول طردته فذهبمسكينا قيل هو الذي لا شي‏ء له و هو أبلغ من الفقر و قوله تعالى أَمَّاالسَّفِينَةُ فَكانَتْ لِمَساكِينَ فإنه جعلهم مساكين بعد ذهاب سفينتهم أو لأن . سفينتهم غير معتد بها في جنب ما كان بهم منالمسكنة و قوله تعالى ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَ الْمَسْكَنَةُ فالميم فيذلك زائدة في أصح القولين التجأ إليك من الذنوب متعلق بقوله هاربا أي ما يباعدعنها. أم كيف تخيب يقال خاب الرجل خيبة إذا لم ينل ما طلب و خيبته أنا تخييبامسترشدا أي طالبا للرشاد و هو ضد الغي قصد القصد إتيان الشي‏ء تقول قصدته و قصدتإليه بمعنى إلى جنابك الجناب بالفتح الفناء و بالكسر ما قرب من محلة القوم صاقبا يقال صقب داره بالكسرأي قريب و في بعض النسخ ساعيا و يقال سعى الرجل يسعى سعيا إذا عدا و كذا إذا عمل وكتب. أم كيف ترد يقال رده عن وجهه يرده ردا و مردا صرفه ظمآن أي عطشان يقال ظمأظمأ أي عطش ورد الورود أصله قصد الماء ثم يستعمل في غيره قال الله تعالى وَ لَمَّاوَرَدَ ماءَ مَدْيَنَ إلى حياضك هي جميع حوض. شاربا كلا أي لا طرد و لا تخييب و لارد و حياضك الواو للحال مترعة يقال حوض ترع بالتحريك و كوز ترع أيضا أي ممتل و قدترع الإناء بالكسر ترعا أي امتلأ و أترعته أنا و جفنة مترعة في ضنك المحول أي في زمان ضيق حاصل منالمحول و المحل الجدب و هو انقطاع المطر و يبس الأرض و بابك مفتوح للطلب أي لطلبالسائلين و الوغول أي الدخول و التواري يقال وغل الرجل يغل وغولا أي دخل في الشجرو توارى فيه و أنت غاية المسئول أي نهاية ما يسأل و ليس قبلك مسئول سألته الشي‏ء وسألته عن الشي‏ء سؤالا و مسألة و في بعض النسخ السؤل و هو ما يسأله الإنسان ونهاية المأمول أي المرجو و ليس بعدك مأمول. إلهي هذه أزمة نفسي عقلتها العقلالإمساك و الضمير للنفس بعقال مشيتك أي إرادتك و العقالبالكسر خيط يكون آلة لإمساك البعير و هذه أعباء ذنوبي العباء بالكسر الحمل و الجمعأعباء درأتها أي دفعتها عن نفسي بعفوك يقال عفوت عن ذنبه إذا تركته و لم تعاقبه ورحمتك و هذه أهوائي المضلة أي الموجبة للضلالة و أصله أضاعه و أهلكه وكلتها أيجعلتها موكولة إلى جناب لطفك الهادي لكل شي‏ء إلى ما يستعده و رأفتك هي أشدالرحمة. فاجعل اللهم صباحي هذا هو صفة صباحي نازلا على النزول الحلول تقول نزلتنزولا و منزلا بضياء الهدى هو الرشاد و الدلالة يذكر و يؤنث و السلامة هي التعريعن الآفات في الدين و هو الطاعة و الجزاء و استعير للشريعة قال الله تعالى إِنَّالدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ و الدنيا مؤنث أدنى من الدنو أو الدناءة أيالدار التي لها زيادة قرب إلينا بالنسبة إلى الآخرة أو لها زيادة دناءة بالنسبةإلى الآخرة و الدار مؤنث سماعي. و اجعل مسائي هو ضد الصباح جنة بضم الجيم هو مااستترت به من سلاح من كيد الأعداء أي مكرهم و الأعداء جمع عدو و هو ضد الصديق ووقاية هي حفظ الشي‏ء مما يضره و قد يطلق على ما به ذلك الحفظ و هو المراد هاهنا منمرديات الهوى أي المهالك الناشئة من هوى النفس يقال ردي بالكسر ردى أي هلك و أردأهغيره فإنك قادر القدرة ضد العجز على ما تشاء أي تريد. تُؤْتِي أي تعطي من الإتيانو هو الإعطاء الْمُلْكِ هو التصرف بالأمر و النهي في الجمهور و ذلك مختص بسياسةالناطقين و لذا يقال مَلِكِ النَّاسِ و لا يقال ملك الأشياء مَنْ تَشاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ يقال نزعت الشي‏ء من مكانه أنزعه نزعا قلعته وَتُعِزُّ مَنْ تَشاءُ العزة حالة مانعة للإنسان من أن يغلب من قولهم أرض عزاز أيصلبة وَ تُذِلُّ مَنْ تَشاءُ الذل بالضم ضد العز و بالكسر اللين و أذله و استذله وذلله بمعنى بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ ذكر الخير . وحده لأنه المقضي بالذات و الشر مقضي بالعرضإذ لا يوجد شر جزئي ما لم يتضمن خيرا كليا أو لمراعاة الأدب في الخطاب و نبه علىأن الشر أيضا بيده بقوله إنك على اه. تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ أي تنقص منقوس الليل و تزيد في قوس النهار و الولوج الدخول في مضيق وَ تُولِجُ النَّهارَ فِياللَّيْلِ أي تنقص من قوس النهار و تزيد في قوس الليل وَ تُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَالْمَيِّتِ بتشديد الياء و تسكينها و ذلك بإنشاء الحيوان من النطفة وَ تُخْرِجُالْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ و ذلك بإنشاء النطفة من الحيوان وَ تَرْزُقُ مَنْ تَشاءُالرزق يقال للعطاء الجاري و للنصيب و لما يصل إلى الجوف و يتغدى به قال الله تعالىأَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْناكُمْ وَ تَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْفَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ بِغَيْرِ حِسابٍ هو استعمال العدد. لا إله أي لامعبود بالحق إلا أنت و إنما خصصنا المعبود بالحق لأن غير الله قد يعبد بالباطلكالأصنام و الكواكب و بعض الصوفية يطلقون المعبود و يقولون كل ما يعبد فهو الله فيالحقيقة لأن الموجود الحقيقي نور واحد ظهر بصورة العالم و نسبة الحق إلى العالم كنسبةالبحر إلى الأمواج سبحانك اللهم التسبيح التنزيه و سبحان في الأصل مصدر كغفران وهو هاهنا مفعول مطلق أي أسبحك تسبيحا و بحمدك أي و كان ذلك التسبيح مقرونا بحمدك والحمد عند الصوفية إظهار صفات الكمال. من ذا يعرف ذا هاهنا بمعنى الذي و المعرفة والعرفان إدراك الشي‏ء بفكر و تدبر لأثر و هو أخص من العلم و يضاده الإنكار قدركقدر الشي‏ء مبلغه و في بعض النسخ قدرتك فلا يخافك الخوف ضد الرجاء و من ذا يعلمالعلم إدراك الشي‏ء بحقيقته و ذلك ضربان إدراك ذات الشي‏ء و الحكم بوجود الشي‏ء لهأو نفي الشي‏ء عنه و الأول يتعدى إلى مفعول واحد نحو لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُيَعْلَمُهُمْ. و الثاني يتعدى إلى مفعولين نحو فَإِنْعَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِناتٍ ما أنت أي أي شي‏ء أنت فلا يهابك أي لا يخافك ألفتقال الإمام الراغب المؤلف ما جمع من أجزاء مختلفة و رتب ترتيبا قدم فيه ما حقه أنيقدم و أخر فيه ما حقه أن يؤخر بمشيتك أي إرادتك الأزلية الفرق هي القطعة المنفصلةو منه الفرق للجماعة المنفردة من الناس و فلقت بقدرتك الفلق هو شق الشي‏ء و إبانةبعضه عن بعض الفلق هو الصبح و قيل الأنهار المذكورة في قوله تعالى أَمَّنْ جَعَلَالْأَرْضَ قَراراً وَ جَعَلَ خِلالَها أَنْهاراً. و أنرت من الإنارة بكرمك دياجيالغسق قال الجوهري دياجي الليل حنادسه و الحندس بالكسر الليل الشديد الظلمة والغسق هو أول ظلمة الليل و أنهرت المياه يقال أنهرت الدم أي أسلته و في بعض النسخأهمرت و الهمر الصب و قد همر الدمع و الماء يهمره همرا من الصم يقال حجر صم أي صلبمصمت الصياخيد هي جمع صيخود و صخرة صيخود أي شديدة عذبا هو الماء الطيب و قد عذبعذوبة و أُجاجاً ماء أجاج أي ملح و أنزلت مِنَ الْمُعْصِراتِ هي السحاب التي تعصربالمطر ماءً هو الذي يشرب و الهمزة فيه مبدلة من الهاء بدليل مويه و أصله موهبالتحريك لأنه يجمع على أمواه في القلة و مياه في الكثرة ثَجَّاجاً يقال ثججت الدمو الماء إذا أسلته بالوادي يثججه أي يسيله و مطر ثجاج إذا انصب جدا. و جعلت الشمسو القمر للبرية يقال برأ الله الخلق برءا و هو البارئ و البرية الخلق و قد تركالعرب همزه و قال الفراء إن أخذت البرية من البري و هو التراب فأصلها غير الهمزسِراجاً هو الزاهر بفتيلة و دهن و يعبر به عن كل مضي‏ء وَهَّاجاً الوهج بالتسكينمصدر وهجت النار وهجانا إذا اتقدت . من غير أن تمارس المراس و الممارسة المعالجة و المرادمن غير أن ترتكب فيما ابتدأت به لغوبا هو التعب و الإعياء و لا علاجا يقال عالجتالشي‏ء معالجة و علاجا إذا زاولته. فيا من توحد أي تفرد بالعز و البقاء هو دوامالوجود و توحده بالعز لأن كل ممكن فوجوده و جميع صفاته مستعارة من الله فهو في حدذاته ذليل و إنما العزة لله و توحده بالبقاء لأن كل شي‏ء هالك إلا وجهه و قهر أيغلب عباده العبودية التذلل و العبادة أبلغ منها لأنها غاية التذلل بالموت هومفارقة الروح من البدن و الفناء هو العدم بعد الوجود. صل على محمد و آله الأتقياءالتقي المتقي يقال اتقى يتقي و توهموا أن التاء من نفس الكلمة و قالوا تقى يتقيمثل قضى يقضي و ناسب هذا الوصف قول النبي ص كل تقي آلي و استمع يقال استمعت له أيأصغيت إليه ندائي أي صوته و استجب دعائي الإجابة و الاستجابة بمعنى و الدعاء واحدالأدعية و أصله دعاو لأنه من دعوت إلا أن الواو لما جاءت بعد الألف همزت و حقق أيثبت من حق يحق بمعنى ثبت بفضلك هو و الإفضال الإحسان أملي في الدنيا و رجائي فيالآخرة. يا خير من دعي يقال دعوت فلانا أي صحت به و استدعيته لدفع الضر هو بالضمالهزال و سوء الحال و في بعض النسخ لكشف الضر يقال كشفت الثوب عن الوجه و كشفت غمهقال الله تعالى وَ إِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَو المأمول أي المرجو في كل عسر يراد دفعه و العسر نقيض اليسر قال عيسى بن عمر كلاسم على ثلاثة أحرف أوله مضموم و أوسطه ساكن فمن العرب من يثقله و منهم من يخففهمثل عسر و عسر و رحم و رحم و حكم و حكم. و في كل يسر بكلا بغيرك أنزلت حاجتي الحاجة إلى الشي‏ء الفقر إليه مع محبته فلا تردني صيغة نهيللدعاء من باب موهبتك وهبت له الشي‏ء وهبا و وهبا بالتحريك و هبة و الاسم الموهب والموهبة بكسر الهاء فيهما خائبا أي غير واجد للمطلوب يا كريم يا كريم يا كريم كررالنداء بعنوان الكريم إظهارا للاعتماد على كرم الحق لا حول أي لا قوة في الظاهر ولا قوة أي في الباطن إلا بالله العلي بذاته العظيم بصفاته. و اعلم أنا قد أوردناهذا الدعاء الشريف مع شرحه في كتاب الصلاة في أبواب أدعية الصباح و المساء و إنماكررناه للفاصلة الكثيرة و لشدة مناسبته بهذا المقام أيضا .

  • #2
    الشكر الجزيل للاخت أم محمد على الموضوع الرائع

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    x

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

    صورة التسجيل تحديث الصورة

    اقرأ في منتديات يا حسين

    تقليص

    لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

    يعمل...
    X